رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 31 - 2 - الخميس 26/10/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الواحد والثلاثون
الجزء الثاني
تم النشر الخميس
26/10/2023
❈-❈-❈
تعاقبت الأيام واحدا تلو الأخر حتى جاء ذاك اليوم ..استمعت إلى جرس منزلها، فتحت العاملة الباب، دلف عاصم بجوار آسر، نهضت سريعا تحتضن والدها
-حبيبي يابابا وحشتني..ضمها والدها بين احضانه قائلا
-يعني لو جيتي قعدتي معايا مش احسن من كدا..ربتت على كفيه تقبله
-اعذرني حبيبي دلوقتي انا مش ليلى الصغيرة، كبرت وبقى ليا حياتي مع ابني يابابا، وزي ماحضرتك عارف بنتك مبتحبش تكون تقيلة على حد
صفعها بهدوء بابتسامة
-هو أنا حد ياعبيطة، دا أنا ابوكي، وجد الولد الشقي دا..رفع ذراعيه لأمير
-حبيب جدو..اسرع أمير وهو يصفق
-دود ..حمله يقبله ويضمه لأحضانه، ينظر بالمكان
-راكان مبيجيش خالص عندك من وقت الطلاق..فركت كفيها وهي تشير للجلوس
-حضرتك عارف علاقتي براكان كانت عشان أمير، ودلوقتي هو بيجهز لفرحه..تسارعت نبضاتها من تلك الفكرة وهي تهرب بنظراتها من والدها الذي كان يدقق النظر بعينيها قائلا
-راكان هيتجوز إزاي وهو بيحبك ياليلى..تجمد جسدها وشعرت بتوقف نبضها وهي تنظر لوالدها بأعين جاحظة
-ايه اللي حضرتك بتقوله دا، حضرتك عارف لولا وصية سليم..رفع ذراعه أمامها
-ابوكي مش عبيط ياليلى ويعرف يميز الراجل ال بيحب من ال بيكره وبلاش يكره دي ال بيأدي واجبه، أنا شوفت نظرات واحد بيحب يابنتي، ولو انتِ عايزة تفهمي ابوكي غير كدا يبقى بتحاولي تداري حاجة هو عملها معاكي
اقترب يحتوي وجهها
-هو خانك ياحبيبتي، يعني فيه حد حب يدخل بينكم وفهمك انه بتاع ستات زي ماقولتي قبل كدا ايام ماكنتي مخطوبة لسليم
كانت عاجزة تناظر والدها بعينًا تائهة،وشعورها بالضياع مستحوز عليها حتى همست له
-لا يابابا، راكان شخص كويس، بس هو كان خاطب قبل ماسليم يموت، وأنا مش من شخصيتي اخليه يبعد عن خطيبته ويغير حياته، وكمان إحنا جوازنا عشان أمير فبكدا اتفقنا على كل حاجة وبدليل البيت دا، بيته وانا قاعدة فيه
جلس عاصم ومازال حديثها يؤلمه، تنهد متوجعا على حالها وهروبها، هو يعلم بحب ابنته له فتحدث
-طيب ياليلى، قعدتك لوحدك مش عجباني، وقبل ماتتكلمي، أنا مش موافق، ودلوقتي آسر عايز يخطبك، عارف انك لسة في شهور العدة، بس دا تأمين له عايز ردك، لحد ماتخلصي عدتك
هزة عنيفة أصابت جسدها من فكرة ارتباطها بشخص غيره، فهزت رأسها رافضة حديث والدها
-انا مش هتجوز، أنا هعيش لابني وبس يابابا، ودا هيفضل بيتنا، مستحيل اسيبه، آه إحنا اطلقنا بس هو مش بيقصر معايا
اقترب والدها يحاوطها بذراعيه:
-ليلى دا آخر كلام عندي، مش باخد رأيك على فكرة، انتِ هتيجي تعيشي معايا، ومحدش يقدر ياخد ابنك عشان في حضانتك، أما عن ارتباطك بآسر براحتك، قعدتك لوحدك لا
نهض آسر الذي كان صامتا وتحدث:
-ليلى اديني فرصة وهعوضك عن سليم وال شوفتيه من راكان، أنا عرفت كل حاجة..رمقته بنظرات تحذيرية..تحرك عاصم للخارج بعدما قال
-جهزي نفسك هبعتلك كريم ياخدك بالليل، مفيش بيتان هنا تاتي، لما ابوكي يموت يبقى اقعدي في بيت البنداري
-بابا ..قالتها وهي تناظره بعينين هالكة من فرط الألم الذي اجتاح كيانها ..هز رأسه بالنفي وخرج
أمسك آسر كفيها وهي تطالع خروج والدها بعينين حزنتين
-ليلى تعالي نتجوز بعد شهور العدة، هعيشك ملكة، وهنربي ابنك مع بعض
صفعة قوية على وجنتيه وهي تشير بسبابتها
-كلمة كمان وهنسى إنك ابن عمي، اوعى تفكرني غبية ومعرفتش إنك ورا الصور ياحقير..اقتربت تلكمه بصدره:
-أنا حياتي ملك راكان البنداري وبس، وعايزة اكدلك حاجة بدل بتلعب على المكشوف
-انا وراكان بنحب بعض من سنين، ومتفكرش انه طلقني كرها فيا، لا طلقني عشان انا ال طلبت منه عشان واحد حقير ذيك صورني مرضتش إن جوزي حد يكسر عينه بمراته، فاهمة الاعيبك ياآسر وانا بحذرك تقرب من حياتي، أنا هفضل ليلى راكان البنداري لحد اخر يوم في عمري، ماهو مش بعد مااكون مراته اتجوزك انت..دنت حتى لم يفصل بينهما انش واحدًا
-مفيش راجل قلبي دقله غيره، يعني هو حبيبي وعشقي وكل حاجة، ولو موتوني كدا عشان ابعد عنه مستحيل، خلي في عقلك الجملة دي
-ليلى بتعشق راكان البنداري، وعمرها ماهتكون ملك لحد غيره وياله أمشي اطلع برة دا بيت جوزي مش مرحب بيك فيه
انكمشت ملامحه بألم وتحول سكونه لغضب حارق وهو يجذبها بعنف من رسغها
-راكان ال كل شوية في حضن واحدة دلوقتي بتدافعي عنه.. دفعته بقوة
-عجبني وبموت فيه، احسن منك
ضغط على رسغها
-وحياة حبي ليكي يابنت عمي، لاندمك على كل كلامك دا، وبكرة يرميكِ بتاع الستات الحقير دا، عايز وقتها اشوف وشك، هخليكي تتذللي ياليلى
دفعته بقوة تصرخ بوجهه
-كلمة كمان صدقني هندمك ..دنى حتى اختلطت انفاسهما وهمس بجوار اذنها
-ليلى انتِ ملكي أنا، وأنا أحق بيكِ، قالها وتحرك للخارج سريعًا
جلست على المقعد تضع كفيها المرتعش على صدرها..وبعدين في وجع القلب دا، انت فين ياراكان، اسبوعين وأنا ولا على بالك لدرجة دي نسيت ليلى، رمتني فعلا زي ماقولت
قبل قليل بشركة البنداري، دلف احد الرجال إليه ، أشار إليه متسائلا:
- فيه ايه، المدام خرجت النهاردة..أومأ الرجل يضع أمامه ملف
-دول الأماكن اللي رحتلهم، بالصور يافندم..إومأ برأسه، وأشار إليه بالخروج ..فتح هاتفه يراها كانت تتلاعب مع طفلها وهي تعصب عيناها وهو يضحك.. ابتسم بحزن تمنى لو ان يكون ثلاثتهما..قاطعه دلوف نوح، أغلق هاتفه متجها إليها بنظرات متهكمة
-نعمين جاي ليه؟!..جلس نوح أمامه وهو ينظر لكفيه يتلاعب بحديثه
-عامل ايه يامطلق..أشعل تبغه وهو يرمقه شزرا قائلا :
-لم نفسك عشان مزعلكش..نصب عوده يتجه لشرفة مكتبه وهو ينظر للمارة وأكمل حديثه:
عايز ايه يانوح، اوعى تتلاعب بمشاعري، علشان هنخسر بعض..نهض نوح يقف أمامه يضع يديه بجيب بنطاله
-راكان ليلى جالها عريس، وهم راحولها دلوقتي لو مش مصدق انت حر، مسح على أنفه عندما رأى نظراته النارية، حتى تحولت للهيبًا قائلا:
-آسر طلب ليلى مني وأنا وافقت وهو راح لأبوها عشان يطلبها رسمي لحد ماعدتها تخلص، دنى منه وهو يغرز عينيه بعين راكان قائلا:
-البت حلوة أوي، معرفش بتحلو كل يوم عن اليوم اللي قبله..عارف ليه ياصاحبي عشان اتخلصت منك ومن انفاسك، ياسلام البنت دي لو حبتها قبل اسما، كنا زمنا عصافير كناري، ومش بس كدا، كنا عشنا قصة حب رميو وجوليت، وجبنا عيال حلوة شبه امهم..وضع ذراعه على كتف راكان يرمقه بطرف عينيه
-إنما ياراكان كنت بتحس بأيه وانت مع قمر زي ليلى كدا، ياخي نفسي بنتي تطلع شبهها
لم يشعر راكان إلا وهو يثور عليه كالوحش الضاري، يلكمه بكل قوته، حتى اسقطه على الأرض،رغم قوة نوح الجسمانية الا أن ضربات راكان فاقت الحد، وهو يزأر بصوته الذي زلزل الغرفة بل المكان بأكمله قائلا
-قولتلك ياحيوان ماتلعبش بأعصابي، ..وصل يونس وحمزة بعدما استمعا لشجارهما المرتفع وهو يصيح بغضب
-هموتك يانوح واخلص منك، قالها وهو يطبق على عنقه..جذبه يونس بقوة بمساعدة حمزة
-راكان فوق يخربيتك هتموته
دفع يونس بقوة وهو يجذبه من تلابيبه بقوة حتى نزع زراير قميصه بأكملها
-ورحمة امي لاقتلك ياحيوان..توقف حمزة بينهما..ونوح يمسح دمائه التي سالت على وجنتيه
-ولد غبي وحمار، ايدك ياخنزير، إيه جحلوف ياحلوف، طب وحياة ربي لاندمك عليها بحسرتك
دفعه حمزة للخارج غاضبا عندما لم يستطع يونس منع راكان من الوصول إليه
-أمشي يانوح من هنا دلوقتي..أشار بسبابته
-ماشي ياراكان، ماشي هعرفك إزاي تعمل معايا كدا ومبقاش نوح الا لما احصرك عليها
دفع يونس متجهًا إليه
-تعالى يلا وريني نفسك، قرب من حياتي يانوح وشوف هعمل فيك ايه
دفعه حمزة بقوة
-ماتتهد يابني، فين هي حياتك دي، هو عشان ساكت هتسوق فيها
جلس راكان وانفاسه كالطبول وهو يثني كم قميصه ويفتح اول زر لقميصه حتى يلتقط أنفاسه
-ماشي ياحيوان والله لاندمك، أنا تقولي كدا..طاح بكل مايقابله على سطح مكتبه وجهر بصوته
-هموته والله لأموته الحيوان دا..دنى يونس وهو يشير لحمزة بالصمت بعدما وجد حمزة اقترب ليتحدث
-راكان ممكن تهدى وتفهمنا ايه اللي حصل بينكم ..ثورة حارقة اندلعت بجوفه اردات ان تلتهم كل مايقابله..اخذ يتنفس الصعداء وهو يمسح على وجهه
-سبوني لوحدي لو سمحتم، مش عايز اتكلم..اقترب حمزة قائلا:
-راكان لازم نتكلم انت مش شايف نفسك الأيام دي ...أغمض جفونه وتحدث بوجع وانهيار بآن واحد وكأن كرة ملتهبة تحرق اوردته فأشار بكفيه
-لو سمحتم عايز اكون لوحدي..جذب يونس حمزة متجهًا للخارج
-تعالى نطمن على نوح ياحمزة، سيب راكان لما يهدى ..ابتلع ريقه وبنظرات ضائعة ينظر لغرفة مكتبه التي تناثرت بسبب حالته المتوجعة، شعر كأنه في بئر من الظلام مكبل الأيدي مصفد المشاعر، قلبه يرتجف بداخل صدره، ونيران تحرقه ..آهة خرجت من جوف حصرته كارها حالته ولما وصل إليه يردد لنفسه
-بكرهك ياليلى وبكره نفسي وضعفي، دمعة غادرة نزلت من جفنينه المتحجر أزالها بقسوة
-فوق ياغبي من اللعنة ال انت فيها ايه يعني تتجوز ولا تتنيل..ظل يوهم نفسه انها لا تهمه بقدر انتقامه منها، أراد أن يرضي غروره بتلك الكلمات، ان ليس هناك من انثى تحطمه بتلك الطريقة..ولكن كيف لصمود القلب عن تلك الاتهامات المغلفة بالوجع ..حدثه قلبه
-هترتاح وانت شايفاها مع راجل غريب، تذكر حديث نوح..أطبق على جفنيه يكور قبضته ويلكمها بالمكتب
-مستحيل حد يقرب منك هقتلك ياليلى، مش بعد الوجع دا كله تستمتعي بحياتك بعيد عني..اتجه لهاتفه يراقب منزلها..جحظت عيناه وهو يستمع لحديث والدها..تصلبت تعابير وجهه واجتاحه رغبة شديدة في الوصول اليهما وتحطيمهما..ولكن هدأ عندما استمع لحديثها مع آسر، هنا خمدت ثورته وتحولت حالته من الثوران إلى الهدوء، وهو يستمع إليها بقلبًا ينتفض عشقًا، احس برعشة أصابت قلبه وهي تدافع عنه وتثور ضد ابن عمها ...ابتسم برضا متنهدا براحة أصابت قلبه الضعيف بالأرتواء بعد فترات أصابته بالقلح، وهي تصرخ له
-اه هفضل ليلى راكان البنداري لحد اخر يوم في حياتي..ود لو يمتلك جناحين حتى يصل إليها يسحقها بأحضانه..اخذ يمرر يديه المرتجفة على ملامحها..ولكنه توقف عندما وجدها هوت تضم ساقيها إلى صدرها تنظر حولها بخوف، وكأن يحاربها أحدهما..استمع بمنادتها إليه.. أطبق على جفنيه يعتصرهما من الألم يهمس لنفسه
- خايف عايز أقرب بس خايف لتكسرني مرة تانية، لازم اتأكد ياليلى، اسف سامحيني..قالها بملامح جامدة تبدلت تماما بعد ماكانت منذ قليل يهيم بها عشقا، ولكن لذاكرة القلب والروح احكام
❈-❈-❈
عودة للحاضر، بعد تلك الأحداث، وخاصة بعد أكثر من شهر
خرجت ليلى متجه لسيارتها واستقلتها تنظر خلفها لذاك الرجل الذي عينه لها لحمايتها، تحركت إلى منزلها مبتسمة على مايفعله معها
بالجامعة وخاصة كلية الهندسة، خرجت درة وهي تتحدث بهاتفها
-أيوة حبيبي، لا خلصت ومروحة، حاضر هركب مع عمر، معرفش مالك ياحمزة بقيت صعب كدا ليه، بتحسسني اني هتخطف ..على الجانب الآخر كان يراقبها من مسافة ليست بالقريبة، وهو مردتي نظارته السوداء، وجدها تتحدث بهاتفها وابتسامتها تنير وجهها ترجل من سيارته متجهًا إليها اقترب حتى تلامس جسده ظهرها..ألتفتت سريعا وهي تنظر حولها بخوفًا كاد أن يوقف نبضاتها، شعرت برائحته حولها، ظلت تدور حول نفسها تبحث عنه، ولكنه غير موجود..حدثت نفسها
-معقول دا هوس، بس إزاي انا متأكدة اني شوفته...استمعت لرنين هاتفها سقط الهاتف فجأة عندما ارتجف كفيها من الخوف..أجابت حمزة
-أيوة ياحمزة..قالتها بتقطع ..أجابها
-درة مخرجتيش لعمر ليه، مستنيكي برة..ظلت تلتفت حولها فاجبته
-حا.ضر أنا خارجة كان فيه زحمة
صمت للحظة واردف
-مالك يادرة فيه حاجة..؟!..هزت رأسها بالنفي
-مفيش حاجة حبيبي انا خارجة أهو
بقصر البنداري وخاصة بفيلا جلال البنداري..جلست عايدة وهي تفرك يديها تنظر لأبنتها
-يارب نور ينجح يافرح، من وقت مانورسين قالتلي انه اتنازل لليلى هجن، لازم نتخلص منها
توقفت، ثم أمسكت هاتفها تحادث احدهما
-راكان فين دلوقتي..اجابها الشخص:
-داخل كافيه دلوقتي على النيل..ابتسمت وهي تطالع ابنتها:
حلو اوي أعمل زي مافهمتك..والصور ابعتها على الرقم اللي عندك
-تمام يافندم..جلست وهي تهز ساقيها بعنف تنتظر اتصال نور ولكنه لم يتصل، قامت بالاتصال عليه
-نور ايه الاخبار..أجابها بابتسامة
-متخافيش ياخالتوا الراجل دخل بيت ليلى، وكمان راكان موجود في مكان بعيد، واحنا سيطرنا على الأمن، كله هيكون تمام وخلال دقايق الشركة هتكون بتعتك..
ابتسمت مردفة:
-برافو يانور، مخيبتش ظني، بس متستهونش براكان، اوعى اي حاجة تحصل تبوظ تخطيطنا
توقفت فرح تعقد ذراعيها
-ماما معرفش ليه مُصرة إننا ننطرد من القصر، تعرفي لو نور فشل اقل حاجة هتتعمل فينا ايه
صرخت عايدة بوجهها
-اخرصي مش عايزة اسمع كلامك، ماهو إنت ال غبية معرفتيش تقنعي راكان انه يكتب عليكي، وضاع كل حاجة، قشطت بالولد ال معاها، لا وكمان كانت حامل من كبير العيلة، لولا أدخلت في الوقت المناسب كان زمانها طردتنا كلنا واتربعت على عرش البنداري، أنا ال قتلت الولد سمعتيني
هبطت سارة تجر حقيبتها خلفها ..استدارت عايدة إليها ترمقها
-انتِ رايحة فين؟!
تحركت حتى توقفت امام والدتها
-طالعة من البيت دا، احاول ارجع نفسي ال ضيعتوها، وحضرتك شايفة بعد مرض جدو، كل حاجة ضاعت ومبقاش ليا نفس اقعد في البيت دا سيلين طلعت احسن مننا كلنا والله برافو عليها
جرت حقيبتها اوقفتها عايدة تصرخ بها
-مفيش خروج، عايزة تعملي زي سيلين وتهاجري، هدبحك، انا مش زينب متساهلة اسيبك تسافري وتعيشي لوحدك
استدارت تنظر لوالدتها متهكمة
- بلاش تقارني ياماما، علشان للأسف هتطلعي خسرانه، انتِ مش متساهلة للأسف انتِ طماعة ومفيش غير الانتقام بس ياترى بتنتقمي من طنط زينب علشان الورث فعلا ولا علشان خطفت منك الدكتور الحليوة ال كنتِ متراهنة عليه
صفعة قوية نزلت على وجنتيها
-اخرصي ياغبية، جذبتها من خصلاتها، ودلوقتي مفيش خروج من البيت دا، هتفضلي هنا لحد ماتموتي بحسرتك وانتِ شايفة يونس بيتجوز سيلين، اوعي تصدقي مسرحيته انه مسحها من حياته وكلامه الأهبل قدام الكل دا، دا راجل مجروح مش اكتر، وبكرة يهدى ويجبها غصب عنها، متفكريش لما تعملي كدا هيجري عليكي
عند ليلى ترجلت من سيارتها متوجهه لحارسها
-مفيش داعي تفضل حارسني كدا، روح قول للمشغلك ليلى مش محتاجة حماية من حد ..قالتها وتحركت للداخل، أمسك هاتفه قائلا
-راكان باشا المدام وصلت البيت، وشكلها متعصب، وفيه حاجة لاحظتها معرفش عندك علم ولا لا
اجابه راكان بعدما توقف معتذرا من حسن صديقه:
-ايه ال حصل..نظر الرجل حوله يطالع الجميع بنظرات ثاقبة وتحدث
-حضرتك غيرت شركة الأمن، فيه وجوه جديدة واقفة..تجمد بوقوفه، ونظراته تتحرك بكل الأرجاء، حتى أصاب هدفه قائلا
-ادخل عند ليلى يابهاء، شكيت في حاجة ابعتلي وانا في الطريق، وهتصل بجاسر، تحرك متجها لصديقه وامال يهمس له
-انا متراقب، متبصش وراك، قوم خلينا نتمشى شوية..تحرك حسن بجواره بهدوء
-سلاحي مش معايا ياجدع، شكلنا هنموت من غير سلاح..كان في وقت لايسمح له بالمزاح
-حسن انا همشي كدا وانت تابع لحد المدخل عشان نمسكه، مراتي فيه حد وصلها، تمام انا عقلي واقف حاول تستوعب الموقف
أومأ برأسه موافقًا :
-تمام متخافش، انت مكلمتش بهاء..تحرك راكان وامسك هاتفه حتى يبحث في المراقبة، ولكن قاطعه اتصال جاسر
-راكان ..انت متراقب، متبصش وراك، ومدام ليلى فيه راجل عندها من فترة تقريبا فيه حد عرف يسيطر على الوضع
سقط قلبه بين اضلعه واظلمت عيناه بالغضب قائلا
-جاسر أنا عارف اني متراقب المهم توصل ليلى بسرعة لو انت قريب، وأنا هتصرف واعرف مين الكلب دا
-راكان خلي بالك من نفسك هو مشير مسدسه عليك..توقف فجأة وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، وعقله يصور له سيناريو حزين، اوصل ليلى بسرعة ياجاسر، وخلي بالك من أمير، قالها بعدما وجد بعض الملثمين يحاصرون المنزل، من خلال كاميرا المراقبة
نيران الذنب تحرق احشاؤه من الخوف عليها، ووقوعها لقمة صائغة في ايدي أعدائهم..دلف لأحد الأماكن حتى يستطع الأمساك بأحد الأشخاص..وبالفعل تحرك الرجل خلفه، ولم يجد نفسه سوى انه جاثيا على الأرض، بعدما ركله راكان، ممسكًا سلاحه الذي دفعه بعيدًا عنه
-انت مين يلاَ، ومين زقك عليا..ابتسم الرجل بسخرية وهو ينظر إلى حسن الذي وصل اليهما -طليقتك ال قالتلي اقتلك، لأنك خانقها..سحب السلاح وكاد ان يقتله لو توقف حسن أمامه
-قوات الشرطة في الطريق..سيبه هم هيعرفوا يتعاملوا معاه
عند ليلى دلفت وإذ بها ترى أحدها يضع السلاح أمامها ثم وضع كفيه على فمها
-صوتك لو طلع هنقتل جوزك، ومش بس كدا ابنك اللذيذ دا هنموته، حتى شوفي المشهد دا يمكن توديعه..نظرت بشاشة هاتفه وجدته جالسًا مع احد أصدقائه والسلاح مصوبًا على صدره..شهقت وكأن أحدهما هوى فوق قلبها بمطرقة، وهي تراه أمامها، اغروقت عيناها بالعبرات
-انتوا مين وعايزين ايه..دفعها بقوة حتى هوت على المقعد بجوار المربية وهي تضم أمير الذي يبكي بصوته المرتفع ..ماما، ماما
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تطالع ذاك الرجل الذي يشبه الخارجين عن القانون
-انت مين وعايز ايه..اقترب يضع أمامها بعض الأوراق
-امضي هنا ومالكيش دعوة انا مين..والا هنموته ونموتكوا
أمسكت الورق بأيدي مرتعشة وكأنها فقدت النطق ..وجدت تنازل عن حضانة ابنها بأحد الأوراق، والورقة الأخرى تنازل عن جميع املاكها بيع وشراء باسم احد الأشخاص..ضيقت عيناها تنظر للأسم بإستغراب..
نهضت متجهة إليه
-انت مين وليه الورق دا، اتنازل عن حضانة ابني لمين ان شاءالله انت شكلك مجنون
دفعته بقوة وصرخت
-اوعى تفكرني هخاف من مسدسك دا، لا تبقى غبي، اتنازل عن ابني يعني اتنازل عن روحي، وياله اقتلني ..ورغم قوتها الواهية التي رسمتها أمامه إلا أن قلبها يدق كالطبول من الخوف ..استمع الرجل لحركة خلفه وماهي إلا ثواني حتى انقض عليه بهاء من الخلف..ولكن كان يوجد أحد الأشخاص الأخرين، معه الذي رأى بهاء يتسلل من أحد أركان المنزل..
-ارمي مسدسك لفرتك نفوخك .. قالها احد المجرمين إلى بهاء ..نظر بهاء إلى ليلى على هاتفها ففهمت ماذا يعني..تحركت بهدوء تجلس على المقعد وهي تتحدث لألهائه
-تمام همضي على الورق، وعلى غفلة فتحت هاتفها باليد وهي تنظر إليه
-اعرف بس انتوا تبع مين وبعدين إنت بتقول هتموتني، يعني مفيش خوف مني..ضغطت على رقمه..كان يسارع الموت وهو يسرع بأقصى سرعة حتى يصل إليها، استمع لهاتفه فتحه سريعا عندما وجد صورتها تنير هاتفه
-ليلى.قالها بقلبا منتفض.ولكنه استمع لأحد الأشخاص
-ماتتكلميش كتير، دنى منها وخطف الولد وأشار بسلاحه عليه وصرخ بها
-امضي يابت يااما نقتله..ارتعشت يديها وهي تهز رأسها
-طيب سيبه وانا همضي حاضر، عايزني اتنازل عن امير، وكمان الشركة، حاضر هتنازل بس سيب الولد ..لحظات وجسدها يرتجف من بكاء ابنها وهي ترمق هاتفها بجوارها وترى مكالمتها وصلت إليه.. نهضت حتى تأخذ الولد لأهدار بعض الوقت ولكنه صفعها بقوة على وجهها
-ابعدي يابت اياكِ تلمسيها، هوت على الأرض
وهي تصرخ باسم زوجها، وماهي الا دقائق واقتحم جاسر المنزل..تراجع الرجل وهو يحمل الطفل وليلى تتحرك اتجاهه وتصرخ، قابله راكان على الباب الخارجي
-سيب الولد هموتك..نظر الرجل حوله بخوف، ينظر للرجل معه
-خليهم يبعدوا عني، وصلت ليلى إليه وهي تقترب منه
ابني..قالتها ليلى وهي تتحرك خلفه..صرخ راكان بها
-ليلى ابعدي، هزت رأسها رافضة
-ابني..اتجه الرجل بنظره إليها
-عايزاه تعالي معايا، وأنا هدهولك..أشار راكان بالنفي ..اياكِ تتحركي من مكانك، أشار لجاسر لتحرك وزع الرجل نظراته وهو يتراجع وصوت أمير يرتفع بالمكان حتى شل حركة راكان، وهو يرى اندفاع ليلى اتجاه الرجل وهي تصرخ عندما وجدته يصل لتلك السيارة التي تنتظره بالخارج
-لا ابني، ابني..تحركت وهي تبكي وتنادي على طفلها..اطلق جاسر رصاصته التي استقرت برأسه مباشرة حتى وقع صريعا..تحركت السيارة التي تنتظره سريعا ..فاسرع راكان إليه حتى يتناول أمير الذي سقط على الأرض بسقوط الرجل
❈-❈-❈
حمله يضمه لأحضانه، في حين توقفت ليلى وهي تنظر اليهما وتبكي حتى فقدت حركتها وحديثها فجثت على ركبتيها وشهقاتها ترتفع كلما تخيلت فقدان ابنها، ضمه راكان يهدئه
تحرك جاسر خلف السيارة التي هربت مع الشخص الأخر..بينما اتجه راكان إليها سريعا بعدما وجدها بتلك الحالة..
جلس بمستواها يضم أمير بأحد ذراعيه، وبالذراع الأخر يضمها لأحضانه
-اهدي، كل حاجة تمام، اهدي توقف وأوقفها يضمها بقوة لأحضانه مناديًا على المربية
-داليا خدي الولد..لكنها التقطته تضمه بقوة وتبكي تستنشق رائحته
-خلاص ياحبيبي بطل عياط، الوحش مشي
أخذ راكان الولد يمسح على وجهه
-حبيبي روح مع انطي داليا..هز رأسه بالنفي وهو يبكي
-ماما ..عايز ماما..حملته ليلى ودلفت للداخل بساقين مرتعشة، لا تعلم كيف وصلت لغرفة ابنها والقت نفسها على فراشه تضمه بقوة وتبكي
وقف بالخارج مع بهاء
-فين الناس ال قولت عليهم..وزع نظراته على المكان
-شكلهم انسحبوا بعد ماجاسر اقتحم المكان
اومأ برأسه شوفوا الكاميرات الخارجية واتحرك مع جاسر، قالها ودلف للداخل يبحث بعينيه عليها، استمع لصوت بكائها..تحرك للداخل وجدها تحتضن ابنها وتبكي
جلس بجوارها يجذبها لأحضانه
-هتفضلي تعيطي كدا، خوفتي الولد..جذب منها أمير يجلسه على ساقيه يداعبه بأنفه
-وحشتني ياميرو، كدا تطلع قاسي ومتجيش تزور بابا ولا مرة، يعني نسيت بابا معنتش بتسأل عليه..قالها وهو يرمقها بنظرات جانبية
هنا فاقت من حالتها ورفعت رأسها، ونظرت إليه والكبرياء يعتلي كل ذرة بوجهها
-ال يبعنا ياأمير نبيعه..قالتها ونهضت متجهة إلى غرفتها
صك على أسنانه من الغيظ من عجرفتها، ورغم ذلك فقد اشتاق إليها كثيرا، لمعت عيناه عندما تخيلها بين أحضانه، فنهض وهو يضع لأمير ألعابه، مناديًا على داليا
-خلي بالك منه، حاولي تلهيه عشان ينسى ال حصل اجابته بابتسامة
-متخفش حضرتك..اتجه لمعذبة قلبه، طرق على باب غرفتها ثم فتحه بهدوء يبحث عنها وجدها تخرج من غرفة ملابسها، عقدت ذراعيها قائلة:
-رجعنا نقتحم الأوض ونقول بيتي، ومش بيتي و..قطعت حديثها عندما استمعت لهمسه
-دا بيتك حبيبي مش هطفل عليكِ بس عايز اطمن وهمشي على طول
استدارت تواليه ظهرها بعدما فقدت سيطرتها بهمسه بتلك الطريقة
-إحنا كويسين مش ناقصنا حاجة، ممكن تمشي دلوقتي، لو مفيش حاجة تانية
اقترب منها قائلا
-ليلى..استدارت تضع كفيها أمام وجهه
-ليلى ماتت من يوم مادبحتها وهجرتها ال قدامك دي بقايا انثى، لو سمحت بلاش نتعب بعض، وياريت تعرفني مين ال اقتحم بيتي وعايز ياخد ابني، أنا مش هامنني الفلوس ..قالتها متجها لمرحضها قائلة
-أقفل الباب وراك
بعد اسبوع آخربمزرعة نوح ..جلس بجوارها صامتا يطالعها بهدوء، لبعض الوقت حتى قطعه
-هتفضلي مخصماني كدا، دا حتى حرام على فكرة..نهضت تجمع الصحون قائلة :
-إحنا اتفقنا على كل حاجة بلاش تخليني اسبلك البيت يادكتور، قولت شهر واطلقك، ودلوقتي عدى أكتر من شهر
جذب مفرش طاولة الطعام يجذبه بعنف، حتى تبعثر الطعام بالمكان وصرخ بوجهها
-مفيش طلاق ووريني أخرك يااسما..قالها وتحرك للخارج
جلست ترفع حاجبها بسخرية
-استنى عليا يانوح لو مش علمتك إزاي تقدر تسيب حقي مبقاش انا أسما الكومي يانوح يابن الكومي..توقفت فجأة
-هو فين حمايا العزيز مختفي ليه؟! ربنا يستر ميكنش هو الحربابة بيحضروا لمصيبة
بمكتب يحيى الكومي دلف احد الأشخاص، جلس امامه وتحدث
-عملت تحليل DNA وزي ماحضرتك شكيت الولد مش ابن نوح ..صاعقة نزلت على رأسه حتى شعر بدوران الأرض حوله، وانسحابها من تحت اقدامه، فتحدث بتقطع
-يعني ايه؟! يعني بنت الكلب بتستغفلني
بمكتب راكان يتحدث بهاتفه
-ماوصلتش لحاجة خالص..اجابه جاسر وهو يفرك جبينه
-للأسف لا، لو أمجد مش محبوس كنا قولنا هو
رفض راكان حديثه
-لا أمجد مالوش دخل بكدا، دا واحد قريب انه عايز الشركة..صمت وأكمل
- عندي شك في شخصين، يابنت النمساوي، يااما عايدة هانم
مط جاسر شفتيه
-نشوف الاتنين متقلقش..دلف يونس اليه، وألقى نفسه على المقعد وثقوب الألم تجتاح كيانه ..اغلق هاتفه متجهًا إليه
-مالك يايونس..أطبق على جفنيه متألما
-تعبان اوي ياراكان..حاسس اني مش عايش..ربت راكان على كتفه
-ومين سمعك معلش فترة وهتعدي ونرجع نهلس تاني متخافش..فتح عيناه نصف فتحة ينظر إليه
-بتتريق ياحضرة المستشار
ضرب كفيه ببعضهما
-قولي اعملك ايه، هي ال عملت مش انا
تنهد بوجعًا ينظر إليه
-صدقني مش هرحمها لما ترجع، مش بيقول من الحب وماقتل
سحب نفسا وزفره قائلا
-ولا هتقدر تعمل حاجة، متفكرش كتير المهم عايزين نوجب مع حمزة حنته بعد اسبوع
رفع حاجبه بسخرية
-ليك نفس توجب، البعيد ماعندوش قلب ولا دم..لكزه راكان
-لا دي مفهاش كلام. ..انسى وجعك عايزين نفرح حمزة، يعني انا هدوس على نفسي عربية ليمون واضطر اقعد مع نوح البارد
أطلق يونس ضحكات مرتفعة عندما تذكر خناقاته مع نوح..فاقترب يغمز بعينبه
-الولد نوح دا نمس والله العظيم، نفسي أعرف قالك ايه خلاك زي التور كدا
تحرك للخارج . أمشي يابغل من قدامي، بدل مااقلب عليك...
بعد عدة أيام وهو اليوم المقرر لحفل حناء درة وحمزة..اتجهت ببعض الأشياء الخاصة بأختها لتضعها بمنزلها ...أما عنده استمع لرنين هاتفه امسكه :
-راكان ليلى راحت عندي البيت زي ماأنا خططت اي خدمة، بس إياك تدنس البيت يلا،
زفر يمسح على وجهه بغضب قائلا
-احترم نفسك يامتخلف..وبعدين انا مطلبتش منك حاجة، تروح ولا تيجي مايهمنيش
قهقه حمزة مردفًا
-يعني مش هتموت وتشوفها بعد ماسابت كاميراتك، وراحت بيت ابوها، وكمان مفيش خروج من البيت...ابتسم راكان عندما تذكر آخر لقاء بينهما بعدة ايام بعد اقتحام منزلها
دلفت إلى قصر البنداري...إحنا جينا يانَانَا ..خرجت زينب تفتح ذراعيها
-قلب نَانَا ياحبيبي..اسرع أمير إلى زينب، كانت تبحث عنه بعينيها، رأتها زينب ولكن تجاهلت نظراتها وحدثت أمير
-بابا قاعد مع خطيبته جوا..شوية ويطلع يلعب مع أمير.. لم تشعر بنفسها وهي تتحرك تقتحم الغرفة بعدما شعرت بنيران الغيرة تأكل صدرها كالنيران التي تأكل سنابل القمح..دفعت الباب..وجدت نورسين تجلس أمامه على سطح المكتب وتتلاعب بزر قميصه..دفعت الباب ودلفت للداخل
-اووه آسفة شكلي جيت في وقت غلط..معلش ياانسة نورسين هاخد حبيبك شوية عايزاه ضروري
كتم ضحكة بداخله وهو يرى نيران تخرج من نظراتها، حبس أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب بجسده مانعا رغبته في ضمها وتذوق شهدها الذي حرم منه
توقفت نورسين وهي تزفر، ثم طبعت قبلة بجوار شفتيه..نزلت على قلبها كالنيران التي تأكل احشائها ..روحي وبكرة نتقابل ونكمل كلامنا ..قالها راكان الذي يطالع ليلى بهدوء
-تمام ياحبيبي..قالتها وتحركت أمام ليلى بخيلاء ترمقها بنظرات احتقارية..نهض يضع كفيه بجيب بنطاله
-خير يامدام ليلى..اقتربت ترمقه بنظرات نارية
-هتفضل لحد إمتى كدا
ضيق عيناه متسائلا
-كدا إزاي مش فاهم كلامك
سحبت نفسا ودفعته مرة واحدة
-انسى يا استاذ، أنا هنزل بكرة عند بابا فرح درة بعد أقل من شهر، اكيد حضرتك عارف، هسيب أمير الأسبوع دا مع ماما زينب، وممكن يبقى تبعته مع حد تاني لوتعبها
اقترب يضغط على ذراعها بقوة ونظرات لو تحرق لأحرقتها
-تروحي فين، عشان الحقير آسر كل شوية ينط عند ابوكي
دفعته بقوة ترفع سبابتها وتحدثت بغضب
-مالكش دعوة بحياتي، أظن من شوية كنت في حضن واحدة تانية، مالكش دعوة بحياتي سمعت ولا لا، أنا مجرد ام امير، متنساش دا كلامك..قالتها وتحركت سريعا من أمامه
اطاح كل ماقابله على المكتب يصرخ بها
-طيب خليه يقرب وانا اقتلك..استمعت لكلماته وتحطيمه للأشياء، فابتسمت بغرور وتحركت للخارج
خرج من شروده على حديث حمزة الذي لم يستمع للكثير منه، ولكن أفاقه حديثه عندما قال
عارف انها لسة مراتك، بس بحب ألعب بأعصابك..سلام ياراكي باشا
❈-❈-❈
بعد قليل دلفت ليلى إلى منزل اختها، وضعت بعض ثيابها التي احضرتها، وانهت بعض الأشياء..دلفت لمرحاضها وقامت باغتسال وجهها بالماء البارد بعدما شعرت بالدوران وألمًا بمعدتها.. وضعت كفيها على أحشائها مبتسمة
-هتطلع شقي زي بابا، لسة في الأول وبتعمل فيا كدا..اغمضت عيناها وهي تشعر بنسمة هواء محملة برائحته..استدارت تنظر للوراء وجدته خلفها كالحُلم ابتسمت لا تعلم أتحلم أم أنه حقا خلفها ..أخرجها من شرودها عندما همس بجوار اذنها:
-وحشتيني لدرجة الموت..احتضن وجهها يضع جبينه فوق خاصتها يسحب نفسًا مختلطًا بأنفاسها
-مش قادر، جتلك راكع ورافع الراية البيضة وبقولك مش قادر أعيش من غيرك
رفعت كفيها تحتضن وجهه حتى تتأكد من وجوده بذاك الوقت وذاك المكان الذي لا يربطهما..همست له
-را..كان، أنا مش بحلم مش كدا، قالتها وعبراتها كزخات المطر تغسل وجنتيها
نزل برأسه يقبل وجنتيها مزيلا دموعها، حتى وصل لشفتيها يقبلها بلهفة واشتياق، كمحروم من لذة الخمر..رفعت ذراعيها تعانقها وتبادله جنون عشقه..فصل قبلاته المحمومة
وهو يسحبها من كفيها
-تعالي نروح بيتنا، البغل بيقولي إياك تدنس بيتي..توقفت تتذكر ماصار منذ لحظات
-هاجي معاك ازاي، مينفعش
حملها يضمها لصدره حتى يشبع روحه المفقودة
-ينفع ومليون، نزلني ياراكان، مالبستش حجابي
انزلها بهدوء وهرول يجذب حجابها يضعها بعشوائية على رأسها ثم اتجه بها لسيارته سريعا
وصل إلى منزله، ترجلت من السيارة واتجهت معه لداخل المنزل الذي زينه وأصبح منتظرا عروسه، رفعت نظرها إليه
-انت ال عملت كدا..نزل بجبينه على خاصتها
-نفسي أعملك فرح اوي، وإن شاء الله ناوي اعملك احسن فرح
رفعت نفسها تطبع قبلة على وجنتيه ثم همست له عندي خبر هيجننك..ثم أمسكت كفيه تضعها على أحشائها
-حبيبي هيجلنا بيبي، شبه باباه
حامل ..اردف بها بقلبًا مرتعش وعيونًا لامعة بالعبرات، أصابته قشعريرة تختلج كيانه وتملكته عاطفة قوية وهو ينتظر ردها بشق الأنفس عله أخطأ بسماعه
أومأت رأسها وعبراتها تنزرف بغزارة على وجنتيها، وانفرجت شفتيها بإبتسامة..ثم حاوطته تضم نفسها بأحضانه
-هتكون أجمل بابي في الدنيا كلها..
ارتجفت أوصاله جميعا من كلماتها، فأخرجها يحتضن وجنتيها وتلاقت أعينهما يتعانق فيها نبض كليهما فهمس لها
- مش بحلم مش كدا..رفعت كفيها واحتضنت وجهه
-"آسفة، حقيقي آسفة على كل حاجة"
جذبها لأحضانه يشد على عظامها بذراعيه يعتصرها وقلبه يقفز بين ضلوعه..
-أنا اللي آسف على كل كلمة وجع وجعتك بيها
لكمته بصدره بقوة قائلة
-لا ياحبيبي لسة هحاسبك على اللي شوفته في المكتب متخافش..اطلق ضحكات مرتفعة وهو يحملها متجها بها للأعلى، ولكنه توقف عندما استمع إلى أحدهما يصرخ به، استدار لمصدر الصوت وجده بهاء، لحظات واستمع لطلقات نارية تحاوط المنزل بالكامل ..ارتجفت اوصاله وهو ينظر لزوجته التي وضعت كفيها على اذنها تصرخ عندما اخترقت رصاصة من النافذة الزجاجية
يتبع...