-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 35 - 4 الخميس 22/2/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الخامس والثلاثون

4

تم النشر يوم الخميس

22/2/2024

قطع حديثه دخوله المفاجئ بعد أن استمع لحديثهما بالصدفة وهو عائد يحمل صغيره معه فدلف بغضب وهدر بفارس:

-أنت بتحاول تعمل ايه بالظبط؟


رمقة بنظرة محذرة من التمادي في صراخه به بهذا الشكل:

-خد بالك من صوتك يا مازن.


سحب نفسا عميقا وأشار لزوجته:

-يلا يا چنى.


أحكمت ذراعها على جسد أخيها وهي تخبره:

-بما انك سمعت وعرفت اني عارفه فمبقاش ينفع يا مازن اعمل نفسي عايشه عادي.


حاول الاقتراب منها وسحبها، ولكنها اختبئت بكنف أخيها فوقف هو أمامه كحائط صد ولم يسعه سوى سؤاله:

-أنت مبسوط كده لما زرعت الشك في قلب اختك من ناحيتي؟


ردت هي تدافع عن فارس:

-لو فاكر إن فارس هو اللي قالي علي الحوار تبقى غلطان يا مازن، أنا سمعتك وأنت بتعترف له بحبك لنرمين عند عمي مراد وبسذاجتي فكرت اني اقدر اغير ده بس للأسف فشلت.


نهج بأنفاسه وهو يجدها تسحب منه الصغير وتعود لحضن اخيها:

-انا هفضل هنا لحد ما تخلص إجراءات الطلاق.


❈-❈-❈

ظلت تتقلب بفراشها لا تستطيع النوم فتناولت هاتفها من جوارها ونظرت بالتوقيت لتجده الواحدة بعد منتصف اليل بتوقيت الصين؛ فاحتسبت الوقت لتعلم انها ربما السابعة مساءا الآن بمصر فهاتفت توأم روحها وابنة عمها لتقص عليها ما حدث معها بتلك الرحلة، وربما أخذ رأيها بما حدث منه.


ضغطت على شاشة الهاتف تتصل بها فأجابت الأخرى بصوت متضايق وعصبي فسألتها على الفور:

-مالك يا بنتي؟


أجابتها بحدة وغضب:

-فارس عمره ما هيتغير يا نرمو، أنا تعبت منه بجد ومش لاقيه حل معاه، الواحد قال بعد ما يحج هيهدى ويبقى بني آدم عادي بس طبعه مش عايز يتغير أبداً.


ضحكت الأخيرة وهي تعقب:

-فارس الفهد هو هو فارس الفهد مهما حاولتي تغيري منه وتروضيه يا ياسمين، مظنش الفهود بتتروض أبدا هي ممكن تتدرب، أظن قدروا يروضوا الأسود ومع ذلك ممكن في لحظة تقلب على المدرب بتاعها لكن عمرك شوفتي فهد متروض؟


ضحكت بنهاية حديثها فتنهدت ياسمين:

-اضحكي يا ختي أضحكي على مأساتي.


غمزت لها وهي تنظر لحدقتيها الحزينتين عبر المكالمة المرئية:

-متدرويش على النكد يا سو، انتي حفظتي جوزك والمفروض بتعرفي تتعاملي معاه، كبري دماغك هو برده شايل هموم.


أومأت موافقة على حديثها وانتبهت أخيراً لتسألها:

-انتي طولتي ليه كده في الصين؟


ابتسمت تخبرها:

-اصل الصين حلوة.


ضحكت عاليا وياسمين تصرخ:

-لااا انا مش حمل قفشات أفلام مع إن فارس بطلها.


سألتها باهتمام:

-راجعه امتى طيب انتي وحشتيني؟


أجابتها تبتلع بارتباك:

-يوم ولا اتنين.


تعجب ياسمين وسألتها:

-هو انتي مش عارفه ميعاد طيارتك راجعه امتي يا بنتي؟


حركت كتفيها تخبرها:

-طيارتي بعد بكره بس.


صمتت فانصتت لها الأخرى وهي تقص عليها ما حدث معها ومعرفتها أن جدها هو من أخبره؛ بملاحقتها فضحكت ياسمين ساخرة:

-آخ يا جدو مش قليل برده السيد غزال، بس انتي يعني خلاص وافقتي عليه؟


نفت تعض على شفتيها:

-ﻷ، مش عارفه.


شردت حدقيتها تخبرها بتيه:

-حاجه بتشدني جامد اوي ناحيته، شخصيته جميله اوي يا سو، راجل .. راجل اوي، راجل بجد مش زي..


صمتت وأطرقت رأسها فعقبت عليها الأخرى:

-أنا مكنتش عيزاكي تقربي من ولاد مروان، بس بصراحه يزن كويس جداً وأخوه كمان والله ابن حلال واهو بيعافر مع مامته عشان يتجوز البنت اللبنانيه دي اللي جت معاهم.


صمتت نرمين فسألتها:

-طيب برده ليه مش عارفه هترجعي امتى؟


اجابتها بخجل:

-طيارة يزن بكره وقالي نسافر سوا لو لقى مكان في طيارته ولو مكانش هيفوت الرحله ويحاول يحجر في طيارتي.


ضحكت ياسمين تسألها:

-ولو ملقاش؟


اجبتها والبسمة مرسومة على وجهها:

-هنفوت طيارتي ونحجز في طيارة تالثه.


فهمت نظرات رفيقتها التي تفهما من صمتها فوضحت:

-أصله قالي معقول نبقى في بلد واحده واسيبك ترجعي لوحدك.


ردت ياسمين بصوت ساخر:

-يا حنين.. لأ طبعا مينفعش، هو معاه حق.


أغلقت معها وقررت النزول لزوجها لربما تجده بغرفة مكتبه بعد أن ظنت أن الجميع قد غادر فتفاجئت بوجود چنى بحضنه ومازن يقف أمامهما يصرخ بهما:

-انا مش هطلق، فاهمين مش هطلق.


وقفت بعيدا حتى لا تثير حنقهم واستمعت لزوجها يهتف:

-ده مش قرارك لوحدك يا مازن، لما چنى طلبت مني اسكت واسيبها تحاول أنا سكت، ودلوقتي اللي هي عيزاه هيحصل.


هرع مازن ناحيتها وانحنى على ركبتيه ينظر لها بتوسل:

-ليه كده يا چنى؟ أنا بحبك والله العظيم بحبك وموضوع نرمين ده ماضي له ذكرى جوايا وبس لان مكانش في مشاكل تسيب كره زي ما بيحصل لما اي اتنين بينفصلوا.


بكت وهي تؤكد:

-انا عشان بحبك بعرفك يا مازن وبعرف اللي فيك، أنت متغير من اليوم ده وانا حاولت كتير اوي وفشلت وبعترف بفشلي و...


قاطعها يسحبها بحضنه هي وصغيره:

-مش صحيح، أنا بحبك ومحبتش غيرك ونرمين ملهاش وجود في قلبي والله انا كنت فاهم مشاعري غلط ومفسر اللي حاسه انه غيره بس ﻷ هو مجرد عيل مش عايز الحاجه اللي كانت بتاعته تبقى مع غيره.


نظر لها بتدقيق وهو يضيف:

-هو انا لو بحب نرمين كنت هسيبها تتجوز؟ طيب ايه اللي يخليني أفضل بعيد عنها يعني؟


أجابته بثقة:

-ﻷن هي اللي مش عيزاك.


أغلق عينه يحاول استدعاء قوته الزائفة وهتف:

-أنا بحبك وبحب حياتي معاكي وبحب ابننا وبحب ولادنا اللي ممكن نجيبهم بعد كده، أرجوكي بلاش تبوظي حياتنا كده.


ظل فارس واقفا ينظر لهما وعندما وجد تصميمها اقترب منهما وتكلم بقوة وثبات:

-مازن.


نظر له الأخير بعد أن وقف على قدميه:

-سيبها تاخد قرارها بعيد عن أي ضغوط، افتكر حياتي أنا وياسمين، مكانش ينفع نكمل إلا برجوعنا لبعض واحنا الاتنين عايزين بعض أكتر من الأول.


صرخ به رافضا:

-ماشي، اسيبها تريح اعصابها تفكر بس إياك تفكر اني ممكن أوافق على طلاقنا أبدا، فاهم يا فارس چنى هتفضل مراتي لحد ما أموت.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة