-->

رواية جديدة ومقبل عالصعيد لرانيا الخولي - الفصل الأخير

 

   قراءة رواية ومقبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ومقبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الأخير




أنخفق قلبه خوفًا عليها وهو يبحث في كل مكان لكن لا يجد لها أثر

تلاعب الشك بداخله وحاول الاتصال مرارًا وتكرارًا وهم بالعودة والبحث عنها لولا وصل تلك الرسالة التي قرأها بخوف

" المطار متلغم برجالة سالم، اركب الطيارة وإياك تبين حاجة "

لم تطمئنه تلك الرسالة بل زاد خوفه وهو يتجه إلى الطائرة بقلب منقبض

صعد إليها وهو يلتفت حوله يبحث عنها بقلبه قبل عينيه 

يخشى من عثورهم عليها ويكون بذلك بعثها للموت بيديه

دلف الطائرة وجلس على مقعده ينظر إلى مكانها الفارغ

أُغلق باب الطائرة وأغلق معه أى أمل في مجيئها

لا لن يحدث ويذهب دونها هم بالنهوض لكنه سمع صوتها الحاني يقول 

_ مكاني لوسمحت.

رفع عينيه إليها ليراها أمامه بعينيها التي أسرته وتحدث بولع

_ مكانك مـ انتي استوليتي عليه خلاص قلبي واسمي وعمري عايزة ايه تاني

جلست على المقعد المجاور وقالت بابتسامة أرهقت قلبه

_ عايزة كل حاجة تخصك تخصني أنا كمان.

تناول يدها يقبلها بعشق جارف

_ وانا كلي ملكك أعملي اللي انتي عايزاه

اتسعت ابتسامتها وهي تتشبث به أكتر

_ انا مش مصدقة نفسي حاسة إني جوة حلم 

طمئنها بحب

_ لا ياستي مش بتحلمي ولا حاجة بقيتي مراتي وحبيبتي وعمري كله.

انطلقت الطائرة بعد أن بعث برسالة لجاسر يطمئنه فيها مما جعل جاسر يبتسم بانتصار ثم نظر إليها وكأنه يتوعد لها مما جعلها ترتبك ثم تهم بالهروب من جواره لكنه علم ما تنتوي فعله فقام بجذبها من ذراعها وأغلق باب السيارة وهو يقول بتوعد

_ بتهربي على فين؟ انتي فكرك اللي حصل ده هيعدي بالساهل

جذبت ذراعها من يده وقالت بحدة تتسلح بها كي تنحي ضعفها

_ وانت مالك؟ يخصك في ايه؟

نظر إليها بقوة وغمغم من بين أسنانه

_ احفظي لسانك ومتزوديش حسابك معايا، هيبقى لينا كلام كتير بس لما نوصل البلد.

اتسعت عينيها بصدمة من حديثه وقالت بحدة

_ ومين قالك اني هرجع معاك؟

انطلق جاسر بسيارته وهو يجيب باتهام 

_ مش بمزاجك هترجعي غصب عنك مينفعش أسيبك هنا وتدوري على حل شعرك من غير رقيب

صاحت به غيظًا من اتهامه لها

_ انا مسمحلكش تتكلم عني كدة

ضغط على مكابح السيارة حتى جعلها تصرخ بصدمة ثم التفت إليها وعينيه تقدح شررًا وقال بحنق

_ لا هتسمحي واللي هقول عليه بعد كده تنفذيه، فاهمة ولا لأ

قال كلمته الأخيرة بحدة جعلها تنتفض بخوف

لكن عنادها آبي الرضوخ له وقالت بعناد

_ لا مش فاهمه انت خلاص مبقاش ليك حكم عليا، ولا انت ناسي إنك طلقتني

كانت تتحدث وكأنها تعاتبه على ما فعل مما جعله يندهش من ذلك 

اليست هي من طلبت ذلك وأصرت عليه، لما ذلك التذمر إذًا 

ظل يتطلع إليها للحظات وقد آلمه اشتياقه لها فقال بهدوء 

_ لأ مش ناسي، بس أنا خلاص رجعتك.

انقبض قلبها خوفًا وعقلها لا يستوب ما سمعه، فسألته بريبة 

_ يعني ايه رجعتني؟

ضغط مقود السيارة وانطلق بها وهو يجيب بثبات

_ زي الناس

رغم سعادتها بذلك الخبر إلا إنها لن تستطيع العودة الآن، لم يأن الآوان بعد عليها الإصرار على البقاء ورفض العودة معه.

فقالت بأمر

_ نزلني 

لم يهتم بما تقول وظلت عينيه مصوبةً على الطريق وهي لا تريد الاستسلام فصرخت به 

_ مش هرجع معاك مهما عملت 

لم يبالي بما تقول مما جعلها تزداد عنادًا وقالت بتهديد

_ إن موقفتش العربية انا اللي هوقفها

نظر لها من جانب عينيه يتطلع على غضبها الطفولي ثم عاد ينظر إلى الطريق أمامه

أنعطف بسيارته ليأخذ طريقه للصعيد مما جعلها تنظر إلى زر الفتح بجواره فاندفعت مسرعة تضغط عليه دون ان يستطيع منعها منشغلًا بالمقود الذي اهتز من فعلتها وقال بغضب 

_ بتعملي ايه؟

فتحت باب السيارة وقالت بتهديد 

_ وقف العربية 

اندهش جاسر من إصرارها على عدم العودة وتذكر موقف مشابه لهما لكن كانت تتوسله كي لا يعيدها إلى القاهرة

وهي الان تعيدها لكن تلك المرة تريد العودة إليها 

توقف بالسيارة على جانب الطريق ثم نظر إليها ليقول بهدوء 

_ اتفضلي إنزلي

بدون تردد ترجلت من السيارة ونزلت منها تحت نظراته القاتله واخذ ينظر إليها بغضب وهي تشير إلى إحدى سيارات الاجرة التي توقفت أمامها وقبل أن تقترب منه 

اندفع هو وتقدم منها يجذبها بعنف من ذراعها ويقول بحنق

_ انتي فاكرة نفسك بتعملي ايه؟

حاولت الإفلات منه وهي تقول بقوة

_ أوعى سيبني انا مش هرجع معاك 

صاح بها بهدر

_ هترجعي غصب عنك

ترجل السائق من سيارته عندما رآي تهجمه عليها وتحدث بتهديد

_ انت هتسيبها ولا اتصرف معاك

نظر إليه جاسر بغضب وقال بهدر 

_ خليك في حالك وشوف رايح فين

بغضبه وصوته الهادر جعل الرجل المتظاهر بالقوة يرتد سريعًا عندما لاحظ أيضًا لهجته الصعيدية 

وصعد سيارته وانطلق بها

نظرت إليه بغضب شديد وقالت بحدة

_ انت عايز مني ايه تاني؟ مش كفاية اللي عملته فيه؟

نيران تشتعل بداخله لكن عليه ان يهدئها قليلًا حتى تعود معه فقال بخشونة 

_ هترجعي معايا من سكات ولا أجبرك؟ 

اجابت بعناد وهي تزم فمها بغيظ

_ مش هرجع وأعلى ما فـ خيلك اركبه

ضاق به ذرعًا من عنادها وهم بالتقدم منها لكنها أسرعت بالهرب من أمامه

اندهش للحظات من فعلتها لكنه انتبه لنفسه فأسرع إليها حتى دنى منها يوقفها لكنها صرخت بغضب وهي تحاول الافلات منه

_ سيبني بقولك مش هرجع معاك 

عاد يجذبها إلى السيارة وهي تعافر معه وتضربه بقبضتها الضعيفة لكنه لم يتأثر 

فتح السيارة وألقاها داخلها بغضب مما جعل الغيظ يشتعل أكثر بداخلها.

أخذ مقعده متوليًا القيادة وانطلق بها في وجوم تام حتى وصل بها إلى البلدة


ظلت على وجومها ولم تتحرك من مكانها، فقال لها بأمر

_ إنزلي 

لم تجيبه وظلت على ثباتها مما جعله يترجل من السيارة متلفًا لجهتها وفتح الباب وجذبها منها رغم تمنعها وهي تقول برفض 

_ قلتلك مش هنزل

رد بحدة

_ وانا قلتلك مش بمزاجك 

أخرجها عنوة من السيارة وجذبها إلى داخل المنزل لينصدم الجميع مما يروه

نهض جمال ووسيلة كي يعرفوا ما يحدث لكن جاسر تحدث بحزم

_ محدش يتدخل بينا 

لم يجادله جمال لعلمه بحالة ابنه فقال بهدوء

_ طيب براحها عليها

ذهلت سارة من حديث عمها وقالت برجاء

_ انت هتسيبني ليه؟

حاول جمال اخفاء ابتسامته وهو يقول

_ متخافيش ميقدرش يعملك حاجة وانا موجود

نظرت لجدها تستنجد بها وقبل أن تتفوه بحرف 

جذبها إلى الأعلى ودلف بها غرفتهم مغلقًا الباب خلفه بحدة

تقدم منها بخطوات لترتد هي للخلف وقد ازدردت لعابها بخوف وقالت بتخذير واهن

_ لو قربت مني هصرخ وافضحك

انصدمت عندما سمعته يقول بلهجة حازمة

_ ممكن أعرف انتي بتعملي كده ليه؟

اهتزت نظراتها وشعرت بعينيه الحادة تخترق داخلها فقالت بصوت مرتبك

_ بعمل ايه أنا كل الحكاية إني مش عايزة أعيش معاك بعد اللي عملته 

رفع حاجبيه متسائلًا

_ أنا عملت أيه؟

رمشت بعينيها مرات متتالية تحاول الثبات أمامه وقالت بحدة

_ تقصد معملتش ايه، لو كنت فاكر إن بالطريقة دي هتجبرني أعيش معاك تبقى غلطان، انا هروح لجدي وأخليه يحميني منك.

لمحة واحدة إلى عينيها أظهرت له مدى التشتت والضياع التي تشعر به 

تقدم منها خطوة وقد لانت ملامحه وهو يسألها بلهجة بثت الاطمئنان بداخلها

_ مخبيه عني أيه؟

ارتبكت نظراتها واشاحت بوجهها بعيدًا عنه وقالت باحتدام

_ مفيش حاجة عشان اخبيها

رفع يده إلى وجهها كي يجعلها تنظر إليه وقد ظهر على وجهها عذاب لم يراه عليها من قبل مما جعله يشعر بالقلق عليها وقال بلوعة

_ قولي وأوعدك إن مهما حكيتي مفيش حاجة هتتغير

تشتت نظراتها والحزن المرتسم بداخلهما جعله يوقن بأن هناك سبب قوى دفعها لفعل ذلك كما أخبره مصطفى 

_ سارة أنا بحبك وعايز أبدأ حياتي معاكي مش هقدر أتحمل تبعدي عني أكتر من كده

تساقطت دمعه حاره على وجنتها آلمت قلبه فقام بمسحها بإبهامه وتطلع إليها بكل الحب الذي يحمله لها وهو يقول بصوت هادئ بث الآمان بداخلها

_ طول ماانا جانبك متخافيش من حاجة، قولي وريحي قلبي

هزت رأسها والدموع تنهمر من عينيها وقالت بأسف

_ لو كان ينفع كنت قلت من الأول.

أومأ لها بتفاهم فيكفي بأنه علم بوجود سبب لما قالته فتحدث بعشق

_ مش هضغط عليكي وهسيبك لحد ما تيجي تحكي بنفسك

اومأت له بألم وهو ابتسم لها بحب ومسح دموعها بابهامه وتحدث بشوق

_ خليكي واثقة إني عمري مـ هتغير مهما كان السبب اللي مخبياه، ودموعك دي مش عايز أشوفها تاني لإنها بتقتلـ.ـلني 

ابتسمت عينيها ودق قلبها بعنف يجبرها على الرضوخ لعشقه الأخذ لكنها تخشى عليه من قسوة والدها فهمت بالاعتراض لكنه وضع يده على شفتيها يمنعها من الاعتراض وقال بوله

_ مش عايز اي اعتراض، كفاية بعد لحد كده، ولو على العقاب انا بعترف إني اتعاقبت بما فيه الكفاية

ارجوكي حني عليا وكفاية بقى 


أومأت له بابتسامة وبنظرات عشق يراها لأول مرة في عينيها مما جعلت الدماء تهدر بقوة في عروقه واقترب منها أكثر ليرفع وجهها إليه ليملي عينيه من قسمات وجهها الهدئ وقال بوله

_ بحبك.

اتسعت ابتسامتها بخجل واخفضت وجهها ليرفعه لمرمى عينيه ويقول بلوعة

_ بلاش تبعديهم عني خليهم ديمًا أدامي

هزت راسها بإيماءه خافته وقد تاهت نظراته في ملامحها حتى استقرت على ثغرها المهلك لقلبه وقد اشتاق لملمسهم الرخو وتذوق شهدهما 

ملس عليه بإبهامه وهو يتطلع إليهم برغبة وقال بتحشرج

_ وحشتيني آوي

مال عليها ليأخذهم في قبلة فقد فيها تحكمه في مشاعره وكأنه يغوص في بحور العشق وكلما يستمتع بحلاوته كلما يغوص به اكثر وأكثر 

لم تقاوم ولم ترفض بل كانت أكثر من مرحبة بتلك المشاعر التي اختبرتها على يده هو 

وأخذ يقبلها بلهفة وشوق جعلها تستسلم ليديه التي حاوطتها بعشق متملك ولم يترك لها فرصة للتراجع 


❈-❈-❈


في غرفة جمال 

دلفت وسيلة خلفه وهي تقول بقلق

_ انا خايفة ابنك يعمل حاجة تزعلها تاني

جلس جمال على المقعد وقال بثقة

_ متخافيش جاسر اتعلم الأدب على اديها ومش هيقدر يعمل حاجة تضايقها تاني

لم تقتنع بحديثه وجلست على المقعد بجواره وهي تقول بريبة

_ انت مش شايف شكله كان عامل إزاي 

هز رأسه بغيظ 

_ اه شفت انا الفترة دي شفت كتير من ابنك تاني مرة يتحداني بعد مـ كان مبيقدرش يرفع عينيه فيا

تمتمت وسيلة بتعاطف 

_ غصب عنه برده الفترة اللي فاتت دي كانت قاسية عليه أوي

ربنا يهديهم ويصلح حالهم 


❈-❈-❈


في غرفة جاسر 

كانت تتوسد صدره تستمع لدقات قلبه الرتيبة بسعادة بالغة

فهذا مسكنها ولن تبعد عنه مهما حدث، لن تضحي بسعادة معه لأجل أحد، ومن اخطأ فعليه تحمل نتيجته

رفعت رأسها لتنظر إليه وتحدثت بهمس

_ جاسر انت نمت

اجابها وهو مازال مغمض العينين

_ تؤ بس سيبك تسمعي دقات قلبي اللي بتقولك أحلى كلام

ابتسمت بخجل من كلماته المعسولة والتي لم يكف عنها منذ رجوعهم فسألته بلوع

_ بس انا مفهمتش حاجة شكلي كدة مليش في لغة القلوب

فتح عينيه لينظر إليها ثم اعتدل ليستلقي على جانبه كي ينظر إلى ملامحها التي يعشقها وتحدث بوله

_ بيقول إنه بيحبك وإنك أجمل حاجة حصلت في حياته، بيعترفلك بأنك الروح اللي رجعت ليه الحياة بعد ما كان زاهدها ومش منتظر منها حاجة

انتي النفس اللي بيخليني عايش ومن غيرة أموت

وضعت يدها عل فمه تمنعه من قسوة تلك الكلمة 

وقالت بخوف

_ أوعى تقول الكلمة دي تاني لأنها قاسية اوي

تحولت نظراته لعتاب وهو يسألها

_ ولما هي قاسية كده ليه سيبتيني أوموت من غيرك لاح الحزن في عينيها وأخفضتها بألم وهي تتذكر قسوة الماضي

_ للاسف ياجاسر إحنا اتعرفنا على بعض في اوقات صعبة أوي

وكل حاجة حوالينا كانت واقفه ضدنا

كرهك لبابا بماضيه؛ والمشكلة اللي كنت فيها وخاصةً لما اتهمتني بإني جاية ادري مصيبتي عندكم

حاول جاسر ان يمنعها لكنها أصرت

_ ارجوك سيبني أخرج اللي جوايا

أنا أولًا مكنش ليا أصحاب، ساندي الوحيدة اللي فرضت نفسها عليا وللأسف بقينا اصدقاء

أخوها لما بيرجع من السفر كان بيعدي عليها في الجامعة ياخدها

لما شافني معاها طلب يتقدملي بس كنت برفض

آخر ما زهق عمل اللي عمله ده وأوهمني انه لمسني

نهشت الغيرة بداخله عندما تذلك هذا الأمر لكنه ظل صامتًا يستمع بصبر وروية 

_ في الوقت ده مكنش ادامي حل غير إني أموت نفسي لإني مكنتش هتحمل وجوده في حياتي وخاصةً بعد اللي حصل

كنت خلاص هرمي نفسي في النيل بس حاجة جوايا فكرتني بيكم وبتشدني ليكي بشكل عجيب 

كنت جاية اتحامى فيكم لإني لو فضلت وبابا عرف كان هيجبرني اتجوزه

محستش بنفسي غير وانا بركب القطر وسافرت ليكم

مكنتش عارفه هتقبلوني إزاي بس لما فتحتلي انت الباب قلبي انقبض بخوف

وبعدها شفت مقابلتكم ليا وحبكم اللي مشكتش فيه لحظة واحدة 

وقتها ندمت إني معملتش كدة من زمان وجيت غصب عنهم وبدأت أحملهم الذنب لدرجة إني مكنتش عايزة اشوفهم تاني 

وجيت انت عرفت كل حاجة

منكرش إني في البداية كنت مش بطيقك بس لما طلبت تتجوزني وتكتم الموضوع عليت أوي في نظري 

وكنت بعذرك لما تكلمني بحدة أو تقسى عليا لإنك مكنش ليك ذنب تتحمل نتيجة غيرك

بس اكتر حاجة كانت بتجرحني لما كنت بتقرب مني وبعدها تبعدني عنك بمنتها القسوة

قاطعها جاسر بإصار ولم يعد يستطيع تحمل الحزن والانكسار الذي غلف صوتها

_ كفاية لحد كده لإن الباقي انا عارفه كويس

سارة اللي فات خلاص راح وانتهى وكل اللي عايزك تعرفيه إني كنت ببعدك عني لإني مش مستعد إني أقرب منك واللي ظلمك عايش حياته عادي، كان لازم انتقملك منه الأول وبعدها كنت هرجعلك واعترفلك بحبي زي ما حصل في القاهرة

خلينا ننسى اللي فات ونبدأ حياتنا من غير أوجاع


أومأت له لكنها تذكرت امر والدها فقالت بتشتت

_ بس في حاجة عايزة أطلبها منك 

قطب جبينه متسائلًا فتابعت برجاء

_ أرجوك بلاش بابا يعرف إننا رجعنا لبعض؟

تأكد ظنه وعلم بأنه السبب الرئيسي خلف عنادها فقال بتعجب

_ هو أصلًا محسش بغيابك عشان يسأل، انا بقيت مستغرب في كتب الكتاب النهاردة كأنه واحد غريب جاي يقوم بدور الوكيل ويمشي على طول، يمكن أمك اللي كانت مهتمية اكثر وباين عليها القلق

إنما هو تحس أنه في عالم تاني.

اخفضت عينيها بحزن مما جعله ينهر نفسه على اندفاعه بالحديث فرفع وجهها بأنامله وقال بحب

_ من النهاردة انا هكون جوزك وابوكي وأخوكي وأمك لو حبيتي كمان 

ضحكت سارة مما جعله يسرح بها وقال بولع

_ مش عارف انت عملتي فيا أيه؟ من اول مرة شفتك فيها وانا مبقتش ملك نفسي.

تحولت نبرته بتوعد 

_ بس وديني لطلعه على عينيك

حاولت الأفلات منه لكنه جذبها إليه ليدخلها في عالمه الخاص 


❈-❈-❈


في غرفة ليلى 

محاولات للاتصال بها لا تكل وهي ترد برسالة مقتضبه بأنها مشغولة

لكنه لم يمل وعاود الاتصال مراًر وتكرارًا حتى اشفقت عليه وردت بفتور

_ نعم

اغتاظ من ردها ورد بحدة

_ ايه نعم دي إن شاء الله، ماتدعدلي لعدلك

ردت بعناد 

_ والله ده اللي عندي

_ كل ده عشان ايه؟

ردت بعتاب حاد

_ اسأل نفسك

_ سألتها ومعرفتش قولي بقى ايه اللي زعلك؟

ردت بغيظ

_ عشان كنت فاكرة ان حضرتك جاي المستشفى عشان وحشتك وعايز تشفني قبل ما تسافر لقيت جاي تستهزئ بمشاعر غيرك

اشتعلت الغيرة بداخله وقال بانفعال

_ وانتي مالك شاغلة نفسك بيه ليه؟

اغتاظت اكثر من اتهامه وقالت بحدة

_ انا مش شاغلة نفسي بيه او بغيرة بس 

تنهد بضيق

_ احنا هنقضى المكالمة في خناق

ردت باستنكار 

_ انت اللي بتتخانق مش أنا 

اومأ لها بغيظ

_ ماشي ياستي حقك عليا، بس انا برده جيت عشان وحشتيني 

ابتسمت بحب وقالت بثبات

_ مش مصدقة

رد بصدق

_ لا صدقي انا فعلًا كنت جاي عشانك بس لما لقيته في الكافتيريا عرفته على طول من نظراته وعشان كده اضايقت.


_ ماشي هصدقك قولي بقى عملتوا ايه النهاردة كان نفسي اعيش معاكم المغامرة دي.


❈-❈-❈


في الصباح

خرجت وسيلة من غرفته وهي تنتوي الذهاب إليهم كي تطمئن عليهم 

خرج خلفها جمال وقد اندهش عندما وجدها تقترب من غرفتهم وقال بدهشة

_ انتي رايحة فين؟

استدارت إليه وردت بقلق

_ هشوفهم عموا ايه، انا خايفة تكون انهارت تاني

تقدم منها ويجذبها بعيدًا عن الغرفة 

_ مينفعش قولنا محدش يدخل بينهم 

لم تقتنع بحديثه وهمت بطرق الباب لكنها توقفت عندما سمعت  ضحكت جاسر التي لم تطرق اذنها منذ وقت طويل مما جعلها تبتسم بسعادة غامرة فيقول جاسر بسعادة أيضًا

_ ارتحتي كده، يعني منكده عليا طول الليل بسببهم وهما مقضينها ضحك 

نظرت إليه بفرحة

_ الحمد لله انا هروح اعملهم فطار محصلش 

تركته ليسير هو خلفها يسألها

_ وانا؟


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية