رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 8 - 3 - السبت 9/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثامن
3
تم النشر بتاريخ الخميس
9/12/2023
نظرت إليها باستهزاء وقالت
_ بكرة انتي اللي تشوفي جحيم النجايمة بعنيكي
أشارت للثوب بسخرية وهي تردف
_ البسي الفستان ياعروسة زمان العريس على وصول
خرجت آسيا من الغرفة وقد زاد سخطها على تلك الفتاة التي أفشلت خطتها
صحيح تخلصت منها دون رجعه لكنها لم تريد أن ترحل دون أن تشفي غليلها منها
والادهى من ذلك بأن فعلتها تلك جعلت مرح تستقوى عليهم
أما مرح فقد كانت تنظر إلى الثوب بحسرة
فلم تتخيل يومًا أن تتزوج بتلك الطريقة
وممن؟ من رجل بعمر والدها
أغمضت عينيها بألم شديد ثم بيد مرتعشة مدت يدها ناحية الثوب لترفعه بين يديها وتساءلت
هل باستطاعتها ارتداءه؟
ولمن؟ لذلك الرجل الذي أخذها عنوة
هزت راسها برفض، لن ترتدية حتى لو كلفها روحها
ألقته بأهمال على الأرضية وسارت لتدهس عليه وتتوجه إلى الخزانة لتخرج ثوب اسود ثم ارتدته
ووضعت على رأسها حجابًا بنفس اللون
دلف عمها الغرفة كي يجعلها تمضي على قسيمة الزواج ليجدها بتلك الهيئة مما جعله يستاء من فعلها فتمتم بامتعاض
_ ايه اللي لابساه ده؟
تطلعت إلى وثيقة الزواج التي يحملها بقهر ثم ردت بثبوت
_ لابسه عباية زي الخلق
تقدم منها لينظر إلى الثوب الملقي على الأرضية وتحدث بانفعال
_ وملبستيش الفستان ده ليه، عايزة تفضحينا في البلد؟
روحي يلا غيري هدومك دي بسرعة عشان الناس وصلت تحت
ثم ناولها القلم وتحدث بسخط
_ أمضي لول على الورق ده خلينا اغور من وشك
بقهر وألم تناولت القلم منه لتمضي وتبصم على وثيقة وفاتها ثم نظرت إليه بكراهية تلاشاها بأن اخذ الأوراق وخرج من الغرفة دون شعوره بأي شفقة تجاهها
وفي مجلس الرجال كان قابعًا في وجوم تام ينظر إلى ذلك المأذون الذي يوثق شهادة وفاتهم
أخذ ينظر إلى الوثيقة بقلب منفطر وهو يرى اسمها يجاور اسمًا آخر
وها هي امضته يأتي دورها شاهدًا على ذلك المصير
ازدرد لعابه بصعوبة بالغة وأخذ القلم بيد مرتعشة جاهد للتحكم بها من يد المأذون ليدون اسمه بدماءه
انتهى كل شئ الآن وانقطع أي أمل لهما
لحظات قليلة وستدلف منزلهم وفوق غرفته
انتهى المأذون
وانتهى كل شئ وهو يرى عمه ينهض ليأخذها ويرحل
خرج بدوره ليجدها تنزل على الدرج بذلك الثوب الذي شابه حالته وشابه أيامه القادمة
شاهدها وهي ترمقه بنظراتٌ عاتبه وكأنه هو من ألقاها في غيابت الجب
بل حكم على كلاهما أن يلقي انفسهم بداخله دون تفوه بكلمة ما.
نظرات الاستياء التي ظهرت على عمه جعلته يخشى عليها من غضبه
ارتداؤها لهذا الثوب لن يمر مرور الكرام
عذاب وآلام لا يشعر بها سوى كلاهما لبعضهم البعض
وحالها ليس بأهون منه وهى ترى ذلك الرجل الذي لم تراه سوى مرات عديدة تسحب إليه كزوجةً له
ولما؟ ولأجل من؟
من أجل فض عادات بالية لم يستطع الزمن تغييرها.
ترددت نزول تلك الدرجة الفاصلة بينهما لترفع بصرها برجاء لذلك الذي أخفض بصره بانكسار وكأنه يعتذر عن ضعفه وقلة حيلته
خطت تلك الدرجة كـ عقابًا قاسيًا له وانتهى الأمر وهو يراها تسير بجواره ليسير الجميع خلفهم ماعدا هو الذي شعر بأن روحه تسحب منه
كان يجاهد ليأخذ انفاسه وكأن الهواء انقطع من الغرفة
صوت بداخله يدفعه لأخذها منه والهرب بعيدًا
لكن فات الأوان وانتهى كل شئ وهو يستمع لصوت السيارات التي انطلقت في الخارج
بصعوبة بالغة أخذ يتحامل على نفسه وعينيه تجاهد كي تمنع تلك الدموع التي تجمعت فيها وخرج من المنزل
استقل سيارته وانطلق بها خلفهم
وهنا سقطت دمعه حارقه الهبت خده لم يستطيع التحكم بها عندما وقع نظره عليها
وهي تترجل من السيارة أمام بوابة المنزل
تدلف معه للداخل وتختفي عن ناظرية
ظل لحظات بداخل سيارته وقد شعر بأن قدمية أصبحت كالهلام لن يستطيع السير عليها
طرقات خافته على نافذة السيارة انتبه إليها سليم ليجد أحد العمال لديهم وصديق مقرب له يشير له بالنزول
فتح باب السيارة وترجل منها
وهو ينظر إلى غرفة عمه التي أُضيأت لتوها
فربت صالح على كتفه وهو يقول بلهجة حانية
_ متزعلش حالك بكرة ربنا يعوضك باللي تنسيك.
ابتسم بمرارة وهو يستند بظهره على السيارة وينظر إلى نافذة الغرفة بألم
_ هي الروح لو خرجت من الجسد بيعوضوها بغيرها؟!
في حاچات كتير مستحيل حاچة تعوضها.
تنهد صالح بيأس على حال صديقه ثم تحدث مقترحًا
_ ايه رأيك نقضي الليلة دي على النيل زي زمان، ولا اقولك تعالى عرفني على الراعي اللي دوشني بيه ده
هز رأسه بنفي
_ بلاش النهاردة بقالي ليلتين مبنامش ومحتاج أغمض عينيه
تراجع صالح عندما لاحظ ارهاقه فقال بهدوء
_ خلاص أول الرجالة ما تمشي ادخل نام وحاول متفكرش فيها تاني
هز رأسه وهو يقول برجاء
_ ياريت اقدر بس النسيان اصعب مما تتخيل
مضى صالح ودلف سليم للداخل وظل معهم حتى رحل الجميع ودلف هو غرفته
وياليته لم يفعل فما إن استلقى فراشه إلا وسمع صوت صرخاتها تصم الاذان
❈-❈-❈
أما جليلة فقد تحلت بالصبر وظلت تدعوا له بالرحمة والمغفرة
لن ينفعه البكاء
يكفي بكاء قلبها الذي ينتحب حزنًا عليه
لم تفعل شئ سوى تلاوة القرآن والدعاء له ولنفسها بالصبر وان يجمعها به في البرزخ كما جمعها في الدنيا
كانت ليلى مستلقية بجوارها على الفراش تبكي على جدها الذي أخذ روحها معه
فقد كان تعلقها به أقوى من تعلقها بأبيها
وكذلك الحال مع سارة التي كانت تخفض عينيها بانكسار
فأبيها هو السبب في موته، كيف ستتحمل نظرات الجميع لها
حتى جاسر التزم غرفته القديمة منذ عودته
حاولت التحدث معه لكنه آبى ذلك متحججًا بحاجته للبقاء وحيدًا
وها هو يعود مرة أخرى إلى تلك الغرفة يحبس نفسه داخلها
شعرت بها وسيلة فتأخذ منها صغيرتها وهي تقول بتفاهم
_ روحي شوفي جوزك لو محتاج حاجة
ترددت سارة قليلًا لتربت وسيلة على يدها تحسها لى الذهاب
_ اتحمليه الفترة دي جده كان غالي عنده أوي، كان أغلى من الكل، خليكي جانبه هو أكيد محتاجلك
اومأت سارة ونهضت لتذهب إليه وهي تعلم جيدًا بأنها آخر من يود رؤيته
ويبدو أنهم سيعودوا لنقطة الصفر ويحملها هي ذنب لم تقترفه
دلفت لتجده جالسًا على الفراش بوجوم
آلمها رؤيته بتلك الحالة فتقدمت منه لتجلس بجواره وتمتمت بخفوت
_ جاسر
لم يلتفت إليها بل ظل على وجومه وكأنه لم يسمعها
مدت يدها لتلمس يده لكنه سحبها بهدوء مما جعلها تندهش من فعلته
فسألته بريبة
_ في ايه ياجاسر؟ انت بتبعد عني ليه؟
رمش بعينين يحاول التحدث بثبات دون النظر إليها
_ مفيش حاجة ياسارة انا بس مخنوق شوية وعايز أكون لوحدي.
نظرت إليه بعتاب وتحدثت بلوم
_ انت بقالك اكتر من يومين لوحدك، ليه بتبعد عني؟
تنهد جاسر ونهض من فراشه ينظر من شرفة غرفته وقال بثبوت
_ معلش اتحمليني شوية، أنا فعلًا محتاج أكون لوحدي.
نهضت وتقدمت منه لتقول بعتاب
_ عايز تكون لوحدك ولا مش عايز تشوفني؟
التفت إليها بغضب وتحدث بانفعال
_ في ايه ياسارة مـ قلتلك عايز اكون لوحدي.
غضبه اكد لها شكها فأيقنت بأن والدها سيظل بينهم
ستنسحب هي بهدوء كي ترفع عنهم الحرج فقالت بثبوت
_ جاسر طلقني
انتفض جاسر في غفوته ليجد نفسه ……
يتبع..