رواية جديدة العذاب رجل لإيمي عبده - الفصل 29 والأخير
قراءة رواية العذاب رجل كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية العذاب رجل
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الأخير
هبط جاسر الدرج مسرعاً وكما توقع كانت الشمطاء وشريكها ينوحان بالاسفل ويشكوان سوء تصرفات شهد ويسبان اخلاقها حينها لم يبالى بهما وبحث عن شيخ المسجد وحين وجده أخبره برغبته بالزواج من شهد وموافقتها على هذا وأنها توكله ولياً لها ولهذا يطلبها منه كما أن زوجة أباها تريد إجبارها على الزواج من جارها الوقح الذى حاول التعدى عليها سابقاً وحين فشلت أفشت عنها شائعات كاذبه
رافقة الشيخ حتى الحشد وأخبرهم بكذب وإدعاء زوجة الأب والجار ولا داعى للتفكير فأخلاقهما معروفه بسوئها بين الجميع وأن جاسر هو خطيب شهد وأعلن أنه سيعقد قرانهما اليوم
شحب وجه العجوز وإسود وجه الجار وتراجعا متخاذلان بينما صعد جاسر والشيخ إلى شهد التى كانت مصعوقه حتى أنها ظلت تنظر إلى جاسر ببلاهه وهند من تحرك رأسها موافقه على كل شيء وحتى حين تم كتب الكتاب كانت توافق مسحوره بما يحدث وهى تظنه حلم جميل لن تستيقظ منه
❈-❈-❈
غادر الشيخ ومعه بعض رجال المنطقه لكن جاسر لم يتركها فهو لا يضمن عقلها الفارغ ولا حقد زوجة أباها أو وضاعة جارها فأسرعت هند بجمع كل حاجياتهن وسحبتها معها وهى لازالت الصدمه تمنعها عن إبداء أى تصرف
❈-❈-❈
اخذهما جاسر للمكوث بمنزله وظل يعامل شهد بجمود ليعيد إليها عقلها فحين أفاقت من خدر النشوه والذهول كانت معترضه غاضبه ومكثت بأبعد غرفه بالمنزل عن غرفته وعادت تعمل بالمطعم لتكيده فقد أخبرته انها لن تقبل ان يصرف عليها فلساً فوافق بهدوء أغاظها
❈-❈-❈
لقد بدأ ليث من وقت ليس بقليل يتحدث إلى فرح يقص لها أحداث يومه كما طلب منه الطبيب علها تتفاعل معه لكن لا جديد فحاولت الفتيات بلا فائده وبعد إستشارة طبيب أدرك أن عقلها الباطن يهرب من الواقع لسبب ما ولمعرفة السبب يجب معرفة الحدث الذى تم لتصل إلى هذه المرحله وبعد تفكير طويل فميرا إلتقت بها وعلمت بأمرها مؤكد من حسام لذا طلب من جاسر الإستفسار منه لأنه لو واجهه سيضربه حتما وقد أخبره بما يعرف وبدمج الأحداث إتضح أنها كانت خائفه ليس فقط على صديقتيها بل من والديها لذا أدرك أن فقط ندمهما وإعتذارهما لها وإقرارهما بأنها تستحق الحب لكنهما هما من كانا كريهان هو الحل لكن والد فرح رفض أن يأتى فمنذ أن هدده ليث إذا لم يبتعد عن طريق فرح ويعتذر منها وينسى أمر زيجتها من ذاك الاحمق إبن زوجته وهو ناقم عليها لكنه هدأ قليلاً حين أدرك أنه تحدث إلى زوج أمها وأنهى زيجتها من إبن أخاه
لم ينفع الكلام معه باللين وكان ليث نافذ الصبر فأبرحه ضرباً وأتى به لاهثاً يجثو بجوار فراشها يطلب الصفح منها وقد بان تحسن بسيط حيث إرتجفت أصابع يدها قليلاً
بينما هدد ليث والدتها حين رفضت القدوم بأن يخبر زوجها عن مرض فرح ورفضها التواجد بجوارها مما سيجعل زوجها يطلقها حين يكتشف قسوتها فوافقت سريعاً وقد كانت ممثله قديره لو لم يكن هو من دفعها لهذا لصدقها حتى أنها أمسكت بيدها وسالت دموعها الحاره على ظهر يد فرح التى كانت مفعولها كالسحر ففتحت عيناها
❈-❈-❈
إستطاع القاتل التواصل مع جاسر أخيراً وأخبره بإتفاقه مع شروق لكنه وجد أنه إذا لم ينفذه وباعها لجاسر سيستفاد أكثر
لم يخب ظنه فقد شكره جاسر وكافئه بسخاء مقابل أن ينسى الأمر برمته وقد وافق فقد أخذ مالاً أكثر مما تمنى بلا تعب
لقد تمادت شروق كثيراً كما أن ما فعلته يعنى أن شهد ليست بمأمن وهو لن يقيد حركتها ليحميها من حقود كشروق لذا حارب والدها بكل قوته وكما توقع لم يصمد طويلا فسقط مفلساً سريعاً مما جعله هو وزوجته فى حالة هياج وقد تكرمت وأتت بنفسها هذه المره فدوماً ما كانت تهاتفه وكان دائم التملص من دعواتها لزيارته لها وحين رآها تلاشى أى إرتباك فقد أصبحت ضعفي حجمها السابق ولا يبدو عليها الألم والحزن اللذان إدعت أنها تعانيهما وهذا أكد له كل ظنونه السابقه
لقد تلاعبت به ولو كانت والدته هى من حدث معها هذا لإقتلعت عينيها من مقلتيها
فى بادئ الأمر توسلته لكنه رفض مساعدتها ببرود مما جعلها تثور وتصرخ مستنكره فعلته ولم تقف عند هذا الحد بل بدأت تهينه ثم تجعد وجهها الضخم
- بقى حتة بت حوارتجيه زباله تخليك تعمل كده ف أهلك
- أهل مين يا خالتى إنتى لا تنفعى أهل ولا سند لحد روحى ربى بنتك اللى طالعه نازله زى المنشار عاوزه تاخد كل اللى مش لها وافتكرت ان صبرى عليكم ضعف وراحت أجرت قتال قوتله يقتل حبيبتى
لم تستوعب ما قاله فى فورة غضبها: أى إن كان اللى ضحكت عليك بيه البت دى كدابه بنتى ست الكل
تنهد بملل: ركزى يا خالتى بنتك إستأجرت واحد ووعدته بفلوس كتير وفكرت إنها ناصحه هتكدب عليه وتقوله اللى قبلك خذلونى نفذ وبعدها أدفعلك لكنه مطلعش غبى ودور وراها وأما عرف إنها بخيله زى اللى خلفوها جانى وأنا صراحه دفعت دية حبيبتى وبس لكن بنتك تتحرق بجاز خليها تتربى والراجل مستحلفلها وبيراقبها نهار ليل من غير ما تحس عاوز ينتقم منها عشان خدعته ودا ف شغلهم إهانه كبيره ميمحيهاش الا الدم
بدأت تستوعب ما يقول ورغم أنها تريد أن تقتل إبنتها الآن لكنها زُعِرَت وتمتمت برعب: ينتقم ازاى
أجابها بلا مبالاه: أهو يخطفها يغتصبها بقى يقتلها معرفش هم لهم أساليبهم
صرخت بغضب: وانت بارد كده ازاى ادفعله
- ليه فاتحها تكيه مفيش مليم هتشمو ريحته منى تانى
ثم إتسعت عيناه بكره وخفض صوته بتهديد: فاكره أما كانت اختك بين الحيا والموت كنتى فين انتى؟ قاعده تملى كرشك وسيباها تموت دلوقتى افتكرتى انها كانت ف الدنيا ف يوم وان لها إبن
ثم ضحك بصوت مخيف ونظر إليها بتقزز :إخص عليكى يا خالتى جايه تتخانقى بدل ما تباركيلى
لم تجيبه بل قضبت جبينها فقط فتابع بهمس متشفى: مش أنا كتبت كتابى والفرح قريب
بهت وجهها ونظراته أخبرتها أن لا فائده من أى محاوله أخرى فخرجت تتعثر خطاها ولا تعلم ماذا تفعل
قرر زوجها أخيراً بعد أن فقد أى أمل أن يستأجر منزله الفاخر بعد ان صرح كل الخدم اللذين بدا عليهم الارتياح لترك العمل لدى شحيح مثله وعاشوا فى المنزل الخشبى المتهالك لحارس منزلهم القديم وأصبحت هى من تخدم أسرتها ويبدو أن جسدها سيفقد كل الدهون التى إكتسبها منذ زمن أما عن شروق فحين علمت بأمر القاتل إنزوت بأحد أركان المنزل مرتعبه حتى من الخروج ولم يخبرها جاسر أبداً بكذب إدعائه وأن القاتل نسى امرها ليأمن شرها
❈-❈-❈
كانت سعاده شهد وهند لا توصف بشفاء فرح ولكن رد فعل ليث كان مفاجئة لهما فقد إبتسم بهدوء وتركها وغادر وظل يوم كامل لا يأتى لزيارتها وحين عاد طردهما من الغرفه وإنفجر بها غاضباً أما من أجل أبوين لا يستحقان شيء أبقتهم جميعا فى هلع لشهور لقد شاب قبل أوانه بسببها وأبقت صديقتيها مرتعبتين من أجلها ألم تكترث لهما لا بل ألم تكترث له لقد ظل إلى جوارها يحاكيها يفيض لها بعشقه يؤكد لها أنه لها وحدها يريد الزواج منها يريد لكلاهما أن يعوض الآخر مما عاناه بحياته وظل ثائر يقطع الغرفه ذهابا وإيابا حتى وجدها تبتسم بهدوء وترفع ذراعيها نحوه فأسرع بإحتضانها بقوه وهو يبكى لقد كانت النور الأخير الذى أعطاه القوه ليتمسك بالحياة
إبتعد بهدوء وهى تمسح وجهه بلطف فإبتسم وأخبرها بكل الأخبار الجيده وأخفى عنها أى خبر سيء
❈-❈-❈
تفاجئ ليث باليوم التالى بوالده يهاتفه فقد عادت والدته ومعها فتاة تشبهها ومكثت بالمنزل ولا تكف عن إهانته هو ونانى أو السخريه منهما وإستغاث به أن يساعده لكنه أخبره أن يتصرف بمفرده فكل هذا خطئه وحده
نعم كانت مفاجئه غير متوقعه لكن شفاء فرح جعله لا يشعر بأى ضيق فمادامت معه وبخير لا شيء عاد يؤرقه
يشعر حقا أنه لا مبالى بها فلو عادت قبل الآن لثار وهاج لكنه الآن لديه ما يستحق أن يتجاهل كل إزعاج من أجلها لكن ذلك لم يردعه عن التقصي عنها وعما تريد دون أن تعلم فعز بعمل بعيد وهو ترك المنزل لوالده وزوجته لكنه لازال بإسمه
❈-❈-❈
ترك شريف الإداره وأصبح يقضى أغلب وقته بالصيد مع أصدقائه أو قضاء وقت مرح مع عائلته خاصه بعد زواج أسعد من زيزي وإنتظاره بشغف لقدوم حفيد جديد بالعائله
أخذ أسعد منصب شريف بجانب عمله كمحاسب مما أتاح لجاسر فرصه للإهتمام بمجنونته التى تزداد غضباً كل يوم لتجاهله لها حتى صرخت به ذات مره وهى تقريبا تهجم عليه وتعاتبه لبروده ولولا يداه الممسكه برسغيها لكانت خدشت وجهه بحده حتى انقذته كارما فقد أتت لتختار قالب حلوى مميز لعيد مولدها وحينها تذكرت شهد العيد السابق فقد ظلت شهد بعملها تستمع لإحدى زميلاتها تتحدث عن ما حدث فى العام الماضى أثناء تحضيرات العيد وقد وصفت لها ما حدث فقد كانت مستجده حينها حيث كان جاسر يحمل منشفه ويلوح بها بوجه مبتسم وتتمايل رأسه مع ألحان غناء أم كلثوم فى أغنية يا ليلة العيد ويدندن معها كذلك ليث الذى يتراقص مع المكنسه وشريف الذى ينزل زينة رمضان مع عز الذى يتبادل معه الغناء فنظرت حولها لتجد أحمد الذى ينظف زجاج واجهة المطعم يدندن معهم هل جميع الرجال هنا عاشقين لهذا اللحن فحتى حسام السمج يدندن معهم وحين رأت زيزي تدندن معهم ركضت تستفسر عما حل بهم جميعا حين بدأت هذه الاغنيه
-أصل والدة مستر جاسر كانت بتحبها أوى أوى والعيد عندها لازم بالاغنيه دى ومستر جاسر بيشغلها كل سنه وبصراحه الاغنيه حلوه فخدنا عليها وبقينا نستمتع بالعيد بيها
وشردت تتخيله كأنها تراه وتحياه بينهم ثم تنهدت بحنين وخرجت من المطبخ تتمنى لقياه فحدث وكأنه أحس بها فوجدته يخرج من مكتبه مع حسام
نظرت له بحب وبدأت تتلذذ بسماع الكلمات الجميله وعذب الألحان التى تتردد صداها بعقلها
وفجأه رفع رأسه فإلتقت عيناه ورغم البريق الذى ومض للحظه بهما لكنه خفق سريعاً وأصبحت عيناه بارده كالثلج فأفاقها هذا وجعلها تعود لرشدها وتسرع إلى المطبخ لتنهى أعمالها.
توقفت الذكرى بذهنها وعادت لواقعها حين سمعته يجيب على هاتفه بنبره لم تسمعها منه من قبل ولم تتخيله يوماً ودوداً حنوناً هكذا وقد إختفى بروده وحل الدفأ بعيناه وبسمته تشق وجهه بوضوح
- يااااه وحشاااااانى أوى أوى
- حبيبى يا حالو وحستنى اوى وعدتنى تجيبلى عيوسه جديده ومجتس
إنقطع صوتها وسمع صوت والدتها توبخها بحده فنهرها بضيق فإعترضت لدلاله لها ورفضت بشده أن يأتى لها بلعبه أخرى فقد إمتلأت غرفتها على آخرها
- متبقيش رخمه بقى اديهالى وحشتنى بجد
- طب ياخويا اقعد انت دلع فيها لما مبقتش قادره عليها
- ما علينا بدا كله اديهالى بقى
- طيب طيب حتى أرتاح من زنها
ثم ناولت الهاتف لإبنتها مجدداً: خودى يا ستى كلمى خالك
-حيااااتى يا وحشااااانى جدا
فهتف بمرح جعل عينا حسام تكاد تخرج من محجريها فهل هذا هو جاسر نفسه -مستحيل- ومن تكون من يحادثها فشهد تقف هناك تبدو كالمنبوذه هل وجد غيرها بهذه السرعه
-وانت ياحالو وحستنى اكتى
وضع راحة يده على صدره وتنهد بإشتياق: ااااه سامعه قلبى هينفجر من فرحته عشان سمع صوتك
كانت شهد تغلى غضبا وهى تسمع كلماته لظنها أنه يغازل إحداهن فلم تعد تحتمل المزيد وإنطلقت نحوه كالصاروخ غير عابئه بشيء وحين لمحها حسام أسرع بالإبتعاد فلن يغامر بفقد ما إستعاده من أجل أى أحد
-حبيبتى إنتى تؤمرينى أمر
قضب جبينه حين وجد شهد أمامه بوجه يؤكد أنها تنتوى قتل أحدهم
-طب ياقلبى هبقى أجى وأجيبلك كل اللى إنتى عوزاه سلام دلوقتى عشان تقريبا فى بقره شايطه هنا
أنهى المكالمه ونظر لها ليرى ماذا هناك فقد غادرت كارما ومن المفترض ان تلك الحمقاء هدأت فماذا أثارها مجدداً فتنهد بضجر لكنها فاجئته بصراخها الذى اجفله حتى أنه وضع يديه على أذنيه لكى لا يفقد السمع
- اااااه
- جرى إيه إنتى إتجننتى بتصرخى كده ليه
أمسكت بكتفه صارخه: مين دى يا جاسر بتحب غيري؟!
أبعدها بغضب: يابقره افهمى قبل ما تطرشينى دى بنت أخت أسعد يعنى بنت أختى عيله مكملتش تلات سنين
ولم يستطع إخفاء نظرة التسليه من عيناه وملامح السعاده من وجهه مما أثارها أكثر وزادت هياج بدلاً من أن تهدأ لكونه لا يحب أخرى فجذبها بحده وأغلق فمها الثرثار بشفتيه الدافئتين فجمدت للحظه ثم حاولت مجاراته فترك رسغيها وإحتضن خصرها يقربها إليه بلطف ثم إبتعد ليجد وجهها قد أصبح أحمر قاني فضحك بسعاده وإحتضن رأسها وهو يخبرها أنه يعشقها وعادت همسات الحب تتطاير بالهواء بينهما
❈-❈-❈
حين تحسنت حالة فرح وخرجت من المشفى علمت بكم الكوارث التى حدثت بغيابها لكنها تقبلتها بهدوء وطلبت من ليث مساعدتها بإعادة هند وعز سويا فلا سعاده لها ومن تعتبرها أختها تحيا بائسه ووافقتها شهد التى إشترطت ألا تتم زيجتها إلا بعد أن تطمئن لهناء هند لكن الأمر لم يكن سهلا لكنه وافق وقرر كتب كتابهما كبدايه لتنفيذ خطتهم فلقد كان كتب كتاب جاسر مفاجئ ووصل الخبر إلى عز بالهاتف وباركه بهدوء اما الآن فهذه فرصه ليجبره على العوده للحضور وليرى ردة فعله حين يرى هند
❈-❈-❈
لقد تردد عز وحاول إقناع ليث بألا يأتى لكن ليث أصر وهدده بمقاطعته إذا لم يأتى فأتى مرغماً لكنه ظل بالخارج حتى وصل المأذون فتبعه بهدوء وحاول جاهدا ألا يجول ببصره هنا وهناك لكى لا يراها ورغم هذا رأى إنعكاس صورتها بزجاج النافذه وهى تنظر إليه بحزن من بعيد تظاهر بالصمود ولكن الرجفه التى بقلبه كانت مؤلمه وظل يتأمل إنعكاسها ووجهها الشاحب وعيناها الذابله وقلبه يعتصره الألم لكن لا فائده فهى لاتراه رجلا حتى لو أصبح مختلف الآن فهذه ليست حقيقته التى يريدها أن تعشقها لذا حين إنتهت المراسم بارك أخاه وخرج مسرعاً وكان الأشباح تلاحقه فإبتسمت هند بوهن وأخبرته أنه لا بأس فقصتهما إنتهت فتبادل الجميع النظرات الحزينه المنزعجه
❈-❈-❈
ما فعله عز جعل ليث على يقين أنه لازال يعشق هند لكنه يعاند وهو رغم أنه تغير لكنه غير راضٍ عن هذا التغير فعز البسيط الطيب كان أفضل من هذا الجامد البارد لا يريده مثله لذا خطط جيداً ليجمعهما سويا حيث هاتفه
- هبعتلك موظفه كويسه عينها عندك
- تمام
أنهى المكالمه ثم أرسل إلى سكرتيره يخطره بالأمر: ليث هيبعت بنت تشتغل هنا بعد بكره تعاقد معاها
-أوامرك ياباشا
❈-❈-❈
ظلت هند غير موافقه على هذه الخطه فأغلب الشائعات التى تداولها ضيوف ليث بيوم عقد القران تؤكد أن أحوال عز تبدلت بعد طلاقه من ميرا لذا ظنت أنه تألم لفراقها ولا تعلم أن ميرا أتته قبل أن تتم زيجتها من قريب والدها تحاول استعادته لكنه رفضها تماما، البلهاء ظنت أنها ستستطيع اغوائه لكن عز لم يكن يهتم لوجودها ولا يستوعب زيجتهما وأصبح يحتقرها فكيف ستغويه لقد مكثا بنفس الغرفه أشهر طويله لم ينظر لها حتى لكنها لم يكن أمامها حل سواه إما هو أو من يريد أباها زواجها منه خاصه أنها سمعت عن تبدل أحوال عز الذى أصبح ليثا آخر فأعجبها لكنه بالفعل أصبح ليثاً آخر رفضها صراحة وطردها وهو يؤكد لها أنه ليس ليث إن حاولت أن تفكر فقط مجرد تفكير به سيجعلها تبكى دماً ندماً على رؤيته بيوم ما وغادرت غاضبه خائفه فقد كان عز أسوأ من ليث مما نشر الشائعات أن الطلاق تم بسبب علاقتها بليث فقصصها الوهميه عن عشقهما الزائف أوهمت الجميع بوجود علاقة شائنه بينهما لكن زواجها من آخر وإرتباط ليث بفرح أبطل تلك الشائعات
❈-❈-❈
تألمت هند لكل هذا أكانت لعبه يكيد بها زوجته إستغل تلعثمها وضعفها لصالحه لذا فوجودها هنا بلا معنى فقررت الرحيل وحين جلست بجوار حارس منزل جاسر تنتظر أى وسيلة نقل تُقِلها من هنا إلى أى مكان فليس لها رغبه بالمكوث هنا أكثر فهذا منزل جاسر ويحق لشهد فقط التواجد به وحتى لو إستضاف فرح فلديها زوجها الآن أما هى فمجرد عاله عليهم جميعا
أخبرها الحارس الثرثار الذى أفضى بكل ما يعرفه وما لايعرفه لها عن عز الفتى المرح الذى تحول إلى آله جامده لا رغبه لديه فى الحياه منذ أن طلق زوجته رغم أنه لم يكن يتذكرها يوماً رغم أنه أُرغم على تلك الزيجه وقص لها كيف تزوجا فأعدلت عن قرارها بالرحيل لن ترحل بل ستنفذ خطة ليث وتذهب للعمل بالفندق الذى يديره لقد أحبها وأخرجها من السجن الذى وضعت نفسها به وستستعيده وتخرجه من سجن نفسه
❈-❈-❈
أثناء مراجعة ليث لبعض الحسابات مع أسعد وجاسر أتت إحدى العاملات تخبره: فى واحده عوزاك بره
تنهد بضيق فهذه الكلمات يأتى دوماً بعدها كارثه: هو نهار باين من أوله مين هيا
- معرفش لما سألتها برقتلى خوفت لتضربنى
- ليه يعنى؟!
تدخل جاسر بملل: قوم شوفها
تأفف بضيق فما دامت ليست فرح فهذا يعنى إزعاج لا حاجه له ولسبب ما أحس جاسر بضرورة اللحاق به فرافقه أسعد الذى هتف بصدمه
- ياليله طين
تعجب جاسر: مين دى؟!
-أمه
إتسعت عيناه وهو يرى ليث يقف جامداً صامتاً بطريقه مريبه بينما تتأمل المطعم بعينان مخيفه
-شغال كويس المكان ده اوووف ماله ممل كده ليه آه صحيح
أشارت لفتاه لا تفهم للحياء شكل من هيئة ثيابها: دى خطيبتك أنا إخترتها سلمي عليه ياسوزى
قبلته وهو لازال جامداً لا يبدى أى ردة فعل فتسائل أسعد بتقضيبه تعجب: هو ماله؟!
- مش عارف ودا اللى راعبنى
- أنا حاسس زى ما يكون مش ف الدنيا أصلا
- فعلا دا نفس احساسى
رغم معرفته بوجودها لكن رؤيتها أمامه أعادت له ذكريات مؤلمه لكنها لم تعد ذات أهميه لقد مضت وإنتهت لذا عاد إلى واقعه ينظر إليها ثم فاجئها ببسمه ساخر
-لهو إنتى لسه فاكره إنك خلفتى ف يوم من الأيام بصى أنا لا هكسر ولا أخسر أنا بمنتهى الأدب هطلب منك تسحبى البرص اللى معاكى دى وتغورى من هنا وإلا هجيبلكم الأمن ولعلمك أنا عندى علم بكل حاجه من أول جوزك اللى طفش زى غيره لحد الفلس اللى جالك ودلوقتى جايه تلفى عليا معتمده عالرعب القديم اللى فاكره انك ربيتهولى هه لكن للأسف أنا كنت بقرف منكم لدرجه متسمحش ليا إنى أخاف
ثم نظر إلى الفتاه وأشار نحوها بتقزز : البتاعه دى مش بنت الست اللى إنتى مديونالها ووعدتيها بجوازه تعوض المبلغ بس دا ف المشمش
ثم تنهد واردف بضجر: وأظن إنك سمعت إنى كتبت كتابى ومش ناوى أجى البيت اللى قعدتى فيه بدون مناسبه فعجلتى بمجيك لكن أحب أبشرك إن عدمه مجيك كان أريح
تشقق قناعها البارد سريعاً وصرخت مستنكره وكانت كمن جُنت فجأه بلا داعى لكنه ببرود طلب الأمن الذى القى بها خارجا
أسرعت نادله إلى الداخل تهمس لزميلتها عما حدث: شوفتى اللى جت تسأل عن ليث بيه؟
- لأ هيا مين؟
- معرفهاش واحده كده تشوفيها قلبك ينقبض وليه شبه الجراده الفضائيه متفهمليهاش معنى
تدخلت صالح يحذرهما: هشش إنتى وهيا دى أمه
إتسعت عيناها بذهول: يا لهوى بقى العنكبوته دى أمه
-آه ياختى إنتى وهيا وعشان كده يستحسن تتكتموا وتركزوا ف أشغالكم
عادتا إلى أعمالهما لكن الهمس والثرثره هما سبيلهما لتسلية وقت العمل
❈-❈-❈
وعلم ليث لاحقا بعد أن طردها بهذا الشكل المهين أن الفتاه التى كانت برفقتها تركتها واخبرت والدتها بما حدث ولم تنم والدتها حتى تيقنت أن الأخرى بين ظلمات السجون وكان الأمر صفعه قويه قتلت غرورها الأحمق فلم تتحمل الأمر وفقدت عقلها وتم نقلها إلى مصحه عقليه لتقضى بها باقية حياتها
❈-❈-❈
بينما ظلت هند تجاهد لتراه فقط بها فائده حتى كادت تيأس فطلبت أن تستقيل عل هذا يدفعه لرؤيتها
- تمشى ليه هيا لحقت تشتغل عشان تمشى؟!
- الصراحه البنت شغلها كويس وهاديه ومبتعملش مشاكل ومحدش بيضايقها مش فاهم ليه فكرت تستقيل فجأه بتقول ظروفها العائلية بتجبرها تمشى
- إيه وجع الدماغ ده دا إسمه تهريج
- ياباشا متضايقش نفسك أساسا شغلانتها ألف غيرها ممكن يشتغلوها
- خلاص مشيها وشوف غيرها صحيح هيا كانت بتشتغل إيه
- عاملة نظافه
لانت ملامحه للحظه وفرك جبينه بأصابعه لقد أعاد إليه هذا العمل الذكريات لقد كان أجبن من أن يحاول إستعادتها وإختبأ خلف وجه جامد غاضب هرب بالعمل وأجبر نفسه على القسوه حتى أصبح شخصاً آخر يمقته لكن روحه معلقه بها فكيف يستعيدها بلاها
طال شروده فحمم السكرتير فأشار له عز: طب روح إنت دلوقت
❈-❈-❈
أصابتها خيبة الأمل فحتى برحيلها لن تراه فجمعت حاجياتها وإنتظرت قدر المستطاع على مقربه من مكتبه علها تراه لكن أحد المدراء أمرها بأن تغادر حينها خرج عز من مكتبه وتجمد بأرضه حين رأى وجهها ولم يستطع الحراك فإستدارت وكأنها أحست بنظراته تجاهها ودون تفكير بالعواقب تركت كل شيء وركضت إليه فقد تعبت من التظاهر بالتماسك
ألقت بجسدها عليه وتلقائيا إلتقفها وظل للحظه جامد حتى همست ببكاء بجانب أذنه وهى تقف على أطراف أصابعها
- اي بسحبيبى وحشتنى أوى متبعدش تانى يا عز أنا ميته من غيرك أنا بحبك أوى أوى
لقد أوحت له فى السابق بحبها لكنها لم تقلها صراحة أبداً
أبعدها ينظر لها بتساؤل فأومأت بتأكيد فنفض عنه الجديه وحملها وهو يضحك ويدور بها بمرح يتردد صدى ضحكاتهما فى الرواق وقد كان الجميع فى ذهول أهذا هو الجامد البارد الذى كان يرعبهم
عادا سويا تنطلق الفرحه من عينيهما ورغم أن خطة ليث بوضعها تعمل أمام عز طوال الوقت ليلين فشلت بقوه لكن الإشتياق كان أكبر حافز أعادهما لبعضهما
تم التحضير لزفاف جماعى سيتم كتب كتاب عز وهند وزفافهما مع أخويه وصديقتيها فليسعدوهم الله وليسعد كل إثنين أنعم عليهما بالزواج والحب
تمت بحمد الله
إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية