رواية جديدة امتلكتني بضعفها لميادة مأمون - الفصل 29
قراءة رواية امتلكتني بضعفها كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية امتلكتني بضعفها
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ميادة مأمون
رواية امتلكتني بضعفها
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ميادة مأمون
الفصل التاسع والعشرون
عاصم و هو ضامم حاجبيه بعدم فهم.
-هي مين دي يا ديجو جميله طب غدرت في ايه المرة دي؟
اذا كانت بتقول ان الواد اتهجم عليهم و انا و رجالة الشارع كلهم دخلنا
لقيناها قافلة عليه في اوضة حماتها
ديجو و هو مازل يضحك.
-ههههههه جميلة دي م... سو بصحيح، لاء بس تصدق لعبتها صح المره دي ياض يا عاصم، خلصت من الاتنين في نفس الوقت ضربت عصفورين بحجر واحد بنت ال.....
ظل يضحك هكذا و الأخر يقف امامه لا يعي شيء مما يقوله الي ان رأي اخيه علي القادم اليهم و هو يجري و كأنه يتسابق على شئ ما
فاتغيرت تعبيرات وجهه من النقيض الي النقيض
و عندما رأي عاصم ذلك وقف بينهم و هو يسد عليه الطريق بيده حتى يوقفه
عاصم بريبة في أمره.
-بتجري كده ليه ياض انت سايب البيت و امك و رايح علي فين تاني
علي و هو مندهش من عدم فهمهم ما يحدث حولهم.
-سيبني يا عاصم انتو ازاي مش حاسين بالدنيا و بلي بيجري حوليكم
كل اللي بيحصل ده و انتو مش عايشين في الدنيا الجيش انقلب علي الحكم و بيفضو اعتصام الاخوان دلوقتي سيبني اروح افرح مع اصحابي
ثم التفت اليه بحرج و هتف.
-حمدلله علي السلامه يا ديجو
ديجو بغضب.
-اهلاً طيب يا عاصم انا هاخد مراتي و اطلع عشان تعبانة شويه و عايزة تنام
علي بلهفه ملقي عليها نظرته العاشقة.
-مالها ريناد الف سلامه عليها
و كأنه كان يريد استدراجه ليخرج ما بداخله امامه لينقض عليه كأسد جائع قبض على فريسته و حتماً سيلتهمها
احكم قبضته علي عنقه بكف يده و ثبته علي جدار المنزل من خلفه
ديجو بعنف.
-ملاكش دعوه ياض، اياك حتي طيفها يجي في تفكيرك فاهمني طبعا مش كده
عاصم بخوف علي اخية.
-فاهم يا ديجو سيبه بقي هو ما يقصدش حاجه اكيد، و بيسأل عادي ريناد زي اخته بالظبط دلوقتي و عمره ما هيفكر في حاجه غير كده
مش كده يا علي
اومئ علي له برأسه و هو مرتعب من منظره هذا و يكاد يلفظ انفاسه تحت اصابعه
و اخيراً ما تركه يقع تحت قدمه يحاول ان يظبط تنفسه
لينظر هو الي اخيه بغضب و يهتف
-يا رب ما يفكر تاني عشان اصلاً لو حاول بس، صدقني هخليك تاخد عزاه عقل اخوك يا عاصم و ابعده عني وعن اهل بيتي احسنله و احسن للكل
على و هو يسعل من أثر الاختناق.
-خلاص يا ديجو انا اسف ليك و ربنا، انت زيك زي عاصم بالنسبة لي و مش هعمل حاجة تضايقك تاني
لم يلتفت اليه ولم يصفح عنه ووجه حديثه الي اخيه
-انا طالع يا عاصم و لم اخوك و رجعه بيتكم عشان مش كل مره هارجعهولك انا
تركهم و ذهب الي سيارته و فتح باب معشوقته ثم ركع علي إحدى ركبتيه يحاول ان يوقظها دون فائده.
-ريناد اصحي بقى احنا خلاص وصلنا يا قلبي يلا عشان نطلع ليهم فوق
فتحت ماستيها نصف فتحه غير قادرة على الاستيقاظ و ابتسمت له و بدون ان تعي تعلقت في عنقه و همست بنعاس
-موش قادره خليني نايمة هنا معاك
ديجو بخجل مما تفعله به معشوقته.
-معايا فين بس سيبيني يا ريناد احنا في الشارع طب حتي ادخلي مدخل البيت و بعد كدة هشيلك
لقد غلبها النوم و لم تجيبه، ليضطر الي حملها و هو ينظر لهم ليراهم جاحظين عيناهم لرؤية هذا المشهد الغرامي بالنسبة للذي يراه
فأذا به يوارى عينيه منهم خجلاً و يجري بها نحو البيت سريعاً
ديجو ابقي قفل العربية يا عاصم
ابتسم له الأخر و أومئ له بالموافقة و سريعا ما جري بها هو الي الاعلي
❈-❈-❈
لم يدلف بها إليهم لم يواجهه احد و هي معه حتى لا يحزنها او يخيفها أكثر، و جري بها و هو يحملها صعوداً الي شقته فتح بابها و دلف الي الداخل و توجه مباشرةً الي غرفته
ليرقدها في فراشه و هو ينظر الي وجهها الناعس بكل حب و شوق
لو كان بيده لتمدد بجانبها و اسكنها داخل ذراعيه ليبث لها كل شوقه
و يغرقها في بحر حنانه و عشقه الدائم لها لكنه تراجع في آخر لحظه مصبراً نفسه
-ارتاحي يا عمري نامي زي ما أنتي عايزة و انا مش هاخلي اي حد يطلع يصحيكي لحد ما تقومي من النوم لوحدك
احلت وثاق يدها من حول عنقه اخيراً و تقلبت في فراشه براحه وتعطيه ظهرها لتزيد شوقه اليها، و يلعن جميع من يريدو ابتعاده عنها و هو يقبلها في وجنتها و يتركها و يذهب اليهم
❈-❈-❈
هبط الدرج بهدوء كلما اقترب منهم خطوه تتضح له أصوات شجارهم و يزداد يقينا بأن المعركة ليست هينة
الان وقف امام باب والده متأهبا لخوض تلك المعركه متمسكاً بهاتفه في يده، فهو الان طوق نجاته من الغرق في بحر عراكهم
ديجو و هو يفتح الباب.
-يا رب قويني عليهم
تفاجئ الجميع بدخوله اليهم و كان اول من اقترب منه هو عمه
الذي هب واقفاً امامه و فجأه برفع يده يريد ان ينزلها علي وجنته و هو يصرخ فيه.
نبتخطف بنتي يا حيوان يا بلطجي
و بردة فعل طبيعية من هذا المتشرد الهمجي ما كان منه إلا أن امسك يده و اعاق حركته سريعاً و هو يصرخ بغضب
-قسماً برب العزة لولا انك عمي لكنت دفنتك مطرح ما أنت واقف
بترفع ايدك عليا يا دكتور، طب روح مدها علي البيه اللي سايبكم تاكلو في بعض و مقضيها مع مراته و بنته
عمران مهدأً لابنه.
-خلاص يا ديجو سيب عمك هو برضو معاه حق يخاف علي بنته يا بني
ثريا بصراخ.
-سيبه راح تقتله انت واحد كذاب
ديجو بغضب و هو يترك عمه.
-انا مش كداب انتو اللي اغبيه اتفضلو شوفوا بنفسكم
فتح لهم الهاتف و تركهم و جلس بجوار اخته التي همست له بقلق عليها
زينب بتسأل.
-ريناد فين يا ديجو ما جبتهاش معاك ليه
ديجو بهدوء.
-بس يا بت اكتمي اجبها منين ريناد نايمه فوق
زينب بدهشة.
-نعم بقي احنا من امبارح دايخين عليكم و ابوك و عمك مسكو في بعض و انت تقولي ريناد فوق نايمة
يعني انتو كنتو طول الوقت ده في شقتك و احنا مانعرفش طب ازاي
ديجو و هو يقزفها بوسادة صغيرة.
-اخرسي بقي انتي رغاية كده ليه
هتف الجد بحده بعد ان رأي معهم كل شئ
اتأكدت بنفسك يا صالح ان ابن اخوك لا هو كداب و لا هو خاين كمان
دكتور صالح بنفي.
-لاء يا بابا اذا كان مجد طماع و عايز ياخد فلوس بنتي فاحفيدك العن منه و عمل زيه و اكتر كمان
ديجو و قد نفذ منه كل الصبر.
-اتكلم علي قدك يا رجل انت كنت طمعت في ايه و اخدته منك انا ها ما ترد
دكتور صالح بغضب.
-طمعت في بنتي نفسها يا بيه يا محترم خطفتها من بيت ابوها بحجة انك كاتب كتابك عليها، مع ان في واحدة تانيه حامل منك
ديجو مؤكداً بغضب.
-قولتلكم مليون مرة دي ست كدابه و كانت عايزة ترمي بلاها عليا و هي مش حامل من اصله و ماعرفش ليه عملت كده من الاساس
دكتور صالح : حتي لو هاصدقك مش هسألك غير سؤال واحد بس، ترضي ان عاصم يجي ياخد زينب من وسطكم بنفس الطريقة اللي انت عملتها دي
ديجو بجمود.
-لو كنتو عاملتوه بنفس طريقتكم دي معايا كنت هارضي و هاقف جانبه و اساعده كمان
دكتور صالح بسخرية.
-دا كلام بتقوله دلوقتي بس لكن لو كان ده حصل كان زمانك مافكرتش اصلاً لانك ديما ايدك سابقة عقلك
و ده اللي مخليني مصر علي انك تطلق بنتي و هطلقها يا ديجو
تفاجئ بكلماته اللازعة له، مازل يريد ان يبعدها عنه ليجن جنونه عليه و هو يجهر بصوته
ديجو بغضب جامح.
-اطلق مين يا رجل يا مجنون انت، طب و ديني ما هاخليكم تلمحو ظافر رجلها مره تانيه، ال و انا اللي جاي اتفاهم معاكم بالحسنه تقولولي اطلق
ده اللي يحاول ياخدها مني هاخد روحه قبل ما يوصلها
دانا اولع فيكم كلكم و لا اني ابعدها عني لحظة
ظلو يتعاركون امام اعين الجميع ما يقرب ساعة من الوقت
كاد النقاش بينهم ان يصل الي تشابك الايدي مرة ثانية، و لكنهَم صمتو حين دلفت عليهم و مازلت اثار النوم تعانق عينيها وازدادت على وجهها ملامح الرهبه من المواجهه ايضاً
ريناد بصوتٍ خفيض.
-سيبه يا بابي
وقفو صامتين ينظرون اليها لتهتف امها
ثريا بفرحة رؤيتها.
-ريناد بنتي
ليقول والدها بغضب أمراً لها
دكتورصالح : ريناد تعالي هنا كنتي فين يا بنت
لم تتحمل نظرات الغضب من ابيها لتجري الي امانها و مأمنها الوحيد، لتختبئ في صدره و هي تهمس
ريناد : كنت مع صالح يا بابي صالح انا خايفة
نظر الي عمه بتشفي و اغلق ذراعيه عليها و ضمها اليه جيداً
ديجو بتملك.
-ماتخفيش يا حبيبتي ماحدش هنا يقدر يعملك حاجه تضايقك، دانا انسف البيت بالي فيه و لا انك تخافي او تزعلي
استكانت بين احضانه وتبدلت ملامحها بلحظة من الخوف و الحزن الي الحب و الفرحه
تفاجؤو هم بها، الهذا الحد تعشقه و تطمئن له
دكتور صالح بغيظ منها.
-بقولك تعالي هنا يا ريناد
انتفضت هي و تشبثت به جيدا ليحاول تهدائتا
و يجلسها بجوار جدها و جلس بجوارها بكل راحة
ديجو مشيراً له.
-اقعد يا دكتور ربنا يهديك و حاول تشيل الافكار الوحشه دي من دماغك عشان تشوف هاترجع فلوس بنتك ازاي
و قبل ما تتكلم كلمه واحده، حد الله بيني و بين الفلوس دي لا انا و لا مراتي عايزين منها حاجه
جلس بجانب زوجته يفكر و ينظر الي ابنته بحب
ثم قفز واقفاً ليخرج و هو يهتف فيه
دكتور صالح أمراً له.
-قوم يا زفت يلا تعالي معايا خلينا نخلص من موضوع الحيوان التاني ده عشان افضالك
و اخيراً ما ابتسَم الجميع و قبل رأسها ثم وقف ليتبعه
و هو يصيح
ديجو: طب اتكلَم معايا عدل، لو مش عشان انا ابن اخوك فانا جوز بنتك يا عمي.
دكتور صالح بغضب.
-اخرس خالص ومطنتقهاش
ديجو بسخريه.
-يا عم يعني هو كان من وراك اشحال لو ماكنتش حاطط ايدك في أيدي.
❈-❈-❈
وأخيراً ما هدأت الاوضاع في مصر لقد فضت الشرطة المصرية بالتعاون مع جيش البلاد هذا الاعتصام
الذي كان يقضيه الاخوان في الشوارع
مما كان يعيق الحركة في كل شئ في البلد
قبض علي اشخاص كثيرون و قتل ايضاً كثيرون من الطرفين بسبب تبادل اطلاق النيران
كما ذعر و فرو هاربين ايضاً كثيرون يدهم ملطخة بالدماء لكنهم اندسو بين هؤلاء الشرفاء، الذين تجمعو بأسم الدين ظانين بطيبة عقولهم و برائة قلبهم انهم بذلك يرفعون راية الإسلام عاليا،
و كان هو من ضمن من حالفهم الحظ و لزوا بالفرار
عاد رأفت الي منزله بعد كل هذا الغياب عاد بعد ان قضي طيلة هذه المدة بين من يتكلمون بأسم الدين و هم ايديهم ملطخة بالدماء
وصل الي بيته و هو يتخفي عن الانظار
و لكنه تفاجئ بكم هائل من الرجال و هم يجلسون امام باب بيته
و لماذا البعض يقفو يتهماسون هكذا
هل كشف هذا الغلام الصغير امره و علم الجميع بحضوره ام ماذا يحدث
اذا اقترب من المنزل الان حتماً سيلتفون حوله و يرحبون بمجيئه و يلفتون الانظار اليه
لكن لا مفر من المواجهه عليه الاقتراب و التحدث معهم حتي يتسني له الصعود الي منزله
رأفت بجمود واهي.
-السلام عليكم يا رجاله
احد الرجال مرحباً به ظناً بعودته في هذا الوقت بالذات انه قد علم بكل ما حدث.
-اهلا استاذ رأفت حمدلله علي سلامتك يا اخويا و البقاء لله شد حيلك
رأفت باندهاش.
-البقاء لله في مين بتعزوني في مين
وقف عاصم و هتف.
-هو انت لسه ماعرفتش داحنا افتكرناك لما وصلك الخبر جيت علي هنا عشان تاخد العزا بنفسك
رأفت بقلق.
-عزا مين يا رجاله انا ماعرفش حاجه و لسه راجع من السفر فهموني الله لا يسئكم في غالي مين اللي ماتت امي و لا مراتي
عاصم : اجمد يا استاذ رأفت كده البقاء لله وحده في الحقيقه هي الحاجة الله يرحمها
جلس علي احد المقاعد الخشبية و فرت دمعه سريعة من عينه
رأفت بحزن.
-ليه دلوقتي يا أمي طب كنتي استني لما الحق اشوفك و أودعك
همس رجل من الرجال لأخر يجاوره.
-جاي دلوقتي يعيط و يندم انها ماتت طب يا اخي ياريته كان قعد و ماسبش بيته للكلاب
علي الأقل كان حمي امه ومكانتش اتقتلت و لم مراته و عرف يشكمها شوية و صان عرضه اللي الناس كلها بتتكلم فيه دلوقتي
اخترقت تلك الكلمات أذناه و استمع اليها جيداً
قذف من علي مقعده و امسك ذلك الرجل في يده بقبضة من حديد
- انت بتقول ايه يا رجل يا........ انت
الرجل بخوف من تقلبه.
-الله نزل ايدك يا عم تصدق الواحد غلطان انه وقف عشان خاطرك لحد دلوقتي
ال واحنا اللي قولنا ده غايب و نبقي بداله طلعت ماتستاهلش
حاول الرجال ان يحلو هذا الاشتباك
و هتف عاصم.
-كفاية لحد كده يا رجاله الميت ليه حرمته برضو
الرجل :ده لو كان ميت موتة ربنا لكن الحاجه ماتت مقتولة
ما كان منه الا انه جلس مرة اخري و هو جاحظ العينين ينظر اليهم بأندهاش
رأفت : امي انا ماتت مقتوله طب ليه و مين اللي قتلها
نظر الرجال و من ضمنهم عاصم نظرة لائم للرجل حتي يوبخوه بها علي ما قاله
عاصم.
-الله يسامحك يا شيخ هو الراجل ناقص استهدي بالله يا استاذ رأفت اطلع ارتاح في بيتك و مراتك هاتقولك على كل حاجه
رأفت: ماتفهموني يا جدعان حد فيكم يتكلم
عاصم متصنعاً الكذب.
-يا استاذ رأفت دا ده تقريباً حرامي حاول يتهجم علي بيتكم و الحاجه كانت صاحيه باين و وقفتله فخنقها
رأفت بتسأول.
-و مسكتوه يا رجالة و لا هرب ومعرفتوش هو مين.
احد الرجال.
-اه مسكناه و سلمناه للشرطه كمان
رأفت بلوم لنفسه.
-لو كنت هنا كنت أكلته بسناني و ماخلتهوش لمس شعره من امي لكن لله الأمر من قبل و من بعد
عاصم موبخاً له في الحديث.
-و ايه اللي حاشك و خلاك ماترجعش علطول بس
رأفت بريبه في كلامه.
-انت تقصد ايه يا أخ عاصم
عاصم ساخراً.
-لا و لا حاجه يا اخ رأفت اتفضل اطلع استريح و اطمن علي اهل بيتك و احنا هانفضل هنا
لم يتحدث و تركهم و اتجه الي داخل بيته
❈-❈-❈
وصل برفقة عمه الي الفندق القانط به عدوه اللدود و قلبه يرقص من داخله أثر انتصارها عليهم جميعاً
لقد فاز بمعشوقته الصغيرة رغم انفهم جميعاً و الان سيريح والدها أيضاً من جهة ميراثها لكنه لن يتدخل بهذا الشطر من حياتها
حتى لا يظن والدها بأنه طامع بها و على كل بالاخر سيكون كل شئ لهم و لنسلهم من بعدهم فلما المماطله و وجع الرأس
هاهم يقفو سوياً امام موظف الاستقبال ليبدأ هو بالحديث و يسأله عنه و بجواره كان يقف عمه
ديجو : لو سمحت كنا عايزين نسأل عن الاستاذ مجد..... هو نازل عندكم هنا
موظف الاستقبال : ايوه يا فندم هو نزيل هنا في جناح ٤٠٨ هو زوجته و بنته
ابتسم لعمه بسخريه و رفع له ابهاميه بعلامة النصر
الأن سيطر عليه الغيظ و الغضب بالكامل و اتجه بحديثه لذلك الموظف
دكتور صالح : هو في غرفته دلوقتي ممكن نطلع ليه
موظف الاستقبال موضحاً.
-لأ يافندم هما حالياً علي حمام السباحه
ديجو بفرحة النصر.
-متشكرين جداً يلا بينا يا عمي نروح نشوفه
اتجهوا سوياً الي حمام السباحه و وقفوا يبحثون عنه بأعينهم في صمت
الي ان اشار بيده و هو يصيح لعمه
ديجو بابتسامة ساخرة.
-اهو الباشا بيبلط في المايه و بيلعب مع مراته و بنته اهم شايفه كويس يا دكتور و لا اجبلك عدسه مكبره
دكتور صالح بغيظ مشتعلاً من داخله.
-اسكت خالص و مش عايز اسمع منك و لا كلمه
ثم التفت الي الاخر و صاح بصوت جاهور.
(مجد)
و كأن المياه تحولت من حوله الي صخر تيبس فيه و هو يراهم امامه هنا و الان، كيف حدث ذلك و من أين علمو طريقه لا يدري
و سرعان ما تمالك نفسه ليترك زوجته و ابنتها في المياه و يخرج اليهم بكل هدوء و جلس يجفف جسده بتلك المنشفه
مجد متصنعاً الجمود.
-مرحبا عمو صالح اهلا و سهلا
دكتور صالح بغضب.
-ممكن تفهمني انت بتعمل ايه هنا و سيبتنا ليه و مشيت و مين اللي معاك دول
مجد و هو ينظر إلى ذلك الديجو بأبتسامته الساخره
التي تشعله حقداً و كرهاً له
-انا حاجز غرفه هنا و نزلت فيها لحين ما تخلص مشاكلكم و هادول ضيوفي من تونس
ديجو بهدوء ساخر.
-ضيوفك من تونس قولتلي بقي
جلس امامه دكتور صالح و هتف.
-ضيوفك ولا مراتك وبنتك حضرتك متجوز و مخلف و جاي تضحك عليا انا و بنتي
مجد بتلجلج.
-لكن هاد الكلام مو صحيح هادول
ديجو بعد ان جلس بجوار عمه و فتح هاتفه.
-انت لسه هاتحور ما خلاص يا معلم كل حاجه انكشفت
مش دي بردو صور جوازات السفر بتاعتكم بص كويس كده علي اسم البنوته اسمها حلو اوي
و لا اسم الزوج عند المدام يا راجل دانت اسمك واضح زي الشمس اهو
مجد و هو يضع يده علي شاشة الهاتف و يبعده عنه
-هاد الشئ ما يخص حدا
ديجو و هو ينفعل و يجذبه امامه.
-نعم انت هاتستعبط ياض انت
بقي جاي و عايز تضحك علي بنت عمي انا و تتجوزها و تلهف فلوسها و تقولي مايخصش حد دانا هانفخك هنا
نفض عمه يده من علي الأخر و هتف فيه
دكتور صالح : ايه اللي بتعمله ده قولتلك اسكت خالص و ماتتكلمش و انت مش عايز اشوف وشك تاني و كل الاثبتات دي هتروح للمحامي و مش هيبقي ليك اي حاجه في الوصيه
جذب الاخر من عضده و حثه علي التحرك و غادرو المكان في هدوء
❈-❈-❈
-مالك بس يا زينب يا بت انطقي بقي تعبتي قلبي، بقالي ساعه قاعد بحايل فيكي و انتي عمالة تعيطي و منكده عليا عيشتي ليه
كان هذا حديث عاصم الذي منذ ان رأته قادم اليها جرت الي غرفتها و اجهشت في البكاء
زينب بصراخ.
-ماليش و انت ملاكش دعوه بيا، لما تبقي تفتكرني و تهتم بيا زي كل الناس ابقى تعالي و اسألني مالك
عاصم غاضباً من حديثها و صوتها المرتفع.
-الله هو انتي بتعلي صوتك عليا و لا انا مش واخد بالي
زينب بصراخ.
-هو ده بس كل اللي همك اذا كنت بعلي صوتي عليك و لا لاء و باقي الكلام ايه ماسمعتهوش
عاصم و قد تملك منه الغضب.
-ما تظبطي يا زينب بدل ما أزبطك انا بكف ايدي و ربنا
ايه في ايه انا خلاص زهقت من طريقتك دي، كل شويه تنكدي عليا بحاجه جديده.
تفاجئت تلك الحزينه برده هذا و وقفت شبه مصدومه مما تفوه به
زينب بهدوء حزين.
-خلاص اذا كنت زهقت يبقي نفضها يا ابن خالتي و يا دار ما دخلك شر
تراقصت الشياطين امام عينه و تمسك بشعرها بين اصابعه بقوه و هو يصرخ فيها
-عايزه تفضي الجوازه يا بنت الحج عمران، ماشي بس انا بقي يا اختي ماعنديش طلاق موتك بالنسبة لي اسهل بكتير
و اذا به يقذفها من يده علي الفراش و يهرول بالخروج غاضباً تحت انظار الجالسين بالخارج الذين كانو يستمعون الي حديثهم بكل سهوله نظراً لصوتهم المرتفع
جرت اليها ريناد اولاً و تالتها والدتها
ريناد و هي تحضنها.
-زينب بيكفي حبيبتي ايش بيكي
تهاني بلوم لها.
-مالك بس يا بنتي منكده علي نفسك و علي عريسك ليه
زينب ببكاء حار.
-عرسه لما تخنقه ابن اختك بيمد ايده عليا و ربنا لانا قايله لديجو عليه، و هاخليه يطلقني منه عشان يعيش حياته براحته بقي
تهاني بشهقه.
-نهارك اسود طلاق ايه يا بت اللي بتكلمي عنه ده حصل ايه لدا كله
ديجو و هو يقف علي الباب.
-حصل ان بنتك بتخيب يا ام ديجو
زينب بأنفعال.
-لأ يا ديجو هو اللي بيخيب ده بيفكر في كل الناس الا انا
عمال يحايل في اخوه شويه و يقف مع الجيران شويه، يهزر مع ده و يوجب مع ده و انا انا فين من كل ده
هو فاكر انه عشان كتب كتابه عليا ابقي خلاص بقيت زي اي حاجه يملكها، يرميني كده و لا يسأل فيا و لا يراعيني و لا يهتم بيا
لاء بقي انا اللي خلاص زهقت منه و من طريقته دي و ربنا، روح قوله اني مش عايزاه
ابتسم لها و التفت للخارج حيث يقف ذلك الغاضب الذي ارجعه قبل ان يهبط من علي الدرج
ديجو مبتسماً له بسخرية.
-سمعت يا حمار ما تهتم شويه بقي يا أخي الا و ربنا اخلص عليكوا انتوا الاتنين
ثم زجه الي داخل الغرفه و اشار الي حبيبته و والدته بالخروج و أغلق الباب من خلفهم.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميادة مأمون, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية