رواية حارس التايبان لنورا محمد علي - الفصل 8
رواية جديدة للكاتبة نورا محمد علي
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
قيد الكتابة والنشر
من قصص وروايات الكاتبة نورا محمد علي
الفصل الثامن
نظر "شي ريان" إلى والديه، وهو يهز رأسه بموفقة، أقترب من أحد المقاعد البعيدة.
"جاين ي": لما البعد؟ أقترب.
" شي ريان": ماذا تعني يا أبي؟!
"جاين ي": لا أعني شئ، ستفهم.
" شي ريان": ما الذي سوف أفهمه؟
حينها إقترب والده منه وقدم إليه حقيبة صغيرة بها قفازين من المطاط، المغطى من الخارج والداخل بطبقة من القطن وهو يقول:
_ ليس عليك أن تبقى بعيدا بعد الآن هذا القفاز سوف يساعدك في أن تقترب دون أن يحدث شيء.
نظر له "شي ريان" بابتسامة وهو يقول:
_أشكرك أبي
_ يمكنك أن ترتديه الآن
حاول بالفعل أرتدائه، وما أن فعل حتى رأى أمه تقترب، تراجع في مقعده كالعادة ولكنها قامت بالسلام عليه، وكأنها تخبره أن ذلك الحاجز إنتهى..
" يو تونغ": أخير يا بني، أستطيع أن أقترب منك دون أن تشعر بالخوف.
"جاين ي": لا أعرف لما لم أفكر في هذا من قبل؟
" شي ريان": وأنا أيضا وقتها كنت ألجأ إلى العزلة.
"جاين ي": لا تلوم نفسك يا بني لقد كنت خائف.
"شي ريان": أجل أبي.
" يو تونغ": الآن لم يعد هناك مجال للخوف، تستطيع أن تتعامل معنا بحرية وأن تخرج للناس دون أن تقلق عليهم .
" شي ريان": حسنا.
"جاين ي": ربما يكون شيئا عاديا، ولكنه على الأقل سوف يساعدك لتتحرك دون خوف.
أما هناك في مملكة التايبان كان الوزير الأول لازال في سباته، ينازع ويعاني لم يشعر بالملك الواقف في غرفته، ينظر إلى حاله وهو يقول:
_ لم أعهدك بهذا الضعف أيها الوزير الأول، لقد فعلت الصواب، فكرت في نجاتك ونجاة الجميع..
لكنه لم يتلقى رد أقترب يحاول أن يسحب له ذلك الألم عله يستفيق وهو يقول:
_ من أجلنا جميعا أستعد قوتك، أنت لست مجرد الوزير الأول، أنت أكثر من صديق وأخ لي يا "فينغ ميان"
ورغم أن سحر الملك قوي وإن الصامت في الغابة أنتفض إلا أنه لا زال يفضل البقاء في سباته، حيث يرى طيفها يحاوطه.
❈-❈-❈
أما هناك في بيت "شي ريان" كان يجلس مع أهله بمرح، لأول مرة تتلامس أيديهم دون صراخ أو ألم
" جاين ي": ليس هذا فقط.
"شي ريان": هل هناك شئ أخر؟!
" جاين ي": لقد أحضرت لك هذه الملابس لترتديها عندما تريد الخروج من البيت..
" شي ريان ": حقا؟
وهو ياخذ حقيبة الملابس من والده ينظر لتلك الكنزة بغطاء الراس خاصتها وهو يقول:
_ تبدو جيدة.
_ أرتديها الآن.
_سوف أفعل.
اخذها من والده وهو يقول:
_شكرا لك أبي
تحرك إلى غرفته يبدل ملابسه، وهو يرى أن تلك العلامات لم تعد تظهر، وإن سار في الطرقات لن يلتفت نظر أحد له..
وقف ينظر لنفسه وشعره المسترسل، رفع غطاء الرأس؛ ليضعه على شعره ينظر لنفسه بإبتسامة..
وها هو يخرج من باب البيت يسير بهدوء، ينظر حوله كأنه يستكشف البلدة من مكانه مستعينا بحواس حارس التايبان الذي تختلف عن باقي البشر، حتى أنه اصطدم بأحدهم، كاد أن يتراجع بخوف مما جعل الرجل يقول له:
_ من أنت؟!
" شي ريان": أنا
الرجل: أجل لم أركَ من قبل هل تسكن هنا؟!
"شي ريان": أجل هذا بيتي.
نظر له الرجل بريبة وشك وهو يقول: أي بيت؟! أن هذا البيت يسكن فيه" جاين ي" منذ زمن.
" شي ريان": أجل أنه أبي.
كان يتكلم بهدوء وهو يبتعد عن الرجل، حتى لا يحدث شيئا خاطئ، إلا أن الرجل نظر له بشك وهو يقول:
_ والدك؟! "جاين ي" ليس لديه أولاد، لم يكن له أبن، كيف تكون أبنه؟!
نظر له "شي ريان" بحدة وهو يقول:
_عليك أن تسأله هو، وليس أنا أعذرني سوف أذهب الآن
الرجل: ليس قبل أن أطمئن على "جاين ي" وأعرف منه أن كنت أبنه أم مجرد لص.
الصدمة على وجه "شي ريان" كانت واضحة إلا أنه عقد ذراعيه، وهو يشير بوجهه إلى الباب.
بالفعل خرج والده وهو يقول:
_ ماذا هناك يا بني؟! أهلا بك جاك، ماذا تفعل مع إبني؟!
"جاك": هل هو أبنك؟!
" جاين ي": أجل
الرجل وهو يقول بخجل: لقد شعرت بالخوف، خشيت أن يكون مجرد..
سكت لم يكمل كلامه، وقتها ضحك "شي ريان" وهو يقول:
_ أكمل يا عم، ماذا ظننت أن أكون؟ مجرد لص!
"جاك": أعذرني يا إبني أنا لم أركَ من قبل.
" جاين ي": لقد كان مسافر خارج البلاد أليس كذلك "شي ريان"؟!
" شي ريان": أجل أبي لقد كنت خارج البلاد، وها أنا عدت هل تريد شيئا يا عم؟!
هز "جاك" رأسه بالنفي وهو يقول:
أعذرني انت تعلم أننا في قريه صغيرة
"شي ريان": أجل أعرف ذلك.
"جاك": الجميع يعرف من فيها، لذا شعرت بالقلق حينما وجدتك تخرج من الباب..
"شي ريان": لم يحدث شئ سوف أذهب يا أبي
"جاين ي": حسنا يا بني أذهب
الموقف قد يكون عادي، ولكنه جعله يدرك ما قاله الصامت في الغابة، حينما أخبره بأنه سوف يتنقل بين المدن والبلاد.
_ يبدو أن كلامك صحيح يا صديقي، هذه القرية الصغيرة لن تكفيني، لن أستطيع أن أعيش فيها باقي عمري..
يدرك أن كل تلك القدرات التي يمتلكها، وخلوده قد يجعله مضطرا أن يتنقل من قرية إلى أخرى !
لان من سمات القرى ان يعرف كل من فيها بعضهم، كان يتحرك ويسير وفي لحظة وصل إلى أخرها فقال:
_ هل هذا شيء طبيعي؟!
اخذ يعيد نظره إلى أشياء كثيرة، لم يكن يراها من قبل، أضواء، أماكن، طريق سريع، سيارات لا تتوقف! درجات بخارية بسرعة الصوت، أشياء كثيرة جديدة عليه، ولكنه يدرك أنه يستطيع التغلب على كل ذلك..
قرر أن يرجع إلى البيت ليس شوق إليه، بل محاولة منه ليرجع إلى" مملكة التايبان" كان يتكلم ويقول:
_ لن أبقى فترة أطول من ذلك، علي أن أطمئن على صديقي أولاً
وبالفعل كان في غرفته وما إن أغلق الباب حاول العودة ولكنه فشل
"شي ريان": ما هذا؟!
اتاه صوت من داخله يقول: ليس الآن.
" شي ريان": من يتكلم أنا أريد العودة أريد الإطمئنان على الوزير الأول!
_ أعلم ذلك ولكن عليك البقاء حيث أنت هو بخير.
"شي ريان": لا ليس بخير، أنا أشعر به، ولن أظل هنا دون أن أطمئن عليه.
_ لن أسمح لك بالعودة، لذا عليك أن تهدأ.
" شي ريان": ومن أنت لتسمح لي؟! أنا لا أعرفك ولا أراك.
_ لا ترنِ هذا صحيح، ولكن كيف لا تعرفني يا حارس التايبان؟!
"شي ريان": أنا..
_ أجل أنت يا حارسنا، عليك أن تنتظر حتي يستطيع الوزير الأول، أن يستعيد قوته دون مساعدتك، وهذا أمر مني شخصيا.
" شي ريان": جلالة الملك!
_ أجل والآن عليك أن تبقي ولا تحاول العودة حتى أسمح لك.
"شي ريان": حسنا جلالتك، كما تريد ولكني أريد الاطمئنان عليه.
_ أطمئن
"شي ريان": أنا …
حاول أن يتكلم مرة أخرى ولكنه لم يتلقى رد، ذلك الحائط أمامه كان عبارة عن أفاعي، بعدد مهول، لا نهاية لها ولكن وجهها في الجهة الأخرى، وكأنها ضفيرة معقودة لا يعرف بدايتها من نهايتها، لذا جلس على فراشه بيأس..
ربما كانت هذه البداية ولكنه حاول في اليوم التالي وكانت نفس النتيجة لم يستطيع العبور إلى ذلك البعد الزمني
" شي ريان": ما الذي يحدث؟! كيف لا أستطيع أن أذهب؟!
نهض يتحرك في غرفته على غير هدى، ينظر إلى الحائط وهو يقول:
_ هل يعني ذلك أنني لن أستطيع العودة مرة أخرى، هل علي أن أتعايش مع حياتي هنا؟!
رجع ليجلس على الفراش وهو يقول:
_ ولم لا، كأن حياتي هناك كانت مجرد حلم..
وقف ينظر إلى نفسه في المرآة وهو يقول:
_ من المستحيل أن يكون كل ذلك حلم، حتى لو حلم أنا أريد أن أعيشه مرة أخرى..
❈-❈-❈
مرت الأيام وهو يحاول أن يكون عاديا، أمام عائلته، وكلما إختلى بنفسه كان يحاول الولوج إلى ذلك العالم، الذي عاش فيه من قبل.
ولكنه الآن يجب أن يكمل الحياة لن تقف على شئ، كان يسير في الطرقات، ورغم ذلك يشعر بكل حواسه متيقظة، أستمع إلى أحدهن تصرخ من على بعد.
البنت: النجد أنقذوني
لم يسمع الصوت أحد غيره، وجد نفسه يتلفت يبحث عن أحد ينظر له، وعندما لم يجد ترك قدمه تركض بسرعة الريح، وصل إلى المكان، وقتها لا يعرف ما الذي عليه أن يفعله، هل يظهر وجهه الآخر، أم يدعي الثبات..
"شي ريان": ماذا تفعل؟!
نظر له ذلك الذي يحاول أن يعتدي على أحد الفتيات بسخرية فما يفعله واضحا وهو يقول:
_ وما شأنك أنت وكيف أتيت إلى هنا؟!
" شي ريان": ليس لك شأن بي، ولا بطريقة قدومي، ولكن عليك أن تتركها وتذهب.
الفتاة: أجل أرجوك أجعله يتركني.
"شي ريان ": لا تخافي سوف يترك والا..
أخرج ذلك المجرم سلاح أبيض، وأشار به في وجه "شي ريان" وهو يقول:
_أسمعني مرة أخرى ماذا قلت؟! فأنا لم أسمع جيدا.
"شي ريان" أدعي الخوف، وهو ينظر إلى تلك الفتاة يطالبها بالفرار بعينه، بينما يحاول الرجل الأقتراب منه..
كان هو يخلع ذلك الجوانتي الجلدي في اللحظة، التي فرت فيها الفتاة كان يقول بحدة:
_ هل تظن ذلك؟! هل تظن أنني قد أخاف من هذه اللعبة التي في يدك؟!
الرجل: إن كان لك عقل عليك أن تخاف فأنا لن ارحمك.
هنا تعالت ضحكة "شي ريان" بسخرية ما أنا أدرك أن تلك الفتاة أبتعدت بمسافة كافية، كان يقبض على يد الرجل بالميدالية وذلك المجرم يصرخ بصوت مرتفع وهو يقول:
_ ما هذا اللعنة؟! ماذا يحدث لي كيف فعلت ذلك؟!
ولكن صوته توقف كما توقف القلب عن النبض، لقد كانت تلك الكهرباء تصعق روحه، وهو يتحرك بين يدي "شي ريان" دون هدى وهو يقول:
_ أتركني
ولكن ذلك السم كان يسري فيه و"شي ريان" يخبره:
_ لقد طلبت منك أن تتركها ولكنك أبيت
الرجل: لن أفعلها صدقني لن أفعلها مرة اخرى أرجوك أتركني
"شي ريان": فات الوقت، من مثلك يستحق الموت ولذا سوف أهبك إياه
الرجل: من أنت أيها اللعين؟!
" شي ريان": أنا حارس التايبان أنا نصف بشر ونصف ثعبان
لم يتركه حتى زهقت روحه، في اللحظة التي فقد فيها الحياة، كان "شي ريان" يتحول إلى أفعى عملاقة!
وهو لا يدري لما حدث ذلك الآن، وكأنه مرتبط بذلك الذي يعيش في قصره منذ أشهر، في سبات في اللحظة، التي كان يشعر فيها "شي ريان" بالخطر كان فيها "فينغ ميان" يفتح عينه، وهو ينظر إلي ما حوله وكأن روحه مربوطة بذلك الغريب الذي أتخذه صديق..
"فينغ ميان": أحسنت" شي ريان"
نهض من الفراش يقاوم الوهن
أما "شي ريان" ألقى نظرة أخيرة على تلك الجثة الهامدة وهو يقول:
_ أنت تستحق الموت
حاول عدة مرات أن يرجع إلى شكله البشري، وما أن وصل إليه حتى قال:
_ هذا افضل، كيف كنت سأذهب الى البيت؟!
وبالفعل تركه وتحرك كأنه لم يفعل شيء، هل هو مجرم؟ أم راعي صالح ينفذ القانون بطريقة اخرى!
لقد انقذت تلك الفتاة من خطر الأغتصاب والأعتداء عليها، وعقوبة الأغتصاب هي الموت وها هو الجاني فارق الحياة
ها هو يدخل من باب البيت كأنه لم يفعل شيئا
"شي ريان": مساء الخير يا أمي، هل عاد أبي؟!
" يو تونغ": مساء الخير يا عزيزي لا لم يأت بعد، هل أعد لك بعض الطعام
"شي ريان" وهو يجلس قال:
_ أجل ولكن ليس بعض الطعام بل الكثير منه.
_ حسنا يا صغير! سوف أعد لك ما تريد.
وأسرعت لتضع الطعام أمامه ولكنه هو نفسه لا يعرف لما يأكل كل هذه الكمية، ومع ذلك أحضرت له المزيد
بعد وقت كان والده يعود من العمل..
"جاين ي": مساء الخير
" شي ريان": مساء الخير
أبي، تعالي لتناول الطعام معي.
"جاين ي": سوف أتي أنا جائع بالفعل..
جلس معه يتناول الطعام وهو لا يعرف أن أبنه تناول الطعام للمرة الرابعة، ولكن أمه كانت تبتسم وكأنها تظن انه يعوض تلك الأيام التي كان لا يأكل فيها..
" يو تونغ" هل تريد المزيد يا بني؟
" شي ريان": لا أمي ما أكلته يكفي جيش!
" يو تونغ": لما تقول ذلك؟! أنت لم تكن تأكل جيدا في الأيام الماضية، لذي كل ما يكفيك..
ولكنه شعر بشئ غريب كأنها قوة تجذبه الي مكان ما، طاقة غريبة تشع من غرفته، حبل وهمي بقوة الحديد نفسه...
"شي ريان": لقد أكتفيت والآن سوف أأوي الي غرفتي.
" جاين ي": . لما العجلة أبقي معنا الوقت لازال باكرا
"شي ريان": أنا...
يتبع ..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية