-->

رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 40 الثلاثاء 16/7/2024

   قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية نابغة بعصر الأغبياء

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الأربعون


تم النشر يوم الثلاثاء

16/7/2024

❈-❈-❈


لم تحبذ أبدا أن تفعل ما طلبه منها ولكنها وصلت لمرحة معينة بحياتها تيقنت أنه لا رجعة عن اقتراف بعض الأفعال فقط من أجل استمرار حياتها ونيلها مبتغاها بالعيش مع حبيبها الأوحد الذي لم تذق معنى للحب سوى معه هو، تنهدت وزمت شفتيها بحنق وهي تشعر بالتقزز لمجرد فكرة لمسه لها، ولكنها منت نفسها أن ربما كان السبب وراء فشل التعويذة هو رفضه للامر، والآن بعد أن تلبي له طلبه قد يوافق دون قيد أو شرط.


تمهلت لحظة وهي تنظر لملامحه المبتسمة وتمتمت بداخلها:

-ماذا إن كان يتلاعب بي وبعدها يرفض إتمام التعويذة؟ ماذا سأفعل وقتها؟


اقترب منها حتى بات ملاصقا لها وأمسكها من ذراعيها وهمهم بخفوت:

-ما بكِ؟ هل تشعرين بالتردد؟


لم تجب بل ظلت مطرقة رأسها لاسفل فزاده جمودها غضبا فهدر بها:

-أنا لن اقوم بمضاجعتك رغما عنكِ بنترشيت، إن لم تكوني موافقة فاتركيني أذهب إلى غرفتي.


تحرك بالفعل ولكن بتباطئ نحو باب الغرفة الفندقية ولكنها همست بضيق:

-لا تذهب .


التفت سريعا ناحيتها مبتسما وسألها:

-إذا ً ستشاركيني الفراش بمحض ارادتك أليس كذلك؟


أومأت له مقتضبة فهمهم بضيق:

-ولما اﻻقتضاب يغزو ملامحك هكذا؟ 


ردت بضيق:

-لماذا برأيك؟ أنا أفعلها فقط حتى توافق على تأدية المراسم بالغد و...


قاطعها متسائلا:

-وهل تثقين بي لهذة الدرجة أن تسلميني نفسك تلك الليلة على أمل أن أفي بوعدي لكِ غدا!


رمقته بنظرة متشككة وتسائلت بنفسها:

-هل يقرأ ما يدور بداخل عقلي؟ ألم يدور هذا الحديث تواً بخلدي؟


انتظر منها إجابة ولكنها صمتت؛ فاقترب منها وهمس لها بنبرة مثيرة:

-ستستمتعين معي لا تقلقي وبعدها من الجائز أن تطالبيني بالمكوث واﻻستمرار معكِ وقد تتناسين أمر فرعونك إلى الأبد.


لم تستطع مجاراته بالحديث من عظم مقتها له ولكنها أومأت له على كل حال ليقترب منها أكثر وأكثر وانحنى بجذعه هامسا من جديد بأذنها:

-لن تنسي تلك الليلة.


فور أن أنهي كلماته دفن رأسه بتجويف عنقها وبدأ بتقبيلها قبلات طويلة وشبقة حاول فيها أن يجعلها تحلق معه بآفاق الإثارة وبدأ بخلع ملابسه وهو يتحرك بها صوب الفراش الموضوع بغرفتها الفندقية.


لحظات مرت عليه وهو يقبلها بأنحاء جسدها و كلما حاول نزع ملابسها عنها وجدها تتشبث بها فابتعد ليحاول من جديد بعد مدة من التقبيل وهي حتى اﻵن لم تتركه يتلمس شفتيها ولو لمرة واحدة.


ابتعد بجسده ينظر لها متحدثا بضيق:

-هذا لا يعتبر مشاركة فراش عزيزتي قيثارة الحب، أنه اغتصاب مقنن.


عقبت على حديثه متسائلة:

-ماذا تعني؟


رد بغضب:

-تجاوبي معي واللعنة.


أدارت وجهها للجانب اﻻخر وهي حقا لا تستطيع أن تتجاوب معه ولو حتى بالكذب، و لكنه زمجر بشراسة مبتعدا عنها و صارخا :

- تبا لك ، حسنا لكِ ما تريدين .


التقط قميصه الملقى على الأرض وحاول المغادرة، فهرعت ناحيته متمسكة بذراعه وتوسلته:

-رفقا بي بيتر، انا اخون زوجي وحبيبي فاﻷمر ليس بهين.


ابتسم بزواية فمه و رد بوقاحة:

-تخونين عشقيك الذي قمتي بخيانة زوجك معه والآن...


قاطعته باكية:

-لم يحدث، أنا لم أكن سوى زوجة وعشيقة الفرعون سيتي مر إن بتاح.


غمز لها بطرف عينه بسخرية وأضاف:

-نعم، لكِ أن تظلِ تعيشين على ذكراه إن كان هذا ما تريدينه!


نفت برأسها وتعلقت برقبته وهمست بدلال مزيف:

-حسنا بيتر، لك ما تريد ولكن رفقا بي.


ضحك ساخرا وهمس لها:

-ماذا أطلق عليكِ المصريين؟


صمت ليتظاهر بالتذكر وأجاب نفسه:

-آه، ملكة اﻻفاعي أليس كذلك؟ بالفعل معهم حق، كم تتلونين وتغيرين جلدك مثل اﻻفعى تماما وأنا ارى صدق حديثك وتحاور وجهك ليصبح التصنع كحقيقة.


زفرت بضيق وقالت:

-هذا ما عندي، أنا حقا لا أعلم ما تريده! هل تريدني بملئ ارادتي وأن أرغب بك ايضا؟ هذا درب من الجنون.


قبل وجنتها وقال مداعبا:

-إذا تصنعي عزيزتي، فالتصنع لن يضر احدا هنا.


تململت بين أحضانه وتلوت بجسدها لا تقو على اﻻستمرار فشعرت بالرفض التام من لمساته ولكنها ظلت تتصنع التقبل ولكن من تخدع؟ ارتفع بجسده قليلا ونظر لها بأعين ثملة من الإثارة ولكنها غاضبة أيضا وزمجر بضيق:

-اللعنة على هذا، متى ستتجاوبين معي؟


زفرت بأنفاسها ودمعت عيناها وهي لا تقو على التماسك وردت بخفوت:

-أنا احاول، رفقا بي بيتر.


عاد يدفن وجهه بعنقها يوزع قبلاته الرطبة ويغازلها هامسا:

-أجمل من رأت عيني أيتها الفاتنة، أكاد لا اطيق صبرا حتى اضاجعك بنترشيت.


ظل يقبلها باثارة وهي لا تتجاوب معه، مكرهة على الاصطناع فتكلم بجدية وحدة في آن واحد:

-هل ترفضينني كل هذا الرفض من أجل مشاعرك للفرعون سيتي؟


ابتلعت ريقها وجاهدت لتجيبه:

-أنا أحاول صدقني و...


قاطعها بغضب:

-فقط اجيبي.


أومأت له وهي توضح:

-لم يكن باستطاعتي فعلها إﻻ معه.


اضمر بغضب مقوسا حاجبيه وسألها:

-وهل كانت تلك حالاتك عندما كنت متزوجة ويحاول إمام التقرب منك ومضاجعتك؟ هل كنت تقابليه بكل هذا الجفاء؟


اشاحت بوجهها عنه فابتسم وقبل ارنبة أنفها وهو يقول:

-آه قيثارة الحب، أعشقك حد اﻷلم يا فتاة.


رفعت وجهها ناحيته بذهول فتلك الجملة هي خاصة بهما وحدهما لا يعلمها سواههما فركزت بصرها بملامحها المسترخية والمبتسمة وهمهمت بخفوت:

- مولاي سيتي! هل هذا انت؟


أومأ لها مبتسما واقترب حتى يقبلها ولكنها ابتعدت عنه بغضب وقالت:

-لا لا لا يمكن، عيناك زرقاء وعين مولاي عسلية، انت تحاول خداعي حتى اوافق على مضاجعتك أيها اللئيم.


اقترب منها ولكنها هرعت مبتعدة فهتف بضيق:

-تعالي هنا يا صغيرة.


رفضت بحركة من رأسها فقال مؤكدا:

-أنا هو أنا، سيتي مر إن بتاح فرعونك وملكلك وزوجك أيضاً، ما بكِ قيثارة الحب؟


رفضت بشدة وهمهمت:

-لا، أنت تكذب، لا يمكنك فعل هذا بي.


حاول اﻻقتراب منها، ولكنها لم تكن لتدعه يفعل وهي مصره على رأيها فقال بحدة:

-حسنا توقفي الآن عن افعالك وانظري لي فأنا لن اقترب منك ولكن توقفي.


فعلت ونظرت له فابتسم وأردف:

-اسأليني عن شيئ لا يعلمه سوانا قيثارتي حتى تتأكدي انني هو.


ظلت تنظر له بحيرة فما عليها أن تسأله فهو سؤال صعب للغاية فتلعثمت وهي تقول:

-ماذا كنت أرتدي أول يوم رأيتني بالمعبد يوم حفل تتويجك؟


اتسعت بسمته لتلك الذكرى فكأنها حدثت باﻷمس وهو يتوج من قِبل والده الراحل ورؤيته لتلك الفاتنة التي سلبت لبه بزيها الكتاني الأبيض المائل للاصفرار قليلا وطويل ولكن به فتحتان من جانبي قدميها تصل لبداية فخذها الخمري ومزين بحزام من الذهب الخالص واضعة لطوق من الزهور أعلى رأسها كتاج ملكي زينها وجعلها فى نظره أجمل نساء اﻻرض وتمسك بيدها سلة من بتلات الورود والزهور تقوم بإلقائها عليه أثناء سيره أمام الجميع وهو مارا بتجمع الكاهنات التي كانت هي معهن.


أغلق عينيه باستمتاع وهو يجيبها بشغف وعشق تخطى آفاق التصور والقبول :

-رداء كتان أبيض مائل للاصفر، حزام ذهبى، شعر أسود مموج يزينه تاج من الزهور البرية.


ابتلعت ريقها وهي لا تصدقه أبدا فانتفخت فتحتي انفها وعادت تسأله:

-لا اصدقك فأنت عالم أثري ومرشد سياحي باﻻساس بيتر وتستطيع معرفة لون الزي الخاص بالكاهنات، فهذا ليس بامرا جللا.


ضحك عاليا وقال:

-لقد أجبت سؤالك حبيبتي، أنتِ من اخترتِ هذا السؤال فإن لم تكن إجابتي مقنعة فاسأليني شيئا آخر.


سحبت أنفاسها وهي تعلم جيدا بأن القادم لا يمكن أن يعلمه سواه فسألته بترقب:

-السرداب المؤدي لغرفتك السرية التي كنا نلهو بها سويا، أين يقع بالتحديد؟


غمز لها مبتسما واقترب منها فابتعدت أكثر حتى حاصر جسدها بين جسده وباب الغرفة الفندقية وانحنى بجانب أذنها هامسا:

-الباب الرئيسي بداخل معبدي بأبيدوس، وأما الباب الآخر يقبع بداخل جناحي مارين منه بأسفل الحديقة التي تقع خلف المعبد حتى نصل للحجرة التي كنا نلهو بها سويا وأضاجعك بقوة وأنا أسمع صراخك باسمي حبيبتي.


رفعت عينيها تنظر له بغضب بعد أن تأكدت أنه هو ملكها وحبيبها سيتي فقالت بضيق:

-لما فعلت هذا بي مولاي؟ كدت أجن بسبب اعتقادي بفشل التعويذة؟


رد صارا على أسنانه:

-أردت وضعك تحت اﻻختبار حتى أرى إن كنتِ على استعدادا بالتفريط في نفسك من أجلي! ولم تخيبي ظني.


رمقته بنظرة متحيرة لنظراته الباردة وهي لا تعرف إن كان يطري عليها أو يذمها، ولكنه لم يعطها الوقت ولا الفرصة لتظن انه يثني عليها بحديثه فاستطرد هاتفا بحدة:

-لا زلتِ عاهرة لعينة بنترشيت، أنا لم أمس امرأة غيرك منذ أن وضعت زوجتي تويا لابنتي الصغرى (حنوت مي رع) ولكنك لا تكفين عن خيانتي.


صرت على أسنانها حتى كادت أن تحطمهم من الغيظ وهي ترد بشراسة:

-وقد أفعل أكثر من ذلك لأجلك، وإن كنت لا تُقدر هذا فلا حاجة لي للتفسير اكثر ويكفي أنك تلاعبت بي كما تفعل دائما.


دفعته وابتعدت عنه فظل محدقا للباب يوليها ظهره وهي تذهب بعيدا جالسة على الفراش فتحدث بقوة وغضب:

-عودي لمكانك.


لم تفهم ما يعنيه ولكنها رفضت على كل حال:

-لا.


اتسعت حدقتيه ولازال محدقا بالباب وهدر بغضب مرددا:

-قلت عودي مكانك اﻵن بنترشيت الوضيعة.


زفرت بضيق ودبت الأرض بقدميها متذمرة كالاطفال وتحركت لتنحني من أسفل ذراعه المسندة على الباب حتى تلصق ظهرها على سطحه لتعود حبيسة ذراعيه وأطرقت رأسها لأسفل تشعر بالذعر فقط من ردة فعله الآن بعد اختباره اللعين هذا.


ظلت أنفاسه العالية تهدأ رويداً رويداً حتى هدأ تماما وانحنى دافنا رأسه بتجويف عنقها وتحدث بشبق وهو على تلك الوضعية:

-أعلم أنك مستعدة على التخلي عن حياتك حتى لأجلي وكم سعدت لرفض جسدك اﻻستجابة لغيري إن كان مع الحقير إمام أم بيتر هذا الملعون الذي ارتدي جسده مضطرا.


ارتفع بجسده ونظر لها فوجدها مطرقة لرأسها، فوضع أصابع يده أسفل ذقنها ورفع وجهها ليجبرها على النظر له وسألها بحنين:

-ما بها صغيرتي؟ 


لم تعقب ولكن دموعها غزت وجنتيها فمسحها بأنامله وكوب وجهها براحتيه وهمس برقة:

-أعشقك حد الألم قيثارة الحب، ها قد اجتمعنا من جديد ولن يفرقنا شيئ بعد اﻵن.


حاولت إخفاء بسمتها ولكنها فشلت فانحنى يلتقط شفتيها بقبلة عميقة استجابت لها فورا؛ فحلقت فراشات ببطنه من استجابتها له بهذا الشكل فحملها واتجه بها للفراش.


اراحها برقة واعتلاها وظل يقبلها بنهم وشراهة وهو يتمتم:

-افتقدتك وافتقدت لمساتك حبيبتي.


ردت وهي بحالتها المنتشية:

-وأنا ايضا مولاي، اشتقت لك حد الألم.


باشر معها ممارسته وهي تتأوه أسفله من فرط نشوة الشعور حتى فاضت مشاعرهما واندمجا بكيانهما معا بعشق قد عاصر المخاطر واﻻهوال ولازال يمر عليه الكثير من الصعاب ولكنه صامدا لا يهتز او يتزعزع ابدا .


تنهد وهو يحتضنها فشعرت بأنفاسه المضطربة فسألته هامسة:

-ما بك مولاي؟


قبلها من تجويف عنقها ورد متهربا:

-فقط آلمني اشتياقي لكِ قيثارتي.


اعتدلت بجسدها تنظر له بغير تصديق ورفعت حاجبها تنظر له بمكر فضحك على منظرها الطفولي وهي تقول:

-هيا اخبرني ما بك؟


تنهد يسألها بحيرة:

-أنت دائما على أتم استعداد للتضحية بالنفيس والغالي من أجلي، أليس كذلك قيثارة الحب؟


أومأت مترقبة مغذى حديثه فتابع:

-وعلى استعداد أيضاً للتخلي عن طفلتنا من أجل أن نظل سويا أبد الدهر؟


هزت رأسها مجددا ولكن ظهر التوتر على ملامحها فابتسم ليزيل خوفها البادي عليها:

-إذا ما رأيك إن عدنا للحياة بمصر القديمة ولكن تلك المرة نعيشا كعامة الشعب بعيدا عن القصر والحكم والمعبد بكهنته وحراسه؟


ابتسمت تتمنى متنهدة:

-يا ليت هناك تعويذة تفعل ذلك.


بادلها الابتسام وهز رأسه مؤكدا:

-بلى يوجد ولكنها تتطلب تضحية كالعادة.


جعدت وجهها وتنفست بصوت عال تنظر له بانتظار أن يخبرها عن التضحية تلك المرة فابتلع ريقه وقال:

-سنعود لعالمنا بحقبة زمنية ليست بالبعيدة، بعصر ولي عهدي رعمسيس ولكن ثمنا لهذا سنقدم تلك الصغيرة لتسكن جسد دورثي فالمعبود حورس يريد استخدامها لتساعد الأثريين بالكشف فقط عما يود كشفه من أسرار حضارتنا.


لمعت عيناها فامسكها من كتفيها يضيف:

-أنت بالفعل وافقت على تقديم حنينك كقربان لتكن في خدمة المعبود حورس، فقط التنفيذ ما سيختلف


تنهدت بحزن وسألته:

-وماذا عن بيتر؟ ما سيحدث له.


ابتسم يخبرها:

-سيعمل بخدمة المعبود حورس هو الآخر، والآن بالتحديد يتعلم على يده ليصبح كاهنا وبعدها سيعود لجسده عندما انتقل أنا برفقتك لعالمنا وبالتأكيد سيكمل الطريق برفقة دورثي لتوجيه الأثريين لما يوده حورس.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية نابغة بعصر الأغبياء ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة