رواية جديدة حمام كليوباترا لسعاد محمد سلامة - الفصل 10
قراءة رواية حمام كليوباترا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حمام كليوباترا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل العاشر
« مُتمردة ولن تقبل بالآسر»
بعد مرور أسبوعين تقريبًا،بعد يومين
عُرس ثلاث شباب وثلاث صبايا من عشيرتي
الزيانى والعبيدى،لابد من مراسم خاصه وإحتياطات خاصه أيضًا
.....
بـ عشيرة العبيدى
بخيمة جلال دخلت عوالى ومعها إحدى الخادمات التى تحمل صنية طعام من أجله، لكن تفاجئن بعدم وجوده بالخيمه وكدن يخرجن من الخيمه لولا أن رفع باب الخيمة وطل بوجهه وكاد يدخل الى الخيمه لكن ظل واقفً أمامها حين لم يجري جلال كذالك إحترامً للعادات ليس بمقدرة النساء الترحيب بالغرباء،بل بالرجال، لكن ألقى السلام
ثم قال بطلب:
لو سمحتِ، ممكن تنادي على
الشيخ جلال العبيدى،قولى له القائد "محمد سليم".
شعرت بخفقان فى قلبها بمجرد أن سمعت صوته قبل أن يُعرف نفسه علمت هويته،تبسما وهى مازالت تُعطى له ظهرها غيرت نبرة صوتها بقصد سأله:
يا ترا فى ميعاد سابق بينكم.
إستغرب رد إحد النساء عليه لكن رد عليها:
لاء... بس محتاجه لآمر هام وخاص لو سمحتِ وقتِ محدود...ممكن تقوليلى فين الشيخ جلال؟.
إستدارت عوالى وهى تهم بإزاحة ذاك البُرقع عن وجهها قائله بنبرة دلال مُهلكه:
بس للآسف الشيخ جلال مش موجود،
تقدر تقولى الآمر الخاص اللى محتاج والدي فيه يا سيادة القائد "سيزار" ٠٠٠مش هضا لقبك ولا أنا غلطانه؟.
تبسم يشعر بإنشرح قلبهُ يشعر ببعضً من الندم، جاء لهنا أكثر من مره، وتلك النداهه التى كان يبحث عنها،كانت شبه أمامه وهو لا يدري، رغم أنه سمع أنها ذات صيت واسع بين قبائل مرسى مطروح... لكن القليل من رأى وجهها،بالتأكيد من الجيد إنها تُخفي وجهها خلف ذاك البُرقع، حتى لا تصنع فِتنه وغِيره بين نساء القبائل وأزواجهن...
تمعن النظر لوجهها الفتان قائلًا بتأكيد:
فعلاً "سيزار"
وبصراحه مقدرش بعد ما وثقت بيكِ مره وغدرتى بيا أقولك الأمر اللى محتاج الشيخ جلال فيه،كمان لآنه أمر خاص بالرجال.... بعيد عن..... غدر عوالي.
تسمعت تلك الخادمه هذا الحديث وإندهشت من جرآة عوالى وكشفها عن وجهها أمام رجُل غريب،ليس هذا فقط بل أيضًا بحديثها المُدلل معه،كآنه على معرفة وطيده به،لاحظت عوالى نظر تلك الخادمه فأمرتها:
إتركِ الطعام هون بالتأكيد والدى بيصلِ وزمانه راجع، إرجعى إنت للدار.
إمتثلت الخادمه وضعت الطعام وغادرت مذهوله من جرآة عوالى التى فاقت الأعراف،توجهت نحو الدار.
بينما عادت عوالى تبتسم له بدلال قائله:
الخدامه مشيت تقدر تقولى سبب حضورك لهنا ولا لسه مغيرتش فكرتك إنى غداره، ومازال ليها تآثير عليك يا سيادة القائد.
ضحك سيزار قائلًا بثقه:
لو كنت لسه مصدق إنك غداره بعد لقائتنا الايام اللى فاتت يبقى العيب مش منى يا عوالى، بس هقولك أنا هنا ليه،لآنى مش فى مهمه رسميه أنا جاي عشان أطلب إيد النداهه من الشيخ جلال... ويعلن خطوبتنا بالعُرس اللى هيبقى بعد بكره.
مهما كان تحرُر المرأه لكن الخجل صفه مُلازمه لها إنصهر وجه عوالى وشعرت بالخجل وهربت من أمامه كادت تخرج من الخيمه لكن كادت أن تتصادم مع جلال الذى يدخل الى الخيمه لم تنظر له واكملت فِرار .
ضحك سيزار
بينما تعجب جلال قائلاً:
مالها عوالى ليش عم تركض.
-مش عارف.
أجابه سيزار ثم مد يدهُ لمُصافحة جلال
الذى رحب به قائلاً:
أهلاً سيادة القائد،سعيد إنى شوفتك اليوم،مشان أشكرك،أنت كنت السبب الرئيسى إن عشيرة العبيدى وعشيرة الزيانى،يعود بينهم الصفا والود من تانى ،عامر حكى لى إنك إنت اللى شجعته،وأثبت إن الجيش المصري
زى ماله يد بتضرب من نار،لكن كمان له يد ممدوده للسلام والمساعده.
تبسم سيزار قائلاً:
بصراحه بعد مدحك ده انا مش عارف أتكلم فى الآمر اللى كنت جاى عشانه وهتفهمنى صح ولا...
قاطعه جلال قائلاً:
إجلس الاول نتحدث
ولا تخاف أنا عندى من الخبره إنى أفهم نوايا اللى قدامى.
جلس جلال أولا ثم خلفه جلس سيزار.
رحب جلال به مره آخرى ثم قال:
خير يا سيادة القائد.
رد سيزار بشجاعه:
أنا النهارده جاي بشآن خاص بعيد عن كونى من العسكريه المصريه..أنا عارف كويس أعرافكم وعوايدكم،بس معتقدش العوايد والاعراف دى تنطبق على....عوالى.
تعجب جلال قائلاً:
عوالى إيش دخلها، ما آنى فاهمك!.
تحدث سيزار مباشرةً:
أنا جاى اليوم أطلب يد عوالى.
تفاجئ جلال قائلاً:
عوالى!...
أعاد سيزار قوله بتأكيد:
أيوا عوالى بنت حضرتك.
تعلثم جلال قائلاً:
بس فى أعرافنا بنت العشيره ما بتتزوچ من..
قاطعه سيزار قائلاً:
بعرف أعرافكم، بس الاعراف دى لازم تتغير زى ما كل شئ بيتغير، وعوالى أكبر دليل عالتغير ده، عايشه بين هنا وبين إيطاليا، وزواجى منها ما بقلل من شآن عشيرة العبيدى.
إبتلع جلال لعابه قائلاً بتفكير:
إعطنى مُهله يا وليدى وبرد عليك، بعد العُرس.
كاد سيزار ان يقول له من الأفضل أن يكون الرد قبل العُرس ويكون إعلان الخطبه يوم العُرس، لكن دخل حيدر الى الخيمه، مما جعل جلال ينظر الي سيزار قائلاً بتوريه:
بالنيابه عنى وعن عشيرة العبيدى إشكر لينا سيادة اللواء وهنتظر يشرفنا بالعُرس.
فهم سيزار أن جلال لا يود الحديث فى ذالك الآمر امام حيدر، فنهض قائلاً:
يوصل يا شيخ جلال، وإن شاء الله يتمم العُرس بخير...هستأذن أنا.
اماء له جلال برأسه قائلًا:
شرفت ديارنا
أومأ له سيزار وهو يُغادر من الخيمه لكن رمق حيدر بنفور،كذالك حيدر الذى جلس جوار جلال ولاحظ شرودهُ بعد مغادرة سيزار وسأل بفضول:
ليش كان هضا القائد هون الحين،ما أنى برتاح له،قدمه أخدت على الدخول لهون .
إنتبه جلال له قائلاً:
ولا شئ كان بيهنى بالعُرس.
شعر حيدر بالبُغض منه قائلاً:
هضا شخص حشري ما بعرف ليش بتسمح له يدخل بشؤنا الخاصه... ولا مفكر عشان إنه كان المرسال بينا وبين عشيرة الزيانى،وبين بقية عشاير مرسى مطروح هضا عطاه مكانه كبيره...ما بيستحقها.
كلمة حيدر عن سيزار رنت برأس جلال، فعلاً سيزار أصبح له مكانه كبيره بين عشائر البدو فى فتره وجيزه، أصبح يحصل على إعجابهم وتقديرهم له كشخصيه عسكريه قويه ومُحنكه... كما أن عوالى ليست كبقية بنات البدو، الأمر الآن لها، لكن لن يقول لها قبل ان يتنهى ذلك العُرس المُرتقب بسلام.
❈-❈-❈
بـ قبيلة العبيدى
بغرفة غنوة
إقتراب العُرس أدخل الى قلبها، رهبه لا تعرف سببها، أو ربما تعلم السبب هو زواجها المفاجئ من شخص من عشيرة العبيدى
لم ترا وجههُ حتى، نفخت أوداجها وزفرت نفسها بضجر... بنفس الوقت كانت تدلف سالمه تبسمت قائله:
ليش عم تنفخي ياغنوة،إيش مضايقك لها الحد...ليش ما عم تشدي متل عادتك .
إعتدلت غنوة جالسه تقول بزهق:
ليش أشدي،أشدي على بآسي.
ضيقت سالمه بين حاجبيها بإستغراب سائله:
بآسك،ليش عم تقولى هضا.
ردت غنوة ببراءة:
زواچي اللى بعد يومين،وأنا حتى ما بعرف مين اللى هتزوجه،حتى الرؤيه الشرعيه ماتمت.
تبسمت سالمه بخباثه قائله:
يعنى اللى مضايقك هكذا هو إنك ما شوفتِ العريس،كلها يومين وبتشوفيه وبتطلعِ فيه متل ما بدك.
نظرت غنوة لها بشهقه قائله:
انا ما كان قصدي هضا،قصدى أنى ما بعرف شئ عنك غير إسمه "فهد"إنما إنتِ بتعرفِ عامر وعندك له قابليه،أنا ما بعرف كيف راح إتعامل مع هضا اللى بيصير زوچي بعد يومين...أنا ما كنت بخطط للزواج دالحين،كان بدي...
ضحكت سالمه وقاطعتها قائله:
كان بدك إيش،تفضلي متل عادتك وتتسحبِِ من خلف جسور وتسرحي فى الباديه بالغنمات تشدي فى الطل.
تذمرت غنوة بطفوله قائله:
إيه أنا ما بحب القيود والزواج راح يقيدنى،بالتاكيد اللى راح يصير زوجي ما راح يتركني أو حتى يعاملني متل جسور.
ضحكت سالمه قائله:
هقولك سر انا سألت عامر عن فهد قالى إنه بيشبه خِصال جسور...مو كان نفسك بزوج متل جسور.
تبسمت غنوة قائله:
عامر قالك هضا،بس إنتِ إمتي إتحدثتي وياه.
ردت سالمه بهمس:
بهضا.
نظرت غنوة الى ما بيد سالمه بذهول قائله:
إيش هضا، موبايل من وين جيبتيه.
ردت سالمه بهمس:
هضا عامر عطانى إياها هديه وكُنا بنتحدث رسايل عليه... عامر شكر لى فى أخلاق فهد، وما تخافى أنا وإنتِ ما راح نفترق متل ما كنتِ عم تقولى قبل ما جسور يخبرنا بقرار زواجك.
ذهب البأس عن غنوة وتبسمت قائله بمحبه:
ما راح نفترق، راح بنضل مع بعض وراح إشدي وقلبي مطمن طالما جسور خوي فى ضهرنا.
تبسمت سالمه وضمت غنوة
كذالك تبسم حسور الذى سمع لحديثهن صدفه حين إستغرب عدم سماعه لشدو غنوة كعادتها ظن أنها قد تكون مريضه وآتى للإطمئنان عليها وتسمع حديثن،كاد أن يدخل الى الغرفه لكن قبل ان يدخل سمع نداء الخادمه عليه وأخبرته بوجود منذر الذى يود الحديث معه.
أومأ لها وذهب الى تلك الغرفه الذى يجلس بها مُنذر الذى وقف حين دلف جسور...نظر له قائلًا:
ما عم بقدر إتقبل فكرة هضا الزواج اللى راح يصير بعد يومين.
تنهد جسور بضجر قائلًا:
ليش يا خالي ما قادر تفهم إن الحين إتغير ولابد من إننا نتواكب مع المُستجدات وهضا أفضل وقت تتحد فيه العشاير،العدو خسيس.
رد مُنذر:
كمان عشيرة العبيدى شوفنا منهم الخِسه زمان،فكر مازال فى وقت نتراجع.
رد جسور بحسم:
الشيخ جسور إبن الشيخ"سالم الزيانى"ما بيتراجع عن عهد قطعه،وموافقتنا على بدل الزواج متل العهد يا خالى وبيكفى هضا الرفض... حتى لو ما بدك يصير هالزواج ما بسمح بالحديث فى هضا الموضوع مره تانيه.
إمتثل مُنذر رغمً عنه قائلًا:
تمام يا جسور بتمني اكون مُخطئ ويصدق حدسك.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
اليوم يوم العُرس
ظهرًا
بسبب أن العُرس يجمع بين أكبر عشيرتين بـ مرسى مطروح،كان الزفاف له تحضيرات خاصه...بتلك الساحه الكبيره بأرض بين العشيرتين
نُصبت تلك الخيام المُخصصه لإستقبال وفود العشائر الأخرى الآتيه لتقديم التهانى والتبريكات
وبطبيعة أعراس تلك المنطقه التى تُقام ظُهرًا
كان الطقس صيفى هادئ شبه حار
كذالك على مسافه قريبه كانت هنالك وحده عسكريه خاصه بقيادة سيزار ومعه ماهر أعينهم مثل الصقور تراقب، فهنالك بعض المفسدين والجبناء اللذين يودون إفساد ذلك اليوم،من مصلحتهم إستمرار الفُرقه والجفاء والعداوة بين العشيرتين،يُضعفهم الإتفاق والتصالح والمُصاهرة .
كانت مراسم عُرس بدويه لبعض الاغانى والاناشيد الفلكلوريه بعز النهار.
بعد قليل نهض الثلاث عِرسان كل منهم ذهب الى مكان جلوس عروسهُ وأخذها معه الى مخدعه بعشيرته.
لكن لم ينتهى العُرس ولا الولائم بين بقية الحضور.
لاحظ سيزار تلك التى تسللت من بين النساء وإبتعدت عن مكان العُرس... همس لـ ماهر بشئ ثم تتبع أثرها.
بينما حيدر ذالك الحاقد اليوم كان يشعر بأنه مثل المُكبل عليه الرضا بما يحدث لم يعُد يستطيع فعل شئ، خابت كل محاولته بإفساد ذالك العُرس، عليه التسليم بالأمر الواقع.
❈-❈-❈
بقليلة العبيدى
بغرفة عامر وسالمه.
دخل عامر الى الغرفه
مُبتسمًا
وقفت سالمه، الى ان إقترب منها وازاح عن وجهها ذالك الوشاح ونظر لوجهها ثم إقترب منها وامسك يديها بين يديه وإنحنى يُقبلهما قائلاً:
كنتِ حلم بعيد المنال كنت فى كل لحظه بدعى ربنا تكونى من نصيبى...يوم ما جسور شافنا عند الشط كان عندى أهون أنه يقتلنى ويرحمنى من الخوف اللى فى قلبى إنى أفقدك...حتى لما حدد مهله يوم واحد روحت له وانا مش هاممنى أنى ممكن اتقتل،كنت حاسس إنى بتحرر من قيود كانت مكبلانى،أنا بعشقك يا سالمه يا حوريتى اللى إتسحرت بها.
تبسمت سالمه بحياء تبعد وجهها عن عين عامر قائله:
أنا غبت عن الوعى وسلمت أمرى لربى وهو له
شآن، حبنا هو اللى جمع شمل القبيلتين من تانى يا عامر.
تبسم عامر قائلا: ربنا رايد نكون سبب فى لم شمل وأكيد هتدوم محبتنا لبعض اللى جمع الشمل هو القلوب السالمه.
أنهى قوله بقُبله عاشقه ولمسات شغوفه كانت تُسطر طريق عامر بالأمل السالم.
❈-❈-❈
بغرفة فهد
فتح باب الغرفه بعصبيه وعصف الباب خلفه مما جعل غنوه تنهض من على الفراش بفزع لكن برائتها الشقيه نهضت وكشفت عن وجهها الوشاح وكادت تتحدث
لكن نظرا الأثنان لبعضهما وقالا بفزع:
إنت العريس!
إنتِ العروس!
هضا مستحيل!
صمت الإثنان ينظران لبعضهما بغيظ
الى ان قال فهد يعنى كمل حظى،أتزوچ غصب عنى،ومن مين من اللى لسانها أطول من جسمها.
عبست غنوه بوجهها قائله:
وإيش غصبك على الزواچ،كنت بنته؟
نظر لها فهد بغيظ قائلاً:لو ما اليوم يوم عُرسك والمسا هيجوا يمسوا عليكِ كنت قطعت لسانك لأ مش بس لسانك كمان نسلت جسمك هضا وطعمت بيه سحالى الباديه.
نظرت له غنوه قائله:
سحالى الباديه،ليش شايفنى ذبابه...حديثك ماسخ يا متعالى يا فحل.
للحظه كان فهد يشعر بالغضب لكن تغير ذالك ونظر لها بمكر يُرهبها قائلاً بنظرة وقاحه رسمها غصبًا فهى بنظره لا يوجد بها أى أنوثه مجرد جسد طفله رغم انها إقتربت من عمر التاسعه عشر أصبحت صبيه...
وأقترب منها وبدأ بخلع ثيابه،وغمز بعينيه قائلاً:
إحنا هنقضى الوقت فى الحديث وذم بعض ولا أيه انا الشرع محللى أربعه، مفيش مانع أبدئهم بسحليه.
إبتعدت غنوه عنه سريعًا وبظرف ثوانى لا يعرف كيف تسلقت الدولاب وجلست فوقه.
ذُهل فهد نفسه من ذالك وقال:
طبعًا سحليه فى ثوانى كنتِ فوق الدولاب،إنزلى.
ردت غنوه بعناد:لاه مش نازله إنت قليل الادب ونوياك خبيثه غير إنك بتقول عليا سحليه وأنا مقبلش زوچى يتزوج عليا.
ضحك فهد قائلاً بتهديد: خليكِ عندك عالدولاب عشان لما يجوا المسا اقول لهم السحليه لازقت عالدولاب وقالتلى إنى منفعكش إتزوچ عليا بس المره الجايه إبقى إتزوج ست بجد مش سحليه... هى السحليه كده دايماً لسانها خارج بره شفايفها.
نظرت له غنوه بغضب ساحق لكن قالت:
وماله إتزوچ،هتلتزم تجيب لى هدايا ودهب متل العروس اللى بجد اللى هتتزوچها وهتبقى زوچ الاتنين وشوف بقى مكر الضراير..ميغركش إنى چسمى صغير،لاه خد بالك كل قصير بيبقى ماكِير.
تهكم فهد بغيظ قائلاً:
وإنتِ ماكِيره إنتِ، إنتِ شكلك عملى الرضى كان يوم أسود لما شوفتك عالطريق ياريتنى دعستك إنتِ وعنزتك يومها مكنتش هتصدم إنك زوچتى.
تحدثت غنوه بلذاعه سُرعان ما تصَعبت بطفوله:
الله يسامحك، انا هكبر عقلى ومش هعمل عقلى بعقلك اللى بيسخر منى... أنا صحيح جسمى صغير خلقة ربنا، لكن وإنت مش بس فحل لأ كمان عاوز تستقوى عليا.
فتح فهد عينيه بإتساع قائلاً:
أنا بستقوى عليك،أنا اللى طلعتك عالدولاب.
تصَعبت غنوه بطفوله قائله:
أنا طلعت عالدولاب خوف منك،ودلوقتي هنزل إزاى.
تنهد فهد قائلاً:
منك لله يا حيدر يا خوي إنت السبب كنت بعرف إن نيتك سوء واهو أنا وقعت فى السوء هضا.
إقترب فهد من الدولاب ورفع يديه قائلاً:
تعالى أنزلك متخافيش أنا قبل كده إصتادت تعابين وعقارب من الباديه مش هخاف من سحليه.
تدمعت غنوه قائله:لا مش نازله طول ما انت بتقول عليا سحليه.
شعر فهد بوخره فى قلبه من دمعة عينيها وقال بمهاوده:
خلاص متزعليش مش هقول سحليه يلا إنزلى.
فكرت غنوه قائله:.هنزل بس إبعد إنت عنى عيب لما تلمسنى.
أنزل فهد يديه وتنهد بزهق قائلاً:
اقولك زى ما طلعتى عالدولاب إنزلى يا سحليه.
ردت غنوه بعصبيه وهى تنزل ساقيها:
متقولش سحليه.
فجأه إختل توازن غنوه وكادت تسقط أرضًا صرخت بخفوت،فى نفس اللحظه تلقفها فهد بين يديه قائلاً بوقاحه:
حلوه الصرخه دى يا سِحليه،زمانهم سمعوها بالخارج وهيقولوا الفهد أكل السحليه.
حاولت غنوه الفلاص من بين يديه،لكن لصغر حجمها سيطر فهد على جسدها بين يديه وذهب بها نحو الفراش ووضعها عليه،ونظر لوجهها ليست جميله،لكن تحمل ملامح صغيره بلون خمري بريئ
كل شى بها صغير عدا شئ واحد
تبسم وهو يقترب من شفاها الصغيره قائلاً:
كل حاجه فيكِ صغيره ماعدا حاجه واحده بس حجمها قد جسمك مرتين وأنا لازم أحجم لسانك ده يا سحليه.
كادت أن تسبه لكن أغلق فمها بقُبله يخترق مشاعرها البريئه التى سُرعان ما تخلت عن التمنُع وأصبح بالغرفه صوت شدو غنوه الذى روض الفهد.
❈-❈-❈
بذالك الشاطئ
إنحنت عوالى وإلتقطت إحدى الاصداف الكبيره ثم جلست على إحدى الصخور
تنفض الرمال عن تلك الصدفه وتنفخ من عليها بعض الرمال العالقه بتجويفها.
تبسمت حين سمعت من يقول:
بتوشوشى الصدف تقولى له أيه؟
رفعت وجهها ونظرت إليه تضحك عينيها وشفتيها قائله:
سيادة القائد ساب مهمته وجاى ورايا عشان أقراله الطالع.
قهقه سيزار وذهب يجلس جوارها قائلاً:
أنا راجل عسكرى مش بآمن غير بالواقع اللى عايشهُ...والطالع أفضل يكون فى علم الغيب.
نظرت له عوالى تستشف من ملامحه الجواب،الذى وصل إليها وقالت عكس ما ترى من شجاعه واضحه على ملامحه وتسألت:
ليه خايف، تعرف أيه هيحصل فى المستقبل.
إنفرجت شفاه بضحكه قائلاً:
لأ...بس أفضل إنى أعيش اللحظه،من غير ما يكون عندى عِلم بحصولها قبل كده،أكيد هيكون ليها لذة خاصه، غير لو كنت متوقعها، كمان مش بحب الإنتظار.
تعجبت عوالى وتسألت:
قصدك أيه بالإنتظار.
نظر سيزار الى عين عوالى التى تُشبه أمواج البحر قائلاً:
إنتظار اللى هيحصل فى المستقبل،أنا قائد عسكرى وروحى على كفي زى ما بنقول فى لحظه ممكن رصاصة غدر تنهى حياتى،تفتكرى لو عرفت إن أمتى الرصاصه دى هتصيبنى هقدر أغير الطالع وبدل الرصاصه ما تنهى حياتى أنهى بيها حياة عدوى.
بكل لقاء يزداد إعجاب عوالى بـ سيزار وسألت بإستخبار:
طب وبالنسبه للـ الحب فى حياة القائد،مش عاوز تعرف بختك فيه؟
إبتسم سيزار قائلاً:
أنا طول عمرى بآمن بالقدر، رغم إن
الحب عندى كان شئ مُستبعد قبل ما أجى لهنا وأدخل جبل النداهه.
إبتسمت عوالى سائله:
عاوز تفهمنى إنك مكنتش فى يوم هتتجوز...كنت هتتجوز بعقلك.
تنهد سيزار قائلاً:
العقل بيريح صاحبه ولا ليكِ رأى تانى يا عوالى،لكن القلب لما بيدخل بتعب صاحبه
بالذات لو وقع فى عشق نداهة الجبل اللى إختفت فى لحظه وسابته للحِيره هى حقيقه ولا خيال بيتمنى يشوفها تانى.
نهضت عوالى وتوجهت ناحية البحر تقول بدلال:
أكيد خيال زى كل شىٕ مميز فى حياتنا تحسه درب من الخيال.
نهض خلفها سيزار وبدأ فى حل أزرار زيهُ العسكرى وقام بخلع الجزء العلوى منه، ليصبح عارى الصدر، لكن هنالك شئ بسببه دب الرُعب فى قلب عوالى...
حين إنعكس ضوء الشمس على صدر سيزار ورأت تلك اللمعه على صدرهُ بسبب إنعكاس الشمس على تلك القلاده التى يضعها حول عنقهّ... تفاجئت
هى قلادتها الضائعه، أين ومتى وجدها، والسؤال الأهم، هل تتحقق نبؤة العرافه وتقع أسيرة من يعثُر على تلك القلاده
كان الجواب نابع من قلبها وعقلها..
بالفعل أصبحتِ
« أسيرة غرام مُحارب مغامر» لكن هى مُتمردة ولن تقبل بالآسر، هكذا إتخذت القرار وهذا آخر لقاء.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة من رواية حمام كليوباترا، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية