-->

رواية جديدة جوازة ابريل 2 لنورهان محسن - الفصل 12 - 2 - السبت 9/3/2024

 

قراءة رواية جوازة ابريل الجزء الثاني  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية جوازة ابريل

الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر 

من روايات وقصص 

الكاتبة نورهان محسن

الفصل الثاني عشر

2

تم النشر يوم السبت

9/3/2024


_ابنك حبيبك طلقني .. وابني خسرته من قبل ما الحق افرح بيه


خرجت الكلمات مشحونة بنيران أججها إحساسها بالظلم الشديد ، وسقطت كالصاعقة على رأسي عز ودعاء ، التى تجمدت في مكانها للحظة ، وأخفضت أعينها من الخجل ، وبينما يقف عز يوزع بينهما دون أن يفهم : يلا مستنية ايه!! خديه واطلعو من حياتي .. روحي جوزيه للي تستحقه وخليه يسيبني في حالي بقي


تعظمت حيرته مع كلام منى ، لكنه وضع كل أسئلته جانبا محاولا أن يصبر عليها أكثر ، وتحدث بهدوء شديد : ممكن تهدي شوية يا مني .. انا مستحيل هتخلي عنك ومقدر الحالة الصعبة اللي انتي فيها .. 


قال عز ذلك ، وهو يتقدم نحوها عدة خطوات ، ليقف أمام السرير ، ويرفع يده يريد أن يلمس شعرها ، إلا أن أيقظه صوتها فور أن صرخت بهجمة حادة ، مما أفقده كل دفاعاته الواهية أمامها : ابعد عني وامشي اطلع برا انت وامك


احتقن وجهه من جفائها المبرر ، ثم ألقى نظرة سريعة وشاملة على من معهم في الغرفة قبل أن يسأل بحدة : في ايه يا مني بالظبط .. ايه لزوم التجريح دا في امي مش فاهم؟!


مسحت دموعها بظاهر يدها ، وقالت بحزن ملموس في نبرتها الباكية : ابقي خليها تفهمك .. ابقي قوليلو كنتي بتخططي لإيه .. ابقي احكيله الكلام المسموم اللي علي طول كنتي تسمعيهولي .. و ابقي افتكر ان ابني مات بسببك يا عز .. ولو انطبقت السما علي الارض عمري ماهسامحك


❈-❈-❈


فى المنصورة


داخل منزل الجدة تحية


_داخلة بتنفخي من الصبح ليه يا بنتي؟!


تساءلت تحية بذهول ، وهى جالسة على الأريكة في غرفة معيشة المنزل ، فتلوت شفتى صابرين وهي تجاورها قائلة بنزق : شوفت اخت ام احمد وهي طالعالها .. يا ساتر لما الاتنين دول بيتلموا علي بعض ماحدش بيسلم من لسانهم


تحية بإيماءة لا مبالية : سيبك منهم .. احمد كلمك قالك وصل واطمن علي ابريل ولالا ؟


صابرين بنفى شارد : لسه مااتصلش


تابعت بصوت هادئ ، وكأنها تفكر بصوت مسموع : بس شكلها كدا هتحصل خناقة جديدة بين احمد ونادية


تحية بحيرة : ليه خير؟


ردت صابرين بإستفاضة : صدفتها علي السلم كانت واخدة بنتها وشنطة هدومها وماشية .. وبتقول امها عيانة بس انا متأكدة انها اكيد زعلانة .. ماشوفتيهاش امبارح كان بوزها شبرين وهي قاعدة معانا .. لازم طبعا مضايقة عشان احمد راح لابريل 


تحية بنبرة حزينة : حقها يا بنتي ماهي مراته .. يلا ربنا يهديهم .. ذنبها ايه البنت اللي في وسطهم ومتبهدلة بينهم دي


إلتفتت صابرين إليها ، وهى تثنى احدى ساقيها أسفلها ، لتسأل بتردد مفكر : تفتكري يا ماما يعني لو كان جاب البنت دي من ابريل مش الحياة كانت هتبقي احسن هتبقي متشحططة معاهم كدا


هزت تحية رأسها بسرعة مستنكرة بشدة وقالت:...


❈-❈-❈


عند باسم


وضع باسم ذراعه بطول حافة الاريكة ، وتحدث بإستهزاء : يلا اتحفيني بقي .. ناوية تطيري من الشباك عشان تهربي من اكتر من 15 مراسل صحفي لقناوات كتير احسن حاجة تعمليها انك تعقلي كدا عشان خروج من هنا لوحدك دا مستحيل 


حدقت ابريل بهم من النافذة بقلب ينبض مثل الطبول ، ولم تستطع الوقوف بهدوء ، لتتحرك في مكانها ذهابًا وإيابًا بتوتر بالغ ، وهى ترفع يديها وتمسك بهم رأسها الذي كان يترنح من تشوش أفكارها ، لتهمس بعصبية : كان فين عقلي!! كان فين لما ورطة نفسي الورطة السودة دي يارب!!!؟


تبدلت ملامح باسم اللامبالية إلى ملامح أكثر جدية ، تناغمت مع صوته الهادئ مع لمحة من الحدة : اظن كدا خلاص اكتفيتي من العناد واقتنعتي ان الحكاية دخلت في الجد واللعب الفردي مابقاش في صالحك .. يلا تعالي اقعدي خلينا نفطر ونفكر هنعمل ايه ونتفاهم علي كل حاجة قبل ما يوصلو


التفتت أبريل لتنظر إليه وبضيق شديد ، فحاول تغيير مجرى الحديث من خلال سؤاله المرح ، بعد أن تدحرجت عيناه على الصندوق الموضوع أعلى السرير : بالمناسبة عجبتك الشوكولاته؟


انتقل بصرها إلى حيث أشار إليه ، ثم ابتسمت بوداعةٍ خطيرة ، وردت عليه بغموض : حلوة و غالية!!


سأل باسم مرتاباً ، وهو يشاهدها تتحرك من السرير ، لتلتقط الصندوق ، وتعود أدراجها إلى النافذة : هتعملي ايه؟


حدجته ابريل بعيون إرتسمت بها براءة مصطنعة مبطنة بالخبث ، ثم مدت يدها إلى المقبض ، لتفتح النافذة على اتساعها ، وأسقطت الصندوق منها في غمضة عين ، قبل أن تعاود النظر إليه ، وهي تتحدث بغطرسة ممزوجة بالإستفزاز ، وشعر جزء كبير منها بفرحة النصر عليه : كدا اعتقد وصلك ردي علي التخاريف اللي كنت بتقولها!! ويلا اديني باسبوري يا حرامي قبل ما اخليك تحصل شوكلاتك من الشباك


قام باسم من مقعده ، وركز رماديتيه على معالم التحدي المشع بفيروزيتيها الخلابة ، مع التهديد المباشر في لهجتها ، ليخطو نحوها ببطء ، وهو يتحدث معها بهدوء لا يشعر به بعد أن استفزته حركتها كثيراً : مش حرام النعمة تترمي كدا؟!


_ مش عايزة من وشك حاااا


تلاشت بقية جملتها بالهواء في ذعر ، إذ تبخر شعورها بالفوز عليه الذى أعمى بصرها بكل غباء عن رؤية تقدمه نحوها ، مهيمناً عليها بطوله الشامخ.


وقبل أن ترمش حتى ، أمسك معصمها وسحبها نحوه ، فأصبحت سجينة ذراعيه ، وظهرها ملاصقاً على صدره العضلي الملتهب بجمرات الغضب من تمردها المفرط.


مرت عليهما لحظة سكون جراء صدمتها ، ظهرت ابتسامة شقية على شفتيه منتظراً بإستعداد رد فعلها المتوقع ، إذ تسمرت صامتة كما لو أنها قد صدمت للتو بتيار كهربائي من ملامسة أجسادهما ببعض ، وللمرة الثانية في نفس الساعة ، تمكنت من استنشاق عطر أنفاسه مع الهواء بسبب شدة قربه الجريء منها ، وبصعوبة تمكنت من خروج الحروف بتلعثم مذهول : مسكنى كدا .. ازاي!! لو مابعدتش عني هصرخ .. واعملك فضيحة


مال باسم برأسه نحوها ، وضغط خده بذقنه الخشنة على خدها الناعم ، الذى يشع باحمرار الغضب والخجل في آن واحد يتلامس نعومة بشرتها برقة ، ضامماً إياه بإحكام إلى صدره بكلتا يديه حتى يردع بعض حركاتها المتهورة ، ليهمس بالقرب من أذنها بتسلية : تؤ تؤ مش قبل مانتفق


تسللت رجفة غامضة إلى سائر جسدها المرتبك من لمساته الحارة ، فهزت رأسها رفضاً لهذه المشاعر التى عصفت بها ، وأخذت تقاومه بشراسة ، وهى تصرخ بعناد تلقائي : في احلامك اني اتفق علي اي حاجة مع واحد سافل وحقير زيك


قال باسم بتروى ، وهناك شعور يغمره بالرضا والاستمتاع ، وهي بين ذراعيه تكافح للتحرر من أغلاله الحديدية بضرارة تتناقض مع وداعة وجهها الرقيق وصغر جسدها الرشيق مقارنة بجسده الشاهق : هعمل نفسي ماسمعتش ظفارة لسانك دي بشكل مؤقت.. 


قاطعته ابريل ساخرة بحدة : هتعمل ايه تاني اكتر من اللي عملته فيا ها!! سيبني بقولك يا قليل الادب!!!


وأختتمت ابريل جملتها بمحاولة فاشلة للإفلات من حصار أحضانه ، ليشدد باسم من احتضنها أكثر ، هاتفاً بضحكة مندهشة : اهمدي بقي انتي جايبة الشراسة دي كلها منين يا بت .. دا انتي كلك علي بعضك تتقاسي بسلك الشاحن .. عمالة تعافري وانتي مافكيش حيل ازاي..!!! 


تأوهت ابريل بألم من قبضته القوية التى تعتصر معصميها ، لتهتف بوعيد حارق : سيبني يا بارد .. والله لا ادفعك تمن عمايلك دي غالي وهتشوف يا حيوان .. اوعي بقي!!


بلع باسم كتلة النار المتقدة بالغيظ فى جوفه ، ليسألها بأنفاس متهدجة : هو انتي لازم تطولي لسانك .. مابتعرفيش تتكلمي بأسلوب انضف من كدا خالص!؟


ردت ابريل من بين أنفاسها اللاهثة : هو دا الاسلوب اللي ينفع مع امثالك


اختفت ضحكاته المرحة في أقل من ثانية ، وتحولت إلى نبرة خطيرة ، أقرب إلى الهسهسة بجوار أذنها ، بينما يشعر بجسدها يرتجف بين يديه بتأثير لا إرادي ، ونظراته موجهة إلى النافذة : حطي في الاعتبار اني عديتلك كتير اوي لحد حسابك ماتقل زيادة عن اللزوم معايا .. لو عايزة باسبورك يبقي في ايدك تنفذي اللي هقوله من غير دبش وصريخ وعناد .. والمرة دي اذا ماسمعتيش الكلام ماتلوميش الا نفسك .. فاهمة!!


نطق الكلمة الأخيرة بحدة مخيفة تلاعبت بأعصابها بلا رحمة ، ودون أن يمنحها الفرصة للتنبؤ برد فعله التالي ،  فوجئت به يدفعها على الأريكة الجانبية بقوة طفيفة ، فخرجت شهقة مذهولة من بين شفتيها بعد أن فقدت توازنها ، وسقطت عليها بشكل ملتوي. 


رفعت فيروزيتها بغضب عازمة على توبيخه ، فتجعد جبينها خشية من رماديتيه التى تشعان صواعق براقة لا تبشر بالخير ، ممَ جعلها تبتلع لعابها بصعوبة ، وازدادت نبضات قلبها حتى كادت تقفز من ضلوعها خوفا ، وهى تتابع اقترابه منها ، لكن في اللحظة التالية ، تفاجأ كلاهما بفتح باب الغرفة دون إستئذان ، ليظهر شخص ما من خلفه ، فجحظت عيناها على اتساعها بذهول واحتبست أنفاسها تلقائياً في صدرها.



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد نورهان محسن، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة