-->

رواية جديدة ذنبي عشقك لميرا كريم - الفصل 41

 

قراءة رواية ذنبي عشقك كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ذنبي عشقك رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ميرا كريم


الفصل الحادي والأربعون



ما زلت تريد التفكير فيما تفعله، بلا شك، ولكن عليك أن تتعلم من خلال التجربة والخطأ أيضًا.

-سكوت دي أنتوني

❈-❈-❈


وقف أمام الحائل الزجاجي بجوار والدة "جلال" التي هاتفته وأخبرته بما حدث لفلذة قلبها فكانت تنتحـ ب بقوة وتنعي ما آل إليه حاله، بينما "سليم" كان يطالع بعيون ضيقة وانفاس مُتعالية "جلال" الغائب عن الوعي والملقي على الفراش كالجـ ثة الهامدة داخل العناية المُشددة، فلا شيء يدل على حياته سوى تلك الأجهزة المُتصلة بجـ سده وتطن ليتردد صداها داخل رأس "سليم" كـ أنذار خطر ينبأ بالعواقب، فقد أعتـ صر قاتمتيه بقوة والتفت متسائلًا بهدوء نسبي يخالف  عواصف الغـ ضب التي تضـ رب دواخله:

-احكيلي إيه اللي حصل انا مش نبهت عليه مينزلش 


اجابته والدة "جلال" باكية: 

-انا معرفش يا بيه انا صحيت ملقتهوش في الشقة وبعدين جالي الخبر بيقولوا ناس ولاد حلال لقوه مرمي على الطريق وسـ ايح في د مه وجابوه على هنا 


لتلقي على "جلال" نظرة حزينة مُـ تألمة وتتابع بِحُـ رقة من بين شهقات بكائها التي لم تنفك عنها:   

-انا قلبي موجـ وع يا بيه ده ابني الوحيد اللي طلعت بيه من الدنيا ومليش غيره بعد ربنا ده لو جراله حاجة همـ وت بعديه


زفر "سليم" أنفاسه ومرر يـ ده على وجهه ليحافظ على ثباته ثم ربت  على كتفها بمواساه بعدما رق قلبه وتأثر بقولها:

-استهدي بـ الله هيبقى كويس وربنا هيطمنك عليه


ردت مُتحسرة بصوت مخـ تنق بعبراتها: 

-أدي اخرت طريق "سلطان" واللي نابنا منه ياما نصحته وقولتله أبعد عنه بس هو الله يسامحه كان راكب دماغه


وعلى ذكر ذلك اللعـ ين كـ ور قبـ ضة يـ ده ونفـ رت عروقه هادرًا: 

-ابنك كان شغال معايا واللي عمل كده فيه قريب هيبقى تحت ايـ دي وقسم بـــ الله مش هرحـ مه 

هزت والدة "جلال" رأسها ودعت له من قلبها: 

-ربنا يجبرك يا بيه ويعلي مراتبك 

وينصرك. 

ربت "سليم" من جديد على كتفها وقال قبل أن يغادر: 

-آمين يارب 

متقلقيش انا وصيت الدكاترة عليه وطمنوني بإذن الله هيبقى كويس ومش عايزك تشيلي هم حاجة حساب المستشفى وأي حاجة هتحتاجوها هبقى ملزم بيها لغاية ما يتعافى 

أومأت والدة "جلال" برأسها بإمتنان ورغم أن حديثه سَكن قلقها إلا أن ظلت الدمعات تُزف من تلقائها،  

ليزفر هو أنفاسه دُفعة واحدة ويغادر المشفى ولكن تلك المرة بخطوات وئيدة وكأنه كهل، وقع حِمل العالم أجمع على عاتقه. 

❈-❈-❈ 


أما هي فقد جفى النوم عينها من شدة قلقها و كل فِنية وآخرى تتفقد هاتفها، لعله يطلبها ذلك اللعـ ين ويطمئن قلبها، فكانت متكورة على ذاتها والهاتف أمام عينها، لا تعرف كم مر من الوقت حين شعرت بخطوات تقترب  وتبعها محاولة لإِدارة مقبض الباب التي مازالت توصده على ذاتها، وحينها تأهبت حوا سها مع طرقات مصطحبة صوته العميق الذي لطالما يستقر في أعماقها ليبث السَكينة بها ولكن الآن اضطرب كيانها فور توسله من خلف الباب لها:

-"شمس "افتحي الباب. 


قالها وهو مُنهك يشعر أنه في أمسّ الحاجة لها بعدما عاد للمنزل كا لاجئ اقصى أمانيه أن يرتمي في أحضان وطنها ويستمد أمانه من وهج قربها. بينما هي جلست تحاوط جـ سدها بذرا عها لعلها تخفف من تلك الإنتفاضة الخائنة التي تنتابها،  ليتابع هو رجائه من خلف الباب الموصد بصوت يعلم أنه يصل لها: 

-" شمس" افتحي الباب واتكلمي معايا، وجهيني، عاتبيني بس بلاش تبعدي عني وتحطي حواجز بينا


لم تجب أو بالأحرى شُـ ل لسانها لا تعرف تعبر عن ما يحتاجها، ليكرر هو أسبابه الصادقة في سبيل إقناعها وهو مازال يطرق بابها: 

-انا عارف أنك سمعاني…وعارف  إني خـ ذلت ثقتك وخبيت عليكِ بس واللهِ العظيم خوفت اخـ سرك...


ايضًا لم يصله ردها ليتنهد بتثاقل وكأن شيء يجـ ثو على صـ دره ويُسند جبهته مغمض العينين على ذلك الباب اللعـ ين الذي يحيل بينه وبينها ويتابع تبريره للأمر في سبيل أن ترأف بقلبه الذي يأن يرفض بُعدها: 

-انا كنت بشوف شغلي وكان وارد أي ظابط تاني يكون مكاني وساعتها كان هيحتم عليه واجبه أنه يعمل زي ما عملت علشان يوقفهم و يحافظ على حياته وسلامة اللي حواليه. 


حديثه كان بمثابة طعـ نة بسكين ثلم استقرت في قلبها ليُغرغر الدمع عينها وتكتم شهقاتها بكفها تقاوم إنهيارها، 

بينما هو يأس من انتظار ردها ليزفر أنفاسه ويتدلى بجـ سده ويجلس ارضًا فارد ساقيه و يُسند ظـ هره على الباب لعله يشعر بالراحة في حيز وجودها يردد بين الحين والآخر قبل أن تغفى عينه من شدة الإرهاق:

-انا مأذنبتش يا "شمس" مأذنبتش…

  

أجل تُدرك أنه لم يُذنب وتُدرك ايضًا منطقية ما فعله بحكم عمله ومع براهينه القاطعة التي يَصعب أن تشكك بها خار قلبها وأخذ يلتمس الأعذار له، ولكن ماذا تفعل في لعـ نة حياتها، فلا تعلم ما الذي اقـ ترفته خاطئٍ لتَتَبدد سعادتها ويكون الشـ قاء مصيرها... إلا يحق لها أن تهنأ قليلًا...حسنًا وكيف تفعل وذلك اللعـ ين يُهـ دد استقرارها وينغـ ص حياتها باستغلاله لبواطن ضعفها،  فإن أخبرت "سليم" بالأمر ستخا طر بحياته وخاصًة بعدما منحها "سلطان" مُبرر مُقنع لِحرس الآخر الزائد وخوفه الذي كان غير مُبرر بالنسبة لها بعد تلقيها الرصـ اص بدل منه وإصابة ذراعها فمن المؤكد أنه كان يعلم أن "سلطان" خلفها وكذب عليها كي لا يؤرق ضميرها...وعند تلك الفكرة تعالت وتيرة أنفاسها وانتفـ ض قلبها ومعه جـ سدها الذي قادها من تلقاء ذاته لعند الباب وبدل أن تسـ تقوى به ضعفت ولم تقوى على المواجهة فقد تهدل جـ سدها وخار بها جاعلها ترتكز على ركبتيها تتحــ سس الباب وكأنها تكتفي أن تستشعر انه بخير ومكانه جوارها  فماذا إن لم تَفتديه وقتها هل كان سيخسر حياته بسببها، وتظل مؤنبة لبقية عمرها؛ بسبب لعـ نه بِعشقها فنعم عشقها لعـ نة وذنبه الوحيد الذي اقترفه بحق ذاته؛ فياليتها لم تعشق مثله ولم تسمح له أن يقتحم حياتها وعند تلك النقطة تعالى نحيبها اليائس وشعرت أنها عادت لنقطة البداية من جديد؛ فيبدو أن لا مفر من مصيرها وسَتجبر رغم كل شيء على 

سـ لخ روحها والتضحية بذاتها. 

❈-❈-❈


أما هي وفي الصباح الباكر وقبل ذهابها لعملها قصدت محل العِطارة  القريب والوحيد في المنطقة لتبتاع بعض بهارات الطعام حسب إحتياجها وحينها وبالصدفة الباحتة وجدته أمامها يواليها ظهره، لتتجمد بأرضها لا تعلم ما يتوجب عليها فعله هل تلقي السلام وتسأله عن أحواله أم تصمت وتضع لسانها داخل فمها ولكن كيف وهي تراه يَسعل و وجهه مُتعـ ب يبدو عليه المرض وحينها تناولت نفس من الهواء تشجع ذاتها قبل أن تقترب بتؤدة منه وإن كادت تفتح فمها تناول هو من الرجل ما ابتاعه التفت وكاد ينصـ دم بها ولكنه تدارك واعتذر قائلًا:

-لمؤاخذه م... 

ابتلع باقي حديثه في جوفه حين أدرك أنها هي فـ لوهلة علقت عيناه الناعسة التي بالكاد تسترت بنظراتها على ما يكنه لها و قبل أن يَصدر سؤالها قال بثبات وهو يعاند ذاته ويغض الطرف عن أنيـ ن قلبه المُد مي بسببها:

-إزيك يا "بسمة"


حانت منها بسمة صادقة تمتن بها لمبادرته بالسؤال قائلة وهي تُعدل حجاب رأسها:

-الحمد لله في احسن حال


سَعل واضعًا يـ ده على فمه وقال بأنفاس متقطعة وهو يتخطى موضع وقُفها ينوي المغادرة:

-يارب دايمًا


-"عماد" 

أربعة حروب كونت أسمه و نطقت بها كانت كفيلة في زلـ زلة دواخله جاعلة عقله يتوارى من أجلها فقد التفت ينتظر حديثها الذي وضعه في حيرة من أمره: 

-انت شكلك تعبان وكُحتك وِحشة لازم تكشف و تاخد علاج


قالتها مُهتمة وعيناها تحمل شيء لم يفهمه ربما لهفة وخوف أو ربما عِرفان بمعروف تود أن 

ترده له، حقًا لا يعلم ولا يود أن يُهـ لك عقله بتحليل ردود أفعالها  فـ يكفي ما ذاقه قلبه من مرارة خيبة الأمل بسببها،  فقد ابتسم شبه بسمة عابرة وأجابها بلا اكتراث وهو يرفع الكيس الذي يحمله أمام عينها: 

-عادي شوية برد وهيروح لحاله وجبت أعشاب وهغليها وهبقى كويس متشغليش بالك...عن أذنك


قالها وغادر دون أن ينتظر جوابها تاركها تنظر لظهره وهي تلوم ذاتها على اهتمامها، فلا تعلم ماهية شعورها كل ما تعلمه أنه الوحيد الذي أَذرها في أصعب أوقاتها،  ورأت من أفعاله ما يجعلها تشعر بأُلفة تجاهه لأول مرة تشعر بها تجاه شخص وعند تلك الفكرة لعـ نت ذاتها وشعرت بالخـ زي من تفكيرها، الذي بررته عِرفان لا أكثر لمُساندته لها وهنا زفرت انفاسها تشعر بغصة مريرة تخـ نق حلقها وتفقدها شغفها لتعود أدراجها دون شراء شيء مقررة أن تذهب لعملها واستئناف حياتها التي أعادت ترتيبها دون يأس فـ مهما كانت العواقب سترضى بها. 

❈-❈-❈


صوت ازيز هاتفه جعله يستيقظ شيء فشيء وإن فعل تدارك انه غفى في موضعه أمام بابها،  ليُعدل جـ سده ويُـ مسد عنقه متأوهًا بخفوت قبل أن يُخرج هاتفه من جيب سترته ويجيب بتحشرج:

-خير اتكلم 

وفور أن أخبره الطرف الآخر بِخبريته انتفض من جلسته واقفًا 

يُشـ دد عليه: 

-تخليك مكانك انت ورجالتك  واوعى يغيبوا عن عينك... دقايق وهبقى عندك 

قالها و ألقى على بابها نظرة عابرة قبل أن يغادر بخطى واسعة ينقر على شاشة هاتفه ويجري اتصالًا وإن اتاه الرد، قال آمرًا:

-"احمد" دقايق وتجيب قوة وتحصلني على المينا الرجالة بتوعنا حاسين بحركة مش طبيعية ولازم نكون مستعدين.


وحين وصله رد "أحمد" الطائع من الجهة الآخرى اغلق "سليم "وصعد لسيارته وانطلق بها وهو يتوعـ د بأشد الوعـ يد لذلك اللــ عين ومن معه. 

❈-❈-❈


أما هناك وخاصًة داخل المينا وبين تلك الحاويات الضخمة كانوا رجال ال" غجري" يعملون بِحرس زائد يخرجون البضاعة المُتفق عليها من أحد الحاويات بينما ال"غجري" و"سلطان" ينتظرون داخل السيارة يراقبون عن بُعد، فكان "سلطان" كمن يرقد على جَمر مُشـ تعل لا يقوى على الانتظار في حين حثه ال"غجري" قائلًا ببرود استغربه الآخر: 

-اركز واصبر هانت كلها دقايق ونخلص وكل واحد يروح لحاله


قالها وهو يخرج من جيب 

بذلته دفتران من جواز السفر ويناوله إياهم ليأخذهم "سلطان" من يـ ده يتفقدهم قائلًا ببسمة واسعة حين وجد صورتها التي لم تفارقه و لطالما آنسته داخل السجن تُزين أحد صفحاته: 

-فل عليكِ يا غجري البسبورتات جت في وقتها وكويس أوي إن الصورة القديمة اللي كانت معايا ليها نفعت، والله اللي فبركهم ده استاذ. 


زفر ال"غجري" أنفاسه وأخبره ماكرًا: 

-المركب هتطلع كمان يومين من المينا الشرقية ياريت تظبط أمورك وتضمن أنها معاك


اجابه "سلطان" ببسمة متأملة وهو لا يطيق صبرًا: 

-متقلقش هتيجي برجليها مِسلمة بس المهم نخلص ونسلم البضاعة وناخد فلوسها من غير عوء


ابتسم ال"غجري" بسمة مغلفة بالخـ بث وطمئنه كاذبًا: 

-لأ اطمن الراجل زمانه على وصول ولولا أنه طلب أن رجالته تشوفك وقت التسليم علشان يتأكد إن ليا شريك مكنتش جبتك معايا


اعتلى جانب فم "سلطان" بغيظ من حديثه المُتغـ طرس ولم يُعقب اكتفى فقط بسـ به في سره. 

دقائق عدة وكانت سيارة دفع رُباعي قاتم الزجاج تتوقف في المكان المعلوم  ليؤشر ال"غجري" لرجاله أن تتأهب ويحث "سلطان" وهو يفتح بابه ويتدلى من السيارة: 

-رجالة الراجل اللي هتستلم وصلت انزل خلينا نتفض


هز "سلطان" رأسه وقبل أن ينزل من السيارة تفقد سـ لاحه الناري الغير مُرخص أسفل ملابسه تحسبًا لأي غـ در. 

❈-❈-❈


دقائق معدودة وكانت حقيبة المال بيد ال"غجري" بعدما تم نقل رجاله البضاعة كاملة في سيارة رجال الرجل الذي تم الاتفاق معه وأثناء تفقدهم إياها 

صفق "سلطان" ببسمة واسعة وقال مُتحمسًا: 

-والله وهتعلب يلا اديني نصيبي خليني اهبأ من هنا


ابتسم ال "غجري"  بسمة مبهمة وناول الحقيبة ل "مُحسن" ذراعه اليمين الذي يقف جواره غادرًا: 

-نصيبك من الدنيا خدته واظن كفاية اوي عليك لغاية كده


صدر صوت ساخر بـ زئ من فم "سلطان" وتشـ نجت قسمات وجهه هادرًا: 

-نصيب ايه لا مؤاخذة انت هتخم...ده شقى عمري ده انا اروح فيك في داهـ ية


استخف به ال"غجري" وهو يُشهر سـ لاحه ويؤشر لرجاله أن تتأهب حوله مُهـ ددًا: 

-ملكش فلوس عندي واعتبر شقى عمرك اشتريت بيه اللي فاضلك


ابتلع "سلطان" رمقه يتناوب نظراته بين الرجال المتأهبون له وبين السـ لاح المُصوب بوجهه زاعـ قًا بغيـ ظ: 

-بتغدر بيا يا "غجري"


-ده قانون اللعبة يا "سلطان" 


-يعني إيه! 

فسر ال "غجري" الأمر ببسمة مُستفزة متخابثة: 

-يعني اللعبة دي بتاعتي انا وانا اللي احط قوانينها وانت مجرد اُشاط خسـ ران فيها بس انا علشان كريم هقدملك خيارين ملهمش تالت يأما تنجى بحياتك وتروح تسافر مع السنيورة بتاعتك وتقبل بخسارتك 

يأما تختار مـ وتك ومش هتكلفني غير رصـ اصة وهرمي جتـ تك في البحر طُعم رخيص للسمك 


زمجر "سلطان"لا يستسيغ كلا الخيارين زاعـ قًا بحروف يتطاير منها الغـ ضب: 

-مش" سلطان" اللي يقبل بالخسارة 


قالها وتأهب بخطواته ينوي الانقضاض عليه ولكن ال"غجري" باغته برصاصة تحت قدمه جعلت "سلطان" يفز متقهقهرًا خطوتان للخلف وهو ينظر له نظرة مغلـ ولة جعلت ال"غجري" يبتسم مُتـ جبرًا: 

-المرة الجاية هتبقى في قلبك اللي جابك ورا وخلاك مُسخة قدام الكل...فكر واعقلها يا "سلطان" أنت لوحدك وانا بين رجالتي وعزوتي خدها من قاصرها وحافظ على اللي باقي من عمرك


طـ حن "سلطان" اسنانه داخل فمه يرفض تقبل الهزيمة،  وفي لحظة حاسمة دفعه غضبه 

وغلـ يله أن يتهـ ور وليكن ما يكون بعدها فكاد يُخرج سـ لاحه من تحت ملابسه إلا أن اقتربت اصوات سرينة سيارات الشُرطة لتنقلب الأجواء إلى فوضى عارمة وينسحبون الرجال مُسرعين في سبيل الفرار والنجاة بأنفسهم بينما هو جازف وأخرج سـ لاحه مُستغل الهرج الحادث وارتعاب الجميع بأن شـ د أجزاءه ومنح "مُحسن" حامل حقيبة المال طلـ قة في ساقه يُعـ رقله بها  ليسقط الآخر ارضًا متاوهًا وإن كاد ال"غجري" تدارك الأمر كان نصيبه طلـ قة  استقرت في منتصف صـ دره أودت بحياته في الحال من سـ لاح "سلطان" الذي هرول نازعًا حقيبة المال من يد "مُحسن" الذي كان يتشبث بها ولم يتخلى عنها إلا حينما ركله "سلطان" في وجهه واستحوذ عليها،

وفي غمضة عين وأثناء هجـ وم رجال الشرطة وعلى رأسهم "سليم" كان يركض بعزم ما به مُختبئ بين الحاويات واخذها ساتر له، لحين وجد على أحد الأرصفة القريبة مركب صيد صغير يعـ تليه صياد واحد يَعد شبكته المصنوعة من الغزل لكي يقتات بها قوت يومه من خيرات البحر ليركض "سلطان" بحذر لعنده مُهـ دده بسـ لاحه ليسمح له أن يصعد معه وإن فعل تسطح في ارضية المركب و سارت به شاقة البحر وابتعدت عن مرمى البصر.

❈-❈-❈


أما على الجانب الآخر قد تم القـ بض على رجال ال"غجري" بعد كرٍ وفر بينما عن الغجري ذاته فقد وجدوه 

جـ ثة  هامدة غارق في د مائه، وقبل أن تصل سيارة الدفع الرباعي التي تحوي البضاعة البوابات الخارجية للمينا كان يتم محاصرتها و التحفظ على الممنوعات والقـ بض على كل من بداخلها. 


أما عن "سليم" فكان يكاد يُجـ ن جنونه حين لم يعثر على ذلك اللعـ ين "سلطان" بينهم فا الى متى الحظ سيظل يخدمه... فـ يقسم بداخله أنه لن يهنأ إلا ويقتـ ص منه بذاته ويُسلمه للعدالة لينال جزاء جرائـ مه. وبعد محاولات بحث مُكثفة داخل كل إنش بالمينا كان هو في حالة من الغـ ضب يُرثى لها عروقه نافـ رة يصـ ك اسنانه ببعضها و يجول محيط المكان من حوله بنظرات ضاقت لتوها حين لمح المُسعفون يقومون بنقل أحد المُصابين بواسطة الفراش المدلوب الذي يدفعونه في طريق سيارة الإسعاف فقد خطى لعندهم و استوقفهم يطالع "مُحسن" الذي استعاد شيء من وعيه بنظرة ثاقبة، مُدققة وصدى جملة واحدة لمشهد سابق تتردد في عقله:

(مش من حقك يا باشا تفتش العربية لازم إذن نيابة) 

وهنا قبـ ض "سليم" على فكه المُتضـ رر بسبب ركلة "سلطان"

بقبضة من حديد يتعمد أن يؤلمه  ليـ تأوه "مُحسن" بصوت مسموع وينتفض جـ سده وتبرق عيناه بشكل يدل على إرتعابه أو ربما معرفة سابقة لتحين من "سليم" بسمة عابرة غير مُصدقة ويترك فكه فرغم مرور العديد من الوقت إلا أنه ميزه وتيقن أنه ذاته من كان في السيارة ذلك اليوم المشـ ؤوم مع عزيز قلبها، فقد تمهل و لم يوجه له إتـ هام صريح بل 

رشقه بنظرة ضيقة يكاد يخـ ترق روحه بها مُتسائلًا:

-مين اللي قـ تل الغجري وعمل فيك كده


ابتلع "مُحسن" رمقه ليبلل حلقه الجاف وازاح رأسه مُتلعثمًا  بنظرات مُرتـ عبة يخشى أن يتذكره و يُكتشف أمره: 

-"سلطان" يا باشا و

وقبل أن يسترسل قاطعه "سليم" حاسمًا وهو يربت على كتفه تربيتات ليست بها شيء من الرفق:

-اصبر لينا قاعدة طويلة مع بعض وهتحكيلي كل القديم والجديد


قالها وأشر يحث المُسعفون أن  يصطحبوه معهم للسيارة لتلقي الإسعافات الاولية وإن تحركوا به تنهد هو مطولًا فالأمور أخيرًا تضافرت بعقله فكان قد يأس بعدما اغلقت القضية ونُسبت ل "عزيز" وحده ولكن الآن حين ألقى القدر أمامه ذلك ال "محسن" من جديد سيستطيع أن يقتص منه ويرد لو جزء ضئيل من حق عزيزها.  

❈-❈-❈


بعد مرور بعض الوقت كان يلهث راكضًا نحو ذلك المخزن 

المُتـ طرف  الذي يتخذه مخبأ له ويتحفظ على "بدور" وابنها بداخله 

ففور أن وصل لهناك لم يجد أي من رجال ال"غجري" الذين يقومون بالحراسة من الخارج، ليسـ بهم بصوت جهوري وهو يُخرج مفتاح ذلك القفل الكبير الذي يُغلق به السلاسل الحديدية الغليظة وإن حلها دفع الباب الصدئ  مُحدث صرير جعل "بدور "والصغير الذين في حالة يرثى لها ينتفـ ضون في جلستهم ويتأهبون بنظراتهم المُرتـ عبة في حين دلف هو واغلق الباب خلفه سائرًا بخطواته للداخل مُلقي الحقيبة التي بيـ ده على الطاولة 

جالسًا على المقعد يلتـ قط أنفاسه المـ سلوبة اثر ركضه وإن تهادت وتيرة تنفسه رشـ قهم ببسمة غريبة لم تُفسرها" بدور" إلا حين قال:

-هانت فاضل تكة وتبقى فل الفل


قالها وتناول هاتف "بدور" الموضوع اعلى الطاولة وقام بتشغيله لإجراء تلك المكالمة المنشودة وإن اتمها أغلق من جديد الهاتف وعلى وجهه بسمة تعبر عن سعادته كونه في الأخير ربح و ظفر بكل ما تمنى فقد فتح حقيبة النقود أمامه وأخذ يتحـ سس ملمـ سهم وهو يشعر بالفخر مما اقتـ رفه بعد انتـ قامه اشـ ر انتـ قام من ال"غجري" ومنحه ما يستحقه جزاء لنية غدره؛ فالمال اصبح في حوزته و له وحده، مثلها...وهنا اجـ تاحته سعادة لا مثيل لها وحدث عقله انه لا يود شيء آخر فكل ما تمناه قد حصل عليه ربما 

سـ لبه قـ سرًا لنفسه ولكن لا يهم الطرق الأهم أنه سينالها كما طمح  في القريب العاجل. 

❈-❈-❈


اما هناك فقد مالت "صباح" تُعدل الوسادة خلف رأس "ليلى" حين سألتها بملامح مُتهدلة: 

-"شمس" مخرجتش برضو من الأوضة


نفت "صباح "برأسها واجابتها تتحسر على حالها: 

-ابدًا يا ست" ليلى" بس لما نزلت اجيب الطلبات الصبح لقيت بابها بيتقفل وقولت يمكن كانت عندك


نفت "ليلى" وهي تجعد ما بين حاجبيها: 

-لأ مكنتش عندي ومشوفتهاش! 


-تلاقيها كانت بتاخد حاجة من المطبخ وربنا انا حزينة عليهم يا ست دول كانوا كويسين وزي السمنة على العسل 


زفرت "ليلى" انفاسها بضيق وتمنت من كل قلبها: 

-ربنا يصلحلهم الحال يا "صباح" ادعيلهم 

عقبت "صباح "وهي تناولها دوائها: 

-يارب يا ست "ليلى" والله بدعيلهم


تنهدت "ليلى "وتناولت  كوب المياه لتأخذ دوائها وقبل ان ترفعه على فمها اخـ حترق انفها رائحة إحـ تراق لتتسأل متوجسة:

-ريحة حاجة بتتحرق يا" صباح"


شهقت "صباح" وأيدتها مُتوجسة:

-يالهوي صح إيه الريحة دي إلا اكون نسيت حاجة على النار


قالتها تزامنًا مع صوت هرج ومرج بالخارج لتهرول "صباح" للنافذة تفتحها على مصراعيها

وإذا برجال الحراسة يهرولون للباحة الخلفية التي يتفاقم منها الدخان ومعهم مطفأة الحريق لتلطم "صباح" صـ دغيها قائلة وهي في طريقها للخارج: 

-يالهوي في حريـ قة تحت 


برقت عين "ليلى" وناجت ربها: -جيب العواقب سليمة يارب روحي وطمنيني يا "صباح"


وبالفعل هرولت "صباح" لهناك لتجد المقاعد الاسفنجية التي كانت تُفضل "ليلى" الجلوس عليها في الهواء الطلق للترويح عن نفسها  متفحمة بالكامل بعدما تمكن الرجال من إخماد النيران التي اندلعت بها دون سبب منطقي مما جعل الجميع في حيرة... ولكن جاء اتصاله ليضع حد لحيرتهم حين هاتف المسؤول عن الحرس أمرًا بصرامة:

-تفتح عينك كويس وإياك مدام "شمس" تتحرك من عندك ولا رجليها تخطي عتبة البيت فـــــــــــــــاهم


قالها "سليم" مُشددًا من الطرف الآخر وهو يخرج من القسم قاصد سيارة العمل وخلفه رجاله الذين استعدوا لتلك المهمة التي هما بِصددها كما يجب،  فقد ارتبك المسؤول بعض الشيء قبل أن يُخبره عبر الهاتف: 

-تحت امرك يا "سليم" بيه بس في حاجة عايز ابلغ حضرتك بيها 

لقينا الكراسي السفنج اللي ورا البيت النار ماسكة فيها بس متالواحد والأربعون

ما زلت تريد التفكير فيما تفعله، بلا شك، ولكن عليك أن تتعلم من خلال التجربة والخطأ أيضًا.

-سكوت دي أنتوني

❈-❈-❈


وقف أمام الحائل الزجاجي بجوار والدة "جلال" التي هاتفته وأخبرته بما حدث لفلذة قلبها فكانت تنتحـ ب بقوة وتنعي ما آل إليه حاله، بينما "سليم" كان يطالع بعيون ضيقة وانفاس مُتعالية "جلال" الغائب عن الوعي والملقي على الفراش كالجـ ثة الهامدة داخل العناية المُشددة، فلا شيء يدل على حياته سوى تلك الأجهزة المُتصلة بجـ سده وتطن ليتردد صداها داخل رأس "سليم" كـ أنذار خطر ينبأ بالعواقب، فقد أعتـ صر قاتمتيه بقوة والتفت متسائلًا بهدوء نسبي يخالف  عواصف الغـ ضب التي تضـ رب دواخله:

-احكيلي إيه اللي حصل انا مش نبهت عليه مينزلش 


اجابته والدة "جلال" باكية: 

-انا معرفش يا بيه انا صحيت ملقتهوش في الشقة وبعدين جالي الخبر بيقولوا ناس ولاد حلال لقوه مرمي على الطريق وسـ ايح في د مه وجابوه على هنا 


لتلقي على "جلال" نظرة حزينة مُـ تألمة وتتابع بِحُـ رقة من بين شهقات بكائها التي لم تنفك عنها:   

-انا قلبي موجـ وع يا بيه ده ابني الوحيد اللي طلعت بيه من الدنيا ومليش غيره بعد ربنا ده لو جراله حاجة همـ وت بعديه


زفر "سليم" أنفاسه ومرر يـ ده على وجهه ليحافظ على ثباته ثم ربت  على كتفها بمواساه بعدما رق قلبه وتأثر بقولها:

-استهدي بـ الله هيبقى كويس وربنا هيطمنك عليه


ردت مُتحسرة بصوت مخـ تنق بعبراتها: 

-أدي اخرت طريق "سلطان" واللي نابنا منه ياما نصحته وقولتله أبعد عنه بس هو الله يسامحه كان راكب دماغه


وعلى ذكر ذلك اللعـ ين كـ ور قبـ ضة يـ ده ونفـ رت عروقه هادرًا: 

-ابنك كان شغال معايا واللي عمل كده فيه قريب هيبقى تحت ايـ دي وقسم بـــ الله مش هرحـ مه 

هزت والدة "جلال" رأسها ودعت له من قلبها: 

-ربنا يجبرك يا بيه ويعلي مراتبك 

وينصرك. 

ربت "سليم" من جديد على كتفها وقال قبل أن يغادر: 

-آمين يارب 

متقلقيش انا وصيت الدكاترة عليه وطمنوني بإذن الله هيبقى كويس ومش عايزك تشيلي هم حاجة حساب المستشفى وأي حاجة هتحتاجوها هبقى ملزم بيها لغاية ما يتعافى 

أومأت والدة "جلال" برأسها بإمتنان ورغم أن حديثه سَكن قلقها إلا أن ظلت الدمعات تُزف من تلقائها،  

ليزفر هو أنفاسه دُفعة واحدة ويغادر المشفى ولكن تلك المرة بخطوات وئيدة وكأنه كهل، وقع حِمل العالم أجمع على عاتقه. 

❈-❈-❈ 


أما هي فقد جفى النوم عينها من شدة قلقها و كل فِنية وآخرى تتفقد هاتفها، لعله يطلبها ذلك اللعـ ين ويطمئن قلبها، فكانت متكورة على ذاتها والهاتف أمام عينها، لا تعرف كم مر من الوقت حين شعرت بخطوات تقترب  وتبعها محاولة لإِدارة مقبض الباب التي مازالت توصده على ذاتها، وحينها تأهبت حوا سها مع طرقات مصطحبة صوته العميق الذي لطالما يستقر في أعماقها ليبث السَكينة بها ولكن الآن اضطرب كيانها فور توسله من خلف الباب لها:

-"شمس "افتحي الباب. 


قالها وهو مُنهك يشعر أنه في أمسّ الحاجة لها بعدما عاد للمنزل كا لاجئ اقصى أمانيه أن يرتمي في أحضان وطنها ويستمد أمانه من وهج قربها. بينما هي جلست تحاوط جـ سدها بذرا عها لعلها تخفف من تلك الإنتفاضة الخائنة التي تنتابها،  ليتابع هو رجائه من خلف الباب الموصد بصوت يعلم أنه يصل لها: 

-" شمس" افتحي الباب واتكلمي معايا، وجهيني، عاتبيني بس بلاش تبعدي عني وتحطي حواجز بينا


لم تجب أو بالأحرى شُـ ل لسانها لا تعرف تعبر عن ما يحتاجها، ليكرر هو أسبابه الصادقة في سبيل إقناعها وهو مازال يطرق بابها: 

-انا عارف أنك سمعاني…وعارف  إني خـ ذلت ثقتك وخبيت عليكِ بس واللهِ العظيم خوفت اخـ سرك...


ايضًا لم يصله ردها ليتنهد بتثاقل وكأن شيء يجـ ثو على صـ دره ويُسند جبهته مغمض العينين على ذلك الباب اللعـ ين الذي يحيل بينه وبينها ويتابع تبريره للأمر في سبيل أن ترأف بقلبه الذي يأن يرفض بُعدها: 

-انا كنت بشوف شغلي وكان وارد أي ظابط تاني يكون مكاني وساعتها كان هيحتم عليه واجبه أنه يعمل زي ما عملت علشان يوقفهم و يحافظ على حياته وسلامة اللي حواليه. 


حديثه كان بمثابة طعـ نة بسكين ثلم استقرت في قلبها ليُغرغر الدمع عينها وتكتم شهقاتها بكفها تقاوم إنهيارها، 

بينما هو يأس من انتظار ردها ليزفر أنفاسه ويتدلى بجـ سده ويجلس ارضًا فارد ساقيه و يُسند ظـ هره على الباب لعله يشعر بالراحة في حيز وجودها يردد بين الحين والآخر قبل أن تغفى عينه من شدة الإرهاق:

-انا مأذنبتش يا "شمس" مأذنبتش…

  

أجل تُدرك أنه لم يُذنب وتُدرك ايضًا منطقية ما فعله بحكم عمله ومع براهينه القاطعة التي يَصعب أن تشكك بها خار قلبها وأخذ يلتمس الأعذار له، ولكن ماذا تفعل في لعـ نة حياتها، فلا تعلم ما الذي اقـ ترفته خاطئٍ لتَتَبدد سعادتها ويكون الشـ قاء مصيرها... إلا يحق لها أن تهنأ قليلًا...حسنًا وكيف تفعل وذلك اللعـ ين يُهـ دد استقرارها وينغـ ص حياتها باستغلاله لبواطن ضعفها،  فإن أخبرت "سليم" بالأمر ستخا طر بحياته وخاصًة بعدما منحها "سلطان" مُبرر مُقنع لِحرس الآخر الزائد وخوفه الذي كان غير مُبرر بالنسبة لها بعد تلقيها الرصـ اص بدل منه وإصابة ذراعها فمن المؤكد أنه كان يعلم أن "سلطان" خلفها وكذب عليها كي لا يؤرق ضميرها...وعند تلك الفكرة تعالت وتيرة أنفاسها وانتفـ ض قلبها ومعه جـ سدها الذي قادها من تلقاء ذاته لعند الباب وبدل أن تسـ تقوى به ضعفت ولم تقوى على المواجهة فقد تهدل جـ سدها وخار بها جاعلها ترتكز على ركبتيها تتحــ سس الباب وكأنها تكتفي أن تستشعر انه بخير ومكانه جوارها  فماذا إن لم تَفتديه وقتها هل كان سيخسر حياته بسببها، وتظل مؤنبة لبقية عمرها؛ بسبب لعـ نه بِعشقها فنعم عشقها لعـ نة وذنبه الوحيد الذي اقترفه بحق ذاته؛ فياليتها لم تعشق مثله ولم تسمح له أن يقتحم حياتها وعند تلك النقطة تعالى نحيبها اليائس وشعرت أنها عادت لنقطة البداية من جديد؛ فيبدو أن لا مفر من مصيرها وسَتجبر رغم كل شيء على 

سـ لخ روحها والتضحية بذاتها. 

❈-❈-❈


أما هي وفي الصباح الباكر وقبل ذهابها لعملها قصدت محل العِطارة  القريب والوحيد في المنطقة لتبتاع بعض بهارات الطعام حسب إحتياجها وحينها وبالصدفة الباحتة وجدته أمامها يواليها ظهره، لتتجمد بأرضها لا تعلم ما يتوجب عليها فعله هل تلقي السلام وتسأله عن أحواله أم تصمت وتضع لسانها داخل فمها ولكن كيف وهي تراه يَسعل و وجهه مُتعـ ب يبدو عليه المرض وحينها تناولت نفس من الهواء تشجع ذاتها قبل أن تقترب بتؤدة منه وإن كادت تفتح فمها تناول هو من الرجل ما ابتاعه التفت وكاد ينصـ دم بها ولكنه تدارك واعتذر قائلًا:

-لمؤاخذه م... 

ابتلع باقي حديثه في جوفه حين أدرك أنها هي فـ لوهلة علقت عيناه الناعسة التي بالكاد تسترت بنظراتها على ما يكنه لها و قبل أن يَصدر سؤالها قال بثبات وهو يعاند ذاته ويغض الطرف عن أنيـ ن قلبه المُد مي بسببها:

-إزيك يا "بسمة"


حانت منها بسمة صادقة تمتن بها لمبادرته بالسؤال قائلة وهي تُعدل حجاب رأسها:

-الحمد لله في احسن حال


سَعل واضعًا يـ ده على فمه وقال بأنفاس متقطعة وهو يتخطى موضع وقُفها ينوي المغادرة:

-يارب دايمًا


-"عماد" 

أربعة حروب كونت أسمه و نطقت بها كانت كفيلة في زلـ زلة دواخله جاعلة عقله يتوارى من أجلها فقد التفت ينتظر حديثها الذي وضعه في حيرة من أمره: 

-انت شكلك تعبان وكُحتك وِحشة لازم تكشف و تاخد علاج


قالتها مُهتمة وعيناها تحمل شيء لم يفهمه ربما لهفة وخوف أو ربما عِرفان بمعروف تود أن 

ترده له، حقًا لا يعلم ولا يود أن يُهـ لك عقله بتحليل ردود أفعالها  فـ يكفي ما ذاقه قلبه من مرارة خيبة الأمل بسببها،  فقد ابتسم شبه بسمة عابرة وأجابها بلا اكتراث وهو يرفع الكيس الذي يحمله أمام عينها: 

-عادي شوية برد وهيروح لحاله وجبت أعشاب وهغليها وهبقى كويس متشغليش بالك...عن أذنك


قالها وغادر دون أن ينتظر جوابها تاركها تنظر لظهره وهي تلوم ذاتها على اهتمامها، فلا تعلم ماهية شعورها كل ما تعلمه أنه الوحيد الذي أَذرها في أصعب أوقاتها،  ورأت من أفعاله ما يجعلها تشعر بأُلفة تجاهه لأول مرة تشعر بها تجاه شخص وعند تلك الفكرة لعـ نت ذاتها وشعرت بالخـ زي من تفكيرها، الذي بررته عِرفان لا أكثر لمُساندته لها وهنا زفرت انفاسها تشعر بغصة مريرة تخـ نق حلقها وتفقدها شغفها لتعود أدراجها دون شراء شيء مقررة أن تذهب لعملها واستئناف حياتها التي أعادت ترتيبها دون يأس فـ مهما كانت العواقب سترضى بها. 

❈-❈-❈

صوت ازيز هاتفه جعله يستيقظ شيء فشيء وإن فعل تدارك انه غفى في موضعه أمام بابها،  ليُعدل جـ سده ويُـ مسد عنقه متأوهًا بخفوت قبل أن يُخرج هاتفه من جيب سترته ويجيب بتحشرج:

-خير اتكلم 

وفور أن أخبره الطرف الآخر بِخبريته انتفض من جلسته واقفًا 

يُشـ دد عليه: 

-تخليك مكانك انت ورجالتك  واوعى يغيبوا عن عينك... دقايق وهبقى عندك 

قالها و ألقى على بابها نظرة عابرة قبل أن يغادر بخطى واسعة ينقر على شاشة هاتفه ويجري اتصالًا وإن اتاه الرد، قال آمرًا:

-"احمد" دقايق وتجيب قوة وتحصلني على المينا الرجالة بتوعنا حاسين بحركة مش طبيعية ولازم نكون مستعدين.


وحين وصله رد "أحمد" الطائع من الجهة الآخرى اغلق "سليم "وصعد لسيارته وانطلق بها وهو يتوعـ د بأشد الوعـ يد لذلك اللــ عين ومن معه. 

❈-❈-❈


أما هناك وخاصًة داخل المينا وبين تلك الحاويات الضخمة كانوا رجال ال" غجري" يعملون بِحرس زائد يخرجون البضاعة المُتفق عليها من أحد الحاويات بينما ال"غجري" و"سلطان" ينتظرون داخل السيارة يراقبون عن بُعد، فكان "سلطان" كمن يرقد على جَمر مُشـ تعل لا يقوى على الانتظار في حين حثه ال"غجري" قائلًا ببرود استغربه الآخر: 

-اركز واصبر هانت كلها دقايق ونخلص وكل واحد يروح لحاله


قالها وهو يخرج من جيب 

بذلته دفتران من جواز السفر ويناوله إياهم ليأخذهم "سلطان" من يـ ده يتفقدهم قائلًا ببسمة واسعة حين وجد صورتها التي لم تفارقه و لطالما آنسته داخل السجن تُزين أحد صفحاته: 

-فل عليكِ يا غجري البسبورتات جت في وقتها وكويس أوي إن الصورة القديمة اللي كانت معايا ليها نفعت، والله اللي فبركهم ده استاذ. 


زفر ال"غجري" أنفاسه وأخبره ماكرًا: 

-المركب هتطلع كمان يومين من المينا الشرقية ياريت تظبط أمورك وتضمن أنها معاك


اجابه "سلطان" ببسمة متأملة وهو لا يطيق صبرًا: 

-متقلقش هتيجي برجليها مِسلمة بس المهم نخلص ونسلم البضاعة وناخد فلوسها من غير عوء


ابتسم ال"غجري" بسمة مغلفة بالخـ بث وطمئنه كاذبًا: 

-لأ اطمن الراجل زمانه على وصول ولولا أنه طلب أن رجالته تشوفك وقت التسليم علشان يتأكد إن ليا شريك مكنتش جبتك معايا


اعتلى جانب فم "سلطان" بغيظ من حديثه المُتغـ طرس ولم يُعقب اكتفى فقط بسـ به في سره. 

دقائق عدة وكانت سيارة دفع رُباعي قاتم الزجاج تتوقف في المكان المعلوم  ليؤشر ال"غجري" لرجاله أن تتأهب ويحث "سلطان" وهو يفتح بابه ويتدلى من السيارة: 

-رجالة الراجل اللي هتستلم وصلت انزل خلينا نتفض


هز "سلطان" رأسه وقبل أن ينزل من السيارة تفقد سـ لاحه الناري الغير مُرخص أسفل ملابسه تحسبًا لأي غـ در. 

❈-❈-❈


دقائق معدودة وكانت حقيبة المال بيد ال"غجري" بعدما تم نقل رجاله البضاعة كاملة في سيارة رجال الرجل الذي تم الاتفاق معه وأثناء تفقدهم إياها 

صفق "سلطان" ببسمة واسعة وقال مُتحمسًا: 

-والله وهتعلب يلا اديني نصيبي خليني اهبأ من هنا


ابتسم ال "غجري"  بسمة مبهمة وناول الحقيبة ل "مُحسن" ذراعه اليمين الذي يقف جواره غادرًا: 

-نصيبك من الدنيا خدته واظن كفاية اوي عليك لغاية كده


صدر صوت ساخر بـ زئ من فم "سلطان" وتشـ نجت قسمات وجهه هادرًا: 

-نصيب ايه لا مؤاخذة انت هتخم...ده شقى عمري ده انا اروح فيك في داهـ ية


استخف به ال"غجري" وهو يُشهر سـ لاحه ويؤشر لرجاله أن تتأهب حوله مُهـ ددًا: 

-ملكش فلوس عندي واعتبر شقى عمرك اشتريت بيه اللي فاضلك


ابتلع "سلطان" رمقه يتناوب نظراته بين الرجال المتأهبون له وبين السـ لاح المُصوب بوجهه زاعـ قًا بغيـ ظ: 

-بتغدر بيا يا "غجري"


-ده قانون اللعبة يا "سلطان" 


-يعني إيه! 

فسر ال "غجري" الأمر ببسمة مُستفزة متخابثة: 

-يعني اللعبة دي بتاعتي انا وانا اللي احط قوانينها وانت مجرد اُشاط خسـ ران فيها بس انا علشان كريم هقدملك خيارين ملهمش تالت يأما تنجى بحياتك وتروح تسافر مع السنيورة بتاعتك وتقبل بخسارتك 

يأما تختار مـ وتك ومش هتكلفني غير رصـ اصة وهرمي جتـ تك في البحر طُعم رخيص للسمك 


زمجر "سلطان"لا يستسيغ كلا الخيارين زاعـ قًا بحروف يتطاير منها الغـ ضب: 

-مش" سلطان" اللي يقبل بالخسارة 


قالها وتأهب بخطواته ينوي الانقضاض عليه ولكن ال"غجري" باغته برصاصة تحت قدمه جعلت "سلطان" يفز متقهقهرًا خطوتان للخلف وهو ينظر له نظرة مغلـ ولة جعلت ال"غجري" يبتسم مُتـ جبرًا: 

-المرة الجاية هتبقى في قلبك اللي جابك ورا وخلاك مُسخة قدام الكل...فكر واعقلها يا "سلطان" أنت لوحدك وانا بين رجالتي وعزوتي خدها من قاصرها وحافظ على اللي باقي من عمرك


طـ حن "سلطان" اسنانه داخل فمه يرفض تقبل الهزيمة،  وفي لحظة حاسمة دفعه غضبه 

وغلـ يله أن يتهـ ور وليكن ما يكون بعدها فكاد يُخرج سـ لاحه من تحت ملابسه إلا أن اقتربت اصوات سرينة سيارات الشُرطة لتنقلب الأجواء إلى فوضى عارمة وينسحبون الرجال مُسرعين في سبيل الفرار والنجاة بأنفسهم بينما هو جازف وأخرج سـ لاحه مُستغل الهرج الحادث وارتعاب الجميع بأن شـ د أجزاءه ومنح "مُحسن" حامل حقيبة المال طلـ قة في ساقه يُعـ رقله بها  ليسقط الآخر ارضًا متاوهًا وإن كاد ال"غجري" تدارك الأمر كان نصيبه طلـ قة  استقرت في منتصف صـ دره أودت بحياته في الحال من سـ لاح "سلطان" الذي هرول نازعًا حقيبة المال من يد "مُحسن" الذي كان يتشبث بها ولم يتخلى عنها إلا حينما ركله "سلطان" في وجهه واستحوذ عليها،

وفي غمضة عين وأثناء هجـ وم رجال الشرطة وعلى رأسهم "سليم" كان يركض بعزم ما به مُختبئ بين الحاويات واخذها ساتر له، لحين وجد على أحد الأرصفة القريبة مركب صيد صغير يعـ تليه صياد واحد يَعد شبكته المصنوعة من الغزل لكي يقتات بها قوت يومه من خيرات البحر ليركض "سلطان" بحذر لعنده مُهـ دده بسـ لاحه ليسمح له أن يصعد معه وإن فعل تسطح في ارضية المركب و سارت به شاقة البحر وابتعدت عن مرمى البصر.

❈-❈-❈


أما على الجانب الآخر قد تم القـ بض على رجال ال"غجري" بعد كرٍ وفر بينما عن الغجري ذاته فقد وجدوه 

جـ ثة  هامدة غارق في د مائه، وقبل أن تصل سيارة الدفع الرباعي التي تحوي البضاعة البوابات الخارجية للمينا كان يتم محاصرتها و التحفظ على الممنوعات والقـ بض على كل من بداخلها. 


أما عن "سليم" فكان يكاد يُجـ ن جنونه حين لم يعثر على ذلك اللعـ ين "سلطان" بينهم فا الى متى الحظ سيظل يخدمه... فـ يقسم بداخله أنه لن يهنأ إلا ويقتـ ص منه بذاته ويُسلمه للعدالة لينال جزاء جرائـ مه. وبعد محاولات بحث مُكثفة داخل كل إنش بالمينا كان هو في حالة من الغـ ضب يُرثى لها عروقه نافـ رة يصـ ك اسنانه ببعضها و يجول محيط المكان من حوله بنظرات ضاقت لتوها حين لمح المُسعفون يقومون بنقل أحد المُصابين بواسطة الفراش المدلوب الذي يدفعونه في طريق سيارة الإسعاف فقد خطى لعندهم و استوقفهم يطالع "مُحسن" الذي استعاد شيء من وعيه بنظرة ثاقبة، مُدققة وصدى جملة واحدة لمشهد سابق تتردد في عقله:

(مش من حقك يا باشا تفتش العربية لازم إذن نيابة) 

وهنا قبـ ض "سليم" على فكه المُتضـ رر بسبب ركلة "سلطان"

بقبضة من حديد يتعمد أن يؤلمه  ليـ تأوه "مُحسن" بصوت مسموع وينتفض جـ سده وتبرق عيناه بشكل يدل على إرتعابه أو ربما معرفة سابقة لتحين من "سليم" بسمة عابرة غير مُصدقة ويترك فكه فرغم مرور العديد من الوقت إلا أنه ميزه وتيقن أنه ذاته من كان في السيارة ذلك اليوم المشـ ؤوم مع عزيز قلبها، فقد تمهل و لم يوجه له إتـ هام صريح بل 

رشقه بنظرة ضيقة يكاد يخـ ترق روحه بها مُتسائلًا:

-مين اللي قـ تل الغجري وعمل فيك كده


ابتلع "مُحسن" رمقه ليبلل حلقه الجاف وازاح رأسه مُتلعثمًا  بنظرات مُرتـ عبة يخشى أن يتذكره و يُكتشف أمره: 

-"سلطان" يا باشا و

وقبل أن يسترسل قاطعه "سليم" حاسمًا وهو يربت على كتفه تربيتات ليست بها شيء من الرفق:

-اصبر لينا قاعدة طويلة مع بعض وهتحكيلي كل القديم والجديد


قالها وأشر يحث المُسعفون أن  يصطحبوه معهم للسيارة لتلقي الإسعافات الاولية وإن تحركوا به تنهد هو مطولًا فالأمور أخيرًا تضافرت بعقله فكان قد يأس بعدما اغلقت القضية ونُسبت ل "عزيز" وحده ولكن الآن حين ألقى القدر أمامه ذلك ال "محسن" من جديد سيستطيع أن يقتص منه ويرد لو جزء ضئيل من حق عزيزها.  

❈-❈-❈

بعد مرور بعض الوقت كان يلهث راكضًا نحو ذلك المخزن 

المُتـ طرف  الذي يتخذه مخبأ له ويتحفظ على "بدور" وابنها بداخله 

ففور أن وصل لهناك لم يجد أي من رجال ال"غجري" الذين يقومون بالحراسة من الخارج، ليسـ بهم بصوت جهوري وهو يُخرج مفتاح ذلك القفل الكبير الذي يُغلق به السلاسل الحديدية الغليظة وإن حلها دفع الباب الصدئ  مُحدث صرير جعل "بدور "والصغير الذين في حالة يرثى لها ينتفـ ضون في جلستهم ويتأهبون بنظراتهم المُرتـ عبة في حين دلف هو واغلق الباب خلفه سائرًا بخطواته للداخل مُلقي الحقيبة التي بيـ ده على الطاولة 

جالسًا على المقعد يلتـ قط أنفاسه المـ سلوبة اثر ركضه وإن تهادت وتيرة تنفسه رشـ قهم ببسمة غريبة لم تُفسرها" بدور" إلا حين قال:

-هانت فاضل تكة وتبقى فل الفل


قالها وتناول هاتف "بدور" الموضوع اعلى الطاولة وقام بتشغيله لإجراء تلك المكالمة المنشودة وإن اتمها أغلق من جديد الهاتف وعلى وجهه بسمة تعبر عن سعادته كونه في الأخير ربح و ظفر بكل ما تمنى فقد فتح حقيبة النقود أمامه وأخذ يتحـ سس ملمـ سهم وهو يشعر بالفخر مما اقتـ رفه بعد انتـ قامه اشـ ر انتـ قام من ال"غجري" ومنحه ما يستحقه جزاء لنية غدره؛ فالمال اصبح في حوزته و له وحده، مثلها...وهنا اجـ تاحته سعادة لا مثيل لها وحدث عقله انه لا يود شيء آخر فكل ما تمناه قد حصل عليه ربما 

سـ لبه قـ سرًا لنفسه ولكن لا يهم الطرق الأهم أنه سينالها كما طمح  في القريب العاجل. 

❈-❈-❈


اما هناك فقد مالت "صباح" تُعدل الوسادة خلف رأس "ليلى" حين سألتها بملامح مُتهدلة: 

-"شمس" مخرجتش برضو من الأوضة


نفت "صباح "برأسها واجابتها تتحسر على حالها: 

-ابدًا يا ست" ليلى" بس لما نزلت اجيب الطلبات الصبح لقيت بابها بيتقفل وقولت يمكن كانت عندك


نفت "ليلى" وهي تجعد ما بين حاجبيها: 

-لأ مكنتش عندي ومشوفتهاش! 


-تلاقيها كانت بتاخد حاجة من المطبخ وربنا انا حزينة عليهم يا ست دول كانوا كويسين وزي السمنة على العسل 


زفرت "ليلى" انفاسها بضيق وتمنت من كل قلبها: 

-ربنا يصلحلهم الحال يا "صباح" ادعيلهم 

عقبت "صباح "وهي تناولها دوائها: 

-يارب يا ست "ليلى" والله بدعيلهم


تنهدت "ليلى "وتناولت  كوب المياه لتأخذ دوائها وقبل ان ترفعه على فمها اخـ حترق انفها رائحة إحـ تراق لتتسأل متوجسة:

-ريحة حاجة بتتحرق يا" صباح"


شهقت "صباح" وأيدتها مُتوجسة:

-يالهوي صح إيه الريحة دي إلا اكون نسيت حاجة على النار


قالتها تزامنًا مع صوت هرج ومرج بالخارج لتهرول "صباح" للنافذة تفتحها على مصراعيها

وإذا برجال الحراسة يهرولون للباحة الخلفية التي يتفاقم منها الدخان ومعهم مطفأة الحريق لتلطم "صباح" صـ دغيها قائلة وهي في طريقها للخارج: 

-يالهوي في حريـ قة تحت 


برقت عين "ليلى" وناجت ربها: -جيب العواقب سليمة يارب روحي وطمنيني يا "صباح"


وبالفعل هرولت "صباح" لهناك لتجد المقاعد الاسفنجية التي كانت تُفضل "ليلى" الجلوس عليها في الهواء الطلق للترويح عن نفسها  متفحمة بالكامل بعدما تمكن الرجال من إخماد النيران التي اندلعت بها دون سبب منطقي مما جعل الجميع في حيرة... ولكن جاء اتصاله ليضع حد لحيرتهم حين هاتف المسؤول عن الحرس أمرًا بصرامة:

-تفتح عينك كويس وإياك مدام "شمس" تتحرك من عندك ولا رجليها تخطي عتبة البيت فـــــــــــــــاهم


قالها "سليم" مُشددًا من الطرف الآخر وهو يخرج من القسم قاصد سيارة العمل وخلفه رجاله الذين استعدوا لتلك المهمة التي هما بِصددها كما يجب،  فقد ارتبك المسؤول بعض الشيء قبل أن يُخبره عبر الهاتف: 

-تحت امرك يا "سليم" بيه بس في حاجة عايز ابلغ حضرتك بيها 

لقينا الكراسي السفنج اللي ورا البيت النار ماسكة فيها بس متقلقش سيطرنا على الوضع 


وهنا تجمد "سليم" في أرضه مما أثار ريبة كل من حوله  وتوحـ شت نظراته بشكل مُـ رعب حين اجتاحته الشـ كوك مُـ زمجرًا بأسمها وهو يعتـ صر الهاتف بين يـ ده: 

-"شــــــــمس"

❈-❈-❈


قلقش سيطرنا على الوضع 


وهنا تجمد "سليم" في أرضه مما أثار ريبة كل من حوله  وتوحـ شت نظراته بشكل مُـ رعب حين اجتاحته الشـ كوك مُـ زمجرًا بأسمها وهو يعتـ صر الهاتف بين يـ ده: 

-"شــــــــمس"


..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميرا كريم من رواية ذنبي عشقك، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كامل