رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى

 الفصل السابع

1

تم النشر الجمعة

1/12/2023

❈-❈-❈

نظرت نهال الى والدها الذي كان يتبادل حوار هامس مع سليم ثم نظرت إلى إيفا وقالت: 

_الشخص كمان مخيف 

قالت ايڤا وهي تضع يد على يد نهال: 

_لا دا بس علشان أنت مش عارفة وأول مرة تشوفيه، بس انا شايفة أن مراد بيه عارفه أوي ومالي ايده منه ونظرية البيه  عمرها ما بتخيب 

أصله هو بيفهم في معادن الناس كويس اوي 

قال مراد وهو يربت على كتف سليم: 

_أنا قلت للكل أن بنتي هتسافر مع جوزها شهر العسل في باريس علشان كدا مش هينفع نهال تظهر غير بعد شهر 

والبيت هنا معزول عن الناس فدا هيسهل الوضع شوية، هي ضيفة هنا ف البيت شوية وانا بردوا يوماتي هتلاقيني هنا أنا وإيڤا ، نهال عاقلة ومش هتعمل اي حاجة طايشة 

هي كمان محتاجة الوقت دا مع نفسها شوية 

سليم: 

_زي ما تحب وفي اي وقت تتفضلوا وتيجوا 

مراد: 

_والصيد زي ما اتفقنا 

تحرك مراد في إتجاه نهال وقبل رأسها وهو يقول:

_أنا عارف ان الوضع صعب وغريب عليك بس 

قدام هتقولي مكنش فيه أنسب من القرار دا

فور أن خرج مراد وايڤا خلع سليم جاكت البذلة وتراجعت نهال عدة خطوات إلى الخلف مما جعل سليم يقول في لهجة استهزاء: 

_متخافيش أنا مش كلب مسعور على لحم 

شعرت نهال بالنفور التام من الشخص الواقف أمامها وتمنت في تلك اللحظة أن تفر من البيت الموحش والمقبض إلى قلبها، في حين تابع و هو يشير إلى غرفة المرسم الخاص به: 

_أنا هدخل الأوضة دي وأبات فيها وأنت اختاري أي اوضة ونامي 

اتخذ خطواته في اتجاة الغرفة وأغلق الباب خلفه في حين اتجهت نهال الى أقرب غرفه لها وأغلقت الباب جيداً خلفها وجلست على الفراش وشعور الحسرة يملأ كيانها شعور الذل والخزي من فعل فريد يصيب كل وجدانها بألم 

حاد يضرب في عمق نياط قلبها ويمزقه، 

تركت ل دموعها العنان 

وهي تشعر برجفة غضب تملأ جسدها لا تعلم كم مضى من الوقت وهي تبكي ولا تعرف كيف أغمضت عيناها على الوسادة وشهقات الحزن 

لم تكف حتى بعد النوم 

تململ سليم في غرفة الرسم وهو يستمع إلى صوت بكاءها فكر أن يطرق الباب عليها 

ولكنه تراجع عن القرار 

لقد استمع إلى صوت المزلاج يغلق من الداخل 

قد تظن أنها حجة منه 

حتى يقتحم غرفتها

لهذا أشعل زر الموسيقى 

الخاص ب الجرامافون 

واستمع إلى صوت موسيقى هادئة 

بعد قليل اطفيء زر الموسيقى وارهف السمع 

كان صوت بكاء نهال قد توقف مما جعله يرجح أنها قد نامت، ثم فكر 

أن الوضع ليس سهل كما أخبره والدها، الفتاة تواجه أزمة نفسية حادة .أنها على وشك الاكتئاب أو الانهيار النفسي  سرت في جوارحه كلها شعور ندم على زج بذاته في تلك الأمور وهذا الوضع الغريب ولكنه تذكر العم مراد فطرد هذا الشعور 

وأتخذ قراره في الصباح 

أن يخبر والدها بتلك الأمور

كانت شمس صباح اليوم التالي قد أوشكت على المغيب حين فتحت إيڤا نافذة نهال وهي تقول: 

_اتاخرت عليك يا بنتي، بس السبب البية أتأخر اوي النهاردة وانا معرفش آجي لوحدي 

تململت نهال في الفراش ثم نظرت إلى إيڤا دقيقة

وهي تحاول أن تفهم ما يدور حولها فلقد واجهت عدد من الكوابيس أمس 

بعد نومها، قبل أن تتذكر أن ليلة أمس كانت ليلة زواجها من شخص غريب

اعتدلت نهال في فراشها وهي تقول: 

_عندي صداع رهيب 

وضعت إيڤا يدها على سوستة الفستان وقامت بجذبها وهي تقول:

_يا لا علشان أساعدك في خلع الفستان 

ثم تنهدت بحسرة وهي تنظر إلى نهال وتابعت:

_انت مكلتيش حاجة بقالك يومين يا لا بس انا جايبة لك فواكه كتير وزبادي وأكل تاني 

قالت نهال وهي تنهض من الفراش: 

_مش هقدر اكل أنا عايزة بس فنجان قهوة 

خلعت ايڤا فستان نهال ثم طوته في عناية وقامت على وضعه في الخزانة وتابعت: 

_وحياتك مش ناسية اي حاجة جبت لك القهوة بتاعتك وشوية بيجامات علشان ترتاحي والعصافير بتاعتك الملونة  هجيبها ليك بكرة تونسك هنا 

همست نهال وهي تشعر بالذنب: 

_أنت نسيت احط ليهم أكل 

قالت إيفا وهي تخرج بعض الملابس ل نهال: 

_حطيت ليهم فاكهة متخافيش يا لا علشان تاخدي دش دافئ 

نظرت نهال الى باب الغرفة المفتوح وشهقت قائلة:

_أنت سايبة باب الأوضة مفتوح 

حركت ايڤا رأسها ويدها وقالت: 

_وماله ما أسببه مفتوح، ما هو البشمهندس قاعد برا مع مراد بيه، وشكلهم كدا في موضوع مهم بينهم يا لا ادخلي الحمام وأول ما تخرجي هتلاقي فنجان القهوة والكروسوان كمان يا لا بس بسرعة قبل ما البيه يقول لي يا لا نمشي

فتحت ايڤا باب المطبخ الذي يطل على الحديقة الخلفية وقالت وهي تنظر إلى نهال التي خرجت من الحمام تفوح منها رائحة عطرية قوية: 

_المكان دا مخصص للزراعة 

لم تجب نهال التقطت فنجان قهوتها وجلست على المقعد في حين تابعت ايڤا: 

_في حاجات زي اللي عندك في البيت 

نهضت نهال والقت نظرة على الشتلات وقالت: 

_دي شتلات  نادرة

ثم نظرت إلى الخارج وقالت: 

_بابا مش بيفكر يشوفني! غريبة أن قعد دا كله برا 

قالت ايڤا وهي تنظر لها في شفقة: 

_قاعد مع الباشمهندس أكيد بيوصيه عليك

نظرت إيڤا إلى سليم وقالت: 

_بس لو  التكشيرة اللي في وشك دي تختفي أو تخف شوية 

الصفحة التالية