-->

رواية جديدة جونجان (غابة الذئاب والسحر الأسود) لفاطمة الألفي - الفصل 22

 

قراءة رواية جونجان (غابة الذئاب والسحر الأسود) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية جونجان (غابة الذئاب والسحر الأسود)

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الألفي


الفصل الثاني والعشرون

 "لا تراجع ولا أستسلام" 



اقتربت من الكابتن تصافحه وتعتذر عن غيابها اليومين الماضيين، لم يُصدق " زياد" بأنها تقف أمامه، عاتقها بفرحة عارمة وهو يقول:

- "سيران" هل أنتِ بخير؟ هل حدث لكِ مكروه؟ لقد كُنت قلقًا للغاية بسبب غيابكِ المُفاجئ، حمدًا لله على سلامتك


استشعرت القلق في نبرة صوته ولهفته بعودتها أما عن الأخيرة تتطلع لها بغيظ وحقد، أبعدت "سيران" أنظارها عنها واشاحت بوجهها للجهة الأخرى ولا تبالي بوجودها من الأساس 

أعطاها "زياد" المضرب وهو يبتسم لها ويُشجعها قائلا: 

- كُنت سأعلن عن عدم المُشاركة في البطولة ولكن الشباب رفضُ الأمر، الآن سعيد جدًا بعودتك يا بطلة العالم


بادلته الإبتسامة بود وأخذت منه المضرب وبدأت في التسديد بضربات قوية ولديها دافع قوي للفوز، ظلت هكذا لا تكترث سواء المضرب الذي بيدها والكورة التي أمامها توجهها أينما تشاء.


 لديهم اليوم مباراة لنصف نهائي ثم المُباراة الأخيرة وهي النهائي فاليوم ستواجه خصمها من بلجيكا

وبدأت المباراة في حضور الجميع و"زياد" يطالعها بقلق من خلف اللوح الزجاجي فقد كانت داخل ملعب الإسكِواش ولا تهتم إلا بتسديد الضربات القوية الكورة المطاطية في الجُدران الأربعة.


و"لاواي" واقفًا مُستمتعًا بما تفعله محبوبته ويتطلع من حين لآخر إلى الوجوه المُحاطة بها، رأ الفرحة تعم بوجوه بعضهم وفتاة تشتعل بالغضب علم بأنها هي نفسها " ميلا" التي تجرأ الشاب على خيانته لسيران معهًا.

 


أما عن "ميلا" كانت تشتعل غضبًا كانت تظن بأنها ستترك لها البطولة ولن تقدر على مواجهتها ، بحثت عن هاتفها واخرجته تهاتف" كارم" وتخبره بعودة "سيران" ، اغلق "كارم" الهاتف فورًا عندما أستمع لحديث " ميلا"


ثم غادر الفُندق مُسرعًا متوجهًا إلى ملعب البطولة وهو يتنفس الصعداء فقد كان يُحمل نفسه ذنب أختفائها المُفاجئ.

❈-❈-❈


عودة إلى القاهرة..


غادر " عزيز" المشفى بوجه عابس بسبب ما يُعانيه صديقه المُقرب  "سادم"

عند عودة للمنزل ركض إلى حيث جده ليقص عليه ما حدث لصديقه أثر اللعبة وهو يشعُر بالخوف هو الآخر فهو صاحب فكرة التحدي وتجربة لعبة كهذه ولم يكن يظن بأنها خطرًا لهذا الحد.


جلس الصغير بجوار جده وقال بصوت مُهتز: 

- جدي "سادم" ليس بخير على الإطلاق، كأنه شبح يُصارع الموت جدي، أرجوك جدي ساعدني ماذا أفعل لصديقي؟ هو بحاجتي الآن ولا أعلم ماذا أفعل ؟

ربت الجد عزيز على كتفه وقال: 

- لا تخشى يا صغيري، حفيد "سيرين" قوي وسيواجه مثلمًا فعلت جدته بالماضي


نظر له الصغير بترقب وقال: 

- وماذا فعلت جدته يا جدي؟

 زفر " عزيز" أنفاسه بهدوء ولاحت إبتسامة عذبة تشق تجعيد وجهه وقال :

- كانت "سيرين" فتاة قوية لا تعرف للمُستحيل طريق، خطت الصعاب وواجهت المِحن ولن تستسلم قط.



عاد بذاكرته لما يقرب من ثمانون عامًا بعدما تزوج من معشوقته " نيروز" وأتت "سيرين" في زيارة لصديقتها ومعها صديقتها الآخرى " ماري" وقصت عليهن ما فعله والدها عند والدتها منما جعلهن مُندهشين بما حدث ورغم وفات " سادم" بيدها ظل شبحه يُطاردها وتأكد بعد فترة بأن المارد دهمان هو من يتصور في صورة حبيبها " سادم" ليرغمها على الخضوع له.


وقرر عزيز والفتيات مُساعدتها للخلاص من " المارد دهمان" ومن هُنا تدخل " ماكسر" أيضًا بالأمر ووجدوا الخلاص من دهمان بوضع خطة مُحكمة مثلمًا فعلوا مع المُشعوذة " جونجان" وتذكر ماكسر التعاويذ والسحر الأسود ولكن لن يمتلك أحد منهما على فعله وليس لديهم قوة السحر هذا، إلى أن مازل " ماكسر" مُحتفظًا بالسحر الاسود والبلؤرة السحرية الخاصة بجونجان ولكن لا يعلم كيف يستخدمها، وهذا ما جعل " سيرين" تواجه مصيرها بقلب قوي وقررت أن تُحارب " دهمان" بما هو أقوى من ذلك، عكفت على نفسها في المساجد تستمع لخُطب المشايخ وتتردد على مشيخة الأزهر الشريف، جاهدت في حفظ القرآن الكريم وعلوم الفقه والسُنه، وظلت مُحصنة نفسها وجسدها من مس الشيطان الرجيم .



وفي تلك الفترة الزمنية أختفى دهمان نهائيًا وعادت "سيرين" تكمل دراستها في الطب بجانب تعاليم الإسلام وتلاوة القرآن الكريم ودائما تُحصن نفسها من الشيطان ونسله، ومرت عليها الايام بسلام وقابلت شابًا وسيمًا في ذلك الوقت كان طبيبًا لوالدتها وتم التقارب بينهما ونمى بينهما اعجاب وتزوج منها خلال عامًا من لقاءهم بعدما صارحته بكل شيء خاص عن حياتها، وفي أول أيامهم لاقوا الكثير من العثرات والضغوط وظلت صامدة وهو بجوارها لن يكل ولن يمل من التحديات والعقابات التي واجهتهم.



ظل زوجها جانبها داعم ومُساند لها إلى أن توفي بعد عامين من الزواج وترك لها ابنة وحيدة "ريم" عاد " دهمان" الظهور أثناء فترة حدادها وحُزنها على فقدان زوجها، لازال يطلب منها تهبه روحها وروح صغيرتها .


خافت "سيرين" على طفلتها وعندما تحدثت مع الشيخ أقترح عليها الإبتعاد والذهاب بابنتها للأراضي المقدسة، وبالفعل ذهبت إلى هُناك وجلست بطهر بيقاع الأرض وفي ليلة من ليالي رمضان المبارك وهي داخل الحرم غفوت وهي مُحتضنة ابنتها وإذا بسيدة ترتدي ثيابًا بيضاء ووجهها يشع نورًا ربتت على كتفها بحنو ووضعت قلادة مُباركة داخل حجرها وقالت بصوت هامس:


- خدي هذه التمييمة المُحصنة ستخفظكِ وتحفظ نسلك بأذن من الله ولا تخافي ولا تحزني الله لا يُضيعكِ


فاقت من نومتها تبحث عن تلك السيدة فلم تجدها ووجدت القلادة موضوعة بحجرها تبسمت بسعادة وأنسابت دموع الفرحة بأن الله معها ولن يتركها فلا تخاف بعد الآن ومنذ ذلك اليوم و" سيرين" قوية لا تخشى من شيء ووهبت حياتها لمُساعدة الاناس فقد كانت طبيبة تعمل دون أجر لتنال رضى الله سبحانه وتعالى وكانت على يقين بمحبة الله لها وانتهى " دهمان" من حياتها للأبد..


همس الصغير بعدم فهم: 

- لم أفهم شيئًا يا جدي

ربت على ظهره برفق وقال: 

- أحفاد سيرين لن يُصيبهم الأذى بأمر الله، لن يستطع تشارلي ولا دهمان بالعثور عليهم ولن يحدث لهم مكروه إلا بإرادة الله، "قل لن يُصبينا إلا ما كتبه الله لنا"

❈-❈-❈


في " روما"


انتهت المُباراة بفوز "سيران" بطلة مصر على " جاسكا" بطلة بلجيكا وتأهلت مصر لنهائي البطولة 

ونُقلت المباراة عبر شاشات التلفاز ولكن عائلتها كانت تمكث بالمشفى بجانب شقيقها ونسوا تمامًا أمر البطولة 


فقد صدقت " سيران" حلمها التي سعت من أجله وبالنهاية حصلت عليه 

أت " كارم" يقترب منها يُريد احتضانها يبارك لها فوزها ولكن عندما اقترب منها واراد أن يضمها عاد هي بخطوات بسيطة للخلف ونظرت لمقلتيه بقوة تواجههما في تسأل صامت لم يتفوه لسانها بشيء ولكن عينيها تتطلع له لعلها تجد داخل حدقتيه ما يخفيه عنها ولكن كانت نظراته حانقه لم يتوقع ارتداءها للخلف ونزعت خاتم الخُطبة التي كان مُزين أصبعها البنصر ووضعة داخل راحته دون كلام

"وجودك في قلب إنسان لا يستحقك، فليس غباءً أن تتعلق بإنسان لدرجة أن تبذل له التضحيات بلا حدود، فكل منّا لديه حكاية خاصّة به يتقاسم بطولتها مع إنسان آخر، يبذل فيها الغالي والرخيص حتّى يضمن استمرارها؛ ولكن الغباء أن تسمح أن يصل بك الحال لقبول دور يتعارض مع قيمك، صدقك، ووفائك، أن تسمح بأن يختار دورك ويرسم أحداثك وتفاصيلك وفقاً لمصالحة باسم الحب والصداقة، وأن تمنحه العطاء بلا حدود، وأنت تدرك أنّه مصدر الضياع في حياتك فهو يغتال مشاعرك، وأحاسيسك، ويهين وفائك، وصدقك، ولا يتوانى في استغلالك، مدركاً لحجم المساحة التى يحتلها في قلبك، وعلى الرغم من أنّك تدرك ذلك في أعماقك إلا أنّك تفضّل إغماض عينيك عن الحقيقه المؤلمة؛ رغبة منك في التمسّك بأطراف علاقه تأمل أن يصلح حالها حتّى لا تواجه الفراغ المخيف الذي سيخلّفه بغيابه، وأن تستيقظ على صوت تحطّم قلبك، وتبعثر أشلائه، ربما تقبل أن تكون الضحية في علاقه أنت الطرف الأنقى منها آملاً بالتغيّر؛ ولكن ألا تدرك أنّه لا بد للقطار أن يتوقّف عند محطة الندم يوماً ما، محاسباً ومعاتباً لك على إهدار مشاعرك على إنسان لا يستحق، لا يهتم، ولا يبالى بك، فيزور ذاكرتك ليعرض سذاجتك أمامك، ويهديك لحظات ندم قاسية، فلماذا تقبل بعلاقة تكون فيها مجرد وسيلة، فالحب والصداقة علاقة أسمى من يكون الخداع طرفاً فيها".


وسارت مُبتعدة وعينيها تجوب بين الحضور تبحث عن " لاواي" الذي كان مُختفي عنها هي الأخرى يُريد معرفة ردة فعلها بعد أنتهاء المُباراة.

أما كارم فقد كان واقفًا مصدومًا منما فعلته " سيران" رغم أنه كان يسعى لفك الخُطبة إلا أنه شعر بالحزن والضيق بسبب تلك الفعلة وأيقن في تلك اللحظة بأنها حقًا رأته مع صديقتها.


الآن شعر بخسارتها، لديه شعور قوي بالاحتياج لها ولكن لم يعُد ينفع الندم بعد ما فعله فهو من وضع تلك النهاية لعلاقتهم معًا خسر خسارةً لا تُعوض..


مِن المؤلم أن تشعر بأنكَ خسرت أشياء كثيرة لم يعد عمرك يسمح باسترجاعها.. وأن تلتقي  بشخصًا شاطرك نفسك يومًا فتكتشف أنّ مشاغل الحياة قد غيّبتك من ذاكرته تمامًا.. أن تكون من أصحاب الأحاسيس التي لا تكذب وتتضخم بإحساس أنّ أحدهم قد يغادرك قريبًا. أن تصل يومًا إلى قناعة أنّ كلّ من مرّ بك أخذ جزءًمنك ومضى.

❈-❈-❈


علمت "سيران" ما حدث لشقيقها وأنه داخل المشفى في حالة نفسية حرجة فاقد النطق والحركة، لم تفرح بفوزها ولا بتأهلها لمُباراة النهائي في بطولة العالم، ولكنها لن تستطيع ترك البطولة وحلمها دون أن يكتمل، كما أن أقنعها المُدرب بأن تظل فلم يتبقى على تحقيق الحلم إلا يومًا واحد فقط.



لم يسمح لها الوقت بأخبار والدتها بفسخ خطبيتها وكل ما كان يشغل تفكيرها هو حالة شقيقها، ظلت حبيسة غرفتها داخل الفندق ورفضت أن تشارك المُدرب واصدقائها الاحتفال بالفوز، وقرر " كارم" العودة فليس لديه شيئًا لكي يظل فقد تركته دون أي مواجهة فلم يكن متوقعًا منها لذلك التصرف.



أما عن " لاواي" كان يراقبها ويلاحقها وهو مُتخفي تمامًا حجب عنها رؤيته وكان داخل غرفتها يُطالعها بحزن على حالتها، قرر في تلك اللحظة الظهور أمامها ولن يكترث للعقبات.


همس بصوت خافت:

- ماذا بكِ "سيران"

كانت تظن أنها تتخيل وجوده لأنها شعرت بالاحتياج له في تلك اللحظة ولكن عندما استمعت لنبرة صوته التي اعتادت عليها اثناء اليومين الماضيين وهي ماكثة بخيمته.


نظرت له بذهول وعدم تصديق أقتحامه غرفتها دون أن تأذن له وتشعر به من الأساس:

-"لاواي"  من أين أتيت ؟قالتها بصدمة 

قال بمرح وهو يفرد ذراعيه :

- هذا سحري الخاص

تبسمت له وقالت: 

- إذا أنت ساحر حقًا


- ليس ساحر هُنا غيرك؛ أنتِ من سحرتي قلبي وسحرنتي عينيك الجميلتين عندما التقيت بكِ بالجزيرة 

 طالعته هذه المرةُ بعدم تصديق فكيف حدث له ذلك 

قرر المزح معها وكركر ضاحكًا : 

- لا تنظري لي هكذا أنا فقط أريد إبدال حزنك وأعلم ما سببه


عبست ملامح وجهها وكادت أن تبكي وهي تخبره بما حدث لشقيقها الأصغر ذا السادسة عشر عامًا

جلس بجوارها ورءا الدموع التي تُهدد بالسقوط فضمها لصدره وقال: 

- لا تحزني سيكون بخير، أنا معكِ ولن أترككِ وسوف أذهب معكِ لبلدتكِ فلدي أعمال هُناك 



أبتعد عنه بخجل فلم تتوقع منه ردة فعل كهذا، وقالت بهدوء لتُبدل الحديث:

- لم تُخبرني بعملك حتى الآن

حك مؤخرة عُنقه وقال: 

-أعمل طبيب


تذكرت عندما جُرحت بسبب الشُعب المُرجانية وهو من داوَ الجروح بالمس الذي فعله من أجلها وأختفت جروحها سريعًا ونظرت له بلهفة قائلة:

- هل تستطيع مُعالجة شقيقي؟

هز رأسه بإيماءة جادة وقال: 

- وهذا ما أردته لا تقلقي كل شيء سيكون على ما يُرام 


عاد لها بريق الأمل فلديها ثقة به رغم علاقتهم التي لم تتجاوز الأيام ولكنها دائما تشعر بالسكينة والهدوء في وجوده، ولم تَعُد تشعُر بالحزن الذي طُعن قلبها بسبب خيانة" كارم" لم تكن تتوقع بأنها ستتعافى سريعًا من سهم الخيانة


حدثت نفسها في حيرة " هل جرحها شُفي سريعًا أم أنها تحاول أن تتظاهر بالقوة ومازال جرح قلبها ينزف وتتصنع اللامبالاة لكي تواصل حياتها دون التطلع إلى الوراء..

❈-❈-❈


عاد " كارم" إلى القاهرة فجرًا وعندما غادر المطار استقل سيارته عائدًا إلى منزله وفي غضون دقائق كان يدلف بسيارته داخل الحديقة المُلحقة بالڤيلا ومن ثم ترجلا من سيارته وترك حقيبته وولج لداخل الڤيلا مُسرعًا في خطواته وهم بصعود الدرج بخفة لا يُريد لأحد أن يشعر بعودته وتظل والدته تتحدث معه وهو بمزاج لا يسمح بمناهدة وتوبيخ والدة له.


ولكن أثناء صعوده الدرج أصطدم بشقيقه " تميم" الذي كان يترجح ويدور حول نفسه بسُكر يبدو عليه الثمالة ولا يعلم كيف يصعد لغرفته

شهق بقوة عندما ارتطم جسده بجسد شقيقه ، زفر " كارم'' أنفاسه بضيق وجذبه من ساعده يهم به الدرج: 

- متى ستنتهي من أفعالك الطائشة تلك؛ لو رأيتك والدتك بهذه الحالة ستقوم حالة حرب يا أهوج

اشاح له بعدم اكتراث وقال بصوت ناعس أثر الكحول:

-لقد سأمت التصنع بالهيبة والوقار هذه مظاهر خداعة يا شقيقي العزيز 


ثم ضحك وقال بثمالة: 

- عزيز هذا جدك .. سوف يجعل مني مجنون عما قريب 

تطلع لشقيقه وعيناه يكاد يفتحها بصعوبة وقال: 

- جعلني أبحث عن بائعة الورد ثلاث ساعات مثل الأهبل ولم أجدها 

ثم كركر ضاحكًا 


وضع "كارم " كفه يكتم ضحكات شقيقه وقال وهو يجذبه من ساعده لسير معه: 

- أصمت سوف ينفضح أمرنا معًا 

ساعده في التوجه لغرفته ثم تركه وذهب هو الآخر حيث غرفته.


أبدل ملابسه وألقى بجسده داخل الفراش ولكن حاول اغماض عينيه ولكنه جفاه النوم ، التقط هاتفه وظل يبعث بالصور الخاصة بيوم خطبته وصور اخرى جمعته بخطيبته منها صور مرحة وأخرى مُشاكسة وهي قريبة منه، مرة يُحاوطها من كتفها وأخرى من خصرها بتملك كأنها من مُمتلكاته الخاصة وصورة سلفي تنظر له ضاحكة وتخرج لعابها له في مُشاكسة وهو يضع سبابته على أنفها ويبتسم بسعادة،تذكر ذلك اليوم الذي ألتقي بها بالنادي وبعد تدريبها ظلت تُشاكسه بمزاجها الفرح بسبب الفوز الذي دائما تحصُل عليه، تبسم على تلك الصور ولم يشعر بالملل ولم يغلق الصور مثلما كانت تأتي أمامه وكان لا يكترث ولا يُحرك مقلتيه للنظر حتى داخل تفاصيلهم، الآن وبعد مرور عام يرا الذكرى التي جمعته بها ولاول مرة يشعر بغصة داخل قلبه بسبب فراقه عنها .


ألقى الهاتف جانبه بغضب وهو يهمس بإصرار : 

- لا لن أترككِ "سيران" أنا أُحبك وكنت مُتغافل عن صوت قلبي

نهض عن فراشه ووقف أمام المرآة وقال لنفسه: 

- احمق يا كارم لقد تركتها بالفعل وأتيت ولم أُبرر لها موقفي حتى، تهربت من مواجهتها ولم أُشاركها خوض البطولة ، لماذا لم أنتظر لماذا ؟

زفر بضجر وعاد يرتمي داخل فراشه يرغم نفسه على النوم قبل أن يجن عقله بسبب كثرة الأفكار المتزاحمة داخله..


 يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية جونجان، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة