-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 35 - 3 الخميس 22/2/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الخامس والثلاثون

3

تم النشر يوم الخميس

22/2/2024

أغلقت ورائهما الباب وتبعتهما لداخل جناحها مبتسمة وتوجهت لغرفة ملابسها لتخرج منها تلك الملابس المخصصة للرقص وجلست أمامهما تتحدث بهمس:

-أخيرا دخلوا يشتغلوا في المكتب وسابونا على راحتنا.


عقبت عليها خديجة:

-مش عارفه مالهم وكأنهم عارفين إحنا هنعمل ايه؟ ومعطلينا مش عايزنا نطلع لوحدنا.


ضحكت ياسمين والتفتت تنظر لچنى الشاردة ودفعتها برقة في كتفها لتنتبه لها:

-چوچو، مالك سرحانه في ايه؟


حركت رأسها تنفي حزنها أو شرودها:

-مفيش، انتي مطمنه للناني الجديدة دي يا ياسمين؟ احنا سايبن معاها الولاد كلهم، تفتكري هتقدر عليهم؟


أكدت لها بحركة من رأسها:

-فارس عمل عليها تحريات ولا بتاعة الأمن القومي والمخابرات متقلقيش، مش هنقع في الغلط ده تاني.


همت خديجة بالوقوف وهي تصيح بهما:

-يلا بقى بلاش تضييع وقت عشان تراجعوا معايا على الحركات بتاعة المرة اللي فاتت وتاخدوا حركات جديدة.


غمزت لها ياسمين:

-والله لو فتحتي مدرسة رقص تكسبي دهب وكده كده بنات بس يعني مفيش رجاله هتشوفك.


ضحكت خديجة معقبة على حديثها:

-عمر رافض شغلي من الأساس حتى قبل ما أحمل في دنيا، وما صدق حملت ومن ساعتها مش بيخرجني من البيت إلا في حدود الزيارات العائلية وبس.


تعجبت وهي ترمقها بنظرات مندهشة:

-مع إن اللي يشوفه يحسبه فري و open minded بما إن اخواته ومامته مش محجبات، وغير كده بحسه مش متسلط معاكي يعني مش زي الأستاذ بتاعي.


اتسعت حدقتي خديجة مؤكدة:

-لاااا الحمد لله مش شبه فارس، أنا بشفق عليكي بصراحه من أسلوبه بس عمر بردة له تحكمات زي باقي الرجاله ورافض شغل نهائي بس أنا فعلا هحاول اتكلم معاه تاني في الموضوع ده ﻷنه من ساعة ما اشتغل مع فارس مبقاش بيرجع البيت خالص وبقيت بشوفه بالصدفه وبحس بملل رهيب وأنا لوحدي.


شاكستها ياسمين تدغدغها:

-وتقعد لوحدك ليه يا جميل؟ تعالي اقعدي معايا واهو نكمل دروسنا سوا.


غمزت لها وچنى لا تزال شاردة بمقتطفات مما حدث معها بالأيام المنصرمة ومحاولاتها الدئوبة للحفاظ على زوجها، وبالرغم من شعورها بفتور العلاقة بينهما إلا أنها أصرت أن تكمل طريقها للنهاية معللة لنفسها:

-مازن من حقك انتي عشان ابننا محتاجه.


دفعتها ياسمين من جديد بغلظة تلك المرة:

-أنتي يا بت انتي ما تركزي معانا شوية.


ابتسمت وأومأت وبدأت باتباع تلك الحركات اللولبية والمتمايلة التي تعلمها لهما.


❈-❈-❈

زم شفتيه للأمام وهو ينظر لتلك الأوراق أمامه وعاد ينظر لكل منهما وهتف بحدة:

-أنا الكلام ده كله ميشغلنيش.


أشار لمازن بعد انعقاد جبينه:

-أنت مسؤول توفر لي سيوله عشان الشركة والمصنع ميقفوش.


وعاد ينظر لعمر وهتف بصيفة أمرة:

-وأنت تتصرف وتجيبلي رجال أمن وجردات لكل المؤسسة أنا ما صدقت الدنيا هدت وبقى في وقت نأمن المنشئات عشان ميحصلش اللي حصل قبل كده.


زفر عمر بضيق وهو يرد حدته:

-أنت محسسني أني هضرب الأرض أطلع جردات، أنت فاهم أنا بتعب أد ايه عشان اجيب الولاد دول وادربهم واعلمهم لحد ما يوصلوا للوضع ده؟ عارف الجارد الواحد بيكلفني كام عشان يتسمي بودي جارد مش فرد امن عادي؟


ضغط فارس على أسنانه وهو لا يقبل بحدته معه فصاح به:

-لو عايز تمويل قول على طول من غير مماطلة، لكن اللي طلبته منك يتنفذ ولو مش قادر قولي وأنا أشوف حد يساعدك.


لم يقبلها على نفسه فهم بالوقوف وهو يشير له بسبابته بشكل تحذيري:

-خد بالك من أسلوبك معايا يا فارس، أنا استحملتك كتير وقولت مضغوط وعنده مشاكل بس الحمد لله الدنيا هدت وحضرتك بقيت حاج يعني المفروض تبقى اهدا من كده و...


قاطعه فارس وقد انتفض هو الآخر من مجلسه:

-بقيت حاج فاسيبكم تخربوا الدنيا؟ نفذ اللي بقوله يا بني آدم من غير نقاش ومن انهارده تتعود زيك زي غيرك، إن وقت الصحوبية حاجه وساعة الشغل أنا فارس الفهد وكلكم هنا بتشتغلوا عندي، مفهوم؟


زغر بعينه لكيلهما فلم يرد مازن وآثر عمر على تركه وهو يرد:

-أنا اشتغلت مع وزراء وسفراء ومحدش استجرا يعاملني بالشكل ده، فلآخر مره يا فارس إكراما للصحوبية اللي لسه قايل عليها خد بالك من أسلوبك معايا.


هدر فارس بغضب فوقف مازن حائل بينهما وهرعت الخادمة تطرق الباب على جناح ياسمين ودلفت فورا فذهلت مما تراه أمامها من ألوان وأزياء راقصة وتلك الموسيقى الراقصة التي يتراقصن عليها.


انتبهت ياسمين لدخولها المفاجئ فسألتها بخضة:

-في ايه؟ حد من الولاد محتاج حاجه؟


نفت وهي توضح:

-الباشا بيتخانق مع عمر بيه ومازن بيه وصوتهم عالي أوي.


هرعت خديجة لتغيير ملابسها وفعلت كل من ياسمين وچنى المثل وتوجهن لغرفة المكتب حيث يعمل الرجال فوجدن عمر يقف مستعدا للذهاب وهو يهدر بالخادمة الأخرى:

-اطلعي ناديلي مراتي من فوق.


اقتربت منه تربت عليه وتهدأه:

براحه يا عمر ايه اللي حصل بس.


اقتربت ياسمين من زوجها وهي تعلم بالطبع أنه ربما السبب بهذا الشجار فسألته بترقب:

-في ايه؟


لم يجبها واقترب من عمر الغاضب وحاول أن يسعل ليجلي حشرجة صوته وهتف بقوة ووقار:

-خلاص يا عمر متكبرش الموضوع، أنا اتعصب وانت كمان مسكتش يعني.


لم يهتم عمر بحديثه ونطق بغضب:

-لما تعرف تفرق بين الناس اللي بتساعدك في شغلك وبين الناس اللي شغاله عندك نبقى نتكلم يا فارس.


التفت لزوجته وأمرها بغلظة وقد تجلى الغضب بحدقتيه:

-اطلعي هاتي دنيا خلينا نمشي.


غادر الأخير فنظرت ياسمين في إثرهما وهي ممتعضة من أسلوب زوجها الحاد وهتفت توبخه:

-مش هتتغير ابدا، مفيش فايده فيك.


تركته وصعدت لجناحها ولم تعر لندائه أي اهتمام فالتفت لمازن يأمره:

-خد مراتك وروح دلوقتي يا مازن.


أومأ بصمت وأشار لچنى:

-هاتي مدحت من فوق.


رفضت وهي تخبره:

-أنا عايزه فارس في موضوع مهم، معلش اطلع أنت هاته وسبني اتكلم معاه شويه.


وافق دون جدال فهو يشعر بالتعب والإرهاق في الآونة الأخيرة، وظن أنها ستتحدث معه بشأن قضية والدتها التي لم تحسم بعد ولكنها كان لها رأيا آخر عندما اغلقت الباب وجلست أمامه تستهل حديثها:

-كنت قولتلي أجرب وجهة نظري ولو فشلت ارجعلك.


لم ينتبه لوهلة عن أي شيئ تتحدث وعندما فهمت نظراته وضحت:

-اقصد موضوعي أنا ومازن.


انتبه وحرك رأسه دلالة على انصاته وسألها:

-في جديد حصل؟


نفت وسحبت تنهيدة حارة وقالت:

-مازن مش هو مازن بالرغم من كل محاولاتي اني احافظ عليه، في حاجه ناقصه بينا وأنا مش قادره أحددها.


قوس فمه وعقب:

-أنتي عارفه ايه اللي ناقص يا چنى وبتحاولي تعملي نفسك مش واخده بالك، بتغلطي نفس الغلط بتاعه لما حاول يخفي مشاعره ناحية نرمين، والنتيجة انه أول ما اعترف بيها لنفسه وليا مبقاش قادر يخبيها حتى عنك.


بكت وأطرقت رأسها بحزن فاحتضنها وربت على ظهرها يسألها بحنان:

-حبيبتي متعيطيش، أنا وافقتك لما طلبتي مني متدخلش بس لو عايزه مساعدتي في أي وقت انا موجود.


رفعت وجهها تنظر له بحب وفخر أن هذا الشخص هو السند والحماية على حق:

-انا فعلا محتجاك يا فارس، محتاجه منك تقويني وتقولي الصح فين والغلط فين؟


نظر بعمق حدقيتها الحزينتين وهتف:

-أنا رأيي هو هو من لحظة ما عرفت، محدش يقدر يعيش في علاقة بتسحب كل الطاقة دي وفي الآخر قلبه مش معاكي.


بكت بانهيار وأحكم هو من احتضانها:

-انا السبب في اللي حصل ده، مكانش لازم أوافق أبدا على جوازكم وحتى لو على سيبل الاخوة، لاني أكتر واحد عارف مازن و....

الصفحة التالية