-->

رواية جديدة اليمامة والطاووس (روقة) لمنى الفولي - الفصل 11 - 2 - الأحد 19/5/2024

  

قراءة رواية اليمامة والطاووس (روقة) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية اليمامة والطاووس (روقة)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منى الفولي


الفصل الحادي عشر

2

تم النشر يوم الأحد

19/5/2024


استيقظ زينهم صباحا على نداء ياسر الخافت بجواره: أصحى يا زينهم، اصحى بقى هنتأخر على السوق.

دلك وجهه بكفه بقوة وهو يتطلع بهاتفه بأعين نصف مفتوحة، ليغمم بدهشة: سوق أيه السعادي.

أجابه ياسر بحماس: السوق اللي قولت عليه اللي بيجي كل أسبوع.

ابتسم زينهم وهو يستوي على فراشه: هو أنت مستعجل قوي كده ليه مش قبل ساعتين تلاتة.

صاح ياسر بخيبة أمل: كل ده.

ابتسم زينهم مراضيا تعاطفا معه: هيعدوا هوا عقبال ما تفطر وتريح شوية أكون رجعت.

تمتم ياسر بدهشة: رجعت منين؟

أجابه زينهم شارحا: ما أنا يوم السوق بروح الأول المزرعة أجيب شغل من هناك أنزله السوق، وبعدين أرجع على هنا أخد حريم البيت نطلع على بيت الحاجة آمنة ناخد الست وفاء ونطلع على السوق.

سأله بفضول: وبيروحوا للحاجة آمنة ليه قبل ما يروحوا السوق؟

أجابه متعجبا جهله وكأن ما يقوله أمرا بديهي: طبعا لازم يروحولها أمال هيسيبوا العيال دي كلها فين، وكمان عشان ياخدوا الست وفاء معهم السوق، مش بأقولك الست آمنة دي ست الكل.

تمتم ياسر بتقدير لتلك السيدة المعطاءة: ربنا يباركلها.

آمن زينهم على دعاءه وهو يستعد للرحيل: آمين يارب، بالأذن أنا بقى عشان الحق كل اللي ورايا.

خرج زينهم يلحق به ياسر يراقب انصرافه وهو يتسائل هل سينعقد الحديث اليومي، أما سينشغلوا عنه بالاستعداد للخروج للسوق، ولم يطل انتظاره، ورغم عدم أنطلاق صفارة البداية الخاصة بفاطمة، الا أن صوت هناء الطفولي ارتفع مناديا: صباح الخير يا بنات أنتوا نايمين ولا أيه، زينهم نزل على فكرة.

أجابها صوت رانيا الهادئ: صباح الخير يا هنون، هو في حد بينام يوم السوق، بس معرفش فاطمة راح عليها نومة ولا السرينة بتاعتها عطلانة.

انطلق صوت فاطمة هادئا فاقدا لمرحه لأول مرة منذ سمعه: أنا صاحية يا بنات صباح الخير.

ارتفع صوت شوقية بفضول: لا أخفى الله لكي حسا، مالك يا بنتي على الصبح.

تمتمت رانيا متشككة: صباح الخير يا حبيبتي، أمال فين الزغرودة.

ضحكت فاطمة مشاكسة؛ محاولة التظاهر بالمرح: أنتم مش عاجبكم حاجة خالص، لا أزغرد نافع ولا أهدى نافع.

تسألت رانيا بقلق: مالك يا بطوطة، صوتك مش عاجبني.

زفرت فاطمة بضيق: موال كل يوم.

تمتمت رانيا بلين: طيب وهو هيعمل أيه يا حبيبتي مهما كان أمه وأخته برضو ومسئولين منه.

زفرت بحرارة تعكس نيران روحها: هو من أول ما اتقدم وقال أنه شقته في بيت عيلة وأهلي رفضوه، وهو اللي رجع وقال أنه وفر سكن تبع شغله، واتعهد  أن لو حتى ساب الشغل هيشتري بره، ليه دلوقتي جاي يغير كلامه، ومش مقدر أني عشانه سيبت بلدي وأهلي وجيت عيشت معاه في البلد هنا.

حاورتها رانيا مبررة: ياحبيبتي هو مغيرش كلامه، ظروفه هي اللي اتغيرت، يعني وقت ما أتعهد بده كانت أخته متجوزة ابن خالتها وعايشة فوق مامتها ومطمن عليهم، وخصوصا وأنتم قريبين وبتزورهم باستمرار، لكن طبعا بعد المرحوم وتعب والدته وظروف أخته وابنها، بقم محتاجينه جنبهم باستمرار، وطبيعي أنه يطلب منك تنقلوا شقته هناك.

مصمصت شوقية شفتيها معترضة: أديكي بتقولي ظروفه هو اللي اتغيرت مش هي، يبقى ملهاش ذنب، وكل واحد يشيل شيلته.

احتد صوت رانيا زاجرا: الحياة أخد وعطا مش قفش، وهو الراجل ومراته أيه، مش واحد، وعلى الحلوة والمرة سوا.

غمغمت فاطمة باعتراض: بس شوشو معها حق، أنا مليش ذنب عشان حياتي تتشقلب بالشكل ده.

لعنت رانيا بداخلها أراء شوقية التي طالما أوقعت من يتبعها بالمصائب، وحاولت أن تستميل فاطمة لتمحو أثر كلمات شوقية الفاسدة: يابنتي جوزك راجل محترم بيراعي ربنا في كل اللي يخصه، والمفروض الموضوع ده يطمنك لأن اللي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد.

صاحت فاطمة بمكابرة: أه يراعيهم ويحافظ على حقوقهم هما، وأنا مليش حق أنه يراعيني ويهتم براحتي.

أجابتها رانيا مؤكدة: حقك طبعا، وهو مش بيقصر على قد مايقدر، ولو الظروف اضطرته يقصر معاكي شوية عشان ظروفهم، فربنا يجعله بميزان حسناتك ويبارك لكم في أولادكم.

 انفجرت بالبكاء فاجأة وهي تغمغم بقهر: لا أنا خايفة وحاسة أني مش هارتاح، أنت مبتسمعيش عن بيوت العيلة واللي بيحصل فيها، وبعدين أنا من حقي شرعا سكن مستقل.

هدأتها رانيا مطمئنة: طبعا يا حبيتي حقك، بس ماهو وعدك أنكم لو نقلتم هناك مش هيسمح لحد أنه يتدخل في أموركم وخصوصيتكم وتربيتك لولادك، ولا حتى هتكوني ملزمة بخدمتهم وأنك لو مش عايزة تباتي تحت خالص فهو مش هيغصبك وهيسيبك على حريتك، وشهادة لله، الحاجة آمنة الكل بيشهد بدينها وأخلاقها هي وفاء.

صاحت شوقية معترضة وهي تلتمس تأثير كلمات رانيا وخفوت صوت بكاء فاطمة: وهي أيه ضمنها بقى أنه يلتزم بوعده، مش يمكن بيثبتها لحد ما يوصل للي عايزه.

احتد صوت رانيا مغتاظا وهي تجاوبها بانفعال: ممكن يعملوا قاعدة يتعهد فيها قدام أعمامه وأهلها باتفاقهم ده، ويبقوا شاهدين عليه.

جادلتها بسماجة: وهي تضمن منين أنه يلتزم بعهده ده هو الناس هيعيشوا وسطهم.

زجرتها رانيا بحدة: يبقى ساعتها في كلام تاني، عشان حتى تبقى حاسة أنها مقصرتش وعملت إللي عليها،  بس ياريت منقدرش البلا قبل وقوعه، وربنا هيكرم بدل النية خير.

مصمصت شفتيها متهكمة: يبقى ابني في حجري وأروح أدور عليه. 

نهرتها رانيا بضيق: لو عندك كلمة حلوة قوليها يا تسكتي شوية، [تستطرد حديثها لفاطمة متجاهلة لها] اصبري يا حبيبتي محدش عارف بكرة فيه أيه، مش يمكن ربنا يفرجها من عنده.

اندفعت شوقية مستنكرة: هيفرجها أزاي يعني، مين ممكن يتجوز واحدة عندها ابن بظروف مهاب، بالعكس ده بكرة أمه تموت ويقولها أختي وملهاش غيري.

صاحت بها رانيا مستاءة: أنت دخلتي في علم ربنا كمان، سيبك منها يابنتي ومتخربيش على نفسك، وأهم حاجة تغيري أسلوبك والتصرفات اللي بتضايقه متعملهاش.

زفرت فاطمة بضيق: هو أنا باعمله أيه يعني، ده أنا على يدك بعامله بما يرضي الله، ومديله حقه بزيادة.

أجابتها رانيا بهدوء: ياستي عمليه بالفضل مش بالحق، يعني بلاش كل شوية تجيبي سيرتهم وتشتكي من اهتمامه بيهم عشان ميحسش أنك بتكرهيهم وعايزة تفرقي بينه وبينهم وساعتها يتمسك أكتر بيهم ويحاول يفرض وجودهم عليكي، وأوعي تقارني أو تخيريه بينك وبينهم، يا بنتي كبري مرة عليكي ومرة عليهم.  

زفرت فاطمة بضيق: أكتر من كده تكبير يا رانيا، ده يوميا هناك وأنا مبنطقش.

زفرت رانيا بنفاذ صبر: ماهو عشان كده عايزكم تنقلوا هناك، متفتكريش أنه مرتاح كده، ده مضغوط أكتر منك، ومحتاج اللي يطبط عليه، لكن ولو فضلتي تزني كل شوية وتضغطي عليه أكتر هيميل للجنب اللي يريحه وحاسين بقيمته وتعبه، الرجل بعد الجواز محتاج يحس أن مراته مقدرة تعبه وكل اللي بيعمله عشانها.

هتفت فاطمة معترضة: يعني هو اللي مضغوط وأنا اللي مرتاحة يعني، وحتى مليش حق أن افتح بوقي ولا حتى اعاتبه، لما يجي عليا.

أردفت رانيا بحنان أمومي: يا حبيبتي عاتبيه براحتك ده حتى بيقولوا  العتاب محبة، لكن العتاب مش الخصام والقمصة، المفروض تبقي فاهمة الأول تعاتبيه أمتى وأزاي مش تحسسيه أنك بتخانقيه وتقولي بعاتب، هي شوية حاجات بسيطة بس لو راعتيها تكسبي جوزك لصفك ويديكي عينيه.

تكلمت هناء لأول مرة منذ بدأ الحديث وهي تسأل باهتمام: حاجات أيه دي، وتكسبه أزاي؟

اندفعت رانيا تشرح مقاطعة تلك المصمصة الصادرة عن شفتي شوقية: تحسسه أنها مقدرة اهتمامه بأهله، وأنه راجل بجد عشان متخلاش عن اللي منه وبيهتم بيهم،  هيفرح وتلاقيه لوحده بيزود اهتمامه بيها، وتهتم هي كمان بأهله، وتسأل عنهم، ولو تقدر تساعد بحاجة تساعد وتخف عنه بدل ما تشتكي أنه بيساعدهم.

ضحكت شوقية متهكمة: متجبلوش ديفيدي بالمرة. 

تجاهلتها رانيا وهي تسأل فاطمة باهتمام: ناوية على أيه يا فاطمة.

غمغمت فاطمة مترددة، ربنا يسهل احنا أصلا متخاصمين ومش هينفع اكلمه دلوقتي.

أخبرتها رانيا مشجعة بحماس: ابعتيله بس انت كام كلمة حنينة على الواتس، وممكن لينك بوست ولا اتنين لشيوخ ناقشوا المواضيع اللي زي دي بلين وحكمة كده، وأهو النهاردة السوق خليه يرجع يلاقيكي عاملة أكلة حلوة وبعد الأكل أقعدوا على رواقة اتفهموا واتكلموا، [مشددة بلهجة ذات مغزى]عشان توصلوا لحل مش عشان تثبتي أنك أنت اللي صح، لأنه وقتها هيعند أكتر ومش هيسمعلك، ولو مقصر في حاجة الفتي نظره بدلع كده هو أنا اللي هافهمك ده أنت الدلع كله.

صاحت شوقية مستنكرة وقد ساءها تجاهل رانيا لرأيها أكثر من مرة: أكتر من كده دلع دي فاتن كانت لسه بتشتكي من المزيكا والرقص.

أخبرتها رانيا هادئة وقد اطمئنت لهدوء فاطمة النسبي، فمعرفتها بها تؤكد لها أنها ستركن للصواب: مش هاكدب وأقول أن الموضوع ده مش مهم، بس مين قال أنه الأهم، في حاجات تانية كتيرة لو متوجدتش الحياة بتخرب مهما كانت الست مهنية الراجل  ومدلعه، والراجل اللي يستكفى بساعات قصاد حياة كاملة ميبقاش رجل أصلا، ودكتور يوسف مش كده ولا أنت يا فاطمة نفسك هترضي تعيشي مع راجل دي طريقة تفكيره، والحمد لله أنكم متوافقين بأموركم الخاصة، لكن الأهم أن التوافق ده يكون موجود في نواحي تانية أهم وابقى. 

زفرت رانيا براحة وهي تستمع لصوت فاطمة الهادئ: عندك حق يا رانيا، خلاص لما نرجع من السوق هاشوف هاعمل أيه.

اندفعت هناء بحماسة: أيوه، ركزوا في السوق، أمال فين تونة مصحيتش ليه.

اجابتها رانيا ببساطة: هي كلمتني وأستأذنت نجيب لها حاجتها معانا، عشان تريح شوية قبل ميعاد رجوع هاشم من الشغل، [بسعادة وحماس] وعلى فكرة بتطمنكم أن الخطة ماشية تمام التمام، والزبالة دي تقريبا هتتجنن ومش فاهمة هو بعد فجأة كده أزاي، وأخر مالقيت حساب فاتن مشغول علطول، بعتت لها رسالة، بس فاتن قالتلها معلش مشغولة في الكلام مع جوزي.

انطلقت ضحكاتهن بسعادة، بينما وجدت شوقية بالخبر تعويضا عن تخطيها منذ قليل، فأردفت بخيلاء: مش عارفة من غيري كنتم عملتم أيه، عشان تعرفوا بس قيمتي، وأن أفكاري هي الصح.

غمغمت رانيا بلهجة ذات مغزى: في الخير يا شوشو، في الخير.

هتفت فاطمة تنهي تلك الحرب الباردة: أنتوا لسه هتحكوا، زينهم زمانه على وصول، روحوا لبسوا العيال واجهزوا خلينا نلحق نروح ونيجي.

انفض الجمع وكان كل ما يصله بعد الهمهمات أو صرخات بأسماء الصغار.

دقائق ووجد زينهم أمامه يمد له يده بمفتاح وهو يهمس له باهتمام: ده مفتاح البوابة تحت أول ما أمشي بيهم، أخرج أنت علطول، أمسك الطريق على يمينك لاتحود شمال ولا يمين هتلاقي نفسك بقلب السوق.

القى كلماته وهو يهرول نزولا بعدما استمع لنداء شوقية المحتد، تابعه بنظره وهو يحمد الله أنه لم يعرف بعد ببقاء فاتن بالمنزل، وألا لمنعه من الخروج فهو لا يعلم بأنها نائمة، بمجرد استماعه لصوت الدراجة يبتعد، هبط بهدوء محذرا أن يصدر عنه أي صوت، بمجرد خروجه من البوابة الخارجية سحب نفسا عميقا من الهواء النقي حوله، وبرغم أنه لم يكن حبيس غرفة زينهم وأن السطح مفتوح هواءه حر كهواء الشارع، إلا أنه شعر بأختلاف تأثيره على رئتيه، ففوق السطوح كان كعصفور ربط بخيط طويل يسمح لهو بالطيران نعم ولكن بحدود، ولكن الأن قطع الخيط وشرع جناحيه بسماء الحرية ولو لساعات معدودة.

التزم خط السير الذي رسمه له زينهم، وبعد دقائق معدودة ظهر السوق أمامه، حث السير بهمة حتى دخله متلهفا لرؤية البشر والأختلاط بهم، سار يشاهد المعروضات بحماس وبعد فترة قصيرة، تفاجأ بصوت زينهم يصله قائلا: حمد الله على السلامة لفوا لفتكم وأنا هارجع لكم. 

التفت لاتجاه الصوت بلهفة، كانت دراجة زينهم البخارية تقف جانبا، بينما تترجل من كابينتها خمسة من النساء، تمعن بهن يحاول معرفة شخصية كلا منهن من خلال ما يعرفه عنهن، كانت أول من نزلت سيدة جميلة ذات زينة متقنة، تبعتها تلك العابسة ذات الوجه الحزين، تلتها سيدة متوسطة الجمال تعلو وجهها تعبير مريح للعين، تمسك بيدها سيدة محتشمة تغض بصرها أرضا بحياء، وأخيرا سيدة جميلة بلا زينة تعلو وجهها ابتسامة راضية.

صرف نظره عنهن مبتعدا وهو يرى زينهم يرمقه بضيق وعدائية  ملحوظة، ولكنه كان قد رآهم على نحو كافي لتمييز شكلهم وتذكره، فأخذ عقله يربط تلك الأشكال بما يعرفه عنهم، ليستنتج ان رانيا هي إحدى الجميلتين أما أنها الجميلة ذات الزينة المتقنة، أو أنها الجميلة بلا زينة ذات الابتسامة الراضية وأن كان يرجح أنها الأخيرة، بينما يظن أن فاطمة هي الأولى فتلك الزينة المتقنة تتوافق مع شخصيتها المنطلقة، أما تلك السيدة متوسطة الجمال فمن المؤكد أنها شوقية، أما المحتشمة الخجول فمؤكد أنها هناء وأن كان مظهرها الأكبر من سنها الحقيقي يعود لملابسها الفضفضة لغيرة زوجها الشديدة، ومن المؤكد أن سيدة بتلك الظروف التي سمعها عن تلك الأرملة شقيقة يوسف لن تكون سوى تلك العابسة ذات الوجه الحزين.

كاد يجزم بصحة تخميناته بشأنهن وهو يتجول فاحصا المعروضات، بسعادة حبيس خرج أخيرا للحياة، جذب انتباهه بعض الفاكهة الطازجة، فقرر شراء بعضها كهدية، فزينهم نبه عليه ألا يشتري أيا من الأطعمة فهو كفيل بها، وقف يلتقط تلك الفاكهة واضعا أياها داخل أحد الأكياس، ليرتفع صوت شوقية من خلفه تسأل البائع بحدة: هو مفيش مرة تجيب حاجة صابحة.

التفت بشكل لا إرادي لتتسع عينيه بصدمة وهو يرى أن صوت شوقية يصدر عن تلك الجميلة ذات الزينة المتقنة، بينما تتمسك بيدها كطفلة تائهة تلك العابسة ذات الوجه الحزين التي ولصدمته للمرة الثانية كانت هناء حيث استمع لصوتها الطفولي معلقة: المحاجة حلوة أهي يا شوشو.

لكزتها شوشو خفية تمنعها من الاعتراض حتى تستطيع التفاوض بإريحية.

حمد الله أن أيا منهما لم تنتبه لتحديقه بهما، ليلتفت دافنا وجهه بالمعروضات متظاهرا بتفحصها، ليتنفس الصعداء بمجرد ابتعدهما.

لم يتخيل أن تخيب توقعاته لهذا الحد، تحرك دون إرادة يبحث عن الباقيات ليعرف لأي مدى صابت باقي توقعاته أو خابت


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منى الفولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة