رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل الأخير السبت 10/2/2024
قراءة رواية كله بالحلال
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كله بالحلال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الأخير
تاريخ النشر السبت
10/2/2024
- شوفت يا بابا الست اللي اسمها منار بتعاملنا ازاي؟ امال لو كنا في بيتها كانت طردتنا بقى على كدة
هتفت بسمة بكلماتها فور دلوفها المنزل خلف ابيها وشقيقها، بعد عودتهما من زيارة ريهام، ليضيف عليها ممدوح بمزاح:
- لا هو الطرد يعتبر حاجة بسيطة اوي بالنسبة للغضب اللي كان مرسوم على وشها، دي كان هاين عليها تولع فينا.
تبسمت بسمة لمزحته، اما شاكر فقد جلس على اقرب المقاعد، يتنهد بقنوط قبل ان يعقب على حوارهما؛
- دا شيء طبيعي بالنسبة لمنار، هي مكنتش متوقعة اصلا وجودنا واتفاجأت بينا مع بنتها في قلب بيتها ، دي كويس انها قعدت اساسًا.
- ايوة يا بابا قعدت، بس قعدت عشان تناكفنا بنظرات الكره والحقد اللي بتوجها ناحيتنا، شوفتها كانت بتبصلي ازاي؟
قالتها بسمة وهي تتخذ مقعدها بجواره، فكان رده لها:
- شوفت يا حبييتي وشوفت كمان اجتنابك انتي للنظر ناحيتها، وكأنك بتحاولي تتفادي الاصطدام بيها، اللي عايز اعرفه بقى منك، مهما كان شعور الست دي ناحيتك، انتي بتبادليها نفس الشعور؟
ردت نافية على الفور:
- لا ابدا والله يا بابا، انا عمري ما كرهتها، بالعكس انا كنت دايما معجبة بيها، ست جميلة وشخصية قائدة، بتعرف تحتوي ولادها وتعرف ازاي تلمهم حواليها، مهما كان اسلوبها معاهم، دا غير انها مهتمة بنفسها وبمظهرها، ودي حاجات نادر اوي تتجمع في واحدة ست.
- برافو يا بسمة، هو دا التفكير السليم، انك تفهمي اللي قدامك وتقدري مميزاته قبل عيوبه مهما كان اللي مابينكم
اردف بها شاكر قبل ان يتوجه نحو ابنه الاخر:.
- وانت يا ممدوح، معجب بيها زي اختك، ولا مش قادر تنسالها رفضها ليك في الارتباط بليلي .
اومأ ابنه ببعض التفكير يجيبه:
- بصراحة لا بحبها ولا بكرها.... انا يمكن اكون مخنوق منها عشان موقفها مني، بس كمان مقدر انها ام وليها وجهة نظر ناحية مستقبل ولادها، حتى لو كانت وجهة النظر دي ضد رغبتنا احنا ، لكن طبعا الفرض وتعمد السيطرة هو أكبر عيوبها.
رد شاكر نحو الاثنين،
- ممتاز انكم فاهمين القضية من كل زواياها، انا بقى عايز اأكد عليكم كمان انها مش وحشة، كلنا فينا عيوب، وهي اكيد ليها اسبابها، لذلك انا بطلب منكم تاني تصبروا عليها، ومهما قابلتوا منها، إوعوا ترودلها الاساءة، اللين بيمهد لكل خير ، ومنار اكيد جواها خير بس محتاجة اللطف والمعاملة الحسنة، حتى لو كانت شرسة وراكبها مية عفريت قدامنا ، لازم احنا نقدملها الحب، ع الاقل عشان تزيد غلاوتكم في قلوب ولادها، ما هو عمر المركب ما هتمشي من غير ما يبقى في حد بيرخي قصاد اللي بيشد ،
❈-❈-❈
قالت ريهام في مشاكسة لوالدتها الساخطة ، والتي كانت تفرك كفيها بغضب وتطلق نظراتها الحادة نحوها كل دقيقة، من وقت مغادرة شاكر وعائلته المنزل، يتبعهم ابناءها الاخران، ليلى وعزيز:
- نعم يا ماما يا روح قلبي، اتكلمي ساكتة ليه؟ بقى منار هانم بحالها تاكل في نفسها كدة من غير ما تطلع اللي في قلبها
وكأنها كانت في انتظار الفرصة، صاحت بها تفرغ بها ما كبتته داخلها مرغمة منذ تفاجأها بحضور هذه العائلة التي تكرهها:
- نعم الله عليكي يا حبيبتي، هو انتي خليتي فيها منار هانم ولا زفت، ناس مش بطيقهم يا ريهام، ورافضة وجودهم في حياة ولادي من الأساس، تجيبهم هنا البيت وتجمعيهم ليه؟ ولا اكنها جلسة عائلية، ثم تعالي هنا ، ايه التباسط والود دا كله ، يعرفوكي منين دول عشان ياخدوا عليكي بالشكل ده؟ يعنى مش كفاية لافوا على خواتك، تفتحليهم انتي كمان الباب؟
لحظة من الصمت مرت بينهما، قبل ان ترد ريهام :
- خلصتي كلامك يا ماما؟..... انا هقولك بقى عن سر التباسط والود اللي ما بيني وما بينهم، عمو شاكر اللي انتي مش طايقاه ده، هو الوحيد اللي قدر يوقف فهد عن السفر والهروب لبرا مصر بعد اللى حصل، استخدم علاقاته وقدر يجيب امر بمنعه من السفر، بعد القضية اللي رفعها المحامي بتاعنا عليه، من غيره انا كنت هبقى معلقة لا انا طايلة سما ولا ارض، روحي اسألي المحامى بتاعنا عن الاتفاق اللي قدر يعمله عمو شاكر مع فهد وعيلته لاجل ما يضمنلي كل حقوقي عندهم.
- كل دا حصل وانا مش دريانة
هتفت بها منار بصدمة ليعلوا صوتها وهي تتابع بعدم تصديق:
- انا كنت فين وكل دا بيتم ورا ضهري، خليتي للراجل ده سلطة يتصرف بيها في أمر حساس زي ده ويخصك يا ريهام؟ ازاي المهزلة دي تتم من ورا ضهري؟.......
قاطعتها ريهام تنبهها:
- بعد كل اللي حصلي ده، ولسه عندك امل يا ماما؟.
ابتعلت منار تستدرك ضعف موقفها امام ابنتها، لترقق من لهجتها ف مخاطبتها:.
- مش حكاية عندي امل ولا لأ، انا بس هامنني مستقبل الطفل اللي جاي يا بنتي، بصراحة اتمنى يتربي ما بينكم، مش طلاق وانفصال.
ظلت ريهام صامتة، ترمقها بنظرات قوية اربكتها، حتى تابعت لها بدفاعية:
- يا بنتي بلاش نظراتك دي، انا امك مش عدوتك .
- وعشان ما انتي أمي يبقى اكيد يهمك مصلحتي، وانا بقولك اهو يا ماما، اني لا يمكن ارجع للراجل اللي زاحني من قدامه ووقعني، قبل ما يمشي ويكمل بقلبه الجامد، من غير ما يكلف نفسه حتى يبص وراه عليا ولا يطمن بعد ما سمع صرختي.
بطلت حجتها، لتضطر مزعنة لغلق باب الجدال، فتوافقها الرأي، فهي ليست بالحجر حتى لا تتأثر ولا تعود في تفكيرها بعد ما حدث لابنتها، فقالت بتراجع، وقد اوجعها النظرة المنكسرة والائمة من ابنتها :
- خلاص يا ريهام، دا كان مجرد رأي، وانتي طبعا معاكي كل الحق، المهم تبقي قوية بنفسك، مش لازم تحتاجي راجل، دي قاعدة انا عرفتها من زمان، وبرضوا متأكدة ان ربنا هيعوض عليكي بالاحسن، انتي فيكي كل المميزات.....
- تاااني يا ماما.
- ايوة تاني وتالت يا ريهام....... وانا طبعا لا يمكن هدخل ف اي قرار تاخديه بعد كدة دي حياتك، وانتي ادرى بيها.
قالت الأخيرة في ضعف اثر في ابنتها التي لاحت على ثغرها ابتسامة الإرتياح لهذا التغير المفاجئ، فقررت تستغل:
- خلاص مدام كدة يا ماما، يبقى توافقي ع الطلب اللي هطلبه منك .
- ايه هو الطلب اللي عايزة تطلبيه مني.
سألتها باستفهام، لتصلها الأجابة من قبل ان تنطق بها ابنتها:
- انتي عارفة يا ست الكل.
ردت برفض قاطع وقد فهمت عليها:
- لأ يا ريهام، لا يمكن هقبل باللي في دماغك.
ردت الأخرى بمحايلة:
- وحياتي عندك لا تفكري يا ماما، فكرى ولو لمرة واحدة تسيبيلهم القرار من البداية، مش لازم يحصلهم مأساة زي اللي حصلتلي عشان توافقي؟
- يا بنتي مينفعش.
- لا ينفع .
نهضت بعدم تحمل تضرب الأرض بأقدامها تردد باحتجاج:
- انتوا ليه كلكم مُصرين تكسروا كلمتي، طول عمركم بتسمعوا الكلام، والناس كلها بتحسدني عليكم، ليه دلوقتي مصرين تخلوا حتة عيلة تهزمني.
- لأنها مش حرب يا ماما، وانتي نفسك عارفة انها مش كدة، بس روح العند جواكي هي اللي بتحركك، وافقي يا ماما عشان خاطري، تعالي مرة واحدة على نفسك، وفرحي اخواتي وفرحيني انا معاهم ، سبيهم يخوضوا التجربة، انتي كبيرة اوي في عيونا يا ماما، بلاش تخلي الموضوع ما بينك وما بينهم يتحول لتحدي، ادي لنفسك فرصة، عشان خاطري وافقي.
ظلت صامتة لبعض الوقت بتفكير وتشتت، حتى ظنت ابنتها بقرب الوصول، ثم اجفلتها تقول بإصرار:
- ابدًا يا ريهام، لا يمكن هقبل ان اوافقهم في الارتباط بالعيلة دي ، ان كان الولد او البنت ، بلغي أخواتك برفضي وان شالله حتى يضربوا راسهم في اجمد حيط.
❈-❈-❈
بعد مرور شهرين
كانت الأغنية الشهيرة تصدح عبر سماعات الدي جي المتمكن، وقد تجمع عدد من الشباب والشابات على منصة الرقص حول العريسان وزوجاتهما، بعد ان انعقد كتب الكتاب منذ دقائق وارتبطا كل عروسين بميثاق رسمي، بعد ترتيب وتريث من اجل قطع الطريق على أي محاولة للتراجع:
على دربك على قدرك
خطوة وخطوة تمشي
والنجمة الليلة بعرسك
بإيدك تقلب كمشة
على دربك على قدرك
خطوة وخطوة تمشي
والنجمة الليلة بعرسك
بإيدك تقلب كمشة
يا رب انت السامع
صوتي لصوبك طالع
بدعي لأغلى انسانة
يا ربي انت العاطي
الليلة بتسمع دعواتي
فرحك تحضن إيماني
مندورة أيامك
للورد وللياسمين
يا عروسة أحلامي
يا أميرة هالحلوين
مندورة أيامك
للحب وأحلى سنين
يا عروسة أحلامي
يا أميرة هالحلوين
كانت بالفعل كالاَميرة بين يديه، يدور بها بخفة والفستان يدور معها وكأنها خرجت من قصة بعالم الخيال، ابتسامتها تجعله يزداد هيامًا بها،
- بحبك اوي يا ليلى.
همس بها بجوار اذنها، لتنتبه عن الابتسام لإحدى صديقاتها التي تشير لها من قريب ، وترفع رأسها اليه تطالعه بتساؤل ان كانت ما سمعته صحيحًا، ليؤكد لها متمتمًا بشفتيه، قبل ان يعود ويدور بها مرة أخرى:
- بحبك، بحبك ، بحبك.
شهقة خرجت من جوفها، بعدما شعرت بقدميها مرفوعة عن الهواء، وذراعه التي تطوق خصرها بقوة تبعث الدفء والامان بقلبها لتتمتم هي الأخرى بعشق تصرخ به كل خلية داخلها:
- وانا بعشقك، واي كلمة حب قليلة عليك
توسعت عينيه بمرح، وافتر فاهه، متصنعًا المفاجأة، ليزيد من ضمها وضحكة ارتسمت على وجهه بملئ فمه، يلفتا انظار الجميع نحوهما، حتى بسمة التي كانت مندمجة مع الأخر، اجفلت لتلكزه بقبضتها قائلة:.
- شايف يا عزيز، للمرة التالتة اهو بيلف بيها،
تطلع نحوهما مثلها ثم عاد قائلا لها بمشاكسة:
- اه وانتي عايزاني اشيلك يعني؟ دي عيال خفيفة يا بسوم، واحنا زيهم برضوا.
كان وجهه قريبًا جدًا من وجهها، يتراقص العبث بعيناه، وهيئته المهلكة، تكاد أن توقف قلبها الذي يجاهد للثبات، لا تصدق انه أصبح يخصها وحدها ، اسمها اقترن باسمه، ترى الحب داخل عينيه، كما أنه فعل الكثير من أجل الارتباط بها
، وسيم حد اللعنة، يتلاعب بها بمكره، تعلم انها لن ترتاح ابدا طوال زوجها به،، وهو يملك الجاذبية التي تجعل الفتيات من حولهما لا يرفعن ابصارهن عنه.
- عزيز بطل بقى، انا بدأت اغير بجد والله.
ضحك بصوت مكتوم ليزيد من قربه المهلك يهمس بصوت يدغدغ اسماعها:
- تدفعي كام طيب.
رفعت رأسها اليه بتساؤل، لتفهم الأجابة من تعابير وجهه وغمزة بطرف عينيه، ليعود اليها مغمغمًا :
- احنا كتبنا كتابنا على فكرة .
ظلت صامتة دون إبداء أي رد فعل ، حتى قطب بحيرة لرد فعلها لمشاكسته، حتى أدارت رأسها عنه بعد ذلك بجمود جعله يقرب رأسه منها سائلًا:
- انتي اتقمصتي ولا ايه؟ انا بهزر يا مجنونة، ظلت على وضعها حتى اجفلها بحمله لها بذراع واحدة ليصدح صوت ضحكتها التي كتمها فقط صوت السماعات ، وذراعيها تتعلق برقبته:
- دلوقتي ضحكتي بعد ما نفذتلك رغبتك، ومن شوية كنتي عاملة نفسك تمثال للشمع، اه يا عزيز يا غلبان.
- انت غلبان، يا راجل حرام عليك خلي حد غيرك يقول الكلام ده.
قالتها وانفاسها تلفح بشرته، وقد قرب وجهها قبال وجهه ، ليعود لمشاكستها مرة اخرى غامزًا:
- طب ايه رأيك ، ينفع كدة في وسط الناس، دي هتبقى احلى ترند، واهي التليفونات مرفوعة وبتصور.
بهتت بصدمة وهي تراه مصوبًا ابصاره نحو ثغرها:
- عزيز متهزرش الكل بقى مركز معانا دول مستنينها بالفعل، خلي عندك شوية خشا بقى، انا بقيت في نص هدومي بجد والله.
زاد اتساع ابتسامته حتى صدر صوت تألمًا منه، ليتلف عنها متأوهًا:
- اه انت يا ممدوح اللي عملت كدة؟
اومأ له الاَخر بحزم لا يخلو من الابتسام:.
- عشان تفوق وتلم نفسك، انا اخوها وصحيلك يا حبيبى،
- والله.
تمتم بها عزيز ليوجه خطابه نحو شقيقته:
- عاجبك كدة يا ست ليلى؟ اسيب البنية دلوقتى من ايدي واقف لكم ع الواحدة،
ردت ليلى بدلال:
- اعمل اللي تعمله يا حبيبي، احنا ناس مؤدبين مش زيك
- ماشي، ماشي يا قطتي الصغيرة مردودالك.
تمتم بها ردًا لها بتحذير مستحب، حتى انتبه على سؤال الأخرى:
- هي طنت منار راحت فين انا مش شايفاها.
التفا الأربعة حولهما على وجوه البشر الكثيفة ، ليعقب ممدوح هو الاَخر:
- ولا بابا كمان موجود، يا ترى اختفوا فين هما الاتنين..
❈-❈-❈
في جانب وحدها، انفردت بنفسها فيه، بعدما فرغت من التهاني والمباركات ، وهذه المظاهر الاجتماعية، وقد أدتها كما ينبغي، حتى لا تثير انتباه احد،
وقفت هنا الاَن بعيدا عن الجميع تشاهد دون ملاحقة من احد ، السعادة الواضحة على وجوه ابناءها الثلاثة ، بداية من ريهام، والتي استعاد وجهها الفاتن رونقه، تضحك بملئ فمها وسط مجموعة من الفتيات من
اصدقائها القادمى والجدد،
بطنها المنتفخ لقرب ميعاد ولادتها، يجعلها قبلة دائمة لعينيها، رغم غيظها الشديد منها، وقد كان لها النصيب الاكبر في التأثير عليها ، حتى قبلت على مضض بارتباط الملاعين بأبناءها، تبًا
هذه الفرحة التي تراها على وجهيهما، تجعل قلبها المتمرد يقفز فرحًا داخل صدرها، رغم غضبه، ماذا تفعل أمام هذه السعادة التي تفضحها افعالهم، ليتها تملك قلبا غير هذا الضعيف ..
- تسمحيلي اشاركك القعدة هنا، في الركن المختصر عن الجميع ده.
قالها شاكر وقد انتبهت لوجوده قريبًا منها اللاَن، لتزم شفتيها تقول باستنكار:
- وحضرتك ضاقت بيك الدنيا عشان تسيب القاعة بحالها كلها وتيجي هنا تكتم على نفسي
- بعد الشر عليكي من كتمة النفس، انا بس كنت عايز اتكلم معاكي يا ست منار.
التفت اليه قائلة بحدة:
-،وتتكلم معايا ليه بقى؟ ما انت خلاص خدت غرضك انت وولادك، وخدتوا ولادي الاتنين، يارب بس تكونوا استريحتوا
قالت الاَخيرة بضعف جعله يشفق عليها، رغم جلافة قولها، ليعقب لها بلين:
- محدش ف الدنيا يقدر ياخد ولادك منك ، بل بالعكس بقى ، ولادى هما ولادك يا منار، احنا ناس حظنا حلو عشان وفقنا في ناس زيكم، وانتي ست جميلة من الداخل، قبل الخارج، مهما حاولتي تلبسي قناع بعيد عن شخصيتك.
- وايه هي بقى شخصيتي؟
هتفت به بحدة وتربص، فكان رده بابتسامة:
- بنوتة رقيقة على هيئة ست اضطرت تشيل المسؤلية قبل اوانها بعد وفاة جوزها، عاشت فترة صعبة من بعده لما اكتشفت حجم الديون اللي عليه، وملقتش حد يقف جمبها ، لا أهل ولا أصحاب، محدش انقذها غير نفسها، لما باعت مجهوراتها وحطت الفلوس في البنك وبقت تقسط للديانة من عوايدهم، قفلت على نفسها من البشر، لا حد يعرف بتصرف ازاي ولا بتاكل ولا مبتاكلش، اعتبرت ولادها هما ثروتها الحقيقة، فقررت تعمل المستحيل عشان يعيشوا سعدا، وميدقوش مرار الفترة اللي عاشتها .
- انت عرفت منين كل الحاجات دي؟
اجاب سؤالها بابتسامة متوسعة:
- سألت عنك وعرفت كل حاجة، استجدعتك بجد، ومهما تعملي يا منار انا هتقبل عشان انتي ست بمية راجل.
كان لكلماته اثر السحر حتى وضح على ارتخاء ملامحها امام عينيه بالإضافة لهذه اللمعة بمقلتيها، مع تذكرها لهذه الفترة الصعبة من عمرها، فتابع ليزيد من طمأنتها:
- اوعدك من كل قلبي ان عمرك ما هتندمي على نسبك بولادي، ولا حتى لما....
- لما ايه؟.
سألته بعدم فهم، فتبسم بمرواغة يغير دفة الحديث السابق لأوانه:
- خلينا دلوقتي في فرحة الولاد، وبعد كدة كل حاجة تيجي في وقتها، ياللا بقى خلينا نكمل الفرح معاهم.
قالها قبل ان يفاجأها بحزمه، بأن جذبها من يدها، لتسلم مزبهلة لسحبه لها حتى وصل بها إلى ساحة الرقص مع الأربعة،لتتلقفها بسمة اولهم، وتضمها بامتنان، جعل عزيز هو الاخر يفعل مثلها، فتبعه ممدوح وليلي، لتشتعل اغنيه من الدجي معبرة عن حالة الفرح التي تكتنف الأسرتين ، حتى ريهام انضمت معهم في حالة من الرقص المعبر عن فرحهم.
تمت
إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..