-->

رواية جديدة حمام كليوباترا لسعاد محمد سلامة - الفصل 9

 

  قراءة رواية حمام كليوباترا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حمام كليوباترا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل التاسع

«لسانها السليط بيفسد عذوبة صوتها الشجي» 



يوم الجمعه

بـ السياره بالطريق.

كان جلال شارد الذهن يخشى من أن يعتقد جسور أنه يستغل الفرصه،ويريد تقوية راية عشيرة العبيدى 

بإستغلال المُصاهره، بأخذ فتاتين من بنات عشيرة الزيانى مقابل فتاة واحدة من عشيرة العبيدى، لتصبح السطوه أقوى لديهم، كذالك كان عامر يشعر بتوجس من رد جسور، لديه يقين أن حيدر نوياه خبيثه ليس كما يدعى أنه يريد تقوية الصله بين العشيرتين.


بينما بسياره أخرى 

تحدث فهد بغضب قائلاً: 

أنا ما كان بدى إتزوچ دالحين، ليش حشرتنى فى هضا الآمر يا حيدر. 



نظر له حيدر بسخط قائلًا بتهكم:

 وميتى كان بدك تتزوچ، ولا نسيت إن  دانه كان المفروض تكون من نصيبك، لو كنت مكانك كنت إتمسكت بيها، وما وافقت على زواچ المبادله هضا، اللى ما بعرف كيف راح يصير ويتقبلوا بقية العشاير هضا آمر نادر حدوثه... إن بنت من بنات العشيره بتتزوچ من خارج عشيرة بوها. 


رمقه  فهد بتفهم: 

هضا ما قولته، آمر نادر حدوثه، يعنى حصل قبل سابق، بس مكنش لزام تدخلنى فى هضا الآمر، ربنا يسامحك يا ولد بوى، دالحين ما بنعرف رد جسور هيكون أيه، كان بيكفى وبيوفى زواچ 

جسور ودانه.... وعامر وأخت جسور. 


تعصب حيدر قائلاً:

 اللى يسمعك يقول إنك كيف ولد عمك عامر وعاشق. 


نظر فهد له بحنق: 

أنا لا عاشق ولا معشوق، كل اللى كان بدى شوية وقت قبل خطوة الزواچ، حتى دانه أنا ما كنت بفكر  فيها. 


تنهد حيدر ببساطة قائلًا:

 طالما دانه ما كانت فى بالك...يبقى ما بتفرق إنك تتزوچ من غيرها.


رمقه فهد بغضب:

بتفرق ولا ما بتفرق،خلاص إنتهى الآمر... يمكن يجى الرفض من جسور. 


تنهد حيدر، بداخله يتمنى حدوث هذا وتنفض تلك المبادله، ويلتزم كل منهم عشيرته وتعود المقاطعه بينهم. 

❈-❈-❈


بداخل خيمة جسور

دخل منذر غاضبًا يقول: 

بلغنى إنك هتعمل مأدبة طعام على شرف الضيوف. 


أجابه جسور بتوضيح:

أهو إنت قولتها ضيوف،ولزام علينا نكرمهم،اعتقد هضا من عادتنا وأعرفنا إن الضيف يُكرم وهدول مو ضيوف،هدول أصبح بينا وبينهم صِهر.


تهكم منذر قائلاً بحنق:

ما بعرف كيف قبلت بها الصهر،كان لازم ترفض وتنهى الموضوع ويعود المقاطعه بينا وبينهم،هدول فى منهم خونه،إتعظ من الماضى والغدر اللى حصل فيه.


تنهد جسور قائلاً:

شيخ منذر،أنا مو محتاج كل شوي تذكرني بالغدر اللى حدث بالماضى،بس هضا صفحه وإنتهت ولابد من فتح صفحه جديده،لابد نتحد أصبح عدونا واحد،جبهة النصره هدول الاوغاد  مع الوقت عم يقوا، صار لازم تتحد العشاير فى مواجهتم قبل مايتشعبوا أكتر.



تحدث منذ، بحِدة وثقه:

عندنا سلاح وذخيره بتكفى إننا ندافع عن حالنا قدامهم،ونبيد عشيرة العبيدى نفسها .


تنهد جسور قائلًا بهدوء:

ليش العشاير  ما تتحد مع بعض  بدل من بنوجه سلاحنا لصدورنا نوجه سلاحنا لصدر عدونا الغادر،عدونا واحد شعارهم الخِسه وما عندهم شرف ولا دين،لا تفكر بس بالسلاح تقدر تتجنب شُره،لآنهم عندهم اللى بيمولهم بإستمرار طول الوقت،بلاش يا شيخ منذر عصبيتك دى،أنا لو مش عارف حقيقة قلبك الطيب كنت صدقت إنك فعلاً بدك الأذى لـ عشيرة العبيدى،إنت زيي نفسك نعيش بسلام...أعتقد الضيوف على وصول ولزم نستعد للترحيب بيهم،وإنت كبير  شيوخ العشيره يا خالى..

ولازم تكون فى المقدمه،لإستقبال الضيوف.


أماء له منذر بمهاوده،رغم عدم إقتناعهُ.


 ❈-❈-❈


بـ عشيرة الزيانى 

منزل جسور 

بغرفة سالمه 

كانت تشعر كآن قلبها يضُخ سريعًا، تمتزج الاحاسيس بقلبها، أحاسيس  السعادة والعشق 

العشق الذى كانت تخشى أن يندثر بسبب أعرافهم، بدأ ينتصر، وهذا خطوه كبيره على طريق التغيير لكن فى نفس الوقت خطوه لو وضعت بمكان خطأ ستكون كالسير  فوق جذور شائكه تُدمى القلوب قبل الأقدام. 


سرعان ما نفضت عنها ذلك عن تفكيرها وتشبثت بالأمل وتبسمت بإنبساط  حين دخلت غنوه الى الغرفه تدندن بعض أغانى الأعراس التراثيه لهم. 


لكن كفت الغناء وإقتربت من سالمه وحضنتها قائله: 

قد ما انا مبسوطه لفرحتك بس قلبي فيه نغزه غريبه، يمكن عشان لما تتزوجي فى عشيرة العبيدى، راح تكوني بعيده عنى. 


ضمتها سالمه بحنان قائله: 

ما بعيده عنك كثير وإنتِ بالذات مافى مكان بعيد عنك، متل ما بتتسحبِ وتخرجي من ورا جسور للباديه، سهل تحي لعندى. 


تبسمت غنوة قائله: 

راح أخجل أكيد، الباديه للجميع لكن بيت زوجك له حُرمته. 


ضحكت سالمه قائله: 

حُرمته! 

حُرمته عليكِ إنتِ أختى. 


تبسمت غنوة قائله: 

حني رحيمه قالتلى إن 

جسور أمر بوليمه للضيوف ولزام نكون مع الخدم نشرف عليهم. 


تبسمت سالمه قائله: 

روحي إنت انا راح إخجل من حديث النسوان وغمازاتهم ولمازاتهم. 


ضحكت غنوة قائله: 

لا تخافي راح إشغلهن بالغُنا. 

❈-❈-❈


قبل قليل بـ الثكنه العسكريه

إنتهى سيزار من التدريب الصباحى للمُجندين دخل الى غرفة قائد الثكنه تبسم حين نهض له ماهر قائلاً: 

خلصت تدريب جنودى قبلك وجيتلك عشان نروح سوا نحضر طلب الشيخ جلال لأخت الشيخ جسور. 


أخذ سيزار زجاجة المياه وتجرع منها القليل ثم وضعها مكانها  وجلس على أحد المقاعد قائلًا بهدوء: 

بس إحنا مش هنحضر،الأمر ده خاص بينهم هما وبس،زى أمر عائلى كده إحنا مهمتنا نتابع من بعيد بس مينفعش ندخل فى شؤنهم،وإلا هنخسر الخطوه اللى  قدمناها لهم،إننا معاهم  لكن مش هنفرض نفسنا ولا قوانينا عليهم.


تفهم ماهر حديث سيزار وجلس هو الآخر قائلًا:

فعلًا فاتت عليا دى،لكن سيزار طبعًا مُحنك ومتوفتش عليه.


تبسم سيزار قائلاً ببساطه:

مش حكاية حِنكه قد ما هو فهم لطبيعة المنطقه هنا،بدو

والبدو ليهم اعرافهم وقوانيهم الخاصه بهم واللى بيحصل ده يعتبر إختراق لأعراف عايشين عليها من مئات السنين،بس آن الآوان أنهم يتمردوا على الأعراف دى،قبل كده كان صعب البدو يدخلوا عيالهم المدراس سواء بنات أو صبيان،جت الحكومه وفرضت عليهم إلزام إنهم يدخلوا عيالهم المدارس،طبعًا كان صعب إمتثالهم بس الحكومه ألزمتهم،والأ هيتحرموا من مزايا كتير أبسطها إن يكون لهم عضو يمثلهم فى البرلمان وينقل إحتياجاتهم،وطبعًا النفس البشريه عندها تطلُع،فى المناصب دى وانشأت الحكومه مدارس هناك قريبه منهم،ورغم كده هما راوغوا الحكومه،الولاد والبنات بيرحوا المدرسه فى السنه مره ويادوب  بيكملوا علام الابتدائي بالعافيه، يمكن مفيش غير ولاد الشيوخ هما اللى بيعدوا للثانويه بالعافيه.


تفهم ماهر قائلًا:

هنا طبيعه خاصه بتفرض عليهم خصائصها الجافه مع إنها محصوره بين الجبال والبحر...عندك جبل النداهه سمعت عليه أساطير كتير أن روح كليوباترا ساكنه الجبل ده.


تنهد سيزار مُبتسمًا يتذكر تلك النداهه التى تسببت فى سُهاده ليالى،وعلى ذكرها كان هاتفه الخليوى يصدح،أخرجه من جيبه ونظر للشاشه وتبسم،ثم نظر لـ ماهر الذى قال بمزاح:

واضح إن القائد سيزار  المغوار هيدخل القفص الذهبي قريب،هطلع اخد جوله فى المُعسكر وأرجعلك تكون خلصت حب فى الموبايل.


قطب سيزار حاجبيه بمرح...وإنتظر الى أن خرج ماهر من الغرفه ثم قام بالرد قائلًا بمفاجأة:

مش مصدق

نداهة الجبل بنفسها بتتصل عليا،أكيد أنا فى حلم.


تبسمت عوالى بغنج قائله:

عشان تعرف إنك محظوظ،يا سيادة القائد،بصراحه لقيت عندى شبكه فى الموبايل على غير العاده مصدقتش نفسى قولت أتأكد إنها مش شبكه وهميه،ورقمك هو اللى طلع قدامى حظك بقى.


ضحك سيزار بقهقه قائلاً:

هعتبر النهارده يوم حظى،ويزيد حظى سعدِ  لو أروح دلوقتى جبل النداهه  وتكون النداهه فيه، عندى وقت راحه  لحد التدريب المسائى وبسهوله ألغيه وأفضل أنتظر النداهه لحد الفجر. 


تبسمت عوالى وفكرت قليلاً ثم قالت: 

الليله هيبقى القمر أحدب، ما سمعتش فى الأساطير إن القمر الأحدب بيرمز فى الاساطير القديمه للنحس. 


ضحك سيزار قائلاً: 

انا مُحارب مجازف وعندى إستعداد أتحدى الاساطير وأطوعها لصالحى. 


-مغرور...،واضح إن الشبكه عندى بدأت تقطع.


ضحك قائلاً:

 لأ واثق من نفسى ومتأكد النداهه هتكون فى الجبل من قبلِ،سلام يا....عوالي.


أغلق سيزار الهاتف يبتسم ثخرج من الغرفه الى خارج الثكنه العسكريه تقابل مع ماهر الذى قال بإيحاء مازح:

غريبه أنا توقعت المكالمه تقعد ساعه،يظهر الشبكه هنا بتقطع كتير.


قطب سيزار حاجبيه قائلاً:

خليك هنا فى الوحده وعشان التدريب المسائي...عندى مشوار مهم.


تخابث ماهر قائلاً:

براحتك أنا سداد يا سيادة القائد،بس بلاش تستغل الزماله،ولا أقولك يمكن أحتاجك فى يوم برضوا تسد مكانى بس بلاش تبات خارج الثكنه،معندناش قائد يبات بره كتيبته.


لكم سيزار ماهر بصدره بخفه قائلاً:

بلاش رغى كتير،سلام.

❈-❈-❈


بـ خيمة جسور الزيانى 

إستقبل هو ومنذر كذالك معظم  كبار شيوخ العشيره 

كُل من جلال ومعه حيدر وعامر وفهد وبعض من شيوخ عشيرة العبيدي.


بعد الترحيب بينهم 

جلسوا جميعًا يحتسون القهوه العربيه بود ظاهر بينهم،عدا حيدر الذى بداخله غِل وهو يرى ذاك التآلف اللطيف بيم رجال العشيرتين وذاك الترحيب الفخم من جسور لهم.


قاطع حيدر ذاك الحديث الهادىٕ قائلاً: 

ليش يا شيخ جلال ما بتقول على سبب زيارتنا اليوم  لـ الشيخ جسور. 


نظر جسور لـ حيدر نظرة ترقُب، لديه خلفيه سابقه عن شخصية حيدر الآنانيه، وقال: 

مافى سبب لحتى يشرف ديارنا الشيخ جلال، هضا ديارنا مفتوحه لأحبابنا دوم. 


بإبتسامه هادئه نظر جلال لـ جسور بإعجاب قائلاً: 

ولد جود واشراف يا وليدى، وهضا بيشرفنى إنى أتحدت بقلب كله ثقة وأطلب يد أختك للزواچ من عامر. 


نظر حيدر  لـ جلال  وقال بتوريه: 

نسيت يا شيخ جلال إننا كمان عرفنا إن الشيخ جسور عنده أخت تانيه و بدنا نطلب يدها كمان لـ الشيخ فهد العبيدى. 


تفاجئ ليس جسور فقط بل منذر أيضًا ونظر نحو جسور الذى صمت لدقيقه، فهم جسور معنى نظرة مؤنس أنها  كما قال له انهم طامعون بكرمك، وهذا بداية استغلال  كرمك معهم أعتبروه تساهُل منك وتطمعوا أكثر. 


لم يتعدى الوقت الدقيقه لكن كان هنالك ترقب وشعور ريبه  بالنسبه 

لـ عامر وجلال اللحظه  وقت طويل، بينما فهد لا يهتم، أما حيدر يترقب ويتوقع رفض جسور أو حتى مماطله منه أكثر... أو إحتمال... 


لكن تفاجئ حيدر قبل أن يضع الإحتمال الآخر وهو التآجيل للمشاوره، لكن جسور كان الأدهى وعلم بخبث نوايا حيدر  ونظر نحو جلال قائلًا بترقُب:

ردى هيكون بعد ما أسمع الطلب اللى سمعته من الشيخ حيدر  من الشيخ جلال بنفسه. 


إحتدت النظرات بين حيدر وجسور الداهيه كما هو مُلقب بين العشائر، كما أنه أعتبر قوله إستقلال من هيبتهُ، لكن تغاضى عن ذالك يترقب رد جسور بعد  ان تشجع جلال قائلًا: 

بدنا الصهر بينا يزيد يا شيخ جسور ويقوى بطلب يد أختك التانيه، لـ فهد ولد خوى. 


للحظه  تردد جسور فى الموافقه وتذكر  والد فهد الذى غدر سابقًا بالصداقه وتسبب بمقتل والدايه، لكن ما سمعه عن فهد انه عكس شخصية حيدر وأنه شخص ذو ثقه من الشيخ جلال... نظر نحو منذر الذى يومئ رأسه له بالرفض، لكن خيب جسور رأيهُ وقال: 

وأنا بيشرفنى الصهر بينا يا شيخ جلال وانا الكسبان 

رجُلين من زينة شباب الباديه. 


إنصدم حيدر وشعر بخزي مثل الشيطان  حين يُنطق إسم الله يحترق من داخلهُ، جسور فاز عليه بالمراوغه وزاد بالكرم،فبدل ان يُماطل بالرد 

جاوب بالقبول وتشرف أنه أخذ صِهرين من عشيرة العبيدي، وأصبح هو الفائز اليوم بالحِنكه، لكن هل مازال هنالك جوله  أخرى، لكت جسور أغلق الطريق عليه. 

وبالآكثر حين قال: 

بعرف يا شيخ  جلال إنى لابد آجى لحدا دياركم  وأطلب منك يد العروس وهضا شرف إلي. 


إبتسم جلال يشعر بفخر من عقل هذا الشاب، هو ورث أبيه وإزداد فطنه عنه وقال: 

بيشرفى مجيئك بأى وقت ديارنا هى دياركم يا شيخ جسور. 


إبتسم جسور قائلاً: 

بالغد هتكون زيارتى لدياركم يا شيخ جلال، وخير البر عاجله، بقترح إن الزفاف يتم بأقرب  وقت ما فى داعى للتآجيل. 


إبتسم جلال قائلاً:

 ومهر العروستين هيكون مضاعف. 


تبسم جسور  برحابه قائلاً:

 أهل كرم يا شيخ جلال. 


شعر حيدر بالغيظ اليوم بدل أن يشعل فتيل الفُرقه مره أخري، بسبب إقتراحه فطنة جسور وحنكته فازت...حقًا هو داهيه كما يُطلق عليه بين العشائر.

❈-❈-❈ 


بسفح جبل النداهه 

جلس سيزار على حرف ذاك البئر يتلاعب فى المياه بيدهُ.... الى أن سمع صوت مُحذرًا بمرح:. 

حاذر من نداهة الجبل... 


رفع وجهه ونظر أمامه مُبتسمًا يقول: 

كنت متاكد إنك هتجى. 


تبسمت بدلالها: 

مش خايف من نداهة الجبل تغدر بيك مره تانيه. 


نهض سيزار بثقه وسار الى أن أصبح  أمامها  ورفع يده وازاح ذاك البُرقع عن وجهها قائلاً: 

لا يُلدغ المؤمن من النداهه مرتين. 


تبسمت بدلال أكثر قائله: 

بس النداهه خيال بتشوفه وأنت مغمض بس. 


نظر لها سيزار بثقه:

 بس انا النداهه اللى ندهتلى حقيقه مش خيال يا عوالى... ومش هتقدر تختفى عنى مره تانيه لآنى عرفت بداية طريقها  ونهايته معايا مفتوحه. 


نظرت له عوالى بإستفهام:

 كل شى له بدايه ونهايه،بس أيه بدايته؟ 

ونهايته أيه ما بنعرف غير لما نجازف ونمُر بالتجربه كامله. 


رد سيزار بثقه:

 البدايه كانت هنا وسبق قولتلك النهايه مفتوحه أنا اللى بحددها مع القدر. 


تبسمت عوالى قائله:

 واضح إنك متأثر بصفتك العسكريه.


تنهد سيزار قائلاً:

فعلًا عمرى ما أرفع راية الاستسلام 

مُحارب لآخر نفس يا عوالى،ومتأكدالظفر من نصيبى.


نظرت له عوالى بإعجاب يزداد مع زيادة نبضات ذالك الخافق بداخلها وقالت:

بس أنا عوالى جلال العبيدى،الملعونه.


وأنا" محمد سليم" قلبي ميعرفش غير الإيمان بالقدر اللى جابك وجابنى لهنا فى ليله قمريه سحرنى ضؤها اللى كان مُسلط على وجهك...بين الخيال والحقيقه بحثت عنك وكان عندى إستعداد أفتش بين نسوان العشاير هنا،بس قلبى كان حاسس إننا هنتقابل تانى،وإحنا أهو فى نفس المكان اللى إتقابلنا فيه قبل كده بالليل وفى وضح النهار... معني كده إن مفيش مستحيل يا عوالى. 

❈-❈-❈


بمنزل جسور

إصدمت غنوة بعد أن علمت من جدتها إنها هى الأخرى ستتزوج من أحد شباب عشيرة العبيدى وقالت برفض:

هضا مستحيل.


نظرت لها رحيمه قائله:

وليش مستحيل إنت مو صغيره أنا  بعمرك كان معى بدل الولد إتنين


تفهمت غنوة قائله:

هضا كان جهل يا حني،أنا ما بدى إتزوچ الحين.


تهكمت سالمه التى آتت مُبتسمه:وليش يا شاديه ما بدك تتزوچى الحين،بدك ترعى الغنمات بالباديه وتغنى لهم.


سأمت غنوه:

بتتمسخرى علي،أنا كان بدى إتزوچ متلك عن قصة حب،شاب يتحدى مشاني الاعراف.


تبسمت رحيمه قائله:

وهضا مو تحدي للأعراف يا مخبوله، 

جسور خبرنى بآن باكر هيروح يخطب يد بنت الشيخ جلال ويحددوا موعد العُرس بأقرب وقت،يعنى خلاص إنتهى الآمر.


تذمرت غنوه بطفوله،ضحكن عليها رحيمه وسالمه،بينما همست غنوة لنفسها:

كان بدى أعرف مين هضا الغبى اللى دعت عليه والدته.

❈-❈-❈


بين الجبال

تسحبت غنوة كعادتها وخرجت رغم فكرها المشغول بعد أن تفاجئت انها هى الأخري ستكون عروس لاحد شباب عشيرة العبيدى، أخذت تلك الخادمه ومعهن بعض العنزات 

جلست فوق ربوه تُدندن بصوتها العذب 


بينما فهد يشعر أنه مثل المُقيد بتلك الزيجه التى فُرضت عليه بعد موافقة جسور الغير متوقعه، خرج بسيارته بلا طريق يعلمه فقط أراد الإبتعاد عن حدود العشيرتين، لكن بالطريق سمع صوتً شاديًا ياتى من خلف الجبل، يعلم أن هنا خُرافات لتلك النداهه التى تسكُن بين الجبال، لكن قلبه شُجاعّ او ربما سحره الصوت العذب الشجي، ترجل من السياره وسار بإتجاة الصوت الى ان وقف فوق ربوه رأى فتاة صغيرة الحجم ومعها إمرأه أخري ترعي تلك العنزات والفتاة جالسه تشدوا، إنسحر بصوتها العذب وظل واقفًا يسمع شدوها... الى ان نظرت تلك التى ترعى الاغنام نحو غنوة، وتفاجئت بذاك الواقف خلف غنوة، إنخضت وتركت الأغنام وذهبت نحو غنوه كي تقول لها ان تُخفي وجهها فهنالك مُتسلل غريبً، لكن لسوء حظه بسبب إحدي حصوات تفتت من الربوه الذى كان يقف عليها كاد ان يختل توازنه لكن تمالك نفسه لكن تدحرجت بعض الحصوات وإنتبهت غنوة وتوقفت عن الغناء ونظرت خلفها سريعًا دون ان تُنزل الياشمك على وجهها، تلاقت أعينهم ببعض بنظرة حديه كل منهم قال بنفس الوقت 

-إنت

-إنتِ. 


نظرت له بغضب قائله: 

ليس عم تتسلل بين الجبال يا أحمق. 


نظر لها بغضب بسبب نعتها له "بالاحمق" 

ود قص لسانها قائلًا  بغضب: 

لو ما إنت طفله صغيره كنت قطعت لسانك ودفتنه تحت قدمي، أنا ما إتسللت  ليش الجبال كانت مملوكه إلك يا صغيرة الحجم  وسليطة اللسان. 


بينما همس لنفسه

"لسانها السليط عم يفسد عذوبة صوتها الشجي". 


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة من رواية حمام كليوباترا، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة