-->

الفصل الثالث - اسكن انت وزو جـك

 



 

الفصل الثالث


وتظن انك اطلعتُ على الاقدار ولكن الله يجريها كيفما يريد .

 

--

 

في منزل عزيز الجابرى يجلس مع زوجته يردف بغضب _ رابحة وافجت ع البت اللى رايدها عبد الرحمن ... آخر شئ كنت اتوجعه انها توافج ... كنت مخطط ان عليا واسماء يدخلوا جصر رابحة وهما اللى يحكموه بعدها ... بس هجول ايه !! ... كله من زين هو اللى حطها براسها .

 

اردفت بترقب وشرود _ خليه ياخدوها يا عزيز ... هو الخسران ... لو لف الدنيا كلياتها مهيجيبش زى بتى واصل ... وبعدين انت خابر زين اننا معينفش نعترض ولا نجول لرابحة لع ... يبجى على الاجل خلينا نفرحوله

 

نظر لزوجته بترقب ثم اردف متسائلاً _ بتك فين !!

 

اردفت بحزن وهى تتطلع للاعلى _ فوج ... حابسة حالها ف جوضتها ونازلة نواح  ... هى عتحبه بس هنجول ايه ... هو إكدة ولد رابحة مالوش ف الطيب نصيب .

 

نزلت اسماء من اعلى الدرج بوجه حزين تنظر لهما ثم نظرت لوالدتها واردفت بثقة وشموخ _ انتوا زعلانين ليه !! ... انى معفرضش نفسى على حد واصل ... هو مرايدنيش ورايد غيري خلاص ... الله يهنيه ... وانى إهنة جاعدة معززة مكرمة لما ربنا يكرمنى باللي يجدرنى ... ولا انتوا رايدين تعملوا معايا زى ما حُصل مع عليا واهى دلوك عتدفع تمن عادات وتجاليد ملهاش اي عوزة ... لا هى ولا جوزها عارفين يعالجوا ما بينهم وكل يوم الفجوة عتكبر ..

 

اردف عزيز بغضب وحدة _ وهى بتى كان فيها ايه عفش ! ... هما اللى مصانوش الامانة ... وانى ليا حديت تانى مع ولد اخوي .

 

اردفت اسماء بصدق _ اختى غلطانة يا بوي ... اختى من يوم ما مشت من إهنة وهى كل اللى عتخطتله رضا مرت عمى ... فكرت ان رضاها عيخلى زين يعشجها ... ولا عرفت تنول رضاها ولا عرفت تنول عشج زين .

 

نظر لها عزيز بترقب وغضب ثم وقف على حاله يردف محذراً _ مرة تانية لو اتحدتى عن اختك أكدة عتشوفي منى وشي معيعجبكيش .

 

قالها وغادر بينما تنهدت اسماء بحزن فوالدها دائماً يفضل شقيقتها ويعينها عليها حتى ف الخطأ وشردت تفكر في ماهى اتٍ .

 

--

فى القاهرة

فى منزل احمد الجابرى

 

يجلس هو واولاده وزوجته حول مائدة الطعام .

 

اردفت ناهد زوجته بترقب _ وانت هتروح يا احمد تحضر المقابلة دى !!

 

تنهد احمد بعمق ثم اردف بحيرة _ مش عارف يا ناهد ... عبد الرحمن كلمنى وطالب منى اروح ... بس انتِ عارفة رابحة كويس وانا مش عايز احتك بيها بأي شكل ... بس بردو عبد الرحمن غالي عندى اوى ..

 

اردف معتز ابنه بترقب  _ انا من رأيي يا بابا تروح ... ولو تحب انا ممكن اجى معاك ...  علشان خاطر عبد الرحمن ممكن اجى معاك ونرجع علطول .

 

ابتسم احمد بحب وحنو واردف _ خلاص يا حبيبي ... هكلم عبد الرحمن واعرفه اننا هنسافر ونكون جنبه في يوم زى ده ... وزى ما حضرنا فرح زين مش هنقصر معاه .

 

اومأت ناهد تردف بحنو _ ايوة يا احمد ... دول مهما كانوا ولاد اخوك ... بعيد عن امهم وعمايلها معانا زمان بس هما طيبين زى عبد الرحمن اخوك الله يرحمه ..

 

اردفت نيرة بترقب متسائلة _ طب وشهد يا بابا !! ... ليه دايماً سيرة زبن وعبد الرحمن هى اللى بتيجي وشهد لاء ! ... مش هى بنت عمى بردو .

 

اوما أحمد يردف بتأكيد _ طبعا يا حبيبتى ... شهد دى اكتر واحدة انا دلعتها وهى صغيرة قبل ما اخويا يتوفى ... كانت جميلة ومرحة بس الله يسامحها رابحة مكنتش بتحب خلفة البنات ... اول ما جابت بنت كانت زعلانة اوى على عكس اخويا اللى كان طاير بيها من الفرحة ... الله يرحمه كان نفسه يفرح بيها ..

 

كان معتز يستمع له بحب وقد شرد في امر حبيبة صباه وشبابه ... تلك الفتاة الصغيرة المرحة التى كانت تركض وسط الحديقة كالفراشة ... لن ينساها ابداً ولم ينساها .

 

اردفت ناهد بتروى _ ربنا يبارك في عمرك ... انت موجود واللى عبد الرحمن كان نفسه يعمله انت هتكمله ..

 

تنهد بشرود يومئ مردفاً _ الله يسامحه ابويا هو اللى حكمها علينا ... قال بنت اخويا اللى مالوش غيرها من لحمى ودمى وهى اللى هتحافظ على عيلتى ... كان حكيم في كل شئ الا في ثقته في رابحة .

 

--

بعد يومان

 

يجلس زين مع عبد الرحمن في حديقة القصر .

 

اردف عبد الرحمن بحماس  _ كلها كام ساعة ونروح نطلب مهرة الجلب .

 

ابتسم له زين واردف بحنو _ ربنا يفرحك جلبك يا ابن اخوك ..

 

طالعه عمر الرحمن بعمق وامتنان ثم تنهد واردف بشرود _ إكدة مبجاش غير سنة الجيش ونتجوز ... وانى خلصت اوراجى وجدمت وكله تمام ... بس في حاجة يا زين !

 

ترقب زين يطالعه متسائلاً _ حاجة ايه دى يا عبد الرحمن !

 

تنهد عبد الرحمن واردف _ انى عايز اكتب كتابي ... يعنى نطلب يدها وبدل ما نحدد خطوبة نخليها كتب كتاب .

 

تعجب زين واردف متسائلاً _ وه ! ... بسرعة إكدة ! ... ليه عايز تكتب كتابك من دلوك !

 

اردف عبد الرحمن موضحاً  _ علشان اجرب من مهرة صُح يااخوي ... طول ما هي مش مرتى مشهياش عتجبل اجعد معايا براحتى ولا اجرب منيها واتكلم معاها في اي وجت ... مهرة ملتزمة يا اخوي ومعتسمحش بأكدة ... لكن لو كتبت كتابي وجتها هتكون مرتى واجدر اجعد معايا ونتحدت براحتنا .

 

تنهد زين يطالعه بعمق ثم اردف بقلق _ تمام يا عبد الرحمن بس ربنا يستر من امك لما تعرف ... احنا ما صدجنا اجتنعت بالخطوبة .

 

ضيق عبد الرحمن عينه واردف بتعجب _ كيف يعنى ! ... هى مش وافجت على جوازى من مهرة ! .. هتفرج في ايه بجى كتب كتابي الوجتى او بعدين ! ... ولا هى عتخطط لحاجة تانية !

 

اردف زين مطمئناً _ لا اطمن يا اخوي ... بس هى معتحبش حد ياخد جرارات فجأة أكدة ... وانت مجولتش على حكاية كتب الكتاب دى من الاول ... بس متجلجش هنحاول نجنعها ... خلينا الاول نتجدم .

 

اومأ عبد الرحمن ثم اردف بترقب _ انى اتحدت مع عمك احمد وجاى هو ومعتز يحضروا الجاعدة .

 

نظر له زين بمغزى ثم ابتسم يردف بتحذير _ ربنا يستر عليك ... انى ماليش صالح هه ... انت خابر ان عمك وعيلته فوج راسي بس مضامنش الحاجة رابحة .

 

ابتسم عبد الرحمن واردف مطمئناً _ متجلجش ... عمك احمد عارف الوضع زين ... بس انى رايده معايا ف يوم زى ده .

 

ربت زين على كتف شقيقه بحنو مردفاً وهو يتوقف _ زين ما عملت يا اخوي ...  انى هجوم اروح ع الشركة ... ونتجابل بليل يا عريس .

 

ضحك عبد الرحمن بسعادة وودعه وبالفعل استقل زين سيارته وغادر الى شركته بينما تقف عليا في شرفتها تتابعه بغضب ثم دلفت وتناولت هاتفها ظلت ترسل رسائلها الى عادل الذى يراها بصمت دون رد وكأنها اعتادت على اخباره بأمور حياتها مع زين .

 

--

بعد ساعات فى منزل مهرة عاد ابراهيم مبكراً من محل عمله وقد ابتاع بعض المخبوزات التى يعدها بيده لتكون ضيافة لعائلة الجابرى التى ستأتى اليوم ... ابتاع ايضاً بعض الفواكه والمشروبات .

 

استقبلته مهرة بترحاب مردفة _ اهلين وسهلين بابا ... ليه عذبت حالك !

 

اردف ابراهيم بحب وحنو _ هدول للضيوف بنتى ... ضبيهن واغسلى الفواكه منيح وحطيهن بالبراد .

 

اومأت وحملت عنه الاكياس واتجهت للمطبخ بينما اتجه يجلس على الاريكة وجاءت عائشة من غرفتها تعانقه بحنو ثم اردفت بترقب _ بابا جبتلي يللي قلتلك عليه !!

 

اومأ واخرج من جيبه قطعة شوكالا معينة كانت قد اوصته بها فناولها لها فبتسمت بسعادة وقبلت وجنته واتجهت تجلس بجواره وتأكلها .

 

طرقات على الباب جعلته يقف ويتجه ليفتح فوجدها لبنى صديقة مهرة تردف بمرح _ ازيك يا عم ابراهيم يا سكرة !

 

ابتسم ابراهيم بحنو واردف _ اهلين بنتى ... فوتى .

 

دلفت لبنى تنظر لعائشة بخبث مردفة _ بتاكلي ايه يا واكلة ناسك !!

 

ابتسمت عائشة واردفت بمراوغة _ هاي شوكلت سويسرية ... بس ما رح اعطيكي منها .

 

لوت لبنى فمها واردفت ساخرة _ شوكالاتا !! ... حد جالك انى عيلة صغيرة !! .

 

اغتاظت عائشة ووضعت باقي القطعة بغضب طفولي على الطاولة تردف بتهكم _ انا مو صغيرة .

 

ركضت لبنى تلتقط قطعة الشوكالا من فوق الطاولة وتردف قبل ان تتجه لمهرة _ اصلا الشوكولاتا للكبار يا حلوة مهياش للصغيرين .

 

قضمتها تحت انظار عائشة المتوعدة وابراهيم الذى يضحك بقلة حيلة على هاتان الفتاتان .

 

دلفت المطبخ تردف بترقب _ عتعملي ايه يا مهرة ... خليكي وانا اعملهم عنك .

 

اردفت مهرة التى كانت تستمع للحوار من اوله _تعي لبنى كيفك ... ليكنى خلصت ... كيفها طنط مايسة !!

 

تنهدت لبنى بعمق واردفت _ زينة ... بس اخوي ومرته يبعدوا عنيها وهتكون كويسة .

 

نظرت لها مهرة وهى تتجه للثلاجة لتضع بها الفاكهة _ يا الله منك لبنى !!! ... بلكى حابب يراضيها !

 

نظرت لها لبنى باستنكار واردفت بغيظ _ يراضي مين يا مهرة !!!... دا جاي هو ومرته علشان المعاش ... الخبيثة جاية تشتكى من العيشة والظروف وجال ايه ! .. عتجول ان ورث ابوي كله راح على علامى ... ونست اللى لهفته هى وجوزها والشجة اللى اتجوزوا فيها .

 

نظرت لها مهرة بحزن بينما اردفت لبنى بمرح مجدداً _ بجولك ايه !! ... سيبك من امى واخوي والحرباية دلوك خلينا في عبد الرحمن ... تعرفي انى احترمته جوى ... راجل واد كلمته بصحيح ... يالا روحى انتِ جهزى حالك وانى هكمل مكانك .

 

ابتسمت لها مهرة بحب واردفت _ شكراً لبنى ... عن جد بتشكرك كتير .

 

ضيقت لبنى عيناها وطالعتها باستنكار وغضب مردفة _ طب انجرى من إهنة بدل ما افتحلك نفوخك ... جال شكرا جال .

 

ابتسمت مهرة واتجهت لغرفتها كي تستعد لهذا اللقاء .

 

--

اتى المساء سريعاً .

 

استعد عبد الرحمن بحماس ولهفة وارتدى بدلة رسمية وكأن اليوم زفافه بينما ارتدى زين قميص وبنطال لن يضيعا هيبته بل زادوه وقاراً بهيأته الرجولية وشخصيته الصعيدية .

 

اما رسمية فارتدت ملابسها السوداء كعادتها .

 

يقف فى بهو القصر يردف بحماس _ يالا يا اماي عاد اتاخرنا على الناس .

 

خرجت رابحة من غرفتها تطالعه بترقب وهى ترى السعادة تقفز من عيناه ... داخلها سعيد لاجله ولولا اختياره لكانت اظهرت سعادتها تلك .

 

تقدمت منه واردفت بتهكم ظاهرى _ مستعجل جوى يا ولد الجابري ... خلاص صبرت كل ده ومش جادر تصبر كم دجيجة !!

 

ابتسم واردف بسعادة _ معلش يا اماي ... بكرة لما عتعرفي مهرة هتعزريني .

 

طالعته بصمت وزفرت بقوة وتسائلت _ وعمك وابنه فين !! ... مش جولت جايين !

 

اومأ عبد الرحمن واردف _ واجفين برا مع زين ... يالا نخرجلهم .

 

اومات وبالفعل خرجت معه حيث يقف زين مع عمه احمد ومعتز ... نظرت لسلفها واردفت بترحاب وجمود _ اهلا وسهلا ... الصعيد نورت .

 

اومأ احمد واردف بهدوء _ الصعيد منورة بناسها يا ام زين .

 

بينما اردف معتز باحترام _ ازيك يا حاجة رابحة .

 

نظرت له بعمق واردفت _ اهلا بولد الجابري ... كيفك وكيف والدتك واختك ... مأجوش معاكوا ليه كنتوا جعدوا إهنة يومين وسط ناسكوا !

 

اردف احمد يهدوء _ معلش تتعوض يوم الفرح ان شاء الله ... يالا نمشي !

 

اومات وبالفعل استقل الجميع سيارتهم وغادروا الى منزل ابراهيم بينما تقف عليا في الاعلى تستشيط غضباً وحقداً .

 

اما شهد فتقف في شرفتها تتطلع عليهم بسعادة وفرحة لاجل شقيقها .

 

وصلتا السيارتان بعد مدة قليلة امام منزل ابراهيم .

 

ترجل الجميع بترقب بينما رفعت رابحة رأسها تنظر للبيت بغرور وتعالى مردفة _ هو ده بجى بيتهم !!

 

اردف زين بهدوء وهو بالقرب منها _ اماي ! ... ملوش لزوم الحديت المخفي ده .

 

لوت فمها وصعدت معهم للاعلى وكان ابراهيم في استقبالهم بترحاب وود بينما تقف خلفه مهرة ترتدى نقابها وهى ترحب بهم بتوتر الى ان التقت عيناها بعين رابحة التى تطالعها بكره وحقد فأخفضت مهرة عيناها ولا تعلم لما شعرت بالضيق من نظراتها بينما دلف احمد ومعتز وزين الذى مر ينظر لمهرة بترقب وهى تنظر ارضاً حتى دلف عبد الرحمن الذى سلم بود على ابراهيم ومر من جانب مهرة يطالعها بحب وعمق مردفاً بصوت منخفض _ كيفك يا مهرة الجلب .

 

ابتسمت من خلف نقابها وعلم ذلك من خلال فرك اصابعها بخجل وتوتر فاتجه يجلس بجانب زين .

 

جلسوا جميعاً مع ابراهيم الذى شعر ولاول مرة بغربته واحتياجه لصديق او اخ ولكن احمد اخرجه من تفكيره مردفاً _ والله انا فرحان جدااا انى اتعرفت عليك يا استاذ ابراهيم ... حضرتك فعلا قدوة حسنة للزوج والاب الوفي ... وماشاء الله تربيتك لمهرة واضحة زى عين الشمس ... بجد انا بحييك على مدى قوتك وصبرك .

 

ابتسم ابراهيم وتملكته الراحة من حديث احمد واردف بود _ تسلم استاذ احمد ... كلامك هاد على راسي ... انا ما ألى في الدنيا غير مهرة وعائشة ... اجيت بيهن لهون لحتى نكون وسط ناس كريمة وعندهن شهامة ونخوة متلكن ... امها لمهرة الله يرحمها اتوفت وعائشة صغيرة وانا خفت عليهن مشان هيك كان لازم ابعدهن عن الخطر ... وانا كل يللي بتمناه انى اشوفهن بخير واكتر من هيك ما بدي .

 

اومأوا بتفهم بينما جاءت مهرة تحمل صنية المشروب وخلفها جاءت لبنى تحمل صنية المخبوزات ووضعتا الضيافة تحت انظار رابحة المتفحصة .

 

غادرت لبنى بصمت الى غرفة عائشة بينما اتجهت مهرة تجلس بجوار والدها .

 

نظر عبد الرحمن لوالدته التى طالعته ببرود فلاحظ احمد صمتها فأردف بترقب _ اتفضلي يا ام زين ... قولي طلبك لاستاذ ابراهيم .

 

نظرت لسلفها بترقب وقد فهمت عليه فنظرت لابراهيم بتعالى واردفت _ معلوم سبب زيارتنا زين ... احنا جايين نطلب يد بتك لابنى عبد الرحمن الجابري ..

 

تنهد ابراهيم يطالعها بقلق فاأضاف زين بتروى ومغزى _ بالضبط يا عمى ابراهيم ... زي ما الوالدة جالت ... احنا جايين نطلب يد الانسة مهرة لعبد الرحمن اخوي .

 

اومأ ابراهيم لزين بود ونظر لابنته بحب وحنو واردف _ كلكن على راسي ... وانا عن جد بعتبر عبد الرحمن متل ابنى ... هو شاب قبضاي واد كلمته لهيك ما رح اكون قلقان ع مهرة معه ... بس ألى عندكن رجاء ... بنتى مارح ترتبط بابنكن لحاله ... بنتى رح تترك بيت ابوها وتيجي لتعيش معكن ... لا تزعلوها ... بعرف انها ما رح تقصر مع حدا بنوب ... ورح تكون مراعية للصغير والكبير ... عطيتكن جوهرتى واغلى ممتلكاتى  ... واذا بيوم قصرت ارجعولي وانا بعرف كيف اتفاهم معها ... بس لا حدا يهينا او يزعلها ... هاد طلبي الوحيد .

 

استمع له الجميع بتفهم وتقدير لكلماته الا تلك المتجبرة التى لم تتأثر بينما شرد زين في حديثه عن ابنته ... تنهد ثم اردف مطمئناً _ اطمن يا حاج ابراهيم ... بنتك في الحفظ والصون  ... وانى بتوعد جدام الكل اهو ان مهسمحش لحد يزعلها واصل لا في جصر الجابري ولا في البلد كلياتها  ... حتى اخوي مع انى متأكد انه عمره مهيزعلها وعيصونها زين في عيونه ... مش إكدة ولا ايه يا عبد الرحمن !

 

ابتسم عبد الرحمن يردف مؤكداً لكلام شقيقه  _ طبعا يا زين .

 

بينما ابتسم احمد واردف _ وانا شاهد على كلام اولاد اخويا يا حاج وعارف انهم اد كلمتهم .

 

ابتسم ابراهيم باطمئنان يردف _ لكان على بركة الله ... خلونا نقرأ الفاتحة .

 

اوماوا جميعاً وبداوا بقراءة الفاتحة وعبد الرحمن يطالع مهرة بسعادة بالغة وهى تنظر ارضا بخجل وتقرأ معهم بينما بعد ان انتهوا اردفت رابحة بترقب _ الاسبوع الجاي هتكون الخطوبة وكتب الكتاب .

 

انصدم الجميع ونظر عبد الرحمن اليها بسعادة فلم يكن يتوقع بينما تعجب زين من امرها اما ابراهيم فأردف بتساؤل _ كتب كتاب ! ... بهالسرعة !! ... مو بكير يا حاجة رابحة !

 

اردفت بجمود وتسلط _ ميصحش ابنى يدخل ويخرج عنديكم وهى مش مرته يا حاج ... ده لا بيت عمه ولا هي من عيلته ... وبعدين ابنى عيروح على جيشه وعينزل اجازته يومين وهيعاود تانى ... خليهم يجربوا من بعض زين فى المدة الجليلة دي .

 

تنهد ابراهيم ونظر لابنته التى اومأت له فهى لن تسمح بالتعمق في علاقتهما الا برباط شرعي .

 

اومأ ابراهيم يردف بترقب _ لكان على بركة الله .

 

ابتسم عبد الرحمن بفرحة ونظر لوالدته بامتنان فبادلته ببرود ظاهرى عكس سعادتها لفرحته فهى قد استمعت لطلبه عندما كان يتحدث الي شقيقه في الحديقة صباحاً .

 

مر الوقت وانتهى اللقاء وعاد الجميع اللى قصر الجابري حيث صمم زين على بقاء عمه وابنه لديهم للغد .

 

بينما صعد لغرفته بترقب وقد اصبح يشعر بالضيق كلما يصعد اليها ... تنهد ولف مقبض الباب وفتحه ودلف يردف بترقب ولم يلاحظ هيأتها بعد _ سلام عليكم .

 

كانت في ابهى صورها على غير عادة تنتظره ... اردفت بدلال ترد السلام وتسائلت _ احضرلك الوكل !

 

طالعها بتعجب ... كانت ترتدى لباس نوم يظهر تفاصيلها وتضع مساحيق التجميل والعطر ... تنهد ولف نظره واردف بهدوء وهو يضع اعراضه على الكومود  _ لا تسلمى .

 

تقدمت منه واردفت وهى تحاول لمس ظهره بخبث _ طيب ايه رأيك نسهر شوية نتفرج سوا على فيلم !

 

التفت يطالعها قليلاً ثم اومأ بهدوء يردف _ معنديش مانع ... هدخل الحمام واجي .

 

اومات له ويالفعل اتجه الى المرحاض بينما وقفت هى تتبع اثره وقد ظهرت ملامحها الحقيقية حيث تهندمت هكذا لكى تستطيع بطرقها معرفة ما حدث في هذا اللقاء ... متأملة ان تنجح هذه المرة .

 

خرج بعد قليل يتجه الى فراشه ويطالعها بتعجب ثم اردف متسائلاً _ غريبة انتِ النهاردة يا عليا ... ان شالله خير !

 

تحمحمت واردفت بترقب _ لا عادى يا زين ... يعنى لجيت اننا مجعدناش مع بعض زمان جولت اعمل جو مناسب ونجعد شوية سوا .

 

ظهر على وجهِ التعجب ولكنه اردف بتروى _ خير ما عملتى ... انى جاي مبسوط جوي وكنت خايف اتعكنن آخر الليل .

 

تحمست تشجعت للتسائل قائلة بخبث _ ايوة صُح ... عملتوا ايه هناك ! ... يعنى اتفجتوا على ايه !

 

اتجهت تجلس بجواره ووضعت كف يدها على يده تتلمسها بترقب بينما هو تنهد واردف بشرود وهو يعيد حديث ابراهيم عن ابنته فما يخرج من القلب يصل للقلب دائماً ويبدو ان حديثه استهدف قلب زين دون ان يدرى  _ هنعمل ايه يعنى يا عليا ... طلبنا البنت وهما وافجوا .

 

اومأت تتسائل بخبث _ وهى البت دى حلوة على إكدة !! ... ولا شكلها ايه !! ... يعنى اللى شجلبت حال اخوك إكدة يبجى شكلها ايه !

 

نظر لها قليلاً بترقب ثم سحب يده وتنهد يردف بحدة _ منتقبة يا عليا ... مشوفنهاش واصل ... علشان إكدة هنكتب الكتاب الاسبوع الجاي بدل الخطوبة .

 

انتفضت واقفة تردف بصدمة _ كييييف ! ... كتب كتاااب كيف ! ... واختى !!.

 

نظر لها بصدمة لثوانى قبل ان يقف يطالعها بعيون مظلمة وحدة _ صوتك لو عليّ مرة تانية متلوميش غير نفسك ... واضح جوى ان كل اللى يهمك تعرفي اللى حُصل ... وجولتى زين زيه زي اي راجل هيجر بكل حاجة لو لبست وادلعت ... بس اللى محسبتيش حسابه واصل ان زين الجابرى اللى رجالة البلد بتعمله الف حساب لسة متخلجتش الحرمة اللى تمشيه على كيفها ... سمعتى عااااد .

 

اردف الآخيرة بصراخ فانتفضت تومئ عدة مرات بذعر بينما هو تركها وغادر الجناح ينزل للاسفل حيث الحديقة ليهدء من حالته قليلاً ... لقد فهم نيتها من البداية ولكنه كان يكذب حدسه ليحاول معها وفي كل مرة تخذله  .

 

--

مر اسبوع واتى موعد كتب الكتاب الذى تم في منزل ابراهيم وسط احتفال عائلي هادئ حيث ذهبتا عليا وشهد معهم  .

 

كانت عليا تسترق النظرات الى مهرة بغضب وغل ... عيناها رمادية ساحرة تدل على ملامح جميلة ...  تريد رؤية وجهها ولكن حضور الجميع يمنعها ... بينما تجلس رابحة بتعالى ... غادر المأذون والشهود وبقى زين وعبد الرحمن واحمد ورابحة وعليا وشهد فقط .

 

اردفت عليا بترقب بعدما حاولت بصعوبة حجب غضبها _ عايزين نشوف وش عروستنا ! .

 

نظر لها زين بتحذير بينما كادت مهرة تتحدث فأردفت رابحة بجمود _ ملوش لزوم عاد ... بما انها عاجبة ولدى يبجى زينة ... يالا نمشى .

 

وقفت ووقف الجميع بحرج بينما حزنت مهرة كثيراً وكذلك ابراهيم الذي نظر لابنته بعمق يطمئنها .

 

اما عليا فبرغم لهفتها لرؤية وجه مهرة الا ان السعادة تملكتها من رفض رابحة لرؤيتها .

 

ودعوهم جميعاً وخطوا ليغادروا فتوقفت رابحة تنظر لابنها مردفة _ يالا يا عبد الرحمن .

 

نظر لها ابنها بحزن واردف بهدوء _ انى جاعد مع مهرة شوي يا اماي .

 

كادت ان تعترض ولكن لحقها زين واردف بتروى _ هى دي الاصول يا اخوي ... اجعد مع عروستك شوية وابجى حصلنا .

 

نظرت لزين بغضب فبادلها بثبات يردف وهو يشير بيده لتخطى امامه _ اتفضلي يا ام زين .

 

زفرت بقوة واندفعت للخارج فسحب عليا وشقيقته وغادر خلفها وكذلك تبعهم احمد بعد ان ودع ابراهيم بود .

 

جلس عبد الرحمن امام مهرة يطالعها بسعادة وعدم تصديق ... آخيرا اصبحت زوجته شرعاً ... نظر لها لمح طيف الحزن بعيناها ..

 

تحمحم ابراهيم ووقف يردف بترقب _ رح فوت اطمن على عائشة .

 

غادر ابراهيم وتركهما فأردف عبد الرحمن بحب وحنو _ مهرة الجلب !! ... اوعاكى تزعلي من امى ...  خلي الايام هى اللى تثبتلها انك ست الصبايا كلياتهم ... بيني وبينك انا مبسوط انها جالت إكدة ... انا اصلا معيزهومش يشوفوكى جبلي معيزهومش يشفوكى واصل ... انا عايز اكون اول واحد يشوف ملامحك اللى انى منستهاش  .

 

تنفست بعمق وتوتر واردفت بترقب _ عم تخجلنى عبد الرحمن .

 

ابتسم بحب واردف _ لاااا ... خجل ايه يا مهرة الجلب ! ... انتِ دلوك زوجتى شرعاً ... يعنى ملكى .

 

نظرت له بترقب ثم اردفت بهدوء وجدية _ بلا هالكلمة عبد الرحمن ... لا تزعل منى بس ما برتاح لهيك كلمة ... وانا بشوف ان علاقة الزواج مو تملك بنوب ... علاقتها رح تكون مبنية على المودة والرحمة

 

اومأ مؤيداً يردف بتروى _ معاكى حج طبعاً ... ومعجولهاش تانى واصل ... بس انى كان جصدى انك متخجليش منى  ... لان بجى بينا عجد متين ... ويالا بجى ارفعى النجاب ووريني الجمر .

 

تنهدت قليلاً ثم رفعت غطاء وجهها بخجل وترقب ورفعت عيناها اليه فتاهَ في ملامحها لثوانى ثم اردف بسعادة _ ماشاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله ..

 

اخفضت رأسها بخجل فتنهد بعمق واردف بسعادة _ انا دلوك لو مت هكون ميت وانى مبسوط ... خلاص مبجتش محتاج حاجة تانى من الدنيا ..

 

شعرت بالضيق من كلماته فهى ان لم تكُن تكِن له حباً فهى تكن له وداً ومعزة واحتراماً ... اردفت بصدق وحنو _ بعد الشر عليك يا عبد الرحمن ..

 

ابتسم واردف بحب _ مهو بعد عنى فعلا يا مهرة الجلب ... بعد الشر عنى من وجت ما دخلتى حياتى .

 

ابتسمت بخجل بينما هو بدأ يحدثها قليلاً عن نفسه وعن حياته وهى تستمع له بتعمن وانصات ...

 

مر الوقت ولم يلاحظ الى ان خرج ابراهيم من غرفة ابنته يطالعه بحرج مردفاً _ لا تؤاخذنى ابنى ... بس الوقت اتاخر كتير .

 

وقف عبد الرحمن يردف بخجل _ انى أسف يا عمى ... بس حجيجي محسيتش بالوجت واصل ... عن اذنكوا ... انى يمكن اسافر كمان يومين للجيش ... وبعد اذنك هبجى اجي اطمن على مهرة واشوفها جبل ما اسافر .

 

اومأ ابراهيم يردف بود _ ايه طبعا تنور ابنى بأي وئت .

 

ودعها وغادر بسعادة يستقل سيارته ويعود للقصر .

 

وصل وترجل فوجد زين يجلس بشرود في الحديقة ويبدو عليه الحزن ... تقدم منه واردف بترقب _ زين ! ... مالك يا اخوي !

 

انتبه له بعدما كان يشرد يفكر في امر زوجته الذى يحاول معها ولكنها لا تعتدل حتى انغلق قلبه من ناحيتها اكثر من قبل .

 

نظر لشقيقه فوجد السعادة تعلو ملامحه فاردف بترقب _ هما دول الشوية يا عبد الرحمن !!! ... الناس عتجول عنينا ايه !!! ... نسيت حالك بالجاعدة اياك !.

 

ابتسم عبد الرحمن وجلس بجواره يردف بحب _ صُح يا زين ... نسيت حالى ومالى كله لما شفتها ..

 

تمعن في شقيقه جيداً ... ليته فعل مثله واختار لنفسه زوجة تناسبه ... ليته جعل قلبه يختار حينئذ يمكن ان يختلف الوضع عن ماهو عليه ... هل سيظل هكذا دائماً !! ... هل سيظل صدره ضيقاً هكذا وقلبه ينبض بصمتٍ وحزن .

 

تنهد بعمق واردف بصدق _ افرح يا عبد الرحمن ... افرح يا اخوي وعيش حياتك مع اللى عتحبها وملكش دعوة بحد واصل ... اتهنى بيها يا اخوي وهنيها معاك واعمل كل اللى انت رايده مادام معتزعلش حد .

 

نظر له عبد الرحمن بترقب ...يعلم ان شقيقه منذ زواجه من ابنة عمه وهو لم يحصل على السعادة يوماً ... ابتسم واردف بهدوء _تسلم يا اخوي ... انت السبب في فرحتى دي يا زين ... وانى متأكد ان ربنا هيفرح جلبك جريب ... بس اصبر يا اخوي .

 

زفر زين بقوة يربت على كتف اخيه ثم وقف يردف _ تصبح على خير .

 

تركه وصعد لجناحه وقبل ان يدير مقبض الباب سمعها تتحدث مع احدهم عنه ففتح الباب فجأة فانتفضت وسقط منها الهاتف تطالعه برعب ... نظر لها بقوة واردف بترقب _ كنتى عتتحدتى مع مين عنى !

 

تلعثمت وتوترت ثم حاولت ان تظهر ثابتة واردفت _ كنت عتحدت مع اسماء .

 

طالعها بغضب قليلاً ثم اغلق الباب بقوة وتحرك اليها يشير بأصبعه ويردف بتهديد وحدة _ انى ساكت وكاتم وراضي ومعتدحتش واصل مع مخلوق عن حياتى الخاصة لان دى بينا احنا ... ويا اما تعملي زيي يا اما ملكيش عيش معايا يا بنت عمى ... انما تطلعى لاهلك اسرار بيتي وتحكى عنى معسمحش باكدة واصل ... ووجتها هتشوفي منى وش تانى معيعجبكيش ... فهمتى ولا اجول تانى بطريجة تانية !!

 

اومأت عدة مرات وهى تقبض بقوة على هاتفها .

 

  نظر لها بغضب ثم اتجه الى المرحاض يغلق خلفه بقوة بينما هى التقطت الهاتف تنظر للرسائل الصوتية التى ارسلتها الى عادل ثم قامت بحذفها مسرعة قبل ان يخرج .

 

--

بعد يومان

 

استعد عبد الرحمن للذهاب لمقر تدريبه حيث سينتقل مع دفعته الى حدود سيناء تحت اشراف القائد العسكرى المسئول عن تدريبهم .

 

اتجه الى منزل مهرة واطمئن عليها وودعها وودع عائلته واتجه برفقة زين الذي اوصله الى السيارة التى ستنقلهم الى مقرهم الرئيسي .

 

ودع شقيقه واوصاه على مهرة واهلها وغادر بعدها مع دفعته .

 

يُتبع..