-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 48 - 3 - الخميس 4/1/2024

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل الثامن والأربعون

3

تم النشر الخميس

4/1/2024

تحركت محاولة إخفاء زعرها منه وأردفت بصوتا جعلته قويا 

-عايزة اكل الولد، ولو عندك دم تخليني اخده وأمشي

تحرك إلى أن وصل إليها يطالعها بنظرات عاشقة

-تعالي ياحبيبتي هخليكي ملكة اوعدك ياليلى..نظرت عايدة إليه بذهول 

-هذا الشخص ذو الجرائم المتعددة أمام تلك الفتاة كطفل فُقد والدته ..ظلت تراقبهما الى أن أختفى من أمامهما 

جلست وكأنها تجلس على جمرات نارية، تنتظر وصول راكان للمساومة، ورغم سعادتها بما ستجنيه إلا أنها خائفة بما سيصير بعدها، هي تخشاه كثيرا 


-بجانب بإحدى الأماكن 

وقفت المرضعة تنظر إليهما وتذكرت منذ الأمس 

دلف أمجد بالولد إليها 

-خدي الولد دا رضعيه، مامته هتيجي بعد شوية

حملت الولد الذي ارتفع صوت بكائه في الأرجاء 

صاح بها بغضب

-سكتي الولد، ايه مش قادرة على حتة عيل عنده شهرين 

رفعت نظرها إليه وهي تهز رأسها

-حاضر،هو رافض اللبن دا، عايز والدته، تحركت إلى أن توقفت أمامه 

-هي فين والدته...رمقها بنظرات نارية وأجابها 

-إنتِ مالك؟!..صمت لحظات وأجابها 

-عندنا مشاكل، وجبت الولد عشان نتصالح، ياريت تسكتيه 

خرجت من شرودها على صوت عايدة 

-فرح استعدي عشان هنسافر الصبح

بالداخل دلفت ليلى للغرفة، ثم رمقته بنظرات تحذيرية

-إياك تدخل، اطلع برة عايزة أكل الولد 

أطبق على جفنيه مستمتعا بصوتها الذي يشبه آلة الناي

ابتسم إليها وهو يرسمها بعينيه

-حاضر حبيبتي، هبعتلك رضعته، بلاش ترضعيه أنتِ عشان متتعبيش 

-اطلع برررررة، صرخت بها 

خرج وهو يدندن بمرح ، فوصولها إليه إنجاز وأمنية كانت بعيدة المنال 

حاوطت ابنها وبدأت تستنشق رائحته الندية وانسابت عبراتها 

-ريحة باباك فيك لسة ياحبيبي

قامت بإغلاق الأضاءة تحسبا لأي كاميرا يضعها ذاك المختل ..وبدأت ترضعه، بعد فترة أنهت من رضاعته 

ضمت ساقيها إلى صدرها واحتضنت ابنها وأخذت تتجول بعيناها بالمكان المظلم حولها..

-يارب ياراكان تعرف توصلنا، عارفة إنك مستحيل تسامحني، بكت بصمت وهي تضم ابنها 

-هنخرج إزاي يازين ، وبابا هيوصلنا ازاي !!

رفعت نظرها إلى النافذة 

-يارب احمي ابني ..استمعت إلى فتح الباب ، دلف إليها 


-خدي دي ببرونة الولد رضعيه

-ابعد عني ياحيوان..لو قربت اقسم بالله هموتك 

ورغم إرتجاف جسدها وخوفها الا أنها استمدت قوتها ولا تعلم من أين استمدتها 

❈-❈-❈

أجابته بهذه الطريقة القوية بشق الأنفس وهي تطالعه بنظرات نارية تود لو تحرقه بها ..كأنه لم يستمع إليها 

تحرك إليها وجلس أمامها على ركبتيه


-ليه مش حبتيني ياليلى أنا حبيتك اوي، ومستعد اعمل اي حاجة عشانك 


نظرت إليه بخوف عندما وجدت نظراته إليها، اهتزت نظراتها للحظات، وبدأت تعاني بشكل موجع اجتاح كل خلية من جسدها، عندما أيقنت أن تسرعها وعدم إخبار راكان سيؤدي بها إلى الهلاك لا محالة 


ابتعدت وهي تضم ابنها وصاحت غاضبة

-إنت واحد مريض يااامجد، دا مش حب دا مرض 


نظرت إليه وحاولت استعاطفه 

-أمجد خليني اخد الولد وامشي،انا ست متجوزة، وجوزي شخص مش عادي، لوسمحت 

دنى منها حتى اختلطت أنفاسه بأنفاسها 

-ليلى مش هتمشي من هنا، خلاص أنتِ من اللحظة دي بقيتي ملكي انا 

بصقت بوجهه وتراجعت تضم ابنها صارخة به 

-أموت ولا أكون لكلب زيك ياحقير، انا ليلى البنداري ال ليها الشرف تكون مرات ابنهم سواء سليم ولا راكان، مش بعد ماأكون مرات البنداري اكون لواحد قذر ذيك 

رفعت سبابتها وأردفت بتهديد 

-هموتك لو قربت مني، اقسم بالله هموتك، متعرفش ممكن ليلى راكان البنداري ممكن تعمل ايه لو قذر زيك فكر بس يقرب منها 


دنى يهمس إليها بفحيح 

-هتكوني ملكي وفي حضني وبراضيكي ياليلى راكان البنداري، بس وقتها هتكوني ليلى أمجد الشربيني 

صفعة قوية على وجهه

-انفاسك ياقذر، إياك تقرب مني ...حرك لسانه على شفتيه وهو يحاوطها بنظرات اختراقية 

-بحبك من شراستك دي ياليلى، طول عمرك شرسة 

تراجعت حتى اصطدمت بالجدار خلفها وهي ترمقه بإذدراء

-والشرسة دي ممكن تكون قاتلة، اقتلك وميرفليش جفن 


اقترب ونظر لداخل عيناها سارحا بليلها الحالك وهو يدندن بحبها، ثم صمت عندما وجدها تشمئز من قربه فتحدث

-أنا موافق اموت جوا حضنك..بلحظة مدت ساقيها وهي تضم ابنها ودفعته بقوة حتى سقط على الأرضية 

-ابعد ياحقير، بلاش اخنق نفسي عشان بشم نفس الهوا وانت قريب مني...ابعد صرخت به 

اعتدل ورمقها بنظرات نارية 

-وياترى حضرة النايب يعرف قصة عشقنا القديمة يامدام ليلى 

نظرت إليه بذهول وساد صمت ثقيلا بتنفسها وهي تهز رأسها بهستريا 

-اكيد مجنون، حب ايه ال بتقول عليه دا، عشان قعدت معاك كام مرة أكون حبيتك، وكمان كانت في حدود مشاريع الجامعة..ضحكت بهستريا لا تتناسب مع دموعها التي بدأت تتدفق من مقلتيها بألما بعدما تيقنت أنها تحت رجل مختل عقليا ..ضربت كفيها ببعضهما قائلة

-روح اتعالج يامجنون، انا عمري ماحبيتك ولا عمري اتمنيت حتى اكلمك، انا محبتش غير شخص واحد وبس، واحد لو طلب حياتي صدقني مش هفكر لمجرد لحظة، هوقف قدامه كدا واقوله انا حياتي ملكك وبس 

جذبها من حجابها بقوة 

-وحياتك يالولة لاخليه يندم على أنه فكر فيكي، رفع هاتفه وقام بمهاتفة راكان 


عند راكان 

-اطاح بكل طالته يديه حتى أصبح المكتب عبارة عن أشلاء متناثرة 

-ليه ياليلى !! لييييييه

صرخ بها كأسدًا يزأر 

توقف أمامه حمزة محاولا تهدئته 

-راكان متنساش دي أم ..يعني لو انطلب منها تضحي بنفسها مش هتتأخر 

اتسعت عيناه من هول مااستمع إليه 

-وأنا مش ابوه، انت مفكرني مرتاح، يعني بدل مااخاف على واحد بقيت خايف على الاتنين 

بتر حديثهم اتصال جاسر 

-راكان عرفنا مكان ليلى، هبعتلك اللوكيشن بس اياك تعمل حاجة من قبل مانوصل، المكان مسلح بمرتزقة

-ابعت ومش عايز كلام كتير ...توقف حمزة أمامه 

-جاسر عنده حق ياراكان، بلاش تغامر بحياة حد 

دفع حمزة بقوة بعيدا عنده وتحدث محذرا

-دي مراتي وابني مش مستني حد منكم يقول أعمل إيه 


اسرع حمزة خلفه وقام بمهاتفة جاسر ..توقف يونس أمامه

-عرفت حاجة..لكمه بوجهه ثم أشار بكفيه 

-لسة حسابك معايا ياحيوان..ايه وصلتوا لليلى 

تسائلت بها سمية والدتها

-استقل سيارته وتحرك بسرعة جنونية، وخلفه يونس وحمزة ...بطريقه قام يحيى الاتصال به

-راكان عرفت ال حصل ..كان يقود السيارة ولم يكن بحالة لتخمين شيئا

-خير يادكتور؟!

ولعوا في اسطبل الأحصنة بتاع نوح

توقف فجأة بالسيارة حتى كادت السيارة تنقلب فهمس

-نوح حصله حاجة؟!

احنا في المستشفى..

-فيه حد أتأذى ..تسائل بها بتقاطع 

أجابه يحيى وهو يتراجع بجسده للخلف 

-أسما والدكتورة أسيا محجوزين في العناية، ونوح إصابات طفيفة، الحمد لله كويسين، الشرطة بتعاين 

المهم انتوا وصلتوا لحاجة 

أدار المحرك واجابه:

-لسة مفيش جديد، وجد هاتفه عليه رقم آخر 

-تمام يادكتور هشوف ليلى وبعد كدا هجي لنوح ..قالها وأغلق سريعا 

-راكاااااان..يااهلا وسهلا بحضرة المستشار

توقف راكان وظل يستمع إليه 

بهدوء رغم نيرانه التي تحرقه بقوة 

-ليلى راكان البنداري عندي هنا، شوفت جبتها راكعة ازاي، عايز ابنك تعالى خده، أما لولة قلبي دي تنساها يا..اه راكي باشا، قدامك عشر دقائق ياتيجي تلحق ابنك ياإما تترحم عليه 

صرخت ليلى به 

-اوعى تسمع كلامه ياراكان،راكان لو بتحبني اوعى تسمع كلامه حبيبي لو سمحت

ضحكات صاخبة وهو يجذبها من خصرها وقام بفتح الكاميرا 

-هاي ياراكي باشا، شوفت جمال اكتر من كدا، جذبها بقوة حتى ضرب ظهرها صدره 

ساد صمتا مختنق بأنفاسا متسارعة، أغمض عيناه مستسلما لعذاب روحه وأنفاسه التي سلبت منه من رؤيتها بتلك الهيئة 

حاول السيطرة على إنفعاله ورسم قناع بارد فوق ملامحه يعكس غليان صدره ودقاته الهادرة فأردف بنبرة باردة 

-هي متلزمنيش، الست ال قدرت تخدعني مش محتاجها،انا عايز ابني وبس 

ابتلع ريقه وهو يرى عبراتها التي نزلت على صدره كجمرات تحرقه بقوة ..حاول التنفس وكأن حجرا طبق على صدره عندما اردفت 

-راكان متجيش هيقتلك، وحياة ليلى عندك متجيش، عبراتها تحولت إلى قطع زجاج تشحذ وجهه لتختلط مع دماء خفقانه الذي لم يتوقف بسرعته الهادرة وكأنه سيصاب بذبحة صدرية 


رفع نظره إليها بحزن ويشعر بقلبه يقتلع من صدره ودموعها التي تغرز بنيران شوكية جدارن قلبه، ورغم ذلك 

لم تتحرك عضلة من وجهه، واستمر يحادثها بنفس بروده الذي اصطنعه فهمس

-ليلى خلي بالك من زين لما اوصل..هزت رأسها صارخة به

-راكاااااان..ظلت تصرخ وهي تلكم ذاك المنحط 

❈-❈-❈

بسيارة راكان وصل حمزة ويونس إليه..اشتعلت نظراته بشكل مخيف وهو يكور قبضته بغضب، حتى نفرت عروق عنقه وتحولت عيناه للهيب جهنم 

-اقسم بالله لاموتك ياكلب..

-راكان فيه ايه، وقفت ليه..استمع إلى إشعار رسالة 

فتح الهاتف وجد العنوان، وصورة إلى ابنه والسلاح برأسه 

-انت عارف المفروض ايه ال يحصل ..اسمعوا هقولكم ايه 

تحرك بالسيارة كطائر بترت أجنحته وهو يتوعده بنظرات جهنمية