-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 18

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية




غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


الفصل الثامن عشر


و ڪ بندول ساعة  .. 

بِتُ أتأرجح بين مشاعر تضربنُي  .. 

لا أفهمها  ..  !! 


بين قلب يشتاق  .. 

و عقل يسخط  .. !! 


لا أدري كيف بتُ أحِن إليك  ..

و أتجنبك  ..  ؟!! 


أهرب منك... 

و أسعى إليك  ..  ؟!! 


ألفظك  .. 

و أبتلعك...  ؟!! 


أكتُمُك.. 

و أستنشِقك ...  ؟!! 


لا أفهم  .. 

كيف انوحُك .. 

و أبتسمُك  .. 

في آن واحد ...  


كلمات نبيل رفعت


الغيره

ليست شك

إنما هي دفاع عن ممتلكات

القلب 

لاتكره من يغار عليك ...

بل احترم الغيره فيه

لان غيرته ليست سوى غلاف 

لاعترافه بانك اجمل مافي حياته


❈-❈-❈


بالأسكندرية وصل ريان لفيلته ووجد عمر ينتظره بالخارج بجوار رئيس أمن الفيلا... وبعض القتلى 


اتجه عمر إليه 

- وصلنا بالوقت المناسب... دول عناصر متدربة كويس لولا شركة الأمن متفوقة مكناش نعرف نسيطر 


أومأ ريان برأسه متجها لعارف المسؤل عن أمن الفيلا 


- قبل ماالشرطة توصل وتاخدهم عايز اعرف مين وراهم...ثم أشار بيديه لذاك الذي يظهر الوشم بكثره على عنقه وذراعيه 


- أبدأ بدا ياعارف وأعمل معه الصح 


أومأ عارف بطاعة واتجه لينفذ تعليمات ريان 


❈-❈-❈


تحرك ريان للداخل.. ويكاد قلبه ينشق خوفا على زوجته وأولاده... رفع هاتفه وقام الأتصال 


- كان يتناول إفطاره وبجوراه تلك الصامتة التي تنظر إليه بمقت وغضب 


نهضت من مائدة الطعام متجهة للخارج 

وضع الطعام بفمه يطالعها بنظراته

- رايحة فين 


اطبقت على جفنيها تحاول أن تمتص غضبها بداخلها حتى لا تقوم بقطع عنقه بالسكين الذي يقطع بها طعامه 


استدارت بهدوء 

- خارجة الجنينة ولا دا ممنوع ياحضرة العقيد... 

قوس فمه ورفع حاحبه بسخرية 


- اقعدي لما اقوم... محدش فهمك ماينفعش تقومي من الأكل وجوزك لسة قاعد بياكل 


وصلت اليه بخطوة ورفعت سبابتها تتحدث بغضب

- انت ناوي تغظني وتموتني صح.. ماتختبرش صبري ياباسم علشان متندمش 


اكمل طعامه بهدوء وهو ينظر لها بانتشاء

- براحة على قلبك ياقطة لسة محتاجه قدام يحصلك جلطة ولا حاجة وانا لسة مجبتش ولاد منك ياعمري 


جذبت السكين من على المائدة وأشارت له بها

- هقتلك ياباسم لو حاولت تقرب مني 


مسح فمه وابتسم بسخرية

- ابعدي اللي في ايدك ياقطة... دي مش مسكرة بتحطيها على رموشك الحلوة دي 


اشار بيديه على الطعام

- دي ياقلبي بنقطع بيها اللانشون اللي قدامك دا وبنحطها في بوقنا كدا وبعدين نمضغها كدا... قالها عندما وضع قطعة من اللانشون بفمها بالسكين الذي، بيديه 


جذب السكين من يديها والقاها على المائدة 

- ابلعي اللي في بوقك وممنوع بعد كدا اكل يتحط قدامك وماتكليش لاني مش ناوي اخليك تاكلي من غيري 


قالها عندما جذبها من خصرها بقوة.. يقبل جانب فمها ثم همس لها 


- طعمه حلو عارف علشان انا اللي عامله بايدي.. قاطعهم رنين هاتفه 


اتجه للخارج ليقوم بالرد 


- ايوة ياريان.. ظل يستمع لما قاله ريان على الجانب الأخر... ثم نظر لساعة يديه 


- تمام ياريان نص ساعة وهتلاقي الأمن محاصر  الفيلا هنا... ولو عايز المزرعة.. 


قاطعه ريان 

- باسم انا عندي مؤتمر صحفي بكرة الصبح ومينفعش اتحرك من اسكندرية الليلة 


ولادي ومراتي بأمنتك.. طبعا جواد عنده اللي مكفيه فهعتمد عليك 


اجابه باسم 

- تمام ياباشمهندس.. كله هيكون تمام


بالاسكندرية بعد اغلاقه الهاتف 

جلس على المقعد يشعر بصداع يكاد يفتك به... بسبب تلك الضغوطات التي تعرض لها في ذاك الوقت 


دلف عمر المصري إليه ينظر عليه بخوفا


ريان انت كويس 


أومأ برأسه يمسح على وجهه

- كويس ياعمر... كويس.. نظر متسائلا 

- سيلا معاك 

هز رأسه بالرفض واجابه

- لا مجتش عمر كلمها وقالها خليكي عند بابا الليلة 


هز ريان رأسه 

- كويس خليها عندك لحد مانسافر القاهرة 


ضيق عمر عيناه 

- هتسافر القاهرة ليه 


- انت ناسي عندنا إفتتاح المصنع الجديد اللي في 6اكتوبر ولا إيه 


تنهد عمر ناسيا 

- نسيت والله بسبب سفري بين القاهرة وانجلترا... بس مقولتش مين اللي عمل كدا.. وليه؟ 


رجع بجسده ريان على المقعد مغمضا عيناه... دلف عمر ابنه 

- بابا عرفنا مين اللي عمل كدا 


فتح ريان عيناه وأردف

- عصابة جاكلين مش كدا 


اومأ عمر برأسه بالموافقة

- ايوة هما... دول مافيا يابابا مش مجرد عصابة عادية... دلف ضابط الأمن يتسائل عن ماحدث 


اشار ريان لعمر 

- خد حضرة الضابط واعمل اللازم ياعمر 


- ريان... ومين الناس دي وعايزين منك ايه... وليه جاكلين راجعة بعد السنين دي كلها 


تسائل بها عمر المصري 


أغمض عيناه وتذكر ذاك اليوم 


دلفت إليه بغضب تدفع السكرتيرة

- لازم نتكلم ياريان 


أشار ريان للسكرتيرة 

- هاتي قهوتي يادنيا.. ثم أشار لجاكلين بعد ارسال رسالة لشخص 


اقعدي ياجاكلين 

جلست تضع ساقا فوق الأخرى.. لتظهر ساقيها أمام ريان.. فكانت ترتدي تنورة تصل ما فوق الركبة.. مع كنزة عارية الذراعين.. مفتوحة الصدر بالكامل 


تبسم ريان بسخرية على مظهرها الذي أشمئز منه.. أمسك القلم الذي أمامه ينظر إليه ثم رفع نظره إليها 


- سامعك ياجاكلين 

اقتربت من مكتبه تنظر إلى مقلتيه 

معنتش بتقولي جاكي ليه ياريان... لدرجة دي نسيت ايامنا... نسيت جاكي اللي مكنتش بترتاح غير معاها... ورغم انك خسرتني فلوسي كلها وخلتني اشحت سنين لحد ماوقفت على رجلي تاني 


ليه عايز تدمرني.. بعت ناس تاخد مني المشروع اللي بقالي سنين بحاول اعمله بالقاهرة 


نهض ينظر من النافذة وهو يستمع إليها دون النظر إليها... ثم استدار وتحدث 


جاية وعايزة ايه ياجاكلين 

- عايزة تدخلي شحنة من المينا وبعربيات شركتك ياريان 


وضع يديه بجيب بنطاله وتحرك مستندا على الجدار خلفه.. ثم ضيق عيناه وتسائل 

- شحنة ايه دي ياترى 


❈-❈-❈


مط شفتيه للأمام وتحدث

- ممكن تكون شحنة لحمة فاسدة.. او أدوية فاسدة برضو... ولا نقول سكر بودرة 

بطريقة جهنمية جاكي خانو 


جحظت عيناها مما استمعت لحديثه... كان يعلم بما تفعله 

نهضت متجهة إليه وتحدثت بأنفاسا متقطعة

- لا مين قالك كدا.. دي سليمة... قاطعها عندما اشار بيديه

- انا اتجنبتك وحاولت ابعد عنك رغم انكم حاولتوا تقتلوا ابني... هزت رأسها برفض.. 


حاولت الحديث قاطعها دلوف جواد كالثور 


- واخيرا ظهرتي ياحقيرة 

نظرت لجواد وتسائلت بعيناها.... دفعها بقوة على المقعد وجلس امامها واضعا ساقا فوق الاخرى ينظر إليها نظرات جحيمة ثم تحدث

- هنتعرف متخافيش...دا لو هبلك وزك وشغتلي عقلك الصغير دا بالإستعباط 


نظر حوله وتسائل 

- فين الحقير التاني 


رفع ريان كتفه وأجابه

- جت لوحدها..شوف الصدف يااخي قالبين عليها إسكندرية بقالنا اسبوع..وهي جت لوحدها...لو سمعت مني ياجواد كنت زمانك ارتحت وريحتني..ثم اتجه بنظره لتلك المنكمشة على المقعد وتحدث وريحنا جاكي كمان 


نهضت متجهة للباب..

- انا همشي معرفش بتتكلموا  عن إيه 

جذبها جواد بقوة حتى اصطدمت بمكتب ريان.. ثم دفعها على المقعد 


-  رايحة فين ياروح امك.. مستعجلة ليه.. دا السهرة لسة في اولها 

-إنت مين أنا معرفكش... تسائلت بها جاكلين 


قهقه جواد بلا مرح 

- شوف إزاي متعرفيش انا مين... انا اللي خرب بيتكم ومسك شحنة السلاح والمخدرات على الحدود ياحلوة... انا اللي بعتله واحدة حقيرة علشان تلعب على بنتي في الجامعة وتحطلها حبوب مخدرة في شنطتها وقهوتها كمان.. انا اللي عملتوا لعبة وس... خة على ابن اخوه... وفهمته انه هيكون أشهر لاعب 


اعتدل يحاول السيطرة على نفسه حتى لا يلقيها من الطابق العاشر وتسقط صريعة بالحال... دار حولها وتحدث بغضب

- ولد عنده سبعتاشر سنة حاولت تلعبوا بعقله وتغره باللعب لأندية كبيرة مع بعض صور مزورة انه مطلوب.. 

نزل بجسده ينظر لمقلتيها بنيران مشتعلة تحترقها بالكامل 

-وايه المقابل ياترى 


فارس عايزين منك شوية صور جنسية مع صحابك الشباب... صرخ بها جواد عندما صفعها بقوة حتى سقطت من المقعد من قوة صفعته.. ركل المقعد بقدمه ممسك خصلاتها وصرخ 

- حقيررررررة... صرخ جواد عندما اصابه الجنون وهو يتخيل ماسوف كان سيفعله فارس ابن صهيب 


امسك خصلاتها بين يديه والحقير التاني اللي مفكر نفسه اذكى مننا 

باعت ناس يلعبوا بابن ريان.. الصراحة لعبتوها صح.. تلهوا ريان بابنه علشان تدخلوا المخدرات في عربياته وأهو دا واحد نضيف ومعروف ومستحيل يشكوا فيه ويفتشوا عربياته... والتاني خلاص كشفنا.. اهو يسيب شغله شوية ويتلهي يدور على الولد الصايع اللي حاول يشغل ابن اخو ديلر 


دفعها بقوة على الأرضية وهي تصرخ 

- إنا معرفش بتتكلم عن إيه 


جلس جواد ودقات قلبه تتزايد بسبب غضبه.. رفع نظره لريان الذي يقف عاقدا ذراعيه 

- الولد الحقير التاني كان اسمه فكرني بيه 


اتجه ريان يجلس بمقابلته ينظر لحالة جاكلين المزرية 

- اسمه دانيال 


هز جواد رأسه وتحدث

- طيب الحقير دا عارفين جنسيته وديانته وله يعمل كدا... دي تعمل كدا ليه.. اللي اعرفه إنها مصرية ومسلمة كمان... ولا قعدتها في انجلترا نستها اصولها 


رفع نظره إليها وهي تصرخ بهم 

- معرفش قصدكم على إيه 

- فين دانيال يابت... تسائل بها جواد 


نهضت تمسح شفتيها من الدماء وتحدثت ساخرة

- وجعكم اوي مش كدا... لا ولسة ياجواد باشا لسة التقيل جاي ورا 


قالتها وتوجهت سريعا للباب.. فتحت باب المكتب.. إذ بقوات الأمن تحاصرها 


نظرت بذهول وأردفت بلكنتها البرياطانية 


What do you want? 

  اشار جواد... خدوها 


استدارت اليه 

- ماتقدرش تحبسني ساعة واحدة متنساش انا مواطنة معايا الجنسية الامريكية والبريطانية 


اشار جواد لفريق الأمن 

- خدوها من وشي... 


اتجهت اليهما وأردفت بغل 

- أنا هخرج بس... نظرت لريان وتحدثت 


- تلقى مني ياريان انا كنت لحد النهارده بعتبرك صديق وحبيب... انت اللي قطعت الوعد 


دلف ضابط الأمن وجذبها وهي تدفعه

- أنا همشي... بس عايزة اشوف إذن النيابة 


خرج ريان من شروده عندما وصل عمر اليهما 

- بابا كلمت ماما واطمنت عليهم ولا لسة 


هز رأسه وأمسك هاتفه 

كانت نغم بمطار الأسكندرية بجانب ولديها وابنتها وابن عمر المصري ريان... ينتظرون إقلاع الطائرة 


- ريان انت كويس... تسائلت بها نغم 

كويس يانغم.. أجابها بهدوء رغم ضجيج دواخله وسيطرة الغضب عليه 


صرخت به نغم وتسائلت

- مين دول ياريان وعايزين إيه... من اسبوع ابني ينضرب عليه نار والنهاردة يهجموا على الفيلا... لازم تفهمني حالا


مسح على وجهه وحاول السيطرة على أعصابه

- نغوم انا تعبان ومش قادر اتكلم توصلوا بالسلامة هتلاقوا عربية أمن مستنياكم من باسم... طمنيني أول ماتوصلي سلام 


قالها ثم اغلق الهاتف 


بالمشفى 


اتجهت ربى تقف بجوار عز وتنظر اليه بهدوء، ثم اتجهت بنظرها لوالدها 

- عمو صهيب زعلان من عز علشان عايز يسافر... وطلب مني نتجوز وأسافر أكمل تعليمي... حضرتك عارف امنيتي أصلا إني أكمل تعليمي برة 


طبعا عمو صهيب رفض الفكرة تماما وانا مع عمو لما لقيته رافض... فهو أصر انه يسبنا ويسافر مع إنه مش محتاج للسفر يابابا... قالتها ربى وهي تنظر لعز الذي يقف ينظر بنقطة وهمية وكأنه لم يستمع لحديثها 


وزع جواد نظراته بينهم.. ثم اتجه لصهيب وتسائل 

- يعني عايزة تفهميني إن صهيب ضرب ابنه الكبير قدام اخواته الصغيرين علشان سفر 


اتجه بنظره لصهيب وتسائل 

- معقول ياصهيب.. تعمل كدا علشان حاجة هبلة زي دي 


هزت غزل رأسها تستنجد بصهيب الذي كان يناظرها... أغمض عيناه وسحب نفسا عميقا متجها لأخيه 


- هو فيه أكتر من كدا وجع ياجواد... أربي وأكبر وفي الآخر يبعد بدل مااستند عليه يسبني لوحدي 


ظل جواد صامتا ينظر إليهم فقط للحظات ثم جذب عز من يديه 


- متخافش ياصهيب عز مش واطي علشان يسيب أبوه ويسافر مش كدا يلآ قالها جواد وهو يلكم عز بصدره 


جذبه متجها لغرفة بجوار غرفة غنى

جلس وأجلسه بجواره 


ظل يطالعه بنظرات صامته ثم تحدث

- سامعك ياعز... قول لأبوك اللي مخبينه.. مش هقول قول لعمك لا بقول قول لأبوك.. او صاحبك مش إحنا اصحاب يلآ 


أصعب شعور يمر على الأنسان هو أنك تشعر بأنك صغيرا امام شخص اعطاك الثقة الكاملة... هذا ما شعر به عز 

تنهد بألما ورفع نظره لعمه 

- حضرتك علمتني أكون اد مسؤلية غلطي وأتحملها بنفسي.. والغلطة اللي أغلطها أصلحها واخد منها قوة وعزيمة تبنيني مش تهدمني 

كان جواد يراقب تفاعل وجهه مع حديث 

رفع نظره لعمه وأردف 

- لكن حضرتك نسيت تعلمني لما أغلط غلط صعب يداوى اعمل ايه.. ولما مقدرش أتحكم في نفسي أعمل إيه 

مقولتليش أعمل ايه لما اخون ثقة حد غالي اوي فيا.. لما أكون حيوان مع أقرب الناس أعمل إيه... لما اكون ضعيف ومقدرش أسيطر على ضعفي أعمل إيه 


اخرج زفرة حادة من جوفه عله يهدأ ذلك الألم الذي يملأ داخله 

- للأسف انا غلط وغلط غلط كبير مايتغفرش.. ولو دبحتني هقول من حقك تعمل اللي حضرتك شايفه... أصلي نسيت أقولك في الأول اللي قاعد معاك داطلع مش راجل..طلع واطي وحيوان...بس حظه الأسود فوق دا إنه راجل مجروح فوق ماتتخيل... لم يستطع كبت دمعة  عينيه التي خانته وتساقطت رغما عنه 

جذبه جواد لأحضانه عندما وجد عجزه وضعفه لأول مرة 


ربت على ظهره وتحدث 

- ليه يابني الضعف دا كله.. وليه بتقول على نفسك حيوان... ضم وجهه بين راحتيه وصاح بوجهه

- مفيش حد من عيلة الألفي حيوان يلآ سمعتني... ممكن تغلط.. ممكن تكون غبي في حل مشكلة بس مش حيوان 


نزلت عبراته تغسل قلبه وعقله قبل وجهه 

رفع نظره لعمه وأردف بصوتا باكي

- مستهلش منك كدا... اللي قاعد عمّال تراضيه دا خان ثقتك.. وطعنك في ضهرك 


عبرات حارة سقطت من عيناه كانت افصح وابلغ من كلمات سيقولها فهو يعلم ان حديثه سيصيب جواد بسكتة قلبية منه 


وطأ رأسه بخزي وخزن.. طلعت حيوان ياعمي.. رفع جواد ذقنه وأردف محاولا فهم ماوصل إليه 

- حبيبي فهمني عملت ايه وليه بتحسسني إنك عامل مصيبة.. 


انزل يد عمه من على وجهه وأردف

- طلعت حيوان وكنت هضيع بنتك.. كنت هضيع حبيبة عمري.. توقف اللسان رغما عنه وحاول أن يتحدث مرة أخرى عندما وجد ثقل بلسانه وصعب خروج الحروف من فمه... رفع نظره لعمه وتحدث 


- كنت هغتصب رُبى... ابنك اللي كنت بتفتخر بيه فقد السيطرة على نفسه وأعصابه وكان هيغتصب بنتك 


هزة عنيفة أصابت جواد... نظر إليه بذهول عندما اصاب عقله صدمة لم يستطع فهم مايقول... 


هز رأسه ونظر إليه بإستفهام 

- معلش ياحبيبي... عمك كبر في السن وسمعه بقى تقيل.. وبقى يستمع لتهيؤات صعبة الاستعياب 


نزل بنظره للأسفل ولم يجاوب عمه... أنسدلت عبراته فقط... هنا انصدم جواد 


ووقف بذهول يهز رأسه غير مستوعب ماقاله ذاك المعتوه.. قبضة قوية عصرت قلبه مما جعله ينزف داخليا بكم الآم الذي شعر بها... فجأة اتجه يقبض على عنقه فاقد السيطرة بالكامل... وهو يتخيل زُعر إبنته وحديثها لوالدتها أثناء سفرهم 


تحولت عيناه لنيران واردف بغضب

- إنت تخون ثقتي ياحيوان... فكرتك راجل يلآ وأنت حيوان حقير،.. أمنتك على بيتي 


كان مستسلما تماما لعمه لم يقاوم... تمنى أن تزهق روحه تماما... امتقع لونه بشدة وأصبح شاحبا كلون الأموات 


اتجهت غزل سريعا تدفعه بكل قوتها 

- جواد سيب الولد.. اتجننت عايز تموت ابنك.. نظر إليها بغضب 

- كنتِ تعرفي باللي عمله الحيوان... لكمته بصدره بقوتها وصرخت بوجهه 

- اه عرفت... ماهو من نصيبي اعيش الوجع مرتين.. شكلك نسيت الماضي ياحبيبي


تجمد بمكانه لايعي حديثها في ذاك الوقت.. اتجهت ووقفت امامه 

- لو نسيت فيه واحد عمل كدا زمان.. ولا علشان ملهاش اهل ياخدوا حقها تنسى 


فقد قدرته على الحركة أو الكلام.. رفع نظره لعز الذي جلس كجثة خامدة لا يشعر بما حوله.. فقط نظرات تائهة مشتتة... دموع بغزارة على وجنتيه.. شعر بإنسحاب انفاسه عندما اسند جسده على الجدار خلفه.. وهو ينظر لسقف الغرفة كأن لا يوجد أحدا معه... ذهب بذاكرته لسنوات وهو يتخيل ذاك الموقف 


ابتلع ريقه الجاف وتوجه لغزل الذي أصابها الألم بحالة زوجها عندما أردفت بكلامها الذي لم يعقل 

- إنتِ كنتي مراتي وقتها... اردف بها بلسان ثقيل وصدمة تظهر على وجهه 


اقتربت إليه ممسكة بيديه

- حبيبي أنا مش قصدي الإتهام أنا قصدي فقد السيطرة بيعمل إيه 


هز رأسه ونظر إليها 

- روحي لغنى.. شوفيها وشوفي تهاني عملت إيه 


اتجه جالسا بمقابلة عز 

- عز احكيلي ايه اللي حصل.. كان ينظر بشرود كأنه لم يستمع لشيئا 


صاح جواد بصوتا مرتفع.. رغم نيران صدره 

إلا انه توجه إليه وجلس بجواره 


- احكي لعمك ياعز سامعك 


أطبق على جفنيه وأردف

- خلاص ياعمو مفيش حاجة تتحكي 


بشقة جاسر 


دلف الى الشقة يبحث عنها بعينيه... اتجهت العاملة إليه.. 


فين فيروز ياعلية 


أشارت لغرفة المعيشة

- جوا قدام التليفزيون 


دلف إليها.. كانت تستند بجسدها على المقعد تشاهد فيلما اجنبيا.. لم تشعر بوجوده.. ظل ينظر إليها للحظات.. كانت ذابلة شاحبة اللون يبدو إنها لم تتناول طعامها منذ فترة 


رفعت نظرها إليه عندما استنشقت رائحته 


وقفت متجهة إليه 

-" جاسر" قالتها بشفتين مرتعشتين... حمدالله على السلامة 


اتجه يجلس على المنضدة التي توضع امامها

- رجعنا لزعل التاني يافيروز.. والغضب عن الأكل... ينفع كدا.. شوفي نفسك بقيتي عاملة إزاي 


نظرت إليه وتحدثت

- عايزة اخرج اروح جامعتي.. وأكمل دراستي هفضل محبوسة لوحدي كدا... انت قولت هتسفرني برة ووعدتني بدا.. وعدى اكتر من شهرين وانا زي ما انا 


طيب قومي كلي وبعدين نتكلم 

هزت رأسها برفض وأردفت 

- لما تخرجني من البلد زي ماوعدتني.. ولا تاخدني عند باباك اللي هيقدر على عمي.. مش انت قولت كدا 


تنهد بحزن وسحب نفسا عميقا 

- طيب قومي نتغدى وبعدين نتكلم 


اتجه للمائدة وسحبها تجلس بمقابلته 


رفعت نظرها إليه 

- جاسر هتفضل كدا.. بقيت مبتجيش خالص 

اجابها

- فيروز مينفعش.. قولتلك إنت بنت لوحدك وأنا شاب. 

- طيب ماهو دادة علية معانا ايه اللي يمنع تيجي تقعد معايا شوية... أنا بزهق 


زفر بضيق ثم سحب نفسا وتحدث

- اللي بتقوليه دا مينفعش لا شرع ولا دين يقول كدا... قعدتي معاكي دلوقتي غلط.. غير طبعا بابا لسة ميعرفش، 


جلست تأكل بصمت دون حديث آخر 


وذهب بذاكرته لذاك اليوم 


كان يجلس مع جواد حازم بقسم الشرطة قاطع حديثهما رنين هاتفه 


- "جاسر" أنا خبط بنت بالعربية وواخدها المستشفى بس فيه ناس بيجروا وراها وبيضربوا نار علينا 


نهض سريعا متجها للخارج وهو يتحدث إليه 


إنت فين ياياسين 

- أنا في الرحاب لسة خارج من شوية 


تمام كويس... حاول تتوهم وروح على شقتي اللي هناك 


وانا في الطريق.. وخد رقم العربية 


❈-❈-❈


بعد قليل 

دلف للشقة كانت تجلس تنتفض من الخوف.. وتنظر حولها بخوفا... نظرت لذاك الذي جلس بيهيبته رغم صغر سنه 


نظرت لعيناه السوداء التي تشبه ظلام الليل.. وكانت تبث الرعب لعيناه.. وقفت متجه لياسين تقف بجواره 

- مين دا تسائلت بها فيروز 


أومأ بعينيه مردفا

- متخافيش دا جاسر أخويا.. هو ظابط 


تحرك جاسر يطالعها بنظرات ثاقبة ثم رفع نظره لأخيه 

- مين دي وازاي خبطها 


حكى ياسين ماصار 

اتجه بنظره وتسائل

- انتِ مين وأسمك ايه؟ 


اسرعت تتحامى بياسين وتمسك بذراعيه 

عايزة أمشي... شكرا لحضرتك 


انا كويسة وتحركت متجه للباب 


توقفت عندما تحدث جاسر

- مستنينك تحت حتى بصي، من الشباك

اتجهت للنافذة سريعا تنظر 


كانت هناك سيارة تنتمي لأمن لأحد الأشخاص الموجودين بالمبنى... 


تراجعت بجسدها ظنا منها انهم هم الذين يراقبوها 


ابتسم جاسر على برائتها الطفولية.. ثم جلس على المقعد واردف

- اسمك إيه وأيه حكايتك 


نظرت بخوف وهي تفرك بيديها 

- "فيروز "قالتها بصوتا منخفض جذاب 


نظر لعيناها التي تشبه أسمها وشعرها الأسود المنفرد على ظهرها وبعض المتمرد على وجهها.. نظر لذراعيها التي تحمله متألمة 


قام برفع هاتفه متصلا باحد الأطباء 

ثم توجه اليها بالحديث 


اسمك رباعي ايه 

- فيروز عامر الهاشمي من المنصورة 


- المنصورة: تسائل بها 

- وايه اللي جايبك القاهرة 


رفعت نظرها وأردفت بغضب 

- هو تحقيق ولا ايه.. عارفة انكوا حمتوني بس دا ميديش الحق التطفل على حياتي 


ذهل من ردها الغاصب 

قهقه بصوتا  مرتفع على  شراستها... ثم تحدث 

- لا ياصغنن عايز اتعرف مش يمكن اتقدملك 

وقفت تنظر له بذهول رغم دقات قلبها العنيفة ورفعت سبابتها 

- مش مسمحولك تتخطى حدودك 


نهض سريعا ووصل إليها بخطوة 


تراجعت للخلف منكمشة وجسدها يرتعش، من قربه ورفعت يديها 

- ابعد لو سمحت.. اعتبرني عيلة وغلطت 


قوس فمه بسخرية

- ماهو انت عيلة.. اومال مفكرة نفسك كبيرة دا حتى شكلك شبر ونص 


رغم اغتياظها منه إلا انها صمتت على الحديث حتى لا تغضبه 


رفع هاتفه ينظر إليها بتسلي 


" عمو باسم حبيبي واحشني والله 


قهقه باسم على الطرف الآخر 

هات من الآخر يابن جواد... وحشتك دي تمنها ايها 


تحرك جاسر للنافذة وهو يقهقه عليه 

ياكسوفك ياجسور... دايما قفشني كدا ياكبير 


-قولي المطلوب وبطل شغل الشحاتين دا يلآ

-اوبس  لا كدا دخلت في الأعراض يابسوم.. ومفناش من كدا 


المهم فيه بنت وقعت قدام ياسين... يعني نمشيها حادثة حاليا.. اوكيه ياكبير 


مسح باسم على ذقنه واجابه

- نمشيه ياحضرة الضابط.. الاسم بالكامل وخلال ساعتين هنعرف الحادثة حادثة... ولا ليها سيكرت اخر 


- حبيبي يابسوم.. كدا احبك وانت فاهمني 

ياله يلآ اقلب وشك مش فاضيلك 


قهقه جاسر مردفا

- ايوة الباشا عريس.. انما اخبار المُز ايه يابسوم... لسة قط ولا قلب كتكوت 


ضحك باسم بصوتا مرتفع 

- ولاه انا شاكك فيك انك ابن جواد.. دا لوسمعك هيعلقك ذي الدبيحة 


وضع يديه على صدره 

- ياحوستي ياخويا.. انت بتشك في نسبي... لا كدا لبخنا بالكلام يابسوم ودا غلط على حالتك وانت لسة عريس 


خرج من شروده عندما تحدثت

- ممكن تاخدني يومين عند حياة.. هم أكيد رجعوا من شهر العسل 


مضغ طعامه واومأ برأسه 

- هشوف عمو باسم وارد عليكي... استمع لرنين هاتفه تناوله 


- أيوة يااوس

- فينك ياجاسر... بابا جه وحضرتك خرجت مقولتش لحد... وكمان طنط نغم جت وعايز اروح المطار 


نهض وهو يحادثه

- تمام عشر دقايق وهكون في المستشفي 


اتجه للباب توقف عندما استمع

- خلاص هتمشي ياحضرة الضابط 


استدار بجسده ينظر لعيناها التي ظهرت بها طبقة من الدموع التي تحاول غشيها 


اقترب منها وتحدث 

- هحاول اجيلك بعد يومين واشوف عمو باسم تروحي عند حياة تمام 


هزت رأسها بالموافقة 


اقترب حتى لم يفصل بينهما سوى خطوة واحدة

- يجي الوقت اللي اعرف اقول لبابا بس وبعد كدا وعد مني هجيلك على طول.. لكن حاليا صعب.. فيه شوية مشاكل 


"فيروز "قالها بصوتا هادي مما جعلها تنظر لعيناه

- بلاش تاكلي تشكوليت كتير... خلصتها من المحلات... هجبلك منين  بعد كدا... خايف ابعت اجبها من برة وتكلفني كتير 


ضحكت بصوت هادي ونظرت اليه 

- جبتلي تشكوليت معاك المرادي 


أومأ برأسه ينظر لأبتسامتها التي خطفته من المرة الأولى ثم أردف

- ايوة بس متنسيش نصيبي كل مرة تمام 

قالها ثم تحرك مغادرا للخارج