-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 8

 

    قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


الفصل الثامن

 (اتفاق)


جلست فوق فـ راشها بعصبية وبداخلها بركان على وشك الانفجار فهو قبـ لها دون وجه حق كيف يسمح لنفسه أخذ عذرية شفـ تيها 

رفعت يدها تتحسس شفـ تيها بتيه لكنها سرعان ما نهرت ذاتها فهو ليس بزوجها كي يفعل ذلك

 استغفرت ربها ومن ثم جذبت الغطاء فوقها عازمة على النوم وفي الغد سيكون لكل حادث حديث.

❈-❈-❈


في فيلا صبري

وصل كلا من أدهم وعائلته بداخلهم مشاعر مختلطة

 فأحدهم يكاد يحلق في السماء من فرط سعادته

وآخر يشعر بالحقد والكراهية وبداخله توعد كبير

وآخر غير مبالي 


صعد أدهم الدرج وهو يحمل تالين التي غفت في الطريق تتبعه فريدة التي تشعر بالقلق حيال وضعهم الجديد فهي لم تعد تثق به بعد أن قبـ لها في منزل والدها 

كاد أن يولج جناحه أوقفه صوتها الغاضب: على فين يا أدهم انا هنام في جناحي أنا وتالين.


ابتسم ابتسامة جانبية ثم استدار للجهة الأخرة باتجاه غرفتها دون أن ينبث ببنت شفا

تنهدت بارتياح ثم تبعته وجدته قد دثر تالين بغطاء خفيف ثم استدار جاذبا أياها من معصمها وسط اعتراضها ثم أغلق زر الأضاءة وترك نور خافت في الغرفة كي لا تخف صغيرته مغلقا الباب خلفهما بهدوء.

حاولت سحب يدها من يده لكن هيهات كان كالجبل الشامخ 

ابتسم بحنان ثم انحنى على حين غرة حاملا أياها فوق كتفه واتجه بها إلى جناحه ولج بها بخفة ثم أغلق الباب من خلفه منزلا إياها لتقف على قدميها 

سحبت نفس عميق ثم صرخت به: ادهههههههههم انت ايه اللي عملته ده احنا اتفقنا على إنناا


قاطعها بجدية: اتفقنا ان محدش يعرف حاجة عن  اتفقنا ده يا ديدة.

 

نكست رأسها أرضا فهي في مأزق الآن كيف ستنام معه في مكان واحد لم تفكر في هذا الأمر سبت نفسها سرا 

شعرت بأنفاسه قريبة من وجهها وقبل أن ترفع وجهها وجدته يرفع رأسها بسبابته رامقا إياها بنظرات دافئة لم تستطع أن تتحدث في حضرته فنظراته تلك تبعثر مشاعرها فتحت فمها لتتحدث لكن لم تسعفها الكلمات فأغلقته مرة أخرى

ظل يتابع تخبطها هذا بحنان وعينيه لا تحيد عنها لكنه قرر أن يرحمها قليلا فتحدث بهدوء: أوعي توطي راسك وانا موجود يا فريدة انا من النهرده هكون سندك وأمانك مش هسمح لحاجة في الدنيا تزعلك.


 ثم دنى منحنيا لاثما جبينها برقة شديدة واسترسل حديثه: ارتاحي يا حبيبتي انا عمري ما هجبرك على حاجة يكفيني بس انك بقيتي على اسمي.


 ألقى كلماته ثم اتجه إلى غرفة الملابس ملتقطا ثوب منزلي ودلف وجدها لا تزال واقفة فتنحنح كي تنتبه له: تقدري تنامي على السرير وانا هنام على الكنبة ادخلي غيري هدومك انا طلبت منهم ينقلوها لجناحي وانا هغير في الحمام.


 ألقى كلماته دفعة واحدة وولج للمرحاض 

تابعته حتى اختفى بداخل المرحاض ثم سارت بخطوات بطيءة باتجاه غرفة الملابس وبداخلها مشاعر متضاربة.

❈-❈-❈  


في شرفة منزلهم يجلس بشرود تام فعلى الرغم من ثقته الكبيرة بأدهم إلا أنه يخشى كثيرا على ابنته هو يعلم علم اليقين مدى عنادها فهو ما زال متذكرا نظراتها عندما كانت توقع اسمها أمام المأذون فقد كانت نظرات غريبة مزيجا بين الحزن والتحدي مما جعله يخشى كثيرا عليها.

 قاطع شروده صوت يوسف الهادئ: بابا حضرتك ليه ما نمتش؟

 مالك يا بابا شكلك مشغول بحاجة أقدر أعرفها؟


 أومأ له والده

 فسحب يوسف أحد المقاعد الملتفة حول طاولة الطعام وجلس بجوار والده في الشرفة هاتفا بجدية: كلي آذان صاغية يا حاج.


تنهد الحاج رشيدي مطولا وراحا يقص عليه ما كان يدور بخلده منذ قليل. 

ويوسف ينصت له باهتمام شديد انتظره حتى انتهى ثم هتف بجدية: والله يا بابا أنا كان من رأيي إن أنتم تستنوا شوية أنتو اتسرعتو في الجوازة دي آه أنا ملاحظ إن أدهم بيحب فريدة وجدا كمان بس محتاجة وقت عشان تهدى وتنسى اللي حصل لها لكن أدهم أخدها على مشمها كده من غير ما يفكر في عواقب استعجاله ده.


 أومأ له والده متفهما ثم هتف بتمني: ربنا يستر في اللي جاي ويهدي أختك ويصبر أدهم عليها

 عموما احن مش هنسيبها أبدا مش هنعمل زي جوازتها الأولى ونسيبها لوحدها هنفضل في ضهرها.


 تابع يوسف بثقة: طبعا يا بابا اللي حصل لها قبل كده مش هنسمح أبدا أنه يحصل لها مرة تانية.


 ربط الحاج رشيدي فوق ساقه مغمفما بابتسامة: ربنا يخليكم لبعض ويبارك لي فيكم يا رب.

❈-❈-❈


عبر الهاتف صاحت بغضب حارق: اتجوز يعني ايه اتجوز يا طنط هو مش انا وهو مخطوبين؟


 أجابتها بغل دفين: انت عارفة يا مرام يا حبيبتي أدهم عندي وما حدش بيقدر عليه ولما بياخد قرار بينفزه. 


انهمرت دموعها بغزارة وتعالت شهقاتها مغمغمة بنشيج: يعني خلاص انا وادهم مش لبعض؟


 أجابتها على الطرف الآخر بمهاودة: مين قال كده بس يا مرام أدهم مش هيتجوز غيرك. 


مسحت دموعها بأطراف أصابعها وتساءلت بصوت متقطع من أسر البكاء: مش فاهمة حضرتك تقصدي ايه؟


 صكت على أسنانها بغضب مردفة بتوعد: مش هخلي بنت الفران تتهنى أبدا مش هسمح لها تاخد ابني التاني مني عشان كده يا مرام عايزاكي تساعديني موافقة انك تحطي ايدي في ايدك ونرجع أدهم ليكي مرة تانية؟


 أجابتها على الطرف الآخر بلهفة شديدة: طبعا موافقة يا طنط بس قولي لي اعمل ايه بعد ما اتجوز؟


 ضغطت على شفـ تيها السفلى وراحت تتحدث بهدوء: ركزي معايا ونفزي اللي هقوله لك بالحرف الواحد.

❈-❈-❈


فوق فـ راشها مستلقية على بطنها تتلاعب بأقدامها وهي تتفحص صوره عبر حسابه الشخصي على الانستجرام ابتسامة حالمة تزين شفـ تيها 

استدارت على ظهرها وهي تتذكر منظر صديقتها عندما لاحظت تحديقها بيوسف فاتسعت ابتسامتها رويدا رويدا مغمغمة بفحيح: sorry يا لارا يا حبيبتي بس ما تعودتش اني اسيب حاجة عجباني لحد تاني ويوسف عجبني من أول مرة شفته فيها.


 أجفلت على صوت رنين هاتفها الذي ما زال في يدها فزفرت بحنق مغمغمة وهي تضغط زر الإيجاب: وده وقتك يا مرام 


استمعت إلى صوت بكائها على الطرف الآخر وهي تتمتم من وسط شهقاتها: أدهم اتجوز عليا يا أروى.


 استقامت جالس بعدم تصديق: اتجوز ازاي يا بنتي هو انتم مش مخطوبين!


 تعالت شهقات مرام مما جعل أروى تزفر بحنق هاتفة بنفاذ صبر: لأ بقول لك إيه بطلي عياط كده وفهميني بالراحة ايه اللي حصل بالظبط؟

❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي

 قفز من فراشه بإعياء شديد فهو لم يذق طعما للنوم منذ البارحة وعزم على مهاتفة أخته كي تعود إلى المنزل فهي منذ قدوم زوجته رفضت المكوث في المنزل تماما  هي تبغضها كثيرا. 

التقط الهاتف من فوق الطاولة المجاورة للفـ راش وبحثا عن رقم أخته ثم ضغط زر الاتصال ووضعه على أذنه ينتظر الرد.

 ثواني واستمع إلى صوتها الناعم على الطرف الآخر تقول بنعاس: مارو في حاجة يا حبيبي بتتصل بدري كده؟


 لارا لحد إمتى هتفضلي عايشة لوحدك كده ارجعي النهاردة من فضلك. 


هزت رأسها نفيا وكأنه يراها وهتفت بحدة: مش هقدر أقعد مع دي في بيت واحد مشيها من فضلك يا مراد. 


ألقى بجسده فوق الفـ راش مردفا بضيق لاحظته هي: الحقـ يرة بتلاعبني بعشق كل اللي عايزاه بتخلي البنت هي اللي تقوله لي ما ببقاش عارف أعمل ايه وخايف أرفض أؤذي عشق وخايف أوافق أؤذي نفسي بجد ما بقتش عارف أعمل ايه يا لارا من فضلك خليكي جنبي اليومين دول ما تسيبينيش أبدا. 


صكت على أسنانها حتى كادت أن تهشمها فتلك المرأة لم ولن تتوقف عن إيذاء شقيقها الوحيد على الرغم من الحب الذي كان يكنه لها إلا أنها خـ انته بدم بارد لذا عزمت على أن تنتقم منها شر انتقام 

فهتفت وهي تقفز من فوق الفـ راش: نص ساعة وهتلاقيني قدامك خلي سلوى تجهز الفطار على ما آجي.

❈-❈-❈


ملتفين حول مائدة الطعام يتناولون فطورهم في صمت قاطعه علي باستنكار: ازاي يا بابا حضرتك توافق ان شمس تروح تشتغل وتبات برة ما كانت تشتغل بالنهار وتيجي بالليل من امتى بنخلي بناتنا يباتوا برة البيت يعني؟


 أجابه بلا مبالاة وهو يضع لقمة صغيرة في فمه: والله الشغلانة جاية لها من طرف يوسف ابن الرشيدي وانا عارف انه مش هيأزي أختك أبدا وغير كده خليها بقى تساعد نفسها وتصرف على جامعتها.


 تنحنحت شهد بهدوء ثم هتفت بأريحية عندما لم تجد صغيرها بينهم فلقد انهى طعامه وولج إلى الغرفة التي تتشاركها مع أختها فرحة: انا عايزة اتطلق يا جماعة.


 بثق والدها الطعام.

 بينما هتفا علي بدهشة: نعم يا اختي تتطلقي لا هو احنا بنجوزكم عشان نخلص من همكم وانتي جاية تقولي لي تتطلقي!

 ده انا بفكر أجوزكم عشان أشوف حالي بقى انا زهقت من كتر ما بلم وراكم وورا مصايبكم ما تقول حاجة يابا لبتك دي؟


 رمقها والدها بغضب ثم صاح في وجهها: قلتي ايه يا بت تطلقي!

 وهو انتي هتلاقي أحسن من محمود يعني مش ده اللي كنتي بتحبيه وبتموتي فيه ايه يا اختي اللي حصل يعني؟


 رمقتها والدتها بتحذير كي لا تتحدث عما أخبرتها به بخصوص علاقتهما الزوجية 

لكن شهد لم تكترث لها وصرحت بكل ما يعتمر في صـ درها من قهر: بس دلوقتي بقيت بكرهه بكرهه وبكره وجوده معايا في بيت واحد ولو ما طلقتونيش منه انا هموت نفسي سامعين هاموت نفسي.


 هبى علي واقفا ودنا منها جازبا إياها كي تقف أمامه هادر بعنف: قلتي ايه يا روح امك عايزة تموتي نفسك يلا غوري خلينا نخلص من قرفكم وبلاش كهـ ن بنات بقى

 ليه عمل لك ايه محمود يعني؟

 ضربك الرجالة كلها بتضرب حريمها

 شتمك الرجالة كلها بتشتم حريمها يعني ما فيش حاجة جديدة.


 قاطعته بصراخ: بيغـ تصبني.


 ثغر فاهه بدهشة ثم انخرط في موجة من الضحك وهتف بلهاث من وسط ضحكاته: بي ايه سمعيني تاني كده يا اختي بيغـ تصبك هو في راجل بيغـ تصب مراته يا بت انتي الظاهر انكم بتدلعوا وعايزين تتربوا من أول وجديد مش كده برضو يا ابا الحاج؟


 أجابه والده وهو ينهض من مكانه  متجه للخارج: انا زهقت بقى منكم ومن مشاكلكم أقول لك مش انت راجل البيت من بعدي اعتبرني مت وشوف اللازم واعمله.

❈-❈-❈


فتحت عسليتاها بهدوء ثم استقامت جالسة وجالت الغرفة بعينيها فأبصرته نائما فوق الأريكة

رغما عنها راحت تتأمله مليا بدءا من خصلاته البندقية التي تمردت فوق جبينه وأنفه المستقيم وعينيه المغمضة التي تغطيها أهداب كثيفة وشـ فتيه المكتنزتين

 فرغما عنها تذكرت قربه المهلك منها عندما كانا سيقـ بلها في السيارة أغمضت عينيها باستمتاع وهي تتذكر نظراته الحانية لكنها سرعان ما نهرت نفسها إذ هزت رأسها بعنف كي تطرد تلك الأفكار  وهبت واقفة فذلك الشعور لا يجوز من ذلك الرجل الذي تلاعب بها وجبرها على شيء لا تريده

 اتجهت إلى غرفة الملابس كي تأخذ إسدالها إلا أنها تراجعت فمن اليوم وصاعدا ستجلس باريحية أكثر لقد كانت ترتديه من قبل من أجل أدهم لكن الآن هو زوجها حتى لو كان على الورق 

 دلفت للخارج بعد أن أغلقت الباب بعنف كي تزعجه عازمة على التوجه إلى غرفة ابنتها للاطمئنان عليها فهي لم ترها منذ الأمس.

❈-❈-❈


وقف أمام غرفتها عازما على التحدث معها وقبل أن يطرق الباب فوجئ بها تفتحه من الداخل وتطل من خلفه بابتسامة خفيفة سرعان ما تلاشت عندما وقع بصره عليها

 زفر بقوة فهو فهم ما يدور بخلد تلك الصغيرة فهي معها كل الحق أن تغضب منه فهو سمح لنفسه بتقـ بيلها دون موافقتها 

وقبل أن يتحدث ببنت شفا أشهرت سبابتها في وجهه هاتفة بحدة: بقول لك ايه يا جدع انت امبارح انا ما اتكلمتش عشان العقـ ربة مراتك كانت موجودة لكن لازم تعرف إن انا بنت محترمة ومش عشان تضايق مراتك انك تعمل حاجة حرام وعيب ومش هقعد لك في البيت ده سانية واحدة عشان كده اديني بقى حساب الكام يوم اللي اشتغلتهم عندكم وخليني أمشي.


  رفع يده وأخفض إصبعها هاتفا بجد: أنا آسف على اللي حصل مني امبارح يا شمس دلوقتي ما فيش وقت عايزك تنزلي تفطري معانا وما تقلقيش لارا أختي كمان جاية مش عايزك تتكلمي في أي حاجة دلوقتي لحد ما أقعد انا وانتي ونتفاهم وما فيش حد هيغصبك على حاجة صدقيني ولما نتكلم لو ما حبتيش الكلام اللي انا هقوله أو ما اقتنعتيش بيه صدقيني هخليكي تمشي وهديكي حساب شهر كمان اتفقنا يلا مستنيكي


 تابعته بعينيها حتى اختفى من أمامها ثم ولجت مرة ثانية للداخل مغلقة الباب من خلفها وهي تفكر في ذلك المراد الغامض وعلى الرغم من غضبها منه إلا أن فضولها جعلها تنتظر كي تعرف ماذا يريد منها فأسرعت للخارج عازمه على تنفيذ طلبه على الفور.

❈-❈-❈


احتضنت ابنتها بقوة وراحت تمطرها بوابل من القبـ لات ثم هتفت باشتياق حقيقي: حبيبة مامي يا توتة أول مرة تنامي بعيد عني من فترة طويلة بس أعمل إيه منه لله اللي كان السبب.


 ابتعدت تالين عن حضن والدتها وهي ترمقها بعدم فهم

 فضحكت فريدة بقوة ثم عانقتها مرة ثانية لكنها سرعان ما ابتعدت عنها عندما استمعت إلى هاتفها ينبئها بقدوم رسالة

 التقطته من فوق الطاولة وفتحت تطبيق الواتساب فاتسعت حدقتاها في دهشة عندما تعرفت على هوية المرسل فتحت الرسالة بسرعة وبدأت تقرأ بصوت منخفض: صحيح اللي انا سمعته ده يا فريدة اتجوزتي أخو جوزك ازاي تعمل فيا كده؟

 ازاي توافقي انك تدخلي مجرم زي ده حياتك مش ده اللي كان شايف كل اللي بيحصل لك وساكت!

 مش ده اللي هددك قبل كده انه هياخد بنتك منك نسيتي كل ده يا فريدة؟


 قبضت على الهاتف بقوة ثم راحت تكتب بعدم وعي: لأ ما نستش يا حازم صدقني جوازي من أدهم ده بداية لانتقامي من عيلة صبري كلها.

❈-❈-❈


صمت على طاولة الإفطار في فيلا عواد فقط النظرات هي التي تتحدث 

فقد كانت لارا ترمق ناريمان زوجة أخيها بنظرات نارية

 بينما شمس ترمقهما بفضول 

أما عن مراد فقد كان شاردا في خطته التي ستبعد تلك الشمـ طاء عن حياته للأبد ويدعو من الله أن توافق تلك الصغيرة على مساعدته. 


شعرت لارا بالغضب عندما أبصرت تلك الحية تقبل ابنتها من وجنتها وتطعمها بيدها  

هب واقفا موجها حديثه لشمس: شمس حصليني على المكتب عايزك في كلمتين.


 أنهت شمس طعامها ثم تبعت مراد 

بينما ناريمان وجهت حديثها لابنتها بعد أن طبعت قبـ لة صغيرة فوق وجنتها: حبيبة مامي اطلعي على أوضتك وانا هحصلك عشان نكمل لعب مع بعض. 


صفقت الصغيرة بحماس ثم صعدت للأعلى وهي تضحك بسعادة. 

❈-❈-❈

تجلس في الكرسي الأمامي لمكتبه ترمقه باستفهام؟

 زفرت بقوة عندما وجدته صامتا فسألته بهدوء مصطنع: مراد بيه حضرتك عايزني في ايه وايه المساعدة اللي اقدر أقدمها لك؟


 أجابها دون مقدمات: عايزك تمسلي ان احنا بنحب بعض وهنتجوز قريب. 


ثغرات فاهها بدهشة متسائلة: نعم انا وحضرتك بنحب بعض طب ليه؟


 أجابها بهدوء: عشان مش عايز مراتي قصدي طليقتي تفضل قاعدة هنا كتير هي راجعة عشان حاطة في دماغها اني ممكن اتجوزها مرة تانية بس ده استحالة يحصل فلما تفقد الأمل هتاخد بعضها وترجع من مكان ما جت انا مش قادر أمشيها عشان خاطر ما اجرحش عشق وعارف انك بتحبي عشقي وعشان خاطرها هتوافقي مش كده يا شمس؟


 صمتت قليلا تفكر فهي تحتاج الكثير من الأموال من أجل دراستها وإن وافقت على تلك الخطة ستبقى في العمل وإن رحلت تلك الشمـ طاء ستستعيد عملها مجددا. 

فهتفت بجدية: موافقة يا مراد بيه بس من فضلك بلاش تكرر اللي عملته امبارح مرة تانية حضرتك فاهمني طبعا.


 ابتسم بهدوء ثم أومأ لها بالموافقة هاتفا بجدية: مش عايز حد يعرف حاجة عن اتفاقنا ده فهماني يا شمس؟


 هزت رأسها إيجابا. 

فاستطرد حديثه: ودلوقتي بقى اطلعيه على أوضتك ما تخرجيش منها أبدا وانا عندي شوية حاجات في الشغل هخلصها وبعدين هرجع وأقول لك هنعمل ايه بالظبط.


 إبتعدت عن الباب بسرعة عندما شعرت بأنهما أنهيا حديثهما وهتفت بغل: بقى كده ياسي مراد بتحط خطط عشان تطفشني طب لما نشوف مين اللي هيطفش مين ويا انا يا هيا العيلة دي وانت يا مراد ليا سواء برضاك أو غصب عنك.


يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة