رواية جديدة كما يحلو لها لبتول طه - الفصل 72 الأحد 12/11/2023
رواية كما يحلو لها
الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه
رواية جديدة كما يحلو لها
تنشر حصريًا على المدونة قبل أي منصة أخرى
من قصص وروايات
الكاتبة بتول طه
النسخة العامية
الأحد 12/11/2023
الفصل الثاني والسبعون
5
صُدمت بما سمعته ولكنها فهمت الآن السبب خلف
انهياره الشديد هذا فربتت عليه وأخبرته بدعم:
-
اهدى بس وأنا هفكرك وهاحكيلك كل حاجة وهافضل
طول عمري جانبك وعمري ما هاشتكي من حاجة وأنت تعبان.. ولو مش عايز تكمل في الـ Ect تاني خلاص مش مهم، مش عايز حتى تاخد دوا
خالص وتكمل جلسات بس متقلقش هنلاقي حل مع مريم ونخليها تقللك الجرعات خالص لغاية
ما تبطل دوا.. اهدى عشان خاطري، أنا بحبك زي ما أنت وعمري ما هبعد ولا هسيبك ولا
حتى هتضايق منك..
حاول السيطرة على نفسه وهو يلتقط أنفاسه وحاولت
إلهاءه بأي شيء لتخبره بجدية حاولت تصنعها لإلهاء عقله ودفعه للتوقف عن البُكاء:
-
عمر، احنا السرير المبلول ده مش هنعرف ننام
عليه.. ممكن الليلادي نروح نبات في البيت التاني؟
❈-❈-❈
في نفس الوقت..
تفقدته بنظرات جادة وسألته بحزم:
-
عمر أنا شوفتك وأنت قايم وراها وكويس إني
يحيي ماخدش باله، أنت قولتلها إيه؟
ابتلع وهو ليس لديه مزاج رائق أو حتى القدرة
أن يجيب تساؤلاتها التي لا يجد إجابة عليها بداخله سوى أنه يعشق هذه المرأة إلى
درجة الهوس بكل ما يتعلق بها ورد باقتضاب:
-
مش وقته يا مايا!
رفعت حاجباها باندهاش وحدثته:
-
لأ وقته، عشان اللي عملته ده ميصحش وسط كل
الناس دي اللي ممكن يفكروا في أي حاجة وأنت بتقرب منها تاني لواحدكم!
تأفف من كلماتها وهو بقرارة نفسه يعرف أنها
مُحقة وقال محاولًا التهرب مما تواجهه به:
-
مش مهم الناس، يفتكرونا بنتكلم بخصوص ريان، يفكروا
بقا في اللي يفكروا فيه.
غضبت من حديثه ودافعت عن "روان"
بشدة:
-
هو أنت نسيت إنها متجوزة وإن يحيي ده إنسان
ممكن يغير على مراته ويضايق من اللي أنت عملته!
أطلق زفرة متهكمة على كلماتها وغمغم:
-
متجوزة آه، متجوزة خيال مآتة!
تفقدها بسخرية وواصل متسائلًا:
-
بقولك إيه، بطلي تدافعي عن حاجة غلط، ولا
أنتِ كمان عايزة توهميني إنها مبسوطة بجوازها ده؟!
اتسعت عيناها بمزيد من الغضب وزجرته:
-
وأنت مالك بيهم، هو ده مش كان اختيارك من خمس
سنين؟ مش أنت اللي جيت يوم فرح عنود واتحايلت عليا أقرب من روان وأكون جنبها وابقا
صاحبتها؟ عايزني دلوقتي مدافعش عنها وعن جوازها؟
احتدمت دمائه بما يستمع له منها وبدأ الغضب يتضح
على ملامحه فراعت "مايا" ما يشعر به وانتبهت كيف بدت نبرتها فأخبرته
بنبرة أقل حدة:
-
عمر أنا بعزك قد ما بعز روان، وعارفة إن كل
اللي أنت عملته كان بس عشان خاطرها، بس ميصحش كل ده يحصل، وأنت بنفسك من ساعة ما
خرجت من السجن وأنت كلمتها بأسلوب مش كويس وصممت تتعامل معاها عن طريق بسام أو
جوزها أو أنا وعنود، زي ما أنت بتتضايق لما تتعامل معاها هي كمان بتتضايق مينفعش
تعمل كل ده وخصوصًا أنت فاهم كويس إنك قومت جريت وراها عشان حسيت إنها زعلت و..
-
أيوة اتزفت عملت كده عشان لسه بحبها وعشان مش
راضي عن اللي حياتها وصلتله! ارتاحتي كده؟ عايزاني أروح أقول ده للأهبل اللي هي
متجوزاه؟! عمر ما حد هيفهمها ولا هيحس بيها قدي! أنتو كلكم اغبيا ومش شايفين إنها
متضايقة ومش مبسوطة في حياتها.
قاطعها بغضب شديد بعدما توالت تلك الكلمات
منه باندفاع مبالغ به لم يُلاحقه وملامحه جعلتها تتراجع لتنظر له بأسف بالغ
وأخبرته بهدوء ونبرة مستفهمة:
-
عارفة إنك بتحبها، بس ينفع اللي أنت بتعمله
ده؟ أنت بتؤذي نفسك وبتؤذيها يا عمر!
تفقدها بقهر وحاول أن يُسيطر على نفسه لكي لا
يرى المزيد من الشفقة بعينيها وتحدث بين أسنانه التي يكز عليها بقوة:
-
عشان كده كنت من الأول صح، إني مقربش من ريان
ولا أقرب منها ولا اتدخل في حياة أي حد فيكو كلكم وكنت سافرت وبعدت.. هو ده اللي
المفروض كنت اعمله من الأول.. وهريحك أنتِ وهي وجوزها اللي اتجوزته ده وإياكِ أنتِ
أو غيرك يجبلي سيرتها تاني ولا يعرفني عنها حاجة!
التفت وتركها متوجهًا لخارج الفندق فتبعتها
وهي تُناديه حتى لا يُغادر:
-
استنى يا عمر نكمل كلامنا..
حاولت الإسراع لكي تُلحق به بينما أسرع هو
الآخر حتى يتخلص من ذلك الألم الذي ينهش به كلما تقاطع طريقه بها وبكل من يعرفها
ليغمغم دون اكتراث ما إن كانت تستمع لكلماته أم لا:
-
كلام مش هيقدم ولا يأخر عشان أصعب عليكي في
الآخر وأطلع برضو غلطان مهما عملت.
اوقفته وهي تحاول الإمساك بذراعه لكي يتمهل وهي
تخبره بحسن نية:
-
طيب هتمشي من غير ما تسلم على ريان وتقوله
إنك مـ
توقفت عن الكلام عندما نفض يـ ـدها عنه بقوة
شديدة وارتطمت كفه بها بقوة آلمتها لتتراجع عنه بملامح جادة وغضب بما فعله حيث أنه
قد تعدى حدوده لأول مرة معها منذ سنوات فحاول أن يتدارك فعلته:
-
مايا أنا مقصدش، لو سمحتي سيبيني دلوقتي
لغاية ما أهدى!
اتجه نحو المرأب بخطوات مسرعة بعد تركه لها ولم
يعد يرى أمام عيناه سوى ضرورة الابتعاد عن الجميع، لقد حدد منذ سنوات أن يذهب ويقضي
بقية حياته بسلوفاكيا، لقد أوشك أن يمتلك تلك الأرض التي يُريدها بجانب منزله
القديم هناك بعد تفاوض مع مالكها دام لسنوات، فليفترق عنها للأبد ويلتزم بما
اختاره وليفني ما تبقى من حياته البائسة في جني ثمار تلك البذور الفاسدة التي
زرعها بيـ ـده منذ أكثر من سبع سنوات!
❈-❈-❈
منذ أربع سنوات وثلاثة أشهر وأسبوعان..
تبادلت الأدوار وأصبحت هي من تعانقه وتحاول
بث الدعم به والطُمأنينة بالرغم من ألمها لأجله ولكل ما يشعر به بعد أن أخبرته بكثير
من الأحداث بينهما ولم يجد بداخله سوى أن يُصدقها فليس هناك من شاركهما هذه
اللحظات سواها هي وحتى ولو كانت كاذبة فهو لا يُمانع اختلاقها لحياة كاملة كما
يحلو لها ليتقبل بأنها هي الأمر الواقع إلى أن اجتذبته من أفكاره بكلماتها:
-
تعرف إني مكونتش أتصور أبدًا إن المحامي اللي
قابلته وغصب عليا اتجوزه إني ممكن احبه اوي كده.. معرفش ازاي معاك بحس بمشاعر
متخيلتش إنها موجودة.. معرفش أصلًا ازاي فيه راجل زيك أو حتى إنسان ممكن يغصب على
نفسه حاجة زي اللي عملتها من شوية عشان بس خاطر إن اللي بيحبها تبقى مبسوطة!
ابتسم بحسرة واجابها متنهدًا باسترخاء بين
ذراعيها:
-
صدقيني مقصدش اضايقك، بس أنا راجل جرب يعني
إيه يكون مع واحدة عشان مجرد شعور جـ ـسدي بعيد عن الحب والمشاعر، عارف كويس يعني
إيه اللي ما بيني وبينك، اللي ما بينا يا روان عامل زي بصة العين، وقت ما تحب ترمش
لوحدها من غير ما اتحكم فيها بتحصل، كلامي اللي بقولهولك واحنا مع بعض عمر ما واحدة
حـ ـست بيه واتأثرت بيه زيك..
تريث لبرهة أثناء حديثه وتذكر بعض مشاهد
يتمنى لو نساها بدلًا من أحداث أخرى هامة قد نساها بفعل جلسات تنظيم إيقاع المخ وتابع:
-
كل اللي كنت معاهم مفيش واحدة فيهم كانت
بتستجيب كده ليا، محصلش أبدًا بيني وبين حد إنه يتحرك بنفس الطريقة اللي عايزهم
يتحركوا بيها زي ما أنتِ بتتحركي بيها قدامي، عمر ما حد فهمني من نظرة عنيا غيرك،
وعمر ما حد حاول كده عشاني غير أنتِ.. عارفة أنا نفسي في إيه!