رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 19 - 2 الجمعة 17/11/2023
قراءة رواية كله بالحلال
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كله بالحلال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل التاسع عشر
2
تاريخ النشر الجمعة
17/11/2023
وخلف باب غرفتها، حيث كانت تضع اذنها عليه ، تتصنت بتركيز لأصوات الشجار الآتية من الغرفة المفتوحة على مصراعيها، في الجهة الأخرى، يصلها الصوت بكل وضوح ، لقد فعلها حبيبها، وفاتح شقيقها في أمرهما، بعد ان اصطبر مجبرًا عدة الايام التي تلت الشجار والذهاب للقسم، بناءًا على توصيات والده، والذي اخبره، بضرورة التريث حتى تهدأ الأوضاع .
قلبها من الداخل، كان يتراقص فرحًا ومرح ، وهي تسمع لشجار شقيقها، في التصميم على قبول زيارة الاثنان، ليته يستمر بهذه القوة ليعبر عن اعتراضه ايضًا فيما يخصه:.
- بتعملي ايه ورا الباب يا زفتة.
صدرت فجأة مع دفع الباب للداخل، من قبل شقيقها الذي قبض على رسغها يجفلها، ليصدر صوت شهقة قوية منها ،
- حرام عليك يا عزيز، خضتني وربنا.
اخفى ابتسامة مستترة اعتلت محياه ليردف بمناكفة لها:
- بتتصنتي انتي هنا يا جبانة، وحطاني انا في وش المدفع
ردت بدلال الأنثى تتملقه:
- الله بقى، مش انت اخويا وحبيبي، يعني لازم تدافع عن اختك البريئة الغلبانة وتقف لها تواجه بنفسك،
- والله .
تخصر يطالعها بنظرات كاشفة ليردف بغيظ :
- طب يا ختي كويس ان طلعت حبيبك المرة دي، ياريت بس تفتكريها دي في كله، مش بس في مصلحتك.
- قصدك ايه؟
- قصدي انتي فاهماه كويس، وبلاش تسوقي اللؤم عليا ، ماشي يا شاطرة.
فهمت مقصده، فاغتمت ملامحها تجيبه بحزن:
- ما تزعلش مني، بس انا بصراحة بقى مش قادرة اتخطى، ولا ابين عكس اللي انا حاسة بيه جوايا، تحركت خطوتين تبتعد عنه قليلًا، لتردف بشجاعة اختلطت بحرجها:
- ومعلش يعني، لو فاكر ان موقفي هيتغير بوقوفك جمبي، ف انا بقولك اهو من أولها، مش هقدر، لا هقدر افرحلك، ولا اقدر اتعامل مع اللي اسمها رانيا دي، انها خطيبة اخويا او مراته، انا كدة، دي طبيعتي معرفش اداري.
كانت مطرقة رأسها غير قادرة على مواجتهه، غافلة عن ابتسامة شقت ثغره بمكر وهو يطالعها، قطته الصغيرة كما يسميها دائمًا، لبست وديعة وفقط، انما أكثر ما يميزها هو النقاء، لا تعطي بالا لخبث العالم ونفاق البشر وأحقادهم
حينما رفعت رأسها، اخفى سريعًا ابتسامته، ليغلف وجهه بصفحة غامضة قائلًا:
- براحتك يا ستي، عنك ما اتقبلتيها، اعملي اللي انتي عايزاه.
- يعني ايه يا عزيز؟ هو انت زعلان ولا مش زعلان ؟
مط بشفتيه ليتحرك يستدير مغادرًا الغرفة، بدون ان يعطيها أي إجابة، لتنظر في اثره عدة لحظات بعدم فهم، ثم ما لبثت ان تعود لقضيتها الاساسية ، وهي والدتها واللقاء المرتقب، بزيارة ممدوح ووالده، مع ضغط عزيز، يا ترى ماذا سيكون رد فعلها معهما، وهي التي تضع هذا الغبي سامح دائمًا بطريقها، او كما قال لها صباحًا، ليس لها بديلا غيره.
ليتها تراعي ولو لمرة واحدة رغبتها ولا تنفذ ما تضعه برأسها من مخططات.
❈-❈-❈
وفي الناحية الأخرى
عاد من عمله ، متجهًا نحو شقيقته التي كانت جالسة على الأرجوحة بحديقة المنزل ، ليُقبل عليها، حتى يزف اليها الخبر السعيد:
- بسوم، شوفتي الجديد يا قمر.
طالعته باستفهام، حتى جلس جوارها على الاَريكة التي اهتزت لثقل جسده عليها، حتى اثار على ثغر شقيقته ابتسامة، بادالها اياها قبل ان يردف لها:
- انا خلاص حددت ميعاد وهروح اتقدم لأهل ليلى .
هللت بابتهاج مرحبة:
- يا قلبي يا ميدوا، دا بجد؟ ابوة بقى ع المفاجأت الجامدة، ربنا يوفقك يا حبيبي، بس انت مقولتش، حددت مع مين؟
سألته الاََخيرة بقلق اعتلى ملامحها، انتبه له، ثم ما لبث ان يجيبها:
- حددت مع اخوها طبعا، بس ربنا يستر بقى عشان الست والدتها دي دي اللي متمسكة بالزفت ابن اختها، دي ليلى هتطق منه ومن تقل دمه؟
وافقته الرأي، حتى عبرت بأسى اكتسى ملامحها:
- انت هتقولي على والدتها ولا عن غتاتة الزفت سامح ، دول يتفاتلهم بلاد......
صمتت برهة أمام تحديق شقيقها، والذي بدا انه يستكشف ما بها، لتستطرد بابتسامة اغتصبتها من أجله:
- بس معلش بقى، عشان الورد ينسقي العليق، وليلى تستاهل، هي بريئة وجميلة وانت بتحبها، ودا يكفي .
بشبه ابتسامة عبر كاستجابة لها، قبل ان يسألها مباشرة :
- وانتي يا بسوم، حكايتك ايه مع عزيز ؟ انا خدت فترة كنت فاهم ان في اعجاب ما بينكم، بس اتفاجأت صراحة بخبر خطوبته على واحدة تانية.
كعادتها في الصراحة ردت تجيبه:
- عايزنى اقولك ايه؟ طبعا انت عارفني مش هكدب، يعني مش هنكر ان كان في بجد اعجاب متبادل ومازال على فكرة، بس هو بقى رضخ لرغبة والدته وراح خطب اللي هي اختارتها.
- اخص.
تمتم بها غاضبًا، ليردف بدهشة:
- بس عجيبة يعني، ان واحد زي عزيز ده، يبقى تابع لقرارات الست المتجبرة دي، دا انا كنت واخد عنه فكرة غير كدة خالص.
واصلت موضحة:
- على فكرة هو مبعدتش عن فكرتك، بس هي المشكلة في الست نفسها، قوية ومبتغلبش في الحيل بتاعتها,
اومأ باستدراك مع تذكره للأتصال السابق وبكاء حبيبته:
- اممم، دي على كدة بقى ليلى عندها حق تخاف منها، وانا لازم اخد بالي منها بقى.
- لازم يا ممدوح، خد بالك كويس اوي، وياريت لو تفضل متمسك بيها مهما حصل، او شوفت اعتراض، ليلى تستاهل انك تحارب عشانها.
كانت تشدد بقولها، بحماس لم يغفل عنه، يستشف قهرًا داخلها تخفيه، شقيقته الناضجة رغم صغر عمرها، تدعي التجاوز في امر قد يكسر أخريات غيرها.
- هي مين اللي يستاهل انه يحارب عشانها؟
صدرت مع اقتراب والديها منهما، والذي واصل بمزاحه كالعادة:
- هو انت عايز تتجوز ولا تخوض حرب يا ولد؟
التفا له الاثنان يستقبلانه بالإبتسام حتى وصل ليتخذ مقعده بجوارهما، وزاد اهتزاز اريكة الإرجوحة، لتصدح الضحكات الصاخبة من الثلاثة، مع تعقيب بسمة:
- يا نهار ابيض، المرجيحة هتوقع بينا .
- يعني قصدك ان انا تقيل يا بنت؟
هتف بها شاكر يصطنع الحزم، ليتبادل النكات مع ابناءه، حتى وصلا للحديث حول موضوعهم الأساسي:
- يعني ايه يعني؟ انتوا محسسني ان الست منار دي بعبع ولا وحش مفترس هياكلكم، مش لدرجادي بقى؟
ردت بسمة بشقاوة، تشاكسه:
- لا يا بابا هي فعلا وحش، عشان كدة بقى انا عايزاك تاخد حذرك انت كمان، دي مبتعتقش كبير ولا صغير، قوية ومفترية.
اضاف ممدوح يجاري شقيقته الدراما:
- انا بقيت اخاف من دلوقتي يا بابا، عايز ليلى وبنفس الوقت متردد، لتأذيني الست دي ولا تعمل فيا حاجة، اعوذ بالله، دي ممكن تعملها وتطردنا، ساعتها الواحد يعمل معاها ايه دي؟
اعتلى الذهول ملامح الرجل، مع استنكار واضح رغم عدم اتخاذه الأمر بجدية، ليرد مندمجًا معهما:
- ايه اللي بتقوله ده يا بني؟ انت ابن شاكر عبد اللطيف ، يعني لا منار ولا مليون منار تهزك ، اخشن كدة واسترجل، طب اقولك، انا اتشجعت اوي، الست دي لازملها حد يشكمها،....
توقف فجأة ليسأل بخبث:
- هي حلوة؟
- أيوة بقى يا شاكر يا جامد، شكل بابا هيخلص موضوعك وبأقل الخساير يا ممدوح.
هللت بها بسمة ليشاركها شقيقها المزاح ايضًا، لتعقيب والدهما ، والذي اصابه الزهو، ليسأل عن مواصفاتها وما تحب وما تكره، وكأنه قد أتخذ القرار بالفعل؟
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..