-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 33 - 4 - الأربعاء 27/12/2023

   قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والثلاثون

4

تم النشر يوم الأربعاء

27/12/2023 


تعالي يا هدير

تقدم نحوها، يتلقف الصنية منها ليضعها على الطاولة الزجاجية الصغيرة،،قبل ان يسحبها من كفها برقة يقدمها للأخر:


- تعالي يا حبيبتي اتعرفي على صاحب الغربة العزيز على جلبي، دي زوجتي العزيزة يا عم صلاح. 


نهض المذكور ليصافحها بدماثة وأدب جم:


- يا اهلا يا اهلا يا مدام،  اتشرفت بيكي.

- اهلا اهلا متشكرة حضرتك. 

تمتمت بها بتوتر،  لتتبادل معه ومع زوجها بعض الكلمات المقتضبة على عجالة، قبل ان تنصرف سريعًا من امامهم ، بعد ان انتهت اخيرا من المهمة الثقيلة على قلبها، 


تترك زوجها يغمره شعور الزهو ، بعد ان نفذت تعليماته بدقة، وبدت بالشكل اللذي يليق به، حتى علق الاخر بما ضاعف من شعوره :


- برافو عليك يا عمر، عرفت تنقي بصحيح، انا كنت فاكرك اتخميت لما فاجأتني ان فضلتها عن اللي كانت شاغلة بالك .


- حمد لله ، ربنا بيعوضني بعد الشجا، 

اضاف صلاح على  اثناءه، ولكن بمغزى، غامزا بطرف عينه:

- لا وعيلة صغيرة كمان، تربيها على كيفك وتعوضك بقى عن.....

- صلاح.

قاطعه بحزم متابعًا بتحذيره

- انا جولت ان دا موضوع وانتهى، فترة واتمحت خلاص من حياتي  


اومأ على الفور الأخير بابتسامة ماكرة:

- خلاص يا عم متزعلش اوي كدة ، انا بس كنت بناغشك.


- الكلام ده مفيهوش مناغشة،  جولت خلصت، يبجى حتى السيرة ماتتجابش.

نهى بها بحزم اخرص الاخر، ولجمه عن المواصلة فى مشاكسته


❈-❈-❈


رفعت جليلة الصغير لتأخذه منها، بعد ان غفى بين يديها، لتنهرها ببعض اللطف والحزم:

- كفاية بجى يا نادية، سيبني امشي 

- استني ياما..... 

اعترضت تتشبث بها، ولكن جليلة، حزمت بصرامة هذه المرة لتتناوله منها وتنهض به:

- الواد نام وشبع نوم، عايزاه في ايه تاني؟ تكونش عايزة تبيتيه معاكي ع السرير كمان؟


تهكمت جليلة بالاخيرة، ولكن ابنتها التقطتها حجة لتردف:

- طب وايه يعني؟ مش هو بيحب معتز ، ولا من أولها هيكشر فيه كمان؟

تبسمت جليلة وقد وصلها ما يكتنف ابنتها في هذا الوقت ، لترد على قولها بسخرية :

- من اول يوم، عايزاه ينام ما بينكم، يا بت اتعدلي وبطلي شغل العيال الصغيرة.

فالتها وتحركت للذهاب مغادرة الغرفة على الفور، تاركة ابنتها تفور من الغيظ لفعلها، لتغمغم متطلعة في الفراغ الذي تركته بتصميم:


- ماشي ياما، هو فعلا شغل عيال صغيرة، وانا بجى مش هخليه يجربلي الليلة دي خالص، لازم اصر عليه يسيبني براحتي، ان شالله حتى اطلع من هنا على اؤضة ولدي انام فيها، مش عاملي فيها حنين وراجل زين، يوريني بجى زينته دي،


كانت غارقة في افكارها والوعود التي تأخذها على نفسها ، حتي انتبهت على صوت حمحمة خشنة تعلم مصدرها جيدًا 


فالتفت نحوه فور ان شعرت به يدفع باب الغرفة ويدلف اليها، يتقدم بخطواته الرتيبة البطيئة نحوها.


قلبها يضرب بسرعة جنونية وبذهنها تعيد في ترديد الكلمات التي تحفظها منذ الامس بضرورة تركه لها الليلة، ومزيد من الليالي القادمة حتى تعتاد عليه وعلى الوضع الجديد، قي كونها زوجة له، 


انتظرت حتى اقترب ليجلس بجوارها على طرف التخت، وما همت ان تبادره بطلبها حتى سبقها هو:


- بسم الله ما شاء الله، تبارك الرحمن فيما خلق.

اخجلها بغزله المباغت لها، يرافق كلماته التطلع لها بهيام أذهلها، فقد كان كالتائه ما بين بحر ريمها الاسود وبين الملامح الصافية بجمال يأسر قلب عاشق يتلوى بأنين عشق يكويه.


كيف يصفها؟ لا يجد في قاموسه اللغوي الضعيف من الأساس ما يليق بوصفها؟ كيف يعبر عما يحدث بداخله الاَن؟ لقد وصل لمرحلة يرثى لها، ان يزيد الخفقان الوحشي بصدره حتى يخدر اطرافه، فيتمكن من رفع يده بصعوبة ليلمس على الشلال الحريري الاسود، يسترسل في شرح حالته الصعبة:


- تعرفي حلمنا واحنا عيال صغيرين يا نادية لما كنا نرفع راسنا للسما، وكل واحد فينا يبص للنجوم يفتكرهم جريبين، فيجدر يجمعهم أو يمسكهم بالوهم ما بين أطراف صوابعه؟


قطبت تطالعه بعلامة استفهام كبيرة ارتسمت على ملامحها، ف استطرد موضحًا:

- انك تختاري نجمة ما بينهم، وتشاوري عليها انها هي بتاعتك، وتفتكري نفسك هتجدري تطوليها لما تكبري، لكن مع الوجت تلاجيها كل يوم بتبعد أكتر ، لحد ما تتوه منك وتضيع وتكتشفي ساعتها انها مجرد حلم ويستحيل الوصول ليها....... اهو انتي بجى يا نادية كنت الحلم دا ليا، من وجت ما شوفتك وانتي عيلة اتناشر سنة وانا بدور ع النجمة المستحيلة بتاعتي.... فاكراه اليوم دا يا نادية لما كانت اول مرة اشوفك ولا اكلمك في اسطبل الخيل بتاع جدي؟


اعتلت المفاجأة تعابيرها، حتى توسعت عينيها بإجفال، لا تصدق ما يصل اسماعها منه، يذكرها بهذا اللقاء القصير الذي تم بينهما منذ سنوات لا تذكر عددها، 

ما زال يحتفظ به بذاكرته، ويسألها عنه، هي بالفعل تذكره ولكن ليس بهذه الصورة التي يتحدث عنها.


-بسألك يا نادية، فاكراه اليوم ده؟

تحمحت تجلي حلقها، لتجيبه ببعض الضجر ، فهذا الوجه وهذا الكلمات الجديدة عليها من رجل مثله، تشعرها بالشتات، وهي تريد التركيز على ما تنتوي فعله:


- طبعا فاكراه... هو انا فاقدة الذاكرة يعني، بس دول كانوا كلمتين عادين، بل بالعكس دول كمان ، دا كانو اجرب للخناجة، يعني مفيهومش اي حاجة تستاهل.....


- دا بالنسبالك انتي..

تمتم بها، يتناول كفيها بين يديه ليعبر اخيرًا عن مكنون ما يحترق بين اضلعه:

- وانا مش هلومك انك مخدتيهاش زي، ولا اتعذبتي في الشوج اللي هرس جلبي في الدوير والبحث ع البت الحلوة اللي شوفتها مرة واحدة وخدت جلبي معاها، كنت هموت عشان اعرف مكانك وانتي جاري ومن بنات عمي كمان....


زفر يقطع عن التذكير بزواجها الاول، ليردف وكفه تحط على جانب وجهها، بصوت بدا يخرج بصعوبة لفرط ما يشعر به:


- انا دلوك بس حاسس اني عايش....

قالها ثم ومن دون سابق انذار، دنى بوجهه اليها، يجفلها بشفتيه التي عانقت خاصتيها يتزوق رحيقها ، متجاهلا عن عمد صوت الاعتراض الذي صدر منها بعدما استفاقت من صدمتها، حتى اذا تركها تلتقط أنفاسها، تستدرك شتاتها، فتهم بالتعبير عن احتجاجها:


- بس انا عايزة اجولك.....

- اشش.

همس بعا يضع سبابته يصمتها برجاءه:

- حن عليكي ما تجولي اي حاجة تاني، بلاش تفوجيني من الحلم، وحياة اغلى ما عندك يا نادية...


ختم بالاخيرة، ليعود على الفور ينهل من عسل الشفاه، مشددًا عليها بين ذراعيه، يود أن يغرزها بين ضلوعه، يبتلع اعتراضها بلطف يقارب الحزم، يعلم انه ان تركها بالسنوات لن تعطيه الفرصة للتقرب وفتح باب قلبها إليه، تريد دفن نفسها مع من رحل، ولا تعلم انها تدفنه ايضًا معها.


لم تترك له الخيار، ليقتحم حصونها دون انتظار الاذن منها، يلفها كالإعصار في عالمه، ولا يترك لها الفرصة للكلام في دوامته أو الفرار، يسحبها في بحر عشقه الجارف، يرتشف منه ولا يرتوي ابدا، 

حتى وان كان الطريق الي قلبها طويلًا، فهو لن يمل كي يصل إليه، ولن ييأس حتى تصير زوجته بقلبها قولا وفعلا .


... يتبع 

كدة انتهاء الجزء الاول ، واللي هنواصل بيه ان شاء الله هو الجزء التاني من الرواية ، ودا بداية لمرحلة جديدة في حياة الابطال، هنوقف بس اسبوع ان شاء الله استرد فيه عافيتي من تعب الودن والجيوب الأنفية عشان نرجع بقى بطاقتنا بالجديد. 


تابعوا يا قمرات وياريت تصويت يستحق والتعليق 

الناس الصامتة ومستخصرة كلمة في حق الكاتبة والله دا عمره ما هيقل منك على فكرة.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة