-->

رواية جديدة البحث عن هوية لهالة محمد الجمسي - الفصل 5

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

رواية البحث عن هوية



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الخامس

تمارين الذاكرة 



وضع رامي صوره تحتوي على منزل أمام بصر غادة ثم قال في صوت حماسي: 

_يمكنك رؤية هذا أليس كذلك؟ 

هزت غادة رأسها علامة الموافقة مما دفعه أن يكمل: 

_تخليك لأي بيت اي؟ 

قالت غادة وهي تنظر إلى البيت شعرت بغصة في قلبها سوف تكون الإجابة هي الروتينية ولكن هي لا تستطيع أن تلمس أي مشاعر داخلها لا تستطيع أن تجد في ذاكرتها أي صور لهذا الشأن، العقل لا يعطي سوى صور بيضاء لا ترمز إلى أي شيء  : 

_الفكرة العادية بيت حيطان و أب وأم وأطفال 

نظر لها رامي بطرف عينيه ثم قال: 

_هل هذا هو البيت الذي تربيت به؟ أو أن الوضع غير هذا

نظرت غادة إلى المنزل في عمق ثم قالت: 

_ لا اذكر شيء أنا أتحدث من خلال السؤال مجرد إجابة عن سؤال 

قال رامي وهو يضع الصورة جانباً: 

_ هذا يعني أن العقل لم يعطي أي صور بعد، لا بأس يمكننا رؤية شيء آخر 

هتفت غادة وهي تنظر إلى الشارع: 

_أنا آسفة من أجل هذا، آسفة حقاً 

تمتم رامي في هدوء: 

_ليس هناك ما يدعو إلى الأسف 

أعقبت غادة وهي تنظر إلى الصورة في غضب: 

_لقد أوجدت لي من بين أوقاتك ساعة كاملة حتى أستعيد ذاكرتي ولكن بلا جدوى

قال رامي وهو ينظر إلى علامات الغضب على وجهها: 

_سوف يكون كل شيء بخير

أعقبت غادة: 

_أتمنى أن يأتي الخير سريعاً، اتمنى هذا حقاً، لقد تعبت من الانتظار 

ألقى رامي نظرة إلى المركز الخيري  الفارغ ثم قال: 

_ممكن نشوف صور تانية، ممكن ذكريات طفولة مدفونة تخرج على السطح، مش لازم نوقف عند أي فشل لازم نتحداه ونتجاوزه

أغترضت غادة: 

_أنت تعبت معاي، أنا عارفة انك مش ملزم بدا وهو دا اللي محسسني بالذنب انا حاسة اني عبء على اشجان وعلى حضرتك كمان 

قال رامي وهو يبتسم في لطف: 

_أنا هاعتبر دا قرص ليا في تعليم الطب النفسي، ممكن نقول أن أنا اللي بستغل الوضع، وبلاش الحساسية الزايدة دي لكل شخص وفرد بنتعاملي معاه حالياً الفرد اللي يعطيك ثقة ومساحة تتعاملي معاه بنفس الثقة والمساحة بلاش ترجعي لورا دا بيعمل حاجز وبيعمل أزمة كمان في تخطى الأمر 

 تنهدت غادة نظرت إلى المكان، كان يشبه منزل مهجور، جميع الغرف خالية، لا توجد حالة واحدة تستدعى تواجد رامي الطبيب، الساعة الآن الثالثة عصراً، ولقد اقتص رامي من وقته وتم إعلام اشجان بهذا الموعد حتى تمرره إلى الفتاة، لقد كانت أشجان تبارك هذا الأمر ولولا مباركة وموافقة  أشجان التي تريد مد يد العون إلى الفتاة،كانت الفتاة ترددت في قبول هذا الأمر، ولكن اشجان دفعت غادة إلى هذا وهي تقول في صوت يحمل الحماس: 

_المركز الطبي الخيري مكان بنساعد فيه الناس، ووجود رامي هناك أمر طبيعي لأنه دكتور ووجودك كمان هناك عادي لأنك بتشتغلي هناك خلاص تم اعتماد وجودك في المكان، مافيش داعي للقلق أو الخوف أو أن أي شخص يبص اللي بيحصل دا أنه مش طبيعي بالعكس دا أمر عادي ومافيش حد هيعترض 

جذب رامي انتباه غادة حتى يجذبها من أفكارها وقال: 

_لازم نحاول ونحاول ونحاول اكيد هنخرج في الآخر بنتيجة    


ثم أخرج صورة تحتوي على بعض صور اطفال وقال: 

_هل كان لديك اصدقاء طفولة؟ هل تستطيعين تذكر اي اسم؟ مواقف حدثت لا تزال عالقة بالذاكرة، حتى إذا كانت بسيطة فهي قد تكون إشارة لأشياء أخرى  

لم تجب غادة فقط نظرت إلى الشارع الذي لا تهدأ حركته،

ثم قالت : 

_طفولة؟ أصدقاء! 

قال رامي وهو ينظر مباشرة لها: 

_الناس دائماً تذكر اصدقاء الطفولة، تعريفبدايات الإنسان، مراحل البداية في حياة  كل فرد، لابد أن تبدأ من هناك  الرفيق الذي لا ينسى في كيان كل شخص وفرد في الحياة، الشخص الذي يجعل  الحياة اسهل وأيسر  الصفات تكون متقاربة وكذلك الأفكار

 

 هناك أشخاص نتمنى أن كان اسمهم مدرج في شجرة العائلة 

صمت دقيقة ثم تابع: 

_حاتم هو صديقي الذي لا أستطيع أن أتخيل العمر دونه، أظن أن حاتم هو العصا الذي اتكأ عليها وقوتي الذي ادخرها لأي شدة سواء كان هذا في الغد أو اليوم 

حاتم هو كنزي الذي لن اتخلى عنه ابداً

❈-❈-❈


قالت اشجان وهي تضع في يد الضابط يونس رحيم  بعض شهادات الوفاة: 

_دي صور من شهادات الوفاة اللي أصحابها استلموا الأصل لأنها كلها خرجت من هنا 

هز الضابط رأسه، ثم ألقى نظرة في الأوراق وقال: 

_طيب والمصابين 

ظهرت علامة الدهشة والتعجب على وجه أشجان، مما دفع الضابط يونس أن يكمل: 

_كنت عايز عناوينهم  علشان نكمل المحاضر، يعني منهم هيكون شهود عيان على اللي حصل وبردوا هنفرغ الكاميرات ونطابق الأقوال باللي حصل علشان العربيات اللي اتدمرت دي متأمن عليها وفي ناس عايزن بوليصات التأمين بتاعتها

تمتمت اشجان في سرعة: 

_ايوا في سجلات الأستقبال في ناس سجلت ببطايقهم ومكتوب فيها العناوين، هتلاقي الأستاذ ناجي  هناك وهيخرج ليك دفاتر الحادثة، ويديك البيانات، لأنه ماسك دفاتر النوباتجية الليلية واكيد معاه دفاتر فترة النهار هو بيسلم الدفاتر الصبح بعد ما يخلص شغله وبليل بيتسلمهم تاني   

ألقى الضابط نظرة سريعة على اشجان ثم قال: 

_أنا بشكرك لأنك تطوعت بالمعلومات

قالت اشجان وهي تتجه إلى غرف المرضى: 

_في الحقيقة يا سيادة الضابط أنا مكنتش هتطوع لو  كان في زحام أو في حالات تستدعى وجودي، أنا قلت أن دقايق بسيطة مش هتعطلنا النهاردة خصوصاً أن الحالات الحمد لله خفيفة جداً النهاردة، ومد ايد المساعدة في كل وقت اتعودت عليه من خلال الوظيفة 

أبتسم الضابط يونس ثم قال وهو يرفع قبعته: 

_فين مدير المستشفى؟ 

أشارت أشجان إلى غرفة المكتب  التي في على اليمين وقالت: 

_دكتور حاتم هنا

أشار يونس لها بأصبعه علامة النصر ثم اتجه إلى مكتب حاتم وطرق الباب ثلاث مرات قبل أن يسمح له حاتم بالدخول: 

يونس: أنا جاي أتكلم معاك شوية بخصوص الحادث، يعني محتاج أقفل المحاضر كنت عايزة أسألك عن عدد المصابين وعدد الوفيات؟: 

حاتم: الحادث دا كان فعلا كبير ومأساة كان في عدد كبير مات حوالي سبع أفراد 

يونس: الحادث دا حصل قبل المستشفى بخطوات 

حاتم: دا من حسن حظ الناس اللي انكتب لها النجاة 

نهض يونس الضابط من مقعده ثم سار في إتجاه النافذة وقال وهو ينظر من خلف زجاجها: 

_دكتور  حاتم أنت سمعت حاجة قبل وقوع  الحادث؟ يعني صوت فرامل عربية فجأة أو صوت كاوتش عربية بينفلت على الاسفلت 

هز حاتم رأسه علامة النفي وقال: 

_لا، مسمعتش اي أصوات خالص  

فتح الضابط يونس زجاج النافذة ثم قال: 

_مع أن التزاحم بدأ من هنا، يعني المشكلة كلها كانت بدايتها قدام الشباك دا

ثم أشار بيده إلى الخارج وقال: 

_يعني اللي كان واقف هنا كان ممكن يسمع اصوات الأصطدام اللي تم برا 

رفع حاتم بصره له في تعجب ثم قال: 

_ الدكاترة هنا مش بيهتموا غير بالحالات اللي بتكون بين ايديهم، يعني هيتابعو ويركزو في حالات المرضى اللي جوا المستشفى،  فكرة التواجد في المكاتب طول الوقت مش معتاد  هنا، المرور على المرضى مستمر من دكاترة ومن ممرضات وممرضين، المستشفى مركزي وبيخدم  مناطق كتير، علشان كدا الدكاترة مشغولين مع الحالات بصفة مستمرة، وخصوصاً فترة الصبح لأن في حالات كشف في مختلف المجالات، والحادثة حصلت في وقت خروجي من هنا، بس واجبي كان بيحتم على الرجوع لأن الوضع كان كارثي، وتعاملي مع الحادث والاهتمام بيه كان من خلال المرضى وأوض العمليات  

هتف الضابط يونس في سرعة: 

_انا مش اقصد من الكلام أي اتهام يا دكتور، انا بس مستعجل الاقي شاهد 

قال حاتم وهو ينهض من مكانه: 

_شاهد ليه؟ دا حادث سير، حوادث بتحصل كل يوم وكل دقيقة في كل مكان في العالم 

أعقب يونس في سرعة: 

_ مش شاهد  بمعنى شاهد أنا عايز أنهى المحضر وهو متكامل الأركان  علشان  بوليصات التأمين 

لم يعقب حاتم في حين قال الضابط يونس وهو يتجه إلى الخارج في لهجة اعتذار: 

_خدت من وقتك كتير، اقتحمت نوبانجية الليل وقلقت هدوءكم  بس كان لازم وضروري  أشوف موقع الحادث بنفسي علشان أرفع التقرير وأنا ضميري مرتاح، لازم بردوا كل الأسئلة  اللي في المحضر تكون إجابتها من واقع المكان، ونظرتي لازم تطمن اللي بتسمعه،   اسيبك للمرضى

❈-❈-❈


(الأمس، الأمس هذا الكائن الذي يأبى أن يعود لي، الأمس هذا الدليل الصادق على هويتي، الأمس هذا الطيف المشاكس الذي محا ذاته من أورقة العقل، الأمس هذا الطائر الذي صدح في الأيام السابقة وكف أن يكمل تغريده في أيامي، أنا أنا مثل طائر فقد جناحية، فهوى من السماء إلى الأرض يترنح، هزيل ضعيف لا يقوى على السير، يتخبط في خطاه ولا يستطيع أن ينطق، لقد تعطلت عنده اللغة فلم يعد يستطيع أن يصرخ أو يهمس أضحى التنفس عنده جزء من موت متقطع، يتسلل إلى كيانه ولا يريد أن يغادره يسقيه من ويلات نزوح الروح عن الجسد مشقة تتبعها مشقة ولا أحد يستطيع أن يكف ضربات الموت، ولا يرحمني الموت فينتزع الروح ويمضي، يتفنن في قتلي،يسخر مني وهو يرى قلة حيلتي، اليابس تذروه الرياح وأنا مثله، أشعر بأن ذاتي مثل ورقة خريف متيبسة تتقاذفها رياح عاتية، ولا مقاومة لي ولا حيلة، ولم اعد من الحياة شيء أريد أن أموت وأفنى ولا يأت أحد على ذكرى، أريد أن يمحو ذكرى من الحياة فأنسى كما نسيت الآن وهل هناك فرق؟ لقد أصبحت في عداد من كنت معهم  في الأمس 

ميتة وكأنني شيء لم يكن هنا ك بين ساعات يومهم ذات نهار أو ليل، ماذا إذا رأف بي الأمس؟  و أوقد  شموعه بين الساعات الماضية، ألقى لي بعض من 

حدث، لو يرأف بي 

ويقتحم العقل كانت ذاتي استكانت من هذا الشتات كنت أرتحت من كل هذا العناء، 


 كانت غادة تجلس إلى جوار النافذة حين ولجت أشجان إلى المنزل قالت وهي تنظر إلى الطعام الموضوع على المائدة: 

_مجهزة لينا فطار، كويس اوي أنا واقعة من الجوع، أول ما يخلص الشغل بحس بجوع رهيب مع أن مش بحسه وقت الشغل و الحركة بين اوض المرضى 

اتخذت غادة خطاها في إتجاه المائدة وقالت: 

_مرضتش أكل  من غيرك 

همست اشجان في سرعة: 

_تعرفي بليل كان في ضابط شرطة بيخلص إجراءات محضر الحادثة، يعني لقيت أنه حضوره  بليل حاجة ممكن نستفاد  منها، وانا حطيت اسمك مع المصابين 

تمتمت غادة في ذهول: 

_أسمي! كتبت  أسم غادة يعني؟  

تلعثمت أشجان دقيقة ثم قالت وهي تحاول أن تنسق الكلمات: 

_لا، بصراحة أنا كتبت وصف عن حالتك، لأنك مش غادة، قصدي أسمك الحقيقي انا مش عارفة، بس أنا كتبت بس في نهاية القايمة في حالة فقدان ذاكرة بسبب الحادثة،  وكتبت مواصفاتك يعني الملامح والسن  ممكن حاجة زي دي تساعدنا، لأن في حالات اختفاء كتير بيكون متبلغ عنها في أقسام الشرطة 

صمتت غادة لحظة ثم قالت: 

_كويس 

تابعت أشجان في لهجة تأكيد: 

_الفكرة جاتلي وأنا بتابع المرضى رجعت بسرعة على الإدارة وضفت الحالة بتاعتك، ممكن الصدفة تلعب دور حلو معانا حسيت أن  ممكن يجيب   نتيجة  إيجابية بسرعة، هو إحساس كمان أن ممكن حد يوصل ليك قبل ما الذاكرة ترجع لك ودا يسهل أمور كتير 

تابعت غادة وهي تنظر إلى الطعام دون أن تلمسه: 

_تعرفي يا أشجان، أنا كل دقيقة بتمر عليا وأنا مش فاكرة أي حاجة عن اللي حصل، بيجيلي احساس مخيف أوي 

أن هفضل في التوهه دي كتير، أحساس وحش أوي أنك تقع في بير أسود كبير مالهوش نهاية، أنا زي اللي بتقع من فوق ل تحت والمشكلة الحقيقة أن الرعب مستمر مالهو ش نهاية لأني مش بقع وأموت لا أنا بشوف كل حاجة حواليا وهي بتقع وأنا كمان معاه بقع من جبل عالي  بس مع الاسف مافيش نهاية لوقوعي مافيش موت، انا في مرحلة السقوط ومافيش نهاية للسقوط دا هو دا اللي أنا فيه 

وضعت اشجان الخبز جانباً ثم قالت في صوت به نبرة استياء: 

_يااااه، دي مرحلة صعبة اوي يا غادة، دا تشاؤم ومش تشاؤم عادي دي درجة رهيبة من درجات التشاؤم 

اللي اقدر اقوله لك وانا واثقة منه أن أنت اكيد قبل الحادث دا حياتك كانت ملخبطة اوي لأن الحادث نفسه خلاك ترفضي اللي قبل كدا، مش عارفة أنا مش دكتورة نفسية علشان أحلل، بس وصفك دا بيدل على أن حياتك قبل الحادثة كان فيها مشكلة كبيرة، مين عارف يمكن كونك مش فاكرة حاجة عن نفسك رحمة من ربنا ليك، يمكن لو رجعت لحياتك الحقيقة بعد الحادث على طول كان حصل لك حاجة أكبر من كدا، يمكن المرحلة دي هي مرحلة علاج ليك وأنت مش واخدة بالك اكيد هي كدا 

دي حكمة من ربنا أن عقلك موقف أنه يفتكر اللي قبل الحادث لأن طاقتك الحالية مش هتقدر تتعامل معاه، يمكن العقل والنفس والذات محتاجة تعيد ترتيب نفسها، بلاش الأفكار السودا بلاش التفكير السلبي أنا عارفة أن غصب عنك، بس لو بصيت لزواية تانية، هتلاقي أن في نوع من الحلو في الموضوع، في ناس مش تعرفك وبتحاول بكل طاقتها تساعدك، ودا في حد ذاته رحمة كبيرة أوي من ربنا، ولازم يكون عندك تفاؤل لازم 

أن الموضوع كله وان الأزمة دي هتنتهي 

اكيد هتخلص في ظرف ساعات ولو طالت هتكون أيام بس ومافيش أسرع من الأيام

تنهدت غادة قالت وهي تغالب دموعها: 

_الأيام اللي بتعدي واللي مافيش أسرع منها ممكن تكون كدا مع أي فرد تاني، حتى لو المتاعب  اللي هو بيعدي بيها متكررة ويومية بس هتكون أيامه سريعة،  معاي أنا  الأيام سنين، كل دقيقة بتعدي هي سنة كاملة، والمشكلة أن الحل في أيدي أنا بس أنا عاجزة عن أن أديه لنفسي، بسأل نفسي كتير ليه عقلي مش قادر يفتكر ولو عشرة في المية بس، لو خمسة في المية علشان ارتاح


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية البحث عن هوية لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة