-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 27 - 4 - الثلاثاء 28/11/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السابع والعشرون

الجزء الرابع


تم النشر يوم الثلاثاء

28/11/2023

❈-❈-❈

كز على أسنانه صارخاً بصوته المحتد بأعين تطلق شرراً 


= اوعي يا تسنيم من قدامي خليني اربي بنت الـ**.. دي خلاص ما بقاش ليها كبير ولا بتخاف من حد 


استمعت تسنيم لسبابه الخافت لتحتد عينيه متوعداً إلي أبنته أكثر، فكانت تنظر اليه بعدم استيعاب فلم تتوقع بأنه يتعامل مع ابنته بذلك الشكل ويعنفها دون رحمه، صحيح لقد اخبارها سابقاً بانه ضربها لكن لم تتوقع بذلك العنف والبشعه، بالأخص ان سالم لم يكن من صفاته تلك الأمور أبدا .


سقطت ليلي دموعها المقهوره تبكي على حالها وبدأت تستنجد بتسنيم وهي تبكي بخوف شديد


= ابوس ايدك يا ابله تسنيم ما تسيبوش يضربني.. انا والله العظيم ما بكذب ما كنتش عاوزه اروحه غير عشان خايفه على بابا


صدحت ضحكاته بغل وعدم صبر وهو يردف قائلاً بعنف


= خايفه عليا يبقي ترحميني انتٍ مش عارفه انا بقيت عامل ازاي من تحت راسك ولا عارف اشتغل ولا عارف أشوف حياتي.. ما كفايه بقى واعقلي شويه مفكره حتى لو رحتيله هيسمع الكلام انتٍ خلاص ضيعتيني وضيعتي نفسك .


انتفضت مفزوعه وهي تري والدها يقترب منها مجدداً بملامح الشر تنبئها بنواياه، امسكت بتسنيم تختبئ خلف ظهرها مجدداً وتشبثت بقوه أكبر، حيث دب الرعب داخلها وهو يرمقها بوعيد ليرتجف جسدها خوفاً من بطشه هاتفه


= انا اسفه والله ما كنت عاوزه الأمور توصل لكده سامحني يا بابا .


رمقها بنظرات مشتعلة وهو يرد باستنكار منفعل


=اسامحك واسفه، انتٍ بتستهبلي صح هو إللي انتٍ عملتيه ده هيتنسي بسهوله ولا هعرف اصلحه، قلت لك اوعي يا تسنيم من قدامي انا هعرفها ازاي تكذب وتخرج من ورايا تاني 


أسرعت في الإقتراب أكثر من تسنيم تخفي جسدها خلفها وتبكي بقهر


= ما تبعديش هيضربني جامد، والله ما بكذب مش عاوز تصدقني ليه .


زفرت تسنيم أنفاسها وهي تري علامات الذعر بادية فوق ملامحها، ثم قالت بنبرة حادة


=ما خلاص بقى يا سالم ايه الطريقه اللي انت بتستخدمها مع البنت دي انا عمري ما شفتك كده، خلاص أهدي الأمور مش بتتحل كده


شعر سالم بالسأم من طيبه زوجته وضعفها الدائم، فلم يتحمل ما يسمعه منها، واقترب يمد يده نحوها لكنها وقفت أمامه بإصرار لينفعل عليها هاتفاً بصرامة شديدة


= دي ما ينفعش معاها غير كده شغل الطبطبه والدلع بتاع زمان خلاص مش هيتعاد تاني كان مرحله وعدت، وبعدين انتٍ نسيتي عمايلها زمان معاكي ما تتخدعيش فيها تاني زيي .


وقفت تسنيم بينهما فاصل تشيع بنظراتها تزفر أنفاسها يأساً من طبع زوجها متحسره على تلك التي خلفها


= لا مش ناسيه بس برده مش هبعد واسيبك تعاملها بالطريقه دي حرام عليك انت مش شايف خايفه منك ازاي، طب عشان خاطري انا يا سالم سيبها وما تضربهاش تاني ما ينفعش أصلا تعمل كده.. انا عارفه انك متضايق منها بس في ١٠٠ طريقه ممكن تستخدمها غير كده.


كاد أن يقترب مجددا، لكن التفتت نحوه بسرعه محذرة بجدية أكثر


= سالم خلاص انا مش هبعد وما تنسيش ان انا حامل و ممكن الضربه تيجي فيا من فضلك سيبها خلاص .


كلماتها اصابة قلبه فلم يعد يتحمل رؤية الحال هكذا بينهما ثم نظر إلى ليلي بحنق.. والتفت يغادر لغرفته يلطم كفوفه فوق الجدار بغل، تنفست تسنيم الصعداء وهي تقول بنبرة هادئه


= خلاص يا ليلي مشي، روحي اوضتك بسرعه وحاولي ما توريهوش وشك الايام دي لحد ما يهدى


هزت رأسها برفض واردفت تنظر حولها بخوف


= لا هيرجع يضربني تاني بعد ما تمشي.. تيته مشيت وانا لوحدي معاه دلوقتي، ما تسيبنيش لوحدي معاه انتٍ كمان، انتٍ مش عارفه بقى يعاملني ازاي عشان خاطري ما تسيبنيش. 


كادت أن تسخر منها فبالسابق كانت تتمنى راحلها من هنا إنما الآن تترجاها لتظل وذلك بالتأكيد لأجل مصلحتها، مسحت دموعها برفق من فوق وجنتيها، وهي تقول بصوت جاد


= طب اهدي وبطلي عياط وانا مش همشي اصلا هفضل موجوده، معلش رجعت تاني بعد ما كنتي بتحاربي عشان تمشيني بس ما تقلقيش فتره قصيره وهمشي تاني.


تمنت أن تخبرها أنها سعيده برجوعها الى هنا وقد عاد الأمل إليها من جديد ربما تكون وصله الصلح بينها وبين والدها، لكنها متاكده بان لم يصدقها احد كالعاده.. لتترجع ليلي للخلف تتحسر على حالها.


❈-❈-❈


وضعت ليان الطعام فوق السفره وجلست فوق المقعد لتتناول بوجه محتقن، تخرج غضبها في الطعام حتى سعلت بقوة من كثره الطعام الذي وقف في حلقها، لتجد يد تمد أمامها بكوب ماء وهو يكتم ابتسامته عليها وقال بضحك 


= بالراحه وانتٍ بتاكلي غلبتي العيال الصغيره


طالعته بنظرات حانقه وهي تاخذ الكوب منه فأتسعت أبتسامته حتي شربت وزال الطعام من حلقها فتنهدت هاتفه بغيظ


= شكرا، الحمدلله 


أقترب منها بحب، لامس خصلات شعرها بعبث موضحًا لها بدهاء 


= كملي اكلك، انا كنت بهزر 


هزت راسها برفض عابثة وهي تذمرت قائله  


= لاء خلاص شبعت الحمد لله 


هز رأسه مستنكراً موقفها منه، لكنه رد بمرح


= بطلي تتقمصي ذي العيال الصغيره وكملي أكل، وبعدين أنا ملاحظ ان اكلتك بقت ضعيفه الأيام دي وكذا مره لما اعدي عليكي الاقيكٍ 

قاعده بتاكلي وجبه واحده بس بدل وجبتين! ودي مش عدتك يا حبيبتي.


كان يُطالعها مبتسماً بشده ثم فزع وتفاجا بها تقوم بدهسها لقدمه بغيظ شديد، تألم بقوه وهو ينظر لها بدهشة واخذ يضرب كف بكف

مرددًا


= رجلي يا مفتريه، انا حاسس ان الحمل ده اثر عليكي وبقيتي جباره . 


نظرت إليه نظرة يأس وهتفت بحنق


= انت عاوز ايه يا أيمن بطل غلاسه، سايباك وقاعده في حالي بعيد عنك وبرده انت اللي جاي اهو تجر شكل .


لمعت عيناه بعبث وهو يري حملات منامتها الرفيعه قد سقطت احداهما عن كتفها وجذب كرسيها بعيد ليكون بالقرب منها ومدّ يده نحو خصلات شعرها وتمتم هامس بمكر


= طب مش هتصالحيني بقالك كام يوم بعيد عني ومش بتكلميني وانا فاهم كويس شغل الأطفال اللي انتٍ بتعمليه ده، بس صدقيني برده يا حبيبتي مش هتوصلي لحاجه.. 

  

تنفست بعمق لتسيطر على اندفاعها، وأردفت قائلة بصوت شبه متحشرج وهي تشير بيدها له


= هو مين اللي مفروض يصالح مين يا غلس، أبعد يا أيمن عني وما لكش دعوه بيا .. عشان انا مش هكلمك ولا ليا دعوه بيك غير لما توافق على موضوع شغلي .. وعلى فكره انا سألت الاخصائي اللي بنتابع معاه وقال لي حاولي تتفاهموا مع بعض وتوصلوا لحل لكن انت بتنهي الحوار دايما ومش عاوز تتناقش حتى .


تقدم صـوبـها يحدق بعنقها الظاهر واصبعه

نزل يلامس بشرتها النـاعـمـه يـمررة هناك ثم

انحنى بوجهه بين رقبتها يشعر بملمس بشرتها الناعمه تلهب المشاعر وتؤجج العواطف، و أردف قائلاً بعتاب لطيف 


= مش كل حاجه هتجري تحكيها للدكتور عشان في مواضيع مش لازم نتناقش فيها والمفروض تسمعي كلامي فيها وخلاص، انتٍ اللي بتكبري المواضيع مش عارف ليه.. مع ان الموضوع أبسط من كده انتٍ عاوزه تشتغلي وانا قلت لك اسبابي ومقنعه جدآ يبقى خلاص ما فيش حوار ولا موضوع أصلا.


نظرت إليه بضيق ، ثم ردت عليه من بين شفتيها بصوت متشنج 


= برده الطريقه بتاعتك المستفزه دي يا..


وقبل أن تكمل باقي الكلمات رفع وجهها إليه سريعا ليكون رده قبلة عميقه وضعها علي شفتيها وهو يشعر بها ذائبه بين ذراعيه فقد ترك قبلته تخبرها كم يعشقها ويطوق لحياته معها، ثم أبتعد عنها بأنفاس متقطعه وغمز اليها بأحد عينيه هاتفاً 


= بقول لك ايه ما تسيبكٍ من وجع الدماغ و موضوع شغلك ده، وتيجي ندخل جوه وانا هنسيكٍ الشغل ونفسك كمان.


فهمت مقصده، و ردت عليه باقتضاب مستفز


= لأ، طالما بتضايقني ومش بتعملي اللي انا عاوزاه يبقى انت كمان نفس الرد وما تجيش تطلب مني حاجه، ومن غير نقاش زي ما انت بتعمل .


كانت كلماتها كالصدمة له، تلاشت ابتسامته وابتعد عنها محدقًا فيها بذهول، وهتف قائلاً بتجهم 


= بجد! هو انتٍ فاهمه انتٍ عملتي ايه من شويه؟ ولا هو عند وخلاص من غير ما تفكري شويه في الهبل اللي انتٍ قلتيه .


إبتلعت ريقها متوجسة وهي ترد محاوله تبرير الأمر


= طب ما انت كمان بتقول وخلاص يعني انت مفكر موضوع الشغل ده مش مهم بالنسبه لي ذيك.


رمقها أيمن بنظرات مشتعلة، وهو يقول بصوت ساخراً مستنكراً ما يسمعه منها  


= يعني انتٍ دلوقتي بتساوميني اني لو عاوز أقرب منك لازم اوافق على موضوع الشغل مش كده؟ولو ما وافقتش انتٍ كمان هتمنعيني اقرب منك والمسك.. مش كده .


تطلعت فيه مدهوشه، واستشعرت من طريقتها المندفعة أنها تهورت تهور أعمى وتحدثت دون تفكير في الامر، فتدفق الأدرينالين بقوة في دمائها يحثها على تبرير الأمر سريعًا قبل ان يتضخم بينهما


= مش بالظبط انت ..


كز على أسنانه بأعين تطلق شرراً وقاطعها بصرامة خطيرة  


= لأ لأ خلاص انا فهمت اللي انتٍ عاوزه تقوليه

ومش محتاجه تشرحي اكتر من كده، بس لوي الدراع ده ما بيمشيش معايا للاسف يا هانم.. وبرده ما فيش شغل وقبل ما تردي وتقولي نفس اللي قلتي من شويه انا اللي بقولها لك أهو! مش عاوزك يا ليان و اوعدك مش هقرب منك تاني .


هزت رأسها مستنكرة حماقتها، تعاتب نفسها على تفكيرها المتهور الذي أجبرها على قول ما تبغضه، تحرك الآخر من امامها بخطوات غاضبه 

لتسرع خلفه قائله بصوت خائف 


= يا أيمن.. يا أيمن استنى انت فهمت الموضوع غلط.. انا اكيد ما قصدتش اللي انت فهمته.. يا ايمن استني ورد عليا انت مالك قلبت كده ليه .



الصفحة السابقة                        الصفحة التالية