رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 28 - 2
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثامن والعشرون
الجزء الثاني
تم النشر بتاريخ
15/10/2023
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام ، حاولت درة الأتصال بحمزة، اخذ يملي نفسه بالأكسجين الذي يحتاجه حتى يهدئ من حرقة صدره، فأجابها بهدوء
-درة عندي قضية مهمة ومش فاضي ، ممكن نتقابل على آخر الأسبوع هنتقابل..اتجهت لوالدتها
-ماما أنا هروح أزور ليلى من وقت مارجعت ومزرنهاش..ربتت سمية على كتفها
-اختك صعبانة عليا اوي يادرة، المهم طمنيني عليها، وشوفيها لو محتاجة حاجة عرفيني
رفعت درة كف والدتها وقبلته قائلة
-ليلى مش عايزة غير راكان دلوقتي يحسسها بالأمان بعد مافقد الثقة فيها، وهي حاسة انها ضايعة
ضيقت سمية عيناها متسائلة
-ليلى قالت لك حاجة، يعني راكان زعل منها عشان خبت
هزت رأسها رافضة وأجابتها
-ابدا ياماما، انتِ عارفة بنتك مبتتكلمش في حياتها الشخصية، بس حسيت كل ماازورها مابيكونش موجود
تنهدت سمية بحزن وتحدثت
-قسيت عليها جامد لما طلبت منها انها ماتطلبش الطلاق من راكان
مر شهر والحال كما هو بين ليلى وراكان بل أصبح مأسويا، مشاركتهم الطعام أصبحت معدومة يعود متأخرا، وأحيانا يمر اكثر من يومين دون وجوده، وصل مساءً ذات يوم ودلف لغرفة مكتبه وهو يتحدث بهاتفه مع جاسر
-طيب كويس جدا ياجاسر، خلي الراجل بتاعك ظله، عشان وقت مانوصله مايهربش زي كل مرة
على الجانب الأخر اجابه جاسر حزينا
-لازم اوصله بأي طريقة صدقني محدش هيموته غيري ابن الكلب دا
شعر راكان ببعض تأنيب الضمير عندما لمح نبرة الألم بحديثه
-بنت عمك عاملة ايه ايه دلوقتي؟!
مسح جاسر على وجهه بغضب
-مش كويسة خالص ياراكان، ونفسي اوصل للحقير دا، وحياة كل دمعة نزلت من عينيها لأموته بأيدي الحيوان الكلب
حاول راكان تهدئته فهناك شعور قاسي يفترس قلبه دون رحمة للحد الذي جعله يفتح زر قميصه وهو يتخيل زوجته في وضع ابنة عمه، فتحدث بصوتًا متقطع
-متخافش هناخد حقها وحق أي حد تطاول عليه الحقير دا، قالها بعينين مشتعلة وبشكل مخيف حتى برزت عروقه والغضب يتملك منه
أغلق الهاتف وجلس محاولا السيطرة على نفسه حتى أخرج جهازه وبدأ يلهي نفسه بالعمل، قاطعه طرقات خفيفة على الباب، دلفت بهدوء، رفع نظره إليها لم يراها منذ اسبوع، يعاقب نفسه ويعاقبها بأشد العقاب
تأمل براءة ملامحها المحببة لقلبه، وحركتها الخافته التي تداعب الأرض بأقدامها وثغرها المفتون بحبة الكريز التي اشتاق لطعمها كاشتياق الأم لأحتضان رضيعها الغائب
فاق من نظراته الخارقة لها عندما جلست أمامه
- ممكن اتكلم معاك شوية
ارجع بظهره يتكأ على المقعد، وأشعل تبغه حتى يلهيه بالبعد عن احتضانها فأشار بكفيه
-سامعك يامدام، قولي اللي عندك
تصارعت أنفاسها من حدته معها ونظرت إليه تكبح غلالة دموع غيمت مقلتيها قائلة
-عايزة أمشي من هنا هنفضل لحد إمتى كدا، طلقني ياراكان عشان نرتاح أنا وأنت معدش ينفع نعيش تحت سقف واحد
نفث دخان تبغه وهو يطالعها بصمت، ثم دنى ينظر إلى مقلتيها
-احنا مطلقين من يوم مارفعتي قضية طلاق، ولو على حتة الورق اللي بينا فدي ملهاش لازمة ممكن تتقطع في أي وقت،
دنى اكثر حتى كادت شفتيه تلامس اذنها وهمس لها
-انتِ متهمنيش، انتِ هنا مربية لابنك، عايزة الورقة تتقطع اتنازلي عن أمير، تلقت طعنة غادرة بواسطة خنجر بارد لتشق أضلعها
استدارت بوجهها إليه فكان قريبا جدا حتى تلامست شفتيها وجهه، ورغبة جامحه في صفعه على وجهه
اشتعلت حدقيتها كجمرات ملتهبة من نظراته
-طيب قطع الورقة اللي ملهاش أهمية دي
ابتسم بسخرية، رافعًا حاجبه وتحدث متهكمًا
-اعتبريها اتقطعت، بس عندي شرط لما تنفذيه
اشتعلت نيران قلبها، لكنها تداركت لعبته فاستخدمت اساليبها بعدما فعلت مثلما فعل ونهضت متجهة إليه، وامالت بجسدها فأصبحت قبالته تطوق عنقه بذراع والأخرى تتلاعب بياقة قميصه وهمست بجوار اذنه
-هطلقني ياراكان وبلاش تستفزني عشان هتخسر، وحياة قلبي اللي منبضش غير ليك لأندمك على كل اللي عملته
جذبها حتى جلست فوق ساقيه وجذب حجابها من فوق خصلاتها التي انسدلت بعشوائية فكانت لوحة بريشة فنان ابدع في رسمها ثم أطلق ضحكات صاخبة جعلتها تتجمد بجسدها بين يديه عندما حرك انامله بحرية على جسدها ودنى يهمس لها
-بتغريني يالولة، جاية تغري راكان البنداري في ملعبه، تسمر جسدها من حركاته التي جعلت جسدها كالمشلول وهو يضع رأسه بعنقها هامسًا
-على فكرة انتِ مش مراتي دلوقتي، يعني على مااظن وجودك معايا لوحدنا حرام
كلماته فتت قلبها لشظايا متناثرة، وطعنت بكرامتها، هبت كالملسوعة تلكمه بصدره وعبراتها تحرق وجنتيها
- انت ايه مش معقول تكون بالقسوة دي كلها، طلقني ياراكان بقولك مستحيل افضل معاك في بيت واحد
احس بقبضة تعتصر قلبه، فابتلع ريقه الجاف ثم
نهض من مقعده وحاوطها بذراعيه
-مفيش خروج من البيت دا قبل جوازي، بعدها يبقى هفكر اقطع الورقة اللي بينا
أطلت من عينيها نظرة جوفاء قاسية وبأنفاسها الرقيقة الحارة التي أحرقت جانب وجهه ابتلعت غصة وتحدثت قائلة وهي تلكمه بصدره
-هستنى لحد ماتتجنز ان شاءالله ودا عشان اثبت لنفسي إنك ولا حاجة يااكتر واحد كرهني في نفسي، صمتت بعدما فقدت اتزانها وأكملت وهي ترفرف برموشها تكبح غلالة دموع توخز جفنيها :
أنا مسحتك من حياتي كلها، وزي ماقولت دلوقتي احنا في حكم المطلقين ماتدخلش في حياتي، زي ماأنا مش هدخل بحياتك
فُتح الباب وهو يحاوطها بين ذراعيها، دلفت نورسين
-حبيبي خلصت، إيه مش هنخرج
نهرها صارخًا:
-إزاي تدخلي كدا من غير إذن، اطلعي برة لحد ماابعتلك.. تفاجأت نورسين من وقوفه بتلك الطريقة يحتضن ليلى وهو الذي كان يحادثها بالصباح ويعتذر منها والآن ردة فعله القاسية التي اشعرتها بالأختناق فاكفهرت تعابيرها وحاولت السيطرة على نفسها قائلة
-تمام حبيبي هستناك منتأخرش عليا
وقفت ليلى بألمًا مفرط إجتاح كل خلية بجسدها وروحها تتمزق، فهمست له
-روحلها، بلاش تتأخر على الكوين بتاعتك..قالتها ثم دفعته وتحركت للخارج بخطوات تأكل الأرض كالنار التي تأكل سنابل القمح..سارت بخطى مسرعة حتى لا ينتبه لدموعها ونشيجها الذي أصاب قلبها قبل عينيها وغصة مسننة تمنع تنفسها تتسائل بنفسها
-لماذا يفعل بها كل تلك القسوة، كيف لها أن تعشق رجل ذنوبه أكثر من حسناته في الحب
لقد سلب عقلها كما سلب قلبها فعليها ان ترد له الصاع صاعين كأي انثى تتورم كرامتها من زوج مثله..وصلت إلى غرفتها القديمة التي حرمها منها وصاحت على العاملة
-فين مفتاح الأوضة دي يانعيمة..نظرت نعيمة بانظارها للاسفل قائلة
-مع راكان باشا ياهانم..ضربت قدمها بالأرض وصاحت بغضب
-روحي هاتي منه المفتاح قوليله مدام ليلى مش مرتاحة في الأوضة التانية
وصل إليها بعد دقيقتين يطالعها بنظرات نارية
-واقفة كدا ليه..اقتربت منه واشارت على الغرفة
-دي اوضتي أنا ليه مقفولة
ضغط على ساعديها وتحدث وهو يجز على شفتيه
-كلمة كمان وهنسى إنك مراتي وهعاقبك أشد العقاب..اشارت بسبابتها ناهرة إياه
-أنا مش مرات حد سمعتني، أنا هنا أرملة البيت دا، جذبها من خصلاتها يقربها من وجهه ضاغطا على فكها
-مراتي تنام في اوضة جوزها يامحترمة، كلمة زيادة ولا غلط في رجولتي وكرامتي هدوس عليكي، مش تفكري حبي هيشفعلك، ودلوقتي روحي على اوضتنا ووقت مايجلي نفس يبقى اجيلك
أحست بالدوار يلف رأسها وكأنها تلقت ضربة قوية بعصا غليظة جعلها ترتد للخلف بعدم اتزان ..طالعت عيناه تغرز نظراتها داخل مقلتيه
-راكان انت بتقول ايه..تركها واستدار سريعا بعدما شعر بالضعف من نبرة صوتها الحزينة، فتحرك متجها للأسفل دون حديث آخر
وبعد وقت من التفكير دام لوقت ليس بقليل، وجدت ان الدفة ستنقلب عليه
-ولجت لغرفته وهي تنظر إلى اراكانها صارخة وهي تجذب خصلاتها بعنف
-آآهة، ليييييه ياراكان تعمل فيا كدا ليه؟!
اغمضت عيناها وجلست تجمع شتات نفسها واقسمت بداخلها ان تأخذ حقها
باليوم التالي دلف مع العاملة وجدها تجلس بالشرفة تضم ركبتيها وتضع رأسها عليها تنظر للخارج بشرود، اتجه لغرفة الملابس، وأشار للعاملة بحمل كل مايخصه بها، ثم اتجه إليه ظل يراقبها لبعض اللحظات، شعرت بوجوده من رائحته ولكن لم تعريه إهتمام، جلس بمقابلتها وتحدث
- اجهزي عشان فيه حفلة عيد ميلاد مرات واحد صاحبي، لازم تيجي معايا
-خد مراتك التانية انا هنا أم لأمير وبس، مالكش دعوة بيا، ومفيش حاجة هتجمعنا تاني
رفع ذقنها بأنامله قائلا بهدوء
-فستانك على السرير، قومي جهزي نفسك عشان هنتحرك بعد ساعة
نفضت ذراعيه بعيدا عنها
-متحاولش تلمسني تاني، قولتلك مش هروح معاك في حتة، وامشي اطلع برة مش عايزة اشوفك قدامي
-تمام، قالها ثم نهض متحركًا للخارج دون حديث آخر
بعد إسبوع من آخر حديث بينهما
دلفت سيلين بعدما فتحت فتحة بسيطة من الباب
-ممكن ادخل يافلفل نار، استدارت ترمقها بنظرات نارية، تضرب كفيها ببعضهما
-كان ناقصني كمان ام لسانين
دلفت تتحرك بهدوء وتطالعها بشماته، ثم جلست وهي تضع ساقًا فوق الأخرى
-ماقولتلك مش يولع في الراجل إلا نيران الست، وانتِ قال إيه كرامتي، روحي بصي من الشباك وشوفيه قاعد تحت إزاي ولا على باله، خليه حابسك في اوضته هنا وهو يتمتع بالجمال الاصطناعي تحت
نهضت وامسكتها ثم اوقفتها أمام المرآة
-بصي على نفسك كدا، شوفي وشك عامل ازاي، ولا لبسك، بتحسسيني قاعدة مع امي
مطت شفتيها للأمام كالأطفال وهي تدور حول ليلى
-مش هضحك عليكِ راكان مش بتاع لبس ومكياج بس مفيش راجل يشوف دلع الست مع حد تاني ويسكت
جلست ليلى ترمقها بسخرية
-بس يابت ياهبلة، إيه افلامك العربي الهابطة دي، أنا واخوكي هنطلق وقبل ماتتكلمي عايزة أقولك حاجة
- صدقيني معدش يعنيلي ياسيلين، راكان وجعني اوي، واحنا الاتنين خلاص مينفعش نقعد مع بعض، لو سمحتِ بلاش تضغطي عليا حبيبتي هو ميهمنيش..قالتها بنبرة حزينة متألمة ثم اتجهت إلى الشرفة ووقفت تعقد ذراعيها أمام صدرها وأشارت بعينيها عليه
-شوفي كدا، دا واحد ممكن تحزني عليه، شوفي لو مكاني تتحملي تشوفي يونس بالوضع دا
انزلقت عبرة غادرة على وجنتيها إزالتها سريعا
-أنا تعبت واتقهرت بما فيه الكفاية، صدقيني من كتر وجعه فيا معنتش بحس بالوجع
استدارت بظهرها له ونظرت إلى سيلين وأكملت بقلبًا مفطور
-يمكن متعرفيش الكلام اللي هقوله دا، بس راكان مش شخص عادي بالنسبالي عشان أسامح على غلطه، فياريت متغطيش عليا، عارفة إنك زعلانة، بس حقيقي هو اتمادى في جرحي كتير
اشفقت سيلين عليها كثيرا فربتت على كتفها وسحبتها للداخل
-آسفة ياليلى مش قصدي ازعلك، طيب احنا قلبناها نكد كدا ليه، إيه رأيك نرقص نغير شوية النكد دول
جلست وشعورها بالأختناق سيطر عليها حتى فقدت التنفس، وعيناها الغائمة بالدموع تحاول السيطرة عليها حتى لا تسقط عبراتها قائلة
-ماليش نفس، عايزة ارتاح لو سمحت
جذبتها سيلين إلى غرفة ثيابها
-والله ابدا، نظرت بثيابها وجدت قميصًا باللون الأخضر الداكن، ظلت تحت يدي سيلين لدقائق ورغم إهتمام سيلين بها إلا نيران قلبها تحرقها دون رحمة كلما تذكرت هيئة جلوس نورسين بأحضانه
تعض أناملها من الغيظ تود لو تصرخ وتعبأ الدنيا صراخًا على مايفعله بها معذب قلبها، لحظات حتى استمعت لصوت الموسيقى، نهضت وهي تقسم لنفسها أنها ستلقيه كما ألقاها، جذبتها سيلين وبدأت تتمايل معها على الموسيقى، وجسدها يتمايل كمعذوفة موسيقى
قبل قليل لمحها وهي تقف بشرفة غرفته وتواليه ظهرها، علم حينها بأنها غاضبة حد الجحيم من وقفتها ودلوفها للداخل بتلك الطريقة حتى إنها لم تعتري بالنظر إليهما ..نهض وتحدث إلى نورسين
-بعدين يانور نتكلم في الفرح، أنا كان عندي شغل كتير النهاردة وبكرة عندي قضية في اسيوط، لازم أنام بدري
حاوط وجنتيها وتحدث
-لما ارجع من السفر وعد هنحدد معاد الفرح، وزي ماقولتلك قبل كدا، متشغليش بالك بموضوع ليلى، أنا وليلى حياتنا خاصة بينا احنا الاتنين، زي ماهتكون حياتي انا وانتِ خاصة بينا
حضنته وهي تحاوط جسده قائلة
-انت مش قولت هتطلقوا قريب، ليه خليتها تقعد في البيت تاني، وليه اوضتك اللي كنت بتقولي اعتبريها اوضتك، أنا مبقتش فهماك ياراكان، وساعات بتأكدلي إنها حبيتك، وساعات احس انها عدوتك، ممكن أعرف انت عايز منها إيه بالضبط
كان يرمقها بنظرات هادئة، ورغم هدوئها إلا أنها كانت تقيمية فتحدث قائلا
-ليلى اذنتي كتير يانور ولازم ارجع حقي وحق ابن اخويا الأول، مفيش طلاق إلا لما تتنازل عن أمير، روحي يانور وبعدين نكمل كلامنا
مطت شفتيها وحملت حقيبتها قائلة
-تمام حبيبي، هنشوف آخرة ليلى إيه..تحرك معها إلى أن وصل إلى سيارتها وتحركت بها مغادرة
ظل واقفا لبعض الدقائق يتابع تحركها حتى خرجت كاملا من الحديقة، جلس لبعض الوقت حتى وصل لهاتفه إشارة ..ابتسم بسخرية على قدره
بالسيارة فتحت هاتفها
-أيوة ياامجد، انت غبي عمال تتصل بيا وأنا مع راكان ..حك أمجد رأسه يشعر بتعجب ممزوج بالغباء فتحدث
-انا مش مرتاح يانور لراكان، حاسه كاشفك معرفش ليه
ابتسمت ونقرت بأصابعها على المقود وتحدثت
-لا متخافش مستحيل يفهم العلاقة بينا، المهم استعد عشان حبيبة القلب هتكون عندك قريب، بس متنساش حلاوتي، هو هيسافر أسيوط بكرة وبعد كدا هنحدد على الفرح
أطلق أمجد ضحكة صاخبة وأردف
- طيب ماتيجي وحشتيني وأهو العريس مش موجود، ونشوف هنبعد ليلى ازاي، معرفش جايبة الثقة دي كلها منين
-اوكيه حبيبي بكرة اكون عندك، بس المهم بلاش قاسم باشا يعرف وجدو توفيق لو عرف هيولع فينا احنا الاتنين، قالتها وضحكة سخرية على وجهها
❈-❈-❈
عند راكان اتجه بعد قليل إلى جده، وصل إلى منزل عمه ومنه إلى غرفة جده، وجده يستعد لنومه، دلف إليه
-عايز اتكلم معاك ..أشار توفيق بالجلوس، وهو تسطح على مخدعه قائلا بصوتًا متعب
-سامعك ياراكان
جلس راكان وطالعه متسائلا
-ليه قاسم بيراقب حمزة، وبلاش تقولي مش عارف ..سحب نفسا عميقًا ثم طرده قائلا
-أنا معرفش ليه، بس اللي اعرفه ان فيه قضية مع حمزة لخصمه، ومش عايز حمزة يكسبها
أومأ راكان ثم تسائل
-طيب هيستفاد إيه لما يوقف يونس عن العمل
جحظت أعين توفيق متسائلا
-قاسم عايز يوقف يونس عن العمل ليه.. صمت راكان للحظات ثم تسائل مرة أخرى
-ليه عايزني أطلق ليلى، وبلاش تقولي كلامك اللي ميقنعش طفل دا
ارجع توفيق بجسده لظهر الفراش وتحدث
-هتصدق جدك ولا هتصرخ وتقول انا واحد مجرم كعادتك
ابتسم راكان بسخرية
-توفيق باشا متلعبش عليا بدور الحنية دا مش نافع معاك، هات من الآخر وقولي ايه مشكلتك مع ليلى
أطبق على جفنيه وتحدث
-ليلى ابن الشربيني مش هيسبها بيقول هيجبها حتى لو في حضن امها، بيقول هي السبب في دا كله، رفع نظره إلى راكان قائلا
-مكنتش أعرف انك بتحبها صدقني كنت مفكر انت بتعمل كدا وخوفك عليها عشان امير، بس انها تهمك مكنتش أعرف
نهض راكان وكأن جده وضع بنزينا مشتعل بصدره بعدما علم بنية ذاك الحقير، توقف لدى الباب قائلا
-تعرف مكانه فين ولا لا ؟!
شعر بألم يتسرب لجسده فنظر إليه بخوف
-حبيبي ابعد عن امجد، دا واحد حيوان وبيعمل كل حاجة، مش عايز اخسرك ياراكان، كفاية وجعي على سليم
استدار يفترس ملامحه وصاح بغضب
-محدش قتل سليم غيرك، ومحدش هيقتلني غيرك، دنى منه وهو ينظر لمقلتيه
- عايز تفهمني إيه ياباشا، إنك بقيت رحيم بينا وبتخاف علينا، طيب من إمتى وانت ايدك ملوثة بدم ابنك ومراته، وكنت ناوي تخلي أمجد الحقير يخطف ليلى مع صورك الحقيرة وتيجي وتقولي شوفت مراتك الخاينة، مع كل راجل شوية
هز توفيق رأسه رافضًا
-وحياة ربنا يابني ماأنا اللي عملت الصور دي، والمفروض تشكر ليلى عشان وافقت لولا كدا كانت سمعتكوا بقت في الأرض
قطب مابين جبينه متسائلا
-يعني ايه مش فاهم ؟!
نهض متوجهًا ووقف بمقابلته
-هو اخد الورقة اللي ليلى مضتها في مقابل الصور دي، معرفش عمل الصور إزاي، أنا منكرش ضغط على ليلى عشان الصور دي، وحذرتها بس اقسم بالله من خوفي عليك، محبتش تخرج من وظيفتك بفضيحة، أنا مش وحش ياراكان، هي رفضت وصرخت وقالت مستحيل اتنازل عن جوزي، البت وقتها اشترتك بس أنا اللي ضغطت جامد، ومش انا اللي خطفت ابوها، دا الحقير هو اللي عمل كدا
دقق راكان النظر بعيناه وتحدث
-لما انت مش بتحبهم ليه لحد دلوقتي ماشي معاهم ..استدار توفيق لمخدعه قائلا
-اطفي النور عايز أنام .. تحرك راكان مغادرًا دون حديث آخر، اتجه لقطته الشرسة حتى يضايقها وينظر لسواد عيناها الذي يسحره ويجعل دقاته تعزف بإسمها
استمع للموسيقى وضحكات أخته بالداخل، فتح زاوية من الباب وعقد ذراعيه يطالعها بنظرات هائمة، هذه الفتاه حقًا ستؤدي إلى هلاكه
جانب منه سعيد ومنبهر وجانب آخر يريد جذبها من خصلاتها، وهي تتمايل بجسدها كمعزوفة موسيقية بجوار سيلين التي تمسكها من كفيها لتدور بحركة كالفراشة المبهرة
عقد ذراعيه مستندًا على الجدار مبتسمًا، لحظات مرت وهو واقفًا يشتهي عناقًا يخفف وطأة احتراقه من إبتعادها، تحرك بعدما فقد قدرته على التحمل
كانت تدور وابتسامتها تشق ثغرها، فجأة وجدت من يحاوطها بذراعيه..تجمد جسدها وكأنها ليست التي كانت مثل الفراشة، واهتز جسدها ترجع عدة خطوات للخلف، بعيون مرتعشة وأنفاسًا مرتفعة تعلو صدرها
دنى حتى اخترق قانون المسافات التي وضعها كلا منهما، مما غلفت رائحته رئتيها، فمنعت تنفسها
حاصرها بذراعيه بينه وبين الحائط، رجفة أصابت جسدها، وكأنها فقدت الحركة والكلام، بلعت ريقها وحاولت تجميع الحروف، لحظات مرت عليها كالدهر عندما وجدت عيناه تعانق عيناها، ثم تحدث بخفوت
-يعني هربتي وجيتي هنا مفكرة معرفش أوصلك
دقات عنيفة أصابت قلبها من قربه..استجمعت شتات نفسها وقوتها، ووضعت كفيها أمامه قائلة بصوت جعلته متزنا بعض الشئ
-ابعد لو سمحت، أنت كدا بتتخطى حدودك معايا
جذبها بعنف حتى ارتطمت بصدره هامسًا بجوار اذنها
-إنتِ لسة على اسمي وفي بيتي..زفرت بإختناق ويأست من تكرار حديثه فأردفت
-وأنا مش عايزة الاسم دا، ولا البيت، فخليك راجل كيوتي كدا وطل.. لم يجعلها تكمل حتى أطبق على ثغرها بخاصته وبعنف عاقبها بما تفوهت به..دفعته بقوتها الشرسة وانسدلت عبراتها بغزارة على وجنتيها وهي تصرخ به من بين بكائها
-ابعد عني ياراكان أنا معنتش طايقاك ، انت ايه مش معقول
ضغط على خصرها بقوة آلامتها وبنظرات ثاقبة وهو يشدد على كل حرف يتفوه به
-مش طيقاني ياليلى، لكزها بأصبعه بصدره، حياتك مرتبطة بيا بس ووقت ماأخرج منها مش عايز أشوفك سعيدة، بعد اللي عملتيه فيا، جاية عادي ترقصي وتضحكي كدا، إيه كان كل كلامك كدب
اشتعل غضبها بصورة كبيرة واحتدت نظراتها
-أيوة أنا سعيدة عشان بعيدة عنك ياحضرة المستشار، وعايزة اطنطط وأغني، ماهو أنا بقيت برة حياتك ليه مفرحش، ووسع ابعد عني، وماتحاولش تقرب مني تاني، ومتنساش اللي بينا ورقة تتقطع في أي وقت زيها زي أي ورقة في مكتبك
ضمها بقوة وعيناه تفترس عيناها
- لو بعدتي من غير أذني هدمرك ياليلى صدقيني، جذب رأسها وهمس بجوار أذنها
-من وقت مااتكتبتي على اسمي وكلك يخصني، عايزة تتخلصي مني في حالتين بس مفيش غيرهم، ياإما أطلقك أنا، انتظرت تكملة حديثه
داعب وجهها بأنفه وبأنفاسًا ثقيلة أكمل
-ياإما تكوني أرملة لتاني مرة، بس المرادي هتكون صعبة عليكِ، رفع نظره إليها وعانقها بعيناه
-عشان موت الحبيب بيكون موجع أوي، فوق ماتتخيلي
اهتزت شفتيها وبلسان ثقيل تسائلت
-كنت بتحب واحدة وماتت ؟!
إبتسامة شقت ثغره عندما رآى آلام نظراتها بسؤالها فدنى مرة أخرى
-قصدك تقولي مراتك ماتت جوا حضنك
دفعته بقوة حتى تحرك خطوةللخلف..وأسرعت إلى غرفة النوم وهي تحاول أن تحاول السيطرة على قلبها الضعيف، وصلت الغرفة، ثم دلفت سريعا وهوت جالسة خلف الباب تبكي بشهقات مرتفعة تضع كفيها على فمها
وضعت كفيها على صدرها وتنهيدات متحسرة من آلام قلبها، استندت على الباب بجسدها وهي مغمضة العينين تتذكر قبلته، وضعت أناملها تحسسها بعدما شعرت بتورمها
هنا شعرت بإختناق شديد ورغبة شديدة أن ترجع إليه لتنعم بأحضانه..عاتبت قلبها على شعورها الخاين اتجاهه..للمرة الألف تعنف نفسها من ضعف قلبها
مرت أكثر من ساعة وهي كما هي استمعت لطرقات ابنها على باب الغرفة، نهضت تفتح له الباب ورسمت إبتسامة على وجهها
-حبيب مامي، حملته وطبعت قبلة على وجنتيه، رفعت نظرها إلى سيلين وبنظرات تحمل الكثير من العتاب قائلة
-كدا تسبيني وتهربي، معنتش أثق فيكي ابدا
ربتت سيلين على كتفها قائلة
-ليلى سامحيني بس مينفعش افضل معاكم متنسيش إنك مراته
بعد يومين آخرين
سحبتها سيلين من كفيها وهي تحمل أمير
-تعالي ننزل الجنينة نجري ونتكلم شوية تحت، فيه موضوع لازم نتكلم فيه
سحبت وشاحها ووضعته بعشوائية واتجهت للأسفل ..وجدت زينب بإنتظارهما
-مساء الخير ياماما..قالتها ليلى بهدوء
اومأت زينب برأسها
-مساء الخير..ثم اتجهت بنظرها إلى سيلين
-خلي نعيمة تعمل قهوة لأخوكي حبيبتي، وكمان أي حاجة جنب القهوة
-هو راكان جه؟! تسائلت بها سيلين
-أيوة رجع من شوية، وطلع فوق شكله واخد برد
ابعدت نظرها عن نظرات زينب المصوبة عليهاثم، نهضت متجهة إلى أمير الذي يهرول خلف الكرة
-ميرو تعالى ألعب مع مامي..
-تعالي هنا ياليلى عايزة اتكلم معاكي، أمير بيلعب مع عمته..قالتها زينب
استدارت إلى زينب تطالعها بنظرات مستفهمة، أشارت زينب بعيناها على المقعد
-اقعدي لازم نتكلم شوية..جلست بهدوء ورغم هي تعلم عم سيتحدثون ولكنها جلست صامتة
صمت ران في المكان لبعض الدقائق وهم ينظرون إلى أمير الذي تعلو ضحكاته الطفولية مع سيلين ويونس الذي وصل للتو، قاطعته زينب عندما قالت
-عايزة تطلقي من راكان مش كدا
ارتفعت دقات قلبها وارتجف جسدها، استدارت تطالع زينب بعينان مترقرقة
-وحضرتك لسة عايزة نكمل مع بعض بعد الي حصل
أومأت زينب برأسها مردفة:
-تمام ياليلى، فعلا الحياة بينكم بقت صعبة، وأنا ابني بقى مش مرتاح، آه هو ببين انه قوي وبيدوس على نفسه عشان محدش يحس بيه، بس أنا امه وأكتر واحدة أحس بيه
سحبت نفسا وهي تنظر إلى خطوات أمير وضحكاته ثم طردته بهدوء واتجهت بنظرها لليلى قائلة
-أنا هخليه يطلقك، زي مخليته يتجوزك
توسعت عيناها متسائلة:
-هو حضرتك الي طلبت منه يتجوزني
أومأت زينب برأسها مردفة
-أيوة أنا الي ضغط عليه عشان يتجوزك، وأنا برضو الي هضغط عليه عشان يطلقك
بس لازم نتفق ووعد مني ياليلى هخليه يطلقك عشان ترتاحوا انتو الاتنين
فرت دمعة من عينيها تسيل فوق وجنتيها ببطئ، فهمست بشفتين مرتجفتين
-ياريت هكون ممنونة لحضرتك، عشان احنا مبنعملش حاجة غير إننا نأذي بعض
نهضت زينب وهي ترمقها قائلة
-أمير هيكون معايا تلات ايام في الأسبوع، ماهو مقدرش استغني عنه، مش هقولك هيبات معايا فيهم، بس ممكن تسبهولي ليلة يبات معايا
نهضت ليلى تقف بمقابلتها
-حاضر ياماما، مقدرش ابعد عنك أمير، خانتها قدمها فجلست وهي تقول
-لو ينفع اسيبه هسيبه، بس لسة صغير،وكمان مقدرش ابعد عنه، رفعت نظرها إلى زينب متسائلة:
بس تفتكري راكان هيوافق، دا بيقولي اتنازلي عن أمير
ربطت على كتفها ونظرت إليها متهكمة
-عشان انتِ غبية يابنتي، هو عارف ومتأكد انك مش هتتنازلي عليه، فبكدا بيربطك جنبه، مش بقولك هو بيبين قدامك إنك ولا حاجة، كسرتيه ياليلى للأسف..قالتها وتحركت مغادرة
هنا تركت عبراتها لتتحرر من مقلتيها
-إيه زعلانة ليه، مش دا اللي كنتِ عايزاه، أهو هيطلقك..قالتها ليلى لنفسها، قاطعهاوصول نورسين وهي تشير إلى يونس
-هاي يونس، عامل ايه..استدارت ليلى تطالعها بنظرات نارية بعدما وجدتها بتلك الثياب العارية، ضغطت على فستانها بقوة، وهي تتابعها بعيناها حتى دلفت للداخل
نهض يونس وهو يسحب كف سيلين حاملا أمير متجهًا إليها بعدما وجد نظراتها إلى نورسين
-مساء الخير مدام ليلى، قالها يونس وهو يجلس بمقابلتها
-مساء الخير يادكتور..حمحم ثم تحدث
-روحتي ل لدكتورة النهاردة ولا لا..معادك كان المفروض من أسبوع وانت حددتي ومرحتيش وقتها وكمان حددتي النهاردة
نظرت للبعيد متنهدة ثم أجابته
-ان شاءالله، شكرا لأهتمامك يادكتور
أومأ برأسه دون حديث، ثم اتجه برأسه إلى سيلين
-هو راكان لغى الفرح ولا إيه، مش كان المفروض هيكون يوم عشرة في الشهر
فركت سيلين كفيها وأشارت بعينيها إلى ليلى حتى لا يتحدث، ولكنه أكمل حديثه بمغذى
-معرفش ليه كل ماراكان يجي يتجوز تحصل مصيبة ممكن دا يكون إشارة من ربنا
رسمت سيلين إبتسامة بعدما علمت ماينتوي عليه
-اه تصدق، والله صعبان عليا، حتى في فرح سليم لما كان عايز يعمل فرحه على حلا، وحصل مشكلة وسافرت واتلغى الفرح
وضع يديه تحت وجنتيه وتحدث
-انا فاكر جوازته الوحيدة اللي تمت بهدوء بتاعة شمس، وفي الآخر صحي على كابوس
ارجعت ليلى بمقعدها وعيناها على تلك الغرفة واذانها مع يونس ، ونيران قلبها المشتعلة بالغيرة، شعرت بلهيب يكوي صدرها فنهضت تحمل ابنها متجهة للداخل، وجدته يجلس على مائدة الطعام بجوار نورسين ويتحدثون، رفع نظره إليها وتحدث
-هاتي أمير ياليلى..حاول الطفل النزول من بين ذراعيها بعدما استمع لصوته، أنزلته بهدوء، فخطى سريعا وهو يطلق ضحكات ويصفق بيديه
-بابا..نهض راكان يتلقفه بيديه وهو يرفعه للأعلى وضحكاته بالأرتفاع، اتجهت مغادرة للأعلى بعدما احتضنه وأجلسه على ساقيه يداعبه ويتلاعب معه، توقفت على أول الدرج عندما استمعت لحديث نورسين
-بتحب الأولاد ولا البنات ياراكان؟!
ابتسم وهو يمسد على خصلات أمير
-
الاتنين حلوين، بميل للبنات أكتر بحسهم كيوتي كدا
زمت شفتيها قائلة
-أعمل حسابك مفيش أطفال قبل سنة من جوازنا ..كأنه لم يستمع إليه وتلاعب مع الطفل،وضع أنفه بعنقه يستنشق رائحة والدته ثم أغمض عيناه، قاطعته نورسين
-مرضتش يعني ياراكان؟!
اتجه بنظره إليها متسائلا
-عن ايه؟! سحبت قهوته وارتشفت بعضها قائلة
-مش هنجيب ولاد قبل سنة لازم نفرح بجوازنا
نهض وهو يضم أمير قائلا
-ومين قالك أنا عايز ولاد، كفاية عليا أمير..ارتفعت دقات قلبها واتجهت تفتح المصعد مبتسمة بعدما استمعت لحديثه الذي أثلج روحها المشتعلة، بينما نورسين توقفت
-يعني مش عايز ولاد، طيب إزاي ليلى كانت حامل
أشعل سيجاره ورمقها قائلا
-كانت غلطة غير مقصودة والحمدلله اتصلحت
اقتربت منه ونظرت لعيناه
-راكان ممكن افهم ايه علاقتك بالظبط بليلى انت توهتني
تحرك ينادي إلى داليا مربية أمير
-خدي أمير، وقولي لمدام ليلى اجهزي عشان خارجين
اقتربت نورسين متضايقة
-إزاي هتسبني وتمشي...التفت إليها
-عايزة تيجي تعالي، بس مرات نوح تعبانة، ولازم ليلى تزورها أنا مانعها من الخروج غير بإذن
قطبت جببنها
-انت حابسها.. نفث دخان تبغه وتحدث بمغذى
-انا بعاقب اللي يحاول يستغباني، وهي استغبتني لما خبت عليا تهديد جدو
عندي شوية مكالمات شغل لو مفيش حاجة مهمة ممكن تروحي..عقدت ذراعيها قائلة
-لا هروح المزرعة معاك.
-تمام ..هطلع أعمل شوية مكالمات وأخد شاور واجهز ...أشارت لقهوته
-طيب والقهوة...نظر لفنجانه وأردف
-لا خلاص اشربيها.. اتجه سريعا للدرج منه لغرفته، كانت تراقبه نورسين حتى اختفى
أمسكت هاتفها وقامت بإرسال رسالة ثم اتجهت للخارج تنتظره
بالأعلى أنهى عدة اتصالات ثم اتجه لمرحاضه وخرج بعد دقائق محدودة، ونظرات نورسين وأسئلتها ترواد تفكيره..هبط متجهًا إليها
كانت تجلس أمام المرآة تقوم بتصفيف خصلاتها، دلف ووقف أمامها
-مجهزتيش ليه؟! وضعت المجفف بغضب وأجابته
-مش خارجة، خد عروسة المولد معاك وامشي من هنا..جذبها من ذراعها بقوة يضغط عليها ثم اردف
-عشر دقايق والأقيكي تحت ياإما هجاي ألبسك انا، ودا مش تهديد اد ماهو امنية، اقترب ولامس شفتيها بخاصته قائلا
-وخصوصا اني فاضي الليلة ومش لاقي حاجة اعملها، فإيه رأيك نقضي وقت لذيذ
دفعته صارخه وأشارت بسبابتها
-تقرب مني تاني هموتك سمعت ولا لا..اتجهت لغرفة ملابسها، تحاول السيطرة على كبت دموعها، ضغطت على صدرها وشهقة خرجت من فمها استمع لها، هو فسرها بتضايقها منه، أما هي بإشتياقها اللعين له، ضربت على صدرها وبكت
-كفاية بقى بعد اللي عمله دا كله ولسة بدقله، أخرجت ثيابها عندما استمعت لحديثه
-خمس دقايق وهدخل البسك، ارتدت ملابسها سريعا ودموعها تغرق وجنتيها من لعنة ذاك الحب الذي دمر قلبها
❈-❈-❈
خرجت بعد قليل وتحدثت دون النظر إليه
-خلصت..قيمها بنظراته قائلا
-كدا كويس، تعالي ياله..بسط كفيه حتى يعانق كفيها، ولكنها دفعته وتحركت تدق نعليها بالأرض
هبطت للأسفل وإذ بها تنصدم من وجود نورسين التي قالت
-هنروح بعربيتك ولا بعربية العيلة..ارتدى نظارته وأشار لسيارتها
-اركبي عربيتك وحصليني، قالها وهو يجذب ذراع ليلى واتجه لسيارته
نزعت كفيها متسائلة
-احنا رايحين فين والبت دي جاية معانا ليه
اقترب ينظر إليها من تحت نظارته قائلا
-رايح اسأل شيخ الجامعة اي فيهما تصلح لي زوجة..اركبي ياليلى متخلنيش أفقد أعصابي
اتجه بنظره لسائقه وتسائل
-خلي محمود يتحرك من الطريق التاني، بلاش العمومي...لوح بكفه إلى نورسين
-اتحركي يانور انا وراكي، هزت رأسها وابتسامة تشق ثغرها قائلة
-وماله ياراكان، عملت زي ماتوقعت واخيرا هخلص من ليلى، قالتها وهي تخرج بسيارتها من الباب الرئيسي..اتجه راكان إلى قائد أمنه
- التليفون دا قبل ماارجع عايز اعرف كل حاجة عنه
استقل السيارة بجوارها وأمر سائقه بالتحرك
بعد أكثر من نصف ساعة بالسيارة كان يعمل على جهازه المحمول وهي تنظر من النافذة، استمع لرنين هاتفه
-أيوة يامحمود..على الجانب الآخر
-زي ماحضرتك توقعت يافندم، وللأسف عندنا مصابين، اعدادهم كبيرة جدا
كور قبضته قائلا
ارجع بفريقك يامحمود، والمصابين خدهم على مستشفى يونس، واتصل بجاسر وشوف شغلك
استدارت بجسدها إليه وتسائلت
-فيه حاجة..توجه للسائق
-ارجع يامحسن على القصر تاني..جحظت عيناها متسائلة
-فيه إيه ومين مصاب، واحنا كنا رايحين فين؟!
لم يكترث لأسئلتها وأعاد لجهازه، تلقى رسالة من أحدهم
-الورق دا قدمه للنائب العام، وبلاش تبان في الصورة، وبالليل هبعتلك مكان أمجد الشربيني، وخلي بالك على اختك ومراتك، متراقبين، وشوف حراسة بيتك كويس
ران صمتًا مريبًا وهو ينظر بكل الأتجاهات عله يصل لفكرة حتى يخرج من ذاك المأزق، استمع لرنين هاتفه
-أيوة حبيبتي، آسف، ليلى تعبت ورجعت في الطريق واضطريت ارجع ..صاحت ليلى بصوتها مما جعله يضع كفيه على فمها وهو يستمع لنور
-تمام، لا هسافر يومين كدا مش دلوقتي
تجمدت الحروف على شفتيها بعدما ضمها لصدره وهو يضع كفيه على فمها، ولكنها فاقت من حالتها وهي تستمع بنعته لتلك بحبيبته
-إزاي تسمح لنفسك تقول عليا كدا
نظر بهاتفه وتحدث بهدوء
-صوتك مايعلاش، رفع الهاتف وتحدث
-حمزة قابل محمود وجاسر وشوف هتوصلوا لأيه..صمت يستمع لحمزة فأجابه
-لا النهاردة مش هروح النيابة حاسس بشوية تعب، أنا كنت عايز اشوف نوح، بس بعد اللي حصل رجعنا تاني
زفرت غاضبة بعدما علمت بوجهتهم
-احنا كنا رايحين المزرعة عند نوح، طيب ماقولتش ليه هو سر حربي، وبعدين دا مش طريق المزرعة
استدار إليها موبخًا إياها
-كلمة كمان هنزلك في الطريق..ابتسمت بسخرية وتحدثت متهكمة
-آسفين لمعالي الباشا..ضغطت بأسنانها على شفتيها وهي تنظر للخارج مبتسمة فقد افقدته سيطرته
بعد فترة جلست مع سيلين بحديقة القصر، نهضت تعصب عينيها
-تعالي نلعب مع بعض، ضربت قدمها بالأرضية
-والله ياسيلين لو وقعت في البيسين لأضربك.. تحركت خطوتين وهي تنادي على ابنها
-ميرو حبيب مامي، انت فين، تعالى وديني عند سيلين، أطلق الطفل ضحكات صاخبة، ولكن سيلين توقفت بعدما وجدت أخيها متجهًا عليها، فحملت أمير وتحركت متجهة للداخل
تحركت ليلى خطوتين واذ بها تنصدم بحائط بشري، ازاحت الوشاح من عصبة عينيها سريعا بعدما تسربت رائحته لرئتيها
-إزاي توقف قدامي كدا، نظرت حولها تبحث بعينها عن سيلين وأمير ثم سبت سيلين، اتجهت إلى راكان عندما استمعت حديثه
-إيه صاروخ هيفرقع في وشي مابراحة على نفسك شوية، أنا كنت جاي أقولك معزومين عند نوح على العشا، بس لقيت أنبوبة فرقعت في وشي
دفعته بقوة حتى سقط بالمسبح وتحدثت هاذئة
-طيب انزل طفي نفسك، لتولع..قالتها وتحركت سريعا تضع وشاحها على رأسها
خرج من المسبح وهو يسبها وأخرج هاتفه وبعض متعلقاته..استمع لضحكات بالخلف، استدار وجده يونس
-كلمة زيادة اقسم بالله هخليك تعوم زي البطة..وضع يونس كفيه على فمه غامزا بعينيه
-هو انا اتكلمت، انت غبي والله لو منك كنت شدتها وعمنا شوية وبلبطنا زي البط
رفع نظره إليه مستخفًا بحديثه
-بلبطنا، جاتك القرف في مصطلحاتك المقرفة قالها وتحرك للداخل يبحث عنها، دلف غرفتها استمع لصوت المياه خرجت وهي ترتدي ثياب الحمام..تجمد جسدها من وجوده بالغرفة
ساد صمتًا عميق بينهما مملؤ بالأشتياق، محملا بنسمات رائحتها الندية التي وصلت إليه..لحظات فقط، اقترب منها، تراجعت للخلف وأشارت على الباب
-لو سمحت اطلع برة، اقترب حتى حجزها بالحائط، نظر لعمق عيناها قائلا
-هتطلعي معايا فوق وهتغيريلي هدومي اللي بلتيها ومش بس كدا، البرد اللي حاسس بيه دلوقتي حضرتك هتنامي في حضني وتدفيني كمان
اغمضت عيناها حتى تبتعد عن عيناه التي اوقعتها فريسة له، لحظات فقط كفيلة لها أن يهيم بها عشقًا حتى نزلت من تحت ذراعيه متجهة سريعا، واشارت بسبابتها
-راكان انا مسحتك من حياتي ومش بس كدا على اد حبي ليك على اد ماكرهت ضعفي، بكرهك ياراكان، وياريت تبعد عني، قالتها وتحركت لغرفة سيلين وتركته واقفا متسمرا بوقفته عما فعلته به وقالته
افترت شفتيه شبح إبتسامة تقطر وجعًا، فأطبق على جفنيه يتناسى سحرها الذي ألقته عليه كتعويذة ثم أطلق تنهيدة حارة من جوفه يتبع قولا بنبرة مرتعشة
-كدا كتير ياليلى وخطرك بقى اكبر على حياتي، تفتكري ممكن انسى في يوم من الأيام اللي عملتيه فيا
باليوم التالي..أشرقت الشمس بخيوطها وانعكس ضوئها الساطع يداعب عيناه، شعر بآلام تتسرب بكامل عظامه، تحرك بصعوبة متجها لمرحاضه لبعض الدقائق وخرج بعد قليل..بعد قليل هبط للأسفل وجد الجميع على غرفة الطعام، تحرك للخارج مردتيا نظارته الشمسية، صاحت والدته
-راكان مش هتفطر ولا تشرب قهوة
هز رأسه من عدم قدرته على الحديث وتحرك للخارج..تجمد بمكانه وهو يرى فرح ابنة عمه تدلف بطفلا صغير على ذراعيها بجوار والدتها قائلة
-اذيك يابن عمي، عامل ايه ياآبيه؟!
جذبها من ذراعيها متجها إلى منزل عمه دون أن يراها احد، حاولت عايدة منعه والحديث معه ولكنه أشار بسبابته وصاح بصوته المتعب
-اي كلمة اقسم بالله لتمشوا من البيت دا النهاردة ومش بس كدا، كل حاجة هتتحول النهاردة باسم بابا ..اقترب يرمقهما قائلا بتحذير
-لو بنتك ليلى لمحتها عندنا في البيت صدقيني هحول حياتكم لجهنم، فخليكم عاقلين، لحد مااخلص اللي قدامي وافضى لأشكال بنتك اللي رجعت ومهمهاش تحذيري..قالها وتحرك بجسد منهك متعب، حاول السيطرة على نفسه حتى وصل لسيارته بصعوبة
مساء كانت تخرج من المطبخ تحمل كوبًا من الأعشاب دافئا، دلف وتحرك بجوارها ولم يتحدث وكأنه لم يراها..نظرت إليه مستغربة حالتها فهمست لنفسها
-ماله دا أول مرة يعدي من غير مايعملي أبو زيد الهلالي، ضيقت عيناها وحدثت حالها
-ياترى بتخطط لأيه ياراكان، عارفة دماغك سم، وبتفكرلي في مصيبة، قاطعت حديثها مع نفسها سيلين وهي تتوجه سريعا إلى المطبخ
-سيلين بتجري ليه كدا
توقفت تفرك كفيها وتحدثت
-راكان راجع تعبان اوي، هروح اخلي الدادة تعمله حاجة سخنة، وشوربة كمان
بسطت يديها بالمشروب
-خدي دا لسة سخن أهو ادهوله دا حلو للبرد، دفعتها سيلين
-طيب روحي ادهوله، وأنا هخليهم يعملوا شوربة سخنة كمان..سحبت ليلى التي لا تعلم ماذا تفعل..ادخلتها سيلين الغرفة
-امير مع ماما قالت هيبات معاها الليلة، وداليا استأذنت، نسيت أقولك، ادخلي حبيبتي شوفي جوزك والله تعبان قوي
دلفت لأول مرة تلك الغرفة تبحث عنه وجدته متسطحا بثيابه على الفراش، وضع المشروب على الكومودو، واتجهت تيقظه
-راكان فوق، تجمد كفيها بعدما شعرت بحرارته
حاولت اعتداله سريعا
-راكان سامعني، قوم لازم تاخد شاور جسمك سخن اوي..فتح جفنيه بتثاقل متمتم
-ليلى أنا سقعان أوي..اعدلته وقامت بفك زر قميصه بالكامل
-حبيبي ساعدني ياله عشان تاخد شاور بارد
هز رأسه رافضا
-مش قادر ..حاولت ايقافه
-ياله أنا معاك، ياله راكان، قوم ..تحرك معها خطوتين ولكن لم يقو على السير فهوى من بين يديها..جثت بمستواه على ركبتيها انسدلت عبراتها
-حبيبي لازم تقوم عشان خاطري، راكان جسمك سخن لو سمحت ياله حبيبي
أطبق على جفنيه متألمًا، دلفت سيلين ..صاحت ليلى
-سيلين وقفيه معايا لازم ياخد شاور..دققت سيلين نظراتها بليلى المنهارة، فربتت على كتفها
-اهدي ياليلى، حاضر ، جذبوه واتجهوا به إلى المرحاض، خرجت سيلين بعدما وقف تحت المياه الباردة
-خليكي معاه لحد مايخلص شاور، اغلقت الباب خلفها..وقفت ليلى مذهولة وشُل تفكيرها ماذا تفعل، فتحت المياه بقوة عليه وهي تحدث حالها
-ليلى جوزك تعبان لازم تركني كل حاجة على جنب دلوقتي، قامت بخلع قميصه الذي ابتل، وساعدته على خلع ثيابه، ارتعش جسده وشهقة خرجت منه بعدما وصله إحساس بالمياه الباردة، ظل لدقائق وكأنه يحلم، اغلقت المياه وساعدته على النهوض، ثم ألبسته ثياب الحمام، وساندته وخرجت به حيث فراشه
أحضرت ثيابه وساعدته باإرتدائها، ودثرته جيدا وجلست بجواره تضع كمدات خافضة للحرارة بعدما أعطته بعض الأدوية خافضة الحرارة، ظلت لعدة ساعات بجواره، حتى غفيت بجواره وهي تضع كفيها على وجهها..بعد فترة
فتح جفنيه بتثاقل، شعر بكفيها الموضوع على جبينه، انزله بهدوء ثم رفع خصلاتها المتمردة على وجهها يتذكر ماصار منذ عدة ساعات، دقات عنيفة كالطبول حتى شعر بإخراجها من صدره، ظل يطالعها لفترة ليست بالقليل، ابتسامة شقت ثغره وهي بجاورها، ماذا يحدث لو ظل الحال بينهما كذلك ؟!
لماذا تفعل به ترنيمة عشقه وعصفوره الوديع به كل هذه الآلام؟!
لابد لها من عقاب جسيم حتى يغفر لها، ولكن كيف يعاقبها وهي نبض قلبه، قلبه الذي لم يتعلم العشق سوى بها ومعها وحدها
رفع كفيها وطبع قبلة مطولة عليه، وهو مغمض العينين، شعرت بأنفاسه الحارة على وجهها، فتحت عيناها الجميلة بهدوء، انتفضت مذعورة
تضع يديها على جبينه، ثم حملت الترمومتر لترى حرارته
كان يناظرها كالأطفال على أفعالها الصبيانية، فهتف
-ليلى اهدي أنا كويس ..حبيبتي والله انا كويس، قالها وهو يمسك كفيها ويجذبها لجلوس بجواره
تجمعت الدموع بعيناها وهي تلمس وجهه وتحدثت بنبرة حزينة
-تعرف كنت هموت من الرعب عليك، مشفتش نفسك كنت عامل إزاي
مسد على خصلاتها وأردف
-آسف تعبتك معايا، انزلقت عبرة على وجنتيها مسحتها سريعا
-أنا اللي آسفة حبيبي لما زقتك في المية،
-ياااه ياليلى..حبيبك انت عارفة من إمتى مسمعتش الكلمة دي، يمكن خمس شهور
نهضت واستدارت بعدما علمت انها أخطأت بذلة لسانها، هروح اجبلك حاجة تأكلها
أحضرت وجبته الدافئة، وقامت بإعتداله
-راكان لازم تاكل أي حاجة عشان العلاج، ياله حبيبي، رفع نظره إليها
-لسة بتحبيني ياليلى بعد اللي عملته فيكي
اقتفرت شفتيها إبتسامة مؤلمة فلمست وجهه
-الموضوع مش لسة بحبك ياراكان، الموضوع انك الشخص الوحيد اللي مقدرش اتلاشاه من حياتي، عذبتني وعذبتك، غير بقيت مهم أوي في حياتي أنا وأمير
بدأت تطعمه وهو يعانقها بنظراته فقط، هربت من نظرات، فمنذ وقت لم تجلس بجواره بذاك القرب..ولازال قلبها الخائن ينظر إليه كحبيب رغم شعلة الوجع التي تحرقها دون رحمة، شعرت بكفيه على وجنتيها، ثم جذبها لتصبح بأحضانه يطبع قبلة على جبينها
-انتِ بالنسبالي جرعة الهوا اللي بتنفسه ياليلى، مقدرش أعيش يوم واحد بعيد عنك
رفعت عيناها ونظرت لتقاسيم وجهه وحركت أناملها عليه
-تفتكر ينفع بعد اللي حصل دا كله..أمسك كفيها يقبل أناملها كل واحد على حدة
-طول ماقلبي بيقول ليلى هتفضلي ليلى اللي بعشقها
حاوطها بعيناه التي تعترف لعيناها بكم العشق الذي يحمله لها، تحسست وجهه بأصابعها المرتجفة فهي العاشقة لرجل مثله اخترق قلعتها واستقر بقلبها..وضعت رأسها على صدره وآهة حارقة خرجت من جوفها
-نفسي أعيش الحب معاك بدون خوف، نفسي لما اتوجع اجري عليك ارمي وجعي، مش انت اللي توجعني ياراكان
نزل برأسه ليقطف من رحيقها مايشبع روحيهما أغمضت عيناها بإستسلام لسطوة عشقه، تمنت أن يخفيها عن العالم أجمع، تمنت لو يأخذ وجعها ببحر عشقه متناسيا ماصار بينهما، تمنت وتمنت وتمنت، حتى ألقت كل يؤلم روحها وبادلته جنته العاشقه كطائران من البلابل يغردان
ظل يقطف من بحور عشقها عله يروي قلبه الملتاع ببعدها مايقارب الأكثر من شهرين كاملين، اشتعل قلبه بنار العشق فلقد وصل إلى نقطة اللاعودة حاوطته بذراعيها لتنعم بدفئ عشقه الذي يشبه الخمر للمتلذذ، رفرفرت بأهدابها تضع رأسها تتوسد صدره تستمع لدقاته العنيفة بعد رحلة عشق سطرها بجنون عشقه، كل مرة يثبت لها إنها وحدها ملكة قلبه وحصن قلعته المتينة، ليلة كتبت بها أجمل التعبيرات من كلمات العشق التي زينت حروفها شفتيه، كانت تستمع لكلماته كأنها معذوفةموسيقى..بعد ليلة اشتعلت بنيران البعد، فلو دلف أحدهما غرفتهما ليقسم بنيران العشق تحرق كل مايحاوطهما
تسطح وهو يجذبها عله يهدأ من نيران صدره على ماهو قادم إليه
عند حمزة عدة محاولات لكي يصل إليه ولكنها باءت بالفشل، حتى اتجه إلى يونس الذي يغفو بسبات عميق بسبب إرهاقهه، ضغط على الهاتف ليمنع رنينه ولكنه أعاد الرنين مرة أخرى
رفعه على اذنه
-أيوة مين.. صرخ حمزة حتى هب فزعًا
-يخربيتك خرمت ودني، إيه يابغل فيه حد يتصل بحد في الوقت دا ويصرخ كدا
كان حمزة يقف أمام النيابة وهو يقطع الردهة ذهابا وإيابا، فتحدث بصوتًا متألم
-راكان مش عارف اوصله، بقالي تلات ساعات وتليفونه مقفول روح اكسر عليه الأوضة
اعتدل يونس يمسح على وجهه يرجع خصلاته للخلف بعدما شعر بأن هناك شيئا مأسويا، ورغم ذلك تحدث
-ماهو اكيد مش هيكون صاحي الساعة تلاتة الفجر يابغل..صرخ حمزة حتى هب فزعًا
-فيه إيه يابني يخربيتك قطعت خلفي المستقبلي
سحب نفسا ونظر حوله بضياع وهمس ماجعل يونس يهوى ساقطًا
-درة وسيلين اتخطفوا من الساعة اتناشر ومش وجاسر انضرب بالنار وهو بيحاول يحميهم
هزة عنيفة أصابت يونس حتى شعر بإنسحاب أنفاسه بالكامل، وكأن الأكسجين سحب من الغرفة فهمس بشفاتين مرتجفتين
-مين اللي عمل كدا...صاح حمزة ودموعها بالأنهيار معرفش يايونس اوصلي لراكان، أنا حاسس اني مشلول مش عارف أفكر ولا أعمل حاجة
تحرك يونس بساقين هلامتين يجرهما بصعوبة وجسده ينتفض وهو يفكر بحبيبته
-ياترى سيلين عاملة ايه دلوقتي..أسرع متجها إلى منزل عمه ولكن شعر بأحدهم يهوى فوق رأسه بشيئا حتى سقط مغشيًا عليه
عند ليلى وراكان
بعد عدة ساعات فتحت الجميلة عيناها السعيدة وجدته يمسد على خصلاتها
-صباح الخير حبيبي
ثم أمال يطبع قبلة على شفتيها
-صباح الحب والعشق على عيون أجمل واحدة شفتها عنيه..دنى يهمس لها
-تعرفي بحبك اد ايه، وحياة ربنا بحبك حب مايتوصفش، حب يكفي العشاق
ابتسمت وهي تضع رأسها بعنقه
-وأنا بعشقك ياراكان، بموت في شخص اسمه راكان البنداري..ابتلع كلماتها التي روت قلبه وروحه، لغيبات الجب القادمة، وضع جبينها وسحقها بأحضانه
-ليلى لازم تتأكدي إنك خاصة بيا أنا وبس، ومش مسموح لأي شخص طول ماأنا عايش يقترب منك..تراجعت للخلف تنظر إليه بإستفهام
-مالك ياحبيبي ليه بتقول كدا، مش إحنا اتصفينا، ووعدتني إنك مش هتتجوز نورسين، ليه الكلام دا دلوقتي
نزل من فوق مخدعه واختنق صدره قائلا
-"ليلى" استدارت له بعدما رفعت الغطاء تلتف به
-نعم ياحبيبي..ظل ينظر لها بصمت ثم أطلق قذيفته دون رحمة قائلًا
-"انتِ طالق"
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية