-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 46 -4 - الجمعة 22/12/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل السادس والأربعون

4

تم النشر الجمعة

22/12/2023

❈-❈-❈

وصل يونس الذي رجع للتو، وجده جالسا ووجه السحب وحالته التي ظن أنها من عدم تذكره ..جلس بجواره ثم سحب نفسا وتحدث بهدوء

-راكان هتفضل كدا، يعني حتى شغلك مش عايز ترجعله، ماهو انت عمرك ماهتفتكر حياتك وانت بالشكل دا 

كأن صوت يونس أعاد روحه فانبثقت دمعه من جفنيه، وارتجفت شفتيه وهو يتحدث بتقطع 

-يو..نس !! انق..ذها، انقذ مراتي ..ضيق يونس عيناه متسائلا 

-راكان مالك..بتر سؤاله اتصال حمزة بالأعلى 

-يونس تعالى المستشفى بسرعة، ليلى حالتها صعبة، والدكتورة بتقولي لازم دكتور يونس يجي يشرف بنفسه، يااما هتحولها 

-ايه..قالها يونس بتوهان، اتجه بنظره الى راكان الذي اومأ برأسه وعيناه المترجية فهمس مرة أخرى

-انقذ مراتي يايونس..هب يونس من مكانه متجها إلى الداخل سريعا ، وصل إلى غرفتها، وجد الممرضة تجهزها للعملية 

-في ايه، مالها مدام ليلى ..نظرت إليه بأسى وأردفت 

-للأسف فقدت الجنين، وعندها نزيف الدكتورة هتولدها حالا

-دخليها كشف الاشاعات الأول، وبعد كدا يبقى اقولك هنعمل ايه 


اتجه إلى غرفة الكشف ..جذب المسعفون ليلى إليه

-دقائق مرت عليه وهو يشعر بكم الحزن والألم الذي حاوطته بسبب ابن عمه الذي تحول لشخصًا اخر 

املا ضعيف ظهر أمامه حينما أردف أمام شاشته 

-الجنين فيه نبض، إجابته الطبيبة التي تقف بجواره تضع كفيها بجيب معطفها الطبي

-مفيش مية يادكتور، والنزيف شغال ، رفع بصره إليها في علاج لدا كله،المهم الجنين فيه نبض يادكتورة، والباقي هيتعالج 

-هيموت يادكتور..قالتها عندنا توقف يونس متجها إلى ليلى التي لم تشعر بحالتها 

-جهزي مدام ليلى للعناية، وحطي جهاز التنفس، التنفس عندها ضعيف

سحبتها الممرضة وتحركت، أسرعت درة خلفها وهي تبكي على أختها 

-ايه يايونس، ليلى اخبارها ايه..تسائل بها حمزة، رفع نظارته الطبية وهز رأسه

-الوضع مش كويس، معرفش ايه ال حصل ، وايه ال خرجها، راكان مش طبيعي ابدا ياحمزة 

تحرك حمزة متجها إليه بالخارج 

-هيفوق يايونس، متنساش دا كله غصب عنه، توقف خطوة واستدار إليه

-خلي بالك من ليلى، نورسين فاقت وعرفت أن راكان فاقد الذاكرة بلاش يلعبوا في المنطقة دي، لو وصلوا محدش هيقدر عليهم في حالة راكان دي 

تفهم يونس حديثه فتحرك متجها لغرفة العناية، أما حمزة وصل إليه، وجده كما هو جالسا بمكانه 

-قاعد كدا ليه مش عايز تطمن مراتك 

-عاملة ايه، لسة عايشة!!

زفر حمزة بهدوء ثم أجابه 

-مش هلومك ولا هتكلم معاك، بس حياتك مع ليلى غير ال في دماغك 

-عايز اروح..صدمة أصابت حمزة فسأله

-مش عايز تطمن عليها، ولا على ابنك 

-لا..همس بها ثم اتجه إلى سيارته..ظلت نظراته عليه إلى أن اختفى أثره بالسيارة 

مسح على وجهه بغضب، وتأفف بضجر

-دا مش طبيعي فعلا..وصل إلى منزله بعد فترة، قابلته ابنته 

-بابي جه ..أسرعت إليه ..توقف للحظات أمامها، وجد سرعتها إليه

جلس وفتح ذراعيه إليها

-حبيبة بابي وحشتيني..حاوطت عنقه ثم طبعت قبلة على وجنتيه 

-وحشتني اد البحر..وصل أمير بعدما صف دراجته بجوار الشجرة واتجه إليه متسائلا

-فين ماما؟!..التفت إليه راكان وعجز عن إجابته ، خطى إليه حتى وصل إليه 

-ماما قالت هتجيب زين وتيجي، وصلت زينب إليهم 

-حمدالله على السلامة ياحبيبي

مراتك عاملة ايه..كانت نظراته على أمير، فأجابها 

-تعبانة ومش هتيجي دلوقتي..انساب دموع أمير وتحدث من بين بكاؤه

-عايز اروح لها..أطبق على جفنيه ثم تنهد وأجابه 

-هي هتخف وتيجي، ادخل مع اختك شوفوا اي العاب دلوقتي ، وانا هنام شوية واجيلكم 

-بس انا عايز اطمن على مامي ، انا حلمت بيها يانٓانٓا، والله حلمت بيها بتعيط وبتقول لبابا أنا زعلانة منك 

كور قبضته اعتقاد أن أمير يقصد اخيه، ولكن قاطع شروده عندما توقف بالقرب منه وأردف

-أنا زعلان منك يابابا عشان بتزعل ماما، هي كانت بتعيط كتير وحضرتك عيان، دلوقتي هي بتعيط اكتر وتعبت اكتر، انا مش هكلمك تاني غير لما ماما تبطل عياط..قالها الطفل وتحرك للداخل سريعا

تنهدت زينب بحزن، ثم ربتت على كتفه

-متزعلش منه ياحبيبي هو طفل مش فاهم حاجة 

بشقة عايدة وفرح 

جلست مع العاملة التي تعمل بقصر البنداري

-مية ألف جنيه، ولو عملتي المطلوب هديلك قدهم 

اومأت العاملة مبتسمة وتحدثت 

-ولا يهمك يامدام ، هغير الدوا، ومحدش هياخد باله متخافيش 

وضعت عايدة ساقًا فوق الأخري بتباهي وأردفت 

-مش عايزة الذاكرة ترجعله وياريت تاخدي بالك كويس


بعد شهر بغرفة يونس دلف إليها يبحث بعينيه عنها 

-سيلين ..خرجت بجوار ابنتها 

بابي ..حملها وهو يرفع بالهواء 

حبيبة بابي ..ايه الجمال دا 

نزلني يابابي، عايزة أروح لأمير ويامن..

أطلق ضحكاته،وداعب وجعها 

-قمري مش مصاحب غير الولاد، روحي ألعبي مع كوكي برة، وأنا ومامي هنيجي وراكي ، متبعديش ياقمر عشان الحفلة فيها ناس كتيرة، متبعديش عن أنطي داليا 

-حاضر يابابي ..قالتها الطفلة وهرولت إلى الأسفل

رفع بصره إلى سيلين التي تجلس على الفراش متألمة..اتجه إليها 

-مالك ياسيلي!!

أطبقت على جفنيها مردفة

-تعب الحمل حبيبي، حضرتك دكتور وعارف 

رفع حاجبه بسخرية وتحدث

-تصدقي كنت ناسي..انتِ لسة في الشهر الرابع ياسيلي، يعني حتى مش باين انك حامل ياقمري ..المهم تعالي عايزك 

قطب جبينها وتسائلت 

-ايه دا ؟!

حك ذقنه وغمز إليها: 

-فستان لليلى، عايزك تقنعيها تلبسه، وكمان لازم تنزل الحفلة بأي طريقة 

عقدت ذراعيها على صدرها ورفعت حاجبيها 

-ناوي على ايه يادكتور الستات، والله راكان لو فاق ليعمل منك كفتة 

جذبها من خصرها بقوة واضعا جبينه فوق جبينها 

-بتغير ياقمري ولا ايه..رفعت عيناها إليه 

-متزعلش راكان يايونس لو سمحت، كفاية نوح عليه، وعمو عاصم، هتيجي انت كمان ..انسابت دموعها وتراجعت بعيدا عنه مردفة 

-راكان صعبان عليا اوي يايونس، شوفت حالته بقت ازاي 

احتضنها يونس يمسد على خصلاتها 

-حبيبتي أنا مش ضده بالعكس ، مش عايزه يخسر بيته، والصراحة ليلى اتحملته كتير، ولو عملت ال ناوية عليه بعد الحفلة هيكون دا اخر طريقهم 

انا بحاول اخليه يفتكر شوية، لو فتحتي الفستان وشوفتيه هتعرفي قصدي 

أومأت برأسها وامسكت العلبة وتحركت إليها 

بغرفة ليلى 

دلف إلى الغرفة بهدوء لأول مرة، كانت تجلس بالشرفة تغمض عيناها وتستنشق رائحة الزهور المنعشة، التي يتميز بها فصل الربيع ، تنظر إلى الأضاءة التي أنارت الحديقة بالكامل، وبدأ المدعون بالحضور..ابتسمت بسخرية عندما شعرت بوجوده

خطى إلى أن وصل إليها 

-ليلى..همس بها مقتربا منها، استدارت برأسها رمقته بنظرة ثم رجعت تنظر إلى الخارج 

تحرك حتى جلس بمقابلتها 

-ممكن نتكلم ..ظلت كما هي وأجابته :

-لا..عندي صداع وماليش مزاج اكلم حد 

افترت شفتيه ابتسامة، ثم دنى بجسده يحاوطها بذراعه 

-ليه فقدتي الذاكرة..تهكمت بسخرية وتحدثت ومازالت لم تعريه 

-اه ونسيت حبيب عمري، تقول ايه بقى، ظروف عقل مفوت

جز على أسنانه واردف :

-اتعدلي عشان متغابش عليكي، انا ..نهضت من مكانها ودنت حتى اختلطت انفاسهما، تغرز نظراتها بعيناه 

-ولا حاجة ياراكان يابنداري، انت ولا حاجة، وخليك عايش في دور الاهبل، دفعته بقوة حتى سقط على المقعد وتحركت قائلة :

-اطلع عايزة اقفل البلكونة وانام، فيه حاجة طبقت على صدري ومش قادرة اتنفس 

هب من مكانه ووصل إليها بخطوة، يجذبها بعنف 

-انتِ بتقولي ايه يابت ..رفعت ذراعها تحاوط عنقه واقتربت تعانق عيناه هامسة بالقرب من خاصته 

-بقولك ياحبيبي انك ولا حاجة ايه عندك اعتراض

أطلق ضحكة رجولية صاخبة ثم فجأة جذبها من خصلاتها يستنشق رائحتها التي اشتاقها كثيرا، ثم همس بجوار أذنها 

-الليلة هترجعي تباتي في حضني تاني يالولة 

رجفة أصابت جسدها من أنفاسه التي ضربت عنقها، لحظات وهو يتابعها بعينيه الصقرية، استدارت إليه وتحدثت بتقطع 

-أنا هروح مع بابا بعد الحفلة زي ما اتفقت مع عمو أسعد، وقبل أي ماتتكلم وتسوء الظن كعادتك 

-هفضل هناك عشان مااكرهكش ياراكان، رفعت عيناها المترقرقة بالدموع وطالعته بألم قلبها 

-كفاية وجع  بينا دلوقتي الولاد، ولحد ماترجع لطبيعتك أنا هفضل عند بابا، فلو سمحت بلاش نوجع بعض..سحبت نفسًا وطردته ثم أردفت 

-ياريت نطلق أحسن ..قالتها وتوجهت تفتح إليه الباب 

-ودلوقتي اطلع برة اوضتي، وياريت تحترم رغبتي 

اومأ برأسه وتحرك للخارج، توقف بمقابلتها، ونظر بساعة يديه 

-ساعة..قدامك ساعة والاقيكي تحت بين الناس، لو منزلتيش 

هطلعلك ، والبسي دا..قالها وتحرك للخارج..أغلقت الباب خلفه بقوة وهي تصرخ بعصبية

-يخربيت غرورك واحد مستفز..تسارعت أنفاسها ودت لو أطبقت على عنقه..استمعت إلى طرقات على باب غرفتها، ثم فتح الباب ودلفت سيلين..نهضت ليلى سريعا، ظنًا أنه هو، ولكن تسمرت عندما وجدتها سيلين تنهدت براحة ثم اتجهت تجلس 

دلفت سيلين تضيق عيناها 

-ليلى ..في ايه ؟!

أمسكت خصلاتها تجذبها بعنف وتصيح بصوتها

-اخوكي المستبد دا هقتله، وحياة ربنا هقتله البارد دا

ضحكت سيلين ووضعت فستانها أمامها 

-خدي البسي دا وهو يموت لوحده..ضيقت عيناها ثم فتحت العلبة 

-يخربيتك ياسيلين دا أنتِ عايزاني انا ال أموت 

قهقهت سيلين عليها وتلاعبت بحاجبيها قائلة:

-وحياتك يونس مش انا ..قطبت جبينها وتسائلت 

-يونس !! ليه ناوي على ايه 

رفعت كتفها متجاهلة 

-وحياتك ولا أعرف، شاف راكان جابلك فستان فحب يلعب بأعصابه شوية

أمسكت الفستان وهزت رأسها رافضة

-بس اللون دا راكان مابيجبوش، صممت ورسمت ابتسامة 

-بس حلو الأحمر برضو، أهو احسن من الأسود بتاعه

قهقهت سيلين 

-الله يرحمك يالولة، تنزلي الحفلة بفستان احمري ناري، لا وايه على البياض انسى ياباشا ..دا الليلة هتكون فراولة 

ظهر الألم على وجهها عندما اردفت بها سيلين بعفوية، فرفعت بصرها 

-هجهز وانزل، وكويس عجبني اللون الأحمر


..بالأسفل وقف بجوار حمزة يرمق راكان الواقف بجوار أحد أصدقائه 

-وحياة امي راكان رجعتله الذاكرة..قالها يونس هامسا 

لكزه حمزة متسائلا:

-اتجننت يلا، بتكلم نفسك 

مط شفتيه للأمام وتحدث 

-مش ملاحظ حاجة، قطب حمزة مابين جبينها متسائلا 

-قصدك ايه يا دكتور النسوان

قهقه يونس وأشار على نوح الذي يدلف إلى الحفل بجوار أسما 

-كدا كملت على الآخر، نوح مكنش معزوم وجه، تفتكر ايه ال هيحصل مع الأخوين الأعداء 

-هتولع يامعلمي، اتجه بأنظاره إلى ليلى التي وصلت إلى الحفل بجوار سيلين،واطلق صفيرا 

-هي كدا ولعت فعلا..الله عليا وحياة عنيا، راقب وشوف، الواد راكان بيشتغلني 

-قصدك رجعتله الذاكرة..رفع كوب عصيره وارتشف ونظراته على راكان النارية لليلى

-حيوان..اصبر عليا ياراكان 

توقف أسعد أمام ليلى 

-تعالي ياليلى، وصلت ليلى إليهما 

-ازي حضرتك ياعمو..ضمها من أكتافها 

-دي مرات راكان ياسيدي، وام لي العهد..وصل إليها بخطواته المهرولة 

جذبها من معصمها للداخل 

-عايزة توصلي لايه ياليلى 

نزعت كفيها 

-اتجننت بتشدني كدا ليه، نظرت حولها وحاولت الأبتسام 

-الناس بتبص علينا، انا مش عايزة أوصل لحاجة ياراكان، كل الحكاية ماما زينب قالتلي لازم انزل عشان الناس جاية تبارك لحفيد البندارية، مينفعش اكون مش موجودة، أما لو عليك مش عايزة أشوفك قدامي صدقني 

-متخلنيش أتغابى عليكي يامدام لو سمحتي..هتطلعي تغيري الزفت ال لابساه دا 

أشارت على فستانها وتحدثت

-ماله ..بشجع الأهلي حتى لسة فايز النهاردة أربعة ، ابعد بس يانفساوي 

تحركت خطوة ..جذبها بعنف، ورمقها بنظرات نارية

-لو متلمتيش..رمقته بغضب ثم


دفعت ذراعه بقوة واختنق صوتها 

-كفاية كسر فيا ياحضرة المستشار لو سمحت، تعلقت نظراتهما، نظراته النارية بنظراتها المتألمة 

-كنت حاسة إن السعادة هتتخطف مني، بس متوقعتش تكون انت ال هتخطفها 

قالتها وتحركت مهرولة إلى. الأعلى..صعدت إلى غرفة رضيعها ..اقتربت من فراشه ، جلست بجواره تمسد على خصلاته..ابتسمت من بين دموعها عندما فتح جفونه، ظهرت ملامحه بإستفاضة لوالده، صاح بصوته 

حملته تضمه وتستنشق رائحته تمسد على ظهره بحنان أموي 

-حبيبي الغالي..وضعته على ساقيها وظلت تطالعه بنظراتها الباكية فهمست له بصوتها المبحوح بالبكاء 

-تعرف انت جتلي من الموت، شوفت فيك عذاب أشكال وألوان، بتمنى حبيبي تتمتع بحنان بابا ..عارفة أنه الأيام دي ضايع ومش في حالته، بس أن شاءالله هيرجع بسرعة، دا ثقتي بربنا، بدعي ربنا ليل نهار يرجعلنا بسرعة 

كان يقف على الباب يستمع حديثها، اتجه مغادرا عندما استمع صوت أسما وسيلين على الدرج 

دلف إلى غرفته يفك رابطة عنقه، استمع الى صوت الألعاب النارية بالأسفل 

جلس على فراشه يتذكر منذ اسبوعين، دلف الى غرفته وجد العاملة تضع علبة دوائه وتحمل علبة فارغة..جلس ولم يعريها اهتمام، 

-انا كنت برتب الاوضة ياباشا..تحركت من أمامه ولكن توقفت عندما صاح بها 

-استني عندك...ارتعش جسدها فاردفت بارتباك 

-محتاج حاجة ياباشا!!

-اول مرة أشوفك هنا..ارتبكت تفرك بكفيها ثم اردفت 

-لا ياباشا انا هنا من فترة، من وقت مامدام ليلى حملت، عشان الولاد تعبوها، فطلبت من داليا تشوف حد يساعدها، انا بنت خالتها 

اومأ برأسه وتحرك للداخل 

-اتجه بنظره لعلبة الدواء، وامسكها يضغط عليها بيديه، ثم وضعها بجيبه وتحرك إلى غرفة مكتبه، وجد جميع الكاميرات متوقفة 

تحرك إلى المشفى، دلف الى غرفة ليلى، ظل يطالع نومها الهادئ للدقائق ..ثم تحرك إلى أن وصل إليها ..انحنى يطبع قبلة على جبينها ثم همس بجوار أذنيها 

-تنينة الحلوة تنينك افتكر كل حاجة بس لازم ألعب شوية، ابني أمانة عندك، بتمنى تسامحيني، عارف هطلعي نار من ودانك لما تفوقي، المهم انكوا بخير، وضع كفيه على بطنها 

-حافظي على ابننا ال بغبائي كنت هموته

تحرك إلى الخارج واتجه إلى طبيبه يضع امامه تلك الحبوب 

-عايزك تغيرلي الحبوب دي، عايزة حاجة اقوى 

امسك الطبيب الزجاجة قائلا 

-بس دي أقوى حاجة، الذاكرة مش هترجع بالعلاج بس، لازم متغطش على نفسك 

زفر باختناق ثم تحدث 

-طيب ليه الحبوب دي غير التاتية، حتى شكلها غير

قطب جبينه وتسائل

-ازاي؟!!

اخرجها الطبيب ثم اجابه 

-مش دي الحبوب ال في الازازة، الحبوب دي متغيرة

تراجع بجسده وابتسامة شقت ثغره وهز رأسه

-كنت عايز اتأكد، شكرا لحضرتك ..قالها وتحرك مغادرا إلى المنزل، قابلته فرح وهي تدلف الى القصر 

-مساء الخير ياراكان..أوما برأسه 

-عاملة إيه..نظرت إلى منزلهم وتحدثت 

-جاية اشوف سارة، نفسي نرجع بيتنا، ماتقول لعمك كفاية ظلم لماما بقى، هو هيسمع منك، مش بعد العمر دا كله يرمي امي كدا عشان حتة بنت جابتلو ولد 

طالعها بغموض وتسائل

-هو انتوا مشيتوا من البيت ليه 

دنت منه وتحدثت 

-بابا اتجوز على ماما، بعد ماليلى راحت اشتكت ماما لعمو أسعد، عشان ماما اكتشفت خيانتها، فحبت تنتقم من ماما، فبابا طلق ماما

أطلق ضحكة صاخبة..ضيقت عيناها متسائلة

-بتضحك على ايه..تعمق النظر بمقلتيها وأردف 

-اصل ليلى طلعب هيرو ياقلبي، مفيش مصيبة في البيت محصلتش من غيرها، حتى خلت عمي ال كان بيموت في مراته يتجوز عليها ويطلقها 

عقدت ذراعها وأردفت بغل

-شوفت اجرام اكتر من كدا

رفع كفيها يداعب خصلاتها 

-متخافيش هاخد حق طنط عايدة وهخلي عمو يرجعها معززة مكرمة كمان، استني بس ليلى تولد وبعد كدا كله هياخد حقه 

-هي ليلى هتولد ..مش بيقولوا الولد مات في بطنها 

تحرك من أمامها 

-مات ولا عايش ميهمنيش يافروحة ..

خرج من شروده على أصواتهم بالخارج..خرج وجد أسما تحمل طفله وتشير إليه 

-هجيب له بنوتة بقولك اهو ياسيلي ابعدي عن الولد

وصل إليهم متسائلا

-واخدينه فين؟!

لم تجيبه أسما، ولكن سيلين اردفت 

-بابا عايزه..أخذه من أسما وضمه لأول مرة أمامهم 

-الولد مش هينزل تحت، مش شايفين الزحمة، معرفش ايه لزوم الحفلة اصلا

قالها وتحرك بالطفل للداخل..كانت تطالعه أسما وهو يضم ابنه 

-راكان هيجنني ياأسما، تخيلي بيقول الولد مش ابنه 

ربتت على ظهره رغم نيرانها المحترقة على صديقتها

-نوح اهدى عشان خاطري، كفاية عليا ليلى، هتموت من وقت ماسابها في المستشفى مازرهاش ولا مرة، ياحبيبتي ياليلى كتير عليها ال بيحصل 

مسح نوح على وجهه وكأنه يقتلع جلده من الغضب

-مش عارف ألومه، انا متكتف ياأسما ..دا واحد مش فاكر جوازه منها

خرجت أسما من شرودها على رنين هاتفها 

-أسما ياله حبيبتي عشان الولاد..ابتسمت إلى سيلين 

-نوح عايزنا نمشي سلام حبيبتي


بعد قليل انتهاء الحفلة بعدة ساعات ، صعد إلى غرفة ابنه لأول مرة منذ ولادته وجدها تقوم بٱطعامه 

دلف وجلس بجوارها، رفع كفيه يمسد على خصلاته ثم انحنى يطبع قبلة على رأسه 

ارتجف جسدها، واهتزت نظراتها تنظر اليه بتساؤل 

رفع بصره إليها واقترب يضمها إلى أحضانه 

-ليلى أنا افتكرت كل حاجة..آسف ..انسابت عبراتها على وجنتيها وشهقات مرتفعة، حتى وصلت إليها زينب ظنا أن ابنها ابكاها كعادته، وجدته يجلس بجوارها يضمها بإشتياق، وهي تبكي بأحضانه 

-اهدي حبيبتي، والله غصب عني..بتر حديثه عندما استمعوا الى انفجار صاخب بالخارج 

-اسعد برة ..ابوك لسة برة ياراكان..هب متجها إلى النافذة ينظر بالخارج 

-دي عربية ولعت..هنزل اشوف في ايه تحت، ماما خليكي مع ليلى لما ارجع 

وضعت طفلها وهزت رأسها رافضة نزوله 

-فيه ضرب تحت وهو نازل ازاي ياماما 

خرجت زينب بجوار ليلى وتحركوا إلى الخارج ..وصلوا إليه وجدوا أسعد بجوار راكان 

-مين ال ولع في العربية..تحدث أحد الأمن 

-راكان باشا في حاجة لازم تشوفها 

صعدت ليلى إلى غرفة ابنها بعدما اطمئنت عليه متجهة إلى رضيعها، وجدت باب الغرفة مفتوح، تذكرت هبوط زينب معها، نظرت بالغرفة تبحث عن ابنها كالمجنونة، ذهبت إلى غرفة أمير وجدته يغفو بجوار كيان 

هرولت إلى الأسفل بأقدام حافية عندما وجدت أحدهما يحمل طفلها ويقفز من شرفة ابنائها 

صرخت باسم زوجها وتحركت سريعا الى الأسفل تعبر البوابة الرئيسية إلى القصر، متجهة إلى تلك السيارة التي توقفت بأحد جوانب السيارة 

استمع إلى صياحها راكان 

وصل يونس الذي دلف بسيارته للتو إليها 

-مدام ليلى في ايه..لكنها هرولت خلف السيارة تصرخ باسم ابنها، توقفت السيارة حتى ظهر راكان يسرع خلفها ولكن أسرعت السيارة عندما ظهر راكان..ظلت تسرع وتصرخ باسم ابنها إلى أن جثت على ركبتيها، هرول خلف يونس الذي ظهر أمامه وصوت زوجته ولكنه لم يراها

جحظت عيناه عندما وجدها بتلك الحالة وهي تنظر إلى السيارة وتصرخ باسم ابنها ، هنا أحس بقبضة تعتصر صدره، كور قبضته ضاغطا على مفاصله، وصاح بصوتا زلزلت له الأرض 

-الحقوا العربية دي، هموتكم لو مجبتوش الولد

نهضت متجهة إليه كالقطة الشرسة، بدأت تلكمه وتصرخ 

-عايزة ابني ، انت السبب الولد دا ابني لوحدي،انت مالكش حق فيه..صرخت وصرخت إلى أن انهارت بين يديها ساقطة كورقة خريف

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة