غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 29 - 2
رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
غِنى بيجاد
نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
❈-❈-❈
عند عز وربى
دلف للداخل وجدها تقوم بوضع الطعام على طاولة دائرية تكفي لفردين.. كانت الغرفة تزين بأضواء بشموع خافتة ورائحة اللافندر التي تعبئ الغرفة.. ناهيك عن الموسيقى الرومانسية الهادئة.. وطلتها التي جعلته يتصنم للحظات ينظر لنجمها الساطع الذي جعل قلبة كعازف موسيقي منفرد بتلك الطلة
تحرك بهدوء رفعت بصرها عندما شعرت بوجوده.. كانت أضاءة الشمعة تضرب وجنتيها التي أنارت بحمرتها اللذيذة لعيناه
حاوط خصرها بذراعيه ثم نزل يدفن وجهه بتجويف عنقها.. وخرج أسمها من بين شفتيه بنبرة مثيرة خافتة
- "ربى" قالها بأعين مغمضة ونبضات عنيفة
إيه الجمال دا ياحبي.. كتير أوي على قلب حبيبك.. هتخليني أموت شهيد الحب.. إني أغرق.. أغرق في عشقك ياروح روحي
كانت كلماته رائعة مثيرة جعلتها تحبس أنفاسها.. مما أدى إلى أرتفاع دقات قلبها وزحف الخجل إلى وجنتيها وتلونه بحمرة قانية جعلتها كالتفاح الشهي
لم يشفق عز عليها.. رفع يديه يمرر أنامله على وجنتيها ثم نزل بشفتيه ملثمها بقبلة رقيقة جعلت ساقيها كالهلام.. سيطر الخجل عليها كليا وشعرت بقلبها على وشك أن يخرج من بين ضلوعها من شدة خفقانه... حتى أستندت بجسدها عليه
غمغم بصوتا مبحوح من كثرة مشاعره الذي شعر بها ورفعها من خصرها يدور بها وهو يشعر بسعادة تمتلكه عندما ضمت وجنتيه وأستمع لصوتها الرقيق
- زيزو حبيبتك جاهزة عايزة أعيش عمري كله وأنا في حضنك ومش مسمحولك تبعد عني
أنزلها بهدوء وهو مازال يحاوطها..
وحبيبك بيوعدك هيحاول على أد مايقدر يعيشك في جنة حبه
حاوطت عنقه ورفعت نفسها وهي تتحدث بدلال
- وأنا عارفة ومتأكدة من كدا.. عايزة أقول لحبيبي.. أن حضنه ليا هو الجنة في حد ذاتها.. انحبست أنفاسه انبهارا بها وبتلك اللحظة الذي تمناها طوال حياته.. لم يدعها تكمل حديثها.. ليحتل أسوارها بالكامل وينعم بجنتها للأبد
كان حنونا مراعيا لبرائتها ورقتها بشكل كبير.. فتلاحمت الأجساد مثلما تلاحمت القلوب.. حتى أكتمل الوصال بينهم.. انقضت ليلتهم الأولى وكل منهما يجازف ليثبت ليصل لقلب الآخر ويعانقه بقوة أشد.. بعد فترة من الأنفاس الهادرة
استلقى على ظهره بجوارها وجذبها لتتوسد حضنه وشعوره بالسعادة يعبأ صدره ويكمل روحه
نظر إليها وجدها قد غفت.. لا يعلم إنها غفت حقا أم إنها تهرب منه بخجلها.. ولكن كيف له أن ينام بهدوء بعد ماكان عليه من ثورة ومشاعر مفعمة بحبها.. مرر أنامله على وجهها بهدوء.. ابتسم تلقائيا لرؤيته آثار ليلتهما الأولى على شفتيها الحمروتان وعنقها المرمري الذي صك ملكيته عليه
ابتسم عندما تذكر خجلها منه عندما دخول ووجد طلتها الشهية كحبة الفراولة الطازجة التي وجب أكلها
بعد ساعات اشرقت خيوط الشمس بنور ربها
تململت في نومها وجدت نفسها محاطة بجسده من كل الجوانب..ذراعيه تضمها إلى صدره بقوة..وساقيه تحتجزها..دافنا وجهه في تجويف عنقها
حاولت الخروج من حصاره المتملك ولكنها لم تستطع.. مررت أناملها الرقيقة على وجنتيه تتذكر مافعله بها.. ابتسمت بخجل على زوجها المجنون بعشقه.. لم تكن تتوقعه بتلك الصورة... أيعقل هذا الشخص الذي كان يتغنى بعشقه بجنون.. هو نفسه الذي تربت على يديه
فتح نصف عيناه عندما شعر بحركاتها.. رفع ساقيه ليحررها ثم اعتدل يردف
- صباح الورد الجوري ياربى عز الألفي قولا وفعلا
وضعت رأسها في كتفه ولكمته
- عز بطل قلة أدب.. عرفت إني بقيت مراتك.. بطل كلام وعديني عايزة أخد شاور وقوم عشان نصلي جماعة
رفع حاجبه للأعلى والأسفل بشقاوة كالأطفال ثم أردف
- وحياتك بعد كدا كله هيكون جماعي.. مفيش حاجة غير جماعي دي وحطي عليها مليون خط
ضيقت عيناها وتسائلت:
- يعني إيه مش فاهمة؟
نهض سريعا ورفعها بين ذراعيه وأردف ضاحكا بصخب
- دلوقتي هعرفك أول حاجة جماعية
❈-❈-❈
في المزرعة عند باسم
جلست على الفراش تنظر بشرود بعد خروجه كالمطارد وحديثه الذي أذى روحها وعصر قلبها دون رحمة
تذكرت ذاك اليوم
- بعدما أغلقت الهاتف مع جواد.. شعرت بآلام شديدة في أسفل بطنها.. وضعت يدها تأن بوجع شديد.. وضعت كفيها على وجنة باسم واردفت ببكاء:
- حبيبي قوم أنقذ ابنك باسم بطني بتتقطع
لم يمر عشر دقائق واستمعت لصوت سيارة الأسعاف
دلف المسعفين سريعا.. ابتسمت بوجع.. اتجه احدهما ينظر لوضع باسم مردفا
- لسة عايش يادكتور.. ثم قام بالأتصال لتجهيز غرفة العمليات قائلا
- يوجد مصاب بطلق ناري بالصدر بالقرب من القلب.. رجاءاً إحضار اللازم
بينما حياة التي تعرق جسدها بالكامل وشعور بزهق روحها بالكامل تمتمت بخفوت عندما فحصها المسعف
- أنا حامل في آخر الشهر التالت.. انقذ ابني لو سمحت
حملها المسعفين سريعا بجانب زوجها..وتم عمل اللازم بعدما علم أن الطفل مازال ينبض
أفاقت بعد قليل.. وهي تضع يديها على أحشائها
- ابني.. ابني
أجابها الطبيب بإبتسامة
- متخافيش ابنك كويس.. بس عايز أحتياطات عشان يجي بالسلامة.. وبعدين الموضوع فيه شبه جنائية ولازم تبلغي، كان ممكن تفقدي الولد
مسحت دموعها ثم أردفت:
- يعني هو كويس يادكتور.. لسة عايش
أومأ برأسه وأجابها
- لحد دلوقتي هو كويس، لكن لازم تخافي عشان وضعه محرج وخطر
رفعت بصرها إليه وأردفت بصوتا متعب حاولت إخراجه بصعوبة
- لو سمحت يادكتور عايزة منك خدمة.. هو مش خدمة اد ماهو أنقاذ روح.. لو حد سألك عن الجنين قولهم فقدناه لو سمحت
- بس دا ضد إخلاقي المهني
انسدلت دموعها بغزارة وأكملت
- لو عرفوا أنه عايش هيجوا يموتوه.. لو سمحت
أومأ الطبيب برأسه وتحرك للخارج
خرجت من ذكرياتها عندما رجع باسم مرة أخرى ودلف يصرخ بوجهها
- أنتِ لسة قاعدة بتعملي إيه.. جذبها بقوة وألقاها خارج الغرفة حتى سقطت على الارضية متأوهة بأنين ورغم جفائه إلا أنينها سحب أنفاسه وروحه بالكامل
ضغط على قبضته بقوة عندما رأى دموعها التي انسدلت كالشلال.. أستدار وتحدث
- قرفت من الأوضة اللي مليتي ريحتك بيها..
صاح بصوتا مرتفع على العاملة وتحدث بغضب
- غيري فرش الاوضة كله وامسحيها وطهريها كمان..أصلها فيها عدوة مؤذية
ضمت حياة أحشائها متألمة ووقفت بهدوء تتراجع بخطواتها للخلف..وصوت شهقاتها عبأ المكان بعدما استمعت لصراخاته وكلماته التي شقت قلبها بعنف
هبطت للأسفل بسيقان تكاد تحملنها بصعوبة حتى جلست أمام الملحق الخاص بفيروز
كانت فيروز تستمع لموسيقى هادئة رفعت هاتفها وخطرت على بالها فكرة.. قامت بإرسال رسالة لجاسر:
- جاسر أنا جعانة أوي.. وباسم متخانق مع حياة فانا هنزل مطعم قريب من هنا عشان اشتري بيتزا.. ممكن تخلي حد من الحرس يرافقني.. أنا خايفة من أسامة ومدحت ليكونوا لسة بيراقبونا
كان جاسر متمددا على فراشه يضع يديه تحت عنقه وينظر بشرود لسقف الغرفة يتذكر لقائتهم
فلاش باك
خرجت من الجامعة كان ينتظرها بالخارج..تفاجأت بوجوده... اسرعت إليه ثم توقفت أمامه:
-جيت إمتى؟
-انت هنا من زمان؟
ابتسم بخفوت ينظر إليها بإشتياق
عملتي ايه في الامتحان؟
- تقدر تقولي كدا مبروك الأمتياز السنادي كمان.. لسة سنة وان شاء الله اتعين معيدة في الجامعة
دنى خطوة منها عندما وجد خصلاتها تجمع بجانب واحد على كتفها ويظهر عنقها بشكل فياض للناظرين
رفع كفيه يفرد خصلاتها وهو يردف بغضب
- مش قولنا هنتحجب ليه الشعر المفرود والرقبة الباينة دي
وضعت يديها بخصرها كالأطفال
- هو انت اشتريت حجاب وانا قولت لا.. وبعدين انا قولتلك سبني براحتي..
نظرت لمقلتيها وأردفت
- وبعدين أنا حرة ياحضرة الضابط.. رقبتي تبان.. شعري يبان انا حرة.. دي حاجاتي وأنا حرة فيها
تصاعد غضبه حتى اسودت عيناه ولكنه تحكم بنفسه بصعوبه حتى لا يصفعها فأردف بهدوء رغم دقات قلبه العنيفة التي تكاد تخرج من صدره من طلتها
- فيرووووز.. قالها كزا على أسنانه
ثم امسك ذراعها بقوة يفتح باب السيارة عندما وجد نظرات بعض الشباب إليها
- ادخلي العربية حسابنا بعدين
شهقت بذعر من حركاته التي لأول مرة يفعلها ويقترب ويلمس ذراعها
جلس بجوارها بالسيارة وهو يراقب بأعين تخترق ملابسها بالكامل
كانت ترتدي كنزة باللون الأرجواني مع بنطال واسع بعض الشي وتترك خصلاتها الشقراء تنسدل على ظهرها
ضيقت عيناها من نظراته ثم رفعت أناملها أمام وجهه عندما وجدت شروده بها
- جاسر بتبص لي كدا ليه
تراجع للخلف سريعا حينما صارت دقاته تتقاذف بعنف داخل قفصه الصدري فيما انسحبت أنفاسه
هز رأسه عندما لم يستطع على الحديث بسبب مافعلته تلك الصغيرة من بعثرة مشاعره بالكامل
قام بتشغيل محرك السيارة ولكن هناك شعور استحوز عليه بضمها لصدره عله يشبع روحه ويوقف دقاته العنيفة التي تطالبه بضمها... لم ترحم هيئته فيروزه وتبعثره بالكامل فأردفت
- لو فضلت ساكت ومضايق مني كدا.. أنا همشي ومعنتش هتشوف وشي تاني.. أنا عارفة أني ضيقتك كتير.. وبقيت عبأ عليك وعمال تضايق من لبسي..انا خلاص فيه واحدة صاحبتي عايشة لوحدها، أهلها مسافرين.. ممكن اروح اقعد معاها.. وكدا كتر خيرك اوي وكمان ممكن لو عايز
لم يدعها تكمل حديثها عندما صرخ وأردف:
- مقدرش أخليكي تبعدي عني ولا دقيقة بعد كدا.... ثم أردف ماجعل قلبها كفراشة
- فيروز أنا بحبك.. وبحبك اوي كمان، استني فرح غنى وبيجاد يعدي وهطلب من بابا نتجوز
ابتسمت من بين دموعها فأردفت
- تعرف النهارده أحسن يوم في حياتي ياجاسر.. لكن قبل اي حاجة فيه موضوع لازم تعرفه
وضع يديه أمام وجهها
- مش عايز اسمع حاجة خالص النهارده.. انا اللي هتكلم، ايه رأيك نروح الملاهي.. عارف انك بتحبي الملاهي أوي
قاطع شروده عندما استمع لطرقات على باب الغرفة
- تعالي ياحبيبتي واقفة كدا ليه
دلفت غزل تنظر على غرفته بإهتمام ثم اردفت مبتسمة
- تصدق اللون كدا أحسن.. انا معرفش الأسود والرصاصي انت وباباك بتعشقهم ليه... حلو اللون السماوي دا
نهض ثم امسك يديها يقبلها
- امي حبيبة قلبي اللي دايما بتحب اختيارتي
لكزته غزل بكتفه وتحدثت
- بقيت بكاش ياحضرة الضابط.. المهم فيه موضوع عايزة اكلمك فيه
قاطع حديثهما العاملة
- حضرة اللوا مستني حضرة الظابط في مكتبه عايزه ضروري
توقفت غزل تمسد على خصلاته ثم أردفت
- روح شوف بابا عايز إيه وبعدين نتكلم
أومأ برأسه وتحرك للأسفل
❈-❈-❈
وصل جاسر عند جواد
جلس جاسر أمام جواد
- سامع حضرتك يابابا..دلف صهيب في هذه الأثناء
رفع جواد نظره لجاسر وأردف
- الموضوع دا ماليش دعوة بيه ياجاسر،الموضوع يخص عمك صهيب..خرجوني منه
ضيق جاسر عيناه وتسائل: عمو صهيب؟
جلس صهيب بمقابلته وتحدث
- بتحب عمك صهيب أد ايه ياجاسر
قطب مابين حاجبه وتحدث:
- ايه اللي بتقوله دا ياعمو.. بحبك زي بابا طبعا، مفيش فرق بينكم
هز رأسه موافقا وتحدث مستطردا
- وأنا كمان بحبك زي عز وفارس ربنا يعلم مابفرقش بينكم
ابتسم جاسر بمحبة وتسائل
- هو إيه الموضوع بالضبط ياعمو؟
- عايزك تتجوز جنى ياجاسر لو بتحب عمك صهيب فعلا
قهقه جاسر بقوة حتى تلألأ الدمع بعيناه ثم رفع نظره لصهيب وتحدث:
- دا إيه الهزار اللي يوجع البطن دا
كان جواد جالسا يتابع ابنه بصمت.. اعتصر قلبه على لمحة الحزن الذي رآها بعينيه
توقف صهيب يضع يديه بجيب بنطاله وهو ينظر للنافذة
- للأسف يابن أخويا دي حقيقة مش هزار
رفع جاسر بصره لوالده سريعا وأشار على عمه
- ايه اللي عمه بيقوله دا يابابا.. يجد عايزني اتجوز مين جنى اللي بعتبرها اختي زي غنى وربى
وصل صهيب يقف أمامه وأردف غاضبا
- جنى مش اختك ياجاسر.. ولا هي زي غنى وربى.. مكنش عز اتجوز ربى مش كدا ولا ايه يابن اخويا
جحظ جاسر عيناه وأردف
- لا والمصحف دا مش هزار دا حق..
نهض ووقف أمام عمه وهو ينظر لوالده ثم تحدث بهدوء رغم نيرانه التي بدأت تاكل احشائه
- مين قالك إني عايز اتجوز.. سواء جنى ولا غيرها
وضع يديه على صدره وتحدث
- قلبي مش ملكي.. يعني جاي لشخص الغلط.. وقبل اي حاجة ياعمو عايز اقولك
- اللي قدامك دا واحد مدبوح بسكينة باردة متخلهوش يوجع اقرب شخص لقلبه
جنى متستهلش مني كدا
تعالت انفاسه واكمل
- وبعدين كلنا عارفين ارتباط جواد بجنى.. إزاي عايزني اتجوزها
صرخ صهيب وأردف
- وأنا مستحيل اوافق عليه.. ومفيش حد هيتجوز جنى غيرك ياجاسر يااما تنسى أن ليك عم اسمه صهيب
شهقة خرجت من جاسر عندما وجد إصرار عمه.. رفع بصره لوالده واشار
- شايف حضرتك ساكت.. ايه يابابا.. هو احنا عرايس بتحركوه ولا إيه.. من امتى وفي ضغط في الجواز منكم.. ولا يكونش دي لعبة عشان ابعد عن فيروز
بدا على وجهه الحزن الشديد.. تحرك يقف امام والده وتفاقم الغضب وكفهر وجهه كاظم نيران قلبه ثم تحدث بهدوء
- أنا بحب فيروز ومستحيل ارتبط بأي بنت تانية يابابا.. ياريت تحترم رغبتي، ولا مستعد اقهر قلب ابن عمي على حبيبته.. دا كانه حاسس ومش طايقني من قبلها.. طيب لما يعرف بكلامكم دا
- جاااااسر.. صاح بها صهيب بغضب وتحدث
- مفيش حد هيتجوز جنى غيرك.. ومفيش كلام بعد كدا.. ياإما توافق ياإما
عقد جاسر ذراعه امام صدره
- ياإما أنسى ان ليا عم.. صح ياعمو.. قالها جاسر
نصب جواد عوده وقف امام صهيب وتحدث
- سبني مع جاسر شوية ياصهيب.. وحاضر هيعمل اللي انت عايزه.. ماهو جاسر مستحيل يزعل عمه.. مش كدا ياجاسر
اردف بها جواد بمغذى ينظر لجاسر
اومأ جاسر رأسه بموافقة ثم تحدث
- حاضر يابابا.. هسمع حضرتك
جلس جاسر بجوار والده بعد تحرك صهيب وخروجه من الغرفة
- اسمعني كويس وأعمل زي مابقولك عشان منخسرش عمك ولا نخسر عمتك تمام
مسح جاسر على وجهه بعنف وأردف
- اعمل أي حاجة إلا الجواز يابابا
صاح جواد بغضب وتحدث قائلا:
- اتهد يلآ واقعد واسمع مني.. واوعى تفكر اني هوافق على البنت اللي كسراك كدا.. مش عايز ازعلك ياجاسر.. انا بتعامل معاك كأخ.. متخلنيش أقلب عليك
❈-❈-❈
عند حازم ومليكة
حمحم جواد ونظر لوالده
- بابا عايزك تروح لخالوا صهيب وتطلب أيد جنى.. وإن شاء الله عايز كتب كتاب ودخلة على طول
ابتسمت مليكة بحب لأبنها:
- أخيرا ياحبيبي هتفرحني.. ربنا يسعدك ويكمل فرحتك على خير
أما حازم الذي كان ينظر لأبنه بصمت.. ثم زفر بحزن وتحدث
- تفتكر صهيب هيوافق بعد اللي عرفه ياجواد
ضيقت مليكة عيناها وتسائلت
- وصهيب يرفض ليه.. بدل جنى اتفهمت الموضوع وموافقة.. أنت مكنتش شايفهم في الفرح عاملين ازاي
نهض حازم وتوقف أمام ابنه متحدثا
- أنا لو مكانه هرفض.. بقولك كدا عشان متتصدمش لو رفض.. قالها ثم تحرك من أمامه..
اتجهت مليكة بنظرها لأبنها
- خلص اكلك وهنروح لخالك صهيب نطلب ايد جنى.. ومتخافش هعمل اللي اقدر عليه عشان اسعدك ياحبيبي.. المهم ياجواد تكون بتحبها فعلا مش واخدها كمسكن ياحبيبي
رفع يديها وقبلها وتحدث
- تسلميلي ياست الكل.. انا بحبها اوي ياماما حقيقي.. وعرفت اهميتها بعد مابعدت
❈-❈-❈
عند ريان ونغم
كان يجوب الغرفة ذهابا وإيابا والخوف يتأكل احشائه
- ابنك هيقوم القيامة يانغم.. أنا مش عارف هعمل
ربتت نغم على ظهره واردفت بهدوء رغم علمها بعصبية بيجاد عندما يغضب
- إن شاء الله مش هيحصل حاجة ياريان.. الامور هتعدي على خير.. بس اللي مضيقني ليه غنى تعمل كدا.. يعني بعد حبه دا كله يكون دا جزاته
توقف ريان ينظر إليها بصدمة ثم أردف
- طيب حطي نفسك مكانها يانغم.. ايه هيكون ردك.. دا أنا اللي أبوه هتجنن لما عرفت ولولا خوفي من الصحافة والشوشرة كنت رميت البنت وابنها برة.. بس برجع أقول حفيدي برضو
❈-❈-❈
قبل قليل دلف بيجاد لمنزله يبحث عن زوجته .. ولكنه لم يجدها.. صعد لغرفته يبحث عنها عندما وجد المنزل فارغا من العمال.. ولكنها غير موجودة
وجد هاتفها يوضع آمام مرآة زينتها.. امسك الهاتف يقلب به ولكنه صدم عندما وجدها تترك له رسالة فيديو
- تجلس غنى بشرفتها تضع هاتفها امامها تسجل له رسالة
- بيجو حبيبي شوفت المنظر من هنا حلو اوي حبيت اودعك منه... بدا على وجهها الحزن الشديد الذي قاسمته وديان من دموعها تشق وجنتيها وهي تتحدث
- قبل اي حاجة عايزة اقولك اني بحبك اوي فوق ماتتصور.. عارفة كلامي هيوجع قلبك حبيبي.. بس قبل الحب فيه حاجات كتير وهو اكتمال الأرواح.. انا للاسف محستش بإكتمال روحي معاك.. شوفتك تستاهل حد احسن مني حبيبي.. اولا انت تستاهل تكون اسرة.. مش ذنبك تربط حياتك بواحدة ناقصة.. مش ذنبك تتحرم من الأبوة.. زي مش ذنب ابنك يعيش كيتيم وانت موجود.. على فكرة حبيبي انا عملت التحليل في كذا معمل والولد ابنك يابيجاد.. وقبل ماتتكلم الموضوع مش موضوع ثقة ابدا حبيبي.. انا بثق فيك
اشاحت بوجهها وشعور العجز والضعف سيطر عليها فتسللت عبراتها المتقطرة على وجهها
- انا مأخدتش القرار دا غير، بعد ماحسيت إني مش سعيدة معاك.. بيجاد عيش حياتك لأسرتك.. خد ابنك في حضنك واتجوز تاليا.. على فكرة هي بتحبك اوي
اطلقت زفرة حادة من أعماق قلبها علها تخفف من ألم قلبها
- وقت ماتحب تتطلقني طلقني.. وبلاش علاقة اوس وياسمينا تتأثر بعلاقتنا
ماتحاولش تدور عليا يابيجاد لو سمحت.. احنا اتقابلنا صدفة.. واتجوزنا صدفة.. وبرضو نهيت علاقتنا بالصدفة
ودلوقتي انا اتحررت من غنى بيجاد.. ورجعت لأصلى غنى جواد الألفي
ترنح بخطوة وهو يهز رأسه بعنف وأعين جاحظة وشفتين فاغرتين مصعوقا مما استمع إليه.. كان حجرا ثقيلا ارتطمه بعنف فاصاب صدره ونزف قلبه وللحظة توقف الزمن وثبت دوران الأرض تحت قدميه
صدمة جارفة ابتلعته كالطوفان.. وبدأ قلبه يصفعه بقوة وگان كلماتها كنيزك سقط على رأسه في ليل دامس الحلكة بلا قمر.. مما ادى لتناثر جسده لأشلاء متفرقة
هز رأسه كالمعتوه وكل ماشعر به انفاسه المرتفعة وانسحاب روحه تمنى لو انه كابوسا وسيفيق منه بعد لحظات ولكن صوتها.. ورائحتها التي سلبت من غرفتهما بجبروتها.. جعلت تنفسه ثقيلا
تحرك بخطوات مهرولة للخارج كأنه فارس سينقض على كل من سيقابله ويفصل عنقه عن جسده بسبب نيرانه التي تشعل صدره وتحول عيناه لونا أحمر بلون الجحيم
بعد فترة بالقاهرة على مائدة الطعام
دلف بيجاد كالثور الهائج.. وتوقف أمام جواد
- فين مراتي ياعمو جواد
قطع جواد قطع اللحم بالسكين وقام بغرسها بالشوكة ووضعها بفمه وبدأ يلوكها بهدوء كأنه لم يستمع لشيئا
رفع جاسر نظره لوالده وتسائل
- هو ايه اللي بيحصل.. وبيجاد بيسألنا على غنى ليه؟
رفع جواد قطعة اللحم أمام غزل التي كانت تنظر لبيجاد بقلبا منفطر على هيئته المبعثره قاطع تأملها له حديث جواد
- أنا مش قولت يبقى سوي اللحمة كويس ياغزل
لكم بيجاد المائدة بعنف.. ثم سحب المفرش بقوة حتى ثناثر الطعام بكل مكان على الأرضية واتجه لجواد يصيح بصوتا عاصف
- مرااااااااتي فيييييين
يتبع...