-->

رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 18 - 2 الخميس 16/11/2023


قراءة رواية كله بالحلال

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية كله بالحلال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


 الفصل الثامن عشر

2

تاريخ النشر الخميس

16/11/2023


العودة للصفحة السابقة



ومن الداخل. 

تنفست بخشونة لاهثة، تمسح بيدها على ذراعها المتألم ، لتتمتم بغيظ وقهر:

- روح يا شيخ ربنا ياخدك، اعوذ بالله منك، انسان غتت ومستفز ، انا مش فاهمة، دا طمع في التناحة ليه لوحده  ده ولا ايه؟ يا ساااتر. 


توقفت بتفكير متمهل لقوله، وقد تمكن من زرع المخاوف والهواجس برأسها، انها بالفعل ضعيفة مقارنة بشقيقها، الذي انصاع مجبرا تحت ضغط والدتها، ليذهب كي يتم الخطبة بفتاة ليست هي من يرغبها بالفعل.، فكيف لها هي ان تجبرها على الموافقة بمن يعشقها وتعشقه، وهو بالفعل يأتي من الجهة التي تكرهها والدتها.


جهة بسمة الفتاة الوحيد التي استطاعت التغلغل بعقل شقيقها واحتلت قلبه، هي ميتقنة من هذا، حتى ولو هو لم يعترف بذلك، لكنه ضعف واستسلم،  ولم يحارب من أجلها، الامر الذي فعلته هي سابقًا حتي اوقعته بعشقها، لم يقوى على فعله.


لماذا لم يفعل؟

لقد اضعف جبهتها بفعله، كانت تتمنى ان تلقى منه المقاومة او الرفض حتى تتحامي به، ويقوي موقفها في الدفاع عن من تحب، ولكنه تخاذل وتركها هي في ساحة القتال وحدها، كيف ستواجه جبروت امرأة كوالدتها؟

انها مقاتلة شرسة في سبيل تحقيق أهدافها،  وهي الضعيفة التي لولا دفع بسمة لها، لظلت في الخفاء تكتم عشقها ولوعتها بمن تحب. 


زفرت تخرج دفعة الهواء بصدرها بتعب، لتتحرك لا ارديًا نحو هاتفها تطلب رقمه، وهو كالعادة تلقى اتصالها بلهفة ليجيبها على الفور:


- الوو يا قلبي،  مساءك فل.

- مساء الخير يا ممدوح، عامل انت ايه؟


لم يعجبه نبرته، ليقطب سائلًا لها على الفور:

- مالك يا ليلى؟ انتي فيكي حاجة؟ صوتك مش عاجبني. 


وكأنها تلقت اشارة البدء ، انطلقت العبرات من وجنتيها تسيل بلا توقف لتزيد من جزع الاَخر:

- يا بنتي مالك؟ ايه اللي حصل؟ ا


مسحت بأطراف أكمامها، حتى تتماسك قليلًا في الرد عليه؛

- مفيش حاجة يا حبيبي اطمن

- اطمن ازاي بس؟ انتي قاعدة فين دلوقت اجيلك حالا.


غزت ابتسامة حانية ثغرها لتعقب بمزاح رغم ألمها:

- انا قاعدة قي بيتنا يا ممدوح،  ولوحدي كمان، يعني لو جيت ممكن تتسجل عليك قضية دلوقتي. 


سمعت صوت زفرة  صغيرة خرجت منه قبل ان يعقب بيأس:

- طب اعمل ايه بس؟ ما انا قلبي وقع في رجلي من الخوف عليكي، هو انتي حد مزعلك طيب؟


تجاهلت السؤال لتباغته بسؤالها الملح:

- ممدوح انت مش هتسيبني صح؟

- لا يا قلبي طبعا مش هسببك من قال كدة؟

خرج الرد منه سريعًا، ولكن لم يكفيها:

- اوعى تيأس ولا تستسلم يا ممدوح، انا ضعيفة ومحتاجة اللي يوقف معايا ويواجه، انا عايزة اللي يقويني، قويني بيك يا ممدوح .


رغم يأسه،  رغم كل الغضب الذي يعتريه رفضًا لهذا الضعف الذي يلمسه منها الان، ولكنه لم يبخل او يتوانى عن طمأنتها:


- انا معاكي يا قلبي ومش هسيبك ابدا،  بس دا برضوا ميمنعش ان عايزك قوية .


❈-❈-❈


بملامح مكفهرة، دلفت تحفر الأرض بخطواتها السريعة، لتدفع عنها حقيبة اليد بغضب وتلقيها باهمال على إحدى الإرائك، ثم تخصرت واقفة في انتظار دخول ابنها وشقيقته لتتلقاه بشرار نظراتها المحتقنة، 


والتي انتبه هو عليها ، ليخاطبها بهدوء كاد أن يجلطها:

- نعم يا ست الكل، إيه مالك؟ فيكي حاجة؟

صاحت به تفرغ مقدار غضبها الذي كبتته طيلة الساعات الماضية من أجل مرور الأمر:


- انت كمان ليك عين تسأل؟ دا انا مسكت نفسي عن الخناق معاك في العربية بالعافية، في ايه يا بني؟.

دا انت كان ناقص تتخانق معاهم في بيتهم ، الناس مرحبين والبنت مش شايلة عينها من عيلك، بتتمنى بس بصة منك، وانت البعيد لوح، يا اما تقعد زي الكرسي مفيش كلمة، يا اما تدب معاها في الكلام وتحرجها، ليه المعاملة الجافة دي؟ غلطت معاك في ايه؟ ها؟


صاح بدوره ردا لها:

- مغلطتش معايا يا ست الكل،  بس انا بقى مش طايقاها، عاملة زي اللقمة اللي واقفة في زوري، هتجبريني ابلعها بالعافية كمان؟ مش كفاية ان روحت عشان خاطرك،  وعشان محرجكيش قدام الناس اللي وعدتيهم، بعد ما نشرتي الخبر، عايزة ايه تاني يا ماما؟


تحركت ريهام بخطوات هادئة وكأن الامر لا يعنيها،  لتجلس على أقرب مفعد وجدته امامها، متابعة الشجار وصراخ والدتها :


- طب فهمني يا سيدي،  مش قادر تبلعها ليه؟ ايه العيب اللي في البنت، وحشة؟ اخلاقها مش كويسة ؟ ولا دمها تقيل مثلا؟ ولا نجيب من الاخر احسن،  ونقول ان المصيبة اللي لفت عقلك هي السبب في كل اللي حاصلك. 


اومأ برأسه وبدون تفكير ، يوفقها الرأي، غير عابئًا بثورتها:

- اه هو فعلا كدة، تصدقي؟ البنت اللي بتقولي عليها مصيبة دي، كنت اتكلم وارغي معاها في الفون ولا اشبع حتى لو مر علينا بالساعات،  اما اللي اسمها رانيا دي ، يا ساااتر ، نفسي بينحاش في نفس ذات الدقيقة اللي بكلمها فيها. 


- شايفة اخوكي بيهلفط بيقول ايه يا ريهام؟

توجهت بالاَخيرة نحو ابنتها، تبتغي منها التدخل وقد فاض بها من تحديه لها ، ولكن الأخرى مطت بشفتيها تظهر عدم الاكتراث، لتزيد من جنونها:


- انتي كمان هتشليني زيه، الاقيها من مين فيكم؟


خرجت ليلى من غرفتها على صوت الشجار،  لتكمل عليها هي الأخرى:

- ايه يا جماعة؟ صوتكم واصل لاخر الشارع، هو انتو جاين من خطوبة ولا جاين من خناق؟


- اخرسي انتي،

صاحت بها بغضب مكتوم متابعة:

- تخرسي خالص يا حيوانة، دا انا منظري بقى زباله والبنت بتسأل عنك على اساس انك صاحبتها اللي لازم تبقى موجودة،  واحنا مش لاقين حجة نرد عليها بيها، كان هاين عليا اقولها صاحبتك غارت في ستين داهية عشان تفقد الامل من واحدة معندهاش دم زيك. 


وكأنها لم تسمع السباب او الشتيمة، استدارات لتعود لغرفتها مغمغمة:

- مفرقاش يعني، كنتي قولتيها ماتت، عادي واقل من العادي كمان.


اوقفتها تردد بحزم:

- عادي فين يا حيوانة؟ هتمشي من غير ما تباركي لاخوكي؟ ولا انتي الزوق راح منك كمان في دي؟


التفت نحوه تطالعه بنظرة يملأؤها العتاب فهمها جيدًا حتى أسبل عينيه عنها، غير قادرًا على مواجهتها، وصله صوتها اللاَئم:


- الف مبروك يا اخوياا.....

رفع رأسه اليها بدون رد ، ف استدرات تكمل طريقها،  غير عابئة بالغمغمة الحانقة من والدتها من خلفها:.


- بتباركيلوا من غير نفس يا زفتة؟ كان بلاها احسن يا ختي.


❈-❈-❈


بعد قليل 

وبداخل غرفته كان يغلي على صفيح ساخن، هذا المأزق الذي وضع به، ثم نظرات شقيقته له وكأنه ارتكب جرمًا، تتضامن مع صديقتها التي اغلقت في وجهه كل السبل وقطعت نهائيا معه، ماذا كان بيده غبر ذلك حتى تلوم عليه؟.


غلت الدماء برأسه، لن يبقى متكتف الايدي هكذا، سوف يذهب نحو هذه الصغيرة ليُفرغ قهره بها وصديقتها التي تركته بدون ان تستمع له،


وصل ليقف امام غرفتها وما هم ان يطرق على الباب ، حتى تعلقت يده في الهواء ، بسماعه كلماتها من الداخل عبر الهاتف:


- ابوة يا بسمة، هما فعلا راجعين من عندهم، قروا الفاتحة واتفقوا على كل حاجة، انتي مين قالك؟

يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة