رواية جديدة حرمان الهوى لكيان - الفصل 13 - الخميس 22/8/2024
قراءة رواية حرمان الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حرمان الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة كيان
الفصل الثالث عشر
تم النشر يوم الخميس
22/8/2024
هل كل هذا أنتِ؟
غامضة وواضحة وحاضرة و غائبة معاً..
عيناك ليل حالك ... ويضيئني..♡
_محمود درويش
أندفاع الباب وظهور سيف من خلفه هذا ما لم تتوقعه رغم يقينها التام أنه سيأتي، جاهدة لإيجاد مبرر لدخوله بتلك الطريقة ليقول:
"أنا سمعت صوت زعيق هو فيه حاجه"
رمقة جميلة "ورد" بنظرة اشمئزاز قبل أن تبصق عليها:
"جاتك القرف خليفة تعر"
من ثم تركتها وغادرت فور خروجها أنهارات ورد في نوبة من البكاء المزيف الذي أتقنته بشدة ثم قالت:
"بدأت تشك فيا دي تموتني لو عرفت انا هموت نفسي وخلص"
أخرج سيف تنهيدة مثقلة قبل أن يتقرب منها ويخرج تلك الكلمة التي طال أنتظارها:
"النهاردة هنتجوز"
حاولات عدم إظهار تلك الفرحة التي غمرتها رفعت رأسها تنظر إليه ثم قالت في أستعطاف:
"هو شهر واحد يا سيف صدقني مش هزعلك"
مد يده يساعدها على الوقوف تمسك هي بكف يده وتنهض عن الأرضية ثم قال:
"أول ما ألاقي فرصيتي النهاردة هنروح نكتب الكتاب"
"أنت هتخبي عليهم ما هما كدا كدا هيعرفو"
أشاح بوجهه في حنق:
"أبقي تتحل بعد كدا، يلا علشان تفطري"
❈-❈-❈
وضع ساق فوق ساقع يتابع الجالس أمامه بثقة تزداد كلما لمح الخوف بعنيه، خرج صوته من حنجرته ثابت، ولكنه الجلوس أمامه أفضل من سكوته الذي يرعب، ليقول يونس:
" تحب تدفع كاش ولا هناخد بيهم بضاعة"
حمحم شريف في محاولة للبعد الخوف عن صوته وإظهار الثبات ثم قال:
"مش هدفع واعمل اللي انت عايزه روح قدم الشيكات ألي معاك للحكومة"
أنفرج يونس في الضحك ليستغرب شريف رد فعله أمتلك دليلًا أخر غير تلك الوريقات التي تدينه ليضحك بهذه الثقة، هدت قهقهت يونس لميل للأمام قليلًا ثم قال بتوعد:
"مش يونس مهران إلى الحكومة تجبله حقه دراعه لسه متقطعش والشيكات الي معايا ولا تلزم أنا عندي مليون طريقة اخسرك قد النص مليون عشر مرات وخليك تيجي راكع علشان أنا أخد الفلوس دي ومش هرضي وقتها"
حرك يونس ذلك القلم القابع فوق المكتب أمامه ثم أكمل:
" يونس مهران محدش يقله لأ، محدش يفكر علي عليه في منطقته "
ثم وقف عن معقده يمنح الجالس مكانه نظرت ثق وقال:
" علي العموم السبوع لسه مخلصش، ويونس مهران هيدلعك شوية الفترة الجاية خد بالك "
ثم غادر، تبًا ماذا سيفعل الآن كان بظن عند حصوله علي تلك الورقات التي تدينه سينتهي كل شىء تنسي أن يونس مهران
يأخذ حقه كيفما يشاء.
أخرج هاتفه ببحث عن رقم تلك الفتاة أو السيدة اللعنة كل ما يريد الآن هو أن يتواصل معها هي واحدة ستفيده في الانتقام من هذا المتعجرف:
"عايز أقبل النهاردة وهديكي الي أنتِ عايزه"
❈-❈-❈
يقاد يختنق هنا لا ضوء حتى الهواء معدوم هنا أيضًا إلي من ذرات أكسجين قليلة، يصرخ منذ الأمس حتى تقطعت حباله الصوتيه ولم يجبه أحد، تهلل وجهه عند سماعه صوت اقدام ليعود لصراخ:
"اتتوا يا زبالة طلعوني من هنا انتوا مش عارفين أنا مين، دا أنا أوديكم في ستين دهية"
شعر بنحنا ذلك الشخص إلي مستواها والذي لما يتعرف عليه إلا عندما قال:
"ياخي حتى وأنت تحت رحمتي بدل ما تبوس رجلي بتزعق برضو بس هنقول أيه الدلع يعمل أكتر من كدا"
ابتلع تلك الخاصة الخائفة في حلقه ثم قال:
"هو أنت خدت حقك عايز إيه مني"
انفجر نوح في الضحك كم هو لطيف ومضحك أيظن أن ذلك الضرب المبرح الذي تلقاه البارحة هو مقابل ما فعله، ما فعله يستحق ان يقتل عليه ولكنه رحيم للغاية لذلك سيفعل الاسوى من قتله.
أرتعش جسده اخفته تلك الضحكة وما تبعها من قول حيث أكمل نوح:
"وانت مفكر علشان مخلتش حته سليمه في وشك يبقي كده خلاص، ولا علشان عمي يونس حلف لتقعد هنا أسبوع من غير أكل ولا شرب لحد ما تتجنن، ويمكن علشان أنا هخليك تخسر شغلك كدكتور وحقيقتك الوسخه بانت للناس كلها"
عاد لجلوس لمستواه مرة آخرى ثم أمسك بتلابيب قميصه:
"بس طلعت خربها يخربيتك عشرين ممرضة في المستشفى شهدو عليك، أوعدك سما هتبقي نهاية مسيرتك"
مجرد معرفة ما سيحدث وما حدث به أصابه بالجنون هو كذب لأن يخسر وظيفته ولان ويبقي هنا أسبوع هو يمزح بكل تاكد:
"أنت كداب انت متقدرش تعمل كدا البلد مش سايبه وصحبي هيدور عليا وهيلاقوني"
مط نوح شفتاه وهو يشمر عن سعده ثم قال:
"والله أنك متصدقش دي حاجه براحتك، علي العموم أنا جاي اصبح عليك"
استمع كل من بلخارج ألي صراخه حتى تلك التي حلقة بنوح فضولا لتعرف ماذا حل بذلك الكريه، صرخه جعلها تشعر بتشفي، حقها يأخذ فهي ليست مثل باقي الممرضات هي تعيش في بيت يونس مهران وزوجة لنوح مهران، لن تندم ابدًا بزواجه منه هي تثق بذلك.
تحركت للخارج بعد أنقطاع صوت صراخه لتعلم أنه فقد الوعي تلك السعادة التي تغمرها، فور دخولها من باب القصر حتى رقضت إلي المطبخ تحضن شقيتها لتشهق شهد:
"حرام عليكِ يا سما خضتيني"
قبلت سما خدها ثم قالت:
"انا عمري ما هندم أني أتجوزت نوح"
أستدارت شهد تعطي شقيقتها نظرة واثقة:
"يارب يا حبيبتي يارب نوح راجل ومن نظراته بيحبك"
" بقولك إيه هو دلوقتي يجي عايزه أعمله حاجه حلوة"
شكستها شهد بغمزه وهي تقول:
"ايوه يا سيد، تعالي يستي نعمله حاجه حلوه"
دقائق مرت حتى أنتهت من أعداد تلك الحلوى لا تنكر مسعدت شهد لها ولكنها حاولت على أي حال، حملت الطبق الذي يحتوي الحلوى باناملها الرقيقه متوجهت به للخارج.
رفع نوح عنيه عندما شعر بها ليجدها تتقدم منه بستحياء حاملة ذلك الطبق، ترك هاتفه جنبًا:
"أي دا"
أعطته الطبق في حماس تنتظر رأيه فيما صنعت:
"عملتلك حاجه حلوة ضوق وقلي رايك"
يبدوا أنها تشفي سريعًا أعجبه ذلك، بدأ بتناول تلك الحلوى الباردة همها بإعجاب:
"حلوه أوي تسلم أيدك بس دا من أمتى"
طلعته بامتنان شديد من ثم همست:
"من النهاردة هنبدأ من جديد"
تاكد من خلو المكان ثم امسك بيدها يقبلها:
"اوعدك مش هتندمي"
احمر وجهها خجلًا ثم تهربت:
"أنا هقوم أساعد شهد في الغد"
❈-❈-❈
مرات ساعات حتى ات موعد الغداء آخرًا أت وات معه مفاجأة أذهلت الجلسين، دخول سيف يمسك بيده كف ورد التي تمسكت بالسكوت وتمثيل الخوف.
عقد يونس حاجبه مستغرب هذا الموقف:
"أنت كنت فين و ورد بتعمل أيه معاك"
"أنا أتجوزت ورد"
لما يستمع أي منهم لأي صوت بعد حديث سيف السكوت فقد حتى يونس لم تسعفه كلماته سوى كلمة وحدة خرجت منه:
"أنت بتقول إيه"
أغمض سيف جفونه يتشبث بموقفه ليكرار:
"أنا اتجوزت ورد يا عمي يونس"
همسة سما لنوح الجالس بجواره باندهاش:
"نهارها أسود"
"الحقني على المكتب"
قالها ثم غادر إلي مكتبه مناظر أن يلحق به أبن أخيه حتى يتلق حدفه، ترك سيف يد ورد وهمس بحنق قبل أن يحلق بعمه :
"ربنا يستر"
وقفت جميلة عن مكانها تحضن حفيدتها:
"تعالي يا حبيبتي أنا مش عارفه كلهم حلوين وشهم كده هما يطولوا عروسة قمر زيك"
حاولت والدت يونس النهوض عن معقدها ولكنها كادت تسقط لولا يد نوح التي امسكت بها:
"ستي أنتِ كويسة"
همست في وهن شديد:
"وديني علي اوضتي يا ابني"
أسندها نوح حتى غرفتها لحقت به اسما يليها شهد، اما عن منه فقد وقفت عن معقدها متجهة إلى غرفتها تستقبل صدمته دون كلمة واحدة او رد فعل يوحي بها.
انتظرت حتى غادر الجميع وقتربة من حفيدتها:
"برافوا عليكي يا بت ولادي كدا المهمة الاولة خلصت، فاضل بس نشوف سي شريف دا"
في المكتب
تحرك يونس ذهاب واياب ماذا عسى ان يفعل او يقول ومن ثانية إلي الآخرى يلقي نظرة الجالس فوق مقعده لا يجرؤ على نطق كلمة، ضرب يونس بكفه سطح المكتب في عنف:
"أديني سبب وأحد اللي عملته"
"عادي يا عمي اتجوزها هو أنا أجرمت كل الي في سني أتجوزو"
كان رده بارد هادئ لم يقتنع به يونس وان أتوه بملى هذا الكون أعذار لم يقنع بواحد منهم لا شيء يبرر زواجه منها:
" لا مش عادي يا سيف، عارف لو اي بنت في الدنيا أن شاء كلبه كنت هقول هو حر دا قراره بس ورد… ورد يا سيف "
زفر الهواء من رئتيه ثم حاولا معه بلين:
"سيف لو في حاجه مخبيه قوله صارحني أنا عمك وهخاف على مصلحتك"
عنيه تائهتان هذا ما تأكد منه يونس عندما ارفع سيف عساليتيه يرد أن يقول شيء ولكنه متردد، ليته قال فقد ما صدر من الإنكار:
"لا يا عمي مفيش حاجه"
ادار ظهره إليه ثم أشار:
"روح يا سيف وعلي العموم أنت حر برضو بس متستناش مني أسعدك في حاجه مدام أنا مليش رأي هنا"
حاول سيف التبرير بسرعة:
"يعمي أنا… "
قطعة يونس مشيرًا بيده:
"قلتلك روح يا سيف"
خرج من المكتب منكسر لا يقوي علي فعل شيء سوى انتظار الوقت ليصلح كل شيء اقترب يدق باب الغرفة الخاصة بجدته ثم فتح الباب ليجد الجميع حولها دار، بعنيه يبحث عنها تلك الصغيرة، التي خاف رد فعلها أين هي يا ترى، أقترب من جدته مقبلًا كف يدها، لتهمس هي في تعب:
"ليه يا سيف تعمل كدا ليه أنت كدا خليت جميلة ترجع تاني ويبقي ليها رجل في البيت"
بان الندم في نبرته يتوسل جدته:
"حقك عليا يا ستي والله غصب عني"
ربط جدته على كتفه من ثم قالت:
"روح يا سيف ربنا يهديك"
يبدو انه لا توجد جدوى من أن يسامحه أحدهم الليلة، خرج من الغرفة يجر أذيال الخيبة خلفه، تهال وجه عند سماعه صوت شقيقه ينادي ألتف والسعادة تغمره أحدهم نوى مسامحته الليلة.
آماله كلها تحطمت عندما لقمه نوح وقال:
"روح بقي خليها تنفعك"
إلي هنا وقف كانت تلك الاشارة يخرج كل ذلك التعب النفسي الكتمان دخله ليمسك تلباب نوح يرد له القمة لبيدا بينهم شجار عنيف، متاخد مع بكاء والدة يونس التي أنهارت لقد حُسدت عائلتها المترابطة.
أبتعد كليهم عن بعض فور تدخل يونس الذي فض الاشتباك ثم صرخ في وجههم:
"إيه فيه إيه هي خلاص بقيت سايبه بتضربوا بعض في وجودي مبقاش ليكم كبير كل وأحد بيعمل اللي علي مزاجه:
حاول سيف التوضيح حين قال:
" يا عمي هو الي بدا و… "
قطعة يونس بصوت عال:
"كلكم على برا مشفش حد هنا"
" أنا هفضل مع ستى يا عمي يونس"
هذا ما نطقه به نوح ولكن يونس فتح الباب لهم ثم قال:
"خد مراتك وطلع جناحك، وأنت يا عريس هروح شوف عروستك محدش هيفضل مع أمي غير انا ومراتي"
بدأ كليهما بالانصراف لتبقي شهد بجوار السيدة وداد، أقترب يونس يمسح عبراتها المتساقطة هامس في حنان:
"شوية الكلاب دول مايستهلوشى أنك تنزلي دمعه عليهم"
تبسمت رغم حزنها لتقول:
"الكلاب دول يبقوا أحفادي يا يونس، سيف بالي عمله دخل شطانه وسطيكم وبان سم الشطانه من دلوقتي أنا خايفه عليكم تتفرقوا يا ولادي مش عايزه جميلة تشمت فينا"
حرك يونس كف يده فوق رأسها:
"عمرنا ما هنتفرق يمه اوعدك والعمتي وبنت ولادها أنا هعرف أزي أطلعهم من وسطينا أرتاحي أنتِ بس ومتشليش هم"
أغمضت ورد جفونه ولسانها يردد الأدعية وتتمنى التوفيق لابنها وربيع قلبها، دقائق وغطت في نوم عميق، قبل يونس رأسها مخرج تنهيدة مثقلة ثم ابتعد عنها.
ليقترب من تلك الجلسة فوق الفراش المقابل لفراش والدته ثم رما نفسه داخل أحضانها، خرجت شهقة من فمها معترضة:
"يونس مش هنا"
أغمض جفونه يتمتع أكثر بين أحضانه:
"هنام هنا مع أمي مش هنطلع الجناح، نامي وأنت سكته"
لمَ تمتلك الجرأة من النوم بتلك الطريقة وخصيصا من علمها باستيقاظ السيدة وداد في اي وقت، سرحان ما أسبلت جفونه حين داهمها النوم لتريح رأسها فوق الفراش وتغط في نوم عميق، بينما هو ازداد من احضتانها.
❈-❈-❈
لا تستطيع التوقف عن الضحك لقد نجحت اولى خطواتها التي فقدت الامل فيها استمعت إلي أصوات شجراهم لقد ظنت أن هذا مستحيل حتى يأست التي تلك عديمة النفع وفعلتها:
"خطوتنا التانية تخلي سيف زي الخاتم في صباعك تكرهيه في عمه توريه أن هو بياكل حقهم هيبقى صعب بس أنا معاكِ، المهم أن احنا بقى لينا مكان هنا"
رسمت بسمة متشفي:
"عشت وشفتك يا وداود مش قادره تصلبي طولك"
اقتربت جميلة من حفيدتها تدفعها إلي الخارج:
"أنتِ واقفه هنا ليه يلا روحي شوفي جوزك يلا"
أخرجتها من ثم اغلقت الباب خلفها، لتنظر ورد إلى آثار جدتها في ندم ثم بخطوات ثقيلة اتجهت إلي جناح زوجه، لتجده يجلس فوق فراشه يسند رأسه بين كفيه.
اقتربت في تردد تنطق أسمه:
"سيف… انا"
إلي هنا وكف، يكف ليتفجر بها معبر عن ما يمر به:
"أيه سيف، سيف، عايزه منه ايه سيف، سيف اتخلا عن كل حاجه علشانك وعلشان العيلة الي مش مقدره اللي هو عمله، أن اتخليت عن حب عمري علشان راسنا متبقاش في الطين"
تسقط عبراتها تخرج هي ايضًا ما بجوفه لتقول بصوت متقطع:
"وأنا ذنبي إيه قلت بدل المرة عشرة أنت مش مجبرا يا سيف، كنت هموت نفسي ومحدش يعرف، ذنبي أيه؟، أني حبيتك يا سيف وأنت مش شايف غير منه هانم، ذنبي أن جميلة تبقي ستي وكلكم بتكرهوني لمجرد أني حفيدتها حرام عليكم"
زفر سيف في حنق، أقترب منها يربط علي كتفها:
"خلاص أنا كنت متعصب شوية مش قصدي، وبعدين كلها كام شهر وطلقك والطفل هيبقي بأسمي وكمان أنا هعرف اصلحهم قومي اغسلي وشك وبطلي عياط"
تبًا لما هو بكل هذا الحنان يجعلها تشعر بذنب، مسحت عنيها بكف يدها برقة ثم همست مترددة:
"سيف في حاجه عايزه اقولك عليها"
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة كيان، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية