رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 21 - 3 الثلاثاء 14/11/2023
قراءة رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
3
تم النشر يوم الثلاثاء
14/11/2023
خرج من غرفته، بعد ان ارتدى ملابسه وتجهز ليلحق بموعده في هذا الوقت من المساء كل ليلة، التقت عينيه به، وقد كان عائدًا من الخارج يدندن بهذه الاغاني الفلكولورية القديمة، بالجلباب الصوفي الفاخر، ورائحة العطر الفواح، وهذه اللمعة الواضحة ببشرة الوجه، والتي تلفت النظر اليه باهتمام واضح.
اشتدت ملامحه وضاقت عينيه بتفكير عميق، يتأنى بخطواته حتى وصل إلى مخرج المنزل وما ان هم أن يفتح الباب، حتى تفاجأ بدفعه للداخل ووالدته تدلف هي الأخرى عائدة من الخارج، تحمل على يدها عدد من المشتريات التي لا تتوقف عن ابتياعها مهما حدث.
- ايه اللي انتي جايباه في الكياس ده ياما؟
سألها لتتوقف امامه بهم، تشير بحماس على كل صنف:
- دول كام هدمة جداد جيبتهم من ام كرم الدلالة بالجسط، والكيس ده في ملايتين سرير، من اللي طالعين جداد، اهو كله ع الحساب لحد ما يتسدوا،.
تطلع لابتسامتها البلهاء ليزداد السخط بداخله، يردف بغليل واضح اليها:
- يعني انتي تكومي في الحساب على ام كرم، دا غير الشهور اللي متأخرة لصدجي الحرامي ، بتاع الأجهزة الكهربائية، مين اللي هيسد دا كله في الاخر؟
ردت بتحدي غير مبالية:
- واحنا مالنا يا حبيبي بالسداد، ابوك المحروس هو اللي ملزم، ولا بس فالح يشتري في الجديد مع تظبيط مزاجه من الكيف اللي ما بيخلاش من جيبه؟
انشق ثغره بابتسامة جانبية ساخرة يعقب على قولها:
- متفرديش نفسك جوي ياما، عشان ابويا مش فاضيك ولا فاضي لكل الحشو اللي جولتيه، حاولي تلمي يدك شوية لا يرميكي وساعتها متلاجيش اللي يسد عنك، انا فالت يدي من دلوك.
ردت بغضب جلي، رافضة المغزى من خلف كلماته:.
- جصدك ايه يا واد؟ وضح يا عين امك عشان انا على اخري.
- اخر ولا اول، انا طالع لمشواري ومش فاضيلك، عن اذنك ياما.
قالها بحزم ليتخطاها ويخرج، ينركها في تخبطها، قبل ان تحسم مغمغمة بإصرار:
- لا بجى، دا انا هشتري وادلع نفسي واجيب كل اللي عايزاه، لا انا كمان هشيل هم الدفع؟.... جطيعة.
❈-❈-❈
في المحيط الأمامي لمنزله، حيث يزرع بها عدة انواع من الزهور، يعمل على رعايتها بنفسه، رغم عدم استهوائه للزراعة من الاساس، ولكن كل قاعدة ولها استثناء، وهذا أجمل استثناءاته.
وقد كان في هذا الوقت يقوم يسقيها بخرطوم المياه الموصل من الصنبور الخارجي، باندماج شديد جعله يغفل عن من وقفت خلفه منذ لحظات صامتة في انتظار انتباهه، حتى حدث اخيرًا حينما استدار اليها وكأن شيئا اخبره بضرورة الالتفاف.
طالعها للحظات وكأنه يريد التأكد من حقيقتها، ظنا منه ان عقله المريض بها، قد تطور بمراحل جنونه، حتى اصبح يصنع نموذجًا لها من خيالاته.
- ايه يا عارف، هتفضل باصصلي كدة كتير وانت ساكت؟
- دا حجيجي بجى.
دمدم بها قاطبًا ليسقط من يده خرطوم المياه على الأرض الرطبة ويلتف اليها بكليتها، ليقترب منها ليزيد من تأكده:
- روح.
انتصبت تقابله بشموخ مرددة:
- أيوة روح يا عارف، بشحمها ولحمها واجفة جدامك يا واد عمي،
وكأنه استوعب اخيرًا حقيقة وجودها هنا معه في الحديقة الصغيرة، في المنزل الذي بناه من أجلها، وهذه الورود التي كان زرعها قديما لها، امتدت كفه ليصافحها بترحيب روتيني يخفي من خلفه هذا التخبط والصخب الدائر بداخله.
- اهلا يا بت عمي، البيت نور بوجودك، المهم انتي عاملة ايه دلوك.
- كويسة والحمد لله، زي ما انت شايف جدامك اها.
قالتها تبادل المصافحة، ليعقب ردًا لها:
- زي الفل طبعًا، انتي جاية لعمك يامن ولا مرة عمك؟
- لا ده ولا ده، انا جيالك انت
اجفل لترتد رأسه للخلف يطالعها بدهشة لهذا الرد المباغت له، يسأل قاطبًا:
- جيالي اناا، ليه يا روح؟ عايزاني في ايه؟
ما كان يظنه اندهاشًا فيما سبق، فقد تحول لذهول تام مع قولها التالي:
- انا كنت جاية اسألك، لساك عايز تتجوزني؟