رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 16 - 4 - الأحد 20/10/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل السادس عشر
4
تم النشر يوم الأحد
20/10/2024
بتفهم ممتعض لإصرار "غدير" فهي عزيزة النفس كأختها تمامًا ، دائمًا ما كانت ترفض شعور أن يتصدقوا عليهم لكنها ممتنة بإهتمامهم ...
حان وقت إجابه "رؤوف" الذي إنتظر أن ينتهوا جميعًا من عرضهم على "غدير" ، أجابها بثقة لمكانته بالشركة وقدرته على إقناع صاحبة الشركة بهذا الأمر البسيط ...
- ولا تشغلي بالك يا "دورا" ... أنا حكلم المديرة بتاعتنا وهي ممكن تشتغل كمتدربة في الأول لحد ما تخلص كليتها .. وبعدها ممكن تتثبت معايا ... الموضوع ده سهل جدًا ما تشيليش هم فيه خالص ...
تهلل وجه "غدير" بسعادة فبالتأكيد هذا عمل تتمناه "موده" ويعفيها من الحرج والدونية التي شعرت بهما بعد لقائها الأخير بـ"نيره" ...
- يا ريت يا "رؤوف" ... ده يبقى ليك جميل في رقبتي والله ...
أغمض "رؤوف" جفناه بغرور وهو يهز رأسه بخيلاء ثم هتف بروحه المرحة ...
- ما تقوليش كده يا "دورا" ... أهو كله بثوابه ...
إلى هنا إنتهى حد الجدية لدى "غدير" للتراجع عن دور التأثر الذي كانت تمر به لتعود إلى شخصيتها الصاخبة مرة أخرى ، لتطلع نحوه بإحتقار ممازحة إياه ...
- إنت صدقت نفسك ولا إيه ... !!! لاااا ما تاخدش على كده ...
بعيون مرهقة وبسمة لم تفارق شفتيه سحبها "عيسى" من ذراعيها وهو ينهض من جلسته ...
- مش يلا بينا نطلع شقتنا بقى ولا إيه ...؟؟! أنا حموت و أنام ... شطبت ...
بدون أن تراجعه أو تثني كلمته وقفت "غدير" على الفور وهي تلوح لهم بشقاوتها المحببة ...
- تصبحوا على خير يا كتاكيت ...
تقدمت لخطوتين قبل أن تستدير مرة أخرى تجاههم قائله بنبرة خفيضة تعلم جيدًا أن "عيسى" يستطيع سماعها أيضًا ...
- حبقى آجي لكم الصبح نفطر سوا لما عيسى يخلع ...
ضحك "عيسى" من دهشته بمزاحها ...
- سمعتك على فكرة ...
قالها بمشاكسة لزوجته التي تعلم أنه إستطاع سماعها ، إلتفتت نحوه بفاه متسع وإشراقة قائله بصوتها العالي ...
- حبيب قلبي ...
كلماتها المازحة وضحكاتها بقلب هانئ كانت نهاية ليلتهم ببيت "خالد" ليصعدا إلى شقتهما وعشهما الهادئ لقضاء ليلتهما معًا
❈-❈-❈
لم تكن ليلة هادئة على الجميع بل هناك صخب آخر بقلوب حائرة ، رغم شعوره بأنه لم يخطئ وأن الأمر لا يتعدى كونهُ مهمة تمت على أكمل وجه دون أخطاء ودون خسائر ...
لكن شعوره الذي تعاظم بالخطأ لتسرعه بإخبارها بالأمر بهذه الطريقة ...
أخذ "معتصم" ينظر لخيال "عهد" التي لم يكاد يلحقها عندما خرجت بإنفعال من الكوخ ، أسرع بخطواته يلحقها مناديًا إياها ...
- "عهد" ... يا "عهد"... إسمعي بس ...!!
لم تقف ولم تلتفت بل أكملت طريقها ، بالطبع كان يقدر على اللحاق بها لكن رنين هاتفه معلنًا وصول رسالة نصية جعله يثبت بموضعه ليقرأها ...
كانت فحواها بأن عليه البقاء بالكوخ لتسليم الجهاز الذي تَحَصل عليه من المقر الآمن لأحد مسؤولي الأمن لضمان سلامته وأمنه ...
إقتضب وجهه بتجهم فلن يستطيع اللحاق بها وعليه تنفيذ الأمر والبقاء بالكوخ لحين حضور هذا المسؤول الأمنى ...
زفر بقوة ليعود أدراجه لداخل الكوخ وقد تملكه شعور واحد فقط ، أنه مخطئ متسرع ، يا ليته صمت تمامًا وإنتظر عودتهم وترك الأمر يتضح لها بصورة أفضل مما حدث ...
فبالتأكيد ظنت أنه إستغلها لسلامته فقط ، وأن ما أظهره لها من مشاعر لا تتعدى إدعاء لإقناع "كاتينا" لإيصاله للمقر الآمن ..
ليتها تدرك أنها زلزلت كيانه بوجودها وقدرت على ما لم يقدر عليه سواها ، نعم أتمت المهمة وسرقت قلبه معها ...
❈-❈-❈
شقة عيسى دويدار ...
تَصنعهُ الإرهاق و غلبة النوم كانت حُجة لا أكثر لينفرد بمغردتهِ وقطعة الشوكولاتة خاصته ، كم إشتاق لها تلك صاحبة الحياة ، أراد لو يستمد منها بعض الترياق ليكمل حياته الرتيبة لتجدد طاقته المقبلة على الحياة ...
دلف "عيسى" و"غدير" لداخل الشقة يحاوطها بذراعه بحنان يستمد بقربها روحه لتسكن هي بدورها بإشتياق لقربه ليهمس "عيسى" أولًا ...
- وحشتيني يا شوكولاته ...
إستدارت "غدير" بمقابلته تتطلع نحو ملامحه المحفورة بقلبها قبل عينيها بنظراته الهائمة لكنها كعادتها أردفت ممازحة بإبتسامتها العريضة التي أظهرت أسنانها المميزة ...
- تصدق أنا نفسي أعرف إيه حكاية الشيكولاتة دي ...؟!!
ضم بسمته وهو يضغط بإصبعيه أسفل ذقنها قائلًا ...
- عشان أنا أكتر حاجة في الدنيا بحبها هي الشيكولاته ... عشان كده بحاول أدور على كلمه أوصفك بيها عندي مش بلاقي غيرها ... عشان هي أكتر حاجة بحبها ... فأنا عايز أقولك إن إنتِ أكتر حاجة بحبها ...
رغم كلماته المتغزلة إلا أنها أوسعت عيناها عن آخرهما معقبة بمزاحها اللطيف وسط ضحكتها المقهقة التي تهتز لها جسدها كاملًا ...
- طب ده أنا أحمد ربنا بقى إن إنت مش بتحب المكرونة ولا المحشى ... ده أنا كان حيبقى إسمى حاجة مسخرة خالص ...
ضحكة أخرى أخرجتها تلك المجنونة من قلبه قبل أن يضرب رأسها بخفة فقد أضاعت لحظته الرومانسية بمزاحها المتواصل ...
- أه يا شعنونه ...
مطت شفتيها بدلال ...
- أنا برضه شعنونه ...!!!
إبتسامه عريضة رسمت أخيرًا على محياه ، هو الذي تتوه منه ضحكاته لا تعرف لوجهه طريق إلا بحضورها فقط ، كما لو كانت لديها سحر خاص تجذبه به كالمسحور ، سحر يتمنى أن يظل منساق خلف عمره بأكمله ، نظر لعينيها بإشتياق قبل أن يردف ...
- إنتِ مش بس شعنونه ... إنتِ مجنونة ... مجنونة جنان ما أقدرش أستغنى عنه ... أنا نفسي قربت أتجنن ...
إلتفتت "غدير" تجاهه بدهشة ...
- تتجنن ليه كده ما إنت عاقل قدامي أهو ...
ضحكة متهكمة أطلقها "عيسى"على حاله الذي أصبح لا يسيطر على نفسه مطلقًا فقد أوشك على الجنون بالفعل ، جنون بمعشوقته التي سرقت فؤاده بلا رحمة ...
- تعرفي إني ببقى ماشي بدور على وشك في وشوش الناس ... بدور على ملامحك فيهم ... لو سمعت كلمة بتقوليها على لسان حد ببقى عامل زي الطفل الصغير إللي لقى أمه وأحس بالروح دبت فيا من تاني ... أنا بضحك على كلامك لما بقعد لوحدي إنتِ في خيالي مش بتسيبيني يا "غدير" ...
لم تقوى على تحمل عباراته المتغزلة وتظل بشقاوتها وخفة ظلها لتلتبسها روح الأنثى التى تسبح ببحور العشق والهيام تاركة العنان لتلك اللحظة التى لا تعوض برفقة حبيبها وزوجها ...
هدأت ضحكاتها الصاخبة لتعلو ضربات قلبها وتصاعد أنفاسها بتلك السعادة التى تملكتها بقربه وكلماته التى تشدو بأذنيها كالألحان تعزف على أوتار قلبها الضعيف ...
هامت بعيناه المثيرتان فهل يدرك أن ما يخبرها به لا يقرب من قطرة واحدة ببحور عشقها له ، تنهدت ببطء وهي تلملم شتات نفسها التى تبعثرت أمامه لتنفرج شفتيها عن كلماتها التى تأسر قلبه المتلهف لها ...
- لو إنت بتدور عليا فى وشوش الناس ... أنا أصلًا مش شايفه غيرك قدامي ، أنا بحب كل حاجة إنت فيها ، بحب أهلك عشانك ، بحب شكلك وملامحك ، بحب ريحتك ، هدومك ، كتبك ، أنا حتى بقيت بحب الأفلام إللي إنت بتحبها عشان إنت بتحبها ، بقيت بشوف الدنيا بعنيك إنت ، أنا يا "عيسى" بقيت إنت من غير ما أحس ، "غدير" خلاص بتروح منى ، وأنا راضية ومبسوطة ومش زعلانة ، متتصورش أنا مبسوطة قد إيه وأنا بتحول وأبقى نسخة منك إنت ...
نفذت كلماتها العاشقة بقلبه المتيم ، فكم هو سعيد محظوظ بعشقها له ، فهي خير متاع الدنيا ...
لكن على الرغم من لحظتهما الرومانسية تلك والتى من المفترض أن تكون سعيدة حالمة إلا أنه لاحظ بنهاية حديثها نظرة حزينة منكسرة حتى نبرة صوتها المرتجفة جعلته يقابل تهدل ملامحها ببعض الإقتضاب ليردف متسائلًا بنبرته الحنونة ...
- مالك يا حبيبتي ، زعلانه ليه كدة ... ؟؟؟