رواية جديدة نزيلة المصحة لريناد يوسف - الفصل 39
قراءة رواية نزيلة المصحة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نزيلة المصحة
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل التاسع والثلاثون
عاد حسام أخيراً الي الفيلا. وبمجرد دخوله تهللت أسارير الجميع. فعلى الرغم من أن الوقت كان متأخراً، والساعة شارفت على الثانية عشر ليلاً..إلا أن الجميع كان مستيقظ.
حتي قاسم الصغير؛ كأنه شعر بإشتياق أبيه له، وقرر أن يطفئ له شوقه بغمرة بين يديه الصغيرتين.
حمل حسام صغيره الذي أتي إليه مهرولاً. ثم أكمل إلي الداخل وألقي التحيه علي أمه وسمر، اللتان ردتا عليه تحيته بأحسن منها.
جلس حسام على الاريكه. وقد بدا واضحاً جلياً عليه أنه منهك الجسد خائر القوي. كأنه قد أتي للتو من سباقاً أو نزالاً عنيفاً.
فتقدمت نحوه والدته. وجلست بجواره. وهمست له بحنو بالغ:
-يابني إرحم نفسك من الشغل شويه. حرام عليك صحتك.
فأجابها حمزه:
-ياريت التعب كله تعب شغل ياأم حسام؛ كان زماني مرتاح البال.
فتنهدت سعاد وهي تنظر لتلك التى فهمت مقصده. وما الذي يرمي إليه بكلامه، وتحركت علي الفور تاركة المكان؛ حتي لا تسمع ما هو المزيد من حديث حسام، والذي حتماً سيدور كله عن ود.
فأردفت سعاد وهي تراقبها تبتعد، وحتي عيون حسام كانت تراقبها هي الآخرى:
-والله أنا البنت دي صعبانه عليا جداً. حاسه إني ظلمتها ظلم بين؛ لما أقتنعتها تتجوزك.
مع إن إقناعها مكنش صعب بالمره؛ لانها كانت بتكنلك المحبه من الأول. لكن الشهادة لله.. حالها دا ميرضيش حد.
تنهد حسام وأشاح بوجهه بعيداً عن أمه؛ فآخر ما يحتاجه في هذه اللحظه هو التوبيخ.
فشعرت سعاد به. وغيرت مجري الحديث.. قولي معرفتش حاجه عنها وعن كريمه برضوا؟
فهز حسام رأسه نافياً.
فأكملت هي بنبرة لائمه:
-قولتلك ياحسام نبه علي كل اللي في المستشفي يمنعوا عنها الزياره. وإن محدش يدخلها؛ لغاية ماتاخد التقرير وتنقلها لمستشفي خاصه. قولتلك إحرص إن كريمه متوصلهاش؛ لأنها لو وصلتلها مش هتسيبها هناك. وأهو حصل.
قولتلك يومها إن دكتورها إتصل بيا، وأنا قطعت عليه أي فرصه للتواصل. وقولتله إني أمها ومش مطلوب منه أي حاجه غير إنه يحافظ على حياتها وبس. أيه اللي حصل وخلى كريمه تعرف توصلها؟
حسام:
اللي حصل إن كريمه عرفت توصل لنفس الدكتور اللي كلمك. وقدرت بالخداع تفهمه إن ود ضحيتي أنا وإنتي، ومش بس كده.. دي خلته هو بنفسه اللي هرب ود من المستشفي كمان.
تبسمت سعاد بسخريه ثم أردفت:
طول عمرها كريمه عامله زي الساحر. كل مايمد أيده جوا البرنيطه بتاعته يطلع بحاجه جديده غير متوقعه بالمره.
فأضاف حسام على جملتها متهكماً:
-ومش أي ساحر..دي كبيرة السحره؛ دي عندها القدره إنها تقلب الحقايق فثانيه وبترتيب وحبكه ميخرش الميه.
سعاد:
-مش جديد عليها طول عمرها أستاذه في الحته دي.
فأومأ لها حسام مؤيداً، ثم نهض بإبنه ونظر الي الأعلي. قبل أن يبدأ بالصعود، تحت أنظار أمه المشفقة علي حاله.
فدلف الى الغرفه. وبحث بعينيه عنها، فوجدها واقفة فى الشرفه،عاقدة ذراعيها فوق صدرها، وشعرها الحريري يتطاير بفعل نسايم الهواء.
فتقدم عليها بخطوات بطيئه. وماأن أصبح خلفها مباشرة، حتي قرب قاسم منها، فإرتمي عليها قاسم بجسده. مما جعلها تبتسم إبتسامتها المعتاده. وتأخذه بين أحضانها. ثم غادرت الشرفه وذهبت لتجلسه وتجلس معه فوق السرير.
وأخذت تحادثه وتداعبه.
ثم إنضم إليهم حسام، فجلس بجوارهم، وقد إتكأ علي السرير، وأخذ يراقبهم وهم يضحكون سوياً أمام عينيه.
وتمني في قرارة نفسه.. لو أنه عشق سمر بدلاً عن ود، وتزوجها وكانت قسمته الأولي..لكان أصبح الآن حتماً أسعد رجل علي وجه الأرض؛ بهذه السمراء الهادئه الحنونه، ذات الوجه البشوش.
فتنهد بثقل، وماإن فعل ذلك حتي نظرت إليه وهي لازالت محافظة على إبتسامتها الكاذبه. وأردفت له بنبرة هادئه تبعث الطمأنينه وتبث الأمل:
متشيلش نفسك هم أكتر من طاقتك ياحسام. هتلاقيها دلوقتي وترجعها وكل الأمور هتتحسن وحده وحده بإذن الله.
فتبسم حسام وهو يجول بعينيه في ملامحها وأردف هامساً:
-سمر هو إنتي ازاي كده! إنتي ازاي قادره تكوني هاديه ومسالمه وقنوعه للدرجه دي؟ إزاي متحمله كل حاجه مني بالرضى دا؟
فأجابته سمر بنفس الإبتسامه:
"عشان بحبك"
فرد عليها بعد أن هرب بعينيه نحو الشرفه وبدأ يراقب النجوم المتلألئه التي تزين ثوب الليل القاتم:
-عمري ماإقتنعت بإن ممكن حد يحب حد بالطريقه اللي إنتي بتقولي إنك بتحبيني بيها دي.
طول عمري بقول إن عمر الحب مايوصل الإنسان للمرحله دي من الجلد والتحمل. اكيد فيه أسباب تانيه.
فضحكت سمر بخفه. وكأنه القي علي مسامعها دعابة طريفه. وضحكتها جبرته علي النظر إليها. ثم أردفت وهي تنظر في عينيه مباشرة:
-مش غريبه إن إنت بالذات اللي تقول الكلام دا ياحسام!
فديق حاجبيه بتساؤل وهو ينتظر منها توضيع أكثر؟ فأوضحت له على الفور.. يعني فعلاً إنت مش شايف إنك واصل للمرحله دي وأكتر مع ود؟!
طيب ياتري إنت فيه أسباب تانيه لتحملك ليها وجلدك عليها غير حبك ليها؟
ياتري فيه حاجه تانيه غير عشقك ليها مخلياك تغفرلها كل ذلاتها وتفضل معاها مهما أذتك أو وجعتك.
وخصوصاً إن ود حطمت معاك الرقم القياسي في الأذي والوجع؟
أكيد لأ ياحسام. أكيد مفيش أي سبب تاني غير الحب..لأن الحب هو الشعور الوحيد اللي بيذل صاحبه الذل دا.
تعرف إني طول الوقت بكون مشفقه عليك؛ بسبب عذابك من ود.
واللي بكون حاسه زيه بالظبط ناحيتك. ودايماً بحس إن نفس الوجع بالظبط إتقسم مابينا إحنا الإتنين.
❈-❈-❈
تلاشت إبتسامة حسام، وقد إقتنع تماماً بكلام سمر. فهي للأسف أصابت الهدف تماماً. ونعم هو بالفعل كذلك. فلماذا يلوم عليها إذاً؟!.
أما حمزه فقد قضى ليلته يتقلب فى فراشه، والقلق قد قض مضجعه؛
فلم يزور النوم عينيه في هذه الليله - ولم يغمض له جفن-وهو يفكر من أين سيبدأ غداً؟ وماذا سيفعل إن تأكد بأنه بالفعل إرتكب تلك الحماقه، وأطلق العنان لشر مستطر يتمثل في شخص كريمه.
وماذا إن إكتشف العكس، وتأكد أن حسام بالفعل هو المذنب؟
وما كل هذه الأوراق الا زوراً.
والندبات الا آثاراً لحوادث أخري..غير تلك التي ذكرها. وكلها كانت من تأليفه.
كيف سيتصرف حينها؟
وكيف سينجوا من قبضته وإن كان هذا صحيحاً فبالتأكيد هو الآن محاطاً بأعين رجاله الخفيه من كل إتجاه.
تدارك نفسه. ونفض رأسه من التساؤلات أخيراً عند بزوغ الفجر.
فنهض من فراشه يستعد ليوم جديد.
اصبح حمزه على يقين..بأنه سيكون حافل بالكثير من المتاعب والصدمات. وربما خيبات الأمل أيضاً.
فغادر غرفته. وتوضأ وصلي الفجر، وجلس داعياً متضرعاً الي الله.. أن يكشف له بصره. وينير بصيرته. ويسوق اليه الحقيقة دون عناء.
وقضي بعدها الساعات الفارقه بين رحيل الليل وقدوم ضوء النهار، وهو يشعر إن المده ليست أبداً مجرد ساعات..بل إنها عادلت أيام طوال ثقال.
وها هو يرتدي ملابسه؛ إستعداداً للخروج. وبمجرد إنتهائه، غادر الغرفه. وغادر الشقه علي الفور. غير آبه بصوت عبدالله المنادي عليه يسأله عن وجهته؟
ولا هرولته خلفه كي يلحق به.
فحمزه يعلم جيداً..أن عبدالله إن علم إنه ذاهب لتقصي الحقائق، وتحري الصدق في قصة حمزه وود..لن يتواني عن ملاحقته أينما ذهب.
فهو يعلم جيداً الي أي مرحلة يصل فضول زوج أخته.
صعد حمزه في سيارته، وبعد دقائق من التفكير قام بتشغيل المحرك، وكان هذا الوقت كافياً كي يقرر نقطة إنطلاقه من أين ستكون.
وقاد السياره الي شوارع جديده عليه لم يلج اليها قبلاً.
وصولاً الي المنطقه المنشودة. وحين تأكد أنه وصل الي المكان المطلوب..أوقف السيارة وترجل منها.
وأخذ يتلفت يميناً ويساراً؛ باحثاً عن شخص معين؛ يرى في ملامحه الطيبه وإستعداده لمساعدة الغير. وإستمر البحث..
حتي وجد رجلاً يعبر الشارع،وتنطبق عليه هذه الصفات.
فتحرك نحوه علي الفور وهو يهتف:
-ياعم..إنت ياخال ممكن سؤال الله يكرمك.
فتوقف الرجل عن السير ونظر إليه وأجابه مبتسماً:
-أومر ياغالي.
فرد عليه حمزه على الفور:
-مايؤمر عليك ظالم.. معلش كنت عايز أسال عن وحده هنا في المنطقه بتشتغل خياطه.
أو يمكن بطلت دلوقتي؛ عشان دي كانت شغلتها من وقت طويل.
الست دي كانت معاها بنت صغيره إسمها سمر وكنت جاي أسأل عن عنوانهم بالظبط؛ عشان أطلب بنتها الصغيره للجواز.
فضحك الرجل قبل أن يردف لحمزه:
-ياااه إنت تقصد الست فاطمه! طب وهو فيه حد فالمنطقه كلها مايعرفهاش يابني! دي بركة المنطقه وأميرة الحته كلها.
بس للأسف حظك وحش ياأستاذ؛ عشان بنتها سمر إتجوزت من سنين. ومش بس كده دي مخلفه كمان. بس الظاهر إنك كنت بعيد عن البلد وعشان كده مسمعتش.
أجابه حمزه وهو يتصنع الحزن والتفاجؤ:
-أيه دا بجد؟ ياخساره مليش في الطيب نصيب.
هو فعلاً أنا كنت مسافر بره البلد عشان كده ماعرفتش. يلا عموماً الجواز قسمه ونصيب. ربنا يهنيها مع جوزها.
فرد عليه الرجل مؤكداً:
- فعلاً الجواز قسمه ونصيب. بس الشهاده لله مش البنيه فبيت جوزها وغايبه عننا.. لكن ملايكتها حاضره وبقولهالك بكل أمانه..إن بنات الست فاطمه لو لفيت الدنيا شرقها وغربها، مش هتلاقي ضافر وحده فيهم. ولا هتلاقي زيهم. دول كفايه إنهم تربية ست الستات.
أنا مش بحسرك يابني والله بس بقول كلمة حق في حق ولايا.
أومأ له حسام بتأييد وهو يردف:
- عارف وعشان كده جاى من آخر الدنيا وكنت متعشم إني آخد من بنات الأصول. إلا قولي هو بيت الست فاطمه فين؛ أصلي من سنين ماجيتش هنا والمنطقه إتغيرت كتير؟
فأشار له الرجل بإصبعه على بيت في نهاية الشارع واردف:
- أهو يابني اللي هناك وبابه أسود دا.
فتبسم حسام للرجل وشكره، ثم توجه الي سيارته، وأمضي عدة دقائق يدعبس في تابلوه السياره..حتي وجد دفتراً صغيراً وقلماً.
❈-❈-❈
\
اخذهم وتوجه بهم الي بيت فاطمه.
دق الباب عدة دقات متتاليه، ثو صمت قليلاً. وتبعها بدقات متفرقاتٍ.ولم يتوقف الا حين سمع صوتاً رخيماً يجيبه من الداخل:
-أيوه ياللي عالبال أصبر شويه أنا جايه أهو.
ثم فتحت الباب. ونظرت الي حسام. وهي تسدل أطراف خمارها جيداً؛ ليغطي أكبر قدر من جسدها، ثم سألت حمزه وهي تطالعه من أعلى الي أسفل:
أيوه يابني إنت مين؟
فأجابها حمزه وهو يتفحص ملامحها الهادئه. ووجهها المنير، الذي أخبره علي الفور بإن هذه السيده طيبة بالفعل وأن سيماهم علي وجوههم:
قارئ عداد الكهربا ياحجه.
فأفسحت له المجال علي الفور. وهي تدعوه للدخول:
- إتفضل يابني العداد ورا الباب أهو.
فدلف حمزه الي الداخل. وما إن فعل ذلك.. حتي تسللت الي أنفه رائحة جميله. مريحة كأنها رائحة الجنه.
فتبسم حمزه على الفور؛ فقد صدق حسام في وصفه بأن رائحة منزلها تبعث الراحه في النفس. وتجعل الإسترخاء يتسلل الي الجسد. فيشعر المرء بشعور جميل.
فنظر الي العداد وقام بكتابة أرقام وهميه، ثم نظر إليها نظرة أخيره، قبل أن يغادر.
وقد تيقن أن حسام كان صادق تماماً في وصفه لبيت فاطمه وأجوائه التي تعلق في الروح ولا تنسي. وحتي في وصف فاطمه نفسها.
ولم يكتفي حمزه بهذا القدر. بل سأل عنها مرة واثنتين وثلاثه. سأل أكثر من شخص. وفي كل مره يتبين له صدق كل ماذكره حسام عنها.
فغادر حسام المنطقه، وقد أُنير جزء من بلورة قصة حسام ولابد أن يواصل إكتشافه لباقي الحقائق لكي تنير باقي الجوانب المظلمه.
وتوجه بعد ذلك مباشرة الي مشفاه. فتفقد مرضاه. وإطمأن علي أحوالهم من زملائه. وإستأذن من مديره في مد أجازته الى ثلاث أيام أخرى؛ فهو بحاجة ماسه الى ذلك.
وتحجج له بأنه لم يطيب بعد.
ولأن حمزه عند المدير شخص إستثنائي.. وافق علي مد أجازته.
برغم إن المشفي بحاجة ماسه له، ومرضاه في إنتظاره. إلا أنه لا يقوي علي أن يرفض له طلباً مثل هذا؛ فهو يعرف الي أي مدي قد يصل جنون حمزه إن أغضبه.
فمد له الاجازه كما أراد. وإستأذن منه حمزه، وغادر المشفي. وقد قرر أنه لن يعود الي المنزل مرة أخري..الأ وهو ممسك بجميع خيوط الحقيقة في يده.
فغادر القاهره متوجهاً الي الأسكندريه، بعد أن سلك عدة طرق ملتويه؛ كي يتأكد أنه غير مراقب. وليس هناك من يتبعه.
وحين تأكد من ذلك.. ترك سيارته في جراج إحدي المؤسساس، بعد أن دفع للسايس مبلغاً من المال نظير إعتنائه بها لحين عودته.
ومن بعدها توجه لمحطة القطار، فإستقله الي الإسكندريه؛ حيث تقطن حيرته العظمي.
مرت ساعات السفر، وفي هذه الأثناء قد هاتفه عبدالله عشرات المرات.
وسماح مثله أيضاً وكل هذا بهدف ألإطمئنان عليه. وفي كل مره يخبرهم بأنه بخير وألا يقلقا.
وسرعان مايعاودون الكره ويعيدون السؤال. حتي شعر حمزه بالملل منهم وقفل هاتفه نهائياً.
لم يتبقي علي وصول القطار غير القليل من الوقت. وكلما إقتربت المسافه إزداد توتر حمزه وهو يفكر في الحيله التي سيكشف بها كريمه، والتي يجب أن تكون في منتهي الذكاء، والأ سيكشف نفسه هو أمامها بدلاً عن ذلك. ويشعرها إنه قد كشفها.
وعندها تنزلق من قبضته وتهرب بود ككرة من سائل الزئبق، ولن يستطيع إعادتها الى قبضته مرة أخرى.
وصل إمام المبني الذي يسكنونه. وصعد إليهم، ووقف أمام باب الشقه يضرب جرس الباب.
ومع سماعه لصوت كريمه مجيباً تعالت دقات قلبه؛ كمن على وشك أن يخوض إختباراً فارقاً لتحديد مستقبله بعد قليل.
فُتح الباب، وظهرت من خلفه كريمه، وبمجرد رؤيتها لحمزه..تبسمت بسعاده وهي ترحب به بحرارة:
دكتور حمزه..اهلاً يابني حمداله عالسلامه. معقوله لحقت تيجي في الوقت القصير دا! دانا قولت قدامك أسبوع على الاقل على ماتفكر تعملها.
فأجابها حمزه وهو يبحث بعيناه بفضول داخل الشقه:
معلش أصلي مقدرتش أسيبكم لوحدكم أكتر من كده من غير ماأجي بنفس وأطمن عليكم.
قالها ثم تثبتت أنظاره على من لاحت من بعيد بطلتها الأخاذه، وماأن رأته حتى تبسمت. وهو أيضاً بادلها الإبتسام. وقد بدت أحسن حالاً من ذي قبل.
دعته كريمه للدخول. وقد تحدثت بعدة عبارات قبل ذلك، ولكنه لم ينتبه؛ فقد خطفته تلك الجنيه بطلتها الساحره وفقد التركيز.
فتقدم منها وألقي عليها التحية وهو يردف في قرارة نفسه.. بأن حسام معذور في تعلقه بها إلي هذا الحد. إن كان هو بمجرد إبتسامة من ثغرها يتخبط عقله. فمابال من أدخلته جنتها ونهل من نهر أنوثتها حتى إرتوي!
تقدم حمزه بعد أن جاهد حتي إستعاد توازن عقله أمامها. وجلس علي الأريكه محافظاً على هدوئه.
وعقبته ود بالجلوس. ومن ثم كريمه. وبدأت الأسئله منهم والإجابه منه عليها. وكل الأسئله كانت حول مافعله معه حسام. وما قاله له.
وإلي أي مدي هو أكيد من أن حسام لم يتبعه اليهم بطريقة أو بأخري.
وحمزه ألقي علي مسامعهم مايودون سماعه بالضبط.
وجعلهم يشعرون بالطمأنينه، حتي زال الخوف تماماً من أعينهم.
وبدأ حمزه في التدقيق في كل حرف يُنطق من فم الإثنتين. ويحلل كل كلمة كي يكتشف جميع أبعادها.
أخبرته ود بعدها بأنها تريد مساعدته، في تحويل الشركه والفيلا والسياره من ذمتها لذمة كريمه.
وماأن أنهت جملتها هذه، حتي نظر حمزه إلي كريمه التي غزت شفتيها شبه إبتسامة نصر. أخفتها سريعاً. ولكنه إقتنصها قبل أن تختفي. وقد أوحت إليه شبه إبتسامتها هذه بالكثير.
فأجاب ود بالقبول. وأنه حتما سيساعدها. وأنه سيبذل قصارى جهده إن لزم الأمر.
صمت مطبق من بعدها خيم عليهم، إستغله حمزه بمطالعة ود التي كانت تبدو كملاك هادئ.
شكلها لا يوحي أبداً بانها تقوى على فعل شيئاً واحداً مما سرده حسام!.. ولكنه عاد تذكر أن المظاهر دائماً خداعه.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية