-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 43 -1 - الإثنين 11/12/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل الثالث والأربعون

1


تم النشر الإثنين

11/12/2023



ان كنت في قاع المحيط …..     

                              أنا ا أشعر بك 

ولو كنت في جوف الارض ….

                              انا أسمعك

بيننا رباط روحي ……

وليس لي حاجة لعين او اذن

                                للعثور عليك 

فقط…..

اذكرني في خاطرك….

وانا ساصل اليك ……

                                اينما تكون

❈-❈-❈


جلست بحديقة منزلها تنظر الى ابنتها وهي تلهو مع كيان، تهرول خلفها وتسقط كل خطوة بسبب صغر سنها 

-قمرتعالي هنا، متحروحيش عند البيسين 

استدارت كيان واتجهت تمسك عروستها ووصلت إليها 

-قمر متزعليش ياقمر انا اسفة، خدي اهي، وانا هقول لبابي يجبلي واحدة تانية 

نهضت سيلين إليهما 

-مالكم زعلانين ليه..أشارت على قمر ابنتها التي تبلغ من العمر سنتين

-انطي سيلي، قمر عايزة عروستي، خلاص انا ادتهلها، قالتها كيان التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف 

دنت منها سيلين وقبلتها 

-شطورة كوكي حبيبة عمتو..جلست ومطت شفتيها 

-مامي وبابي اتاخروا اوي، وامير راح مع نانا بعيد..انا عايزة بابي ومامي 

جلست سيلين تضمها بحنان، وحزنت عندما تذكرت خروج يونس وراكان منذ عدة ساعات 

طب ايه رأيك نروح لأنطي نجلاء تعملنا  شكولت كيك

صفقت الطفلة ونسيت ماكانت تسأل عليه..أشارت سلين إلى مربية ابنتها 

-خديهم اكليهم كيك بس مش كتير وخصوصا كوكي عشان عندها حساسية 

-حاضر يامدام..جلست بعد دخولهم إلى المنزل وجلست، تضع كفيها على احشائها 



قبل ثلاث سنوات وخاصة باليوم الثاني من رجوع يونس من شهر عسلهما 

يجلس بالحديقة ينتظرها وهو ينفث تبغه، وجد يونس دالفا بسيارته دون حديث 

تحرك متجها له توقف أمام السيارة ..ترجل يونس ويبدو عليه الإرهاق 

-يونس مالك فيه ايه؟!

ضيق يونس عيناه متسائلا ؟!

-مش فاهم أكيد راجع من الشغل تعبان هكون عامل ازاي

دنى وهو يحدق بنظراته 

-تعبان ولا فيه حاجة تانية

زفر يونس متنهدا بغضب

-راكان انا مش قادر اقف على رجلي،انا عامل ست عمليات قيصري غير الطبيعي والله ماقادر اقف

ربت راكان على ظهره 

-خلاص روح ارتاح دلوقتي ونتكلم بعدين..تحرك مغادرا دون حديث..قابلته والدته وهو متجها إلى منزله بالدور العلوي 

-يونس..أطبق على جفنيه متألما واستدار إليها بهدوء

-ماما ممكن تاجلي اي حاجة حقيقي تعبان جدا ومش قادر اقف..قالها وتحرك لأعلى سريعا 

تاففت والدته بضجر تضرب قدمها بالأرض

-هيفضل لحد امتى مجنون بالاستاذة سيلين، دا حتى مبقاش يقعد معانا 

-ياماما ياحبيتي، سبيهم في حالهم، دول لسة عرسان 

تحركت للداخل وهي تسب ابنتها

صعد للأعلى دلف يبحث بعينيه مستغربا عدم مقابلتها له ككل يوم..وصل إلى الأريكة وألقى مفاتيحه وألقى نفسه بإرهاق مطبق الجفنين ينتظر هبوطها المجنون واللعب بمشاعره كعادتها 

مر قرابة الربع ساعة والوضع كما هو، نهض ببطئ متجها إليها 

كانت تغفو على الفراش وهي تعتصر ألما 

استمع الى أنينها، انتفض قلبه على حالتها واتجه إليها سريعا

-سيلين مالك حبيبتي ؟!

جسدها يتصبب عرقا ورغم تعرقه إلا أنه باردا كبرود الموتى .ألقى نفسه بجوارها يضمها لصدره، اعتقادا بأنها تصاب بنزلة برد 

وضعت رأسها بأحضانه تتألم 

-يونس ممكن تغطيني 

قطب مابين حاجبيه

-الجو حر ياسيلي، هجبلك مضاد حيوي وهتروقي عليه 

أمسكت يديه بعدما وجدته مغادرا 

-لا مش محتاجة مضاد حيوي، فيه مسكن ممكن تطلب تجبهولي 

جلس أمامها يضم وجهها 

-مسكن ايه ياقلبي، ماتخافيش هجبلك حاجة كويسة، وضعت رأسها على الفراش متألمة تمسك احشائها

-يونس اسمع الكلام..نظر إلى كفيها وفهم مايؤلمها، هبط إلى المطبخ وقام بعمل مشروب دافئ، واتجه للأعلى 

جلس بجوارها 

-سيلي قومي حبيبتي اشربي دا وهتخفي..هزت رأسها رافضة

-لا مش عايزة، عايزة المسكن بتاعي

رفعها غصبا وجلس خلفها يحتضنها بذراعيه، وأمسك الكوب

-اشربي دا وبعدها هتخفي..ازاحت كفيه بهدوء 

-ابعده عني يايونس مش قادرة 

وضعت رأسها على كتفه

-تعبانة يايونس، بطني بتوجعني اوي 

همس بجوار أذنها 

-حبيبتي عارف انك تعبانة من ايه، انت ناسية انا دكتور ولا ايه..هنا فاقت بصدمة من همسه، ارتجف جسدها بين يديه وشعرت بالخجل 

-يونس وسع كدا، مش فاهمة قصدك

قهقه عليها يجمع خصلاتها على جنبا، ثم وضع رأسه بعنقها 

-قوليلي اعمل فيكي ايه ياسيلي على وجع قلبي دا

أطلق تنهيدة مرتعشة من داخله وهو يمسد على خصلاتها

-فيه واحدة عاقلة  تعمل ال حضرتك بتعمليه

عارفة ومتأكدة فيه ايام المفروض تحافظي على نفسك من جو المكيف، بس حضرتك عشان تحرقي يونس وتجننيه تعملي حركات طفولية

انسابت عبراتها من الألم ..رفع رأسها وطبع قبلة على رأسها

-حبيبتي آسف مكنش قصدي ازعلك ..تراجعت بجسدها عليه فحاوطها بذراعيه متراجعا للخلف يضمها متنهدا على عقلها الطفولي، أطبقت على جفنيها ووضعت رأسها بأحضانه لتذهب بنوما مرتاحا بعدما انهت ذاك المشروب بالأعشاب 

اغمض عيناه وذهب بسبات عميق بسبب شعوره بالتعب والارهاق 

❈-❈-❈


عند ليلى وراكان 

جلس بعدما ودع يونس حاوطت أكتافه من الخلف 

-حبيبي اتأخرت عليك، رفع كفيها يطبع قبلة عليها 

-ايوة اتأخرتي دا كله..جلست بأحضانه تعانقه وتنهدت 

-بنتك مكنتش راضية تنام عذبتني لحد مانامت

حاوطها يضع ذقنه على رأسها

-بنتي عذبتك، هز رأسه واردف

ماهي طالعة لممتها معذبة باباها على الأخر 

-راااكااان ..أطلق ضحكة صاخبة وهو يرفع ذقنه إليها 

-اغريني ياحبي اصلي ناقص اغراء ..لكمته بصدره 

-بس بقى اسكت، متضحكش كدا ..دنى ينظر لسحر ليلها 

-ليه ياقلبي اسكت، هو الضحك ممنوع ..دنت تداعب انفه بانامله وابتسمت 

-لا مش عايزة تضحك وخلاص ولازم تسمع الكلام

وضع جبينه فوق خاصتها

-حاضر ياروحي، فيه حاجة كمان تتشرطي بيها

وضعت كفيها على وجنتيه وغامت بشمسه 

-دي مش أوامر حبيبي دي غيرة مجنونة من مراتك عليك

اغمض عيناه يستمتع بحديثها ثم تراجع محمحما 

-طب مجهزتيش ليه عايز نرجع بدري 

طوقت ذراعه تضع رأسها على كتفه

-لازم نروح، يعني اليوم ال تيجي فيه بدري نخرج فيه 

مسد على خصلاتها بذراعه الآخر وأردف 

-مينفعش ياليلى لازم اروح له عشان ميزعلش، وخصوصا دكتور يحيى هناك ؛وبقالنا كتير متقبلناش

شبكت أنامله بأنامله وتسائلت 

-اتعرفت على نوح ازاي..بيحبك أوي على فكرة 

نصب قامته ونهض يساعدها على الوقوف 

-تعالي نروح عزومتنا وبعد كدا احكيلك

تحركت وهي تضم خصره متجهين للداخل..أشار على على المصعد 

-اطلعي هشوف بابا واسبقك..اومأت وتحركت للأعلى ..دلف لمكتب والده 

-ازي حضرتك يابشمهندس 

-ازيك ياحبيبي عامل ايه ؟!

جلس بمقابلة والده مردفا:

-هتفضل قافل على نفسك كدا..!! تراجع اسعد بجسده وأخرج تنهيدة مؤلمة 

-ولادك عاملين ايه، والبت كوكي نامت ولا لسة صاحية 

نهض متجها إليه ووقف خلفه، يدلك عنقه 

-عندك تشنجات يابشمهندس هي زوزو مقصرة معاك ولا ايه، لو كانت مقصرة اشوفلك قطعة صغيرة

دلفت زينب وهي تحمل كوبا من القهوة

-كدا ياراكان تبيع امك .استدار يضحك بصوت ثم اقترب يحمل القهوة 

-دا انتِ الخير والبركة يازوزو، اقدر ازعلك

ربتت على ظهره تطالعه بنظراتها الحنونة

-ربنا يخليك لينا ياحبيبي يارب 

انما انتوا مش معزومين عند نوح ولا ايه !!

أشار بعينيه لوالده واردف: 

-كنت طالع اجهز عشان نخرج قولت اشوف بابا الاول 

جلست زينب بجوار زوجها 

-باباك كويس ياحبيبي..بتر حديثهم اسعد 

-راكان عايزك تحجزلي السنادي في الحج ياحبيبي ، عايز ادعي لجدك ربنا يخفف آلامه 

استدار متحركا

-عنيا ياسعود، بكرة اخليهم يعملوا اللازم

ربتت زينب على ظهر زوجها 

-اسعد حبيبي متزعلش نفسك كدا عشان ضغطك، متنساش انك مريض قلب ياحبيبي 

شعر بوجع حاد بقلبه:

-صعبان عليا ابويا يازينب..اعتدل جالسا ونظر إليها برجاء

-زينب عايزك تسامحي ابويا، انسابت عباراته واردف

-مهما يعمل يازينب ابويا، عارف أنه زعلك كتير بس مش قادر ازعل منه 

ابتسمت زينب تربت على كفيه بحب قائلة :

-انا مسمحاه ياأسعد، حتى من غير مااعرف أنه مكنش السبب في موت ولادي، كان عندي يقين أنه مستحيل ياذي احفاده، بس معرفش ليه كان بيوهمني بكدا 

رفع كفها وطبع قبلة عليه

-اصيلة يازينب، ربنا يباركلي فيك يااحسن وأحن زوجة في الدنيا..وضعت رأسها على كتفه وأردفت

-انت حبيبي يااسعد واول فرحة لقلبي، مستحيل ازعل منك ابدا حبيبي ..


الصفحة التالية