-->

رواية جديدة قلوب بريئة تنبض بالحب لموني عادل - الفصل 22

 


قراءة رواية قلوب بريئة تنبض بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلوب بريئة تنبض بالحب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة موني عادل 


الفصل الثاني و العشرون




كعادته في السهر شرب كثيرا حتي سكر واستمتع بوقته ثم قرر العودة للمنزل فلقد تأخر الوقت يعلم بانه ليس هناك من ينتظره وانها ربما تكون نائمة ولا تفكر فيه ام انها ستدعي النوم كما تفعل دائما حتي تجعله لا يقترب منها فاستقل سيارته وقادها ولم ينتبه لسرعة السيارة من شدة سكره فلقد اراد الوصول للمنزل في اسرع وقت فلم ينتبه واختل توازن السيارة لتفقد مسارها وتخرج عن الطريق مصطدمة بعامود حديد على جوار الطريق ليرتطم جسده بقوه في مقدمة السيارة لتسيل الدماء من راسه حاول فتح الباب والخروج ولكنه لم يستطيع فلقد علقت قدماه حاول كثيراً تحركيها والنجاة بحياته قبل أن تشتعل السيارة ولكنه لم ينجح فالألم ينهش بجسده وقدمه وقد تشوشت الروية امامه وسرعان ما فقد وعيه بينما كانت هي واقفة امام الشرفة تنتظر عودته وتنظر للطريق لعلها تراها فلا تعلم لما تشعر بالقلق والخوف الشديد عليه ولكن بداخلها شعور سيء يراودها لاول مرة في حياتها فظلت واقفة مكتفة ذراعيها وكأنها تبحث عن من يطمئنها ويريح قلبها عندما يأست بأنه قد يعود الليلة اغلقت الشرفة واتجهت ناحية الفراش وجلست عليه وهي تفكر أين هو الان وما الذي قد يكون يفعله فأخذت تفكر بانه قد يكون في شقته يستمتع بوقته مع فتاة ممن يعرفهم شعرت بالغثيان فاتجهت مسرعة ناحية المرحاض لتخرج ما في جوفها ثم اغتسلت وهي تنظر لهيئتها في مرآة المرحاض وتتنهد بان كل ما له علاقة بشريف يأذيها ويؤلم قلبها فخرجت وتسطحت على الفراش فهي تجذم بانها تعلم اين هو وماذا يفعل حاولت النوم كثيرا ولكنها لم تستطيع فامسكت هاتفها تريد الاتصال به ولكنها ترددت في اخر لحظة ورمت بالهاتف على الفراش بجوارها حتي لا يخيل له بأن امره يهمها أو لربما يعتقد أنه تشعر بالغيرة ، فأستمعت لصوت في الخارج ثم طرقات مرتفعه على باب غرفتها فوقفت مفزوعة وتحركت تفتحه لتجد والد شريف يخبرها بأنه في المشفي فلقد ارتكب حادثا ما ان انتهي تحرك ليذهب اليه بينما وقفت هي في مكانها مفزوعة وقد شحب وجهها وشعرت بالم حاد يضرب منتصف صدرها فتحركت مغادرة غرفتها وهي تركض لتلحق بوالديه لتذهب معهم للمشفي وتراه ..


وصلوا للمشفي في حالة رعب وخوف فسألوا عليه في الاستقبال ليعلموهم بانه في غرفة العمليات اتجهوا ناحية غرفة العمليات ووقفوا في الطرقة امامها ينتظرون ان يخرج اي احد من الداخل ليخبرهم عن حالته فكان التوتر والخوف يتملكهم وكانت نهي وكانها تعيش في فيلم رعب لا تشعر بأي شيء حولها تشعر وكأنها في دوامة لا تستطيع الخروج منها ظلوا على تلك الحالة لاكثر من ساعتين وقد بدات تذرف دموع الخوف والاشتياق فهي لا تتخيل حياتها بدونه تحبه وتكرهه تخشي عليه وتتمني ان تقتله بيدها كل ذلك في ذات الوقت ولكنها لا تريده ان يبتعد عنها جلست على اقرب مقعد لها واطلقت العنان لدموعها بينما والدته ووالده لم يكن وضعهم افضل منها فلقد كانوا مدمرين نفسيا خرج الطبيب من غرفة العمليات ليجتمعوا حوله ويسألونه عن حالته ليخبرهم عن وضعه وقد شعروا بالخوف مما قاله الطبيب ووجهوا انظارهم ناحية نهي التي ما ان استمعت للطبيب حتي شهقت بصوت مرتفع انتبه له الجميع فاستأذن الطبيب وتركهم مغادراً ووقفت تراقبهم وهم يخرجونه من غرفة العمليات ليدخلونه غرفة العنايه حتي يتحسن وضعه فذهبت خلفه ووقفت تنظر اليه من بعيد وهي تتمني ان يشفي سريعاً حتي لو عاملها بسادية كما كان دائماً ..


❈-❈-❈


في منزل ابراهيم كان سيف جالسا بمفرده معظم الوقت حزين على حبيبته التي فقدها فلم يتقبل وجود ابنته في حياته بعد ان تسببت في موت والدتها فلقد سلبت حبيبته كل شيء بدأً من حياتها وملامحها حتي اسمها قد سلبته فلقد اسماها والده ملك على اسم والدتها منذ تلك الليلة التي أحضرها فيها للمنزل وأعطاها لوالدته لم يرأها أو فكر حتي في ذلك لم يفعل شيء في حياته غير العمل والذهاب لقبرها ليخبرها بما فعله على مدار اليوم فهي ما زالت جزء من حياته حتي ولو بعد موتها وجد والدته تدخل عليه الغرفة وهي تحمل ابنته بين ذراعيها فاشاح ببصره بعيدا عنها وهو يقول بإستياء لوالدته 


(( اخبرتك بأنني لا اريد رؤيه احد اريد ان ابقي بمفردي اخرجي أرجوك أتوسل إليكي أن تتركيني بمفردي .))


تحدثت والدته تقول بهدوء 


(( ولكن ملك ارادت رؤيتك .))


عند نطقها لاسم حبيبته ولم يستطع ان يتماسك اكثر امامها فنزلقت دمعه من طرف عينيه ونظر للطفلة بغضب فلقد سرقت كل شيء من حبيبته سرقت حياتها وسرقت اسمها كل شيء تنازلت عنه حبيبته لتأخذه تلك الطفلة الوردية اللون 

اغمض عينيه بيأس لتربط والدته على كتفه وهي تقول 


(( عليك ان تتقبل وجود ابنتك في حياتك خذ واحملها قليلا فقط وستشعر بالراحة .))


مدت يدها له بها ولكنه ظل ينظر اليها دون ان يلمسها ثم وقف وتركهم وغادر الغرفه لتتنهد والدته فهي ارادت ان تقربه من ابنته وان يشعر بالحنين تجاهها قبل ان تكبر على تلك الحالة ويجدوا صعوبة في التعامل مع بعضهما ولكنها لم تستطيع النجاح في ذلك الامر ..


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد كانت اسيل في غرفتها فمنذ ذلك اليوم الذي تم اختطافها به وقد صارت فتاة اخري انطوائيه فقد تدهورت نفسية اسيل منذ ان تم اختطافها وقتلها لسامي فهذه اول مرة لها تري شخص ميت امامها فما بالها اذا كانت هي من قتلته منذ ذلك اليوم وهي تستيقظ فزعة في الليل تشعر بالخوف وانه يلاحقها اينما ذهبت تراه امامها معظم الوقت يبتسم لها بهدوء ومؤمن ايضا منشغل عنها في عمله وما حدث لاخيه جعله يبتعد عنها فلم يعد يسأل عليها ولا يهتم بتفاصيلها مثل ما كان من قبل فقررت ان تذهب وتري طبيبا نفسيا فهي تعلم بأن مؤمن لن يتخلي عنها ولكنه منشغل فقط بدلت ملابسها سريعا وفتحت باب غرفتها وبدات تخطؤ خطواتها نحو الخارج لتوقفها والدتها قائله 


(( اسيل ))


التفتت اسيل تنظر لها لتسألها والدتها قائله 


(( الي اين ؟ ))


توترت اسيل فهي لا تريد ان يعلم اي شخص بانها ستبدا متابعة مع طبيب نفسي فقال بتلعثم 


(( سأذهب لاتمشي قليلا فلقد مللت من البقاء في المنزل .))


اومأت لها والدته وهي تقول 


(( حسنا ولكن ارجوكي لا تتاخري .))


هزت راسها بالايجاب واستدارات مغادره لتقف والدتها تنظر في اثرها وهي تطمئن نفسها بان ابنتها لن يصيبها مكروه وستكون بخير فما مروا به من قبل صنع لكلاً منهما مخاوف مختلفة عن الاخر استدارات لتعود للمطبخ فوجدت خالد ينظر إليها بعشق ولكنها تجاهلته فهي بعد مرورها بأزمة أسيل شعرت كم أن خالد شخص ظالم وكم تحملت منه فاطمة من أجل ابنتها فبدأت تظهر إليها عيوب خالد واشياء كثيرة لا تستطع التغاضي عنها ففاطمة لاخر لحظة كانت نعمة الزوجة حتي بعد أن اختطفت ابنتها اتت وبقيت بجوارهم حتي عادت اسيل واطمئنت عليها ثم غادرت لتعود لحياتها تعيش وحيدة فظهر لها أصلها ومعدنها الطيب لا تنكر انها شعرت بالشفقة تجاهها فأخبرت خالد أنها تريده أن يرجع فاطمة لعصمته من جديد وان يجمع بينهما لتصدم من رفضه القاطع وحديثه الذي لا يمت لفاطمة بصله لم يعجبها انانيته فغضبت منه وابتعدت عنه لتتركه يتعذب بسبب جفائها معه فكما تدين تدان ولو بعد حين .


❈-❈-❈


فتحت عيناها بصعوبة فلم تذق طعم النوم طوال الليل ظلت للصباح مستيقظه تفكر فيما حدث لها وكم كان الله لطيفاً معها حتي سترها ولم يفضحها فلقد كانت ذاهبة مع ادهم وهي تضع كفها على صدرها تهدي من روعها ومن ضربات قلبها المتسارعة فهي كانت فاقدة للوعي لا تشعر بذاتها ولا بما حدث معها فأخذت نفساً مطولاً وهي تلتفت لتقع عينيها في وسط عينيه فلقد كان جالسا على الاريكة يطالعها بهدوء دون التفوه بكلمه ظلوا على تلك الحالة لبضع دقائق وصوت الصمت هو كل ما يسمع في المكان لتجلس نصف جلسه واشاحت ببصرها بعيدا وهي تقول 


(( اريد الذهاب لمنزل عائلتي .))


اجابها بهدوء قائلا


(( لا))


شعرت بالغضب فقالت بعصبيه


(( سأذهب لمنزل عائلتي اليوم بل الان . ))


انهت حديثها وهي تنزل قدميها عن الفراش وتحركت ناحية المرحاض لتغتسل ومن ثم بدلت ملابسها واتجهت ناحية باب الغرفة تحاول فتحه ولكنه لم يفتح فوقف واقترب منها لتنظر اليه بتسأل لما اوصد الباب ليقول بخفوت 


(( لن تخرجي من هنا الا بعد ان أسامحك وبعد ان اعرف من السبب فيما حدث بالامس .))


طالعته بتجهم وقد شعرت بالازدراء من كل شيء حولها لتقول 


(( تسامحني ! بل أنا من لم أسامحك ولا تحلم بانني قد اسامحك يوما لقد جعلتني اشعر بالخزي من نفسي .. لحظة واحدة هل أنت هو الغاضب الأن ؟))


مال بجسده مقترباً منها وهو يقول 


(( انا رجل ورايت زوجتي في موقف لا احسد عليه فكيف تريدين ان يكون رد فعلي .)


هزت راسها بالنفي فهي حتي تلك اللحظة لا تستوعب كل ما حدث معها ولا تتخيل بان هناك اشخاص قد ياذؤن احد بتلك الطريقة البشعه فنزلت دموعها على وجنتها وتحركت من امامه متجهة ناحية الفراش وجلست عليه ليقف مكانه للحظات ثم اقترب منها وجلس امامها وهو يحتضن راسها لتنفجر بالبكاء وكأنها لم تبكي من قبل تشكو له منه وهي تقول بقهر 


(( أقسم أنني لاعرف كيف حدث ذلك لقد انجرفت خلف مشاعري شعرت بالخوف من أن تكون تلك الرسائل حقيقة وأنك حقاً تخونني لذلك ذهبت دون وعي مني ولم انتبه انه لربما مكيدة أو شيء أخر .))


(( أصدقك وأعرف اخلاقك جيداً ولكن هذا لن يغفر لكِ خطأك فلو وجهتينني لكان أفضل من ذهابك فلم يكن ليحدث ما حدث أشعر بالنيران تشتعل بداخل جسدي وأنا أفكر في من قد يفعل ذلك ويراكي وانتي على تلك الهيئة .))





بعدما جلس بجوارها على الفراش نظر إليها بابتسامة كسول فتاهت بين مقلتيه اللامعتين كجناح غراب أسود.. ليدنو منها رويدا رويدا حتى أصبح لا يفصله عنها الا قيد انمله فاخذ يميل عليها يهمس في أذنها بصوته الأجش المبحوح بنبرات دغدغت أوصالها فيما ضربت أنفاسه الدافئة صفحة وجهها الندية، لتغمض عينيها تستنشق بعمق عطره المميز  الممتزج برائحته الخاصة، وتستمع لكلماته الخافتة يخبرها كم يعشقها ويبثها حبه وحنانه وهو يعتذر منها على ما ورد منه فلم ينم ليلة امس واتصل باحد رجاله ليعرف لمن تكون تلك الشقة ومن وراء ما حدث لزوجته من اراد تدنيس شرفه وهدم الثقة بينهما  تصاعد رنين هاتفه فامسك به ليجد ذلك الرجل الذي طلب منه ان يجلب له كافة المعلومات فاجاب عليه وتحرك من جانبها يبتعد عنها قليلا حتي يستطيع التحدث ليخبره الرجل بكافة المعلومات التي ارادها فكور قبضته بغضب وهو لا يستوعب ما يقوله وقد شعر بالغدر ممن فكر بانهم يحبونه ويقدرونه فانهي المكالمة معه واتجه اليها يقبل اعلي راسها وهو يقول 


(( ارجوكي ابقي وانتظريني لا تذهبي لاي مكان .))


انتظر ان تجيبه ولكنها لم تفعل فتنهد وتحرك فعليه الذهاب وتلقين من فعل ذلك درسا قاسيا فكرت اروي كثيرا بالذهاب لمنزل عائلتها ولكنها لا تعرف ما الذي منعها من الخروج من المنزل هل هو حديث ادهم ام خوفها مما حدث ما زال مسيطرا عليها حقاً لا تعرف لقد منعها أدهم من الخروج من الغرفة مطلقاً وأنه لا يريد رؤيتها بالخارج حتي يعلم بمن تسبب بفعل كل هذا ثم خرج من الغرفة وهي يغلق بابها خلفه بقوة لتستمع لصوت المفتاح يدور بداخل الباب ليغلقه عليها من الخارج كم شعرت بالالم والخوف من غدر الزمان لتجهش في البكاء وهي تفكر بأنها لا تريد ان تكون نسخة ثانية من والدتها فإذا لم يكن مقدراً لها العيش بسلام مع زوجها فلتنفصل عنه مبكراً دون أن تتألم أكثر ويكون قرار الإنفصال اشد صعوبة عليها فقررت البقاء حتي عودته ولتري ما ستفعله بعدها ..


 ❈-❈-❈


وصل ادهم في وقت قياسي لوجهته فاوقف السيارة وترجل منها مسرعا دون اغلاق بابها واخذ يطرق على الباب بقوه فما ان فتحت الباب حتي دفعها وهو يخطو للداخل فكادت ان تفقد توازنها وتقع على ارضية المنزل ولكنها تماسكت وثبتت قدميها في الارض ليقترب منها ويصفعها بقوه على وجنتها عدة صفعات وهو يسألها بغضب


(( لما فعلت ذلك ))


انهي حديثه يمد يده يضعها حول رقبتها يخنقها بقوة ليحتقن وجهها بالدماء فلم تستطيع أن تجيبه فأبتعد عنها في أخر لحظة ولكنه لم يبتعد بل أخذ يكمل صفعها وهو يقول بإذدراء 


(( لم احتقر فتاة في حياتي كما احتقرتك الان .. لا اريد رؤيتك مرة ثانية ولا تقتربي من حياتي او زوجتي فأنا احذرك يا لبني .))



نظرت اليه بعينين دامعتين وهي تقول 


(( ولكني احبك صدقني لن تجد امراة تحبك مثلما افعل انا لن استطيع العيش وانا بعيدة عنك .))


هز راسه بيأس منها فليس هناك داعي لهذا الحديث فرفع ابهامه في وجهها يحظرها وهو يقول بوعيد


(( ما زلتي لا تعرفين من هو ادهم فاتقي شري وابتعدي عن حياتي وإلا ستكونين انتي المسؤلة عن ما سيحدث لك لن اترفأ بحالك وأنظر إليك على أنك إمرأة سأفعل ما سيجعلك تكرهين حياتك وتفضلين الموت على العيش بتلك الطريقة   .))



استدار مغادرا وهو يستمع لصوتها تنادي عليه وتترجاه بالا يذهب ولكنه لم يعيرها اي اهتمام فلقد كانت صفحة في حياته وقطعها ليكمل حياته في هدوء وراحه ..


 ❈-❈-❈


اخبرهم الطبيب بانه افاق من غيبوبته ويمكنه الخروج من غرفة العناية اليوم وبقاءه في غرفة عاديه سعدت بذلك الخبر وقد رقص قلبها من شدة الفرح وظلت جالسه بتوتر وكانها تجلس على الجمر تريد رؤيته والاطمئنان عليه اقتربت منها والدته وامسكت كفها بين كفيها ثم ربطت عليه وهي تخبرها بانه سيكون بخير لتبتسم لها نهي وهي تؤمي براسها تؤكد على ما تقوله وجدت الطبيب يدخل اليه ليعاينه فوقفت وذهبت خلفه وقفت تتابع الطبيب وهو يكشف عليه وما ان انتهي سألته عن حالته ليخبرها بانه بخير وانه ينتظر ان يفيق ليطمئنهم بنفسه اذا ما كان هناك ما يؤلمه انتهي الطبيب من حديثه وتحرك مغادرا ليتابع عمله بينما وقفت هي تنظر اليه وتتامل ملامحه فلقد اشتاقت اليه والي كل تفاصيله قررت انها ستظل معه بالغرفة الي ان يستفيق ليراها بجواره ربما وجودها يبعث له رسالة بأنها مازالت تحبه فيتغير من اجلها امسكت بمقعد في زاوية الغرفة وقربته من فراشه وجلست بجواره وقد رفعت اناملها تتحس شعيرات ذقنه التي اوشكت على النمو بينما ظلوا والديه بالخارج فجلست تتذكر متي راته لاول مره وكيف تعامل معها فلقد كانت في قاعة المحاضرات تنظر في دفترها تراجع شيء ما فوجدت من يقف فوق راسها وهو يخبرها بتعجرف قائلا 


(( انتي قفي واذهبي من هنا فذلك المكان يعود لي .))


رفعت بصرها تنظر اليه بكبرياء ثم اخفضته مرة اخري وهي تنظر في دفترها ليطرق على الطاولة امامها فلم تنظر اليه ولكنها اعجبته واعجبه نظرة عينيها فذهب وجلس في اخر القاعة وقد قرر بانه سيتعرف عليه ويتقرب منها فبعد انتهاء المحاضره ذهب اليها واعتذر منها وهو يمد كفه ليسلم عليها ويعرفها بنفسه وقد كانت منذ ذلك اليوم شغله الشاغل ليتقرب منها ويرسم عليها الحب ليكون مصيرها ما حدث معها بسببه وبسبب انها سمحت لشخص مثله بالتقرب منها ومصادقته ..


وجدته يحاول فتح عينيه فوقفت عن مقعدها تنظر اليه بترقب فما ان فتح عيناه تحدث يقول 


(( هل من احد هنا لما الغرفة معتمه فليضيء أحدكم الاضاءة فانا لا اري اي شيء .))


تسمرت مكانها وهي لا تستوعب كلماته التي نطق بها للحظات ثم شهقت برعب واقتربت منه وهي تحرك كفها امام وجهه لتقول 


(( شريف هل تراني ؟))


هز راسه نفياً وهو يقول 


(( لا فأنا لا اري أي شيء غير الظلام أفتحي إضاءة الغرفة . ))


دارت ببصرها في الغرفة والإضاءة المفتوحة تنير المكان  فقالت بتوتر 


(( حسننا انتظر سأذهب واحضر الطبيب .))


لم تنتظر لتستمع لرده وتحركت للخارج تبحث عن الطبيب ليراها والديه وقد علم من خروجها بان ابنهما استعاد وعيه فدخلوا الغرفة واقتريوا منه واخذوا يتحدثون معه يطمئنوا على حاله  بينما كان هو صامتا يفكر فيما يحدث معه ولما الظلام الحالك هذا رفع كفه ليراه فلم يستطع فتحدث يسأل قائلا 


(( كم الساعة الان؟ ))


اخبره والده بانهم في وقت الظهيرة ليفكر شريف فلما الغرفة ظالمة اذا ما كانوا في وقت الظهيرة استمع لصوت خطواتها فلقد حفظها عن ظهر قلب ليقف الطبيب ويفحصه وما ان انتهي قال شريف 


(( لما لا اري غير الظلام ؟))


تبادل والديه نظرات الحيرة بينهما وهم يفكرون فيما يقوله ابنهما وما اذا اصابه مكروه ليطمأنه الطبيب وهو يقول 



(( ذلك من اثار الحادث فقط فليس هناك سبب مرضي لقد اصطدم راسك بعجلة القيادة بقوه مما افقدك البصر مؤقتا فمع الراحة النفسية والجسدية ستستعيد بصرك مرة اخري فالتدخل الجراحي لن يساعدك في شيء .))



صدمة ضربتهم في مقتل فهي لا تصدق بأنه لا يراها الان وكل ما تمنته انه عندما يفيق من غيبوبته يراها بجواره فانزلقت دموعها وتحركت تجاهه وهي تبكي وارتمت عليه تحتضنه وهي لا تعي لنفسه ولا لمن معها بالغرفه ليستأذن الطبيب ويتحرك مغادرا بينما والديه ومازالوا لم يخرجوا من حالة الصدمة هذه ابعدها شريف عنه وتحدث يوجه حديثه لوالديه قائلا 


(( اريد الذهاب للمنزل .))


اردف والده بنبرة حزينه على حال ولده وما اصابه قائلا 


(( ما زال الطبيب لم يأذن لك بالخروج .))


قال شريف بنبرة غاضبه 


(( ابي ارجوك تصرف ساكمل علاجي بالمنزل .))



تحرك والده للخارج ليذهب ويري الطبيب لياخذ اذنا بالخروج بينما والدته اقتربت منه وهي تحتضنه وتبكي ليربط على ظهرها وهو يفكر الان بانه قد اتت لها الفرصة لتتخلي عنه وتتركه لتعود حرة وطليقه فابتسم بإستهزاء وهو يتذكر كل ما كان يفعله معها وانها اتت لها الفرصة لترد له ما فعله معها وما ارتكبه من اخطاء في حقها ..



 ❈-❈-❈


بعد مرور اسبوع كانت اروي قد بدات في بدا حياتها من جديد مع ادهم وهي تحاول نسيان ما حدث وبدا صفحة جديده لقد اثبت لها ادهم بانه تغير حقا وان تغيره خارج من داخله وليس تصنعا فلقد انهي علاقته بكل اصدقاء السوء الا قليل منهم فقط فلقد علم بما حدث لشريف وذهب لرويته وتحدث معه فما ان راي شريف وراي التغير الظاهر عليه في كل شيء اذا ما كان الشكل او الطبع فلقد اصبح قليل الحديث لا يتحدث الا اذا سئل عن شيء فلقد شعر بتغيره وانه نوى ان يعود عن طريقه ويكفر عما ارتكبه في حق زوجته او غيرها فهو يعلم كم طبع شريف صعب وليس هناك امرأة قد تتحمل العيش معه وبالنسبة للبني فمنذ ما حدث وهو لم يراها مرة اخري ولقد سمع من شريف بانها أتت لتراه قبل ان تسافر فلقد قررت السفر والاستقرار في الخارج فلم يعد هنا شيء تبقى لاجله ، كان في مكتبه يعمل في وقت متاخر فوقعت عينيه على دفتر غريب ليس له فاخرجه من الدرج وامسكه واخذ يقرا كل ما كتب بداخله فلقد كان دفتر يومياتها نعم فبعد ان تزوجت منه احضرت دفاترها معها فلم تتركها في منزلها ليقراها احدا من عائلتها ويعرفون كم قصروا معها وحرموها من الحنان والامان ادمعت عينيه وهو يقرا ما كتبته وما عاشته مع والدين كلا منهم يعيش حياة منعزلة عن الاخر فما ان انتهي منه وضعه في مكانه وقرر بانه سيغرقها في حبه وحنانه ولكنه لم يخبرها بانه قرا يومياتها بدون اذنها .. 


 ❈-❈-❈


كان ابراهيم يحمل حفيدته وهو يلاعبها لتبتسم له الصغيرة وزوجته تتابعه بعينيها ثم قالت 


(( الي متي سيظل سيف يتعامل مع ابنته بتلك الطريقة الطفلة تكبر ومن حقها ان يكون والدها بجوارها ؟ ))



اجابها زوجها وهو مندمج مع ملك 


(( لا اعرفه اتركيه حتي ينسي ويتقبل الواقع .))


اردفت زوجته بغضب من تصرفات ابنها نحو ابنته قائله 


(( الي متي سيظل هكذا يعيش على كومة من الذكريات فطفلته لم تعد صغيره وتحتاج ان تشعر بحنان وحب والدها  هل اطلب منه شيئاً صعباً فانا لم اطلب منه ان يتزوج وياتي لابنته بام اخري اهتم بالصغيرة واتحمل كل شيء خاص بها ولكنها تريد والدها تحتاج اليه .))



قال ابراهيم بخفوت 


(( يكفي حديث الان فلقد اتي .))


القي سيف التحية على والديه وغادر مسرعا فهو يتهرب من رؤية ابنته لانها كلما كبرت شعر بانه يري ملك امامه فهي تشبهها جدا نظرت والدته لزوجها بإستياء وهي تقول 



(( ارايت كيف ذهب ولم يجلس معنا لان الطفلة موجودة .))


هز زوجها رأسه بيأس فهو لا يعرف ما عليه فعله فتصرف سيف ناحية ابنته لا يعجبه مطلقا ولكن ما الذي بيده ليفعله فهو يعلم بان اولاده يعانون ولا يستطيع مساعدتهم فمؤمن قد تحدث معه قبل ان يحدث ما حدث مع زوجة اخيه ليخبره بانه يريد الارتباط  بإبنة خالد صديقه ولكن الوضع الان لا يسمح لاي ارتباط فقرر ان يأجل الامر لفترة لقد فاتح خالد في الأمر وأعطاه موافقتة ولكنه لم يخبر مؤمن بانه فاتح خالد بشأن ارتباطه من ابنته..


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة موني عادل من رواية قلوب بريئة تنبض بالحب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية