-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 48 - 2 - الخميس 4/1/2024

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل الثامن والأربعون

2

تم النشر الخميس

4/1/2024

عند راكان وحمزة 

-ايه ال حصل ياراكان، ليلى فين 



انسابت عبرة رغما عنه وهو يردد 


-كتير اوي عليا كدا، ليه ياليلى تكسريني كدا 


توقف حمزة بجانب الطريق عندما وجد إنهياره 


-راكان ايه ال حصل ممكن تفهمني 


-ارجع على البيت بسرعة ياحمزة، يمكن ألحق ارجع حاجة ..قالها بصوتا حزين وهناك شعور بقبضة قوية تعتصر قلبه


-في إيه ياراكان، ليلى حصلها حاجة؟!


تسائل بها حمزة ..كان مستندا برأسه على مقعد السيارة، فاتجه برأسه يهز رأسه مبتسما بسخرية 


-كعادتها هتعمل ايه غير أنها بتفكر تكسرني ازاي..جحظت أعين حمزة 


-راكان انت اتجننت، ايه ال بتقوله دا؟!


أطبق على جفنيه دون حديث، تحرك حمزة بصمت بعدما وجده بتلك الطريقة 


❈-❈-❈

صاعقة قوية أصابته جعلت جسده يتمزق بألما حاد سرى بأعضائه حتى مزقه  لأشلاء متناثرة 


لم يتحمل الصدمة ..ولم تحمله سيقانه ..فخر جالس وجسده يرتجف كماسًا كهربائية...حتى إستمع لإشعار رسالة لهاتفه ..فتحه هنا صمتت الألسن وانفجرت برك الأعين ب الدموع وكأن روحه فارقت جسده 

"راكان سامحني حبيبي، أنا بحبك، بس دا ابني"

أطبق على جفنيه هامسا لنفسه 

-دايما بتحطيني قدام العاصفة ياليلى 


وصل إلى قصره وجد الجميع بإنتظاره، اسرعت سمية إليه

-ايه يابني فين ليلى؟!

كطفل يتعلم السير، تحرك يتخبط بسيره، صراع عنيف اندلع بداخله، وخز قلبه بألم حتى فقد التنفس..تحرك كالمترنح حتى دلف الى مكتبه

أسرعت درة إلى حمزة وعبراتها تغرق وجنتيها

-فين ليلى ياحمزة!!

رجع خصلاته للخلف وهو يهز أكتافه بعدم معرفة 

-درة احنا بندور في كل مكان، لو سمحتم الهدوء، راكان في حالة لا تسمح بأي كلمة 

جلس أمام شاشة حاسوبه، حجبت الدموع عنه الرؤية عندما وجد صورتها أمامه على شاشه حاسوبه 

-ليه ياليلى، ليه تدبحيني كدا 

نهض وبدأ يحطم كل ما يقابله 

دلف حمزة إليه 

-راكان لازم تهدى، عصبيتك دي مش هتجبلك حاجة 

بمزرعة نوح 

أغلق كتاب الطب الذي بيديه، استمع الى صوت والده يمرح مع أطفاله بالخارج 

ابتسم على ألعابهما، بتر مراقبته لأولاده رنين هاتفه 

-أيوة ياحمزة..قالها وانظاره مازالت على ابنائه 

-نوح ليلى أمجد كلمها وراحتله، هو ال خطف زين 

استدار سريعا يجمع اشيائه الخاصة مردفا

-أنا كنت مستني أسما ترجع من برة وهاجي، صمت للحظات وتسائل 

-ليلى مكلمتش راكان طبعا خافت على ابنها 

-أيوة للآسف، وهو عامل زي التور الهايج 

تمام ..أنا مسافة السكة وأكون عندكم، أغلق هاتفه، واتجه إلى جاكتيه يرتديه، ولكنه استمع الى صراخ بالخارج 

اسرع للخارج ونبضات قلبه بالأرتفاع 

-نوح ألحق الاسطبل بيولع بالأحصنة 

اتجه بأنظاره إلى الأدخنة المتصاعدة في سماء المكان، همس باسم زوجته

-أسما وأسيا هناك..اسرع باتجاه الاسطبل الذي يبعد عن المنزل بمسافة الكيلومتر تقريبا 


كان يسرع وتنفسه يتثاقل برئتيه عندما ازدات النيران، وصوت الأحصنة بالصهيل تزداد ، صوتا  يصم الآذان 

اسرع خلفه يحيى وبعض عمال المزرعة لكي يسيطروا على النيران..وصل نوح وصرخ باسمها وقلبه ينزف خوفا عليها 

دفع الباب والادخنه تقابله بشدة،حتى لم يرى أمامه..وصل أحد الحارسين وبعض العمال، توقف أمام نوح 

-دكتور لو سمحت ماينفعش تدخل والنار كدا، عربية المطافي في الطريق 

دفعه وهويضع شيئا على انفه، ويصرخ باسم زوجته 


هرولت بعض الأحصنة التي مازالت على قيد الحياة ولكن هناك بعضهم بها نيران مشتعلة

أدمعت عيناه كزخات المطر، وهو يرى معظمها فُقد، وصل إلى الغرفة الخاصة بأسيا، والأدخنة تحاوطها 

شعر بدوران الأرض به، وعدم قدرته على التنفس بسبب امتلاء رئتيه بالادخنة، حتى فقد القدرة على الحركة ..وصل إلى باب الغرفة، وحاول دفعه ولكن قوته متلاشية، وصلت المطافي بوقت قياسي وقاموا بإطفاء جزء كبير من النيران، هنا فقد نوح الحركة والتنفس وهو يردد اسم زوجته، وسقط مغشيا عليه 

بالخارج صرخ يحيى بأبنه، ولكن لم يصل إليه، حاول الدخول خلفه، ولكن منعه الأشخاص المحيطين بالمكان، جلس وهو يردد باسم ابنه، بداخل الغرفة قبل قليل 

كانت أسما تدون بعض الملاحظات على النباتات والشتلات التي ابتاعوها حديثا، دلفت أسيا إليها بالقهوة 

-عملتلك قهوة بس باللبن، عشان وزنك نزل خالص، شكل زينة تعباكي جدا 

ابتسمت على ذكر ابنتها الوحيدة 

-زينة عفريتة ياأسيا، مجنناني، وباباها مدلعها أوي 

جلست اسيا تحتسي قهوتها وأردفت بحبور

-هي الوحيدة ياستي على الولاد، فهتكون ملكة لأبوها 

استمعوا لحركة بالخارج، وفجأة أغلق باب المكتب عليهما، نظرتا الأثنين لبعضهما 

-معقول نوح بيهزر معايا، اتجهت إلى الباب تفتحه 

-نوح انت برة، ولكن لايوجد رد،،لحظات واستمعوا إلى ثورة للأحصنة بالخارج، ورائحة الأدخنة تحاوطهما

حاولتا الأثنتين دفع الباب وهما يصرخان لمن بالخارج ولكن دون فائدة 

دقائق والأدخنة عمت المكان، مماجعلهم يفقدون التنفس، سقطت أسما في بداية الأمر مغشيا عليها،أما اسيا فظلت تطرق على الباب وتصيح باسم نوح بتقطع حتى غابت هي الأخرى عن الوعي 

❈-❈-❈

بمشفى يونس 

خرج من غرفة العمليات وهو يصيح بالمسؤولين عن قبول الحالات

-الحالة دي ازاي تدخل عندي وهي كانت تحت ايد دكتور تاني ياأغبية، انتوا عارفين نتيجة دا ايه، الست دي لو ماتت كنا هنكون المسؤولين عنها 

ارتبكت الطبيبة المسؤلة عن ولادتها 

-أنا فكرت نزيف عادي يادكتور، زي اي واحدة بتولد 

مسح على وجهه بعنف وأشار إليها على لافتة المشفى

-دي مستشفى خاصة يادكتور، مش مستشفى حكومي هيشوفوا موتها خطأ طبي، والمسؤولية علينا ..عارفة يعني ايه واحدة تاخد  إبرة من أوكسيتوسين تلات مرات والرحم مايفتحش

ايه يادكتورة مش تاخدي بالك، لولا ستر ربنا كانت زمانها ماتت، وكويس فريق الأمن عندنا بلغوا جوزها، وكمان المسؤل، الست لسة في بداية حياتها وفقدت الرحم

تحرك وداخله نيران مستعيرة على ماكان سيصير لولا تدخله 


تحركت الطبيبة وامسكت هاتفها :

-أيوة يامدام عايدة، حاولت اكلمك كتير بس تليفونك مقفول كان لازم ابعتلك رسالة واتس

اجابتها عايدة سريعا وهي تنظر بساعتها 

-قولي بسرعة، التليفون دا مش المفروض افتحه ابدا 

-الدكتور يونس أنقذ الست للأسف، ومامتتش، وعرف يسيطر على النزيف، بس هي فقدت الرحم 

كورت عايدة كفيها تجز على أسنانها 

-غبية معرفتيش تعملي زي صاحبتك، صمتت لحظات ثم ابتسمت بطريقة شيطانية 

-خلاص قولوا لجوزها، أن الدكتور غلط وفي الطلق الزائد ودا خلى الرحم ينفجر 

تنهدت الطبيبة قائلة :

-للأسف أمن المشفى ابلغ جوزها قبل دخولها للعمليات أنها واخدة جرعة زيادة لطلق الصناعي، واحتمال يحدث للرحم إستئصال، وممكن تموت ، وطبعا جوزها وافق المهم إنقاذ حياتها 

-غبييييية، صرخت بها عايدة، ثم حاولت تهدأت نفسها والسيطرة على غضبها فأردفت

-طيب خليكي عندك وشوفي ايه الأجراء ال هيتاخد ضد يونس لو ماتت، حاولي تعملي حاجة، عارفة لو مخلصتيش شغلك انسي يكون عندك عيادة يادكتورة، قالتها. أغلقت الهاتف..وهي تتجول بالغرفة وتحطم كل ما يقابلها 

-يوووووونس ..وربي لأحطمك زي ماحطمت بنتي ياحيوان..دلف أمجد إليها يرمقها بهدوء 

-فيه إيه ..ابتلعت ريقها بصعوبة، وهي تملس على عنقها 

-موضوع نوح نجح، لكن يونس الدكتورة الغبية معرفتش تخلصه..نظر إلى الهاتف بيديها

-انتِ فتحتي تليفونك..أزاحت خصلاتها بعنف للخلف وهي تتحدث:

-كنت لازم أطمن على فرح وأشوف راكان راح لهناك زي ماخططنا ولا لا، وكمان اشوفهم عملوا ايه 

لكم الحائط خلفه 

-انتوا ليه بتعملوا حاجات من دماغكم، أنتِ عارفة غلطتك دي ممكن تكلفنا ايه، اكيد هيوصلوا للمكان هنا،اعمل فيكي ايه دلوقتي

ظل يتحرك بمكانه وهو يردد 

-راكان، راكان، توقف ورسم ابتسامة شريرة على وجهه 

-ليه منعملش احتفال نودع بيه حضرة النايب 

اتجهت تقف أمامه وتطالعه مستفهمة 

-مش إنتِ عايزة أملاك عيلة البنداري، اومأت منتظرة تكملة حديثه 

-راكان لازم هيجي جهزتي الورق، ابتسامة غمرت شفتيها 

-كله جاهز ياأمجد..

دلف للداخل ينتظر ليلى 

وصلت ليلى إليه مع أحد رجاله الذي كان ينتظرها بالمكان المحدد..اتجه بنظره الى المرأة

-فتشتيها كويس...أومأت برأسها 

-كله تمام ياباشا متقلقش 

دلفت سريعا وبدأت تلكمه بشراسة 

-فين ابني ياحيوان، وديني لأقتلك ياأمجد الكلب..امسك ذراعها وضمها إلى صدره يستنشق رائحتها بالتلذذ

-ليلى وحشتيني اوي..لكزته كالمجنونة 

-ابعد ياحيوان انا بقرف حتى من إسمك ربنا ياخدك ياأمجد 

كأنه لم يستمع إليها وكأن حديثها يروقه كثيرا يكفي انها بأحضانه، حاوطها بذراعه القويتين 

-لولا حبيتي اهدي إنتِ خلاص مع حبيبك وفي حضنه، قامت بلكمه بقوة تحت الحزام، حتى صرخ متأوها 

-هتقرب مني ياحيوان هموتك،فين ابني، ابني فين ..صرخت بها بقوة..استمعت الى صراخه، أدمعت عيناها، واستدارت تبحث بعينها كالمجنونة، خرجت عايدة وهي تحمله وابتسامة بلهاء على وجهها 

-وأخيرا برنسس ليلى ال قدرت على راكان البنداري وخلته زي العجينة بأيدها تشكله على كفيها جت لتحت رجلي 

-ابني..زين، همست بها وأسرعت إليه ولكن توقف رجل ذو بنية صلبة أمامها 

-ابعدي قالها ذاك الذي يشبه الخارجين عن القانون 

استدارت إلى أمجد 

-خليهم يدوني الولد ياامجد، نظر إلى حزنها وحديثها الذي مزق قلبه عليها، فصاح بالرجل سريعا 

-اتحرك ياحيوان، ليلى هانم ال تعوزه يكون تحت رجلها، أشار إلى عايدة وأردف: 

-حتى مدام عايدة نفسها، رقمها بنظرة اخرستها عندما حاولت الحديث

-كلكم هنا خدامين عندها ..أسرعت ليلى تحتضن ابنها بقوة وتبكي بشهقات مرتفعة وهي تستنشق رائحته

-حبيب ماما، ياحبيبي، ضمته بقوة، سكن الولد بعدما استمع الى والدته، كأن رائحتها وصوتها كانت أمانه 

ظلت تطالعه بإشتياق كأنه اختطف منذ سنوات وليست ساعات 

ضمته وتناست كل من حولها 

-حبيب ماما انت جعان مش كدا ..رفعت نظرها بغضب وشعورها بالأختناق من نظرات ذاك الحقير إليها يعيق خروج زفراتها الشاهقة، تريد أن تقتله وتتخلص من تلك الهيئة

الصفحة التالية