رواية جديدة ومقبل عالصعيد لرانيا الخولي - الخاتمة 1
قراءة رواية ومقبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ومقبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الخاتمة
الجزء الأول
لحظات من الخيال وهي داخل أحضان ذلك العاشق الذي لم يكف لحظة واحدة عن بثها مدى ولعه بها
لم يغمض لهم جفن خوفًا من أن يستيقظوا فيجدوا أنهم داخل حلم جميل وتم الاستيقاظ منه
لكن أخذ التعب منها مبلغه وغفت بين ذراعيه بإرهاق
أما هو فرفض النوم وفضل أن يتأملها وهي نائمة في أحضانه الساجية
كان يتلاعب بخصلاتها التي يعشقها ويتأمل ملامحها الهادئة
فهي من علمته الحب وأبجاديته
مال عليها يقبل جبينها لتشعر هي بلمسته تلك
فتحت عينيها بتثاقل لتلتقي بعينيه التي تنظر إليها بعشق فقالت بنعاس
_ مصحتنيش معاك ليه؟
أخذ يدها يقبلها بشوق وحنين وقال بتوق
_ انا منمتش عشان أصحيكي
تطلعت إليه لتسأله
_ ومنمتش ليه؟
اجابها بشغف وهو يتتبع بأنامله خطوط وجهها
_ مش قادر أغمض عينيه عنك، كل ماأغمضها توحشيني افتحها تاني
ضحكت سارة بخفوت وهي لا تتخيل أن جاسر باستطاعته قول مثل تلك الكلمات التي تذيب قلبها مما جعله يسألها بحدة مصطنعة
_ بتضحكي على أيه؟
تطلعت إليه بنظرة يملؤها الولع
_ مكنتش اعرف إنك بتقول كلام حلو كده، كنت ديمًا شديد وصعب التعامل معاك
رفع حاجبيه متسائلًا
_ عارفه ليه؟
هزت راسها بنفي فأجاب
_ عشان كنت بتخبط مابين قلبي ومابين عقلي
تنهد بتعب من ذكرى تلك الأيام وتابع
_ لو تعرفي انا كنت بحارب نفسي ومشاعري اد أيه كنتي هترأفي بيا
بمعنى دق كنت هصعب عليكي
في البداية كنت بشوف فيكي منصور وانه هو اللي بعتك لغرد، كنت بهاجمك وفي الأول بس بعدها يأست ومقدرتش أقاوم اكتر من كده
كان يتحدث وعينيه تجوب ملامحها بهيام وأردف باعتراف
_ سارة انا اتجوزتك لإني حبيتك، صدقيني لو مكنتش حبيتك وجودك مكنش هيفرق معايا، بل بالعكس كان ممكن أعرف غيرك واكمل حياتي معها.
ضغطت على اسنانها بحنق ووكزته في كتفه وهي تتمتم بغيظ
_ معنى كده إنك كنت هتتجوز عليا؟
راقته غيرتها عليه وأكد بغرور
_ وليه لأ إنتي عارفه كويس إن أى واحدة تتمناني
تحدثت بانبهار مصطنع
_ ياسلام عـ التواضع
ضحك بسعادة افتقدها كثيرًا وتحدث بحبور
_ اتجوز واحب ازاي وانتي خلاص مليتي قلبي وعقلي ومشاعري غيرك ملوش مكان فيها.
تبدلت ملامحها لصلابة عندما أشتد الجوع عليها وقالت بضيق
_ جاسر انت مش ملاحظ حاجة؟
قطب جبينه بعدم فهم وسألها بريبة
_ حاجة أيه؟ خير.
اجابت باحراج
_ إنك مجوعني من امبارح الصبح والساعة بقيت عشرة ولسه برده مجوعني.
فرحته بها لم تجعله ينتبه لذلك مما جعله يشعر بالاحراج منها وقبل أن يعتذر طرق الباب ليعلم حينها بأنها والدته
_ دي أكيد وسيلة جاية تطمن.
شعرت سارة بالخجل واعتدلت وهي تغمغم باحراج
_ بلاش تفتح انا هكون محرجة منها أوي
نهض جاسر من جوارها وهو يتحدث بضحك
_ انتي هتتحرجي من وسيلة؟ انا نفسي مبتحرجش منها
تقدم من الباب ليفتحه فأسرعت هي بجذب الغطاء على وجهها كي لا تراها وتشعر بالاحراج.
فتح جاسر الباب ليجد والدته أمامه وتحمل الطعام لتقدمه إليهم بسعادة
_ صباح الخير ياقلبي.
رد جاسر بابتسامة مشرقة اشرقت عين وسيلة وهو ياخذ منها الطعام
_ صباح الورد ياسوسو، انتي بنفسك اللي جايبة الأكل
أومأت بسعادة لفرحته التي ظهرت واضحة على وجهه لكنها تذكرت تلك الكلمة التي كان يشاكس بها والده وقالت بتوبيخ
_ رجعت للكلمة دي تاني؟ انت عارف لو ابوك سمعها منك هيعمل فيك ايه؟
رد بثقة
_ ولا حاجة هو اليومين دول تحسي انه رمى طوبتي مبقاش بيدققلي على أفعال أو كلام
كانت سعادة وسيلة لا توصف وهي ترى ابنها يعود لطبيعته لكن بسعادة اشد وأقوى فسألته بريبة
_ قولي الأول اتراضيتوا ولا لسه
أومأ لها وقال ببهجة
_ أخيرًا ياأمي الحمد لله
اتسعت ابتسامتها وقالت بسرور
_ الحمد لله، يلا بقى ادخل صحيها عشان تفطر وبعدين تكمل نومها
أومأ لها بتفاهم
_ تمام، بس إن شاء الله الغدا هيكون معاكم.
رفضت وسيلة لإصرار
_ لأ غدا أيه! مينفعش…..
قاطعها بجدية
_ أمي وجود سارة مش هيغير أى حاجة وانتي عارفة كويس إني مش بعرف اكل من غيركم
أومأت له لكنها بقيت على نفس اصرارها
_ خلاص خليها في العشا لإن أصلًا شكلكم منمتوش
استسلم لها جاسر وعاد إلى سارة التي مازالت تخفي وجهها بالغطاء وضع الطعام على الطاولة ثم تقدمت منها ليجلس بجوارها ويتمتم بخفوت
_ اطمني خلاص مشيت
ضحك عليها عندما وجدها تخفض الغطاء بروية وسألته بلهفة
_ عرفت حاجة
هز رأسه بتأكيد
_ اه حكتلها اللي حصل بالتفصيل
تناولت الوسادة لتقذفه بها فيتفادها وهي تقول بغيظ
_ انت رخم
تظاهر جاسر بالجدية وهو يقترب منها متوعدًا
_ ضرب بالمخدة وكمان رخم! لا انتي شكلك مش مريحني ولازم اسلخلك القطة من أولها
وقبل أن يتقدم منها أسرعت بالنهوض والولوج إلى المرحاض مغلقة الباب خلفها قبل الوصول إليها
❈-❈-❈
في الخارج
دلف مصطفى ومعه حلم إلى تلك الشقة الصغيرة التي استأجرها في مكان قريب من الجامعة كي تكون قريبة منها، ولم تكن بنفس المستوى التي رغد به كلاهما.
كانت حلم تنظر إلى المكان بسعادة غامرة وكأنها داخل قصر مهيب تريد ان تتلمس جدرانه بانبهار وقالت بفرحة
_ جميلة أوي
ظن مصطفى أنها تقول ذلك كي لا تحزنه فتحدث بآسف
_ أنا عارف أنها صغيرة أوي ومش بنفس المستوى اللي كنتي عايشة فيه بس الفلوس اللي معايا يادوب تكفينا السنة دي و…..
قاطعته حلم وهي تقول بصدق
_ الشقة اللي مش عجباك دي وجودك فيها هيحولها لقصر في عينيه، مصطفى انت حولت حياتي اللي كانت جوة الجحيم وعرفتها الجنة وحلوتها مش عايزة حاجة تاني من الدنيا
كان في قمة سعادته وهو يستمع لكلماتها التي اشعلت نار الحب بقلبه فتقدم منها ليأسر يدها بين يديه وقال بشغف
_ وانا هعيش حياتي عشان اسعدك واعوضك عن كل لحظة حزن عشتيها بعيد عني.
دنى منها ليلغي تلك الخطوة الفاصلة بينهما وقال بشوق
_ لو تعرفي ان عشت بحلم باللحظة دي اد ايه؟!!
لدرجة إني بقيت بحلم بيكي حتى وانا صاحي
كانت تائهة في عينيه التي تبث لها مدى عشقه اللامتناهي وخاصةً حينما تابع
_ حلم أنا بحبك وعارف إن الطريقة اللي اتجوزنا بيها فيها ظلم كبير ليكي، بس أوعدك….
وضعت يدها على فمه تمنعه من مواصلة حديثه وقالت بنفي
_ مين قال كده، الظلم اللي بجد لو كنت سبتنى وتخليت عني، بس انت قاومت وحاربو وعرضت نفسك للموت ووقفت أدام الدنيا كلها عشاني وده كفاية عليا اوي.
لم يجد الكلمات التي يصف بها مدى سعادته لها وغمغم بوله
_ وانا كمان مكتفي بيكي عن الدنيا كلها
طبع قبلة خفيفة على وجنتها مما جعلها تخجل من فعلته وكم راقه ذلك الحياء الذي زادها جمالًا وهمس بشوق
_ انا قلتلك قبل كدة إني بحبك
رفعت رأسها إليه لتومأ بخجل مما جعله يبتسم بمرح
_ يعني مش عايزة تسمعيها تاني؟
هزت راسها بنفي وقالت بخجل
_ لا عايزة اسمعها تاني وتالت ومليون
قرب وجهه اكثر منها وهمس بولع
_ بحبك
كان لهمسه مفعول السحر بقلبها الذي أخذ ينبض بعنف وخاصةً عندما وجدته يميل ليأخذ شفتيها في قبلة أطاحت بعقلها وجعلها تستسلم له ولعشقه الذي أخذها لعالمه.
❈-❈-❈
في المساء
تجمعت الأسرة كعادتها على طاولة العشاء لكن ينقصها جاسر وسارة
قال حازم بمكر
_ هو جاسر اعتكف في اوضته ولا ايه، من وقت مـ جاه امبارح ومحدش شافة لعل المانع خير
نهرته وسيلة
_ خليك فـ حالك
تمتم معتز بجوار أذنه
_ هي مش أمك طلعتله الفطار، والفرحة مش سيعاها يبقى تم يامعلم
ضحك كلاهما تحت نظرات ليلى الحانقة وقالت بغيظ
_ بتقعدوا تتوشوش كده وبتضحكوا على ايه؟
تحدث حازم باستياء
_ خليكي في حالك والنبي باديكي اللي عايزة قطعها دي
_ وبعدين في خناقتكم اللي مش بتفض دي
كان هذا صوت جاسر الذي أصر على العشاء معهم رغم رفضها خجلًا منهم
رحب الجميع بهما بسعادة وجلسوا في مقاعدهم ليقول عمران بسعادة
_ حمد لله على السلامة ياسارة
ردت ليلى بسعادة
_ الله يسلمك يا جدو
تحدث جليلة بحبور
_ ها ياسارة ناوي تفضلي معانا ولا هتعاندي زي عوايدك
نظرت سارة إلى جاسر الذي يتطلع إليها ببهجة وتمتمت بخفوت
_ العمر كله معاكم ووسطيكم إن شاء الله
لم يجد الكلمات التي تصف ما يشعر به بعدما سمع منها كلماتها التي أطربت قلبه لينتبه على صوت جمال
_ نورتي بيتك ياسارة
نظرت إليه بتقدير وقالت بود
_ منور بجدي وبيك يا عمو منور بيكم كلكم.
أمسكت ليلى بيدها وقالت بسرور
_ مبسوطة أوي انك رجعتي، متعرفيش كنت محتجالك اد ايه
_ معاكي ياحبيبتي متقلقيش
اقترب حازم من معتز ليقول بخفوت
_ اخدت بالك شوف نازلين مبسوطين إزاي؟
الاول كانوا بينزلوا زي اللي مقتولهم قتيل إنما دلوقت ما شاء الله داخل علينا ماسك ايديها زي مـ يكون خايف تهرب منه
ضحك معتز بحفوت واردف له
_ لأ وكمان عمال يحطلها الأكل قدامها ناقص يأكلها قدامنا
ترك جاسر الملعقة من يده ونظر إليهما بحزم جعلهما ينظران في اطباقهما بصمت مطبق
وكزته سارة وتحدثت بعتاب
_ مالك ومالهم
كز على اسنانه بغيظ
_ ولو مشدتش عليهم مش هيبطلوا ودوده، المهم سيبك منهم ايه رأيك نطلع شهر عسل مع ليلى وأمجد
اتسعت ابتسامتها بسعادة كبيرة وسألته
_ بجد؟
اكد لها بحبور
_ ايه بجد هو أمجد وليلى أحسن مننا في أيه.
بس هنروح في مكان تاني غير اللي هيروحوه
هزت رأسها له بسرور جعلت قلب جليلة يدق ببهجة عارمة
وهي ترى أحفادها بكل تلك السعادة
اما عمران فقد شعر بالرضى وقد عادت البهجة تدق ابوابهم بعد طول انتظار
❈-❈-❈
في حديقة المنزل
أخذها جاسر وذهب بها عند تلك الشجرة العتيقة التي تركت يومًا جرحًا غائرا بداخل قلبه فأراد أن يبدل تلك الجراح بلحظات من ذلك الحلم الذي يعيشه
سألته بدهشة
_ جاسر انت جايبني هنا ليه؟
وقف بها أمام تلك الشجرة وحاوط خصرها بتملك وهو يقول بهيام
_ عايز أمحي من حياتنا أي ذكرى صعبة عدت علينا
بدأنا بأوضتنا، بعدها بالسفرة بعدها المكان ده اللي تقدري تقولي كدة اندبحنا فيه
عايز أغيره الذكرى السيئة بلحظات حلوة، مع ضحكت عمري اللي مصدقت لقيتها.
عايز امحي من حياتنا كل اللحظات الصعبة اللي مرت علينا
قربها إليه أكثر ليعانقها بحب وأردف
_ عايزك لما تيجي تبشريني بأول حمل لينا يكون هنا
حاوطت عنقه بحب وهي تنعم بذلك الدفئ الذي يحيطها وهي بين ذراعيه بعد ذلك الجفاء الذي أرهقهم وقالت بوله
_ وانا هعيش عمري كله عشان اسعدك وعمري ماهسمح للحزن انه يدخل بينا تاني
ابعدها عنه قليلًا كي ينظر داخل عينيها الاسير لسحرها
_ وانا بشهد عليا الدنيا والأيام إن حبي ليكى عمره ما هيقل، وهعمل المستحيل عشان أسعدك
كانت تنظر إليه وهي لا تصدق بأنها تسمع مثل ذلك الكلام منه وتحدثت بهيام
_ تعرف إن المشاكل أحيانا بتزود الحب جوانا؟
عقد حاجبيه مندهشًا من قولها وسألها باهتمام
_ إزاي بقى؟
أكدت له بثقة
_ لإن لما بيزعلوا من بعض طبيعي أنهم يبعدوا والبعد بيبقى صعب محدش منهم بيقدر يتحمله والعند اللي جواه بيمحيه الاشتياق وهنا بيتأكدوا أنهم ميقدروش يبعدوا عن بعض وهما كانت حدة المشاكل بينهم بيرجعوا لبعض وحبهم اللي بقى اقوى بينسيهم.
كان يستمع إليها بأهتمام لكنه قال بتحذير
_ أوعي، مش معنى كده انك تسوقي فيها وكل شوية تنكدي علينا بحجة إننا بنجدد حبنا
ضحكت ابتهاجا وردت بتأكيد
_ لازم طبعًا مش هنقضيها حب في حب وكلام من ده، اكيد هنزعل
قطب جبينه بعتاب
_ واهون عليكي تجرحي قلبي
هزت راسها بنفي وهي تضع يدها على قلبه وقالت بهوى
_ مستحيل اقدر أجرحه انا عايشه عشان أسعده وبس.
اطرب قلبه حديثها الذي جعله يدق ببهجة عارمة وتحدث بعشق
_ وانا بأكدلك إن كل اللي جوايا ليكي فرحة هتملا حياتنا كلها.
تذكر جاسر أمر جده وقال بخفوت
_ زمان جليلة وعمران مش عارفين يناموا مننا
اندهشت من خفوته وسألته بخفوت مماثل
_ ليه؟
غمز لها بعينيه ناحية النافذة
_ عشان شباكهم قريب مننا ومفتوح كمان
انتبهت سارة له وقالت بضحك
_ طيب يلا بسرعة قبل ما ياخدوا بالهم مننا
جذبها جاسر ليعودوا إلى غرفتهم
_ يلا بسرعة.
❈-❈-❈
وقف حازم بتردد أمام غرفة جمال يرفع يده للطرق ثم ينزلها حتى استقر أخيرًا وطرقها
ثواني قليلة وفتحت وسيلة التي اندهشت من رؤيته
_ حازم في حاجة ياقلبي؟
حمحم بإحراج وقال بتردد
_ كنت عايز اتكلم مع ابويا في كلمتين
اشارة له بالولوج
_ ادخل هو بيتكلم في التليفون
دخل حازم بتردد فوجد والده جالسًا على الأريكة يتحدث في الهاتف فأشار له جمال بالجلوس ليتردد قليلًا قبل أن يفعلها لكنه عزم امره ولن يتراجع
انتهى جمال من مكالمته ووضع الهاتف بجواره ونظر إلى حازم الذي ارتبك قليلًا ثم تحدث بجدية
_ أنا كنت كلمت جدي في موضوع زينه بنت خالي وهو وافق، وجدي عاصم بردوا وافق وكنت عايزك تكلمهم ونقرا فتحة في فرح ليلى
يُتبع مع الجزء الثاني من الخاتمة