رواية جديدة قلوب بريئة تنبض بالحب لموني عادل - الفصل الأخير
قراءة رواية قلوب بريئة تنبض بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب بريئة تنبض بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة موني عادل
الفصل الثالث و العشرون
والأخير
بعد مرور ما يقارب العام بدات الحياة تضحك لاروي و تعيش حياتها مع ادهم من جديد تحاول تناسي ما حدث وما اقترفه في حقها معترفة بان خطأها كان أكبر من خطأه معها بسبب تصديقها لتلك الرسائل والإنجراف خلفها تنهدت وهي تتذكر كم من السعادة والحب تتلقى منه فلقد من الله عليهم بطفل جميل يشبه أدهم كثيراً اسمته حمزة فلقد كانت تعيش اسعد ايام حياتها بجواره ومعه بينما والده بدا يأتي لزيارتهم ما ان انجبت طفلها فلقد تعلق به واحبه من الوهلة الاولى فاعتاد على زيارتهم منذ انجابهم لحمزه ليراه ويتقرب منه يريد ان يعوض كل ما فاته مع ادهم بتقربه من حفيده وعيش تلك اللحظات معه .
كان أدهم جالسا على الاريكة في غرفة نومه مسترخيا ليجدها تطل عليه بإبتسامة هادئة ليشير اليها ان تقترب منه ففعلت كما طلب ليجلسها على ركبتيه وهو يقول
(( اتعلمين كم احبك ؟))
هزت راسها نفياً وهي تقول
(( لا فلتخبرني .))
مط شفتيه بمكر وهو يقول
(( كم يسعدني ذلك .))
ومال عليها يمطرها بقبلاته حاولت دفعه والابتعاد عنه ولكنه لم يسمح لها الا بعدما انتهي مما اراده ، ظل يتأملها بنظرات عاشقة فلم يكن يتخيل في يوم بانه سيعشق فتاة فتجعله يترك حياته وسهراته ويرتبط بها بل وينجب طفلا صغيرا يحمل دمائه فقال بهدوء وهو يتامل ملامحها
(( هل عرفتي كم احبك ؟))
هزت راسها نفيا مرة اخري ليقول بتلاعب
(( اري بأن الامر قد اعجبك .))
حاولت الهروب منه ولكنه لم يسمح لها وانقض عليها يحتضنها ويقبلها بعشق جارف يبثها حبه ومشاعره فاخيرا ضحكت لها الحياة وبدات تراها وردية بعد ان تزوجت من من ملك قلبها وروحها .
❈-❈-❈
في منزل ابراهيم كان يجلس هو وزوجته ويحمل ملك الصغيرة على قدميه يلاعبها ويضحكها كعادته فهي من تجعله ينسى ما يلاقيه من ابنائه فلا يعجبه تصرفاتهم ولا افعالهم اخرجته زوجته من سيل افكاره تتحدث قائله
(( الي متي سيظل سيف يعامل ابنته بهذا الجفاء فهو حتي لم ينطق اسمها لمرة واحده ولا يسأل عن اي شيء يخصها وكأنها لا تعنيها او ليست ابنته وعليه ان يتابعها ويتقرب منها فالطفلة لم تعد صغيرة وتريد والدها بجوارها لتتعرف عليه وتشعر بأمانه وحنانه ، لم اقل له ان يتزوج ويحضر لها اماً لكني اطلب ان يهتم بابنته ويحملها ولو قليل لتعرف الطفلة ان هذا هو والدها .))
نظر اليها زوجها وهو يقر بداخله بان كل ما تقوله صحيحا وان ابنه يخطئ في حق نفسه وابنته فكم يخشئ ان يستيقظ مؤخرا ويكون القطار قد فات فهو يتركه على راحته ولا يريد التدخل في شيء يخصه لا يريد ان يضغط عليه في ذلك الأمر ولكنه يعترف بينه وبين نفسه بان ما يفعله ابنه يضايقه ويحزنه فما ذنب الصغيرة لما يحملها عبء ما حدث لوالدتها فتحدث ابراهيم يقول
(( اتركيه يفعل ما يريده سياتي يوما عليه ويندم ويقول يا ليتني لم افعل ذلك ستري سيفيق ولكن اخشى أن يفيق متاخراً .))
نظرت اليه زوجته وقالت بإستياء
(( لن انتظر قدوم ذلك اليوم ساتحدث معه واخبره .))
اردف زوجها بغضب قائلا
(( لا لن تخبريه بشيء ولن تتحدثي معه في ذلك الامر لقد تحدثتي معه كثيرا ولم يعير لحديثك أي أهتمام فلتتركي كل شيء لي وانا ساتصرف معه .))
اردت قول شيء ولكنه تحدث بخفوت قائلا
(( لا اريد كلمة واحدة في ذلك الامر فلقد ات وانا لا اريد اغضابه الان .))
اقترب منهم سيف والقي بالتحية عليهم ولكنه لم يرفع بصره حتي لا تقع عينيه على ابنته ويشعر بالحنين تجاهها فاعتذر من والديه وتعلل بالتعب وتحرك مغادرا لغرقته فمنذ ان بدا يسترجع حياته العمليه لم يراه احد فهو يقضي ايامه في العمل او السفر للتحضير لثفقة في عمله يريد الحصول عليها فلقد نسي نفسه ونسي كيف يعيش حياته او يستمتع بها ويحاول تناسي ابنته وقطعة من والدتها فلقد راها مرة منذ عدة ايام ليلاحظ الشبه بينها وبين معشوقته وحبيبته التي اخذها منه القدر في لحظة وتركه يعاني من فقدانها وهو يتمنى الموت والذهاب اليها وملاقاة من هان عليها تركه بمفرده نزلت دمعه من طرف عينه وقد اختلطت بالمياة المتساقطه اعلي راسه فما ان دخل لغرفته اتجه مباشرة للمرحاض ليحظي بحمام لعله يطفي نيرانه التي التهبت في قلبه ما ان اشتم راحة تلك الطفلة لا يعلم اذا كان يكرهها ام لا ولكنه لا يستطيع تقبلها يشعر بانه خائن لحبيبته ولكن السؤال الاهم هل ملك سعيدة بتعامله لابنتها بتلك الطريقه فكانت اجابته لا بالتاكيد فلقد تمسكت بها وجلبتها للحياة على حساب صحتها و حياتها فالبطبع لم تتوقع منه ان يعاملها بجفاء ويتركها لوالديه يتحملوا مسؤليتها كاملة بينما هو يعاملها بجفاء ولا يرغب رؤيتها .
❈-❈-❈
على طاولة الطعام كانوا يتناولون طعامهم في هدوء تام فامسك شريف بالملعقة ليبدا بتناول طعامه ولكنه كلما حاول ملئ الملعقة وتوجيهها لفمه يقع ما بداخلها ليسب بصوت مرتفع بعض الشيء فلقد اصبح شريف شخص عصبي لا يتحمل اي شيء ولا يتقبل ما يمر به لم يستطيع بعد مرور تلك السنة أن يري ويعود إليه بصره فحياته تمر ببطيء شديد ، كانت تجلس مقابلة له فوقفت عن مقعدها سريعا واتجهت اليه وجلست بجواره فامسكت بالملعقة واخذت تملئها وهي توجهها لفمه ولكنه رفض ودفع يدها بغضب لتقع الملعقة على الارض بما فيها من طعام لتشهق نهي فعلى مدار هذا العام يفعل ذلك مع كل وجبه تجمعهما سوياً فهي لم تقصد اي شيء مما يعتقده فلطالما تشاجر معها واخبرها بانه لا يحتاج شفقتها وانه قادر على اطعام نفسه وعليها توفير تلك الشفقة لنفسها والا تعطي أحداً أخر شيء تفتقده هي ، فهي تحتاج لتلك الشفقة لتشفق على نفسها مما يحدث معها الا يكفيه بانها لم تتخلي عنه فلقد اتت لها الفرصة على طبق من ذهب ولكنها ما ظلت تعيش معه وتتحمل منه ما لا تتحمله إمرأة آخرى من اهانة وكسرة خاطر وذل مازالت متمسكة به لان حبها انتصر على بغضها له ليقول شريف وهو يقف مستعداً للمغادرة
(( أخبرتك كثيراً أن تظلي بعيدة عني وأن توفري تلك الشفقة لنفسك فأنا لست بحاجة إليها يا لك من إمرأة كاذبة متصنعة تريدين أن تكونين امرأة مثالية بوجودك بجواري وفعل تلك الاشياء اكرهك ولا اريدك بجواري ابداً فلتبتعدي عني .))
تركهم وتحرك يخطؤ لغرفته وهو يستند على الحائط حتي لا يتعثر في شيء بينما وقف والده واقترب منها فمال على راسها يقبلها وهو يقول
(( لا تحزني حبيبتي اعتذر بالنيابة عنه .))
هزت راسها نفيا فهر في مقام والدها ولا يجوز ان يعتذر منها لتقول بنبرة هادئة عكس النيران المشتعلة داخلها
(( ارجوك لا تعتذر يا عمي فأنا لست غاضبة منه ومقدرة حالته جداً .))
هل قالت انها ليست غاضبة ربط على كتفها بحنان أبوي يقبل اعلي راسها ثم تركها متجهاً لغرفة مكتبه فما يحدث من ابنه لا يعجب احد ولا يرضي به اي شخص لابنته فما ان ذهب وقفت هي الاخري وتحركت لغرفتها بخطوات سريعة فما ان دخلت الغرفة واغلقت الباب حتي ارتمت على الفراش وهي تطلق العنان لدموعها وتجهش بصوت مسموع فلم تنتبه لمن كان واقفا في الشرفة يستمع لصوت بكاءها وهو يشعر بالحزن والالم عليها فلقد تغير واعترف بان ما يحدث معه بسبب ما فعله مع نهي والكثير من الفتيات الابرياء الذي استدرجهم تحت مسمى الحب ثم خدعوهم فما يحدث معه ذنب هؤلاء اراد الدخول اليها وتطيب خاطرها والاعتذار منها ولكن وجودها بجواره في ازمته ومرضه يجعله يظهر بمظهر شخصاً سيئاً ظلمها واساء اليها ولكنها لم تفعل شيء قد يجرحه او يسئ اليه او يشعره بانه فقد شيء بل على العكس تهتم به وبادق تفاصيله وتفعل كل شيء كان يفعله يعلم بانه يظلمها وانه شخص اناني ولكنه يرفض الاعتراف بذلك امامها ولكنه اقسم بانه تغير من داخله استدار ناحية باب الشرفة المودي لغرفته فلو وقف اكثر من ذلك يستمع لصوت بكائها سيدخل إليها ليراضيها ويمحي دموع عينيها لذلك اسرع بالدخول لغرفته فمنذ ان عاد للمنزل بعد الحادث وهو قرر انه يريد غرفة له بمفرده لا تشاركه فيها زوجته ولكن الشيء الذي تشاركه فيه هو تلك الشرفة المشتركة بين غرفتيهما .
❈-❈-❈
في الليل كان سيف ينعم بنوم هادئ ليستيقظ فزعاً عندما راها حزينة وغاضبة منه ترفض النظر اليه او التحدث معه فنظر في ارجاء الغرفة وتذكر ما قالته له وانه يحزنها ويغضبها منه بما يفعله فظل يفكر ما الذي فعله ليجعلها تغضب منه وتأتي لزيارته بعد ليال طوال انقطعت فيها عن التحدث معه او زيارته في احلامه رفع انامله يشد على خصلاته وهو يحاول الا يفكر كثيرا فقرر الخروج نظر في الساعة ليجدها الرابعة صباحا فترجل عن الفراش وذهب للمرحاض ليغتسل ثم بدل ملابسه واخذ متعلقاته الشخصية وهاتفه الشخصي وخرج من الغرفة فأستقل سيارته وبدا في القيادة متجها اليها ليسألها عما يدور بخاطره وما سبب حزنها منه وصل المقابر فترجل من سيارته وتحرك ناحية المدفن ففتحه ودخل ، وقف سيف يقرا لها الفاتحة ومن ثم يخبرها بما يعتلج قلبه ظل يتحدث معها ويسرد عليها ما يمر به في حياته وكيف انقلبت حياته راساً على عقب منذ ان تركته فجلس على الارض بجوارها واستند براسه على القبر ليغمض جفنيه ويغفو بجوارها لتأتي اليه في حلمه وهي واقفة معه في ارض خضراء جميلة لتقترب منه وتقول له بحزن
(( سأخبرك لما لم اعد ازورك في احلامك أنا حزينة وغاضبة منك لانك جعلت من ملك يتيمة الاب والام كان بإمكانك الاهتمام بها ومراعاتها ولكنك تركتها بمفردها لن اسامحك على ذلك الشيء لقد حرمت ابنتي منك .))
ثم استدارات مغادره حاول الاقتراب منها وملاحقاتها ولكنه لم يستطيع فلقد اختفت ووجد نفسه واقفا في صحراء جرداء بمفرده فلقد صار قلبه المحب للجميع جاف وخالي من أية مشاعر وذلك الشئ لم يعجب ملك تريده ان يسعد في حياته ويعيش مع ابنته في راحه يشعرها بالامان وانه موجود في حياتها ليعوضها عن فقدانها والدتها ..
استيقظ وهو ينظر للقبر وقد فهم رسالتها جيدا فهو يعلم بانه مقصر مع ابنته ولكن ليس بيده حيلة فكلما اقترب منها تذكر ما حدث وان ملك ماتت وهي تنجبها فوقف وقرا لها الفاتحة مرة اخري وتحرك مغادراً فلقد طلع النهار وسيتأخر على عمله قرر العودة للمنزل وتبديل ثيابه ثم يذهب للعمل خرج من المدفن واغلقه خلفه وذهب ناحية سيارته بعد عشرة دقائق كان قد وصل للمنزل فاوقف السيارة وظل بداخلها لدقائق معدودة ثم ترجل منها ودخل للمنزل ليجد والدته جالسه في صالة المنزل وهي تحمل ابنته على قدميها فما ان وقعت انظاره عليها حاول ان يبتعد ويذهب لغرفته ليبدل ثيابه ويذهب لعمله ولكنه تراجع ما ان تذكر حديث ملك وان عليه ان يحسن علاقته بإبنته فاقترب من والدته وهو يلقي تحيه الصباح لتجيبه ثم تسأله بتجهم قائله
(( هل نمت في الخارج ؟))
هز راسه نفياً وهو يقول
(( لا لقد خرجت في الصباح الباكر .))
علمت والدته اين كان فلم تتطرف للحديث في الامر فمد يده للصغيره لتأتي اليه ولكنها خافت منه وحاولت ان تتخفي في حضن جدتها فنظرت اليه والدته بعتاب فهو من اوصلها لتلك الحالة فقالت جدتها وهي تقبلها
(( ملك حبيبتي اذهبي اليه هيا .))
انهت حديثها وهي تدفع الطفلة ببطء ناحيته لياخذها ويجلسها على ركبتيه وهو بتأمل ملامحها يقبلها بحنان ويحتضنها لتتساقط دموعه فوق خصلاتها الصغيرة ..
❈-❈-❈
تردد شريف كثيراً في الدخول إلي غرفتها لكنها في النهاية زوجته ومن حقه ان تكون بجواره وقت إحتياجه لها يعلم انه هو من يبعدها عنه بمعاملته الجافة لها لكنه يكره الشعور بالشفقة أخذ نفساً مطولاً وفتح الباب دفعة واحده ليفتح على مصرعيه ، فزعت نهي وترجلت عن الفراش تقترب منه وهي تقول بنبرة خائفة
(( ما الامر .... هل انت بخير ؟ ))
تنفس بهدوء يقول
(( أنا بخير كل ما في الامر انني أشتاق لزوجتي .))
أنهى حديثه يجتذبها ناحيته لترتطم بصدره ليتنهد بصمت وهو يحتضنها ثم مال يشتم رائحتها العطرة وأخذ يقبل سائر وجهها (( آه )) قويه خرجت من بين شفتيه وهو يشعر بالنيران تأكل عينيه والالم يفتك براسه حررها من بين يديه واخذ يدعك عينيه بقوه لكنه لم يشعر بالراحة شعرت نهي بالخوف عليها فاقتربت منه وهي تسأله
(( ما بك .. أتشعر بالالم ؟))
اؤمأ لها وصوت تنفسه أصبح مرتفعاً من شدة الألم فتركته وخرجت استمع شريف لصوت خطواتها المسرعة ناحية الخارج فناداها بصوت متعب لكنها لم تجيبه فخطئ عدة خطوات للامام وما ان شعر بالفراش امامه جلس على طرفه والالم مازال مستمر أتت نهي فجثت أمامه وهي تمد يدها لفمه بالدواء ومن ثم تعطيه المياه لم يعترض شريف على أي شيء فهو لا يستطيع رفض مساعدتها الان لتتحدث نهي تقول بخوف
(( هل انادي والدك ؟))
أشار اليها بالنفي لتكمل وهي على نفس الهيئة
(( هل تشعر بتحسن ؟))
أوما لها شريف وهو يحاول التماسك امامها ثم مال بجسده متسطحاً فوق الفراش لتقول وهي تقترب منه
(( شريف إن لم تشعر بتحسن فلنذهب للطبيب أرجوك .))
أنهت حديثها تترجاه ليرفض شريف رجائها وأغمض عينيه بعد ان بدا مفعول المسكن يأثر به لتظل نهي جالسة بجواره حتي غلبها النوم وتمددت بجوارها .
في الصباح أستيقظت قبله فظلت تتأمله لعدة دقائق فتركت نائماً وتحركت تمشي على مشط قدميها حتي لا تفتعل جلبة فيستيقظ وقفت امام خزينة الملابس تنتقي شيئا ما لترتديه فبدات في اسقاط ملابسها عنها ففتح جفنيه ببطء وقد استيقظ من النوم للتو ونظر امامه لينصدم وقد انفرجت شفتيه من هول الصدمة فالتفتت لتراه مستيقظا فالقت عليه تحية الصباح وذهبت ناحية المرأة وهي تنظر لنفسها في المرأة وتضع زيننها بينما كان هو عينيها مثبته عليها اينما ذهبت فلقد كانت ترتدي ملابس خفيفة جدا تظهر الكثير وهي تظن بانه لا يراها ولكنه عندما استيقظ صباحاً راي كل شيء حوله للحظة لم يصدق ولكنه تذكر حديث الطبيب وهو يخبره بانها مسألة وقت وسيعود اليه النظر في اي لحظة تسأل هل ذلك الالم كان بسبب عودة النظر إليه للحظة اراد اخبارها ولكنه رفض ان يخبرها الان سينتظر لعدة ايام ثم يخبرها وجدها انتهت واتجهت ناحية الخزانة مره ثانيه واخرجت فستاناً باللون البترولي وبدأت في ارتداه وما ان انتهت حتي توجهت اليه وهي تقول
(( هيا لاساعدك على الاغتسال ومن ثم نذهب لنفطر مع والديك .))
نظر اليها بهدوء اراد احتضانها وامطارها بقبلاته ولكنه حاول التماسك قيد المستطاع فتنحنح ووقف معها على غير عادته تركها تساعده ليذهب للمرحاض فما ان دخلوا المرحاض وقفت امامه تساعده في خلع ملابسه عنه ما ان لمسته بيديها صارت رجفة قوية في جسده فهو يراها ويري تفصيلها يري كل شيء خاص بها يري حبها الظاهر في عينيها مع كل حركة تقوم بها فاقترب منها خطوة واحده فلم يفصل بينهما شيئا ومال براسه ناحية اذنيها يهمس وقد وضع ذراعه على كتفيها قائلا
(( لا استطيع الاستحمام بمفردي هلا ساعدتني ؟))
استغربت طلبه فدائما ما كان يرفض مساعدتها له لكنها اجابته بخفوت قائله
(( حسناً . ))
كان واقفا امامها لا يرتدي شيئاً على جزعه العلوي بينما هي اسقطت فستانها عنها حتي لا يبتل وهي تساعده فهي مطمئنة بانه لا يراها فلما ستشعر بالخجل حاول شريف التماسك امامها قيد المستطاع ولكنه لم يستطع لجم جماحه اكثر ومال على شفتيها يقبلها قبلة شغوفة ومحبه لتبدا ملحمة حبه من هنا فبعدما ابتعد عنها قالت بتلعثم
(( شريف هل يمكنني اخبارك عن شيء .))
اومأ لها لتقول بتلعثم
(( لقد شعرت للحظة انك تراني .))
ابتسم بسخرية وهو يقول
(( هل انتي غاضبة لانني لا اري ؟))
هزت راسها سريعا وهي تقول
(( لا اقسم لك ليس ذلك ما افكر به يكفي انك بخير حال ومازلت معي .))
هز راسه بتفهم ثم قال وهو يستدير بعيدا عنها
(( اخرجي يمكنك الذهاب الان .))
وقفت تنظر اليه وهو معطياً ظهره لها فمالت تحمل فستانها بيدين مرتجفتين فارتدته وخرجت سريعا فلقد اشعرها بانها ليست لها قيمه وليس لها وجود في حياته الا ان تكون زوجة ترضي زوجها وقت احتياجه لها ..
بعد مرور القليل من الوقت اجتمعوا على الطاولة معا وبداوا في تناول وجبتهم فلم ترفع بصرها وتنظر اليه وقد فهم ما تقصده وما تشعر به في تلك اللحظة انها فتاة رخيصة يتقرب منها وقت احتياجه لها ومن ثم يرميها ولا يعيرها اي اهتمام وكأنها ليس لها وجود في حياته زفر انفاسه بغضب ثم وجه حديثه لوالده قائلا
(( ابي لقد قررت السفر لبضع ايام فانا اريد ان احظي ببعض من المتعة وتغيير روتين حياتي .))
ما ان سمعت ما قاله رفعت بصرها تنظر اليه بخوف وصدمة في الوقت ذاته وهي لا تتخيل ان يذهب ويتركها بمفردها فتجمعت الدموع بمقلتيها ولكنها لم تستطع ان تذرفها وهي تستمع لوالده يقول
(( سأكون سعيداً جداً لو اخذت زوجتك معك .))
صمت ولم يجيب والده فلم يريد ان يريح اي احد منهما بينما هي لم تستطع التماسك اكثر وبدات دموعها تتساقط الواحدة تلو الاخري لتربط والدته على كفها وهي تبتسم لها ابتسامة خفيفة لتبادلها نهي الابتسامة وهي ترفع اناملها تمحي دموعها ليقول شريف بعد ان صمت مطولا
(( بالطبع سأخذها معي .))
رفعت بصرها تنظر اليه بعدم تصديق لينظر بداخل عينيها وقد تعلقت عيناهم ببعضهما الي ان اشاح ببصره بعيدا عنها واخذ يكمل تناول طعامه ..
بعد يومين اخذها شريف وسافر وهناك بدأ حياة جديدة معها واخبرها بأنه يراها ومتي كانت اول مرة راها فيها بعد ذلك الحادث في البداية لم تستوعب حديثه وعندما استوعبته لم تصدقه ولكن رويداً شعرت بالصدمة من حديثه ونظراته وهو يخبرها عن صباح اليوم الذي عاد إليه النظر فيه عندما استيقظ وراها امامه بتلك الثياب لتشعر نهي بالاحراج منه فلقد كانت تظن بانه لا يراها ..
كانت واقفة امام مراتها تضع زينتها وزوجها يستعجلها فلقد تأخروا على الذهاب لمنزل عائلتها فاليوم يوم خطبة اختها وعليهم ان يكونوا متواجدين من وقت مبكر ولكنها كالعادة تتأخر في تجهيز نفسها بينما كانت هي تستمتع بوقتها وهي تشعر بالسعادة والفرح فاليوم خطبة اسيل على مؤمن ضابط الشرطة التي راته لاول مره في موقف لا تحسد عليه وهي تتخيل أنه قد يكون هو فارس احلامها الذي لطالما حلمت به ، تتذكر ما حدث يومها وتضحك كلما تذكرت حديث ادهم و اخباره له بانها خطيبته وها هي قد صارت زوجته وحبيبته كم تتمني الا تنتهي السعادة من حياتها وتظل تنعم بوجوده بجوارها اقتربت منه وهي تقبله وتقول بانها انتهت ويمكنهم الذهاب لينظر اليها بعدم تصديق فلقد سمع تلك الكلمة اكثر من عشر مرات وهي لا تنتهي فلف ذراعه حول كتفها يحتضنها وحمل طفلة وخرج من المنزل قاصدا منزل عائلتها بينما كان سيف يحمل ابنته طوال الحفل ولا يتركها تغيب عن انظاره للحظة واحده وهو يقبلها كل دقيقة فحملها وذهب ناحية العروسين ليأخذ صورة تذكرية معهما فكانت أروي قد وصلت واتجهت ناحية العروسين ووقفت تقبل اختها وتبارك لها وادهم يقف بجوارها يبارك لمؤمن فاقترب منهما سيف وهو يحمل طفلته ووقف يبارك لاخيه ويتمني له حياة سعيدة فنظرت ملك لحمزه وهي تضحك ليقشعر حمزه في وجهها فانفجرت ملك في البكاء وحاول والدها اسكاتها ولكنها لم تفعل فأخذها وعاد لمقعده من جديد وهو ينظر للجميع من حوله ويتذكر حبيبته ومن فارقته قبل ان يشبع منها فالتفت ينظر لصغيرته ويقبلها فهو يعيش من اجلها فقط ويكفي بان حبيبته راضية عنه وتزوره دائما، كان خالد يقف هو وزوجته تغمرهم السعادة الظاهرة للجميع ولكن لا احد يعلم بشان قلوبهما التي تصدعت من كثرة الجفاء فكما يقال كما تدين تدان تذكر فاطمة وانه علم من أروي انها سافرت لتودي فريضة الحج تمني من قلبه أن تجد من يريح قلبها وان تسامحه وتغفر له خطاه في حقها كونها انثي يعترف أن الم جفاء الحبيب لهو الاشد لقد دمر فاطمة وقتل انوثتها ولكن ليس على القلب بسلطان ها هي فاطمة تتعافي وتعيش حياتها التي اختارتها في البعد عنه بينما هو يشعر بالالم وهو يري تغير ليلي تجاهه فلقد تبدلت كلياً منذ ان غادرت فاطمة تقول انها لا تشعر بالامان مع شخص ترك زوجته وابنة عمه بعد مرور اكثر من عشرة عاماً حاول كثيراً اثنائها عن تلك الافكار لكنها لم تتراجع عن موقفها قيد انمله فهي تشعر بالخوف والذعر من الهجران ، رفع ذراعه يحتضن كتفها لتبتسم إليه بإبتسامة مصتنعة وهم يوزعون انظارهم بين ابنائهم يتمنوا لهما حياة سعيده ..
يتبع