-->

رواية جديدة حرمان الهوى لكيان - اقتباس الفصل الأخير - الإثنين 21/10/2024

 

 قراءة رواية حرمان الهوى كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حرمان الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة كيان


اقتباس

الفصل الأخير


تم النشر يوم الإثنين

21/10/2024



•أنا المُعافىٰ الآن،

سيِّدُ فُرصتي في الحُبّ..

لا أنسىٰ ولا أتذكّر الماضي،

لأني الآن أولدُ، هكذا من كلّ شيء.


- محمود درويش


جلس يتابع شاشة هاتفه، هو غير محب لمواقع التواصل الاجتماعي ولكنه على أي حال يتابع حتى لا يفوته شئ، قاطعت هي تصفحه حين جلسه علي مقربة منه وفي مقصد منها لتتغنج عليه، لف هو يده حول خصرها ثم رفعها لتجلس فوق قدمه. 


" في أي بقي"


قهقهت بصخب فقد أعتاد على جنونها الحين الأخري، حركت يدها فوق كتفه تتدلل:

" هو أنت كل حاجه بقت تقولي في إيه، هو أنا مش بدلعك غير لو في حاجه ولا ايه " 


ارجع تلك الخصلات خلف أذنه ثم أجاب: 

" وهو أنا بكدب عليكِ ما هو ده اللي بيحصل "


ضمت شفتيها تتدلل عليها في حزنها منه او كما يلقبها دائماً "متتصمشيش"  أصبحت تلك الجملة مصتحب مع كل مرة تغضب بها، اعتبرته بحنق: 

" ماشي علي العموم أنا عايزة اروح لدكتورة بكره "


عقد حاجبه مستغربًا: 

" ليه مالك أنتِ كويسه فيكِ حاجه "


هزت راسها تنفسي خوفه وتاكد سلمتها من ثم أمسكت كف يده تضعها فوق معدتها ثم حدقة بمقلتيه تخبره ما سيجعلها يسعد لتهمس: 

" أنا حامل " 

كاد يقف عن مكانه لولا جلوسها فوق قدمه: 

" أنتِ بتتكلمي جد "


لفت زراعيها حول عنقه تزيّد من دلالها 

" جد الجد كمان بكره نروح لدكتوره نتاكد اكثر ونقولهم في البيت "


قبل يدها بسعاده عارمه حامدًا ربه: 

" الحمدلله، الحمدلله يا حبيبتي"


عبثت هي خصلات شعره السوداء: 

" مبسوط يا يونس "


" امال مش مبسوط يا شهد دا انا ما مصدقت الحمدلله اننا متاخرناش ولا تعبنا "


ضمته إلي صدرها أصبحت تحبه وتمتن لوجوده في حياتها: 

" أنا بحبك يا يونس بحبك اوي أنت عوض اي حاجه وحشه حصلت لي، انت عوض كل حاجه "


سترتوي الأرض اليابسة، تلك الأرض التي لم يزرها المطر منذ مدة هكذا هو هكذا تلك الصغيرة التي ربها تمنى أن تكن له وهي وبفضل ربه ودعائه الذي استجاب له هي الآن بين احضانه تحمل بين أحشائها قطعه منه. 


❈-❈-❈


واليوم أخطو برفقٍ أكثر ، بعد أن ركضت لوقت طويل خوفًا من أن يفوتني شيء وأدركت بأنه لن يفوتني شيئاً كتبه الله لي 


حمدالله علي وجودها فرغم ركضه هي الآن بين أحضانه زوجته تحمل أبنه بشهر الثاني الآن، لا تصدق كل تلك الاحدث مر بها صدق الشعراوي حين قال " تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا ينالك منها الا ما قسمت لك  "


ضحك نوح عند خروجها من الحمام تمسك معدتها وملامح الألم ترتسم فوق وجهها حدجته بحقد دفين فهي تتألم وهو يضحك: 


"أنت بتضحك وانا تعبانه"  


حاول كبت ضحكته ثم قام عن مكانه يسعدها لتجلس: 

" متنسيش أني دكتور وعارف كل الي بتمري بيه "


جلست فوق الفراش وهو جوراها مل برأسه يضعها فوق بطنها الذي لم ينتفخ إلي القليل: 

" فضلك عشرين يوم ونروح نطمن علي نبض الجنين "


حركت يدها تتخلل شعر رأسه بحب مفرط ربما لهرمونات حملها فهي تار تغضب وتار تحبه ولكنه أجاد بكل مهار التعامل مع تلك التقلبات. 


" عقبال شهد يارب، أنا نفسي ربنا يفرح قلبها ويرزقها بطفل هي وعمك يونس يمل عليهم حياتهم "


تلك هي سما رغم راسها اليابس حنونه مجنونه ولكنها تحب الجميع لم يستغرق يوما صفات تلك الشقيقات ابدا فقد ربهم شخص واحد وهو العم عبده يمتلك نفس الصفات التي زرعها بفتياته. 


قبل كف يدها بحب ثم أمن حديثها: 

" يارب، إن شاء الله ربنا هيرزقهم، عمي وشهد يستاهلوا كل خير "


" يلا ننزل عشان أنا هموت من الجوع "


تبا لقد تناول الفطار منذ قليل، بعدها تناولة هي طبق من الحلوى بمفردها وما تزال جائعه، سينتهي طعام المنزل قبل أن تنتهي فترة حملها، وقف عن مكانه بقلت حيله يتابعها إلي الأسفل ليشاركه الطعام فالحق هو ايضا جائع. 


❈-❈-❈


آخيرًا مر، مر شهر اختبارتها بفضل الله لا تنكر صعوبته ولكن الجميع حولها كان بجانبها يدعم، الجميع وهو فلم يتركها لحظه واحد لم يبخل عليها بنصائحه أو وقته، ينم معها في وقت الفجر واستيقظ الثامن صباحًا لموعد اختبارها وعمله، لقد تناسى غضبه منه ولماذا كانت غاضبة. 


تصدفة به عند نزوله الدرج فهي كانت علي مشارف الخروج للحديقة حيث يجتمع الجميع في جو أسري لم تبادر وتنطق بحرف واحد حتى بادر هو عندما حرك يده فوق عنقه: 


" كلمت واحد صاحبي من شويه وبيقول اقل حاجه علي النتيجة أسبوع، فإن الله خير متقلقيش" 


منحته ابتسامة ودود ثم قالت: 

" انا مش قلقانه علشان أنت جنبي "


أخرج تنهيده مثقلة ثم اقترب منها: 

" طيب لما انتي حلوه أهو واجعة قلبي ليه "

 

عصته بحديثه له: 

" واجعه قلبك في إيه مش فاهمه "


لمحت اليأس بعينه لقد استوى علي جمر من نار لقد تم تهذيبه منذ رفضه الاول له هو يستحق فرصة اجابها ربما لم تكن إجابة بقدر ما هي رجاء: 

" خطوبتنا بعد نتيجتك موافقة؟ "


تركته ثم اكملت طريقها ثم أخبرته بما سيجعله لا يسطيع النوم: 

" هبقي اقول ليونس اننا  بكرة هنروح نجيب فستان خطوبتي والبدله بتاعتك "


سحقًا كيف لها أن تمنحها الأمل والحياة وهي تسير إلى الخارج هكذا. 


❈-❈-❈


ها هو المشهد الختامي لرواية حرمان الهوى "


و‏العشق ُ إنْ ملَكَ القلوبَ أذلّها

حتى يطولَ عناق ُ مَن تهواه 


فوق الرموش ِ أراكَ طيفا ً ساكنا

لكنَّ حبَّكَ في الحشا سُكناه ُ


حبي لوجهك خالد ٌ ومخلد ٌ

أيموت ُ حبٌُّ في دمي مجراه


في يوم هكذا تشتري العروس فستان زينة ملفتة بعض الاغاني والحضور هي لا تريد كل هذا انتهى من عقد قرانها ثم حضر الجميع إلى المقابر، سيخبر هو والده بزواجه وهي كذلك، بينما يونس أراد أن يخبر كلاهم انه ادا الامانه ابناهم اليوم بحسن حال، كل منهم لديه زوجته وحياته الخاصة، إذن هذا وقت راحته مع تلك الجميلة التى تحمل ابنه. 


انتهى الجميع من سرد ما أرادوا ثم قراءة الفاتحة لروحهم وحنا وقت المغادرة. 


امسك سيف بكفها يقبلها:

" يلا "


منحته بسمة هادئة ثم سارت خلفه، بينما في المقدمة يسير كبيرهم يونس مهران يمسك في كفت يده أمه وزوجته الحبية، كادت السيدة وداد تتعثر بحصى صغيرة أسفله ولكن ثلاث أيد منوعها من السقوط كانوا اقوى من الجدار ليهمس الثلاثة: 

" أنتِ كويسة حصلك حاجه "


هؤلاء هم ضهرها وسندها وكل ما تمتلك في هذا الحياه هما جميعين سند لبعضهم ربطت فوق كفوفهم الثلاثة تطمئنه: 

" أنا كويسه يا حبايبي" 


عادوا جميعًا يسيرو مكانهم، شعر يونس بشد شهد فوق يده، نظر لها يسألها بما بها لتهز رأسها تطمئنه قبل أن تهمس. 


" أنا كويسه متقلقش "


في غفلة من الجميع رفع يدها يقبلها ثم همس بشفتيه: 

" بحبك "


صدمها ما سمعت يونس مهران ينطق بتلك الجملة والغزليه والعاشقة، لقد كان صارم حتى في حبه ولكن عشقه يمنحها كل الحب في تعامله دون كلمة واحدة هذا هو عشق يونس مهران يعشق فعلا دون حديث سندت راسها فوق كتفه بساعده لتصبح هذه هي نهاية عائلة مهران…


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة كيان، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة