الفصل الرابع والعشرون - أريد أنثى
الفصل الرابع والعشرون
❈-❈-❈
هتف سالم بتساؤل وهو يحتضنها:
"متأكده من قرارك؟
إبتسمت هدي وحركت رأسها بنعم وهتفت:
" متأكده متقلقش، طول ما أنت معايا مش هبقي خايفه"
هتف سالم بضحك:
" الله يرحم لما كنتي بتخافي مني"
ضحكت هدي وهتفت:
" ما أنت اللي كنت كل ما تشوف وشي تزعق وتقعد تبرق ليا، كأني قتلتلك قتيل "
ضحك سالم بمرح علي حديثها، ثم مسكها من وجنتها مثل الاطفال وهتف:
"انتي اللي كنتي بتجننيني بعاميلك يا هدهد، المهم دلوقتي هننزل بكره انشاء الله مع بعض علشان نختار العفش، وهنستغل منار تجهز الشقه معانا شويه"
حركت هدي رأسها بموافقه وهي تبتسم، ثم هتقت بتعجب:
"طب احنا هنعمل ايه دلوقتي؟
غمز لها سالم بمشاكسه وهتف:
" ننزل علشان اعلمك السواقه يا جميل علي عربيتك الجديده "
تشبتت به هدي بحماس ثم تحركوا معا للأسفل، رأتهم منيره من الشرفه ودعت لهم بالخير والسعادة الدائمه
❈-❈-❈
مر شهرين وتم تجهيز منازل كلا من خالد وسالم، وتم تحديد معاد الفرح والذي سيكون في الغد، نسيت أخباركوا بأن عمرو وساره قد تزوجوا في الفتره السابقه وكان زفاف سعيد علي الجميع
كان الجميع مجتمع في منزل رجب في جلسه عائليه معا
هتفت منيره بسعاده:
"أخيرا البيت هيبقي ليه حس، بصوا بقي انا عاوزه عيال تملي البيت صوت وحركه"
هتفت هدي بمرح:
" ليه يا خالتي ما انا موجوده اهو، ليكي عليا وانا طالعه او نازله ازغرط وأسمع البيت كله "
هتفت رحمه بضحك:
" كدابه والله ما بتعرف تزغرط"
هتفت ساره بتأكيد وهي تضحك:
" أتحايلت عليها ساعه فرحي ومكانتش راضيه "
جعدت هدي وجهها بضيق:
"مش بعرف أعمل أيه يعني"
ضحك الجميع عليها، فهتف رجب بهدوء وحكمه:
" عيله أبو الخير هتكبر بيكوا ومش قصدي علي هدى ومنار بس، لا أنا بتكلم على كل اللي قاعد أنتوا خلاص بقيتوا من العيله مش أغراب، أما بالنسبه لمنار وهدي دول بقي هديه ربنا لولادي وأنا بقول اهو قدام الكل، لو في يوم واحده منهم زعلت ولا نزلت دمعه واحده بسببكوا ابقوا تعالوا قابلوني لو شوفتوها يا ولاد ابو الخير
هتف خالد بدهشه:
"هتاخد مراتتنا مننا يا رجب!
هتف سالم بيأس:
" قادر ويعملها "
هتف رجب:
"وعلشان مخدهمش يبقوا تحافظوا عليهم وتحطوهم في عنيكوا، الست مش للبيت بس يعني مش علشان تنضيف البيت وتربيه العيال وبس لا الست أكبر من كده بكتير، البيت من غير ست ميسواش حاجه بيبقي عامل ذي جهنم وأظن أنتوا عارفين كويس، الست دي أغلي حاجه في الدنيا وقت تعبك وضيقك هتلاقيها الزوجه والام والصديقه اللي هتقف جنبك وهتبقي سندك"
ثم أخذ أنفاسه وأكمل:
" ذي ما أنت هتشيلها فوق رأسك هي هتشيلك في عينيها، ذي ما هتحترمها مره هي هتحترمك مليون، وقت فرحك هتبقي هي طايره من الفرحه، و وقت زعلك هتعمل أي حاجه علشان تشيل عنك الحزن، الاتنين دول"
ثم أشار علي هدي ومنار وهتف:
" دول كنز كنز فيه كتير بيدور عليه، بس ربنا اختاركوا علشان تحافظوا انتوا علي الكنز ده "
ثم نظر لهدي ومنار:
"والكلام ليكوا انتوا كمان مش ليهم لوحدهم، يعني مثلا منار انا عارف غير انها هتشيل خالد في عينيها انها كمان هتشيل مريم في العين التانيه"
إبتسمت منار وأحتضنت مريم الجالسه علي قدميها:
" مريم دي عيني اصلا يا عمو، مقدرش أستغني عنها أبداً دي هي بنتي البكريه "
إبتسم رجب بإطمئنان ثم نظر لهدي:
"هدي يا بنتي ربنا يعلم معزتك عندي قد أيه، أنا عارف أن اللي جاي ممكن ميبقاش سهل عليكي وأنتي عارفه كده"
حركت هدي رأسها بنعم وهتف بإبتسامة:
" بس طول ما أنتوا حواليا انا هبقي مطمنه دايما"
هتف خالد بمشاكسه:
" إحنا برضوا"
هتفت هدي بخجل:
"سالم سكت أخوك شويه"
هتف خالد:
"الله انا قولت حاجه مش بتأكد من المعلومه"
هتف رجب بضحك:
" يا أبني اسكت أنت خليك في حالك، بصي يا هدي يا بنتي ليلي بنت أخويا ويعني مازالت مرات ابني بس انا عارفها كويس، وعارف هي ممكن تعمل ايه علشان تضايقك او تخليكي تشكي في سالم، كل اللي عاوزه منك اول حاجه تثقي في جوزك كل الثقه وتاني حاجه تحاولي تتجنبيها علي قد ما تقدري "
إبتسمت هدي وحركت رأسها بموافقه وهتفت:
"أكيد عندي ثقه فيه يا عمو، لو مكنش بثق فيه مكنتش هتجوزه"
إبتسم رجب بفخر لزوجات أبنائه الذي برع أولاده في إختيارهم
سمعوا صوت طرق علي باب المنزل، فذهب خالد وفتحه وتحولت ملامحه للدهشه، وهو يري عمه والد ليلي و زوجته
هتف عمه بسخريه:
" ايه يا ابن أخويا مش هدخلني ولا أيه؟
ابتعد خالد عن مدخل الباب وهتف بإحترام:
" لا طبعا يا عمي أتفضل "
دخل عمه وتبعته زوجته ونظروا للجالسين بإستنكار فبالتأكيد هم أهل العرائس، وقف رجب مرحبا بشقيقه راشد الذي لم يتوقع حضوره اليوم
هتف رجب بترحيب:
"منورين والله يا جماعه"
هتفت زوجه راشد:
" واضح أننا منورين علشان كده معزمتناش علي فرح عيالك، أيه خوفت من نورنا "
هتف رجب بهدوء:
" والله انا يا ست ام ليلي انا كنت بحاول أكلم راشد كذه مره وهو مبيردش عليا"
هتفت هدي بهمس لسالم الجالس بجانبها:
"سالم هما دول يبقوا حماك وحماتك"
هتف سالم بتصحيح:
"مرات عمي وعمي بس يا هدي"
هتفت هدي وهي تنظر لهم بقلق:
"شكلهم مش ناوين علي خير يا سالم، انا خايفه اوي بجد"
وضع سالم ذراعه علي كتفها، وضمها بحركه خفيفه له وهتف:
"متقلقيش يا حبيبتي مفيش حاجه هتحصل، بس لو وجهو سؤال ليكي جاوبي علي قده، واي حاجه هتحصل انا هرد مكانك"
أومات له هدي بصمت وهي تنظر لهم بقلق، هتفت زوجه راشد وهي تنظر في الجالسين، حتي وقع نظرها علي سالم الذي يجلس وهو يلف احد ذراعيه علي كتف فتاه
هتفت بسخريه وهي تنظر لهدي:
" أكيد انتي عروسه الهنا الجديده"
هتف سالم ببرود:
"أيوه يا عمرات عمي عروستي الجديده"
هتفت بحقد:
"مبروك يا ضره بنتي"
شعرت هدي بحزن من كلماتها ولكن لماذا تحزن، أليست تلك هي الحقيقه المؤلمه حاولت أن تهدأ قليلا، فسالم يحبها بل يعشقها تلك الكلمات لن تؤثر علي علاقتهم
نظرت لها هدي وهتفت بهدوء:
" الله يبارك فيكي شكرا لحضرتك "
هتفت زوجه راشد وهي تنظر لخالد:
" وانت كمان ذي أخوك الحق مش عليكوا، الحق علينا احنا اننا اديناكوا بناتنا امانه عندكوا، وانتوا مصنتوش الامانه يا ولاد ابو الخير وأخرتها رايحين تجوزوا ناس منعرفلهاش اصل من فصل"
هتفت رحمه بحده:
" إحترمي نفسك يا ست انتي ايه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده، مين دول اللي ملهوش اصل من فصل لا يا حبيبتي لينا انزلي في الشارع وأسألي علينا وانتي تعرفي احنا مين كويس "
هتف راشد بحده:
"بس يا ام ليلي اسكتي"
هتفت زوجته بحقد:
* اسكت اسكت وانا شايفه كسره بنتي وجوزها بيتجوز عليها وجايبلها ضره"
هتف سالم بسخريه:
"هي مين اللي مكسوره؟
بنتك انتي ليلي اللي ما نزل ليها دمعه واحده، بقولك يا مرات عمي اللي حصل زمان ده كانت غلطه واظن مش هنعيش حياتنا الباقيه في غلط، كفايه انها مش مكنتش عاوزه تجيب عيال"
هتف راشد بسخريه:
" كل واحد فيكوا مسك علي مرته سبب ملهوش أي لازمه؛ علشان يلاقي حجه انه يتجوز عليها صح؟
هتف خالد ببرود:
"لا يا عمي احنا مكناش بنمسك حجج ولا حتي ظلمناهم، بل بالعكس احنا اللي إتظلمنا ودي كانت النتيجه، انا لو بتكلم عن نفسي فأنا مش حاسس بأي ذنب من اللي عملته، أنا فرحان اني لاقيت البنت اللي هعيش معاها باقي حياتي وانا مبسوط و هبقي مطمن علي بنتي معاها"
تبعه سالم وهتف ايضا بهدوء:
"ولا أنا حاسس بذنب برضوا انا كنت عايش مع بنتكوا اللي مكنتش محسساني بوجودي اصلا، كأني هوا عايش معاها في البيت كل اللي شاطره فيه هات فلوس بس، انا معرفتش معني السعاده الحقيقيه غير لما شوفت هدي"
ثم ضم هدي إليه أكثر وهتف:
" أنا كنت عايش في ضلمه وهدي النور اللي جه نور حياتي، أنا مش هتكسف وهقولها أنا بحب هدي لا مش بحبها أنا بعشقها ومش هتكسف وأنا بقولها لان الحب مفهوش كسوف، ومش عاوز حاجه تانيه من الدنيا غيرها، بنتكوا موجوده مراتي علي ورق بس، هي لو عاوزه تطلق انا تحت امرها وكل حقوقها هتوصل ليها "
وقف زوجه عمه وهتفت بحده:
" هي الحربايه اللي جنبك دي لافت عليك ولا تكونش بتسحرلك يا ابن منيره"
وقف سالم بغضب تبعه الجميع وهم ينظرون بإستنكار، لوقاحه تلك المرأه:
"بصي انا ساكت من الصبح علشان خاطر عمي لو مش عاجبك كلامي اتفضلي من غير مطرود، كله إلا أمي ومراتي دول خط أحمر فاهمه"
هتف راشد بغضب:
" أنت بتطرد مرات عمك يا قليل الربايه، أتجننت في مخك ولا أيه ما تشوف ابنك يا رجب "
هتف رجب:
"يا جماعه وحدوا الله"
هتف الجميع:
"لا إله إلا الله"
أكمل رجب وهتف:
"بص يا راشد يا أخويا كل اللي بتقوله ده مش هيفيد بحاجه، ولادي وخلاص أختاروا وأختاروا زينه البنات أدب وأخلاق وإحترام وكله يشهد علي ده، يعني كلامكوا ملهوش فايده دلوقتي، عاوزين تحضروا الفرح أهلا وسهلا بيكوا تنوروا"
شعر راشد بأن كلام شقيقه صحيح في بعض الأشياء، هو يعلم كل ما كانت تفعله أبنته
هتفت هدي بإرتباك وهي توجهه حديثها لراشد:
"عمو ممكن اتكلم مع حضرتك خمس دقايق"
نظر لها سالم بإستنكار وهمس لها بغيظ:
"أنتي بتعملي أيه يا أخره صبري"
هتفت هدي :
"بحاول مقطعش علاقتك بعمك يا سالم"
أومأ لها راشد بموافقه وأتجهو الي الشرفه، هتفت هدي بهدوء:
"أنا عارفه أن حضرتك أكيد مش طايق تبص في وشي أنا ضره بنتك، بس صدقني انا مش خطافه رجاله ولا وبسحر لحد"
هتف راشد:
" وأيه اللي يخليكي تجوزي راجل متجوز أصلا، يعني ايه اللي يخليكي تقبلي انك تبقي زوجه تانيه "
هتفت هدي بثقه:
" علشان حبيته وحبيته بجد يعني مش علشان مثلا أبقي مرات كبير حاره ولا الكلام ده، حضرتك مش متخيل أصلا العلاقه بيني وبين سالم كانت عامله إذاي في الأول، يعني حضرتك لو كنت شوفتنا في الأول كنت هتقول أننا مستحيل في يوم نتجوز أصلا، او حتي نعيش مع بعض "
هتف راشد بتساؤل:
" وأيه يعني اللي حصل علشان كل ده يتغير؟
إبتسمت هدي وهتفت:
" أنا هقولك..
يتبع...