رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 16 - 3 - الأحد 20/10/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل السادس عشر
3
تم النشر يوم الأحد
20/10/2024
تمالكت إنفعالها الغير مبرر لكنها لم تسامح ، تلك كلمة لاغية تمامًا من قاموس حياتها ، فالمسامحة وطيبة القلب لا تخصها ، حاولت الرد بمهنية شديدة حتى لا تنساق بدرب خاطئ وتظهر ما لا تريد فضحه وعليها قتل هذا الشعور كما ولد بداخل أسوار قلبها ...
- عندك حق ... المهمة كانت عايزة كدة ... كله عشان خاطر المهمة والشغل ...
زادت طريقتها من حيرته فهل تقبلت الأمر أم مازالت نفسها حنقة على جهلها بالمعلومات ، لكن بكلا الأمرين ليس هذا ذنبه بالمرة فهو مثله مثلها تمامًا ينصاع وفقًا للتعليمات والخطوات تجنبًا للخطأ ، ليردف بعدم فهم ...
- كل إيه ...؟؟؟ قصدك إيه يا "عهد" ...؟؟!!
رفعت عيناها تخصه بنظرة طويلة للغاية ، نظرة غير واضحة لكن بداخلها بعض الألم والمرارة أدركها على الفور لتنتهى نظرتها بعبارتها بنبرة جامدة ...
- ولا حاجة ... المهم إن المهمة كملت .. وكله تمام ... أظن خلاص كدة ... بما إننا رجعنا الكوخ وإنت جبت الجهاز ... يبقى لازم نرجع مصر ... أو بمعنى أدق ... المهمة إنتهت ...
تهدج صدر "معتصم" بتخبط فهل تقصد مهمتهم إنتهت أم ما ولد بينهم من مشاعر إقتحمت المخاطر لتدق قلوبهم ليردف بعبارة تحمل بعض الإستفهام ...
- المهمة إنتهت ... بس إحنا سوا ...
إستقامت "عهد" للغاية تزيح عيناها عن عينيه المدقتتان بتعابير وجهها ثم أردفت بجمود تدعى به البرود التام ...
- مفيش حاجة إسمها إحنا ... دى كانت مهمة وخلصت يا حضرة الضابط ... متضحكش على نفسك ...
أسرع ينهر تفكيرها وعنادها الواضح ...
- لا يا "عهد" .. مش مهمة وخلصت .. إسمعيني كويس .. اااا ...
قاطعته بحدة ونبرة عدوانية للغاية فهى لن تسمح لقلبها بالإنزلاق بهذا المنحدر خلف مشاعر مزيفة ...
- إنتهى يا فندم ... وكل واحد فينا له طريق غير التانى ... ومفيش أى حاجة حتجمعنا تانى سوا ... كانت فرصة عظيمة إني قابلت ضابط مخضرم زيك ... حقيقي أنا إتعلمت منك كتير ...
إلتفتت بقوة تاركة إياه لتدلف بسرعة لداخل الكوخ حتى أنه لم يلحق بها من سرعتها ليتنهد بضيق فعليه ترك الأمور تهدأ قليلًا فيبدو أن تفاجئها بالأمر لم تتقبله بصدر رحب ...
لكنه ظن أنه عليه أن يترك الأمر للوقت لتهدئة نفسها ، ليصدم حين وجدها تخرج مسرعة من باب الكوخ تحمل حقيبتها فوق ظهرها بسرعة فائقة كسحابة سوداء مرت من أمامه ...
حاول ندائها لكنها لم تلتفت نحوه بالمرة ، ليقف بذهول متطلعًا نحو الفراغ الذى خلفته فيبدو أنه يتعامل مع إمرأة شرسة من نوع آخر ، إمرأة لا يمكن ترويضها بسهولة ...
❈-❈-❈
بيت المستشار خالد دويدار ...
أعمال تبدأ لتنتهي ويبقى السكن هو المنتظر والملتقى ، البيت هو الحضن الدافئ الذي يلجأ إليه المشتاق ، فهو ليس بجدران وحوائط فقط بل هو طمأنينة الروح والقلب ...
بعودة "خالد" و"عيسى" إطمأنت "منار" بوجودهم فقد إنتظرت عودتهم بعد يوم عمل حافل لكل منهما ..
- اليوم كده طويل أوي عليكم ... لازم تاخدوا راحه ...
أجابها "عيسى" بهدوء رغم إنهاكه طوال اليوم ...
- فعلًا يا ماما الواحد نفسه يرتاح ...
تطلعت "منار" من خلف كتفي "عيسى" متسائله بإهتمام ....
- أمال فين "غدير" ما جتش معاكم ليه ..؟!!
جلس "خالد" يلتمس بعض الهدوء بطبعه الرزين متابعًا حوار "عيسى" مع والدته حينما أجابها "عيسى" ...
- الظاهر في حاجه عند "موده" .. حتلاقيها دلوقتِ تيجي ... مش حتتأخر أنا متأكد ...
بيقين داخلي لعشقها له وما يملأ قلبه عشقًا لها كانت إجابته ، فحتى إن لم تُخبره بذلك فهي لن تستغرق وقت طويل بعيدة عنه ، خاصة و هي تدرك أنه عاد لعشهم الهادئ ، لم يخب ظنه حين دق جرس الباب بالعديد والعديد من دقاته معلنًا مجيء الصاخبة صاحبة الحياة المفعمة إلى حياتهم الهادئة لتعيد تهيئتها من جديد ...
هذا الحماس الذي أطلق إبتسامة "منار" التي أسرعت نحو الباب لتفتحه بينما تراقص قلب "عيسى" بإدراكه أن يقينه صائب بمحله وأنها لم تتأخر عنه ...
دلفت "غدير" بضحكتها الرنانة وإتساع إبتسامتها المميزة قائله بمرح ...
- سالخير عليكو يا قطاقيط ...
كانت "منار" أول من تجيبها ...
- الحمد لله على السلامة يا غلباوية ... إتأخرتِ ليه ...؟؟؟
كان التساؤل من "منار" بينما تشدق "عيسى" بإهتمام لمعرفة سبب تأخرها ورفضها المجيء بمصاحبته هو ووالده ... طقطقت "غدير" بأسنانها ببعض الحرج وهي تنظر تجاه "عيسى" المنصت لتردف بطريقة طفلة صغيرة ...
- كنت مستنيه الكيكة تطلع من الفرن ..
أطلقت "منار" ضحكتها من عفوية "غدير" بينما أطبق "عيسى" شفتيه يتمالك ضحكته الساخرة منها غير مصدقًا لبراءة زوجته وحبها لهذا الكعك قائلًا ...
- يعني إنتِ ما رضيتيش تيجي معايا وركبتي تاكسي لوحدك بالليل علشان كيكة يا "غدير" ...!!!!
فغرت فاها وإتسعت عيناها بقوة وهي تبرر ذلك بجدية تامة ...
- دي كيكه بالبرتقااااااال .... إنت بتتكلم إزاااي ...!!!
- أنا برضه إللي بتكلم إزاي .. !!!
قالها "عيسى" بذهول رغم محاولته لإخفاء ضحكاته ...
لم يكن ينقصهم سوى حضور "رؤوف" الذي دلف بالتو بعدما قام بإيصال "نيره" لبيتها لتكتمل جمعتهم السعيدة ، هنا دعتهم "منار" جميعًا ...
- سيبكوا بقى من الكلام ده كله ... أهو "رؤوف" جه هو كمان يلا بينا نتعشى قبل ما الأكل يبرد ..
قفزت "غدير" مسرعة نحو المقعد الخاص بطاولة الطعام تشتم أصناف الأكل الشهية قائله ...
- ريحه الأكل تجنن ... أنا جعانه مووووت تسلم إيدك يا "أم مجددددي" ...
ضحكة عيونهم كانت إجابة على رد فعلها الطريف لكن ظل سؤالًا بداخل نفس "رؤوف" وهو يرى هذا التجمع العائلي الرائع ، شيء ما يحاول إيصاله لـ"نيره" ، أمر لم تستطع هي فهمه قط فلا شيء يعادل لمة العائلة ...
دعاه "خالد" ولده الغير منتبه لهم لمشاركتهم الطعام ...
- إيه يا دكتور .. مش حتيجي نتعشى ولا إيه ...؟!!
إنتبه "رؤوف" لحديث والده لتزداد إبتسامته وهو يتخذ مقعده ناظرًا نحو الطعام أولًا قبل أن يثني على والدته بحديثه اللطيف ...
- جاى أهو ... تسلم إيدك يا ست الكل هو فيه زي أكلك في الدنيا ... والله ده أنا لو أكلت أكل الدنيا كله ميجيش زي طبق من إللي بتعمليه بإيديكِ ...
رفع "خالد" حاجبه بإستنكار قائلا ...
- ما كفاية عسل بقى .. دي أمك مش خطيبتك ..!!!
رفع "رؤوف" كتفيه ممازحًا لتعليق والده الذي يكرره دومًا لشعوره بأن طريقته اللينة هي ضعف شخصية يحل به ..
- هو في زي ماما .. وبعدين الإتنين حبايبي ما أقولهمش يعني كلمة حلوة ...؟!!!!
ضحكت "غدير" بقهقهه حتى إهتز جسدها لتستطرد ممازحة "رؤوف" فهي تعتبره كأخيها الأصغر كـ"موده" تمامًا ...
- لا وإنت الصادق كل البنات حبايبك يا أبو قلب كبير ...
ضحكوا جميعًا يشاركون "غدير" مزاحها حتى عقب "رؤوف" ...
- حتى إنتِ يا "دورا" ... ماشي حعديها لك عشان دمك إللي زي الشربات ده ..
ضربه "عيسى" بخفة بمؤخرة رأسه فقد إنتابته بعد الغيرة على حبيبته التي تخصه وحده حتى لو بمزاح أخيه الأصغر ...
- بس يا أخويا ... إنت فاكرها واحده من إللي بتعاكسهم ... ما لكش دعوة بـ"غدير" خالص ..
ثم مال "عيسى" بأذنها هامسًا بنبرة عاشقة ...
- على فكرة إنتِ بتاعتي أنا لوحدي ...
كما لو كان توقف الزمان وخلى المكان ولم ترى سواه فقط أمام أعينها التي أشرقت بسعادة ونشوة ملأت قلبها ، فهمساته تكفي لتُغنيها عن العالم بأسره ...
طأطات رأسها بصمت فقد نالت ما تستحقه اليوم بكلمة عشق من قلب "عيسى" ...
إستكملوا تناول طعامهم فيما بدأت سهرتهم بغرفة المعيشة بتناول أكواب الشاي لتجدها "غدير" فرصة لحديث جاد لما تود طلبه من "رؤوف" ...
- "رؤوف" ... بقول لك إيه ... هو ما ينفعش تشوف شغل عندكم في الشركة لـ"موده" ... أحسن تِعبت من شغلها وسابته ... وطبعًا الشركة عندكم أحسن ... هي كمان كلها كم شهر وتتخرج وإنت عارف الشغل بالنسبة لها مهم إزاي ... وهي دلوقتِ من غير شغل ...
بمروءة شديدة أجابها "عيسى" أولًا قبل أن يتفوه "رؤوف" ...
- و ليه تشتغل يا "دورا" ...؟؟!! خليها تركز في مذاكرتها وما تشيلش هم أي مصاريف ... إنتِ عارفة أنا ياما قلت لك بلاش أختك تشتغل وتتبهدل كده ...
لحقه "خالد" مؤيد حديثه فيما يكنه بمحبة لتلك الصغيرة أيضًا ...
- خلاص يا "غدير" قفلي على موضوع الشغل ده ... خلي أختك في البيت وكل إللي تحتاجه يوصل لها .. دي بنتنا برضه ...
حتى قبل إجابتها على كلا منهم لحقتهم "منار" التي تحدثت بقلب أم حنون تقصد كل كلمة تنطقها فهي ليست مجاملة بالمرة ...
- خليها تيجي تقعد معانا يا "دورا" ... ما ينفعش تقعد لوحدها هناك ... أنا مش عارفه هي ليه مصممة تقعد في شقتكم لوحدها ...؟!!
دارت "غدير" بعينيها الممتنتان بوجوههم جميعًا فهي لم تحظى بزوج محب فقط بل حظيت بأسرة مُحبة كاملة ، لمعت عيناها ببعض التأثر لإهتمامهم ورعايتهم لها ولأختها منذ خطت هذا البيت فهي لم تشعر بأنها زوجة أحد أبنائهم ، بل كانت دومًا تشعر أنها إبنة لهم ، عائلة كاملة عوضتها حرمانها من والديها ...
تهدج صدرها وترقرقت دمعة خفية بمقلتيها وهي تردف بإمتنان بالغ لإهتمامهم وحنانهم ...
- والله أنا لو ليا عيله ... ما حتكون أحن عليا منكم ... ربنا ما يحرمنيش منكم أبدًا ...(ثم إستطردت ترفض طلبهم بلباقة) ... بس "موده" دماغها ناشفة شوية ومش حترضى خالص بكده .. هي عايزة تشتغل وتعتمد على نفسها في مصاريفها وخالي "منير" جنبها برضه ...