-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 17 - 2

 

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل السابع عشر

الجزء الثاني 


العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈



- أمشي يامحمود، وكلم رئيس الحرس ياخدوا بالهم، وضعت رأسها على النافذة وهي تضع يديها على أحشائها وتنظر للذي بجوارها، ولكنه كان مشغولا بما يفعله 

مرت عدة دقائق على الطريق، إلا أن اوقفه اصطدام سيارة الأمن أمامه وإطلاق النيران بعشوائية حولهم 

أغلق جهازه سريعا يتسائل

-ايه اللي بيحصل يامحمود، استدار محمود يتحدث في سماعته 

-تمام انا هحاول احمي الباشا، وانتوا اتعاملوا، 

صرخ راكان عندما وجد تلك المنكمشة بجواره تناظره بخوف

-فيه أيه يابني؟! 

حرك السيارة بالإتجاه المعاكس قائلا

-سطو علينا ياباشا، متخافش حضرتك، إحنا بنحاول نتعامل معاهم 

طلقات عشوائية حولهم بكل مكان، وتساقط جرحى وموتى بين الفريقين، وتوقف السيارت على الطريق 

لم يشعر بنفسه وهو يجذبها لأحضانه وهو يصرخ 

- اتحرك بسرعة، مسح على وجهها الغارق بالدموع 

-ليلى اهدي، متخافيش أنا معاكي 

دفنت رأسها بأحضانه وهمست وهي تمسك أحشائها 

-راكان مين الناس دي أنا خايفة، انتفض ذعرا عندما شعر بجسدها يرتعش بين يديه 


همس بجوار اذنيها:

-ليلى اهدي، خلاص بعدنا عنهم، لم يكمل حديثه، إذ وجد طلقات تخترق زجاج السيارة فضمها بكامل جسده حتى اخترقت رصاصة كتفه وأصيب السائق بطلق ناري بصدره، أما الضابط المسؤل عن حمايته، تحكم بالسيارة التي بدأت تخترق السرعات 

مرت دقائق صعبة عليهم حتى تحكم فريق أمنه بالسيطرة، وتحكم الضابط بالسيارة وإيقافها ينظر للسائق الذي تم قتله بدم بارد من الخارجين عن القانون    

ثم اتجه إلى راكان 

-حضرتك كويس، كان يطالع التي تضمه ببكاء وتنظر إليه بخوف، فهمس إليها وهو يبحث بعينيه عن شيئا أصابها

-ليلى إنتٍ كويسة فيه حاجة بتوجعك

كانت تناظره فقط، كان قريبا منها جدا حتى شعرت بإختلاط أنفاسهما، فانسدلت عبراتها 

هز رأسه حتى لا يشعرها بالذعر قائلا :

-أنا كويس، اعتدل واستند بظهره للخلف 

-راكان أنت كويس مش كدا، شعر بآلام بكتفه فهز رأسه 

-أنا كويس، نظر لبطنها 

-الولد،  حاسة بحاجة ؟! قالها وهو يغمض عيناه بألما فهمس وهو يحتضن كفيها 

-أنا كويس طول ماإنتِ كويسة، قالها ثم غاب عن الوعي 

جحظت عيناها من حالته فصرخت بمحمود

-دا اتصاب ودينا المستشفى بسرعة


❈-❈-❈


بعد قليل، كانت تجلس أمام غرفة العمليات بجوار نوح ويونس الذي قامت بالأتصال عليهما 

نهضت متحركة وآلام جسدها تخترق عظامها بقوة ودموعها التي تنسدل بقوة 

ضمتها أسما 

-بطلي عياط يابنتي، عشان اللي في بطنك، وبعدين مايونس دخل وقال دا مضروب في كتفه، يعني بسيطة إن شاء الله 

خرج الطبيب هب نوح متجها بجواره يونس

-إيه الأخبار؟!

اجابهم الطبيب بعملية:

-الحمد لله خرجنا الرصاصة، هي مكانها مش خطير، حمدلله على سلامته 

تحركت بخطى بطيئة مردفة

-ممكن أشوفه؟! 

ابتسم الطبيب وأشار له أثناء خروجه 

-اكيد هو هيتنقل على اوضته، ممكن تشوفوه هناك 

بمكان آخر دلف إلى مكتبه وامسكه من عنقه 

-انت تحاول تقتل حفيدي، قتلت واحد وجاي تخلص على التاني، لا فوق دا ادفنك مكانك 

دفعه بقوة وأشار بيديه:

-أنا بحذرك ياقاسم تقرب من راكان هفعصك تحت رجلي

وضع قاسم يديه على عنقه محاولا أخذ أنفاسه 

ثم نظر إلى توفيق بغضب قائلا 

- انا هعتبر دا من زعلك على حفيدك، ومش هعاقبك ياتوفيق ، ومتنساش ان حفيدك اللي بدأ، ابني يخرج بكرة من السجن، بلاش اخد عزاه ياتوفيق 

خرج توفيق بعدما ارسل إليه نظرات جحيمية

تحرك  متجها إلى المشفى 

بمكتب حمزة دلف إليه أحد الأشخاص وخلفه رجل ذو هيبة، صاحت بهم السكرتيرة 

لو سمحت مينفعش اللي بتعمله

توقف حمزة يشير بيديه عندما علم بهويته 

جذب مقعد وجلس أمامه يطالعه، ثم أخرج تبغه الغالي ينفث ..رجع حمزة بمقعده يستند للخلف ويطالعه بنظرات هادئة رغم نيران جسده الداخليه من فعلته فأردف

-خير ، محدش يعمل كدا غير الحيوانات، قالها وهو يطالعه بغضب 

وضع الرجل ساقا فوق الأخرى قائلا:

-أكيد عارف أنا مين، دنى الرجل منه

-لو حاولت تقرب من ابني تاني هموتك، ودا مش تهديد يامتر، وبعدين البنت البيئة دي متلزمناش، لو كنت جتلي كنت حليت الموضوع، أما شغل المباحث دا مش بحبه 

قالها ثم توقف وهو يرمق حمزة بسخرية

-مش ابن عز الدين اللي يترفض، وعرف بنت الحواري دي ازاي ابني الدكتور هيعرف ياخد حقه 

قالها ثم خرج وخلفه أمنه الذي يحاوطونه من كافة الاتجاهات 

ظل جالسا بمكانه ينظر بشرود خلفهم حتى قاطعه رنين هاتفه 

-حمزة راكان انضرب بالنار واحنا بالمستشفى 

هب فزعا متجها للمشفى،دون حديث آخر 

بالمشفى  دلفت إليه بجوار أسما تنظر إلى تسطحه على الفراش، انزلقت عبرة غائرة عبر وجنتيها، تضع كفيها على فمها 

-هو عامل كدا ليه ياأسما، هو هيموت وبيضحكوا عليا، ضمتها أسما لأحضانها


-حبيبتي هو كويس أهو، هو نايم بس وهيفوق كمان شوية

هزت رأسها رافضة حديثها تقترب منه 

جلست بجواره تنظر إليه بدموعها المنسدلة 

-حقيقي معرفش انت بالنسبالي ايه، بقت معرفش، بحبك ولا بكرهك ولا إيه بالظبط، لكن كل اللي اعرفه بخاف عليك، ومت رعب عليك 

فوق ياراكان عشان خاطري ووعد مني مش هزعلك بكلامي تاني 

بعد أسبوعين 

تجلس بحديقة المنزل بجاور حمام السباحة تتناول الفواكه وبجاورها سيلين تقرأ رواية 

- بقولك ياسيلي  الجو حر أوي هو ممكن اخلع الحجاب... مفيش حد بيدخل الحديقة هنا عند البيسين صح... قطعت سيلين قرأتها وتحدثت 

- لا ياقلبي خدي راحتك... مفيش غيرنا بس اللي بيدخل هنا... راكان عامل حصار على البيسين بالذات... علشان أنا على طول بنزله فبيخاف عليا جدا وخصوصا الحرس ملين المكان 

رفعت حاجبها متزامنا مع شفتيه وتحدثت مستنكرة كلمات سيلين

- والله.. اللي يسمعك كدا مايقولش انه ماشي مع نص بنات مصر.. بجد مع اني مبحبش نورسين دي بس الصراحة صعبانة عليا... دا واحد مستحيل واحدة تتحمله 

اغلقت سيلين كتابها واستدارت لها

دققت النظرات في ملامح وجهها فبعدما تحدث يونس إليها بحقيقة مشاعر راكان لليلى وهي تحاول التقرب بينهما، وخاصة حالة الزعر التي انتابتها بعد إصابته، وكذلك هو عندما أفاق وهو يردد بأسمها 

فلاش باك 

دلفت سيلين إليه سريعا يحاوطها يونس بذراعيه

-سيلين اهدي، راكان كويس

بكت بشهقات وهي تردف 

-قولتلي كدا في سليم،عايزة أشوف أخويا يايونس، ولا مستني يودوه التلاجة 

خرجت ليلى على صوت بكائها، أسرعت إليها 

-قولي راكان كويس ومامتش ياليلى، قولي اخويا الوحيد عايش 

هزت ليلى رأسها 

-هو كويس، ادخلي شوفيه، قالتها وهي تجلس على المقعد، وجسدها يرتعش، وتضم جسدها بيديها بعيون زائغة

-هيكون كويس هو وعدني بكدا، مش معقول هيخلف بوعده، وصلت جميع العائلة 

امسكها توفيق بعنف 

-من وقت مادخلتي البيت دا ووشك شؤم، موتي واحد، والتاني هيموت كمان 

هزت رأسها تصرخ من آلامها عندما ضغط على ذراعها بقوة، حررها نوح صارخ

-ودي ذنبها ايه، حضرتك ناسي ان حفيدك وكيل نيابة والمعظم عايز يتخلص منه، وأولهم شريكك 

انكمشت ليلى باحضان نوح تمسك أحشائها وهي تبكي  

-نوح أنا ماليش دعوة يانوح، والله 

ربت على ظهرها وأجلسها بجوار أسما 

-خلي بالك منها، لما اشوف توفيق رايح للدكتور عشان إيه 

بالداخل عند سيلين 

وصلت إلى اخيها، وأحتضنت كفيه تقبله بدموع عيناها

-حبيبي، راكان افتح عيونك، اوعى تسبني، راكان أنا يتمية وانتوا عزوتي حبيبي 

استمعت إلى همسه 

-"ليلى" ابتسمت وهي تستمع لندائه لليلى، مسدت على خصلاته 

-ليلى كويسة حبيبي، فوق انت بس 

فتح جفونه بتثاقل وهمس مرة أخرى بأسمها 

- ليلى برة، هروح أناديها، هز رأسه رافضا 

ونظر إليها 

-بتعيطي ليه حبيبتي،  وضعت رأسها بأحضانه وشهقات مرتفعة 

-خفت عليك ياحبيبي، خفت اتيتم ياراكان 

رفع ذراعه السليم يمسد عليها

-متخافيش حبيبتي لسة في العمر بقية ومش هموت غير لما أجوزك يابت، قالها بصوت متقطع متعب 

رفعت رأسها مبتسمة 

-واشوفك وانت كمان أحلى عريس مع لولة اللي هتموت عليك برة، ياله قوم بسرعة والله منهارة برة ومفيش غير راكان، راكان 

ابتسم لها وتذكر قبل إغمائه وقربها منه

-راكان انت كويس، رفعت ذراعيها تبحث بجسده عن أصابته 

-انت اتصبت فين ؟! 

خرج من شروده عندما دلف توفيق ويونس 



❈-❈-❈


نهاية الفلاش

نظرت سيلين إليها فغمزت بعينيها قائلة: 

- غلطانة يالولة راكي مفيش احن منه... وبعدين ياحبيبتي مش كل اللي تشوفيه وتسمعيه بيكون حقيقة.. ثم اقتربت وهمست لها 

- انا لو دعيت عليه هدعي عليه ان يبعد عن نورسين... ويتم جوازكم على خير بعد مايشرف الاستاذ اللي هموت واشيله 

اتسعت عيني ليلى واردفت بخفوت:

- ليه بتفكريني بس ياسلين... فيه حاجة بحاول اتلاشاها، على فكرة ياسيلي مستحيل انا واخوكي يجمعنا رابط واحد ابدا... ثم ملست على بطنها المنتفخ 

- الجواز دا غصب عني وانا مش راضية بيه... وهو استغل ضعفي... اغروقت عيناها بالدموع وتحدثت، عندما تذكرت خطبته بنورسين، ونيران غيرتها المشتعلة 

-رايح خاطب واحدة، وجاي فترد دراعه عليها 

سحبت نفسا وادرفت بصوت مرتعش 

- أنا بكرهه قوي ومش عايزة اتجوزه وهو استغل مكانته وهددني بابني... رفعت نظرها وتطايرت خصلاتها حولها وأكملت 

- لو بأيدي صدقيني كنت هربت بابني.. بس برجع اشوف والدتك بزعل عليها 

كان يقف بالقرب منهما واستمع الى حديثها المبكي والمدمي للقلب مرة أخرى 

تنهدت سيلين بحزن... ووقفت فجأة هروح حمام السباحة، ثم اتجهت لداخل غرفة صغيرة بجوار حمام السباحة 

- انا هنزل اعوم شوية وانت خليكي كلِ الفروالة دي..  واظلمي اخويا ياختي... بس ياريت متندميش تاني يالولة... قالتها متحركه سريعا عندما رأت قدوم راكان اليهما 

. ارجعت برأسها واستندت على الجدار خلفها 

- ياريت أكون بظلمه ياسيلين... رفعت نظرها للسماء

- يارب ارحمني بعطفك... وانظر لي نظرة رضاو رحمة، فجأة شعرت بوجود أحدا بجوارها   

جلس بجوارها يطالعها بغضب :

- لمي شعرك اللي فرحانة بيه دا 

شهقت عندما وجدته بجوارها... واسرعت ترفع حجابها فوق خصلاتها 

- انت إزاي.. تقعد جنبي كدا من غير دستور 

نظر لها من تحت نظراته: 

- والمفروض اخبط على الباب يعني... واومال لو مش قاعدة في جنينه وفرد شعرك اللي هولع فيه دا 

- رفعت سبابتها له وصاحت بغضب:

- ماتتخطاش حدودك معايا سمعت ولا لا 

اتكأ بمنكبه السليم على الوسادة الموضوعة

- لا ماسمعتش عايزة اشوف اخرك... حرمي المصون... صرخت بوجهه 

- انا مش مرات حد سمعتني، وبعدين مش انت قولت مش هتتجوزني، رجعت في كلامك ليه 

رفع نظره إلى والدته التي تجلس بشرفتها وتنظر إليهم مبتسمة، تنهد بألمًا وتذكر حديثها قبل إصابته بيوم 

دلفت بمقعدها إلى غرفته، يبدو عليها الحزن وكأنها كانت تبكي 

-ممكن امك تتكلم معاك، لو بتعتبرني أمك زي مابتقول

نهض من فوق فراشه، واتجه يسحب مقعدها إلى الشرفة، جلس بمقابلتها 

-لدرجة دي شايفة إنك متستهليش تكوني أمي، رفعت كفيها على وجهه وانسدلت عبراتها 

-لدرجة دي عايز تحرمني منك ياراكان!! 

جحظت عيناه بذهول، فأردف حزينًا

-إيه اللي بتقوليه حضرتك دا، من إمتى وأنا بعيد عنك 

نظرت إلى الحديقة أمامها واردفت بصوتها المفعم بالبكاء

-من يوم ماسليم مات، بقيت أشوفك واحد تاني...اتجهت بأنظارها إليه وأكملت 

-يمكن عشان بتهرب مني، وخايف اعاتبك 

هب واقفا مستندا على سور الشرفة ينظر إليها بحزن وألمًا بآن واحد

-ليه بتقولي كدا، حضرتك عارفة غلاوتك عندي، 

بكت بصوتًا مرتفع قائلة 

-ليه مش عايز تريحني، وتريح نفسك ياحبيبي 

استدار للجهة الأخرى وأردف:

-ماما أنا مش هتجوز ليلى، ودا آخر كلام عندي، وبعيد عن أي حاجة، أكيد عارفة غلاوتك عندي 

استدارت بمقعدها متجهة للخارج قائلة:

-خلاص يابني مش هغصبك على حاجة، وأنا هتصرف...أسرع خلفها وتوقف أمامها وجد دموعها تغرق وجهها ..جلس أمامها يزيل عبراتها 

-طيب ليه الدموع دي، والله ياماما لو أقدر مش هتأخر، وبعدين ماهي قالتلك هتفضل قاعدة معاكي ومش هتحرمك من ابنك 

-انا مش ظالمة يابني، ليلى لسة صغيرة وحلوة ومن حقها تتجوز، ماهي مش معقولة هتفضل من غير جواز، دي مااقعدتش مع جوزها غير شهرين بس 

تنهد متألما، فكلما تذكر حديثها يشعر بنيران تحرق قلبه

-يرضيكي ابنك يتجوز واحدة غصب عنها، كل اللي شيفاه أنه بتاع ستات وبس 

ابتسمت على كلماته من بين دموعها 

-ويعني هي قالت حاجة غريبة، ماهو إنت كدا ياأستاذ راكي، نسيت ولا إيه...جحظت عيناه 

-حتى إنتِ ياماما!! ..ولد انت هتستهبل، ماانت كل ليلة مع واحدة شكل، ولا احنا بنوهمك بكدا 

صمتت للحظات وأردفت 

-راكان حياتك كلها غلط ياحبيبي، ومتفكرش هتفضل طول عمرك وانت كدا، أعمل لأخرتك يابني، وبلاها نورسين ياحضرة النايب اللي رحت اتفقت معاها من ورا أمك 

معرفش البت المعصعصة دي عجباك فيها إيه 

نهض من أمامه ثم أجابها

-اهي واحدة والسلامة ياماما...هزت رأسها وهي تدقق النظر به 

-طيب اللي عايز ينسى واحدة بواحدة، يجيب احسن منها، قالتها وهي تتحرك للخارج ..توقفت لدى الباب قائلة 

-نصيحة من أمك، عشان تفرس واحدة، لازم تجيب اللي يغيظها، بس تكون ادب وأخلاق، وأنا عارفة خطوبتك من بنت النمساوي ماهي إلا فرقعة تثبت لنفسك إنك ممكن تعيش عادي بعيد عنها، غلطان يابن زينب، مش هتاخد غير وجع قلبك ولو هي بتحبك هتجلطها، أصبر على ليلى كلامها كله من غيرتها ياحضرة النايب 

ولو على سليم فهو ربنا يرحمه ياحبيبي، عيش حياتك، ودا مش نقص من رجولتك بالعكس، الرجولة إنك تحتوي اللي بتحبه يابني، مش اللي تجبره وتضغط عليه يعني من الآخر 

الحب مفهوش كبرياء، لو انت اتنازلت شوية وهي اتنازلت هتلاقوا الدنيا بينكم حلوة 

خرج من شروده على وصول نورسين، وهي تجلس بجواره تقبله على خديه 

-عامل إيه ياحبيبي؟! 

-أهلا يانور، عاملة ايه؟! قالها وهو ينظر لتلك التي جلست تنظر إلى سيلين وتتناول حبة الفراولة تلوكها بهدوء، حتى ثبت نظراته على شفتيها التي تلونت بحمرة الفراولة، وبدأ يتمنى تذوق تلك الفراولة، ولم يستمع إلى نورسين عندما قالت: 

-هنزل البيسين شوية مع نورسين، شوية وتعالى، أومأ دون حديث

أقترب من جلوسها رفع يديها التي بها ثمرة الفراولة فجأة  ووضعها بفمه كأنها تطعمه 

تلونت وجنتيها بحمرة الخجل، وشعرت بدقات عنيفة حتى زعمت أنه استمع إليها فهمست بتقطع

-بتعمل إيه اتجننت!! 


اغمض عيناه متلذذا بطعمها ثم نطق بخفوت

جوزك مصاب زي ماانتِ شايفة، مش المفروض تأكليه، ولا تاكلي لوحدك، غمز بعينيه، عندما ارتجفت شفتيها من فعلته، وتورد وجهها بالكامل فتحدث قائلا:

- طعمها يجنن بس بحبها طبيعية مش صناعية 

جحظت عيناها من بروده واستفزازه لها 

-جوز مين إن شاءالله، جوز حمام ولا فراخ، ابعد عني، وروح لعروسة المولد تبعك 

نظر لعيناها الغاضبة، وشفتيها المنتفخة فرفع جسده إليها، فجذب منها أخرى وفعل مثل الأول قائلا 

-انا باكل فروالة صناعية على فكرة مش طبيعية قالها وهو ينظر لشفتيها المنفرجتين أمامه... ثم اكمل ومازالت نظراته تحاصرها 


- ظلماني بس اوعدك هدوق الطبيعي، عارف ومتأكد طعمه محصلش... رعشة اصابت جسدها عندما رفع يديها مرة أخرى ويضع باقي حبة الفراولة 

-اكلي جوزك ياحبيبتي، متخليش نفسه في حاجة، وخصوصا عريس بعد كام شهر، ولازم تهتمي بيه، ضرتك غبية مالهاش غير في المكياج...ابتعدت عنه بعض الشئ وهي 

ترمقه بنظرات  لو تحرق لأحرقته فهمست

-جنازة تاخدك يامستفز، رفع كفيه يلوح لنورسين 

-اوعي تغرقي يانور شوية وجايلك حبيبي عشان اعلمك العوم صح، قالها وهو يرمق التي بجواره عبارة عن كرة ملتهبة، فنهض من مكانه 

- تسلم ايدك الفراولة تحفة، هقوم أهو عشان متزقيش هتاكليني بدل الفراولة، هروح أعلم خطيبتي السباحة.. 

نظر لبطنها ورسم إبتسامة سخرية 

-خليكي انتِ مع البطيخة بتاعتك أكليه فراولة، حاسس في الآخر هتولدي سحلية شبهك 

اتجهت بنظرها سريعا إلى نورسين التي ترتدي مايوه، قطعة واحدة وهو مايعرف بالبيكني، فاستدارت بنظرها إليه 

-أوعى تقولي أنك هتنزل تعوم معاها وهي بالشكل دا، لا دا كدا حرام، هي مش مراتك عشان تشوفها بالشكل المقرف دا 


-ودا أسميه إيه؟! غيرة ولا حاجة تانية، يامراتي المستقبلية 

ابتعدت بنظرها عنه قائلة 

- انا واحدة ارملة عايشة لابني وبس... ثم تحدثت بابانة

- ولو على انك غصبتني على الموافقة بجوازك، فالجواز هنا باطل، يعني اعمل اللي انت عايزه، أنا بنصحك مش أكتر 

رفع انامل وامسك خصلاتها المتمردة واضعا اياها خلف اذنها بعدما سقط حجابها بفعل الهواء 

- وايه كمان يالولة قولي.. اشجي قلب جوزك ياحبيبي، رغم أنه اردف بها ليضيقها، إلا انها اخترقت قلبها وتسارعات نبضاته..ناظراته بليلها الدامس وتمنت ان يقوم بخلع نظارته، للحظة شعرت باشياقها للنظر لعيناه 

كانه شعر بها.. فقام برفع نظراته على خصلاته 

- لو شايفة جوازك مني غصب... اوعي توافقي عليه، ومتخافيش من جدي، مش هيقدر يعملك حاجة، أنا صعبان عليا ماما، فخلينا متفقين 

-نظرتك ليا انا مش حاببها خالص، فبقولك لو جوازك مني هيتعبك، كلمي ماما وفهميها، وصدقيني هكون مع قرارك، بلاش أنا اللي أوجع قلبها، لكن متأكد من قرار امي، فهي دلوقتي شايفاكي مراتي، فخليها تشوفنا كدا، عشان منزعلش من بعض، ووعد مني مش هقرب منك وكأنك مش موجودة، بدل بينا الإحترام  

كلماته اخترقت روحهها حتى شعرت بالصدمة، فخرج الكلام منها متقطع  

- انت عايز ايه، مرة احسك طيب ومرة 

توقفت  ...فرفعت بصرها تدقق النظر في مقلتيه ،  أكمل حديثها 

-طول ماانتِ كدا عمرنا ماهنتقابل 

فرد جسده بجوارها  ونظر إلى نورسين وأكمل 

-أنا مش هغصبك على حاجة عيشي حياتك، وزي ماانتِ شايفة، أنا ونورسين هنتجوز، أصل  عمرها ماقلتلي اني بتاع ستات، ولا بتكرهني

اعتدل مستندا على ذراعيه السليم، يدقق بملامحها الجميلة فأردف:


- نورسين حلوة صح، وتحسيها فهماني من نظراتي...قالها وهو ينظر إلى نورسين، ثم تنهد بعمق في محاولة لأستجماع رباطة جأشه، فرفع نظره إليها وجدها مغمضة العينين، حتى لاتبكي من حديثه، ولكنها فتحت عيناها عندما استمعت إليه 

-مقولتيش رأيك في ضرتك يامراتي المستقبلية  

- زي الزفت على دماغك ودماغها... قالتها بتحقير وغضب ونظرات نارية موجه له 

لا لا زوجتي المصونة بتغلطي في ضرتك 

ظلت تضغط على يديها واعصابها بقوة.. ودون وعي لكمته بصدره وهو متسطح بجوارها 

- انا مش مرات حد افهم بقى.. ولو كنت اخر راجل في الدنيا 

جذبها بقوة حتى اختلت جلستها واضعة يديها على صدره، فكالعادة كلماتها تحرقه.. اقترب منها ونظرات ناريه 

- طيب انا بحاول أكون متعاطف معاكي، دا مش ضعف ابداً مني، دا رأفة بحالك انت في حكم مراتي دلوقتي، مش لسة باخد رايك 

وصلت نورسين إليهما جلست بجواره، تتناول من الفواكه 

استندت على الجدار خلفها فرمقتها مستهزئة تنظر لثيابها التي عبارة عن بيكيني من قطعة واحدة وهي تقف امامهما 

-بقولك ياعروسة المولد وسعي كدا ياحبيبتي قطعتي عني الهوا، كفاية حزلئوم بتاعك، واه خدي طبق الفراولة كرهتها 

كتم ضحكة بداخله، وهو يجذب نورسين حتى اقتربت منه

-ماتأكليني يانور، دا حتى ام البطيخة بتقولي خلي حبيبتك تأكلك 

حاولت النهوض عندما شعرت بنيران تكوي قلبها دون رحمة من إقترابهما بشكل مؤذي لقلبها،  ولكن ثقلها لم يساعدها، فتحدث 

-إيه اجبلك ونش يرفعك ياام سحلول

أمسكت الصحن الذي أمامها والقته عليه، حتى تفداه بصعوبة...ثم اتجهت إلى نورسين قائلة 

-قولي لحزلئوم بتاعك يبعد عني، ولا عروسة المولد مش مالية عنيه

تحدثت نورسين 

-وهو ينشغل بيكِ ليه، على فكرة راكي قالي كل حاجة، يعني جوازكم صوري فبلاش حركاتك دي 

نظر إليها بحزن دفين، فعشقه لها يوازي كبريائه اللعين، ولتجاوزه كبريائه عليه أن يجعلها تصل إليه وهي ترتمي بأحضانه لتنعم بعشقه دون أن يجرح كبريائه، فاتجه إلى نور 

-سيلين خرجت من البسين، روحي وأنا هلحقك

وقفت ترمق ليلى بنظراتها فتحدثت 

-متتأخرش عليا ياحبيبي، عايزين نرجع ايام زمان، فاكر لما كنت بتعوم وانت شايلني 

قوس فمه بسخرية عندما وجد نظراتها إلى ليلى فأردف

-وماله ياحبيبي نعوم منعمش ليه، تحركت وهي تشير بيديها 

-متتأخرش ...انزلقت دمعة من أعين ليلى، كان يتأمل ملامح وجهها الحزين، ببؤس مزق روحه المحترقة 

  


-ليلى متزعليش من نورسين كان لازم اعرفها إن جوازنا هيكون صوري، ثم رفع نظره إلى نورسين التي تسبح 

- اما الجواز الحقيقي هيكون معاها هي، هنام في حضنها هي، هي ....فجأة توقف عندما وجد دموعها تتساقط بغزارة على وجنتيها، 

رعشة أصابت قلبه من حالتها، وحاول استجماع شجاعته الواهية، فأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يقول بنبرة مرتعشة

-ميرضنيش إنك ترتبطي بواحد ذبالة، واحد بتكرهيه ومحول حياتك لجحيم، كان لازم اكدلك بعمل كدا عشان ماما وبس

أمسك كفيها مردفًا 

- انتِ صح، أخر الست عندي السرير، يعني ممكن بعد جوازنا أغير رأيي و...

نزعت يديها بعنف فأطبق على جفنيه

-انت ايه، مستحيل تكون بني آدم وعندك إحساس،  ليه دايما تأكدلي أهم حاجة عندك توجعني وخلاص، ليه ياراكان دايما بتحسسني اني رخيصة، نهضت تحاول السيطرة على نفسها حتى لا تضعف أمامه..نظرت إليه قبل تحركها 

-ربنا يوجع قلبك زي ماوجعت قلبي 

فتح عيناه وكأنها صفعته بقوة على وجهه 

فنهض يجذبها من رسغها ونظر إليها شرزا 

- هيكون اكتر من كدا وجع... بس ماتخافيش هيشفى نورسين هتطبطب عليه وبلمستها هيشفى

- الله ياخدك ياراكان، ربنا ينتقم منك، قالتها وهي تلكمه بقوة 

تركها عندما ساءت حالتها بالبكاء

وارجع بجسده عنها مغلقا عيناه، سابا نفسه بابشع السباب من حالتها التي اوجعت قلبه

-ليلى بهزر معاكي صدقيني، إنت غبية أصلا متعرفيش انت بالنسبالي إيه 

حاوطها بذراعيه 

- ليلى اهدي مش هتكلم تاني، شهقات متتالية وهي تبكي 

-أنا غبية فعلا عشان حبيت واحد بتاع ستات، واحد أهم حاجة عنده...، قطعت حديثها عندما وجدت نظراته التي أخترقتها

-حبيتي الراجل اللي ايه، قولي وسمعيني كدا تاني، قولي إني مسمعتش غلط، قالها وهو يجذبها لأحضانه، حاولت دفعه ولكن قوتها انهارت وتلاشت حينما تسربت آلامها بكامل جسدها، همس لها : 

- وإنت متعرفيش إني حبيتك بجنون يامجنونة، والله العظيم مفيش حاجة من اللي في دماغك 

وصلت نورسين عندما وجدتها بأحضانه فصاحت 

-إيه اللي بيحصل دا ياراكان؟! 

كانت تضغط على كف راكان الذي كان يحتضنها به، لم يشعر بشيئا سوى أنها بأحضانه لأول مرة بإرادتها، وكأنه لم يرى ولم يسمع كلمات نورسين، هي فقط همسها رائحتها التي اسكرته حتى همس بجانب أذنها 

-ليلى تأكدي مش عايز غيرك، تأكدي من حبي ليكِ،  كانت لا تشعر بكلماته ولا به كل ماتشعر به آلامها التي أصبحت تخترق جسدها كاملا فصرخت 

-  انا تعبانة شكلي هولد، أخرجها من حضنه 

- خدي نفس مفيش ولادة ولاحاجة لسة بدري... جذبته من قميصه بيديها من شدة الألم الذي اجتاحها 

- راكان هولد اتصل بيونس، انا تعبانه هموت.

صرخت بقوة به

-بقولك هموت 

احتضن وجهها ينظر لمقلتيها وأردف

-اهدي حبيبتي، اغرقت وجنتيها بالدموع، تضع يديها اسفل بطنها وصرخة مليئة بآلامها 

وقف كالملدوغ عندما وجد المياه تخرج منها 

قام بحملها سريعا متجها لسيارته 

- ليلى هنروح المستشفى، حاولي تهدي... صرخت صرخات متتالية، وصلت سيلين على صرخات ليلى، واستقلت سيارتها سريعا 

ركب راكان بالخلف وهو يصيح بسيلين

مستشفى يونس بسرعة ياسلين وكلميه، اومأت برأسها وصرخات ليلى تصم اذانهما


- هموت ياراكان، آه قالتها ودموعها تنسدل بقوة... ضمها بقوة لأحضانه 

- بعد الشر عليكي ياحبيبتي... لا هتولدي وتقومي بالسلامة ..ضم وجهها بين يديه 

- ليلى حاولي تتماسكي عشان خاطري، نزل بجبينه إليها 

-ليلى عايزك متخافيش أنا جنبك، واعرفي إنك أهم شخص بحياتي، ضغطت على كفيه من شدة آلامها 

وصلوا  بعد دقائق للمستشفى 

قاموا بتحضيرها للعمليات... امسك يد يونس

- مش المفروض باقي شهر، ايه الولادة البدري دي 

ابتسم يونس رافعا حاجبه بسخرية

- متخافش ياعم المغرم، اومال كنت عامل دراكولا ليه من يومين 

امسكه من تلابيبه:

-روح ولدها مش ناقص برودك دا، وطمني 

هدأ يونس حينما وجد حالته فتحدث 

دا بيحصل كتير ولادة مبكرة... خرجت على الفراش وهي لا حول لها ولا قوة... اقترب مقبلا جبينها واردف بصوتا حزين 

- ليلى هستناكي هنا، عايزك تخرجيلي بسرعة... المهم اخرجي بالسلامة... لامس خديها باصبعه 

- اهم حاجه عندي انت... أهم حتى من الولد... امسكت يديه واردفت بصوتا منهك من كتر الصرخات 

- راكان متسبنيش لوحدي 

رفع نظره إلى يونس ورغم خوفه الشديد إلا أنه قال 

-يونس معاكي متخافيش 

سامحني، قالتها بألمًا، قبل جبينها:

- مسامحك مقدرش مسمحكيش.. قالها ونظراته تمشط وجهها بالكامل... وأكمل بعيونًا عاشقة 

-وبحبك مولاتي 

راكان أردفت بها بخفوت... جرتها الممرضه تدلف للغرفة.. وهي تتمتم باسمه 

"راكان انا بحبك" 



دلف إليها بعد ولادتها ليطمئن عليها، جلس ينتظر إفاقتها، وجد الممرضة تدلف عليه بالطفل بجوار يونس

-مبروك يافندم ، يتربى في عزك


حمله راكان بقلبا يرتعش، نظر إليه بإبتسامة، ثم رفع نظره إلى يونس 

-الولد شبهي مش كدا، قهقه يونس عليه 

-ايوة ملاحظ، واخد الرخامة كلها، الولد مبطلش عياط من وقت مانزل 


طبع قبله على جبينه ثم أردف 

-دا هيكون أمير العيلة، فاقت ليلى وهي تهمس ابني، فين ابني 


خرج يونس وهو يسحب سيلين حتى يترك لهما مساحة 

-ابني فين، ابني عايش ...أقترب وهو يحمل الولد 

-خدي السحلية اللي قرفاني بيه أهو، يعني بدل ماتفوقي وانتِ بتقولي راكان بتقولي ابني


ابتسمت بألما وتحدثت بصوت متألم

-انتوا الاتنين متزعلش، دنى منها يطالع ملامحها المتعبة

-لا طبعًا أنا مبحبش الشريك، أنا عايز أكون لوحدي بس...أغمضت عيناها مرة أخرى وذهبت بنومها 

  





بعد شهر كانت ترتدي فستان زفافها، تنظر إلى نفسها بالمرآة ،  وضعت يديها على صدرها حينما شعرت بألما بصدرها، استمعت بإشعار رسالة إلى هاتفها  

-شوفي حبيبك أهو في حضني، ماهو ميقدرش يبعد عني 

مش انا اللي اترفض ياحلوة، وياريت تنسي انه هيرجعلك تاني، وبلاش أقولك حبيبك كان عامل إزاي معايا، إنتِ حب لرغباته فقط 

ترقرق الدمع بعيناها تهز رأسها بغضب وتصرخ بصرخات حتى أوشكت على إنقطاع أحبالها الشوكية، فسقطت مغشيا عليها 

 

  يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية