قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 29 - 2 - الثلاثاء 6/2/2024
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل التاسع والعشرون
2
تم النشر يوم الثلاثاء
6/2/2024
بعد مرور يومين
كان"يوسف" جالسًا على الأريكة أمام شاشة التلفاز لم يتابع ما يعرض عليه بسبب فكره في بعض التفاصيل الهامة، سحب نفسًاعميقًا من لفافة التبغ خاصته، نفثها بهدوء وقعت عيناه على شاشة هاتفه وجد جده يحاول الوصول إليه التقطه من على سطح المنضدة الزجاجي ثم ضغط على زر الإجابة و قال بهدوء:
- و عليكم السلام، بخير و الحمد لله كيفيك أنت يا سيدي؟! و الله يا سيدي الأخبار متصرش واصل ايوه لساتهم راكبين راسهم مخابرش يا سيدي والله أبوها في إيه
سكت مليًا ليستمع حديث جده رد بسرعة و قالبنبرة تملؤها الرجاء
- وحياة أغلى حاچة عنيدك يا سيدي أني رايد مرتي مرايدش فراج و طلاج، يا سيدي جلبي متشعلج فيها
شاح بوجهه بعيدًا عن الهاتف لـ يتأفف ثم عاد سريعًا و قال:
- ياچدي أني راضي بسحرها ديه الله يكرمك يا حبيبي خليني ارچع مرتي مرايدش مشاكل طول عمري ماشي تحت طوعك أنت وابوي متچيش دلوجه وترفض لي طلبي الوحيد ديه !! اللي يريحني الله ينور عليك أني راحت في رچوع مرتي ليا صعبة ديه؟! لا متعملش حاچة واصل أني كفيل بـ عبد الكريم و عيلته كلتها ماشي يا حبيبي هعرفك بكل حاچة تصبح على خير .
القى الهاتف على سطح المنضدة وهو يزفر بقوة ما أن أنهَ مكالمته مع جدهُ، قرع ناقوس
باب شقته وقف عن الأريكة متجهًا حيث الباب
فتحه دون أن يعرف من الطارق، ما أن رأها ماثلة أمامه سحبها من يـ ـدها للداخل اوصد الباب ثم عانقها بادلته نفس العناق، استمر على هذا الوضع ما يقارب العشر دقائق كاملة
لم يتحدث أحدهم اكتفى بأن تسكن بين أضلعه اخرجها من حضـ ـنه ثم سار بها حيث الأريكة جلس مقابلتها و قال بنبرته الحانية و هو يملس على خدها
- عملوا وياكي إيه يا حبيبتي إياك يكون حد مد يـ ـده عليكي ؟!
ردت " رقية" نافية
- محدش عملي حاجة، يوسف
- جلب يوسف من چوا
- أنا خايفة اوي الأمور كل مادى بتتعقد و محدش راضي يمشي الدنيا
جفف دموعها ثم قال بإبتسامته الحانية
- لو فاهمة إني ههمل حجي تبجي بتحلمي يا حبة جلبي من چوا
- طب و بابا ؟!
-كل شئ و له آخر يا حبيبتي اصبري عليّ و كله هايتحل
- اصبر لإمتى لا ماما راضية تتنازل و لا أمك راضية تسكت و لا بابا راضي يمشي وفي الآخر أنا و أنت اللي ضايعين في النص !!
- بعد الشر عنيكي من الضياع يا حبيبتي أني اهو چارك و ماهفوتكيش واصل .
- مش هتزهق مني ؟!
تبسم بخفة و قال بحب:
- عمري يا عمري
همست بخفوت و قالت:
- بحبك يا أحلى حاجة ربنا بعتها لي
لاحت إبتسامة مُشرقة وهو يحتضن وجهها بين كفيه ثم قال:
- وعدتك ماهجربش منيكي لحد ما يتجفل علينا باب بس جلبي مش مطاوعني تبجي بين يــ ـدي و معبرش عن شوجي ليكي
كادت أن تبتعد عنه لكنه ثبت يــ ـده أسفل مؤخرة رأسها مانعًا إياها من قبلاته التي هطلت عليها كالمطر، لميكن أمامها أي خيار آخر سوى أن تبادله نفس المشاعر الحميمة
تركت كل شئ خلفها وبقت معه هو فقط
انسجمت معه ولم تشعر بنفسها حين نزع عنها كنزتها السوداء، حاولت أن تبتعد عنه لكنه سحبها من قميصها القطني، سند بجبينه على خاصتها و هو يقول بنبرة عاشق أرهقه العشق
- متبعديش يا رقية أني محتاچ لك جوي
- أرجوك يايوسف مش هقدر
اخفض بصره لها و قال بصعوبة بالغة
- يرضي مين حالنا ديه كِده ؟! يرضي مين !
رفعت بصرها قليلًا لتتقابل نظرات مع نظراته العاشقة لها التهم شفتاها من جديد وفشلت في السيطرة على حاها بين يديه، لم تتطور الأمور بينهما أكثر من ذلك لكنه لم يوفي بعهده لها، نظرت له و قالت بندم
- يا رتني ما جيت هـ...
قاطعها يوسف بنبرته المعاتبة قائلًا:
- اوعاكي تجولي كِده واصل، أنتِ مرتي جدام ربنا و الناس ولو اللي حُصُل ديه محلصش من لاول مكنش وصلنا لديه.
ختم حديثه و قال:
-حجك عليّ كل ديه هيعدي وهنضحكوا عليه سوا احنا و عيالنا اصبري بس عليا
سكتت مليًا ثم قالت:
- يوسف عاوزك تعذرني لو شفتك بتحارب لوحدك قصاد بابا أنا مش قدهم كلهم أنت مش متخيل عشان اعرف اجاي عملت إيه
مسد على كتفها بحنانٍ بالغ
- عازرك يا حبيبتي ومش زعلان واصل بالعكس مش مطلوب منيكي غير تجفي تتفرچي على حبيبك وهو بيعرفهم مجامهم زين .
❈-❈-❈
داخل أحد المنازل بـ قرى صعيد مصر جبس الجد على أريكته الخشبية يفكر جيدًا في حديث حفيده الذي على ما يبدو أصابه الجنون لكن مهلًا لن يمهلهُ الفرصة للإنفلت من قبضته حسم أمره و هو يهدر بصوته الجهوري قائلًا:
- فايز أنت يا ولد !
أتى حفيده الأوسط مسرعًا و هو يقول بأدبٍ
- ايوه يا سيدي خير يا كابير ؟!
نظر الجد لحفيده و قال بجدية
- تاخد بعضك و تاخد وياك عشرين راچل يسدوا عين الشمش و تتدله على مصر
سأله " فايز" بفضول قائلًا:
- خير يا كابير إيه اللي حُصُل ؟!
أجابه بجدية و هو يطالعه
- أخوك معرفش يچيب مرته و ابوها مراضيش يتمم الچوازة
- كيف ديه ؟! و بعدين لما هو مراضيش من لاول كتبوا الكتاب ليه ؟!
- ما هو ديه اللي مافهموش لحد دلوجه و اخوك كنه داسس عليّ حاچة و مراضيش يجول عليها
- حاچة إيه ديه ؟!
- مخابرش بس هعرفها بعدين المهم دلوجه تتدلى على مصر وتجف چار أخوك الكابير و متهملوش واصل
- اللي تشوفه يا سيدي
رد الجد بجدية و قال و هو يقف عن الاريكة
- ولا اجولك
- خير يا كابير ؟!
- چهز الرچالة و أني چاي وياكم
- بنفسك يا كابير ؟!
- ايوة بنفسي
- اللي تؤمر بيه حاضر
بعد مرور عشر دقائق
كان " فايز" يجوب الغرفة ذهابًا إيابًا و على أذنه هاتفه المحمول تمتم بخفوت و قال:
- رد بجى يا يوسف رد
على الجانب الآخر و تحديدًا
داخل شقة " يوسف" كانت " رقية" تتوسد صـ ـدره العارِ تحدثه و يجيب على تساؤلاتها
و يطمئنها بأن القادم أفضل بكثير ما دامت معه كاد أن يتلهم شفـ ـتاها كي يثبت لها مدى شوقه و حبه الشديد لها لكنها منعته قائلة:
- ارجوك متخلنيش اندم أكتر من كدا كفاية اوي اللي حصل لحد كدا يا يوسف
رد " يوسف" بضيقٍ مكتوم
- أنتِ مرتي على سُنة الله و رسوله و اللي حُصُل و اللي لساته هيحصُل حلال يا حبيبتي. ليه بتعملي معايّ كِده ؟!
اعتدلت في جلستها و قالت بهدوء
- إنا مش عاوزة اسلم لك نفسي يا يوسف و بابا و ماما مش راضيين على الجوازة مش حابة اخسر ثقتهم فيا أكتر من كدا
لم يتحمل " يوسف" هذا الكم من الضغط الذي القته على عاتقه اعتدل هو الآخر و قال بغضبٍ جم :
- مش عاوزة تخسري ثقة اهلك و تسلميني حالك اللي هو أني أصلا بالاساس چوزك. طب چيتني ليه اهني و أنتِ عارفة إن لما بيتجفل علينا باب مبتحملش بُعدك عني إيه بشتري سُكاتي بالكام حضن و بوسة اللي بتتفضلي عليّ و تتديهم لي ؟!
سألته بدهشة و ذهول :
- أشتري سُكاتك ؟!
- ايوة تشتري سُكاتي بتسميه إيه ديه مسموح اجرب بمزاچك و بالطريجة اللي أنتِ تجولي عليها انما حجي أنا عليكي و إني چوزك و ليّ حج المفروض اخده بالطريجة اللي تريحني لا ممنوع !
ردت " رقية " و هي تقول بنبرة غاصبة
- ممنوع عشان مش هينفع اسلمك نفسي و أنا مش عارفة مصيرنا جوازنا إيه ؟!
رد " يوسف" بنبرة لا تقل حدة وغضب عن غضبها و قال:
- اومال چتيني ليه ؟!
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية