رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 4
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني
يا مَنْ هواهُ أضْحَي ليَ
الهواءَ
وبدونِ عيناهِ أنا
والخَوَاءُ سَوَاءُ
لو غِبتُ عنكَ مُجرَّدُ
لحظاتِ
عُدتُ إليكَ ذائبً بألفِ
إشتياقِ
رُحماك يا قدريَ السعيدَ
بعاشقٍ
ما عادَ يهوي العيشَ إلا
في هَناكِ
خواطر ياسين
المغربي
بقلمي روز آمين
في الصباح
تملل ياسين بنومته وبدأ
يتمطي بتكاسُل ، بسط ذراعهُ بشدة لكنه توقف في الحال عِندما أدركْ وجود تلك
الغافية بجواره، إستفاقت من غفوتها جراء حركتهُ، وبلحظة كانت تـ.ـدفن حالها
داخل أحضـ.ـانه وتحدثت بنبرة متحشرجة:
-خليك نايم النهاردة في
حُضـ.ـني
مَلـ.ـس علي شعرها بكف
يـ.ـداه وهمـ.ـس بصوتٍ ضعيف مصحوب بتنهيدة:
-مش هينفع يا حبيبي، عندي
شغل مهم في الجهاز ولازم أروح بدري
وضـ.ـمها مُشدداً من
إحتـ.ـضانه لها ثم وضع قُـ.ـبلة بين ثنايا عُـ.ـنقها وتحدث قائلاً :
-نامي إنتِ وحاولي ترتاحي
علي قد ما تقدري، علشان هنخرج نسهر برة النهاردة في المكان اللي هتختاريه وتشاوري
عليه
رفعت وجهها بحماس وهتفت
بنبرة مُبتهجة:
- بجد يا ياسين؟
إبتسم عندما رأي شدة
إبتهاجها، وضع كف يـ.ـده فوق وجنتها يتحـ.ـسسهُ بحنان قائلاً بتأكيد :
-بجد يا قلب ياسين
وأردف قائلاً بإستسماح
وعيناي راجية:
-أنا أسف يا قلبي، أنا
عارف إني قصرت في حقك الفترة اللي فاتت بسبب ظروف سفري المستمر لألمانيا
وأسترسل قائلاً بإستحسان:
- بس أنا عارف إن عقلك
كبير ومستوعبة الظروف اللي كلنا بنمر بيها ومقدرها، أنا وإنتِ وليالي وحتي أيسل
نفسها
أردفت قائلة بصدق ظهر
بَين داخل عيناها:
- أنا مقدرة الظروف كويس
يا ياسين، وفاهمة إن ده مستقبل سيلا وإنك لازم تقف جنبها وتساندها وهي بتحقق حلمها
وأكملت بإبتسامة
حنون:
-وصدقني يا حبيبي مش
زعلانة منك في أي حاجة، " بالعكس " أنا مشفقة عليك إنتَ وليالي جداً من
معاناتكم مع سيلا
وضع قُـ.ـبلة حماسية
بجانب شِـ.ـفتها وتحدث وهو يُداعـ.ـب أرنبة أنفها بأنـ.ـفه:
- يسلم لي حبيبي وقلبه
الكبير
سحب جسـ..ـدهُ واعتدل
واقفً من فوق فراشه ثم دثرها بالغطاء جيداً مُدللاً إياها ووضع قُـ.ـبلة فوق
جبهتها، وتحرك متجهً إلي الحمام ليغتسل وتوضأ وخرج من جديد مُرتدياً الثوب الخاص
بالحمام ( البُرنس ) تحرك مُتجهً إلي غرفة الملابس المُلحقة لغرفة النوم
كان يتسحب علي أطراف قدماه
بحرصٍ شديد كي لا يُزعجها بغفوتِها، إرتدي ثيابهُ وقام بأداء صلاة الضَحي وبعد
الإنتهاء جلس يُناجي ربهُ ويطلب منه أن يحمي لهُ أحبته ويصلح لهُ الحال
وقف وتحرك إلي حبيبته قبل
التحرك إلي الخارج،ألقي بصرهُ عليها وجدها غافية بسَباتٍ عميق، شعور بالراحة
تخللهُ عندما نظر إلي ملامحها السَاكنة التي يعشق النظر إليها، وتحرك للخارج ليذهب
إلي عمله
بعد قليل
وصل إلي مقر عمله، صف
سيارته داخل الجراچ الخاص بالجهاز وترجل منها وتحرك متجهً في طريقهُ للداخل ، خطي
بساقيه ودلف إلى مبني الجهاز، وجد بطريقهُ الضابط كارم المعداوي والذي يعمل
كضابطً مساعدً لياسين
توقف كارم بخشوع فور
رؤيته لقدوم ياسين بإتجاهه ونطق بإحترام ونبرة رجولية:
-صباح الخير ياسين باشا
إبتسم لهُ ياسين ورد عليه
تحيتهُ قائلاً بنبرة جادة:
-صباح النور يا سيادة
الرائد.
تحرك كلاهُما داخل رواق
المبني بجـ.ـسدٍ ممشوق رياضي يرتقي بمنصبيهما الرفيع، نطق ياسين مُتسائلاً
بإستغراب وهو ينظر إلي كارم مترقباً إجابته:
- إيه الزحمة اللي في
الجهاز النهاردة دي يا كارم؟
وأسترسل بنبرة دُعابية:
-هما نقلوا الجمعية
الإستهلاكية هنا وبيفرقوا فيها رُز علي البطايق ولا إيه؟
إبتسم كارم بخشوع وعَقبَ
علي سؤال سَيدهُ بدُعابة:
- اللي حاصل في الجهاز
أهم وأعظم من الرُز والفراخ كمان يا سيادة العميد.
قطب ياسين جبينهُ
بإستغراب، في حين أكمل ذاك الساخر شارحً مقصده من حديثهُ:
- النهاردة ميعاد تسليم
وظايف الأخصائيات النفسيات اللي هيشتغلوا معانا في الجهاز يا أفندم.
واسترسل ساخراً:
-والحضور النهار دة من
رجالة الجهاز حقق رقم قياسي، في مبادرة إنسانية منهم للترحاب بالأخوات الزميلات
الجُدد
أردف ياسين قائلاً بنبرة
دُعابية جعلت ذاك الكارم يدخل في نوبة من الضحك لا إرادياً:
-عمار يا مَصر، طول عُمر
رجَالتِك بيفهموا في الواجب والأصول وسدادين وقت الأزمات يا بلادي
وصلاَ لباب المَصعد
الكهربائي وأستقلاه معاً، ضغط كارم فوق زر الصعود وبالفعل تحرك المَصعد، تحَمحَم
ياسين ثم عاود النظر إلي ذاك الذي يجاورهُ الوقوف وسألهُ مستفسراً بتعجُب:
-إنتِ يا أبني مش كُنت
خاطب وكان المفروض هتتجوز من شهر فات ؟!
أجابهُ كارم
بلامبالاة:
- سعادتك لسة فاكر يا
باشا، أنا فسَخت من شهرين حضرتك
ضيق ياسين عيناه وهتف
متسائلاً :
-وفسخت ليه يا عم
الفقري؟
أجابهُ بوجهٍ عابس مداعبً
إياه:
-فضلت تزن عليا علشان
أخرجها واتهمتني إني مش شخص رومانسي ومابهتمش بيها ولا بصحتها النفسية
واسترسل بحماسة مصطنعة
وهو يرفع قامتهُ بتفاخُر:
-فقولت أثبت لها العكس
واوريها رومانسية رجالة المُخابرات علي أصولها
وهُنا توقف المصعد وخرج
منه كلاهُما ثم نظر لهُ ياسين وسألهُ بإستفهام :
-وخرجتها؟
أجابهُ ذاك الكارم وهو
يتحرك بجانب سيدهُ:
-خرجتها سعادتك، أخدتها
جولة في المتحف المصري
عَقبَ ياسين علي حديثهُ
بلطافة وهو يتحرك بخطوات واثقة:
-عدَاكْ العِيب وأزَحْ
عاود كارم تكملة حديثهُ
بتعابير وجه بائسة مُفتعلة:
- قعدنا نتناقش في كيفية
تحنيط المُوميَاء، وأنا قعدت أشرح لها وأبين لها عظمة أجدادنا الفراعنة وإزاي
أبدعوا في عِلم التَحنيِط وبعدها إتكَلوا وخدوا سّرهُم معاهم وسابونا لحد النهاردة
متسوحِين
واستطرد قائلاً
بطُرْفَة:
-إختلفنا علي كيفية إدارة
الحديث بينا، كلمة مني علي كلمة منها إتنرفزت وغلطت فيا وفي مُومياء المَلكة تِي
اللي كُنا واقفين قدامها
كانا قد وصلا إلي باب
مكتب ياسين الخاص به، وقف ياسين ونظر له بإتساع حدقة عيناه بذهول مُفتعل وتحدث
بنبرة جادة في ظاهرها، ومن باطنها تحمل الكثير من السخرية:
- نهار أبوها مش فايت، طب
تغلط فيك إنتَ عادي مش مشكلة ،لكن يوصل بيها القُدر والفسوق إنها تغلط في المَلكة
تِي ؟
وأكمل ساخراً:
- دي البِت دي علي كدة قلبها
ميت ومستبيعة لدرجة إنها ماعملتش حساب للعنة الفراعنة، اللي إن شآء الله هتصيبها
وهتحول خلفيتها لكيم كارداشين
إلتمعت عيناي كارم وأردف
بنبرة متلهفة مُفتعلة :
-دي لو إتحولت فعلا للأخت
الفاضلة كارداشين أنا مستعد أنسي إهانتها لتِي ونتجوز فوري
أجابه ياسين ساخراً
:
_تتجوز مين يا باشا، ده
ساعتها هيطلع قرار جمهوري بوضعها في المتحف ومش بعيد يكون في مكان المَلكة تي بذات
نفسها
أطلق كلاهُما ضحكاتهما
الرجولية والتي صَدحت في المكان، ودلف ياسين وتابعهُ كارم الذي فتح الباب بإحترام
وانتظر دخول ياسين الذي تحدث بجدية وهو يخلع عنه حِلة بدلته بعدما فك زرائرها
واتجه بها وعلقها في المكان المُخصص لها:
- قولي بقي يا سيادة
الرائد، سِيبت خطيبتك ليه؟
أجابهُ كارم بنبرة جادة
لشَاب رصّين لا يقبل المهَانة علي حاله مُطلقاً:
-كانت عاوز تمشيني علي
مزاجها وأبقي تابع للهانم بنت الأكابر
واستطرد شارحاً:
- وأنا أبويا تِعب عليا
ورباني علي إني أبقا راجل بجد، مش معقول أخَذِلهْ وييجي اليوم اللي يلاقيني فيه تابع
السِت.
نظر لهُ ياسين بإفتخار
وتحدث بإشادة بعدما جلس وأشار إلي كارم في دعوة منه للجلوس :
-جدع يَلاَ ، راجل من ضهر
أبوك بجد، علشان كده أنا بعزك
إبتسم كارم برزانة ثم
أكمل ياسين بنبرة جادة:
-عملت إيه إنتَ والرجالة
في موضوع العِيال بتوع خَلية الدخِيلة؟
نطق كَارم بمهَارة وحرفية
عالية :
-كُل حاجة ماشية زي ما
أمرت سعادتك بالظبط، حطـ.ـينا كل تليفونات المنطقة بالكامل تحت المُراقبة، وكلها
أيام وهبلغ حضرتك بالخبر اليقين
أومأ له ياسين وتحدث بجدية:
-إنجز يا كارم، رجالة
الدَاخلية مستنيين المعلومات علشان يتحركوا علي أساسها
أردف قائلاً
بإمتثال:
-أمر جنابك يا باشا،
يومين بالكتير وكل المعلومات اللي طلبتها هتكون قدام ساعادتك
واكملا حديثهما
❈-❈-❈
بعد إنتهاء
محاضراتها
كادت أن تتحرك في طريقها
إلي خارج البوابة الخارجية للجامعة كي تستقل سيارة الحراسة التي تُلازمها بناءً
علي تعليمات ياسين المغربي، وجدت من يقتـ.ـحم طريقها ويتحدث إليها بملامح وجه
مطصنعة الهيام في محاولة منه كي يستحوذ علي مشاعرها :
-وين رايحة يا أيسل، إنتِ
نسيتي إنك معزومة علي الفطور اليوم ولا شنو؟
وأكمل امراً بثقة عالية
لا تعلم هي من أين أتي بها ذاك الأرعَن:
-إمشي وياي لحتي نروح
المطعم بسيارتي لأني مسوّي لك مُفاجأة ورايد تشوفينها وإنتِ ويَاي
عقدت حَاجبيها مُندهشة
بغرابة لأمره ولثقتهِ العَجِيبة التي يتحدث بها، خلعت عنها نظارتها الشمسية ورمقته
بنظرة تحقير وأردفت قائلة بإستخفاف:
- أنا حقيقي مش فاهمة
إنتَ جايب منين الثقة اللي بتتكلم بيها دي، بتتكلم وكأن موافقتي بقت أمر مفروغ منه
برغم إنك عارف ومتأكد إني لا يُمكن أقبل عزومتك إنتَ بالذات
ضيق عيناه ونظر لها
بتدقيق وأجابها بنبرة صارمة تحمل بين طياتها تحذير:
-نوّاف العَبدالله ماكو
بنت قالت له لا من قَبِل
وأكمل مؤكداً بتبجح:
- وأنا أريد أفطر اليوم
وياكِ ، وما راح يصِير إلا اللي أنا أبيه يا أيسِل
قال كلماتهُ ومّد يـ.ـده
مُتماديً في إنتهاك صَريح منه لحُرمـ.ـتها وأمـ.ـسك كف يـ.ـدها وتحدث ليحـ.ـسَها
علي التحرك معهُ في تصرف أرعَن منهْ:
- مَشي معي ولا تضيعِين
الوقت، آذان المَغرب قرب والبنات والشباب واقفين برة منتظرين
جـ.ـذبت يـ.ـدها بـ.ـحِدة
بالغة وهتفت بنبرة ساخطة:
- إبعد إيـ.ـدك عني يا
حيوان يا همجي
إستشـ.ـاط غَضباً عِندما
إستمع إلي سَـ.ـبها لهْ، كاد أن يتطاول عليها من جديد لولا تدخُل إيهاب، أحد رجال
الأمن المكلف بحراستها،والذي تحرك بسُرعة بديهة عِندما شاهد الموقف من بعيد، حيثُ
هرول وقاطعهُ بقِوة وأمـ.ـسَك ذراعاه ولفهما خلفهُ بمهَارة عَالية تدرب عليها سابقًا،
ثم قام بسـ.ـحبهِ خارج بوابة الجامعة كي لا تقع عليهم قوانين صّـ.ـارمة من إدارة
الجامعة
هرول الحارسان الآخران
اللذان كانا يقفان بجانب السيارة وأخرج كلاهُما مُسـ.ـدسهُ المُرخص ووجهاه إلي رأس
ذاك النوَّاف الذي هتف بحِنق وغضـ.ـبٍ عارم وهو يتلوي بجـ.ـسدِه في محاولة منه
للتملُص ولتخليص جَـ.ـسده من قبضة ذاك القوي:
-إتركني يا غبي، والله
إلا تدفعون ثمن اللي سَويتوه غالي يا رِعَاع
وأكمل بغطرسة وهو يتناقل
النظر بين الرجُلان الذان يُشهران سِـ.ـلاحيهما بوجهه:
-كِيف تتچرئون وتحطون
يـ.ـدكُم القَذرة علي أسّيادكم، الظاهر إنكم ما تعرفون من هو نوَّاف
العَبدالله
وأكمل بسُـ.ـباب
لاذع:
-والله إلا أوديكم ورا
الشَمس يا عِيال الحَرامْ
إلتف جميع أصدقائِهم
ينظرون بذهول لذُل ذاك المتغطرس الذي دائماً ما ينظر إلي الجميع بدونية وتعالي،
وقد ساعدهُ علي ذلك بعض المُنافقين المُلتفون حولهُ بصورة دائمة ويمجدون من شأنِه
كي ينالوا الرضا منه ويغدِقهمْ هو بأمواله التي لا حَصّر لها ولا عدد،ولكنهم الآن
يرونهُ ولأول مرة صَاغرٍ يُهَان
هتف إيهاب الذي
يُقيـ.ـدهُ من الخَلف ناظراً إلي الحارسان بنبرة أمّرهْ:
-عَاطف،مجدي، خدوا
الدكتورة ووصلوها للعربية وخليكم معاها ما تسيبوهاش
بالفعل تحركت تلك التي
تقف بجَـ.ـسَدٍ مُرتعب بصُحبة حارسيها بإتجاه السيارة، في حين هَتف ذاك الثائر من
جديد بإحتِدام شّديد وهو يحاول تخليص حاله:
_ إتركني يا غبي، إتركني
دفعهُ إيهاب بحِدة كَادت
أن تُسقطهُ أرضً لولاَ صديقهُ الذي هرول إليهْ سريعاً وأسندهُ، وتحدث إيهاب وهو
يُشير بسَبابتهُ إليه بنبرة تحذيرية:
- لو عاوز تحفظ كرامتك
وتصونها من الإهانة يبقي تبعد عن الدكتورة وماتحاولش تضايقها تاني
وأكمل مُهدداً بلهجة
صَارمة:
-ولازم تعرف إن اللي حصل
النهاردة ده مش هيعدي علي خير، وسيادة العَميد هيدفعك تمن تهورك ده غالي أوي
إهتز جَـ.ـسد نوَّاف من
شدة هَيـ.ـاجهْ الذي أصابهُ جراء ما حدث، وأكثر ما أوصلهُ لتلك الحالة الجنونية هو
إلتفاف جميع الأصدقاء الذي دائماً ما يتباهي بحاله عليهم وبأموالهُ وبالآخير
شاهدوا إهانتهُ اليوم علي يـ.ـد تلك الأيسل وحراستها الخاصة
هتف بسُـ.ـباب غير لائق
قائلاً بنبرة مُحتدمة:
-إنت مِنْ تِكون يا إبن
ال.... لحتي توقف قدامي بكل چراءة وبعدْ تهددني
وأكمل بوعيدٍ ساخط:
-ورب الكعبة لخلي العميد
مالَك يچي لحد عِندي ويترچاني ويحب على رچولي ، لين أسامحه وأعفو عنه من اللي راح
يصير فيه،
واسترسل وهو يلوح بكف
يـ.ـده بنبرة تهديدية:
-وراح يتعاقب من سلطات
بلده شخصياً اللي يحسبها راح تحميه
إعتَـ.ـلت إبتسامة ساخرة
ثَغر إيهاب ورمقهُ بنظرة إستهزائية قبل أن يستدير ويعطي ظـ.ـهرهُ لذاك المستـ.ـشاط
غضباً والذي ضل يتوعد لهم جميعاً بالرد علي ما حدث وبالأخص أيسل حيت تفوه قائلاً
بنبرة حادة بصياحٍ عال:
-ما راح اتركك تتهنين بعد
اللي عِملتيه يا أيسل وبكرة راح أذكرك، مُو نوَّاف العبدالله بجلالة قدره اللي
يصير فيه كدة من مصرية شَحاتة ما تِسوى فِلسْ أحمر
تركهُ إيهاب يثرثر
بفظَاظة ووصل إلي السيارة وأستقلها جالساً فوق مقعد القيادة، وتحرك بالسيارة متجهً
إلي محل إقامتهم بالمنزل القاطنين به، والذي اختاره ياسين خصيصاً ليكون قريبً من
مقر جامعة صغيرتهْ
نظر إيهاب علي إنعكاس
صورة وجهها بالمرأة الخاصة بالسيارة وسألها بإهتمام بعدما رأي علامات الزُعر تعتلي
ملامح وجهها:
- إنتِ كويسة يا دكتورة؟
أومات له بإيجاب وتحدثت
بنبرة راجية:
- أنا كويسة، بس ممكن من
فضلك ما تقولش لبابي علي اللي حصل
قطب جبينهُ وتحدث بنبرة
مُستائة رافضة:
- اللي بتطلبيه حضرتك ده
مستحيل، لأنه ضد طبيعة شغلي
وأسترسل موضحاً:
-سيادة العميد سايبك
أمانة بين إديـ.ـنا ومن واجبنا نبلغه بكل تفصيلة بتحصل حتي لو كانت تافهه وصغيرة
من وجهة نظرك، واللي حصل من المجنون ده مش قليل علشان نتغاضي عنه
تنهدت بيأس ومـ.ـطت
شـ.ـفتاها بأسي وفضلت الصَمت حتي توقفت السيارة داخل حديقة المنزل وترجلت منها علي
عُجالة،
وجدت ليالي تقف بإنتظارها
أعلي الدرج المؤدي للداخل وهتفت متسائلة بنبرة قلقة:
-إتأخرتي كدة ليه يا
أيسل، وليه مابترديش علي فونك؟!
وأكملت وهي تنظر إلي ساعة
يـ.ـدها:
-أذان المغرب فاضل عليه
أقل من خمس دقايق
أردفت بنبرة جادة وهي
تتحرك سريعاً إلي الداخل بوجهٍ عابس:
-هحكي لك وإحنا علي
الفطار يا مامي
تنهدت ليالي وهي تنظر إلي
طيفها بإستسلام ثم حولت بصرها من جديد إلي رجال الحراسة وتحدثت إليهم بنبرة هادئة
وابتسامة خفيفة علي ملامح وجهها :
- علي ما تغسلوا أديـ.ـكم
هتكون مَادي رصت لكم الفطار علي التربيزة
أومأ لها الرجال بإحترام
وخطت هي بساقيها إلي الداخل كي تتناول طعام إفطارها مع إبنتها التي اصبحت مؤخراً
متمردة علي كُل ما يحيط بها ومُثيرة للمشاكل