-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 18 - 2

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية




غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


الفصل الثامن عشر

الجزء الثاني

❈-❈-❈



بالمشفى 

كانت تجلس بفراشها تضمها بقوة 

- والله ياحبيبتي دورنا عليكي كتير... وبابا مخلاش مكان لما قلب عليكي فيه 


جذبها جاسر لأحضانه 

- تعرفي ياغنى من يوم مااختفيتي،... والله ماعملنا عيد ميلاد... محبناش نحتفل باليوم دا من غيرك ياقلبي 


هزت رأسها وهي تصرخ كالمجنونة

- أنا كنت عايشة في كدبة... امي وابويا كانوا كدبة... 


أشارت لنفسها وتحدثت

- انا مضحكش عليكم كنت أتمنى اكون هي غنى.. بس التمني حاجة والحقيقة حاجة تانية... صرخت بقهر 

- مكنتش اعرف تخليكم عليا حاجة تقهر القلب.. انتوا كلكم كدابين 


دلف جواد سريعا عندما استمع لصراخها 

- فيه ايه اللي بيحصل دا 

جذبها من جاسر ونظر يتسائل.. ربت على ظهرها بحنان أبوي 

- غنى حبيبتي ممكن تهدي... والله يابنتي، لاندمهم كلهم.. كل واحد لازم يتحاسب على حرق قلوبنا 


دفعته بقوة حتى أصابت جرحها وصرخت بهسترية

- إنت واحد كذاب... ابعد عني، اياك تلمسني... أنا بكرهكم كلكم.. 


دلف بيجاد سريعا إليها... ذهل من الحالة التي توصلت إليها 


ضمها باحضانه محاولا السيطرة عليها عندما وجدها تؤذي حالها.. نظر لغزل التي اتجهت سريعا تحقنها بمهدئ 


اما جواد الذي وقف كأن صاعقة تصفعه دون رحمة... حتى مزقت جسده بالكامل إلى أشلاء،... أسرعت غزل إليه تمسك يديه 


-حبيبي دا طبيعي الدكتور النفساني... وضحلنا حالة حاجة زي كدا... متنساش كنا حاطين احتمال انهيارها دا.. لكن اللي خايفة منه إنها تعرف بمرضها وتنهار ويحصل انتكاسة 


سحب نفسا يحاول أن يتنفس عندما شعر بإختناق برئتيه... ثم هز رأسه وخرج بخطى متعثرة للخارج 


❈-❈-❈


عند ربى


خرجت تبحث عنهما بخطوات هزيلة وعبراتها تسبقها لما وصلت إليه.... وجدته يجلس بتلك الغرفة التي كان جالسا بها مع جواد 


دلفت بخطى متعثرة... كان مغمض العينين متكأ بظهره على الجدار خلفه 


خطت إلى أن وصلت  إليه 

- "عز" همست بها بهدوء.. ولكنه لم يتحرك انش واحد وظل كما هو لم يعيرها أهتمام 


جلست أمامه على المقعد وأمسكت يديه وشكبت أصابع  يديها بيديه 


- عز ممكن تبصلي 

صدمة أصابته من فعلتها هذي .. ظل ساكنا يناظرها ويحاول استيعاب ماتفعله... رفع نظره وتقابلت النظرات بينهما... حدث حاله 


ياالله كيف أن اتخطى تلك العيون التي تشتعل بالبراءة المفعمة.. لماستها له جعلت قلبه يضخ نيران لأوردته وليس دماءا بعدما صار بينهما 


اقترب برأسه منها... ينظر إلى وجهها ويتذكر قبلاته ومافعله بها.. ظل يناظرها بصمت كأنه يرسمها داخل قلبه بتلك الطريقة.. يعلم نظراته لها بهذه الطريقة خطأ كبير ولكنه عاجز عن تلاشي قلبه 


تذكر صفعاتها القوية لقلبه... ومافعلته 

دنى حتى اختلطت أنفاسهما وهمس لها يوزع نظراته على وجهها الملاكي الجميل

- مش خايفة الحيوان يتهجم عليكي تاني وياسين مش موجود ولا حتى جنى.. مش كان المفروض تجيبي حد معاكي


أحرقها بكلماته... وأحست بنيران تكوي عظامها بالكامل.. ورغم ماشعرت به.. رفعت يديها بهدوء تضعها على وجنتيه 


- "عز" قاطعها عندما رجع برأسه للخلف ودفع يديها بعيدا عنه

- ابعدي عني.. روحي للي عايزة تديله قلبك وتعيّشه في سعادة.. روحي وعيشي حياتك ودوسي عليا بالجامد يابنت عمي.. 


شعور مقيت جعل دقاتها تتقاذف بين ضلوعها حتى جعل انفاسها تحترق وتنسحب  ولاتستطيع التنفس.. 


نظرت إلى مقلتيه وأردفت بصوتا قوي

- كمان إنت اللي زعلان.. يعني موتني ودبحتني ورغم اللي عملته جيتلك... ومردتش أقول لبابا على حاجة.. وجاي كمان زعلان 


نهض يثور كلأسد  الجائع.. يركل المقعد بقدمه ويدفع كل ماتطاله يديه وصرخ بوجهها 

- عايزاني اصقفلك.. واقولك برافو كتر خيرك انك اتنازلتي وجاية تصالحيني.. 


اشار على نفسه كالمجنون وهز راسه

- أيوة ماهو الكل دلوقتي شايفني حيوان 


اقترب يجذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره بقوة آلامتها 

- انا قولت لبابكي... متخافيش ومتكونش مفتخرة اوي بعظمة تضحيتك 

وحياة كل ضخة دم في قلبي يارِبى كانت بتنبض علشان أعيش وأحس بالحياة معاكي لحد ما حبيتك بجنون.. انسدلت دمعة غائرة من عينيه ونظر لرماديتها

- قابلتي حبي بإيه.. ولا حاجة كل اللي عملتيه كسرتيني.. حاجة بسيطة أوي 

ذلتيني علشان  بحبك.. وياريت عارف اكرهك.. مش عارف اكرهك يابنت عمي.. 


اصلك جوايا زي النبتة اللي اهتميت بيها لحد مابقى لها جذور وفروع في جسمي كله... للاسف ماينفعش تخلعيها.. اصلك لو خلعتي حاجة هتلاقي فروع تانية.. اللي طالبه 

قوليلي على حل علشان اكرهك وأنا مستعد اعمله 


ازداد ألم قلبها بداخلها وتشكلت غصة مريرة بحلقها جعلتها عاجزة عن التنفس من حالته التي وصل إليها 

وضعت يديها على صدره تتحسس نبض قلبه الذي يتقاذف تحت يديها 


أغروقت عيناها بالدموع وتناست كل شيئا وألقت نفسها بأحضانه تبكي بنشيج 

- والله غصب عني.. والله ماقدرت أشوف حد بيكلمك كدا وأسكت.. قلبي ولع نار وكنت بقول أي كلام وخلاص.. كنت عايزة احسسك بالنار اللي جوايا.. 


خرجت من أحضانه عندما لم يبادلها وظل كالتمثال.. فقط دموع على وجنتيه 


- عز أنا بحبك أكتر مابحب نفسي 


القلوب تحترق بهدوء قاتل والألسنة عاجزة عن الحديث.. فماذا يقال حتى يشفي جراحهم 


بصعوبة كمم صراخ قلبه الذي كان ينتفض بحضورها وضمتها له.. وكلمته التي شعرته بدقات عنيفة بأسمها وحدها... عشق دفين يضخ بجميع اوردته... ورغم ذلك  رفع نظره واظهر قسوته التي لأول مرة يشعرها بها

- احنا مابقناش ننفع لبعض.. لاإنت تنفعيلي ولا أنا انفعك... كل اللي بناخده من بعض الوجع وبس 


أنقبض قلبها جزعا حتى آلمها وشعرت بشيئا حاد يخترق صدرها عندما تحدث بذاك الحديث 


أقتربت تلكمه بصدره عدة لكمات وتصرخ به كالمجنون 

- مش بكيفك ياعز... مش بكيفك تدبحني وتسبني.. مش بكيفك احبك الحب دا كله وتبعد عني.. سامعني ولو على نهاية لقصتنا انا بس اللي احطها ودا أخر كلام في الموضوع دا.. دنت ودنت حتى اقتربت منه للحد الغير مسموح ووضعت يديها على صدره 

- طول مادا بينبض للحياة هيفضل خاص بيا أنا وبس.. إلا في حالتين بس 


ياإما أنا أموت.. ياإما انت تموت.. دا اللي يفرقنا يابن عمي... قالت جملتها الاخيرة بهدوء وهي تنظر لمقلتيه 


تغلغل روحه بابتسامة مغرمة بها بمجرد مااستمع لكلاماتها التي حولت نيرانه لبرود الثلج... ودّ لو يحطمها داخل صدره ولكن رجولته تمنعه من هذا 


كفراشة خفيفة الظل ابتعدت عنه بضع خطوات متجهه للباب واذ بها تنصدم  بالذي يقف يستمع لحديثهما 


❈-❈-❈


في غرفة غنى 

ضمها بيجاد لأحضانه يربت على ظهرها 

اهدي حبيبي كله هيعدي... قالها وهو ينظر لجواد وعيناه تتسائل بما صار.. غفت غنى بعد فترة بسبب المهدأ الذي اعطته لها غزل 


جلس جواد على المقعد يضع راسه بين راحتيه... اتجه بيجاد إليه 


- ايه اللي حصل لدا كله... رفع جواد نظره 


- عرفت الحقيقة 

قاطعهم هاتف جواد 

- جواد أنا عرفت مين اللي ضرب نار على بيجاد... خرج جواد للخارج 

- مين ياباسم.. 

- جاكلين!! واللي معاه.. بس فيه طرف كمان بيحفر وراك.. ومعرفناش نوصله... المهم جاكلين شغالة مع مافيا... فهمني طبعا 


بعتت ناس يراقبوا، وفيه حاجة كمان 

فيلا ريان اللي في اسكندرية اتهاجمت من  المافيا ولولا كفاءة الأمن تبعه كانوا صفوهم كلهم 


مسح على خصلاته يكاد أن يقتلعها من جذورها 

- دا ايه المصايب دي كلها ياربي.. ازاي دخلوا البلد ياباسم... شوفوا المخابرات ياباسم واعرف الموضوع دا 


تسائل باسم 

- بنتك عاملة ايه النهاردة 


أجابه جواد

- كويسة.. المهم ريان عامل إيه وفي حد اتأذى منهم 


تحدث باسم 

- كانوا هيخطفوا بنته.. هو لسة ميعرفش لولا تدخل المراقب اللي انت معينه لها، تدخل في الوقت المناسب... وعلى فكرة الولد اتصاب واتنقل مستشفى القوات المسلحة بعد التدخل مني شخصيا 

ياله عد يابني جمايلي 


- تمام ياباسم.. هنشوف بعدين 


- مالك ياجواد فيه إيه... تسائل بها باسم

مفيش ياباسم لازم اقفل دلوقتي.. سلام 


عند باسم 

نهض متجها للمطبخ يسال العاملة 

- فين حياة؟ 


اشارت له على الحديقة

خرج يبحث عنها وجدها تجلس أمام بعض الزهور تستنشقها بحبور 


- الغدا جاهز ياله علشان نتغدى عندي مشوار 


ناظرته باستحقار وأردفت 

- روح أطفح لوحدك أنا مستحيل أكل مع واحد حقير زيك 


قبض على مرفقيها بقوة متجها للداخل ونادى على الخادمة

- هاتي الغدا يامنيرة 


وضعت الطعام أمامهم وتحركت للمغادرة 


اتجه بنظره إليها 

- كلي علشان مفيش أكل تاني بعد دا... لو عايزة تعيشي يعني 


هبت واقفة تصرخ بوجهه 

- هي حياتك كلها أوامر وبس،.. مش هاكل وادي الأكل أهو.. سحبت مفرش الطاولة ملقية الطعام بالكامل على الأرضية 


جذبها من خصلاتها وأردف بصوتا كفحيح افعى 

-  الأكل دا هتلميه وهتاكليه ياحيوانة.. وعقابا ليكي مفيش خروج من باب اوضتك 


قالها ثم دفعها بقوة.... وصرخ بالعاملة 


البت دي ممنوع من الخروج.. ولقمة عيش حتى هعاقبك عليها... نهض متجها للخارج كعدوا مطارد.. توقف للحظات يمسح على صدره من نيرانه الداخلية بسبب مافعله بها 


❈-❈-❈

#####################


بالمشفى 

اتجه جاسر سريعا لوالده الذي ظل يناظره ثم اردف متسائلا

- كنت فين؟ أنا سايبك مع اخواتك.. إزاي تسبهم وتمشي 


حمحم جاسر ثم رفع نظره وتحدث

- فيه حاجه حصلت ومكنش لازم اتاخر، 


دقق جواد النظر اليه 

- ايه اللي حصل خلاك تسيب إخواتك في أهم يوم زي دا وتخرج ياحضرة الظابط 


تجمد جاسر بحديثه فلايعلم بماذا يخبره 


قاطع تشتت جاسر وصول اوس إليهما

- بابا هروح شوية لطنط نغم اجبهم من المطار.. هرجع على طول 


أومأ له دون حديث ثم تحرك متجها لغرفة غنى قابله بيجاد 

- فيه موضوع لازم نتكلم فيه لو سمحت ياعمو 


سحبه من ذراعيه 

- تعالى إنت إزاي كنت عايز تعمل الهبل دا... هتفضل مندفع لحد امتى 


ضيق بيجاد عيناه وتسائل 

- نعم مندفع بعد السنين دي كلها مندفع 

أشار جواد بيديه ليصمت

- كل حاجة بوقتها... ومتخافش كل واحد هياخد جزاته.. بس نهدى ونفكر بالعقل.. 


اتجه بنظره لطارق الذي وصل اليهما والغضب يعميه

- انت ازاي تروح تقول للبنت الحقيقة قبل ماتخف.. إيه مش خايف تنتكس 


زفر جواد بغضب عله يهدأ من نفسه حتى لا يلكمه ويسقط صف أسنانه او ربما يصفعه ليخرصه للابد 


تحرك متلاشيا حديثه بالكامل... ثم استدار لبيجاد يسأله 

- فكرت في كلامي كويس يابيجاد 


وضع بيجاد يديه بجيب بنطاله ينظر بهدوء

ثم أجابه

- آه فكرت وعازمك على فرحنا بعد يومين 


صدمة جعلته عاجز عن الحركة كالمشلول.. حاول الحديث ولكن كأن الحروف هربت من فمه.. ظل يناظره بصمت ثم اردف 


- نعم!!  فرح مين إن شاء الله 

تحرك بيجاد ينظر إليه بتسلي 

- ايه ياعمو جواد سمعك بقى تقيل كدا ليه... بقول فرحي هو أنا خاطب حد غير بنت حضرتك.. اتجه بنظره لطارق الذي توسعت عيناه هو كذلك من الصدمة واظلمت عيناه حتى من يراه يقول سيرتكب جريمة 


أكمل بيجاد حديثه 

- هو مش حضرتك غيرت الورق ولا إيه ياعمو ولا لسة متقيدة بغنى طارق... اقترب بخطواته من جواد ونظر لمقلتيه 

- هي اصلا لا غنى طارق ولا غنى جواد.. هي غنى بيجاد.. ولسة حسابنا متقفلش ياعمو جواد صدقني... مش بعد دا كله جاي بكل بساطة وتقولي أنا عفيتك من أرتباط بنتي 


دنى وهمس بجوار أذنيه وأردف 

- بنتك حبها بيجري في دمي... لو عايزني أبعد عنها غيّر دمي معاها وازرعلي خلايا أنا كمان.. حتى أنت عاشق قديم وفاهم كلامي.. قالها ثم تحرك من أمامه 


قهقه جواد رغم حالته في ذاك الوقت على ذاك المنحل الذي سيؤدي، به الى مشفى المجانين 


اقترب طارق وتسائل

- انتوا هتجوزها كمان ياجواد... إحنا متفقناش على كدا... انتوا قولتوا سنة مش شهرين ولا ايه 


جز جواد على شفتيه السفلية وهو يكور قبضته مغتاظا من ذاك المستفز... حاول أن يسحب نفسا.. اوشك على لطمه بقوة ويخرصه للابد 


- أنت مين أصلا علشان تتكلم معانا على فرح بنتي 

جحظت عيني طارق وتحدث بصوتا مرتفع 

- أنا أبوها ياجواد الأب االي يربي مش اللي يخلف 


قهقه جواد دون مرح ونظر إليه نظرات جحيمية واردف بصوتا كفحيح أفعى 


- لو عايز تعيش ياطارق أبعد عن خلقتي وإياك تقرب من مكان يخصني وظيفتك انتهت ياحضرة الدكتور حاليا... أشار بسبابته 

- لكن لسة الحساب 


اتجه بنظره لأخر الممر وجد صهيب يضم ربى لأحضانه متقدما نحوه 


دلف لغنى حتى لا يفعل شيئا يندم عليه 

استيقظت غنى وكانت غزل  تجلس تربت على خصلاتها

- حبيبتي والله دورنا عليكي كتير.. أنا كنت بموت ياقلبي وبدعي ربنا كل يوم إنك ترجعيلي.. قالتها غزل  بدموع تنسدل على وجنتيها

- اه اتعذبت كتير بس في الآخر ربنا كان كريم معايا ورجعتيلي 


كانت تجلس على الفراش وتنظر في اللاشي دون حديث كأنها لم تستمع اليها 


أمسك جاسر يديها وقبّلها 

- عاملة إيه ياقلب اخوكي...ليه كدا ياغنى..لدرجة دي كرهنا وإحنا كنا بنموت ببعدك 

نظرت إليه عن قرب..كان يشبهها كثيرا سوى عيناه الذي تميل لأسمرار والده 


- كنتوا بتمتوا فعلا ياجاسر

جذب رأسها وقبلها 

- والله ماشفنا السعادة من يوم مااختفيتي ياقلب أخوكي 


فُتح الباب ودلف بيجاد يخطو بهدوء ويوزع نظراته بينهما.. ثم جلس بالجانب الاخر محاوطها بذراعيه

- مزعلين مراتي ليه ياانطي غزل.. ينفع عيونها الحلوة دي تبكي... على فكرة المفروض الدموع دي تنزل على حبيبك بس... العالم دي سيبك منهم ياقلبي .. هما مجانين والله يابنتي ربنا رحمك الكام سنة اللي مكنتيش فيها معاهم... 


ابتسم جاسر لمناغشة بيجاد 

نظر بيجاد لعيناها وأردف 

- وحياة الولا جاسر الأهبل اللي عامل زي عفريت العلبة دا.. كلهم مجانين متعرفيش أولهم فين واخرهم تعالي نبدأ بالبوص الكبير اللي عامل فلانتينو وهو مش محصل أبو رجل مسلوخة... كل شوية اخرص يلآ 


ولا الأهبل اللي قاعد جنبك دا كل شوية يطلعلي من مكان وعاملي فيها ضابط.. وهو عامل زي حرامي الغسيل.. وحياتك ياقلبي معرفش داخل شرطة إزاي.. مط شفتيه للامام بطريقة مضحكة واكمل 

- كله بالوسطة.. عارف ماهي البلد دي الواسطات كتيرة فيها 


ضيق عيناه يبحث عن اوس 

- الولد الطويل الأهبل اللي كان هنا راح فين...عامل فيها مهندس وهو اخره مهندس تُرب... رفع ذقنها ينظر إليها عندما وجد ضحكاتها تملأ الغرفة 


الولد أوس فاضح نفسه بالحب... بيحب البرنسس ياسمينا المنشاوي.. طبعا انتِ عارفة مين ياسمينا المنشاوي... دي ملكة جمال الكون كله... اكيد طبعا مش بنت أبويا واخت بيجاد لازم تكون بسكوتاية 


ضيق عيناه واردف 

- بس وحياة طنطك نغم لأخليه عامل زي المعزة الجعانة... اصبري عليا 


مين لسة ناقص في العيلة.. ايوة دا بقى مظلوم  في ام العيلة دي.. حضرة الضابط المستقبلي ياسين الألفي 


وضع ذراعيه على كتفها ويديه الأخرى على ذقنه وأردف 


-  انا بتهيألي الله واعلم الولد دا لاقينه على باب جامع... ماهو مش معقول.. ولد كُمل كدا وعقل، وهيبة كدا يبقى اخ العفرتين دول وإبن الراجل اللي عاملي هتلر دا 

قهقهت بصوتا مرتفع على كلاماته 

ظل الجميع ينظر إليها بابتسامة.. اقترب بيجاد وهمس بجانب اذنها 

- اسكتي اصلي وحياة حماكي ابن المنشاوي هبوسك دلوقتي قدام الكل ولا يهمني أكبر واحد في عيلة الألفي 


أحمرت وجنتيها من حديثه واسبلت اهدابها متحاشية النظر إليه.. كان يقف على باب الغرفة ينظر إليها وإلى ضحكاتها التي ملأت قلبه عزفا موسيقيا 


اتجه بيجاد بنظراته إليه ثم أومأ بعينيه والتفت إليها عندما دلفت رُبى إليهم ويبدوا عليها آثار البكاء 


- نسيت أقولك على أجمل شخص في العيلة دي... طفلة بريئة.. زي حنان ترك في المسلسل بتاعها معرفش كان إسمها ايه.. المهم دي براءة باستعباط.. متعرفيش دا ذكاء ولا هبل... المهم بت كيوتي خالص 


أشار بيديه على رُبى 

- تعالي ياروبي جنبي هنا 


جذبها عز بيديه الذي دلف للتو وهو ينظر إليه نظرات نارية 

- اولا إسمها رُبى.. مش روبي يااستاذ بيجاد... قالها عز بغضب 


رفع بيجاد حاجبه بسخرية ونظر لغنى 

- مش بقولك عيلة مجنونة... اهو جالنا أكبر مجنون المهندس عز... دا مصمم مناخير أبو الهول اللي ضايعة وبيدوروا  عليها.. اكيد عرفتي بيدورا عليها ليه 


ابن الراجل اللي واقف وراه دا.. دا ياقلبي كوميكس العيلة الحق يتقال 


رفعت غنى نظرها ورددت 

- عمو صهيب 


ضمها بيجاد لأحضانه مخبي وجهها 

- بلاش تبصيله.. دا من حلاوته بيخطف البنات بنظرات السهوكة 


❈-❈-❈ 


تنهد جواد وخرج عندما وجدها اتجهت بالحديث مع جاسر وغزل 

لاحقه صهيب يناديه 

- "جواد.".. أغمض جواد عيناه واستدار ببطئ إليه.. ثم رفع يديه وتحدث 

- عز قالي كل حاجة ياصهيب.. وأنا سامحته متخافش مش ابننا اللي يخبي، غلطه.. دا ابني قبل  مايكون ابنك... قالها جواد وتحرك خارج لحديقة المشفى


بمطار القاهرة 


كان ينتظرهم بصالة الوصول

وجدها متوجهة مع والدتها ومالك وحمزة اخوانها إلى جانب ذاك المعتوه ابن عمتها... كاد أن يصل إليه ويقبض على عنقه بسبب 


قربه منها.. تحرك متجها اليهم سريعا 

- طنط نغم حمد الله على السلامة... 


كان الأمن يحاصرهم من كافة الجهات... دلفوا سريعا لسيارتهم المصفحة المصفوفة بجانب المطار.. فكان ريان مأمن حمايتهم 


دلف ريان عمر بجوار السائق... بينما دلفت نغم وولديها بالخلف 


اتجه اوس لنغم واردف 

- هاجي وراكم انا وياسمينا 


هزت نغم رأسها بالرفض... فهي بحالة لا تسمح بالنقاش 

- مينفعش ياأوس.. بلاش تدخل في صدام مع ريان لو سمحت 


نظر إليه ريان عمر وتسائل

- بأي حق هتاخدها عربيتك.. ثم اتجه لياسمينا بنظراته

- اركبي ياياسمينا جنب ماما مينفعش نفضل واقفين كدا 


انخفض اوس براسه لنغم يحادثها من نافذة السيارة

- انا حبيت اعرفك علشان متقلقيش.. خطيبتي معايا واحنا وراكم ياكدا يامفيش ثقة بينا ياطنط 


تنهدت نغم وأشارت بيديها إليه 

- صدقني مش قادرة اتكلم يااوس.. الحقنا ياله 


جذبها أوس بقوة من رسغها واتجه لسيارته خلفهم... صرخت من قبضته الفُلاذية.. وتوقفت عن الحركة

- على فكرة وجعتني انت مش ماسك حرامي 


أشار بسبابته وهو ينظر لها شرزا يكاد أن يصفعها على وجهها دون رحمة ثم أردف 

- كلمة كمان هنسى انك حبيبتي سامعة.. مش عايز اسمع كلمة واحدة.. واركبي بدل مااخنقك واخلص منك 


برقت عيناها بغضب من حديثه.. ورغم نظراته النارية وحالته الجنونية إلا انها توقفت عاقدة يديها 

- وريني أخرك ياأوس.. عايزة اعرف هتخنقني إزاي... هو علشان بحبك هتسوق فيها وتعملي سي السيد 


دفعها بقوة داخل السيارة عندما استمع لبواق سيارة نغم لتحرك 


استقل سيارته بسرعة جنونية.. ولم يرى سوى ضحكات ريان ابن عمتها ومسكه لرسغها يشعل صدره بنيران جحيمية لو خرجت من صدره لأحرقتها كاملا 


❈-❈-❈ 


باليوم التالي 

هلت الشمس اشعتها الشتوية على كوكب الأرض.. فاليوم به بعض السحب السوداء المغيمة التي تدل على كمية امطار تسقط لتغسل الأرض... ليتها تغسل ذنوب الناس مما هم عليه 


فتحت رماديتها تنظر حولها... كان يجاورها مستيقظا بفراشها وبالجانب الاخر تغفو غزل على ذاك المقعد وهي متمسكة بيديه 


رغم إنها تفصل بينهما إلا أن ايديهما  متشابكة... تبسمت بعيونها لذاك العشق الذي يبدو للأعمى قبل البصير 


اتجهت بنظرها لجواد الذي كان متكأ على ظهر الفراش ومغمض العينين.. ظنت إنه غافيا.. زحفت بجسدها تضع يدها موضع ألمها حتى وصلت لجسده ووضعت رأسها على كتفه وأغمضت عيناها... فتح عيناه عندما شعر بها 


ترك يد غزل ثم رفع يديه محاوطها بذراعيه مقبلا خصلاتها 

- صباح الخير ياروح بابي 


أغمضت عيناها تنتشي بقربه وحنان حضنه.. ورغم ماشعرت به لم ترد تحيته 


حزن من تشتتها ورغم ذلك تحدث

- إحنا هنخرج النهاردة ونكمل العلاج في البيت 


- بيجاد فين؟  

تسائلت بها غِنى 

مسد على خصلاتها وأجابها

- راح يشوف مامته واخواته جم من اسكندرية إمبارح ولازم يشوفهم 


أومات برأسها واردفت

- ياترى هروح عند مين.. عندك ولا عند طارق ولا عند بيجاد 


اعتدل ينظر إليها بنظرات حزينة

- عند أبوكي ياغنى.. بيت أبوكي دا بيتك 


تبسمت بسخرية ثم أردفت 

- ابوي أيوة صح، اللي رماني سنين وجاي بعد ماوصلتله أنا جاي يطالب بحقه فيّا 


رفعت نظرها ونظرت لمقلتيه 

- أبويا اللي رباني هو أحق بيا مش حضرتك خالص 


صعق من كلاماتها.. فكيف لها أن تنسب نفسها لأخر.. شعور قاسي عندما شعر بضلوعه التي انقبضت بقوة معتصرة قلبه ليشقه لنصفين نتج ألما حاد سرى كالنيران باوردته فأصبح كل انش بجسده يأن الما ووجعا 


غامت عيناه بخط من الدموع.. نظر للاسفل يقاوم كبت دموعه... ثم رفع نظره لغزل الغافيه 

- ودي ذنبها إيه تموت بالقهر عليكي بعد مالقيتك.. ياستي بلاش أنا عاقبيني براحتك بدل شيفاني مذنب.. بس هي لا 

كفاية عليها وجع ودموع لحد كدا 


رفع يديها يُقبّلها بحنان أبوي

- عايزة ترميني من حياتك ياغنى ارميني.. بس اخواتك وامك مالهمش ذنب.. عارف أنا السبب في دا كله.. وليكي حق تزعلي 

بلاش يانور عيني توجعي قلب أمك 


استيقظت رُبى واتجهت اليهما بعدما استمعت لأصواتهما.. وصلت لجواد 


تقبّل جبينه وتلقي تحية الصباح 

- صباح الفل يابابي حبيب قلبي... 


طبع جواد قبلة مطوله على جبينها وأردف 

- صباح النور ياوردة بابي... تعالي جنبي 

جلست بالجهة الاخرى ضمها كما يضم غنى وأردف 

- انتوا الاتنين رُمانة ميزاني وقوتي في عز ضعفي، وحناني في عز قسوتي..انتوا  الدنيا دي كلها 


خرجت غِنى من أحضانه تنظر لرُبى 

- عايزة ارتاح لو سمحتم 


بعد شهر من خروج غِنى من المشفى وجلوسها بمنزل جواد الذي كان يحاول أن يراضيها 


كانت تجلس بغرفتها المجاورة لغرفة رُبى 

دلفت رُبى تبتسم بحب إليها 

- صباح الجمال على أختي الجميلة.. تعرفي ياغنون.. أنا غيرانة منك أوي علشان اكتر واحدة تشبهي ماما فينا 


كانت تنظر إليها بصمت ثم قطعت صمتها عندما تسائلت 

- هو حضرة اللوا مجاش برضو إمبارح 


جلست ربى بجوارها حزينة

- معرفش بابا ماله.. من زمان اوي معملش كدا.. رجع يغيب بالأيام عن البيت 


تذكرت حديثها معه في ذاك اليوم

- لو عايزني اروح بيتك مش عايزة اشوفك هناك.. عايزة احسسك بوجع قلبي وانت محروم مني... أنا هرجع بس علشان الست اللي هناك دي... علشان اللي واقف يبص عليا وكل شوية يضمني كأنه بيتنفس مني، جاسر واخواتي وبس ياحضرة اللوا تمام 


وقف ينظر إليها بصدمة وقلب مفطور ملئ بالوجع وآهات صارخة تنخر ببُطين قلبه 

شعر بضعف الدنيا يتملك منه ويحتل كيانه 


ورغم ذاك نظر لفرحة غزل التي توزعت على وجهها.. أطرق رأسه يقاوم رغبته بصرخات عاتية وآهات مؤلمة 

لماذا تضعه الحياة دائما في الاختبارت الصعبة.. هل سينجو تلك المرة وتفهم كم كان يموت آلاف المرات 


❈-❈-❈


أومأ براسه وتحدث

- تمام المهم تكوني وسط اهلك وعيلتك 


خرجت من شرودها 

- بيجاد تحت وعايز يقابلك 


أومات برأسها ونهضت تهبط للأسفل فاليوم كان شاقا عليها بعد أخذها جرعة الكيماوي.. اوقفتها بيديها

- خليكي هو هيطلعلك بلاش تتعبي نفسك... هو كان طالع بس وقف مع عز معرفش ليه 


اتجهت لباب الغرفة ولكنها توقفت عندما أردفت غنى

- انتِ و عز بتحبوا بعض 


أستدارت لها وأجابتها بعيون سعيدة 

- أنا وعز روحين بينتموا لروح واحدة... تقدري تقولي لا أقدر أعيش من دونه ولا هو يقدر يعيش من غيري 


هزت غِنى رأسها بهدوء

- باين أوي... شكله بيحبك أوي بس ليه دايما بشوف حزن في عينيه.. ومابتكلموش بعض ليه دايما بيبعد عن المكان اللي بتكوني فيه 


أغمضت عيناها بوجع ثم نظرت إليها

- بعد مابيجاد يمشي هقولك... قالتها وتحركت سريعا ودموعها تنزرف بقوة على وجنتيها... فكفى عقاب منه ومن والدها.. كفى لقد انشق قلبها واصبح مبعثر لأشلاء 


اصطدم بيجاد بها.. رفع نظره اليه 

- رُبى مالك بتعيطي ليه 


هزت رأسها وأسرعت لغرفتها دون حديث 


وصل لغرفة غِنى ظنا أن غنى هي التي ابكتها.. طرق الباب ثم دلف للداخل.. ينظر إليها نظراته العاشقة 


- صباح الحب حبيبي 

جلس بجانبها عندما وجد ذبول وجهها الذي بدا يظهر عليها 


وضعت وجهها بعنقه تستنشق رائحته بحب

- وحشتني أوي ياجاد 


ضمها بقوة كاد أن يدخلها داخل صدره 

- وحشتيني لدرجة عاجز عن وصفها ياغنايا... أخرجها من حضنه ملتقطا ثغرها بقبلة جامحة وضع بها كل إشتياقه لها 


فصل قبّلته وهما ينهجان من انقطاع انفاسهما... وضمها لصدره وتسائل

- غيرتلك الفستان عجبك 


اغمضت عيناها 

- عجبني حبيبي.. التاني بصراحة البنت اللي صممته باردة... هو حلو بس معجبنيش اسلوبها 


ملس على خديها مقبّلا إياه وطالعها بنظرات عاشقة 

- فرحنا بعد يومين.. أنا مش مصدق اخيرا بعد السنين دي كلها هاخدك في حضني 


وضعت رأسها بأحضانه واردفت

- اللي مخليني مسامحاك يابيجاد وفائك ليا مع إني كنت طفلة... بس فضلت تدور وميأستش 


رفع ذقنها مضيقا عيناه 

- مش فاهم كلامك ياحبي... انتِ مزعلة عمو جواد ولا إيه 


وضعت رأسها مرة اخرى متلاشية حديثه 

هتعمل فرحنا فين 


- بفيلا المنشاوي باسكندرية... بس عمو جواد هيعمل فرح هنا كمان بيقول لازم تفرح في بيت ابوها 


تبسمت بحنين إليه تمنت لو أمامها لألقت نفسها متناسية كل شيئا 


دلفت غزل وبيديها بعض الكروت الخاصة بدعوات العرس

- شوفوا انهي واحد عجبكم علشان بابا يعمله ياحلوين 


رفعت نظرها وتسائلت 

هو حضرة اللوا تحت 


أومأت غزل برأسها بنعم 

- أيوة حبيبتي هو تحت بيتكلم مع صهيب وهيطلعلك على طول... هو دايما بيجي يلاقيكي نايمة... مشغول اوي حبيبتي علشان كدا مش متواجد كتير.. 


- ماما غزل هو إيه العلاج الصعب اللي باخده دا 


اهتزت نظرات بيجاد أمامها وحاول تغيير الحديث سريعا عندما وجد طبقة من الدموع الشفافة تغزو عينان غزل 


بقولك إيه ياطنط غزل انزلي قولي لحضرة اللوا... بيجاد قافل الباب وقاعد مع البنت لوحدهم جوا.. والنبي لتنزلي تقوليله كدا.. عايز افرسه شوية هو عنتر افندي مهندس المقابر اللي عامل زي الطاوسوهو مش محصل ديك رومي حتى 


قهقهت غنى عليه ثم لكمته بصدره

- متغلطش في أوس دا حبيبي... عايز تغلط اغلط في جاسر.. دا اللي عايزة اضربه 


وضع يديه على صدره علامة على خوفه

- يامصيبتي عايزاني أواجه حرامي الغسيل 

لا شكلك ياحبي عايزاني اقضي شهر العسل بالسجن.. دا بلاش منه وحياتي 

دا عليه حواجب عاملين زي العسكري زمان وهو بيقول مين هناك 


خرجت غزل وهي تضحك على بيجاد وتحمد ربها على وجوده بحياة ابنتها 


❈-❈-❈


بعد يومين وهو اليوم الموعود بالزفاف 


طرق الباب ودلف إليها صباحا 

كانت تقف بالشرفة تستنشق هواء الربيع المنعش المحمل برائحة الزهور المليئة  


- صباح الخير ياغِنى 

نظرت إليه بهدوء بارد رغم ضجيج قلبها واشتياقها الكامل له.. 

- صباح النور قالتها ثم توجهت لفستانها الموضوع على فراشها ورفعته 

- ايه رأيك فيه 

تبسم لها وتحدث بمقلتين سعيدة 

- مش مهم الفستان المهم اللي هتلبس الفستان... أومأت برأسها مردفة

- شكرا لحضرتك... 


اقترب منها ينظر لعيناها متسائلا

- يارب تكوني سعيدة بعد اصرارك على جوازك النهاردة من بيجاد رغم انك عارفة أنا كنت ممانع 


تنهدت بحزنا فهي لا تعلم لماذا اصرت على طلب بيجاد بتقديم  بالعرس،.. رفعت نظرها اليه

- أنا وبيجاد متجوزين من فترة فكان هيجي الوقت اللي نعمل الفرح.. هو عرض الفكرة وعجبتني... مفيش داعي تحسسني إنك زعلان إني هروح مع بيجاد... مش دا ابنك اللي كنت دايما تفتخر بيه قدامي 

وبعدين انت كنت ماشي حياتك من غيري


دنت منه وأردفت بيقين 

- متفكرش بيجاد هيعدي كمان من عقابي له.. لا متخافش عاملة له مفاجأة عمره.. علشان اللي ميفكرش يتلاعب بمشاعري تاني ولو أنت ابويا فعلا روح قوله غنى عاملة لك مفاجأة تطير بيها رقبتك 


جحظت عيناه من حديثها القاسي الذي وصل وسط قلبه ومزقه ورغم ذلك اقترب 

يطبع قبلة مطولة على جبينها 

- ألف مبروك ياروح أبوكي... ومهما تعملي فيّا ياغنى أنا راضي... كفاية أشوفك سعيدة ومرتاحة وأهم من دا كله إنك قريبة من اخواتك ومامتك 


استدارت تعطيه ظهرها وأردفت بقوة

عايزة أجهز زمان الارتيست على وصول 


خرج سريعا عله يستطيع التنفس، من قسوتها التي سحبت تنفسه بالكامل 


جلست على فراشها تبكي بنشيج لفترة.. 


بعد فترة دلفت العاملة إليها 


- الدكتور طارق تحت عايز يقابلك ياغنى هانم 

كانت تشاهد المجلة وهي تجلس امام الارتسيت لتجهيزها لليلة الزفاف 


دلف طارق يضمها لأحضانه باشتياق 

- عاملة ايه ياحبيبتي 


هزت رأسها 

- كويسة... حضرتك عامل إيه وماما تهاني وليه مجتش معاك 


ماما مش كويسة خالص ياغنى.. لولا اصرارك اننا نيجي لك هنا كان زمان جواد حرمنا منك العمر كله

أجابته: 

- معلش هو معذور متنساش حرمتوه من بنته سنين... 

قاطعه مردفا بدناءة  وحقارة

- هو لو دور عليكي كان لاقكي بالعكس دا حتى محزنش وراح خلف بدالك اربعة... فيه أب بنته تكون مخطوفة ويخلف بعدها 

وزي ماقولتلك قبل كدا الأب الصح اللي يحامي على اولاده ويبعد عنهم الأذى 


أما دا دايما سمعته وشهورته فوق كل حاجة... اهم حاجة يعلي من شانه.. واديكي شوفتي في سنين قصيرة وصل للوا مع ان سنه مكنش وقتها يتعدى الخمسين... دا ليه علشان عرض عيلته للخطر في مقابل مصلحته هو وبس 


كانت تستمع إليه بعقل مشوش 

- لا مستحيل.. بابا ميعملش كدا.. هو دور كتير.. بيجاد حكالي 


وقف ينظر إليها بغضب وتحدث بصوتا كفحيح افعى

- وبيجاد دا حد يصدقه.. واحد حياته كلها بنات... أخرج مظروف وألقاه أمامها 

- شوفي حبيب الغفلة اللي عامل عاشق

اهو في حضن عشيقته وبأكدلك وحياتك عندي الصور دي حقيقية... ومش بعيد يكون بيعمل علاقات جنسية معاهم.. ماهو طيار وإنت اكتر واحدة عارفة الطيارين ايه 


هزت رأسها وأسرعت بالرد

- لا بيجاد مستحيل يكون خاين... هو غلط بس ميخونش... دا بيحبني 


أمسكها طارق وهزها بقوة

- محدش حبك قدي أنا

فيه واحد يتجوز واحدة وعارف انها هتموت... دي لعبة علشان يقضي يومين حلوين معاكي بدافع التضحية


ضيقت عيناها 

- مين اللي هتموت 

- انتِ صرخ بها.. لو فعلا بيحبوكي كانوا عرفوكي الحقيقة 

حقيقة إيه ليه هو أنا مريضة بأيه 

مريضة بلوكيميا... قالها طارق وهو يجذبها لأحضانه 

- بس أنا معاكي وهعلاجك ياحبيبي مستحيل اسيبك تتألمي 


هزت رأسها وتسائلت 

- يعني ايه لوكيميا

اجابها دون النظر 

- سرطان في الدم.. وجاسر هيعمل عملية علشان ياخدوا منه... رفعت يديها تشير، لنفسها وتنظر بالمرآة

- أنا عندي سرطان... يعني مش فيروس، 




علشان كدا شعري بدأ يوقع...وماما تقولي أنيميا 


بيضحكوا عليا 


وضع وجهها بين راحتيه واقترب من شفتيها يود أن يقبلها ليطفئ عشقه الدفين لها

- مفيش حد بيحبك وهيخاف عليكي ادي 

تعالي نسافر نرجع زي ماكنا الأول.. وهعمل المستحيل علشان تخفي 


- نسافر!!  تسائلت بها 

- دا فرحي النهاردة إزاي عايزني اهرب وأحطهم في موقف مش كويس

وازاي هنسافر...وإسمي بقى غنى جواد الألفي يعني مينفعش اسافر معاك

هجوزك  


أتى المساء سريعا 

كانت تسير بالحديقة بذاك الفستان الأرجواني الذي جعلها كفراشة... يقف يطالعها بنظراته  العاشقة خلف الشجرة.. يصور جمالها بقلبه... نعم عاقبها وعاقب نفسه.. نعم قسم ليرجم نفسه بالبعد واشتياقه الذي أصبح نيران بأوردته... اوصلته لدرجة غليان نيران العشق.. ودّ لو يسحقها بأحضانه..ردد بلسانه وحشتيني ياحبيبة عِز ... وهناك من يقف خلفه يطالعها بنبض كاد أن يقذف داخل صدره.. اتت تقف بجواره غير شاعرا بها تنظر إلى ماينظر هنا انزلقت دمعة من طرف عيناها ازالتها سريعا كرامة لأنثاها المجروحة واخردفت 

- جواد فيه واحد عايزة أعرفك عليه بما إنك صديقي المقرب 


فاق من سرحانه برُبى واستدار بجسده ينظر باهتمام متسائلا واحد مين دا ياجنى 


أومأت براسها عندما شعرت بغصة منعت تنفسها وحديثها 

- واقف هناك مع أوس وجاسر 


أسرعت سنا إلى عز تلقي نفسها بأحضانه 

- وحشتني جدا جدا وزعلانة منك مفيش، ولا رسالة ترد عليا بيها.. هو دا وعدك ليا ياعز 


اتجه بنظره للتي أسرعت اليهما تنظر بغضب لمقلتيه.. وقفت بجانبه

- مفيش إزيك ياسنا لبنت عمك... ولا انت مابتحضنيش غير الرجالة السرحانة في ملكوت الله 


ابتسم ابتسامه حاول إخفائها ودّ لو يجذبها ويخطفها بعيد عن الجميع بمكانا لا يوجد سواهم ولكن قطع نظراته سِنا عندما تحدثت

- إسفة يارُبى بس زيزو كان وحشني ولما بشوفه بنسى اللي حواليا قالتها وهي تنظر إليه 


رفعت ربى حاجبها بسخرية

- جاوب يازيزو على بنت عمك اللي وحشتها يارميو زمانك... كتم ضحكته بصعوبة... لم تصمت هذه الفتاة إلا اذا التقط ثغرها بقبلة هذا ماقاله بين حاله 


دنى من أذنيها وأردف ماجعل قلبها يرتجف من السعادة حينها احست بساقها الرخوتين التي لم تقو على حملها 

دنى حتى لامست شفتيه حجابها

- لو مسكتيش وحياة رُبى اللي تاعبة قلبي لأخطفك قدام الكل ومش هسيبك المرادي غير، وإنت مدام عز صهيب الألفي ودا وعد من عاشق بنيران حبه ياحبيب زيزو 


اتكأت على ذراعيه عندما شعرت بدوران غزى بجسدها بالكامل.. الى أن وصل جاسر اليهما.. يجذبها بقوة لأحضانه 

- ابعدي عن الحمار دا... مش هترقصي غير معايا 


ابتسم عز بسخرية مردفا

- احلم على قدك ياشاطر أنا أخدت الأذن وخلاص قُضي الأمر.. قالها وهو يرفع حاجبه بشقاوة 


وصل باقي المدعوين بوصول بيجاد 

اتجه جواد محاوط غزل  لجاسر 

نظر لصهيب وعز وحازم 

- هنطلع أنا وجاسر نجيب غنى ياصهيب وأنت وحازم قابلو المعازيم 


وضع قبله على جبين غزل 

- خليكي هنا نغم جت وكمان باسم.. مش هنتأخر تمام 


اومأت بالموافقة 


دلف باسم للحفل وهو يمسك بيدي حياة وفيروز 


كان يطالع المدعوين... ولكن توقف عندما وجدها تدلف بجوار باسم بفستانها الفيروزي، الذي اظهر جمالها بشكل لا يوصف.. جذبه والده متجها لاخته 


بالأعلى 


دلف يطرق على باب غرفتها عدة مرات ولكن لم يستمع للايجاب 


نظر لجاسر وأسرعا يفتحان الباب ظنا انها اغشي عليها... بحث بعيناه بالغرفة لم يجدها... ذهب بعيناه على تلك الورقة.. التي أمسكها يقرأها للمرة المليون... مما اختل توازنه وسقط على المقعد...وشحوب بوجه..حتى شعر بإنقطاع انفاسه...حاول فك ربطة عنقه ولكن قوته لم تسعفه 


اغمض عيناه

وهو يهز راسه بصدمة.. ليه يابنتي تعملي فيا كدا... ليه 


وآه حارقة خرجت من جوف معذب لسنوات 


كأن التاريخ يُعاد اليوم... 


وصل جاسر بعدما بحث عليها بكل مكان بجناحها.. جحظت عيناه من حالة والده 


جلس امامه على ركبتيه.. يحاول فك رباطته عندما وجد  انفاسه تُسلب منه 

ورفع هاتفه يتصل بوالدته... التي لم ترد عليه 


- بابا حبيبي حاول تتنفس،.. بابا سامعني 

كررها جاسر عدة مرات 


اعاد الاتصال بصهيب الذي فتح الخط سريعا عندما انتابه القلق.. وهو ينظر لخروج بيجاد كالمطارد من الحفل 


- ايوة ياجاسر... لم يكتمل حديثه وهو يسرع بإتجاه الفيلا... 

عندما صرخ جاسر بالهاتف

- بابا بيموت ياعموووو 


رأته غزل... اتجهت اليه وقلبها تتقاذف دقاته عندما وجدته يخطو سريعا


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية غنى بيجاد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية