-->

رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 17 - 2 - الخميس 24/10/2024

  

قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ظننتك قلبي

« لكن بعض الظن إثم »

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة قوت القلوب


الفصل السابع عشر 

2

تم النشر يوم الخميس

24/10/2024

إطلاق هذا اللقب عليها لم يكن سعيدًا بالمرة بل هو مفاجئ مقلق خاصة من تلك الحرباء المتلونة ...

ظنت لوهلة أن "حنين" تسخر منها وتقلل من شأنها كالعادة لتردف "راويه" بعدائية مهاجمة ...

- ما تلمى نفسك يا "حنين" ... ناقصة مسخرتك على الصبح ...!!!

دفعت "حنين" بكفها كتف "راويه" تزيحها عن طريقها وهي تخطو نحو الداخل بتغنج وغرور وهى تُعلى من صوتها حتى تسمعها "صباح" ...

- يا أختى بقى أنا الحق عليا إني جايه أبشرك بالعريس ....!!!

إخترقت كلمة (عريس) أُذن "صباح" التى خرجت للتو لتشهق بسعادة وعدم تصديق لما سمعته أذناها للتو ...

- عريس ...!!! إنتِ بتقولي عريس يا "حنين" ...؟!!

ها قد نالت مرادها لتقف "حنين" بمواجهة والدة زوجها بغرور ممتعض من عدائية "راويه" معها قائله ..

- أيوة يا ماما "صباح" ... بس الظاهر "راويه" عمرها ما حتعدل لسانها معايا ...؟؟؟

قالتها لتثير حنق "صباح" على "راويه" وتوبخها لطريقتها الجافة معها ، هتفت "صباح" تعنف "راويه" بشراسة ...

- إخرسي يا بت ... ولمى لسانك مع مرات أخوكِ ...

إتسعت عينا "راويه" بغيظ فتلك القميئة لا تنفك بأفعالها وكلماتها التى تبث السموم أينما وجدت لتهتف بغضب تجلى بملامحها وصوتها ..

- مش تشوفي هي بتقول إيه الأول ... ولا على طول تطلعي فيا كدة ... ما هي إللي بتتمسخر عليا .. !!!!

إستكانت "حنين" بوداعة لا تليق بها لتردف مرققة من صوتها ...

- بقى كدة ... كتر خيرك ... ده أنا مستنيه من صباحية ربنا عمى "فخري" يروح الوكالة وآجى أبشركم .. 

سحبتها "صباح" خلفها بحماس متجهة نحو غرفة الصالون الأحمر خاصتها وهى تدب الأرض بقدميها الممتلئتان قائله ..

- سيبك منها ... تعالي قوليلى إيه حكاية العريس ده ..!!

جلست "حنين" غير عابئة بنظرات "راويه" المتقدة بغضب من خلفها لتزداد غرورًا وتفاخرًا بخبر الساعة " عريس لـ راويه" ...

- عريس إنما إيه ... ما إنتِ عارفاه يا ماما "صباح" .. 

إرتعشت عينا "صباح" بسعادة و حماس متسائلة بفضول كاد يحطم أعصابها بينما أنصتت "راويه" لما ستقوله "حنين" فيبدو أن الأمر جديًا ..

- ما تقولي على طول يا "نونه" ... مين ده اللي أعرفه ...؟!!

زمت "حنين" شفتيها المبتسمتان قبل أن تلقى بقنبلتها بوجهيهما ...

- "حمو" إبن عمتي "عديلة" ... 

شهقت "راويه" بصدمة وهي تضرب صدرها بكفها بعدم تصديق ليتوهج وجهها الأسمر إنفعالًا من عرض "حنين" المُخزي لتصرخ بها بغضب ...

- إنتِ إتجننتي ولا إيه ... ؟؟! مش ناقص إلا "حمو" ده كمان ...؟!! إنتِ الظاهر إتهلبتي فى دماغك ... !!!!!

تلجمت "صباح" عن الحديث فبم ستجيبها ، هل بالنهاية يكون عرض الزواج الوحيد لأبنتها من هذا المعاق ذهنيًا إبن عمة "حنين" والذى يعيش بكنف والديه لا يفقه أى مسؤولية لذاته على الأقل ...

أترضى به زوج لإبنتها وتتخلص من همها أم ترفض تلك الحياة المُهينة مع زوج لا يصلح لكونه زوجًا من الأساس ...

طرفت "حنين" بعيناها لتبرر طلبها دون الإهتمام بصراخ "راويه" ...

- عمتي "عديلة" ست قادرة ومعاها قرشين ونفسها تجوز إبنها ومش حتخلي "راويه" محتاجة حاجة ... تؤمر بس ... وأهي يبقى ليها عيشتها وبيتها وتطلع من بيت أبوها بدل ما هي عنست كدة يا ماما "صباح" ... وأنا قلت "راويه" أولى بالعيشة الحلوة دي ... كل حاجة حتبقى تحت رجليها من كافة شئ .. أبقى غلطانة عشان بدور على مصلحتها ...

ضاقت نفس "صباح" لكنها لم ترفض الأمر نهائيًا لتردف بحيرة ...

- بس متأخذنيش يعني ... مفيش غير "حمو" ... ده دماغه على قده ...!!!

شعرت "حنين" بأن "صباح" قد تميل للموافقة إذا ضغطت عليها للتخلص من حمل "راويه" الذى أثقل قلبها لتردف بتزيين الأمر بعينيها ...

- وهو ماله "حمو" ... ده طيب وغلبان ... ومعاهم فلوس زى الرز ... يعيشوها ملكة ... هي حتعوز إيه أكتر من كدة ...؟؟! 

دارت عينا "راويه" بحيرة بين كلاهما فهي لا تصدق أن هناك حوار يقام من الأساس لتهتف بغضب ...

- إنتوا بتفكروا إزاى ... وربنا ما يحصل ... ده أنا أمُوت أرحم من الجوازه الهباب دي ... ( ثم نظرت تجاه "حنين" بأعين ساخطة فهي سبب كل المشاكل ) ... إنتِ المصيبة اللي بتحدف بلاويها علينا ... إنتِ مالك ومالي ... قاعدة فى مال أبوكِ ... !!! مالكيش دعوة بيا ... أنا حرة ... أعنس معنسش أنا حرة ... إطلعي إنتِ منها يا سوسة ...!!

وقفت "حنين" تتصنع الإنفعال ..

- شايفة يا حماتي ... شايفة بنتك بتقول إيه ...؟؟! بقى أنا سوسة ...؟!! يعنى الغلط بقى عندى أنا دلوقتِ ... أنا إللي غلطانة إني بدور على مصلحتها ...

قضمت صباح شفتيها بإمتعاض لا تدري أتوافق أم ترفض ، لكنها ترى إنفعال "راويه" بشكل مبالغ فيه لتهتف بها لتهدأ قليلًا ...

- أصبري يا بت أما نشوف ...

رفعت "راويه" كفيها تنهر والدتها لمجرد التفكير بالأمر ...

-إنتِ بتفكري ...!!!! الموضوع ده ما ينفعش أصلًا ... يعني على آخرة صبري أخد العبيط إبن عمتها ..؟؟؟! 

لم تطيق "حنين" أسلوب "راويه" المنفعل لتجدها فرصة لتصطنع الضيق قائله ...

- لا ده مش إسلوب كلام أنا غلطانه من الأول إن أنا أجيب المصلحه دي ليكِ أنا نازله شقتي يا ماما "صباح" ... 

لم تلبث القليل إلا وخرجت من شقة والدى زوجها تاركة الأمر لتفكير "صباح" التي ربما توافق على زواج "راويه" والتخلص من مسؤوليتها وتكون هي الرابحة بغيابها عن البيت حتى تستطيع الوصول لمبتغاها من "صباح" و"فخري" ... 

شعرت "صباح" بالتخبط بين الموافقة والرفض لكن وجه "راويه" الغاضب جعلها تبتلع كلماتها تنتظر التفكر بالأمر جيدًا ، بينما أخذت "راويه" تدور بهياج لا تصدق أن "حنين" تجرأت بعرض مثل هذا الأمر عليها ، فكيف تُدني من نفسها لمجرد التفكير به ..


❈-❈-❈


(نيره ستور) لمستحضرات التجميل ..

بجلسة ثنائية بين "نيره" وصديقتها "إسراء" بأحد أركان المتجر ، مطت "نيره" شفتيها وهي تستطرد حديثها قائله ...

- وبعدين أصريت إن إحنا نرجع البيت وما نشوفش الموبيليا ...

هزت "إسراء" رأسها إيجابًا لتصرف "نيره" السليم قائله ...

- برافو عليكِ ... صح كده عشان ما يفتكرش إن زعلك يعدي بالساهل ... لازم يحس بقيمتك ويعمل لك ألف حساب .. إنتِ كمان لازم تكون عينك عليه أكتر من كده ...

أوسعت "نيره" من عينيها متسائله ..

- يعني أعمل إيه ...؟!!

لفت "إسراء" خصله شعرها حول إصبعها متفكره قبل أن تجيبها ...

- إنتِ دلوقتِ في مرحلة كويسغ جدًا .. أي طلب حتطلبيه لازم يتنفذ فورًا ... إنتِ كده بقيتي الأقوى .. بس لازم تكون سيطرتك عليه في الشغل كمان ..

- في الشغل طب أعملها إزاي ...؟!!

حركت "إسراء" رأسها وهي تقلب شفتيها بتفكر بالأمر ثم أردفت ...

- لازم من وقت للتاني تطبي عليه في الشغل .. عشان يعرف إن إنتِ عينك عليه على طول .. ما ينفعش تسيبيه لنفسه .. خطيبك ده بالذات ما لهوش أمان .. كل شويه يحب يقعد مع البنات ويتكلم معاهم .. إنتِ لازم تبقى عينك عليه في الشغل وفي البيت ...

أومأت "نيره" رأسها منصاعة لأفكار "إسراء" التي تنير بصيرتها ...

- صح معاكِ حق .. أنا لازم أطب عليه كل شويه في الشغل علشان أشوفه بيعمل إيه من ورايا ...

- إنتِ كده صح ...

دارت عينا "نيره" بتفكر كيف تمر بـ"رؤوف" من دون إخباره بذلك لترى ماذا يفعل من خلف ظهرها ..


❈-❈-❈

بيت محفوظ الأسمر ( وعد) ...

لم يكن الأمر عاديًا ، فما تظنه يسيرًا قد حل بي بعد ألف معركة برأسي وألف ألف كسر بقلبي ، وإكتفيت بقول كلمة لا بأس ...

حَملت بقلبي كل البأس لأجل صغيري فقط ، هو ما أتحمل لأجله فلا تظن أنه لسبب آخر ...

تطلعت "وعد" بالجدران الكئيبة من حولها تدور بأفكارها الأحداث والذكريات بعد إصابة والد زوجها بالذبحة الصدرية ونقله إلى المستشفى ...

فبعد تلك الليلة التى إنتهت بالمشادة القاسية بين "عاطف" و"عتاب" أمام أعين الجميع و إنسحاب "عاطف" منفعلًا بسبب إتهام "عتاب" له بأنه السبب بما حدث لوالدهم وأنها لا دخل لها بما حل به ...

تلقوا باليوم التالي خبر مفزع بوفاة "محفوظ" فلم يتحمل قلبه كل هذا العناء ...

كانت وفاة مرتقبة فحالته كانت سيئة للغاية إثر تلك الأزمة التى من الصعب تجاوزها ...

تذكرت "وعد" تلك الأيام الكئيبة التى عمت البيت بأكمله حزنًا على فقدانهم لأبيهم ، لكن سرعان ما تحول هذا الحزن لصدام من نوع آخر ...

تبدلت أحوال "عاطف" ليصبح أكثر عدوانية وتملكًا فقد إتخذ محل والده بكل شئ وأصبح هو فقط الآمر الناهي بالبيت والعمل ...

ذلك الأمر الذى لم تتقبله "عتاب" بسهولة لتكثر مصادماتهم وشجارهم المتوالي فـ"عتاب" لم تكن بالراضخة لتملُك "عاطف" وسيطرته على كل شئ ...

وما أثار حفيظتها هو تجنب "محب" لكل تلك الصدامات والوقوف كمتفرج لما سينتهي الأمر بين أخته وأخيه ...

إستطاعت "عتاب" شحن نفس والدتها على أخيها لتشترك دومًا معها بالصدام مع "عاطف" الذى لم يكترث لهم بالمرة ، بل تمادى بكونه صاحب السلطة والتحكم فى المال ...

كل ذلك أثار تساؤل "وعد" بقوة ، فلماذا يتحكم "عاطف" فقط بالمال والتجارة ؟!! لماذا يصرُ على بقائها بالشقة ولا تختلط بوالدته وأخته كما كانت بالسابق ؟؟ لماذا يهددها دومًا بأنه سيلحق بها الأذى أو يطلقها إذا لم تنتبه بشدة لولدهم الوحيد "زين" كما لو أن خطرًا ما سيحل به ...

يومًا بعد يوم شعر "عاطف" بكونه الوسيم صاحب الثروة لتتفاجئ "وعد" بمعرفتها بأنه على علاقة بسيدات سيئات الخُلق يقضى معهن ليالٍ مشبوهة كروحه القميئة ، لم تكترث "وعد" بتلك الرسائل الوقحة التى تصلها منهن بوصف منحل لخيانته لها معهن فقد فقدت كل أحاسيسها تجاه هذا الرجل ، بل أوصلها بنفسه لحافة الكراهية والبغض ..

ما كانت تنظر إلا لولدها فقط ، فهي لن تستطيع الخروج به من هذا البيت لهذا عليها التقبل والبقاء معه فهو يستحق تلك التضحية ...

أيام تتوالي وما عاد يربطها بهذا الخائن سوى طفلهما حتى الحديث بينهم قد إنقطع فبعد إغلاق المعرض يتجه لإحدى هؤلاء المنحلات لقضاء ليلته معهن ويأتى مع بزوغ الفجر سكيرًا مترنحًا بحالة يرثى لها كمن يتفاخر بكونه مرتكب تلك الكبائر دون أن تتفوه هي بكلمة معاتبة ، ربما يفعل ذلك بها كنوع من العقاب لها لتجنبها له ونفورها منه بالآونة الأخيرة ...

❈-❈-❈

الطائرة ...

كما لو كانت حلقت فوق السحاب تاركة قلبها يسير بالأرض ، كمن إنتزع قلبها تاركًا خلفه فراغ أجوف ، لكن العجيب أنه مازال يتألم ...

إتخذت "عهد" مقعدها بالطائرة تتذكر رحلة قدومها كيف كانت ، قويه غير مبالية ، شرسة .. حادة بعكس جلستها اليوم هادئة مستكينة ، كمن تبدلت نظراتها للعالم من جديد وأصبحت ترى الدنيا من منظور مختلف ...

هل بتلك الأيام الماضية فقط أزيلت الغشاوة عن أعينها ، أم أنها كانت تبصر واليوم غُم عليها ...

بهدوء عكس طبعها جلست تنتظر نهاية رحلتها وعودتها إلى أرض الوطن ...


❈-❈-❈

سويسرا ( الفندق) ...

عاد "معتصم" إلى الفندق لينهي ما تبقى من مهمته إستعدادًا لإستقلال الطائرة مساء اليوم كما حُدد له ...

جلس بطرف الفراش وهو يستند بمرفقيه فوق ركبتيه منكسًا رأسه بضيق بالغ متعجبًا من حاله ، فقد ظن أنه بمجرد الإنتهاء من المهمة سيكون سعيدًا بقدرته على الإنتهاء منها ، لكنه الآن يشعر بأن هناك شيء عظيم ينقصه ، لماذا ليس سعيدًا بنجاحه هذه المرة ؟؟! 

هل يمكن أن تكون قد إستطاعت "عهد" أن تترك هذا الفراغ المهول بداخل نفسه حتى انه لا يستمتع بنجاحه ككل مهمة يقوم بها ، لقد أصبح نجاحه أمرًا عاديًا وسعادته منقوصة ...

رفع وجهه قليلًا محدثا نفسه ...

- لو فاكره إنك كده أنهيتي المهمة ... تبقي لسه ما عرفتيش أنا مين ... راجع لِك ... وساعتها نشوف مين فينا حيغلب التاني يا "عهد" ....


الصفحة التالية