-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 10 - 1 الأحد 28/1/2024

  

 قراءة رواية براثن العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل العاشر

1


تم النشر الأحد

28/1/2024



كانت شمس تبدل نظراتها بين افنان و سليمة؛ ترى ذاتها علي شفا أسقاط اقفال ماضيها لأثنين غرباء؛ ولكن تلك الرغبه الخرقاء في البقاء معهم وعدم العودة لعائلتها كانت تتفاقم حتى نطقت بهدوء تحسد ذاتها عليه 


_ الحكاية كلها بدأت في ليله في بيت أبوي كنت سهرانه بصلي الفچر وخلصت من أهنه لجيت باب الاوضه بيتفتح عليا وأختي نيره داخله عليا هدموها غرجانه دم ودموعها مغرجه وشها؛ جلبي فر في رچلي وعيوني كانوا بيبصوا لكل حته فيها بفزع ؛ كانت بتهمسلي أنه اغتصابها وأنها ضاعت وأن أبن عيله الشهاوي أخد شرفها ورماها جريت عليها وحضنتها وهديتها؛ كانت روحي فيها.. كانت هي الكبيره لكني كنت بعتبرها بنتي وامي وكل دنيتي؛ كنا روح واحده في جسمين؛ قولتلها نقول لابوي وامي قولتلها خلينا نعرفوهم لكنها رفضت وركبها عفريت وجعدت تجول هيجتلوني؛ واني يومها خوفت عليها وسكت؛ وعدت الايام وطالت المده ونسينا المصيبه الي حصلت ونسينا أن كل بنيه ومسيرها تتجوز، وكان حظ نيرة بيلمع يومها لما جالوا بفرحه أن ابن عيله الشهاوي يج يطلبها. 


_ مستحيل.. اكيد مغتصبهاش وبعدين اتقدملها؟ 


قاطعتها افنان بصدمه وهي تشعر بعقلها يعجز أمام تلك القصة لكن شمس لم تصمت وأكملت 

_ لاه كان أبن عمه؛ عاصم الشهاوي؛ من كبار رجاله بلدنا والي أسمه يتحط علي النار تولع أكتر من جوته؛ اتجنيت اني وهي وتوهنا معرفناش نعمل ايه لحد ما جررت نيره انها تهرب؛ واترميت اني كبش فدا لعاصم وعيلته عشان منتفضحش؛ ساعتها فكرت حياتي خلصت؛ قولت خلاص هيطلعوا فيا الي عملته اختى؛ لكن الحج يتقال كانوا ناس زينه معايا  ومعملونيش وحش لكني كنت بحقد علي ابن عمه وكان بينا طار كبير؛ ودارت الايام وجتلي امي بصوره نيره مضروبه ومتبهدله تجولي ان عشان نلحقوها لازمن نسرق ورق مهم من عاصم والي يوديه في داهيه؛ وجررت اني هعمل كدا وهنفذ الكلام عشان الحج أختى؛ لكن الست الي كانت طول عمرها جمبي وبتربيني علي اساس انها بتساعدنا؛ جتلي جالتي يا شمس متسمعيش كلامها.. دي مش امك.. اني الي امك وهي اخداكي مني من زمان يا بتي 



ضحكت أفنان ملئ فمها؛ بسخرية تتقطر من ضحكتها وهي تخبرها 

_ ايه الكدب دا!!! انتِ فكرانا هبل وهيدخل علينا الحوار الابيض واسود دا؟ 


هتفت نعيمه بابنتها بضيق

_ افنان عيب كدا.. اسكتي 


صمتت افنان ونظرت لشمس مطولًا لترى العبره التي كانت تزحف علي وجنتها يأسًا

 _ كلام ميتصدجش صُح؛ لو جولتلك أن اختي لما هربت وجعت في يد ابن عم عاصم التاني والي بيكرهه! ومكنش فيه حل نعرف مين الي عايز الورق ومعاه اختى الا اني امثل حب ابن عمي؛ ونروح هناك في مكانه ونقوله ان الورق معانا عشان بس نعرفه؛ وبعدها قولنا هنسلمه الورق عشان يسبنا واتفجنا مع عاصم علي كل حاجه؛ بس الجدر كان مختلف وحصل ضرب نار؛ و وسطه ماتت نيرة في حضني؛ ماتت اختى وسندي.. الي بعد ما عرفت اني مش اختها رفضت وفضلت ماسكه فيا، من يومها واني تايهه؛ عايشه مع جوزي واني مش لاقيه نفسي؛ هربت من الماضي بتاعي وملقتش حاضر.. ومش عارفه اعمل ايه


كان الصمت هو خاتمة حديثها؛ الجمتهم بقصتها التي كانت أحدى ضروب الجنون! كأنها رواية تُحكى لهم! 


سليمه تنهدت وهي تربت علي كتفها 

_ يا بنتي انا مقدرش احكم عليكي ولا علي الي قولتيه؛ انا هعتبرك زي افنان بنتي.. وهعاملك زي ما اتمني يحصل معاها؛ البيت مفتوح ليكِ لحد ما تقرري من نفسك تمشي، بس خدي مني نصيحه وارميها البحر لو عايزة؛ الي ملهوش ماضي ملوش حاضر ولا مستقبل.. لازم تحلي الي فاضل من مشاكلك من الأساس عشان تقدري تعيشي، هسيبكم انا وانزل المحل بقا 


رحلت سليمه تترك شمس بعقلها الذي دار" بدون ماضي لا حاضر ولا مستقبل؛ عليكِ بحل المشكلة من الأساس" طلت تتمعن التفكير بهم حتى قاطعتها افنان برقه 

_ تعالي غيري هدومك واقعدي ريحي في الاوضة حبه


❈-❈-❈



بين الأبواب الموصده كانت تسير براءة؛ كلما مرت من باب أزداد عمرها صغرًا؛ حتى توقفت قدماها أمام أحدى الابواب؛ كان الأكبر.. الأشد أقفالًا وذو لون أسود تتقرح منه دماء نضجه؛ كانت تعلم لمن تعود تلك الدماء؛ نظرت لجسدها ذو الأعوام السابعة عشر؛ حيث كانت علامات الجروح ملتئمة؛ لا ترغب بعبور باب الماضي هذا.. لا ترغب برؤية لون دمائها النضجة تتلاعب علي بشرتها البيضاء وتشمئز من رائحة الحديد التي تخالطه. 


وجدت الأقفال تُحل؛ ارتفع صوت الحديد الملتحم مع الأرضية بقوة صخبه جعلتها تنتفض؛ ترغب بالركض العوده للخلف لكن لم تتحرك؛ أخفضت عينها لقدمها لتجد ثعابين سوداء ترتفع من الأرضية المكونه منهم وتُكبلها؛ حاولت الصراخ أخراج صوتها الذي ظل حبيسًا بصدرها. 


أغمضت عينها بخوف وهي تضم جسدها بيديها؛ لدقائق لم تشعر بشئ وحينها فتحت عينها؛ نظرت لجسدها وأرتعشت بخوف وهي ترى نفسها قد صغرت عام أخر وأرتدت فستان أبيض… الليله عُرسِها.


كانت ترى أنعكاسها بالمرآة وهناك إبتسامه واسعة علي ثغرها؛ كانت تريد تشويه تلك البسمة؛ أن تنتزعها عن فمها ولكنها لم تستطع؛ كانت تتحرك مُسيرة داخل جسدها وهي تلحق أمها للنساء. 


ثم زُفَتْ لمنزل جابر؛ جلست بالفراش الواسع؛ كانت روحها أسيرة بذل الجسد الساذج. .. ودت لو تصرخ؛ أن ينقذها أحدهم من ذلك الكابوس الذي سبق وعاشته؛ أن تصفع ذاتها علي تلك السذاجة التي جعلتها سعيدة بالزفاف لمن لا تعلمه.


رأت حينما أقترب منها؛ وحينما عزف عنها يخبرها بنبره حاده"إياك وأخبار أي أحد أنني لم أقترب منكِ". 


أولاها ظهره راحلًا وبمجرد أغلاق الباب كان جسدها ينتفض وكأنه هام بالهواء؛ لتجد ذاتها ساقطة علي الأرضية وجابر يقف فوق رأسها مكيلًا لها بضربات متتاليه من حزامه الجلدي" يا حقيرة هل أخبرتي أمكِ! إن أخبرتها سأقتلك؛ إذا علم أحد بسري لن أتركك حيه". 


توالت المشاهد والتى رأتها بداخل جسدها كمتفرج علي عرضٍ دموي كانت هي بطلته؛ كان جابر "عاجزًا" لم يستطع لمسها وكبريائه الذكوري والصعيدي جعلة يتزوج كي يخفي عاره؛ كي لا تلوكه الألسنة ويصبح حديث البلدة.


وبدلًا من أحتوائها وهي طفلة صغيرة كي تحبه وتحفظ سره؛ فضل العنف.. حيث أذاقها كاسات وكاسات من العزاب والضربات الموجعه التي جعلتها تنقل للمشفى؛ حيث علمت عائلتها بتعنيفها وطلقوها منه؛ وظل سر عجز جابر.. سرها وحدها. 


لكنها كانت أصبحت سراب؛ بقايا روح جُردت من كل شئ؛ وتوالت الايام حيث حبست ذاتها في غرفتها بمنزل عائلتها ولم تغادرها الا بعدما تزوج عاصم؛ حيث اجرت شمس وروان محاولات مستميته ومستديمه ليخرجوها من تلك الأزمة والتي كانت قد تخطت منها الكثير.



وبذلك الحين قابلت قاسم؛ بتلك الصدفه التي جعلت قلبها ينتفض يدق بلوع؛ ظنت أنه خوفها من الرجال والذي تركه جابر بها لكنها أدركت أن ذلك هو الحب. 


_ بحبك يا براءة.. فوجيلي؛ طمنيني عنك يا نبض جلبي

الصفحة التالية