-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 17 - 2 السبت 23/12/2023

 

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل السابع عشر

2

تم النشر يوم السبت

23/12/2023


ووصلا إلى اقرب مشفى من مكان الحادثة، وفور دخولهم توجها للإستقبال، وكانت حالة الشيخ منصور مذرية، فقد كانت قدماه تنتفض من هول الموقف وهو ذاهب ليتقصى عن موت صديقه من حياته، وقلبه يُعصر من الظلم الذي لحق به وهو فى محيطه لم يبتعد، 

ولم يسع منصور أن يحميه، أو يدفع عنه الأذى. 

تحدث قصير مع موظف الإستقبال:

-خبرني خوي، جاكم امس ولا اول امس راجل وحرمة في حادث سير؟ اعمارهم الراجل بالخمسينات وعريض شوي وطويل ، والحرمه بالاربيعينات وقصيره شوي؟ 

الموظف:

- فعلا جولنا اتنين من يومين بالمواصفات دي بس لم نستدل على هوياتهم لانهم مكانش معاهم اي اوراق

والعربية اللي عملت حادثه بيهم سيارة اجرة وصاحبها مات.. والراجل حالته حرجة جدا وهو في العناية المشددة.. والست حالتها متقلش عنه، بس الست بتستجيب للعلاج وهو للأسف إستجابته بطيئه جداً، أو تكاد تكون معدومة، انتوا تقربولهم إيه؟ 

تهللت اسارير منصور فور ان عرف أنهم احياء، وحمد الله  في سره حمداً يكاد يصل لعنان السماء، ونظر لقصير وقال له:

- مادام النفس موجود العافيه تعود، تو القلب ردتله الروح.. ثم نظر للموظف وقال له:

- هادول من أهل البدو اخوي وزوجته، كانوا رايحين يزوروا الأولياء الصالحين بمصر وصار اللي صار

وتو انريد ناخدهم لمستشفى خاص هالحين.. 

واعطى له أسماء وهمية ووقع على كافة الأوراق المطلوبة، 

وأخبر طبيبهم المعالج بأنه سينقلهم إلى مستشفى خاص ملك لصديقة، وطلب من المشفى أن يخرجوا معه سيارة إسعاف بالحالات.. وأمر قصير ان يتبعه للمشفى بالسيارة.. 


ووصل منصور بالاثنين لمشفى صديقه، وهناك جعل جميع من في المشفى يقفون على قدم وساق فور أن عرفوا من هو وماذا يعني لصاحب المشفى، 

وبعد دقائق من وصولهم كان محمود في العنايه المركزه هو وزوجته وفريق كامل من الاطباء من امهرهم وافضلهم يقفوا فوق رؤوسهم  فنظر الى قصير واردف:

-وتو احنا اتطمنا ان هالكلاب مارح يوصلو لمحمود وزوجته

وانا هنقعد انراعيهم وانت مهمتك حماية عقاب حاوطة وماتخليه يبات بروحه وما يطلع للخلا 

قصير :كيف ياعمي يعني اقيده عقاب صار راجل ومو اي راجل وهيقعد يقصقص ليش وليش ،ولا اقوله خلاص حتى يفهم

منصور :لا ماتقوله عقاب لو عرف شي هيقوم الدنيا حريقة   وقتها ماوالي يقدر يقرب منه ويهلك روحه بروحه

فعاد  قصير الى الباديه كالريح  لينفذ ما امره به عمه الشيخ منصور، وينقذ ادم من براثن عمه.. 

وهو في طريق العودة  رأي يحيي مازال واقفاً بسيارته على الطريق والرجال معه، فغمزهم بعينه كإشارة بأن كل شيئ إنتهى ويستطيعون المغادرة الآن. 


اما عند الأولاد.. امضت رجوه معهم بقية اليوم، وحين العودة حملها سالم علي ظهره طوال الطريق، ورفض ان تمتطى الحصان مع اخيها هلال باي وضع من الاوضاع خوفاً عليها وعلي جرحها، وتحمل هو كبد ان يحمل من تعادل وزنه وتزيد، ويشعر بانها اخف من الهواء على قلبه، فهذه رجوته العزيزه


وبمجرد عودتهم للخيام، رأوا سيارة قصير آتية من بعيد، فانتظر الجميع حتى اقترب منهم وترجل من السيارة ونظر الى خمستهم وقال:

الله حيي الرجال، 

رد عليه الجميع في صوت واحد:

الله محييك ياعم/يابوب

-ياشباب ودي آدم وسالم بشغله ضروريه،

 بدي ارسلكم للحضر شي كم يوم والسبب راح تعرفونا بوقتا..

وما تجيبو شي من ملابسكم انا هنشريلكم وانكيفكم عشان ماتقولو عمي قصير حارمنا من شي 

سالم :ورابح؟ 

قصير :رابح بيلحقكم بعد كام يوم هنكلفه بكم شغله وبعدها بيلحقكم.


 نطقها ثم انصرف ولم يعطى فرصة لأحد كي يساله عن شيء، ولان آدم إعتاد الطاعة العمياء لأوامر قصير فبدأ في التنفيذ، وذهب لغرفته لملم ماسيحتاجه من كتبه ودفاتره وأقلامه وأغلق غرفته جيداً وفصل التيار الكهربي عن كل الأجهزة، وتلاقى هو وسالم الذي ذهب ليغير خفه بآخر يتناسب مع الحضر، ولم يغير ملابسه مثل آدم، 

فقد وعدهم قصير بالجديد وهو لن يبدل ثيابه إلا بجديد.

وصعدا سيارة قصير متوجهين لشقة الشيخ منصور التي إشتراها كي تكون مقراً لكل من يقصد الحضر من اهل البادية ويتحتم عليه المبيت فيه لأي ظرف من الظروف، 


فبدلاً من مشقة وشبهة النزول بالفنادق، هذه بيتاً للجميع..

ودخلوها وقد كانت كبيرة من الداخل ومساحتها تتجاوز المائة متر، ومجهزة باثاث جميل وحديث، وقال لهم قصير:

-ياشباب كل شي عندكم اوكالكم وشربكم وجبتلكم تلفزيون مع انه غالي لكن ميغلاش عليكم

وملابسكم هتلاقوها جوه 

وتو انا هنروح 

وانتو ما حد فيكم ينزل من الشقه ولا يتكلم مع حد حذاري حذاري

آدم ليش كل الهتضييق ياعمي مو انت قلت احنا هنا في ارياح وفسحه وهياجه 

ولا بسبب الراجل اللي جاء للقبيلةوسأل علياومعاه صورتي ، وانت والشيخ منصور قلتو ماتعرفو عني شي

قصير :من قالك هالحكي.

آدم..رجوةهي اللي خبرتنا

قصير :قص لسانك يابنت مكاسب 

اي يابوي هو السبب واهم سبب الله يسببله فالعما

بسببه ابوك قطع حته من قلبه وبعدها عنه وامك فارقت عقلها وقلبها كله وين جابوك النا وسيبوك .وهاذا كان اهون عليهم من انهم يقبروك كيف ماقبرو اخوك الكبير

هاذا قليل من كثير ياعقاب بس انت اصبر وهتعرف كل شي بوقته وتو ما نريد منك حكي غير بس اسمع كلامي وخاف على روحك وعلى وانت يا سالم ماتسيبه لروحه تهيج عليه المواجع

وانا هنروح وهنرجعلكم بعد كم يوم


وعاد إلى القبيلة كي يخبر الجميع بأن الشيخ منصور قد اضطر للسفر في عمل ضروري، وأنه مكانه لحين عودته، وأن يسيطر على كافة الامور ويضع عيونه في وسط رأسه حرصاً من عودة يحيي وحفاظاً على حياة الجميع لحين عودة عمه منصور. 


أما في القصر.. 

- كنت عارفه على فكره إنك مش هتعرف تعمل اي حاجه وهتبوظ كل حاجه بغبائك لانها مش أول مره. 

فريال 

- فعلاً وحتي انا كنت متأكده من ده ومش عارفه ليه وافقنا إن هو اللي يروح، طيب الولد وقولنا إنه ممكن ميكونش هناك ويكون محمود نقله مكان تاني او شقه قريبه من المكان، إنما محمود وعايده جثثهم مقدرتش تلاقيها ازاي؟ يعني فص ملح ودابوا ولا الارض انشقت وبلعتهم، دي لو وحوش الصحرا كانت اكلتهم مكانوش خلصوهم في يومين، وكنت هتلاقيلهم اثر.. انت فاشل يايحيي فاشل. 

- وانا اعمل ايه ياستي منك ليها، انا سألت في المستشفيات كلها القريبه من المكان اللي فيه الحادثه، وحتي البعيده، ومفيش حد بالمواصفات دي دخل عندهم، وحتى في التلاجات دورت بنفسي اعمل ايه تاني بقى؟ 

جلست مديحه وهي تشعر بالإنهزام واردفت:

-حاسه اننا بنتعامل مع شياطين مش مع بني آدمين، بيختفوا ويظهروا وقت ماهما عايزين، قوى خفيه.


فريال وهي تجلس بجوارها:

- إهدى شويه يامديحه واطمني، مادام  ملهمش اثر فأي مستشفى يبقوا مش حيين يبقوا ماتوا اكيد، ومادام ماتوا يغوروا فداهيه مش مهم نلاقيهم.. هتعدي فترة على  اختفائهم والحكومه هتعتبرهم اموات.. 

إحنا دلوقتي نركز على القرد الصغير ونلاقيه، وفي الاثناء دي الشركه لازم تنمسك بأيد من حديد، ونشوف هنقدر نصفيها ازاي وناخدها. 


أما في المشفى.. 

بدأت عايده تأن بوجع وتهذي، وكل ماتتفوه به حول إبنها آدم وشوقها إليه، ودعوات كثيرة علي عمه،ولم تنسى ذكر فقيدها الأول وبِكر قلبها الذي ارسله عمه للموت بقلب بارد، وهاهو يحاول ارسالهم للحاق به، ومن ثم آدم حتماً ولابد سيكون هو آخر المرسلين.. هذا كل ماكان يجول بعقلها في هذه اللحظات. 


أما محمود فلازالت حالته غير مستقرة، كسر في العمود الفقري، ثلاث اضلع مكسورة، قدم وكتف  وكسر بالجمجمة.. واصبحت حياته علي المحك.. نفس يدخل رئتية ولا يعلمون هل سيخرج أم سيكون آخر من يعبر داخله دون خروج. 


..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة