-->

رواية جديدة عقول غيبها العشق لأسماء حميدة - الفصل 14 - 2 - السبت 6/4/2023

 

قراءة رواية عقول غيبها العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





قراءة رواية عقول غيبها العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء حميدة

الفصل الرابع عشر

2

تم النشر يوم السبت

6/4/2023




ضاعت (ماتي) في بحور أحلام اليقظة، وعندما تنتابها نوبة كتلك يصبح من المستحيل إخراجها منها متى تراودها، لم تشغل (ماتي) بالاً لما قالته صديقتها. 


بل ظلت تتراقص بحركات خرقاء أعلى تلك الأريكة المتواجدة بغرفة المعيشة الصغيرة وهي تقص على (سارو) تخيلاتها عن الحفل، وأمنياتها للبقاء هناك أكبر وقت ممكن و أحلامها في الاختلاط بهذا النوع من الناس ومعايشة ما تتمتع به هذه الطبقة المخملية من زبدة المجتمع ولو لليلة واحدة. 


في الحقيقة لم تستطع (سارو) لومها ولم تنكر بأنه حدث مثير للاهتمام بالنسبة إلى كليهما، فأمر كهذا لن يتكرر في حياة أشخاص مثلهما، وقليلاً منهم مَن سيحظون بفرصة كهذه، ذلك إلى جانب الحياة الاجتماعية الرتيبة التي تعيشانها كلها أمور جعلت من عرض كهذا حدث تاريخي له بهجة ولابد وأن تصحبه كل هذه الحفاوة.


بينما غامت أعين (سارو) بالدموع إثر حدث مشابه وحفلة مماثلة ولكنها لم تذهب حينها بفستان أميرة الأحلام بل ذهبت برداءها الرث القديم، وذلك عندما نسجت لنفسها عالم من الأحلام الوردية، وأعطت لنفسها الحق لتشعر بالحب، فتلك الرفاهية ليست متاحة لأمثالها. 


الحديث بشأن هذه الحفلة أجج بداخلها جراح ماضٍ تود لو تمحه من ذاكرتها و للأبد. 


هدرت (سارو) بحدة، تنهى رفيقتها عن كل تلك الجلبة التي تحدثها، تقول بصياح:


-(مااااتي)!! كفى! 

تلفظت (سارو) بهذا الأمر وهي تحط بقدميها أرضاً عن سطح المكتب ومن ثم وقفت وقد سيطر عليها الاضطراب والذعر جراء فتح جرحها العميق بسبب هذه المكالمة. 


أجفلت (ماتي) جراء حدة صوت رفيقتها، وأخذت تحدق بها في ارتياب إذ تحولت ملامحها كلياً إلى البغض والعدائية، فسألتها (ماتي) قائلة:


-ماذا هناك؟! ما الأمر (سارو)؟! 


علت الحمرة وجه (سارو) وظهر عليها الضجر والحنق وهي تقول بنبرة صوت لائمة:


-ألا تتذكرين؟! 


زوت (ماتي) ما بين حاجبيها تحاول التركيز لتستشف المغزى وراء حديث صديقتها ولكن لا جدوى فتساءلت:


-أنا لا أفهم! ماذا تقصدين؟! 


أطرقت (سارو) رأسها بحزن، تخفي عينيها الرماديتين اللتين احتلت الحمرة بياضهما وهي تحاول كبت دموعها الحارة من أن تنسدل على وجنتيها بشكلٍ مخزٍ، وهي تتذكر ذلك الوغد الذي حطم نابضها إلى أشلاء لا يمكن جمعها، تتمتم قائلة:


-منذ أربع سنوات، غنيت في حفلة مماثلة لوغد شبيه لهؤلاء الذين لا ينظرون إلينا إلا بدونية وكأننا عبيد لديهم. 


حتى بعد هذا التنويه الذي استمتعت اليه (ماتي) بتلك الكلمات التي اختنقت بها مخارج صوت صديقتها، إلا أنها لم تفهم شيئاً مما تقوله (سارو)، فأردفت تسألها في المطلق:


-حقاً؟! 


زجرتها بنظرات تنضح حزناً واتهاماً وكأنها أرادت من صديقتها الوحيدة أن تخلد الذكرى بداخلها كما حُفِرت بقلبها وعقلها بنقوشٍ قاسية لا تمحى، ومن ثم أردفت تقول:


-أجل، وصارحتكِ يومها وأخبرتكِ كم كان هذا ال (چاك) سمج ووقح. 


صمتت تتذكر هذا الشاب الثري الذي كان يزور أطفال الدار وذلك منذ أن كانت بعامها الحادي عشر وكان هو بأول عقده الثاني كما أخبرها حينها عندما سألته، كانت تنتظر زيارته الشهرية إلى الدار لتراه.


 حينها كانت طفلة لا تعرف معنى الحب، نمى إحساسها به داخلها كنبتة صغيرة زرعتها تخفيها عن العيون وتسقيها من ماء دمعها عندما يغيب عن الزيارة. 


كتمت (سارو) الذكرى المؤلمة بداخلها، وهي تزيح بحدة عن وجنتيها تلك العبرات التي خانتها وسالت ترسم خطوطها على وجهها بظهر راحتها، وهي تواجه رفيقتها (ماتي) بقرار حازم لا يقبل الجدال:


-أنا لن أذهب إلى هذا الحفل، فربما أجده هناك. 


(ماتي) بخيبة، تقول باعتراض:


-كيف؟! لقد.. 


بترت (ماتي) عبارتها، وقد حضرتها الذكرى أخيراً، وهي تقول بامتعاض:


-أوه... تذكرت، أتقصدين ذلك الشاب الثري الذي تعلقت به حين كنا ندرس في المعهد ونحن في الدار؟! 

أومأت (سارو) بتأكيد تقول:


-أجل. 


(ماتي) بلوية ثغرا، معقبة:


-وما علاقة هذا بذاك؟! 


-كما أن هذا الأمر مر عليه أعوام، على ما أذكر كنتِ حينها في السابعة عشر!! 


أجابتها (سارو) بأسى، تقول باختناق: 


-لا (ماتي) لقد أحببته منذ طفولتي صحيح أنني لم أكن أقول لكِ شيء مما كنت أشعر به تجاهه، لكن الله زرع محبته في قلبي منذ أن رأيته أول مرة. 


(ماتي) بحزن على حال رفيقتها:


-أتذكر حالتكِ عندما عدتِ تلك الليلة بعدما ساعدتكِ على مغافلة الحارسة. 


-وتسللنا ليلًا إلى غرفة البواب واختلسنا السلم الخشبي لتتمكني من الصعود إلى السور العالي وتسلقتي الشجرة الملاصقة له، لحضور عيد ميلاد هذا الوغد. 


-لكن الغريب أنه بالرغم من تكتمكِ على حبه إلا أنكِ حتى بعد أن أفصحتِ لي عن قصتكِ معه لم تخبرني للآن مَن هو!! 


-لقد كان هناك العديد من الذكور والإناث يزورون الدار منهم من يفي نزوراً تعهدوا بها في الكنيسة أمام ياسوع والعذراء، ومنهم من جاء ليتبنى طفلاً، وآخرون يأتون كل فترة لتقديم المساعدات. 


-وبالرغم من أننا كنا مقربين من بعضنا إلا أنني كلما سألتك عما حدث في تلك الليلة المشئومة كنتِ تتهربين!! 


-وحتى يومنا هذا لم تذكري لي عنه شيئاً ولا حتى اسمه. 


ألقت (سارو) بحمل جسدها على الأريكة بإهمال ترفع ساقيها عن الأرض تحتضنهما إلى صدرها مطوقتان إياهما بكلا ذراعيها، تسند ذقنها إلى ركبتيها شاخصة، ترتكز بنظراتها إلى نقطة ما في اللاشيء، تقول بصوتٍ خالٍ من أي مشاعر وكأن ذكراه أماتت كل حاسة لديها:


-لم أخبركِ شيئاً لأنني لم أكن أعلم عنه شيئاً، جل ما كنت أعرفه عنه هو اسمه الحركي (چاك) فقط (چاك)!!


-حتى المكان الذي أقيم فيه حفل عيد ميلاده وموعده، لم يخبرني به. 


-فقد استمعت إليه يخبر أحد أصدقائه ممن أتوا معه إلى الدار لزيارة (دايسون)، ذلك الطفل من ذو الاحتياجات الخاصة الذي توفت عائلته بأكملها في حريق شب بقصرهم. 


-وأشيع وقتها أن عائلته كانت على خلاف مع أحد زعماء المافيا وهم من كانوا وراء هذا الحادث. 


-لقد أحببت (چاك) هذا من كل قلبي، لكنه استخف بي وبقلبي. 


قالت الأخيرة بألم وهي تطبق جفنيها بقوة، فجلست (ماتي) إلى جوارها تربت على ظهرها بحنوٍ وإشفاق، تقول بمواساة......... 

 


هل ستستطيع (ماتي) إقناع رفيقتها؟!

وهل (سام) هذا من ضمن المدعويين على نفس الحفل؟!


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء حميدة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة